|
Re: حتى لا تكون أهرامات السودان مجرد مكعبات ج� (Re: حماد الطاهر عبدالله)
|
المثلث العظيم! د. أسامة الأشقر التفاهة التي تستخف بالعقل وتستنزف طبائع المجتمع البريء وتحوله إلى قطيع، هي عنوان الإعلام الأمني الرخيص. التفاهة العدوانية الساخرة التي تزرع الأحقاد بين الشعوب والأمم المتجاورة التي تحتاج إلى بعضها. التفاهة البليدة التي تسقط أمام أول كلمة علمية في قاموس التاريخ. كل هذه التفاهة لأن شخصية عربية ذات وزن قررت أن تفتح عينيها على تراث إنساني عريق طواه الزمن دهورا ثم بزغ بصورة قوية كسرت صورة تقليدية قديمة صنعتها الدعاية والسينما وتفويجات السياحة بحثاً عن جغرافية العهد التوراتي القديم وحكايات فرعون موسى.... في السودان لا نتحدث عن عشرات الأهرامات بل عن المئات منها تجدها قائمة في البجراوية والكرو ومروي وما تزال الأرض ولادة . هي أصغر حجماً لكنها أكثر استطالة مقارنة بنسبة القاعدة إليها. هي قبور لكن المومياء لا توضع فيها بل تحتها في غرف تتدرج إليها بالدرجات المنحوتة. معظم رؤوس هذه الأهرامات فجرها جراح إيطالي كريه طماع اسمه فيليني كان يرافق جيش محمد علي باشا بحثاً عن الكنوز الذهبية والحلي النفيسة. ما تزال الألوان الأولى تزهو في ظلمة المدافن السودانية القديمة. ما تزال التماثيل العملاقة التي لا تقل حجماً وطولا وفخامة عن تماثيل فراعنة الأرض المصرية كما رأيتها بنفسي في متحف كرمة. لا نتحدث عن أهرامات هي التصميم الهندسي الأول للأهرامات في شمال الوادي بل نتحدث عن مدن كاملة عجيبة كانت مدفونة تحت الرمال بدأت تكشف عن أقدم مدن إفريقيا كما قال لنا وقال للعالم كله عالم الآثار السويسري الكبير شارل بونيه الذي رافقناه في بحثه عن البوابة العظيمة ومدينة الأعمدة في الدفوفة في كرمة على ضفاف النيل... رأينا في تراث ملوك نبتة ومروي وكوش... وملكاتها شواهد على لوحة النصر العظيم للفرعون بيعانخي وابنه الملك الشهير الوحيد الذي ذكر اسمه في العهد القديم نصا: تهارقا... فخر ملوك الأسرة الخامسة والعشرين المسماة بالفراعنة السود... بيعانخي وتهارقا وتانوت آمني... ما تزال مدافنهم في السودان تحكي عظمتهم. ربما لا يعرف كثيرون أن آمون رع الإله الفرعوني الكبير قد بزغ أولاً في جبل البركل هذا المعبد الجبلي المهيب في السودان قبل أن يمتد الاعتقاد به شمالاً... الأسرة الثامنة عشرة والأسرة الخامسة والعشرون أسر سودانية بتقسيم الجغرافيا السياسية الحديثة امتد سلطانها إلى مصر وفلسطين، وواجهت الثانية جيوش الآشوريين وحمت الشمال الإفريقي القديم من سنابك خيلهم. أستطيع أن أكتب مئات الصفحات للرد على التفاهة الصلعاء لكن كلماتي ستكون في مواجهة تفاهة رخيصة... إن اكتشاف حضارة في منطقة ما... هو فخر للإنسانية ولا يغتاظ من ذلك إلا من تجرد منها بتفاهة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حتى لا تكون أهرامات السودان مجرد مكعبات -رسالة لمصر (Re: Frankly)
|
رسالة الى مصر
هذه رسالة الى قادة مصر وشعبها لتذكيرهم ببعض الحقائق والتى وان كانت غائبة عليهم فانها لم تكن غائبة على زعماء مصر التاريخيين ؛ الذين كان لهم الاثر الاكبر فى تاريخ مصرالحديثة. ابدأ بمحمود النقراشى باشا الذى كان رئيسا لوزراء مصر ففى عام 1947اثناء النزاع بين بريطانيا ومصر حول السودان ارسل محمود النقراشى خطابا لمجلس الامن وردت فى احدى فقراته انه من المعلوم ان من يحكم السودان يمسك مصر من رقبتها فى تعبير دقيق يبين مدى خشية مصر من ان يقرر الشعب السودانى مصيره بالانفصال وما يترتب عليه ذلك من وضع مصر تحت رحمة السودان ؛ وهذا ما دفع مصطفى النحاس باشا زعيم حزب الوفد من قبله ان يقول تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر اثناء المفاوضات مع الانجليز عام 1930 .ومن قبله الزعيم سعد زغلول باشا 1924 دعونا الى ان ننتحر فابينا الانتحار وذلك عندما طالبه رئيس الوزراء البريطانى ماكدونالد بارجاء البحث فى قضية السودان . ويمكن البحث عن خطاب محمود النقراشى باشا فى الوثائق المصريه او فى ارشيف مجلس الامن عن تلك الفترة . فى لقاء صحفى فى النصف الاول من الستينيات بعد تاسيس جريدة الصحافة فى عام 1961 وقبل ثورة اكتوبر المجيدة عام 1964 اجرى رئيس تحرير جريدة الصحافه عبد الرحمن مختار حوار ا صحفيا مع الرئيس جمال عبد الناصر ولقد توجه بسؤال لفخامته لماذا يتجنب الاعلام المصرى من اذاعة وصحافة اخبار السودان ولا ياتى بذكرها مهما كانت مما كان يعتبره الغالبية من السودانيين تقليل من الشأن السودانى ؛ وقد رد عليه الزعيم المصرى كفى الله السودانيين شرهم بخيرهم اوضح بانه لمعرفته بالسودانيين ومدى حساسيتهم وحفاظا على العلاقات فانه كان يمنع الاتيان باخبار السودان حتى لا يثير اى خبر الحساسية السودانيه مما يكون له الاثر السئ على العلاقات وهذا ماكان لا يرغب فيه ويبدو ان احداث 1958 كانت ما زالت عالقة بذهن عبد الناصر عندما اجبر السودان مصر الانسحاب من حلايب . ويمكن الرجوع لارشيف الصحافة للتاكد من نص الحديث . عقب انتفاضة ابريل 1985 اصدر وزير المالية فى ذلك الوقت عوض عبد المجيد قرارا برفع اسعارالتذاكر بالطائرة بين مصر والسودان من حوالى 40جنيها الى 120 جنيها ان لم تخنى الذاكرة وفى لقاء صحفى بالخرطوم مع رئيس الوزراء المصرى عاطف صدقى توجه له احد الصحفيين بسؤال عن اسباب رفع اسعار التذاكر ؛ وقد رد عليه عاطف صدقى باننا لم نقم برفع الاسعار وانه لو كان علينا لكان السفر الى مصر مجانا؛ وبعيد عن النظرة العاطفيه واسلوب المجاملات والحقيقة التى قد لا يعرفها الكثيرون ان السياحة السودانية تلعب دورا جوهريا فى الاقتصاد المصرى حيث كان يقدر عدد الزائرين لمصر بحوالى مليون سودانى فى العام فما بال اليوم . واذكر ايضا انه عقب الانتفاضه ان زار وفد من المصريين من بينهم احمد الخواجة رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحاميين المصريين مع عدد من السياسيين السودان لتهنئة الشعب بثورته ؛ وقد اقيمت لهم ندوة بدار نقابة المحاميين السودانيين حضرها جمعا غفيرا وكان من ضمن الحضور الصادق المهدى زعيم حسب الامة ومحمد عثمان الميرغنى زعيم الحزب الاتحادى ؛ وقد اشاد المتحدثون المصريين بالشعب السودانى وثورته وطالب البعض بضرورة المحافظه على هذه الثورة لان لها انعكاسا كبيرا على الوضع فى مصر . هذه اقوال ساسة مصريين احترموا وضع السودان واهميته لمصر من ناحية سياسة وجفرافية واقتصادية واجتماعية فهل مصرلها نفس الحجم من الاهمية للسودان وهل يمكن لمصر الاستغناء عن السودان نحن لانقلل من اهمية مصر ومكانتها سوى ان كان تاريخيا او سياسيا او دوليا ولمصر القديمة مكانة كبيره فى قلوب السودانيين مصر محمد نجيب وعبد الناصر والسادات بالرغم من بعض المرارات وعلى مصران لا تفقد هذه المكانة فى قلب الشعب لانها ستكون الخاسر الاكبر فدوام الحال من المحال وعليها ان لا تقلب الحقائق التاريخيه التى تثبتها وثائقها قبل ان تثبتها الوثائق السودانية والاممية [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|