خنساء زوجة البطل بابكر النور تكتبملاحظات حول وثيقة الحزب الشيوعي لتقييم 19 يوليو 1971

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 00:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2017, 08:27 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خنساء زوجة البطل بابكر النور تكتبملاحظات حول وثيقة الحزب الشيوعي لتقييم 19 يوليو 1971

    07:27 PM March, 14 2017

    سودانيز اون لاين
    النذير حجازي-بلاد الله الواسعة
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ملاحظات حول وثيقة الحزب الشيوعي السوداني لتقييم 19 يوليو 1971

    الحلقة الثانية

    قبل عقدين من الزمان، وتحديدا في يناير 1996، أصدرت قيادة الحزب الشيوعي السوداني وثيقة تقييم حركة 19 يوليو 1971، وهو التقييم الذي أعدته سكرتارية اللجنة المركزية في مارس 1985،
    مما يعني أنه صدر بعد أكثر من 10 سنوات بعد إعداده ، و من بينها 4 سنوات في الحقبة الديمقراطية، كانت تتيح مساحات كافية للنقاش و التداول بشأنه. هذا التقرير صدر دون أن تناقشه أو تجيزه اللجنة المركزية،
    وفق ما أفادت به السكرتارية في مقدمة الوثيقة بأن الظروف، بعد انقلاب 30 يونيو 1989، لم تسمح بعقد دورة مكتملة أو موسعة للجنة المركزية لمناقشة التقييم، واستقرّ الرأي، بعد التشاور مع أعضاء اللجنة المركزية الموجودين،
    على أن يصدر التقييم كما أعدته السكرتارية المركزية. و يدفعني ذلك إلى طرح التساؤل :لماذا تأخر التقرير لأكثر من عشرين عاما؟ ألم يكن من المتاح تأجيل نشره لعدة أشهر إضافية حتى تجتمع اللجنة المركزية لمناقشته
    و إضافته ليصبح وثيقة مكتملة الأركان ، تعبر بالكامل عن رأي الحزب ممثلا في لجنته المركزية.

    من جانبي، و منذ استلامي الوثيقة، حرصت على قراءتها بدقة، عدة مرات، وسجلت ملاحظاتي حولها، ولكني احتفظت بالملاحظات لنفسي فقط ، طيلة هذه المدة حتى لا أجعل من حديثي مادة لإثارة غبار ،
    أحرص ألا يصيب الحزب رزاز منه. والآن، وبعد أن عقد الحزب مؤتمريه الخامس والسادس بسلام، وبعد التهنئة بعقد المؤتمرين، وبعد الأماني الصادقة بمزيد من النجاحات والمعالجات لسلبيات وأخطاء الماضي والاستفادة منها،
    أنشر بعضا من ملاحظاتي حول التقييم الذي أصدره الحزب حول حركة 19 يوليو، ونشره جماهيريا. صحيح أن الكثيرين ممن عاصروا تلك المرحلة لم يعودوا في عالمنا و ذهب بعضهم من دون أن يقدم شهادته بشأن هذه الأحداث المفصلية في تاريخ الحزب و السودان.
    و من هنا يأتي حرصي على نشر ملاحظاتي على محدوديتها و قد سبق لي أن نقلت وجهة نظري عبر الهيئات الحزبية التي عملت من خلالها وبكل شفافية و صدق.

    وقبل الخوض في تفاصيل ملاحظاتي حول التقييم، أشير إلى العبارة التي أعلنها الحزب إبان القمع الدموي بعد 22 يوليو 1971، والتي تقول بأن "19 يوليو تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه". هذه العبارة استوقفتني كثيرا، ورأيت فيها بعض الغموض.
    ولكن، ربما أرادها الحزب هكذا، بغموضها البلاغي. فالحزب لم ينكر التهمة إلا تأكيدا لرباطة الجأش في المحنة، وهي شرف لن يدعيه لأنه يتفادى الإشارة إلى أنه قد يكون قد أوعز بها ولم تثبت.

    أشارت الوثيقة إلى أنه خلال الفترة الممتدة من نوفمبر 1970وحتى يونيو 1971 عقدت قيادة الحزب عدة لقاءات مع العسكريين الشيوعيين، وفي إحدى هذه الاجتماعات قال الشهيد بابكر النور إنهم يواجهون ضغوطا من الديمقراطيين داخل الجيش لتنظيم عملية عسكرية متكاملة للإطاحة بالسلطة،
    وانهم يواصلون مناقشة أولئك الضباط عن ضرورة الارتباط أكثر بالحركة الجماهيرية، وضرورة تجميع أوسع قوى ممكنة داخل الجيش. بالنسبة لي، واضح من حديث الشهيد بابكر عدم موافقته على الانقلاب الذي تم في 19 يوليو، وهو دائما كان يكرر القول حول إمكانية نجاح العملية الانقلابية،
    ولكن ستكون هناك صعوبة في الحفاظ على السلطة نتيجة للظروف والأسباب الموضوعية، العالمية والإقليمية والمحلية لوجود قوى رجعية معادية بالمنطقه نجحت في تشكيل تنظيمات تابعة لها داخل السودان ، بالإضافة إلى اتفاقيات الدفاع المشترك و التحالف الثلاثي بين الأنظمة الحاكمة في مصر
    و ليبيا و السودان و الخلافات داخل تنظيم الضباط الأحرار. ظلّ هذا رأي الشهيد بابكر حتى مغادرته السودان بعد آخر اجتماع للتنظيم، ووافقه الرأي الشهيد هاشم العطا، وأنا أشهد على ذلك. وحتى بمجرد سماعه لخبر الانقلاب في 19 يوليو، كانت أول كلمات الشهيد بابكر
    " كيف الجماعة ديل يعملوا إنقلاب والتنظيم مازال يحبو ؟ ، وعدد من المايويين الأساسيين غير موجودين في البلد ( خالد حسن عباس، مأمون عوض أبوزيد ، بابكر عوض الله ، محمد عبدالحليم " ، الأمر الذي ساهم بالطبع في تعبئة القوى الخارجية المعادية و هزيمة حركة 19 يوليو.

    وأشارت الوثيقة إلى أنه في ذات الاجتماعات أعلاه أحيط العسكريون علماً بأن الحزب يواصل خطواته لتهريب عبد الخالق من المعتقل. هذه الإشارة دفعتني للتساؤل حول كيفية إحاطة العسكريين علما وهم المسؤولون؟. كيف كانت تصل رسائل الشهيد من المعتقل الحربي إلى الحزب؟
    أليس من خلال الضباط الشيوعيين ؟؟ ومن ناحية أخرى، لماذا لم تصدر كلمة ثناء في حق العسكريين الذين هربوا الشهيد عبدالخالق من سجنه العسكري بدرجة عالية من التأمين وبكفاءة نادرة عسكرياً وسياسياً ؟ أيضا، لماذا لم يكشف الحزب ملابسات الطائرة المصرية ا
    لتي فتح لها المجال الجوي قبل وصول طائرة الشهيدين، وكان بها أحمد حمروش وأفراد من المخابرات المصرية راج أنهم نقلوا معهم أبر الدبابات التي استخدمت في ضرب 19 يوليو ؟

    جاء في الوثيقة أن العسكريين عرضوا على الشهيد عبد الخالق بعد هروبه فكرة الانقلاب. وقد جاء اقتراحهم، كما تشير الوثيقة، مصحوبا بعدد من الملاحظات حول الجوانب السلبية في قيادة الحزب والتي تكشفت إثر إطلاعهم على ما أدلى به المنقسمون من الحزب لأجهزة مايو.
    وأوردت الوثيقة ردود الشهيد عبد الخالق محجوب عليهم والتي تتلخص في أن تحفظاتهم وملاحظاتهم يجب أن تطرح علي قيادة الحزب ومناقشتها، وأن اقتراح الانقلاب يجب ان يطرح علي اللجنة المركزية وأخذ رأيها. كما أوردت الوثيقة ملخصات لعدد من
    المراسلات والاجتماعات حول هذا الامر شارك فيها عدد من العسكريين. من هذه الوقائع يمكننا استنتاج الآتي:
    •هذا يدل علي ان هنالك مناقشات كثيرة كانت دائرة مع العسكريين حول التحرك، وأن إصرار الشهيد عبد الخالق على مناقشة الأمر مع اللجنة المركزية، يدل علي عدم الاعتراض علي الفكرة، بل أن يكون التحرك مسؤولية الجميع.
    •طلب عبد الخالق التأجيل، ولم يعترض، حتي يتمكن من العمل مع كل الجهات : الامانة العامة، المكتب السياسي، والتحضير لاجتماع للجنة المركزية يعرض فيه الموضوع.
    •أفاد ضابط قيادي أنه قابل الشهيد بابكر آخر إبريل 1970، وعلم منه أن التنظيم مازال يواصل التجنيد، كما أن الشهيد بابكر ذكر في تصريح له بعد الانقلاب بانه كان على علم بوجود حركة داخل الجيش تحضر للإطاحة بنميري.. لا أعتقد أنه من المتوقع أن يصرح بابكر
    بغير ذلك ، وهو قد عين رئيساً لهذا الانقلاب، ولكن حديثه يدل على أن الحزب كان يعلم بفكرة الانقلاب.
    •وبالإشارة إلى ما جاء في الوثيقة حول اللقاء الذي تم يوم 19 يوليو مع الشهيد هاشم ، ونقلت له ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي، وقال الشهيد هاشم إنه يتفهمها جيداً وأنه في نهاية الامر مُسرَّح وليست لديه قوة عسكرية وسلطة أمر عسكري...،
    أخلص إلى أن هاشم لم يجتمع بالمكتب السياسي، وأن المجموعة التي اجتمعت به طلبت منه تنفيذ عمل عسكري!!. أيضا هنا يبرز سؤال مهم: من هم أعضاء المكتب السياسي الذين اجتمعوا بهاشم؟.

    ولمزيد من التوضيح، أطرح الوقائع التالية:
    •يفهم مما جاء في مجلة الحزب الداخلية، الشيوعي 157، أن الحزب ساعة الاقتضاء أصر على محاربة السلطة المايوية بسلاحها، سلاح الانقلاب العسكري، مما أعطي موافقته لتفجير حركة 19 يوليو، بصرف النظر عن كون هذه الموافقة صريحة
    أو ضمنية، ولسان حاله يقول عله بذلك يفتح الباب لحكم الجبهة الوطنية الديمقراطية.
    •تحدثت صحيفة الميدان عن الذين ضحوا من أجل قضية لم يشتركوا أو يخططوا لها...!!
    •في إفادة للأستاذة سعاد إبراهيم أحمد، قالت إنها وجدت عبد الخالق مهموماً ومعه نقد، وأن عبد الخالق كان يقول "هم بفتكروا أنهم عملوا العليهم وخلوا الباقي للحزب". وبعد ذلك جلس عبد الخالق ونقد وصاغا بياناً باسم الحزب بعنوان "ويذهب الزبد جفاء".
    •في مقابلة مع نقد قال: بعد أن علمت أن هنالك انقلاباً بواسطة هاشم العطا ذهبت للمنزل الذي به عبد الخالق فقال لي "الواضح إنو الجماعة انضغطوا لذلك تحركوا". ماذا يعني ذلك ..؟؟
    •السفير أحمد عرابي [ مصري ] قدم إفادات هامة حول أحداث 19 يوليو، أعتقد أنها يمكن أن تساعد في توضيح بعض الملابسات. جاء في إفادات السفير:
    •أن الانقلاب الذي جري في 19 يوليو يمثل ذروة تصعيدية لذلك الخلاف الكبير والتشعب الذي نشب داخل مجلس قيادة الثورة بين فريقين: العناصر الموالية لمصر وليبيا، والعناصر الاستقلالية ذات النزعة اليسارية.
    •ميثاق اتحاد الجمهوريات العربية كان بمبادرة من القذافي، وقدم للرؤساء للتوقيع عليه، وكان مقترحا أن يكون النميري نائباً للرئيس. وعندما طرح نميري مبادرة الاتحاد في مجلس قيادة الثورة، تحدث بابكر النور بغضب شديد عن الطريقة الساذجة
    التي يريد النميري أن يقرر بها أمراً مصيرياً كهذا، وقال "ان من يحق له التصويت علي قرار الوحدة ليس مجلس الثورة بل الشعب السوداني" فقاطعه نميري بسخرية "تريدنا ان نجلس هنا ونطلب من الشعب السوداني ان يقف طابور ليقول كل واحد رأيه في المبادرة؟!".
    فرد بابكر بلهجة لا تقل سخرية "لا.. لا توقفهم في طابور لأن الشمس حارة جداً، لكن اطرح عليهم الفكرة في استفتاء عام!". وعقب نميري علي بابكر قائلاً إن رأيه فردي ولا يمثل الأغلبية ، ثم طرح الأقتراح للتصويت، فانضمّ فاروق حمد الله وهاشم العطا لبابكر،
    بينما صوّت البقية ، ومن ضمنهم بابكر عوض الله ، والبقية مع نميري.
    •بعد ذلك انفتحت أبواب العداء واسعة بين مايو والحزب، بحيث أصبح وجود أحدهما نافياً بالضرورة وجود الآخر. وهكذا أصدر الحزب أواخر مايو، أخطر بياناته معلناً بوضوح وربما لأول مرة عن عزمه إسقاط السلطة.
    •صبيحة الثلاثاء 28 يونيو 1971 تم تهريب الشهيد عبد الخالق من معتقله.
    •في يوم 21 يوليو توجه عبد الخالق لوداع صديقه أحمد حمروش الذي حضر ضمن وفد صحفي صغير ضم أيضاً أحمد فؤاد رئيس مجلس ادارة بنك مصر وكانت الزيارة في واقع الأمر بتكليف من السادات.
    •حينما وقع الانقلاب تواصلنا نحن في ليبيا ومصر وسوريا مع بعضنا وقررنا ضرورة إعادة نميري.
    •وفي اليوم التالي ذهب اللواء خالد حسن عباس وزير الدفاع برفقة الوزير محمد عبد الحليم، الَّذين كانا خارج السودان، الي القاهرة وفي اليوم التالي أتيا الي طرابلس برفقة وزير الحربية المصري اللواء محمد صادق.. تناقشنا وقمنا بتحضير القوات التي يمكن ان تدخل السودان خلال 7 أيام.

    أخيرا، هذه الملاحظات المتفرقة قمت بكتابتها قبل سنوات و أعتقد أن الوقت قد حان لأضعها بين يدي كل المهتمين بهذا الحدث الكبير في تاريخ السودان، حركة 19 يوليو، علها تساعد في إعادة قراءته بصورة مختلفة بغرض تحديد المسؤوليات و الاستفادة من الدروس
    و إنصاف أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحزب و الوطن. و كما جاء في وثيقة التقييم، أن "لو" حرف شرط لا يفيد الا من حيث استخلاص الدروس والتجربة واتخاذها زاداً للمستقبل، وهذا ما نتمناه،،

    مارس 2017





                  

03-14-2017, 08:30 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خنساء زوجة البطل بابكر النور تكتبملاحظات (Re: النذير حجازي)

    الحلقة الأولى
    قبل الخوض في تفاصيل ملاحظاتي عن التقييم، أشير إلى العبارة التي أعلنها الحزب إبان القمع الدموي بعد 22 يوليو 1971، والتي تقول إن "19 يوليو تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه"،
    هذه العبارة استوقفتني كثيراً، ورأيت فيها بعض الغموض، لكن- ربما- أرادها الحزب هكذا، بغموضها البلاغي؛ فالحزب لم ينكر التهمة إلا تأكيداً لرباطة الجأش في المحنة، وهي شرف لن يدعيه؛ لأنه يتفادى الإشارة إلى أنه قد يكون قد أوعز بها، ولن تثبت.
    """"""""""""""""""""""""""""
    تقول الوثيقة بلغة أقرب إلى الندم: إنه كان على الحزب أن يتعرف على تقديرات الشيوعيين والديمقراطيين للوضع داخل الجيش، ومسار الصراع، ومستقبله... إلخ، وبالتعرف على تقديرات هذه القوى، كان الحزب
    - بالضرورة- سيتعرف على مواقف القوى السياسية العسكرية الأخرى. ولكن السؤال الرئيس، ونقوله- بلهجة المندهش المستعجب: إذا لم تناقش هذه التقديرات في اجتماعات قيادة الحزب بالضباط والعسكريين من أعضاء الحزب فماذا كان يدور في تلك الاجتماعات، والتي من أولوياتها مناقشة ذلك؟.
    """"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


    قبل عقدين من الزمان- تحديداً- في يناير 1996 أصدرت قيادة الحزب الشيوعي السوداني وثيقة تقييم حركة 19 يوليو 1971، وهو التقييم الذي أعدته سكرتارية اللجنة المركزية في مارس 1985- ما يعني أنه صدر بعد أكثر من 10 سنوات بعد إعداده،
    ومن بينها 4 سنوات في الحقبة الديمقراطية كانت تتيح مساحات كافية للنقاش، والتداول بشأنه.
    هذا التقرير صدر دون أن تناقشه أو تجيزه اللجنة المركزية وفق ما أفادت به السكرتارية في مقدمة الوثيقة أن الظروف بعد انقلاب 30 يونيو 1989 لم تسمح بعقد دورة مكتملة، أو موسعة للجنة المركزية؛ لمناقشة التقييم،
    واستقر الرأي- بعد التشاور مع أعضاء اللجنة المركزية الموجودين- على أن يصدر التقييم كما أعدته السكرتارية المركزية.
    ويدفعني ذلك إلى طرح التساؤل إن التقرير تأخر أكثر من عشرين عاماً ألم يكن من المتاح تأجيل نشره عدة أشهر إضافية؛ حتى تجتمع اللجنة المركزية لمناقشته، وإضافته؛ ليصبح وثيقة مكتملة الأركان تعبِّر بالكامل عن رأي الحزب ممثلاً في لجنته المركزية؟.
    من جانبي، منذ استلامي الوثيقة، حرصت على قراءتها بدقة، عدة مرات، وسجلت ملاحظاتي حولها، لكني احتفظت بالملاحظات لنفسي فقط طوال هذه المدة حتى لا أجعل من حديثي مادة لإثارة غبار أحرص ألا يصيب الحزب رزاز منه. والآن،
    وبعد أن عقد الحزب مؤتمريه الخامس والسادس بسلام، وبعد التهنئة بعقد المؤتمرين، وبعد الأماني الصادقة بمزيد من النجاحات والمعالجات لسلبيات وأخطاء الماضي والاستفادة منها، أنشر بعضاً من ملاحظاتي عن التقييم الذي أصدره الحزب عن حركة 19 يوليو،
    ونشره جماهيرياً، صحيح أن الكثيرين ممن عاصروا تلك المرحلة لم يعودوا في عالمنا، وذهب بعضهم من دون أن يقدم شهادته بشأن هذه الأحداث المفصلية في تأريخ الحزب والسودان.
    ومن هنا يأتي حرصي على نشر ملاحظاتي- على محدوديتها- وقد سبق لي أن نقلت وجهة نظري عبر الهيئات الحزبية التي عملت من خلالها، وبكل شفافية وصدق.
    وقبل الخوض في تفاصيل ملاحظاتي عن التقييم، أشير إلى العبارة التي أعلنها الحزب إبان القمع الدموي بعد 22 يوليو 1971، التي تقول إن "19 يوليو تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه"، هذه العبارة استوقفتني كثيراً، ورأيت فيها بعض الغموض،
    لكن- ربما- أرادها الحزب هكذا بغموضها البلاغي، فالحزب لم ينكر التهمة إلا تأكيداً لرباطة الجأش في المحنة، وهي شرف لن يدعيه؛ لأنه يتفادى الإشارة إلى أنه قد يكون قد أوعز بها ولن تثبت.
    أما الوثيقة فقد كشفت عن خلل كبير، وقصور واضح في أداء الحزب في التعامل مع تقييم هذا الحدث، الذي زلزل أركان الحزب، والحياة السياسية في البلاد. فالوثيقة تتحدث عن نقص كبير في امتلاك الوقائع المتعلقة بحركة 19 يوليو،
    وتبرر لذلك بأن سلطة مايو تعمدت التعتيم على المعلومات، وكأن المتوقع منها عكس ذلك، ثم بكل بساطة تقر الوثيقة أنها لا تتضمن تقرير لجنتين مهمتين وأساسيتين، لم تفلح أي منهما في إنجاز مهمتها إلى أن صدرت الوثيقة،
    وهما لجنة العسكريين المسرحين الذين شاركوا في 19 يوليو، والمناط بها تقييم كل الجوانب العملية العسكرية من فترة التحضير إلى نجاح الانقلاب ثم هزيمته، ولجنة تقصي الحقائق عن أحداث بيت الضيافة،
    وبغرض الاستمرار في تجميع الشواهد والشهادات التي تعمدت السلطة المايوية التعتيم عليها، لا أدري كيف يمكن القول إن التقييم أنجز في غياب مساهمة هاتين اللجنتين المناط بهما بحث وتقييم مسألتين تشكلان عظم الظهر في الأحداث؟!،
    وهل فعلا أن مهمتيهما هي مجرد إضاءة للتقييم ولا تمس جوهره، كما ذكرت الوثيقة؟!، لا أعتقد ذلك أبداً، والأدهى والأمر أن اللجنتين لم تنجزا تقيمهما حتى صدور التقييم في 1996، أي طوال ربع قرن!،
    ولم يبلغ علمي أنهما قد أنجزتا مهمتيهما حتى لحظة كتابة هذه السطور، ويصبح هذا غير مفهوم بالنظر إلى أن العديد من الضباط الذين شاركوا في العملية ألفوا ونشروا كتباً، وأجروا حوارات صحفية عن العملية؟،
    ألا يفتح هذا التصرف من قبل قيادة الحزب مجالاً للشكوك، التي يعززها أن قيادة الحزب لم تناقش، أو تستفسر، أو تعرض مسودة التقييم على عدد من الوطنيين الذين لديهم علاقة بالحدث، أو ربما تكون لديهم معلومات تفيد،
    أو حتى مجرد أن الأمر يهمهم كأسر الشهداء من العسكريين، ومن بينهم أعضاء في الحزب، والذين لم يطلعوا على الوثيقة إلا بعد صدورها ونشرها إعلامياً؟، أنا- شخصياً- عضو في الحزب،
    وعايشت تلك الفترة من خلال عضويتي في الحزب، وكذلك من خلال علاقاتي الشخصية زوجة للشهيد بابكر النور، لم أطلع على هذه الوثيقة إلا بعد نشرها إعلامياً مثلي مثل العديد من الرفاق والرفيقات.
    وفي فقرة أخرى، تـحدثت الوثيقة أنه قبل وليس بعد 19 يوليو بعشرة أيام كان الشهيد عبد الخالق محجوب ينتظر اجتماعاً مع التجاني الطيب، والجزولي سعيد، وشكاك؛ للتشاور،
    بينما كان أعضاء المكتب السياسي الآخرون مشغولين بمهام ولقاءات واجتماعات في جبهات عمل أخرى!.. هل يعقل هذا، وماذا تسمونه؟!، أين المهم والأهم في نظر المكتب السياسي؟،
    وهل يمكن أن يكون في تلك اللحظات ما هو أهم من حدث بمستوى أهمية 19 يوليو؟!، أم إن المقصود من ذلك الإيحاء بعدم علم المكتب السياسي بهذا التحرك؟.
    تحدثت الوثيقة بلغة تبريرية عن فكرة الانقلاب العسكري، بل أشارت إلى أن الحزب يضع في اعتباره الظروف السياسية، والمصالح الطبقية التي يخدمها التكوين الطبقي، والفكري،
    والسياسي لقادة أي انقلاب، وعلى ضوء ذلك يحدد موقفه من الانقلاب، وأقرت الوثيقة إنه على ضوء هذا الفهم عارض الحزب انقلاب نوفمبر 1958؛
    لأنه رجعي، لكنه أيد وشارك في محاولات الانقلاب الأربع التي قام بها ضباط وضباط صف وجنود وطنيون؛ لإسقاط نظام الفريق عبود في أول مارس 1959 وفي 22 مايو 1959،
    ونوفمبر 1959، في نظري هذا طرح ملتبس فكرياً، ويشوبه التناقض، وعدم الموضوعية تجاه قضية التغيير بواسطة الانقلابات العسكرية،
    وأشير- هنا- إلى مناقشة الشهيد عبد الخالق محجوب في أكتوبر 1969 بعد ظهور بوادر الصراع مع مايو على السطح،
    واقتراح بعض الشيوعيين المشاركين في السلطة بالاستقالة، حيث قال الشهيد: إن الاستقالة هروب من الصراع،
    وأن التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام سرقة للسلطة، وبالنسبة لي هذا يجعل الأمر جلياً؛
    ففكرة الانقلاب مطروحة منذ العام 1969 في أوساط قيادة الحزب، وأن الأمر لا يتحمل المقاربات النظرية التبريرية اللاحقة للحدث.
    صحيح كما جاء في الوثيقة إن سلطة مايو كانت طرفاً فاعلاً- تخطيطاً، وتنفيذاً- في الانقسام الكبير الذي وقع في داخل صفوف الحزب،
    لكن الوثيقة أغفلت أن الصراع الفكري بشأن الانقلاب تفجر داخل الحزب قبل مايو، وليس بسببها، هذه النقطة أراها مهمة جداً،
    وليس أقل أهمية منها العلاقة الوثيقة التي ظلت تربط أطراف في قيادة الحزب بمجموعات القوميين العرب.
    اعترفت الوثيقة أن الحزب لم يمنع اعتقال الشهيد عبد الخالق محجوب رغم أن ذلك كان ممكناً في تلك الظروف- سياسياً وجماهيرياً- كما أشارت الوثيقة.
    لكن هذا الاعتراف لا يجيب عن السؤال الذي ظل ينتظر إجابة دون جدوى، وهو ما دام أن ذلك كان ممكناً فلماذا لم يحدث؟
    ، قناعتي أنه في حال عدم اعتقال الشهيد عبد الخالق لتغير المسار كلياً؛ بفضل قدرات السكرتير العام المعروفة.
    تقول الوثيقة بلغة أقرب إلى الندم: إنه كان على الحزب أن يتعرف على تقديرات الشيوعيين والديمقراطيين للوضع داخل الجيش، ومسار الصراع،
    ومستقبله... إلخ، وبالتعرف على تقديرات هذه القوى كان الحزب- بالضرورة- سيتعرف على مواقف القوى السياسية العسكرية الأخرى،
    ولكن السؤال الرئيس، ونقوله- بلهجة المندهش المستعجب: إذا لم تناقش هذه التقديرات في اجتماعات قيادة الحزب بالضباط والعسكريين من أعضاء الحزب فماذا كان يدور في تلك الاجتماعات،
    والتي من أولوياتها مناقشة ذلك؟، ثم ماذا عن حديث الشهيد بابكر النور إلى الشهيد عبد الخالق محجوب في 25 مايو 1969، وكنت قد أخبرت الأخت نعمات مالك بمضمون هذا الحديث بعد إبعاد مجموعة بابكر النور،
    وهاشم العطا، وفاروق حمد الله من عضوية مجلس قيادة الثورة في 16 نوفمبر 1970؛ حيث أبلغني الشهيد بابكر النور أن عبد الخالق محجوب قال له: "لقد كان من السهل استيلاؤكم- كشيوعيين- على السلطة"،
    فكان رد الشهيد بابكر النور "صحيح كان في إمكاننا ذلك، لكن لن نستمر بها؛ لأن هناك مجموعات القوميين العرب، والضباط الوطنيين الآخرين الذين- دائما- كانوا يقولون: "أبعدونا من الشيوعيين".
    نواصل


                  

03-15-2017, 00:58 AM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10844

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خنساء زوجة البطل بابكر النور تكتبملاحظات (Re: النذير حجازي)

    ودي النقطة المهمة
    -----
    "تحدثت الوثيقة بلغة تبريرية عن فكرة الانقلاب العسكري، بل أشارت إلى أن الحزب يضع في اعتباره الظروف السياسية، والمصالح الطبقية التي يخدمها التكوين الطبقي، والفكري، والسياسي لقادة أي انقلاب، وعلى ضوء ذلك يحدد موقفه من الانقلاب، وأقرت الوثيقة إنه على ضوء هذا الفهم عارض الحزب انقلاب نوفمبر 1958؛ لأنه رجعي، لكنه أيد وشارك في محاولات الانقلاب الأربع التي قام بها ضباط وضباط صف وجنود وطنيون؛ لإسقاط نظام الفريق عبود في أول مارس 1959 وفي 22 مايو 1959، ونوفمبر 1959، في نظري هذا طرح ملتبس فكرياً، ويشوبه التناقض، وعدم الموضوعية تجاه قضية التغيير بواسطة الانقلابات العسكرية،"

    موقف الحزب الشيوعي من الإنقلابات العسكرية غير مبدئ
    يعني ممكن يوافقوا علي إنقلاب ويرفضوا
    مش رفضها مبدأيا

    سال كثير من مداد التبرير
    لكن التبرير كالكذب حبله قصير

    فليعد إذن كمال الجزولي للكتابة عن الحزب الشيوعي والديمقراطية والإنقلابات العسكرية
    فربما كان أحمد سليمان برئ من تهمة الإنقلابية !!!!!
                  

03-15-2017, 06:13 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خنساء زوجة البطل بابكر النور تكتبملاحظات (Re: Nasr)

    اعتقد ان موقف الحزب الشيوعي السوداني المبدئي من رفض الانقلابات العسكرية بدا عام ١٩٧٨ وفيه ذلك العام تم التثبيت علي خيار الديموقراطية الغربية والتعددية كخيار استراتيجي لا خط مرحلي او تكتيك وقتي وكل الوثائق والادبيات اللاحقة والمواقف صبت في اتجاه رفض الانقلابات من حيث المبداء والرهان علي الديموقراطية *ماقبل عام١٩٧٨ كان الموقف من الانقلابات يحكمه منطق الربح والخسارة والمواقع الطبقية والاجتماعية للقوي الانقلابية وحجم الضرر والمكسب من الانقلاب ومدي تجاوب الانقلاب مع نبض الشارع *وهنا لايفوت علينا فترة مابعد حل الحزب الشيوعي وطرد النواب والانقلاب المدني علي الدستور والمؤسسات الديموقراطية ونظام فصل السلطات افرز مناخ وعقليات انقلابية وصلت لقناعة عدم جدوي النظام السياسي الذي اعقب اكتوبر ~ وضاقت تلك العقليات بالمؤامرات اليمينية وجدوي الصبر علي التجربة الحزبية المصدر :
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de