رأى مصدر فرنسي مأذون له، متابع للملف الليبي، أن بعد سيطرة المشير خليفة حفتر على منطقة الهلال النفطي يجب عليه أن يفهم أنه لن يسيطر وحده على ليبيا بل عليه ان يكون جزءاً من تسوية شاملة كي لا ينزلق البلد إلى حرب أهلية، وذلك في وقت أُعلن أن رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز سراج سيزور باريس في ٢٧ أيلول (سبتمبر) الجاري، حيث سيلتقي الرئيس فرانسوا هولاند ووزير الخارجية جان مارك ايرولت. وتابع المصدر الفرنسي أن حفتر سيطر على الهلال النفطي بالقوة، بينما ترى الأسرة الدولية أنه لا ينبغي أن يسيطر طرف على الآخر في ليبيا، ويُفترض على قائد الجيش أن يكون تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً ويشكّل جزءاً من قيادة جماعية تعكس تسوية حقيقية للأزمة. رجّح المصدر ذاته أن هدف حفتر من السيطرة على الهلال النفطي، هو إظهار ذاته بصورة المسؤول عن كل شيء، «وهذا غير مقبول خصوصاً في ظل الانقسام العميق داخل المجلس الرئاسي الليبي». وأضاف أن «التحدي الذي يواجه الأسرة الدولية هو إقناع الأطراف الليبية بأن لا يمكن لأي منهم السيطرة على الآخر بالقوة. والتسوية تتمثل في أن يفهم حفتر أنه لا يمكن أن يكون الوحيد المسيطر على الساحة، وأن يتفق مع كل الأفرقاء من الشرق والغرب والجنوب، وإلا ستنفذ جهات أخرى عمليات مماثلة للعملية العسكرية التي نفذها حفتر أخيراً؟». وقال المصدر إن اجتماعاً في نيويورك سيُعقد على هامش الجمعية العامة لمناقشة الأزمة الليبية وسيضم الدول التي شاركت في مؤتمر فيينا حول ليبيا، بهدف توجيه رسالة موحدة لكل الأطراف الليبية مفادها أن «السلاح لن يوصلهم إلى الاستقرار». إلى ذلك، قال مصدر دولي في مجال النفط لـ «الحياة» إنه بعد عملية حفتر سيُعاد فتح عدد قليل من الحقول تدريجياً، مثل حقل الشركة النمسوية «OMV» والواحة ولكن مستوى الإنتاج ما زال منخفضاً. وأضاف أن فتح الموانئ للتصدير سيمكّن الحقول من زيادة الإنتاج، خصوصاً بعد تصدير المخزون الموجود في الموانئ. يُذكر أن إنتاج شركة «توتال» الفرنسية من حقل «مبروك» توقف بسبب تدميره منذ سنتين. في سياق آخر، أُصيب 5 أشخاص بجروح في انفجار سيارة مفخخة أول من أمس، في حي الكيش قرب موقع تظاهرة مؤيدة للجيش بقيادة حفتر في مدينة بنغازي (شرق). وذكر مستشفى الجلاء، ثاني أكبر مستشفيات بنغازي، أن 5 مدنيين أُصيبوا في الانفجار تلقوا العلاج في المستشفى. ورفع المشاركون في التظاهرة وبينهم نساء وأطفال صور حفتر ولافتات مؤيدة له وللعملية العسكرية التي قادها أخيراً وأدت إلى سيطرة قواته على موانئ تصدير النفط الرئيسية في الهلال النفطي في شرق ليبيا. وكُتب على إحدى اللافتات «لا لحكومة النفاق»، في إشارة إلى حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقراً لها. يُذكر أن بنغازي تشهد منذ أكثر من سنتين ونصف السنة معارك يومية بين القوات التي يقودها حفتر وجماعات مسلحة معارضة أبرزها «مجلس شورى ثوار بنغازي». واستعادت القوات التي يقودها حفتر خلال الأشهر الماضية السيطرة على مناطق واسعة في بنغازي كانت خاضعة لجماعات مناهضة لها، الا أنها لم تتمكن من السيطرة على كامل المدينة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة