حمدين صباحي قدّم دعوته السياسية في ثوبها القديم نفسه… وقادة الرأي شغلوا مصر بتوافه الأمور

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2016, 10:03 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حمدين صباحي قدّم دعوته السياسية في ثوبها القديم نفسه… وقادة الرأي شغلوا مصر بتوافه الأمور

    09:03 PM March, 09 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    موضوعان رئيسيان سيطرا على اهتمامات الأغلبية، وعكسته الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 8 مارس. الأول هو أزمة الدولار وما أدى إليه من ارتفاعات متواصلة في أسعار السلع الغذائية، وضخ البنك المركزي خمسمئة مليون دولار، واستمرار ترقب إقدام الحكومة على رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، في برنامجها الذي ستقدمه إلى مجلس النواب في السابع والعشرين من الشهر الحالي. والموضوع الثاني مباريات كرة القدم، والتحركات في مجلس النواب لإسقاط عضوية مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، بعد أن تقدم المتحدث باسم ائتلاف «دعم الدولة» علاء عبد المنعم بمذكرة رسمية بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق، واتخاذ ما يلزم نحو إسقاط عضوية منصور لفقدانه، كما قال، الثقة والاعتبار وقيامه بتصفية حسابات شخصية وتهديد المجتمع، مستغلا عضويته في مجلس النواب، واستخدام أحط الألفاظ وإيحاءات جنسية ساقطة ضد خصومه في المجال السياسي والرياضي والإعلامي والفني، بلغة سوقية وعبارات ساقطة، كما جاء في المذكرة، بالإضافة إلى قيام الصحف المصرية الخاصة بشن حملة في الأيام السابقة ضد مرتضى، ونشر أسباب استبعاده من سلك القضاء، والمطالبة بأن تتواصل عملية التخلص من توفيق عكاشة إلى التخلص من مرتضى أيضا. وكان موضوع القبض على الخلية الإخوانية التي شاركت في اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، ودور حركة حماس فيها، موضوع اهتمام أيضا من الغالبية، خاصة بعد أن تكشف أن عناصر عديدة في الخلية طلاب في جامعة الأزهر، وهو ما سيحدد الحملات ضده. وجاء الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي بوتين والسيسي ليبعث أملا لدى العاملين في مجال السياحة، بعدما نشر عن قرب استئناف روسيا رحلات الطيران إلى مصر.

    واجتماع رئيس الوزراء شريف إسماعيل مع وزراء المجموعة الاقتصادية، والتشديد على الانتهاء من مشروع الشباك الواحد، الذي يتعامل معه المستثمرون وينهي أعمالهم بسرعة. واجتماع وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بقادة وضباط الشرطة، وتأكيده على استمرار حسن التعامل مع الناس، وقيام الرئيس السيسي بعمل مداخلة هاتفية أخرى مع زميلنا عمرو أديب في قناة «أوربت»، وكان عليه أن يقوم بهذه المداخلات مع التلفزيون الحكومي، الذي حدث فيه تطور ملموس، لدعمه أيضا. ولم تحظ محاكمة الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي في قضية التخابر مع قطر وشهادة قائد الحرس الجمهوري بأي اهتمام شعبي، رغم أن القاضي أمر بحبس نقيب الشرطة عمرو عثمان أربعا وعشرين ساعة، لأن هاتفه المحمول لم يكن مغلقا، ورن أثناء الجلسة. وإلى بعض مما عندنا.. ما الأسباب الحقيقية لإسقاط عضوية عكاشة؟ ونبدأ بالمعارك التي لا تهدأ بسبب إسقاط عضوية توفيق عكاشة في مجلس النواب، وقول زميلنا في «الجمهورية» السيد نعيم يوم الاثنين: «سادت حالة من الارتياح الغريب لدى بعض أعضاء مجلس النواب، خاصة النائبين مصطفى بكري ومحمود بدر الدين، اللذين تبادلا التهنئة عقب إسقاط عضوية توفيق عكاشة من دون سبب محدد، فتارة نسمع تصريحات حول عملية الإسقاط بأنها تمت لمقابلته السفير الإسرائيلي في منزله في الدقهلية، وتارة أخرى، كما قال رئيس المجلس د. علي عبدالعال، إن إسقاط عضوية عكاشة كانت «بسبب تجاوزه في حقي»، وهو سبب بالتأكيد لا يسقط عضوية النائب، بل يحال إلى لجنة القيم ويعاقب بالحرمان من بعض الجلسات. والحقيقة أن سبب إسقاط عضوية عكاشة غير واضح تماما وقيل كلام كثير إن هذا القرار مخالف للائحة وللدستور، وإنه يحق له الطعن على القرار والعودة إلى البرلمان. وأيا كانت الأسباب والوقائع والمسببات فقد حدث ما حدث، ولكن يجب أن يأخذ الجميع عظة وعبرة ويتعلموا الأصول البرلمانية العريقة، التي يجب ألا تخالف اللوائح والدساتير والقوانين، وألا تنقلب إلى فوضى وتأتي بنتائج خطيرة في دولة يتحدث فيها كبار المسؤولين عن أن مصر هي دولة قانون، وأنه يطبق على الجميع بلا استثناء، وهو قول يجب أن يتبعه فعل يؤكد تلك المقولة.. ولا تصبح هذه العبارة مجرد قول هزل لا يحمل أي مصداقية في التنفيذ». مفهوم مناقض للعقيدة الوطنية وما أن سمع زميلنا وصديقنا عضو مجلس النواب ورئيس تحرير صحيفة «الأسبوع» مصطفى بكري اسمه حتى قال في يوم الاثنين نفسه في «الأسبوع»: «لقد مر عصر من الزمان كان الحديث فيه عن تفكير البعض لزيارة الكيان الصهيوني، أو مقابلة أي من المسؤولين الصهاينة كفيلاً بأن يحقر من شأن هذا الشخص، ويصدر حكمًا شعبيًا بالخيانة عليه. غير أن السنوات القليلة الماضية أنتجت نوعية مختلفة من السلوك ومفهومًا مناقضًا للعقيدة الوطنية، لقد وصلت الجرأة بأحدهم إلى معايرة الدولة والشعب واتهام المصريين بمرض «الانفصام في الشخصية»، لأن حكومته وقعت في عام 79 اتفاقية للتسوية مع العدو الصهيوني، لكن شعبها ظل على رفضه للتطبيع، وأصبح الحديث عن مقابلة السفير «الإسرائيلي» مجرد فعل عادي، والتفاوض معه مهارة واجبة، بل وزيارته الكيان ومقابلة رئيس حكومته، هدفها دعم العلاقات وتطويرها، كما أن التفريط في الحقوق المصرية وحقوق الشهداء أمر بات طبيعيًا، دونما حساب أو عقاب رادع، بعد أزمة «نائب التطبيع» حدث فرز في النخبة (المثقفين والإعلاميين والصحافيين) راح البعض يحدثنا عن الإقصاء أو الترصد أو إشعال النيران في ملف العلاقات، وتطوع آخرون للحديث عن أخطاء لائحية ودستورية، وبدا كل منهم يبحث عن وسيلة للنفاذ إلى الثوابت ومحاولة بعثرتها بصيغ وأساليب تبدو أنها بريئة، أو تنطلق من الحرص على مفاهيم قانونية، أو مواد دستورية خاطئة، غير أن عامة الناس كان لها رأي آخر مناقض، ولديها وعي يسبق هذه النخبة بكثير، ولم يكد الناس يفوقون من هول الفعلة الأولى، حتى فوجئوا بتصريح للسفير الإسرائيلي يؤكد أن «العكش» لم يكن هو الوحيد الذي التقاه، وإنما هناك أيضًا نواب آخرون التقاهم بناء على رغبتهم. صحيح أن السفير الإسرائيلي رفض الإفصاح عن أسماء هؤلاء النواب الجدد، إلا أن التوقعات تشير إلى أسماء بعينها قطعًا كانت بين الرافضين لإسقاط عضوية «العكش»، وحتى لو تم الإفصاح عن أسماء هؤلاء الذين لا يملك أحد أدلة اتهامهم، فسوف تفاجأ عزيزي القارئ بسيل من التبريرات، من عينة الحديث عن تفعيل الاتفاقيات وشعارات الماضي التي آن لها أن ترحل، وعن ضرورة الإقرار بالواقع والتعايش معه، وغير ذلك من محاولات البحث عن مفاهيم يظنون أنها تتواءم ولغة المصالح الآنية ومفاهيم العالم الجديد». شكرا لكل النواب الذين وافقوا على إسقاط عضوية عكاشة ومن «الأسبوع» إلى «الشروق» في يوم الاثنين أيضا وسعادة وسرور رئيس تحريرها التنفيذي زميلنا وصديقنا عماد الدين حسين بما حدث لعكاشة، وقال في عموده اليومي «علامة تعجب»: «التفاصيل والأسرار والدهاليز كثيرة في حكاية عكاشة، لكنني مازلت مصرا على أن عدم معاقبته كان يعني كسر أحد التابوهات المقدسة في نظرة المصريين العاديين لإسرائيل، وبغض النظر عن مدى عمق العلاقات المصرية الإسرائيلية الرسمية الآن، فإن الرسالة التي أوصلها مجلس النواب يوم الأربعاء الماضي ــ وبغض النظر أيضا عن رأينا فيه ــ كانت شديد الأهمية، الرسالة باختصار هي، إذا كانت الحكومة مضطرة لمصافحة الصهاينة فما الذي يجبرنا نحن الشعب العادي وممثليه على فعل ذلك ومجانا؟ شكرا لكل النواب المحترمين الذين وافقوا على إسقاط عضوية توفيق عكاشة، حتى يدرك الإسرائيليون أن استمرار احتلالهم للأرض العربية سيكلفهم ثمنا حتى لو كان مجرد المصافحة والابتسام».

    المزاج المصري رافض للتطبيع وإلى «الأهرام المسائي» وزميلنا أشرف محمود الذي تناول ما أثاره بكري عن مقابلة السفير الإسرائيلي آخرين لم يكشف أسماءهم فقال: «يبقى ما صرح به السفير الإسرائيلي من أنه التقى عكاشة، كما يلتقي غيره من المصريين، ومنهم برلمانيون رفض ذكر اسمائهم، مشيرا إلى أن غالبية من يتعامل معهم أو يلتقيهم يتحدثون معه بشكل طبيعي، لكنهم يشترطون عليه عدم التصريح بأسمائهم، وإذا كان الأمر كذلك وهناك من يبرر مقابلته بأنه سفير لدولة بيننا وبينها اتفاق سلام وتمثيل دبلوماسي متبادل، فلماذا كان التشدد مع عكاشة، وهو لم يرتكب جرما قانونيا أو خيانة وطنية، وإنما ارتكب جرما أخلاقيا يتنافي مع المزاج المصري الرافض للتطبيع، وعليه يجب أن نتخلص من كل من يفعل سرا ما فعله عكاشة جهرا، أيا ما كان اسمه لأنه لا يستحق أن يبقى تحت قبة برلمان شعب يرفض التطبيع، وقدم على مدى السنوات الست والثلاثين دروسا في الوطنية احترم من خلالها تعهدات بلده من دون أن يدير ظهره لقضية أمته». شكرا نواب الشعب.. لا للتطبيع ونشرت «الأخبار المسائي» تحقيقا لزملائنا محمد القباحي وخالد العوامي وأمل أيوب جاء فيه: «عبر عدد من المواطنين أمام بوابة مجلس النواب عن سعادتهم لإسقاط عضوية نائب التطبيع توفيق عكاشة، مبدين تأييدهم لضربة بالحذاء تحت القبة، واستقبلوا النائب كمال أحمد الذي ضرب عكاشة بالحذاء بالورد، رافعين لافتة مكتوبا عليها شكرا نواب الشعب، لا للتطبيع. واكد أحد المواطنين أحنا بنشكرك وبنحترمك على موقفك ضد التطبيع ورد كمال أحمد: أنا عبرت عن الشعب المصري وأنا منكم».

    خالد العوامي: أرجوكم لا تمجدوا «جزمة» كمال وفي العدد نفسه من «الأخبار المسائي» قال خالد العوامي: «تبارت أقلام وتسابقت صحف تتغنى بحذاء النائب كمال أحمد، الذي «نفشه» على زميله توفيق عكاشة. منهم من طلب عرضه في متحف البرلمان، وهناك من تمادى في استعراض سعره ثم مقاسه ولونه، بل هناك من مجد الواقعة زاعما أنها ستروى للأحفاد والأجيال ليتخذوا منها عظات وعبرا، أحسبه شيئا مقززا يلازمه قرف عميق، ربما ينم عن تفاهة فكر، وربما لدد في خصومه رعناء، فعكاشة رغم تجاوزاته وخروجه عن المألوف، لم يكن «نتنياهو ولا بوش» ولا زعيما سياسيا مناهضا لنا في الفكر واللغة والدين، باختصار ليس بخصم عتيد يمكن أن نتغنى بهزيمته. إسقاط عضويته جزاء يتواءم مع جنس ما عمل، وأقتنع أيضا أن القاصي والداني يعلم حقيقة حجمه في السياسة والإعلام، أرجوكم لا تمجدوا «جزمة» كمال، ففعلته لا تختلف كثيرا عن معارك تدور رحاها كل يوم في حواري العشوائيات وبين سائفي التوك توك». الوطنية تاج فوق الرؤوس ومن «الأخبار المسائي» إلى «الأخبار» وقول زميلنا محمد عبد الواحد: «سنين طويلة مرت ولم تسقط الذكرى من ذاكرة الوطن، بل كانت دائما ملحمة شعبية نذكر بها أطفالنا بأننا خضنا أشرف المعارك من أجل تحرير تلك البقعة المباركة، التي حملت في قلبها الأقصى، وهي فلسطين. ولم تكن قطرات دماء أبنائنا في 48 و56 و67 و73 إلا من أجل هذه الشقيقة الغالية. وكان للدولة أن تغرس فينا الثمار الوطنية ليتعلم صغيرنا قبل كبيرنا أن هناك شرفاء ضحوا بأنفسهم وغامروا بأرواحهم من أجل الحفاظ على هذا الوطن، وألا ينجرف أبناؤه في بئر الخيانة، وما جعلني استعرض هذا التاريخ المشرف هي تلك الجريمة التي أقدم عليها توفيق عكاشة، الذي لم يتعلم الدرس، وهو يشاهد تلك العبر السابقة، وهنا توقف عقلي عن التفكير لجرأته على محادثة السفير تليفونيا واستضافته في ريف مصر ليعيد الجرح لأبنائه الذين زينوا بيوتهم بصور شهدائهم، إسمحوا لي إذا كان هذا المدعو أجرم فأنتم من تركتموه ليزداد في جرمه ولم تقتلوا زهوه، وهو يصرح بأن الخيانة والعمالة أمر طبيعي. كان عليكم وأد الفتنة قبل انتشارها ولا تتركوه يهذي ذلك الهذيان، ويفتخر بأنه في طريقه لتقديم عمل وطني من خلال هذا اللقاء، كما أن القضاء عليه من خلالكم درس وطني لهذا الجيل، أرجوكم لا تتركوا أمثاله مرة أخرى لئلا تضيع دروس الوطنية التي ظلت إلى الآن تاجا فوق الرؤوس».

    جدار شاهق من عدم الثقة بين شعبنا وإسرائيل وإلى «أهرام» يوم الاثنين نفسه وزميلنا فيها محمد إبراهيم الدسوقي وقوله: «… ليس مطلوبًا في ظرفنا الراهن أن يثبت البرلمان في كل كبيرة وصغيرة تجاوبه السريع لنداءات وضغوط الشارع، الذي يسهل استغلاله وتسخينه، وإنما مطلوب منه دوما إثبات وتأكيد عمله وسعيه غير المتوقف لتوقير وإعلاء راية القانون والدستور، فتلك قيمة يتعين تقديمها على ما عداها، وأن وقته أثمن من إضاعته في مناقشة أمور كان من المفروض إحالتها للجنة من لجانه الفرعية لدراستها بتأن واستفاضة، ثم البت في ما يجب اتخاذه من إجراءات وعقوبات. إن المجتمع مطالب بحسم مواقفه بوضوح وجلاء تجاه موضوعات تثير البلبلة والخلافات غير المأمونة عواقبها، من بينها التطبيع، رب قائل إن الموقف واضح ومحدد من زمن بعيد منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام نهاية سبعينيات القرن الماضي، وأن المصريين يرفضون التطبيع الشعبي بجميع صوره وأشكاله مع الإسرائيليين، الذين يحتلون فلسطين ويذيقون أهلها من صنوف العذاب والهوان الكثير، ويعتدون على المسجد الأقصى ويدنسون ساحاته يوميا. ظاهريا الكلام له وجاهته ومنطقه، لكنه لا يتماشى مع تطورات وتحولات العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية، وما طرأ على الساحتين الداخلية والإقليمية من تغيرات عاصفة، وقبل الإيضاح أؤكد أن سطوري ليست دعوة لأخذ الإسرائيليين بالأحضان وفتح بيوتنا لهم ونسيان شهدائنا الذين سقطوا في حروبنا مع إسرائيل، لأن هناك جدارًا شاهقًا من عدم الثقة بين شعبنا وإسرائيل، فبينما نقول إننا نقاطع إسرائيل شعبيا يلتقي السفير الإسرائيلي مع كثيرين في الخفاء وهو ما لا يتسق مع التوجه العام المعلن فلنكف عن المراوغة ولنلتزم بموقف ثابت. والقصة في الحقيقة أعمق من لقاءات مع إسرائيليين لأنها تتصل بمحاولة تل أبيب جرنا لفخ تبدو فيه كحمل وديع، يمد يده بالخير والسلام، ولكن هدفها إثارة اضطرابات وإحداث هزات داخل مصر، لتشغلنا عن هدفنا الرئيسي بالبناء والتعمير. لا أظن أن مصلحتنا الآن تقتضى فتح جبهة مناوشات سياسية مع إسرائيل، أو اللعب في منطقة إدخال تعديلات على معاهدة كامب ديفيد، وعلى الذين يرتدون ثوب البطولة والعنترية قراءة المشهد جيدا قبل أن يضروا بحاضر ومستقبل وطننا». معركة بديل النظام وننتقل الآن إلى المعركة التي بدأت بسبب مبادرة البديل للنظام التي أعلنها زميلنا وصديقنا المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، باتفاق أحزاب وقوى سياسية وشخصيات عامة مع استبعاد الإخوان وحزب «مصر القوية» الذي يترأسه عبد المنعم أبو الفتوح وهي المبادرة التي قال عنها الباحث الإخواني السابق سامح عيد في جريدة «المقال» يوم الاثنين: «أصبح واضحا أن الوضع العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي غير مرض لقطاع كبير من المثقفين، وبالتأكيد البعد الاجتماعي لدى جموع المواطنين يتراجع بشكل كبير، ولا يكفي أن يقول الرئيس «في مظلومين في السجون «ولكنه يتلمس العذر لهذه التجاوزات. وغير كاف أن تعلن الدولة كما كانت تعلن سابقا عن اهتمامها بالبسطاء من الناس، وفي نفس الوقت ترفع أسعار العقارات وأسعار الأراضي وأسعار المواد الغذائية وغيرها، ورفع فواتير الماء والكهرباء والغاز وغيرها من الخدمات، ولا يوجد أي طريق واضح، ولا أي معالم لإصلاح الصحة والتعليم. الجهاز الأمني يرتكب أخطاء فادحة، ولا توجد خطة ولا حتى مؤتمر ولا لجنة لإصلاح العوار الأمني، وفي الوقت نفسه الرئيس عازف عن اللجوء لمستشارين ومتحدثين إعلاميين، وعازف أيضا عن أخذ المشورة من السياسيين والمفكرين، فكان لزاما أن يخلق البديل فأمامنا في 2018 انتخابات رئاسية مقبلة، تحتاج إلى بدائل يتم طرح أسمائها من الآن والنقاش حولها وتجهيزها. أي نعم سيتم نهشها من الآن من قبل إعلام النظام، ولكن لا يهم فسيتم خلق جدل واسع عن وجود البديل وخطوة صباحي في غاية الأهمية».

    صباحي يدعو لمبادرة سياسية وفي «الأهرام المسائي» تعرض حمدين إلى هجوم عنيف من زميلنا مدحت خطاب في فقرة من ست فقرات في عموده «في الصميم» هي: «مرة أخرى ظهر حمدين صباحي على الساحة وادعى مبادرة سياسية. وللأسف الشديد شعبية صباحي في الشارع السياسي معروفة، ولجوؤه لـ«الشو» والإنشاء وغرضه الاستضافة الفضائية السنوية له هو شاغله الأول، عموما ما طرحه صباحي من مبادرات لن يهتم بها الشارع، ولا تهم المواطنين بشيء، ولن يهتم بها أحد غير هواة الشو، واللعب السياسي. وتأكيدا لذلك شغلت مبادرة صباحي اهتمام نواب «الشو» في البرلمان الذين دائما ما يبحثون عن أي شيء يدفعهم للكلام والظهور الإعلامي و»الشو» والبرامج والتعليق ولا يعنيهم البرلمان في شيء، طالما دخلوا تحت القبة ونالوا الحصانة، ويصرفون بدلات الجلسات بانتظام، ولكن مازالوا مدمنين لـ«لشو»، وطبعا هؤلاء معروفون على الساحة، وبالطبع لا أحد يهتم بصباحي ومبادراته المثيرة للجدل، ولن يهتم بعد ذلك بـ«الشو» والصخب وسهر الليالي بالفضائيات، وطبعا عكاشة كشف كل هؤلاء الذين لم يتعظوا بما حدث له».. صباحي سقط في الفخ نفسه أما زميلنا محمد الدسوقي رشدي في «الوطن» فقد نصح حمدين بما هو آت: «لا تسقط في الفخ نفسه مرتين، ذلك يسلبك ثقة الناس في عقلك وذكائك وقدرتك على التمييز والتفكير. والسياسي تحديداً إذا سقط في الفخ نفسه مرتين، يمنح الناس إشارة بأنه غير جدير بثقتهم. حمدين صباحي يفعل ذلك الآن، يحفر الفخ القديم نفسه يغيب عن الساحة تارة بحجة الإحباط، وتارة بدون أسباب ينتقد البرادعي، لأنه دائم الجلوس على تويتر ولا يشتبك مع الواقع، ثم يجد نفسه وقد تحول إلى برادعي آخر يخاطب الناس عبر «فيسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي، مبتعداً عن الشارع رويداً رويداً، منفصلاً عن التيار الشعبي الذي لم يتم ضبطه مؤخراً متلبساً بأي تحرك سياسي، فنسيه الناس لأن أهله قد نسوه وأصابهم الكسل عن تطوير حركتهم السياسية في ثوب حزب سياسي جديد يشارك بقوة في العمل العام، لذا من المتوقع ألا تجد دعوة حمدين صباحي الجديدة التي أطلقها لتوحيد قوى سياسية لصناعة البديل صداها المتوقع، طالما أنه قدمها في الثوب القديم نفسه، الذي لا يحظى بثقة الناس. فكيف يثق الناس في إقدام شخص يطالب الدولة بالتفكير خارج الصندوق، وهو نفسه حينما حاول أن يقدم تجربة جديدة قدمها على الطريقة القديمة طريقة « يللا حالاً بالاً نعمل جبهة ونعمل مؤتمر ونطلع بيانات» وكأنهم يعيدون أداء مشهد سينمائي للقدير استيفان روستي «لحظة واحدة أتحزم وأجيلك»، ولكن بصياغة سياسية مختلفة تقول: «لحظة واحدة يا مصر هكتب وثيقة سياسية ونعمل جبهة وأجيلك». عبد الفتاح عبد المنعم: صباحي يظهر فجأة ويختفي فجأة وإلى «اليوم السابع» عدد يوم الاثنين وهجمات أخرى ضد حمدين من زميلنا عبد الفتاح عبد المنعم جاء فيها: «البديل الحقيقي لك هو عمل الخير، والابتعاد ولو مرحليا عن لعبة السياسة، لأنك تخسر كثيرا كلما ظهرت بعد اختفاء طويل ومريب. هذا الاختفاء الذي لا يناسب العمل في مجال السياسة، لأنه لا يمكن أن يتعامل حمدين صباحي مع لعبة السياسة بطريقة «يكتب على سطر ويسيب سطر»، فحمدين يظهر فجأة ويختفي فجأة ولا نعرف لماذا اختفى؟ وأيضا لا نعرف لماذا ظهر؟ ومع كل ظهور له نجده يطلق مبادرة سياسية يزعم فيها أن هدفه تأسيس كيان معارض ظاهره هو العمل تحت إطار النظام الحالي، ولكن باطنه هو تقويض النظام الحالي وهدم نظام السيسي، وهو ما يجعل الالتفات إلى كل مبادراته صعبا من الأغلبية المطلقة التي اختارت عبد الفتاح السيسي ليكون رئيسا، في الوقت الذي أعطت ظهرها للمرشح المنافس حمدين صباحي، الذي قدّم كل ما لديه في برنامجه الانتخابي، ورغم ذلك حصل على الأقلية التي لم تتجاوز النصف مليون ناخب، وبعدها اختفى حمدين صباحي بعد أن قدّم التهنئة للسيسي وأكد أن نتائج الانتخابات لم يتم التلاعب فيها».

    مصر بحاجة لمعارضة حقيقية أما زميله في «اليوم السابع» أيضا وائل السمري فكان له رأي مختلف قال فيه: «مصر بحاجة ماسة أيضا إلى تيار «معارضة» حقيقية، وليست «هيكلية»، فالأحادية المطلقة تقتل البلاد ولا تفيدها، والانفراد بالسياسة لا يدعم النظم الحاكمة وإنما يزلزلها، ومن هنا يجب على أي سلطة أن تدرك أن انفرادها بالحكم أمر مميت لها قبل أن يكون مميتا للبلد، الذي تحكمه، وأن بقاء المعارضة دائما خارج حقول الاختبار يضخم من حجمها ويوسع من قاعدة المنتمين إليها، لا لعبقرية فيها ولا لصلاحية ولكن لأن «اللي ع البر عوام». من هنا يجب أن نؤكد مسؤولية الدولة في «صناعة المعارضة»، ولكن ليس صناعتها على طريقة تربية الحيوانات الداجنة، كما كان يفعل مبارك، وإنما صناعتها عن طريق فتح المجال العام الذي يضعها في حقول الاختبار مرة بعد مرة، بحيث يستطيع الناس أن يحكموا على كل الأطياف السياسية بشكل حقيقي لا بشكل تمثيلي». صباحي يطرح أفكاره في توقيت خاطئ ونظل في يوم الاثنين ولكن في «الجمهورية» (حكومية) قال زميلنا السيد البابلي: «ويأتينا المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي ليظهر في الصورة من جديد، بمجموعة من الآراء والأفكار التي تمت صياغتها بطريقة جيدة، وبمجموعة من الشعارات الرنانة والكلمات الفضفاضة، التي تعتمد على دغدغة وإثارة مشاعر البسطاء، وتتطابق مع الخطاب الإعلامي في الستينيات، في تخدير الجماهير من دون القدرة على إيجاد حلول واقعية حقيقية للمشاكل القائمة. وحمدين صباحي يطرح أفكاره في توقيت خاطئ، تحتاج فيه الأمة فقط إلى من يدعم خطوات النهوض من أزمتها الاقتصادية وانتعاش أمورها الداخلية. وأفكار حمدين لا تعزز إلا حالة من الجدال السياسي وزيادة مساحة الانقسام والاختلاف، في وقت يجب أن نتوقف فيه قليلاً عن «الرفاهية» السياسية، وألا يعلو صوت فوق صوت الاقتصاد. هذه مرحلة أخطر من التي عشنا فيها بعد هزيمة عبد الناصر في يونيو/حزيران 1967، ففي مرحلة الهزيمة كان عدونا واحداً ومعروفاً، أما الآن فلا نعرف مَن هُم الأعداء ومَن هُم الأصدقاء؟».

    إلى متى يبقى الفريق أحمد شفيق بعيدا عن وطنه؟ لكن فجأة سارع زميلنا وصديقنا في «الأهرام» صلاح منتصر بطرح اسم الفريق أحمد شفيق في يوم الاثنين أيضا في عموده اليومي في «الأهرام» (مجرد رأي) ولا أعرف إن كان يقصد تقديمه كبديل جاهز بدلا من حمدين؟ أم أنها مجرد مصادفة إذ قال: «نعم إلى متى يبقى الفريق أحمد شفيق بعيدا عن وطنه تحيط عودته قيود أو شكوك تهدده؟ ما هي جريمته؟ هل هي أنه كان يوما مرشحا للرئاسة وخدم وطنه حربا وسلما، وقام بتجديد مطارات مصر في القاهرة وشرم الشيخ والغردقة والأقصر وغيرها بالصورة التي أصبحنا لا نخجل منها، وسط المطارات الضخمة، التي أصبحت في كل دولة أخرى حولنا. وقد كان إعجابي بأحمد شفيق أنه في أول مرة يجوس بحر السياسة ويخوض انتخابات الرئاسة فإنه دخلها من دون أن يكون معتمدا على حزب أو جبهة، في الوقت الذي كان يواجه تنظيما قديما يملك أضخم شبكة من الاتصالات والاستعدادات في كل مصر، ومع ذلك استطاع شفيق بجهد فردي أن يضع تخطيطا جعله يصبح صاحب الأكثرية الثانية في الجولة الأولى. وفى الجولة الثانية حدثت أمور لا بد أنها سوف تتضح مع الأيام والسنين، وتم إعلان فوز مرسي الذي ما أن أمسك بالسلطة حتى وضع شفيق هدفا رغم إعلان الفريق قبول النتيجة». مداحو السيسي وإلى المعارك والردود المتنوعة التي بدأها يوم الاثنين زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» بالهجوم العنيف والمباغت على من أعتبرهم منافقي الرئيس السيسي وقال عنهم: «إلا في ما ندر جدا فإن كل المداحين للرئيس السيسي الآن هم مداحو الرئيس الأسبق حسني مبارك. هؤلاء الذين يعتقدون أن الرئيس السيسي لا يخطئ أبدا ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه على حق في كل شيء وأي شيء، هؤلاء الذين يرون أن أي اختلاف مع أي موقف أو رأي أو تصريح للرئيس إنما هو هدم للدولة وتفكيك للوطن. هؤلاء الذين يتهمون أي مختلف أو معارض للرئيس بأنه خائن وعميل مأجور، صنيعة أجنبية، طابور خامس، هؤلاء الذين يؤمنون أن الرئيس يجب أن يسمع فقط الكلام الحلو عنه والمدح المتواصل فيه، والعشق المدله لسياسته والمبايعة لشخصه، هؤلاء جميعا الذين تراهم الآن في البرلمان أو الإعلام أو الأحزاب إنما هم الذين كانوا ينافقون مبارك بالكلام والأداء والمنهج نفسه. دلني على واحد فقط من هؤلاء كان مختلفا أو معارضا لمبارك… المنافقون أو الموافقون أو الصامتون هم الذين يقودون الآن محاولة تنزيه الرئيس عن الخطأ وتقديس الرئيس عن النقد، هم الذين يرون أن المشكلة في الحكومة وليست في سياسة الرئيس مثلا، وأن الناس مش فاهمة الرئيس، وأن الرئيس يعمل اللي هوة عايزة، وأن اللي يعارضه يارب تعمى عينيه ويتشل. المواطن العادي الطبيعي البني آدم في مصر ليس كذلك إطلاقا هو يحب الرئيس ويؤيده ويختلف معه أحيانا، وينقم من حكومته أحيانا، ويشفق عليه حينا ويغضب من الفارق الرهيب بين ما يقول الرئيس وما يحدث في الواقع، ويقل حماسة له في أيام ويستعيد بعض حماسته في أيام أخرى، ويضعه في ميزان الحساب يوميا، فإن نجح في قرار سعد المواطن به، وإن خذله في حياته سواء في الأسعار أو المواصلات أو الصحة، شعر بأن الرئيس خذله ليه؟ لأن المواطن بني أدم طبيعي. على الناحية الأخرى فإن كل من كان يعارض مبارك في عزه ومجده هم الذين يعلنون اختلافهم بنسب مختلفة مع السيسي وقراراته ومنهج دولته وأداء أجهزته».

    ظواهر سلبية انتشرت في المجتمع المصري أما في «أخبار» الاثنين فقد شن زميلنا الإخواني ورئيس تحرير جريدة «أخبار اليوم» الأسبق سليمان قناوي هجوما على الظواهر السلبية التي انتشرت في المجتمع بقوله عنها: «نحسبهم قادة رأي لمجتمعنا لكنهم للأسف شغلوا البلد بتوافه الأمور، وبدلا من أن يجعل بعض أعضاء البرلمان والإعلاميين والكتاب والمؤلفين والسينمائيين كل همهم محاولة مساعدة أهل الحكم على تخطي المشاكل والصعاب التي تغرق مصر فيها، راحوا يحولون دفة الأمور إلى أتفهها، هل قضيتها الرئيسية اليوم هي أزمة الممثلة مع ضابط الكمين؟ وهل كانت على خطأ في تعاملها مع الضابط أم هو المخطئ؟ نحن يا سادة يتم جرنا إلى قضايا تافهة ومسفة لن تقدم شيئا، بل ستسقط بنا إلى أسفل سافلين، مثلما شغلتنا أجهزة إعلامنا على مدى سنين إلى أحاديث كان يجب ألا تخرج من غرف النوم».

    حسنين كروم

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de