• من أجل تحالف واسع ضد المزيد من تقسيم الوطن • طرح تقرير المصير في إطار النظام الحالي لا يمكن أن يؤدي للوحدة أو أن يكون جزءاً من رؤية السودان الجديد
تابعت حركة (حق) التطورات المؤسفة التي تشير إلى انقسام جديد في الحركة الشعبية قطاع الشمال، ومرة أخرى، وتماماً كما حدث في العام 1991، يكون انقسام الحركة نذيراً بانقسام جديد للوطن، وكما رفع زعماء جناح الناصر شعار تقرير تقرير المصير لشرعنة انقسامهم آنذاك، نرى الآن شعارات تقرير المصير تطرح لشرعنة طرح أحد الفصيلين المتناحرين.
في البداية، لابد لنا في حركة (حق) ان نبين وبوضوح أننا لم ولن نتدخل في الخلافات داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال باعتبار ان ذلك أمر داخلي تحسمه الجهات المعنية داخل الحركة الشعبية قطاع الشمال وفقاً لقواعدها الخاصة ، و إن كان لنا من دلو ندلي به في هذا المجال ، فهو تمنياتنا واستعدادنا لبذل كل ما بوسعنا من جهد للحفاظ على وحدة الحركة الشعبية قطاع الشمال ، أو على أقل تقدير مساعدتها على حسم خلافاتها بالوسائل الديمقراطية وفق الروح النضالية الرفاقية ، وبما يدفع بالحركة الشعبية شمال ، و بقوى المعارضة الوطنية الديمقراطية إلى تصعيد نضالها ضد نظام الإنقاذ.
لو كان الخلاف حول قضايا داخلية تخص الحركة الشعبية قطاع الشمال فقط لكان ذلك هو موقفنا ، و لكن أحد الفصيلين رفع شعار تقرير المصير لمواطني جبال النوبة كأحد و أهم مبررات وأهداف موقفه. إن تقرير المصير ليس قضية داخلية تخص الحركة الشعبية شمال وحدها ، و إنما قضية وطنية تعني كل الشعب السوداني أينما كان و بكافة قومياته و قطاعاته. وهنا لا يمكن للقوى السياسية الوطنية السودانية أن تلقي بذاكرتها في سلة المهملات ، و أن تشيح بوجهها عن الحقيقة المرة و هي أن ذات الشعار قد رفعه جناح الناصر ذات يوم في عام 1991 ليسوق به انفصاله ، كبديل لرؤية السودان الجديد القائم على الوحدة الطوعية و التي تبنتها الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال منذ مولدها. و بدلاً من مقاومة ذلك الطرح حينذاك ، فقد اختارت قيادة الحركة الشعبية أن تنافس الجناح المنقسم فيه ، فتبنته كتكتيك لإفراغ انقسام الناصر من محتواه ، فإذا بتطورات الأحداث تجعل ذلك التكتيك يستأسد على الاستراتيجية و يبتلعها تماماً ، بما أفضى في النهاية لانفصال الجنوب تحت رايات السودان الجديد. إن حق تقرير المصير أمر لا يخص الحركة الشعبية قطاع الشمال هنا او هناك وحدها ، و لا يمكنها أن تنفرد بالمساومة عليه مع سلطة دكتاتورية تفتقر الي الشرعية و السند الشعبي. كما أن طرح حق تقرير المصير في ظل وجود سلطة شمولية عنصرية إقصائية مثل نظام الإنقاذ ، لا يمكن بحال من الأحوال أن يؤدي إلى وحدة طوعية ، و لا يمكن بالتالي أن يكون جزءاً من برنامج يستند إلى رؤية السودان الجديد.
من جانب آخر فإن شعار تقرير المصير و الذي يطرح باعتباره تعلية لمستوى مطالب و نضالات الحركة الشعبية شمال و تحدياً أكثر خطورة وجدية أمام سلطة الإنقاذ ، وهو في ظاهره كذلك ، لكنه في باطنه ، و في حقيقة الأمر ، كما أثبتت التجربة العملية ، هدية على طبق من ذهب لنظام الإنقاذ وأكبر تنازل يمكن أن يقدم له. إن التهديد الجدي الحقيقي لنظام الإنقاذ و الذي سيجتثه من الجذور هو دولة المواطنة و الديمقراطية و الوحدة الطوعية القائمة على المساواة التامة لكل القوميات و الإثنيات و السحن و الأديان و اللغات و احترام التنوع و سيادة التعددية و حقوق الإنسان ، أما تقرير المصير و الانفصال و التفريط في وحدة الوطن فذلك لا يخيف الإنقاذ ولا يهددها بشيء ، بل إنما الإنقاذ هي التي تدفع الآخرين إليه دفعا ، و لكم في الجنوب خير مثال . لقد تجرعت الحركة السياسية الوطنية الديمقراطية سم هذا الكأس مرة ، و لا نظنها ستفعل ذلك من جديد.
في ذات الوقت فإنه لا يمكننا أن نغض البصر عن الحرب الإجرامية التي لم يتوقف هذا النظام عن شنها بكل الأساليب و الوسائل المحرمة على شعبنا و مواطنينا في جبال النوبة و دارفور و النيل الأزرق و غير ذلك من بقاع السودان ، و التي تتخذ كل يوم شكلاً جديداً ، و لا يمكن أن نتجاهل مطلقاً النتائج الكارثية لهذه الحرب على حياة الناس و المجتمعات و مدى الموت و العذاب الذي يحيق بهم و الدمار الذي يلحقه هذا النظام بكل سبل الوجود الآدمي . كما لا يمكننا أن نتجاهل ، من جانب آخر ، أن ضعف وهزال و انقسامات قوى المعارضة السودانية و الذي ينم عن عدم جديتها في مقاومة النظام ، سيدفع الضمير الحي للمناضلين في الحركة الشعبية شمال أو غيرها لتلمس أقرب السبل لوقف عذابات شعوبهم . و لكننا نقول لزملائنا في الحركة الشعبية قطاع الشمال و غيرهم من الحركات المسلحة المناضلة ضد الإنقاذ ، أن واقع دولة جنوب السودان يدل دلالة قوية وعميقة على أن الانفصال ليس هو الحل.
إننا في حركة (حق) إذ نؤكد من جديد احترامنا للزملاء في الحركة الشعبية قطاع الشمال و حرصنا على العلاقات المتميزة معهم ، بصرف النظر عن موقفهم في الصراع الداخلي الحالي ، نؤكد أيضاً أننا لا يمكن أن نتجاهل تجربتنا التاريخية مع التوجهات الهادفة إلى تمزيق وحدة ما تبقى من وطننا تحت شعارات حق تقرير المصير ، و إذ نعلن موقفنا القاطع ضد ذلك ، ندعو جميع القوى الوطنية الديمقراطية و كافة قوى المعارضة السودانية إلى بناء جبهة واسعة ضد المزيد من انقسامات الوطن تحت أي شعار أو ستار يتم الإعداد لها.
حركة القوي الجديدة الديمقراطية (حق) 5 أكتوبر 2017 الخرطوم
10-07-2017, 07:51 PM
مازن صلاح الأمير مازن صلاح الأمير
تاريخ التسجيل: 02-03-2012
مجموع المشاركات: 263
Quote: إننا في حركة (حق) إذ نؤكد من جديد احترامنا للزملاء في الحركة الشعبية قطاع الشمال و حرصنا على العلاقات المتميزة معهم ، بصرف النظر عن موقفهم في الصراع الداخلي الحالي ، نؤكد أيضاً أننا لا يمكن أن نتجاهل تجربتنا التاريخية مع التوجهات الهادفة إلى تمزيق وحدة ما تبقى من وطننا تحت شعارات حق تقرير المصير ، و إذ نعلن موقفنا القاطع ضد ذلك ، ندعو جميع القوى الوطنية الديمقراطية و كافة قوى المعارضة السودانية إلى بناء جبهة واسعة ضد المزيد من انقسامات الوطن تحت أي شعار أو ستار يتم الإعداد لها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مازن صلاح الأمير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست