ــــــــــــــــ 1 ما الذي يحتاجُهُ الشّارِعُ مِنكَ؟ في هذا اللّيلِ الإسفلتيِّ حين ركِبتْ حشرةٌ سامّةٌ على ظهرِ زهرةٍ الأورِدةُ حلّتْ مواثِيقَها الدّمُ مشى على قدميهِ مِشيةِ نشيدٌ بلا فواصِلٍ الرّبُ في قِراهُ لن يأبهَ للعِواءِ الذي دسّتْ جُلَّهُ الرِّيحُ هذا قميصيَّ لم تقِدَهُ البساتينُ أو تُفلِحَ الغوايةُ في رتقِهِ أَذعِنُ للهواءِ كفراشٍ وللأرضِ كفأرِ تجارُبٍ تحت نزقِ البنجِ . . . متى يشربُني الشّجرُ؟ إلى: حافظ عباس
2 لقد رأيتُ الأنثى الغارِقةَ في مرايا الشّارِعِ متى مشتْ برِقةٍ عليهِ. الذي أعرِفَهُ أن إطاراتَ السّياراتِ والبحرِ يُشكِلانِ رائحةً غالِبةً فيما القُرنفُلُ يبدأُ في احتِلالِ أنوفِنا متى هلّتْ في أوردِتنا رعشةُ انتظارِها مثل قِطارٍ دقيقِ الموعِدِ لكنه لا يجيءُ بالحبيبةْ.
3 جَمرُ العابِرِ ــــــــــــــــ كُنتُ من المارّة اتطلّعُ إلى وجهي في الشَّارِعِ أسوي هيئتَهُ على عينيهِ يقهقهُ من بُثُورِ الحُبِّ والاِرتباكِ يناولني ابتسامةً إسمنتيةً… أهرولُ إلى الحبيبةِ أنغام قِيثارٍ ولون. كُنتُ من المارّة أنصبُّ في مِقعدٍ قُبالة الشّارِع أهشُّ بالشُجونِ تمزُقَ الوقتِ على يدِّ المسافةِ نطمرُ هوةَ الأوجاعِ بالثرثرة نشيّدُ بِلاداً من الأمنياتِ ثم ندعُها أخر المطافِ لصبيّ المقهى ليغسلَها في كؤوسِ الشّاي بِلادي محضُ تبغٍ للأنس قهوةٌ للحنينِ والأخيلة كُنتُ من المارّة أطوي بقدمينِ من قلقٍ الشّارِعَ وتعرُّجاتَهُ حتى يلحقني حصاهُ بالرّمل يُسوي بدني بغبارِهِ الكالح خرائطَ مُدنٍ وأنهارٍ مقدسة كُنتُ من المارّة أقدسُ الأطلالَ أرنمُ قُبالتها رقصَ الدرويشِ وروحَهُ الظامئةَ لحورٍ في الخدورِ أمزقُ الحُجبَ بالتراتيلِ والنحيب حتى التحقتُ بالمُفترق كُنتُ من المارّة أضربُ بفُرشاةِ النّسيانِ على قُماشةِ الذّاكِرةِ عسى أن أبدّدَ الحليبُ والأزقةَ والبلد كُنتُ من المارّة أحترقُ وأحترقُ وما من مصبٍّ لرماديّ خلا الأرق.
4 قال: لم اتحدّثَ عنكِ لأخيلتي الحرامَ وهل كانتِ الأخيلةُ حلالُ؟ بإجفالٍ ركضتْ إليكِ من حيث أعرِفُ وتعرفين والناسُ أطرقتْ في حياءٍ ثم نهضتْ إلى بابِ قلبِكِ تتودّدُ إليهِ بشوكولا الكلامِ أنتِ جففتِ على حوافِكِ الصُّدُودَ فأضحى صلداً وأخيلتي الحرامُ شديدةَ البأسِ في طِلابِها رنتْ إليكِ في جُزءٍ من مدى روحِكِ الكثيفِ فهل لعثماتُ روحي تفاقمتْ جراءَ استجابتِكِ؟ لن أعرِفَ فقد افلتتْ الأخيلةُ الحرامُ ولم تعُدْ بخبرٍ أهي بحِجرِكِ أم أهلكَها الصّدُّ؟
5 أحاوِلُ الفرارَ إلى جهةٍ أُميّةٍ لأن المرايا أعلمتني أني محضُ روايةٍ غير موقعةٍ فتبدّدَ ظني الطويلُ بأني رجُلٌ لم تتهجأ تفاصيلَهُ أيُّ أبجديةٍ بعدُ.
6 أقرعِ البّابَ تنفتِحُ سيرتَكَ في العِطرِ واﻷلوانِ والقهقهةِ التي خبأتَها في حِبالِ البيتِ ومشيت... 11/1/2016م
01-11-2017, 06:44 PM
معاوية عبيد الصائم
معاوية عبيد الصائم
تاريخ التسجيل: 06-09-2010
مجموع المشاركات: 22458
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة