صديقي الشاعر المحزون يخرج من وطنه مغاضبا يتلصص طريقه إلي إرتريا منتصف التسعينات وزاده للرحلة قصيدنضيد في دفتر(الوطن ) وحب الغرثي الكادحين في نجوعه وصياصيه. يدلف إلي مدينة( اسمرا) يستقبله أصدقاؤه الخلصاء في حركة النضال الأريتري يحيطون به ويحتفون. أفكاره ورؤاه التي أجلاها في منتوجه غدت ملامح لما أثمرت عنه أسمرا من( مقررات ) في لقاءات المعارضين لحكومة الإنقاذ وقتها ثم هولايلبث يغادر كرة أخري الي القاهرة ومنها الي استراليا وقلبه مدنف بحب (مقرن) النيلين. هنالك..يقرأ ويكتب في حرية طليقة ويحاور..يحاضر وينشر بعض أشعاره وقصاصاته في بعض الدوريات العربية. صديقي يعود إلي الوطن مطلع الألفيه الثالثة بعد (انفراجة)نسبية وتحولات ضرورية منحت أمثاله من المواطنين الصالحين صكا ينضو عنهم (البهائت) رغم أن التزامه بقناعاته لم يتحول ومفهوماته لم تتبدل حول الانتماء والوطنية والعدالة الإجتماعية والكرامه. صديقنا يدعوني وثلة من الصحاب لنسمر علي مأدبة عشاء لوداعه ببيته في أقصا المدينة تلقاءامتدادات (الوزير دقس) في الحي الشعبي ذي الأنوارالخافته في نقاش مثمر حول شعره وتجربته وغيابه عن الوطن في مهجره القسري. النقاش ليلتئذ لايستبقي شيئا من الموضوعات والقضايا والراهن السياسي يضطرب عند دعوات السلام ومفاوضات مشاكوس واحتمالات انفصال الجنوب وفي كتابات بعض الوراقين ممن يزعم احتكار (الحقيقة ) حديث حول مخاوف اقتراب تحقق النبؤة اليهوديه بأن دولة اسرائيل من الفرات إلي النيل ويلمحون الي قوي خفية عبر توجيهات الحوار بين الفرقاء في مفاوضات السلام. النقاش ببيت صديقنا (العائد ) يفتح طاقة لعصف ذهني ولتحليلات إيجابية تثقب المستقبل وتستنبيء احتمالات إنشطار بلدالمليون ميل مربع نصفين ثم هويضحك ويحكي:- (..هنالك..لي جار ألتقيه خطفا في نهاية الاسبوع وهويسعي دائما لتحيتي ولم أك منشغلا بسؤاله عن أصوله مكتفيا باسمه العربي ولهجته التي تدل علي أنه( شامي) من الهلال الخصيب ولإهتمامه بالشعر قلت أقبل دعوته المتكررة للعشاء معه وللنقاش حول الأدب ولأتعرف عليه أكثر..سألته من أي البلاد أنت؟ أجابني أنا بالأصل يهودي لا حولاااا لتجدني لاشعوريا أثب واقفا ..يهودي حتة واحدة؟؟ يضحك ويرد.. لا.. يهودي حتتين..حته عربي وحتي اسرائيلي. أضحك لانتبه بأن الكامن والمركوز في لاشعوري بحكم التنشئة هو مناجزة العدو الاسرائيلي حيثما ثقفتموهم ثم وطن الجدود السودان ناصرالقضايا العربية في مراحلها كلها ومع ذلك تتشكك دولة مثل لبنان المختلطة بكل عرق غيرعربي وتحتج علي ضمه الي الجامعة العربية وحكومتنا تجعل في صدر وثيقة سفرنا بأنه مسموح بالسفر الي كل الأقطار عدا إسرائيل بينما دولة مقر الجامعة العربية تفتح سفارة لدولة (العدو ) الإسرائيلي بعاصمتها ثم وأنا شخصيا ضد القضية العربية وموقفي الفكري مناؤي للقومية العربية بالرغم من أني ولدت لأب وأم وأعمام يعتدون بنسبة متوهمة إلي العباس بن عبد المطلب والعباس كان قابض اليد قليل الولد. ضحك جاري (اليهودي ) وهو يهمي بالمعلومات مدرارة حول (هوية ) السودانيين وتاريخ بلادهم وتنوع ثقافاتهم وإثنياتهم ولغاتهم بحسبانها خصائص مائزة لوطن قارة كان يمكن أن يكون جسرا بين الشرق والغرب وبين العروبة والافريقانية. هذا حديث حول التطبيع مع إسرائيل قبل خمسة عشر سنة ببطن الخرطوم.. ثم ..السيد يوسف الكودة إعتاد خصلة تستثير الساحة كل حين.. الكودة .. مرتكز تفكيره لايتجاوز التزامه الديني السلفي الماضوي قيد أنمله ويتحرك في إطاره بين حزب الوسط و تيارات اليمين ودعاة التطبيع مع إسرائيل وكل حزب بما لديهم فرحون. نحمد للسيد الكودة اجتراؤه علي خرق المسكوتات ولكن ذلك لا يقتضيه أن يستكثر من الخطاب الديني حول اليهود في السيرة النبوية فصديقي المثقف هذا والاسطي آدم بياض ومحاسن ست الحرجل جميعهم يعرفون ذلك وأن حكومة الانقاذ قامت بالتطبيع مع إسرائيل اوفتحت المعسكرات لقتالها فهو بالنسبة لهم امرغير ذي بال. يامولانا الكودة.. امض في خطوات (التطبيع ) لا يضرك من والاك ومن عاداك..ثم أدع يرحمكم الله الي رفع المعاناة عن كاهلنا بنظام حكم راشد يجعل المواطنة معيارا ويعلن الحرب لمحاربة الفساد ويعمل علي ارساء دعائم العدل بين الناس والمساواة امام القانون والتزام سياسة خارجية تقوم علي رعاية المصالح سواء مع إسرائيل اوإدارة دونالدترامب. ----------------- الخميس9فبراير2017 صحيفة المستقلة
02-09-2017, 08:49 AM
الصادق عبدالله الحسن
الصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3245
لغة المقال جميلة يا عكاشة لكني عجزت عن التقط الفكرة، وما إذا كان الموضوع يتعلق بصديقك المهاجر إلى أقصى أطراف الكون، أم بعروبة السودان، أم بكيان إسرائيل، أم بمؤامرة انفصال الجنوب، أم يوسف الكودة وحزبه و"سياسته الخارجية".. حيث أن القوس الذي انفتح مع عبارة : (..هنالك..لي جار ألتقيه خطفا.........
لم تتكرم بإغلاقه وظل مفتوحاً على مصراعيه بما جعل المقال يبدو مختلطاً ومنبهلاً يصعب فيه أن نميِّز أين ينتهي سرد صديقك، وأين تبتدئ اعترافات اليهودي، وكيف نفصل ذلك عن تداعياتك أنت، وما هي محطة الوصول التي يفترض أن نهبط عندها مع بلوغ آخر نقطة في آخر سطر في المقال.
ليتك يا عكاشة كتبت بهذه اللغة الجميلة ثلاثة مواضيع منفصلة.. واضفت مقالاً يُجلي ويُفصِّل مواقف واسم "صديقك" ( الذي أصبح منتوجه الشعري النضيد مرجعية لمقررات اسمرا).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة