وانا اشاهد الصور التي اطلقها منسوبو النظام في وسائط التواصل الاحتماعي عن رجال الامن الذين يحفرون 100 قبر تذكرت قصيدة بدر شاكر السياب حفار القبور فاقتبست منها هذا الجزء بين القبور الموحشات
و على الخرائب و الرمال و كان حفار القبور
متعثر الخطوات يأخذ دربه تحت الظلام
يرعى مصابيح المدينه و هي تخفق في اكتئاب
وز يظل يحلم بالنساء العاريات و بالخمور
و تحسست يده النقود و هيأ الفم لابتسام
حتى تلاشى في الظلام
-2- النور ينضح من نوافذ حانه عبر الطريق
و تكاد رائحة الخمور
تلقى على الضوء المشبع بالدخان و بالفتور
ظلا كألوان حيارى واهيات من حريق
ناء توهم في الدجى الضافي على وجه حزين
و تلوح أشباح عجاف
خلف الزجاج تهيم في الضوء السرابي الغريق
و يشد حفار القبور على الزجاجة باليمين
و كمن يحاذر أو يخاف
يرنو إلى الدرب المنقط بالمصابيح الضئال و تحركت شفتاه في بطء و غمغم في انخذال أظننت أنك سوف تقتحم المدينه كالغزاه كالفاتحين و تشتريها بالذي ملكت يداك بأقل من ثمن الطلاء القرمزي على شفاه أو في أظافر لاحقتها ذات يوم مقلتاك سأعود لانهد تعصره يدي حتى الذهول حتى التأوه و الأنين و صرخة الدم في العروق و السكرة العمياء و الخدر المضعضع و الأفول و الأذرع المتفترات يلون الضوء الخفوق هزاتها المستسلمات و ينفح الدم و العبير
ظل لهن على السرير
الأذرع المتفترات و زهرتان على الوساد
نسجتهما كف مخضبة الأظافر زهرتان
تتفتحان على الوسادة كالشفاه و تهمسان
نغما يذوب إلى رقاد
و تألق الجيد الشهي و لفحة النفس البهير و النور منفلتا من ال|أهداب تثقله الطيوب قلقا كمصباح السفينه راوحته صبا لعوب و تخافق الأظلال في دعة ووسوسة الحرير و الحلمتان أشد فوقهما بصدري في اشتهاء حتى أحسهما بأضلعي و أعتصر الدماء باللحم و الدم و الحنايا منهما لا باليدين حتى تغيبا في صدري إلى غير انتهاء
11-26-2016, 07:13 AM
د.محمد حسن
د.محمد حسن
تاريخ التسجيل: 09-05-2006
مجموع المشاركات: 15194
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة