لم تشهد عيناي أعمق من تلك الخضرة، بذلت التربة الندية المعطاءة أكرم ما عندها لتجعل الاشجار و الحشائش تنمو بزهو. تدلت القطاف فيما يشبه مناولةُ المضيفِ للضيفِ الأطايبَ الكريمة. كنت في ذلك المكان المذهل الجمال مُجابُ الطلب. انهار و شلالات ماؤها رقراق و شفيف. كل ما أردته يجيئني سعياً. اشتقت لمعاينة نور وجهه الكريم فأطلّ عليّ من بين انوار خالدة و امجاد عظيمة. رأيت وجهه الكريم فأضاءت روحي بانوار متلألئة. قال الصوت القادم من جوف الانوار التي غمرتني بحنوِ: يا عبدي الصالح ابن عبدي الصالح، طِب مقاما فلقد بنيتها من أجلك و انت فيها خالد مخلد لا يبلي لك جسد و لا تموت في جسمك خِلية واحدة و إلا اعطيتك خِليةً أكرم منها. نظرت إلي جسدي فوجدتني بعصابة حمراء علي رأسي؛ دبّابا تزين رأسه تيجان فداء الدين و الوطن.طفت بنظراتي علي موقع القلب فوجدته مثقوبا و هو بعد ينبض بالحياة. تنزف الدماء من قلبي متضوعةً برائحة المسك و العطور النبيلة استطابت نفسي تلك العطور الفردوسية. تذكرت ، نعم تذكرت لقد كنت بالميل اربعين برفقة الرجال الذين كلفهم الكمال المطلق بتدمير الكفرة و ترسيخ مواقع العقيدة في بلاد المنكرين لفضله. تذكرت وجهه؛ ذلك الكافر، القاتل، المنكر. نعم تذكرته و تذكرت اسمه فهو الآخر. صوّب فوهة بندقيته المجرمة نحو قلبي و ضغط علي الزناد. تذكرت إنني لم أحسّ ألماً و تذكرتهم يتوافدون بأجنحتهم المنيرة، كانوا ينبثقون من بين انوار سماوية و في وجوههم البيضاء المنيرة سيماء القبول و الإخبات. حملني وفدهم إلي أعلي الفراديس و كانوا يقولون: أحياء عند ربهم يرزقون. حسنت رفيقا للصديقين و الشهداء. يا مرحي ...يا مرحي .. يا مرحي يا عريس الفراديس. جئن، بِيضٌ و ناهدات بشعورهن التي يشوب حمرتها سواد يلتمع كما الذهب المصقول. كنّ عاريات و هن بعد في ستر الكمال و الجمال و المطلق،تحزز بلا تكلف تيجان الماس المذهب شعورهن فيتأكد بريق الشَعْر المعربد و كن في مآزر مختصرة من حرير شفاف. شعورهن متموجة و و زاهية بجمال كأسنمة البخت المأئلة التي يجلل شُقرة لونها التماع الذهب. عُرْي الواحدة منهن يشبه في جماله جمالَ الطيور المسافرة بالحب. التفتن فرأيت من أيهن الجيد المقوم باشراق، تدفقت نظراتي الراغبة علي عجيزتي أى واحدة منهن، عجيزتا الأولي أجمل ! عجيزتا الثانية أكمل! و عجيزتا الثالثة أحسن في حُسنها من أي عجيزتين رأيتهما في الفانية و لا تشبهان حتي تلك التي إختلست النظرات إليها في مجلات التبذل الدنيوي الرخيص. سال مني لعاب الشبق العسلي الطعم عندما عاينت الثديان نافران بتوثب من صدر أي واحدة منهن بالفعل كن كواعب ، بِيضٌ و زاهيات الجمال و ناعمات. قالت الأولي : اسمي هَجْمانة. قالت الثانية: اسمي حُذام. ثم قالت الثالثة: اسمي سَخّية . تدفقت اصواتهن عندما نطقت أيهن اسمها فملأت أذناي بطرب لم اسمع أحلي منه. جال في صدري خاطر و قلت لنفسي: لم ارغب في الفانية فتاةً بيضاء بشَعْر أحمر أو أشقر كنت اشتهي بنات بلادي السمراوات المؤمنات. ضحكن ثم نظرن إلي أعلي فزال ذلك الخاطر الملعون عن سمراوات بلادي حتي المؤمنات منهن. فابتسمن عندها اشرقت من افواههن أنوارٌ كأنوار البروق الصادقة. قلن بتمهل: استغفر الله. الحمد لله. و المجد لله. عندها خرجت من فمي كلمات مثل التي قلنها. ثم طاف خاطر آخر و لم استطب خلاله ملابس الدفاع الشعبي المبرقعة ببقع الإيمان و الإخبات و الطاعة و لم أحب سيل الدماء من قلبي المثقوب بتلك الرصاصة الكافرة. ذهب عني الحَزَن عندما شهدت تبديل ثيابي باثواب بِيضٌ من حرير يتضوع منها العطر و يَنْحّت من اكمامها مسحوق المسك و المحلب و كست رأسي عمامة نبوية الجمال خضراء يجلل خضرتها سواد. هنا انتبهت لجلدي فرايته مشرق البياض فحمدت الله أن بدلني جلدا خيرا من جلدي و ملبسا خيرا من ملبسي. قالت حّذام هل تريدنا جمعا أم متفرقات؟ إشتد بي انتصاب ثابت الصلابة و متحفز لَحَظته حُذام فابتسمت و هي ترنو إليه ثم قالت: لك ما تريد، فانت شهيد. قلت لها لنكن معا و بعدها سأفكر، هنا تذكرت أرجوزةً و رتلتها عليهن بصوت مُحِب " قلت لخِوْدِ كاعبٍ عطبول مَيّاسة كالظبية الخذول ترنو بعيني شادن كحيل. هل لك في محملج مفتول؟" فتبسمن بورعٍ فردوسي قانت. أخذنني إلي خيمة من الطنفس الأخضر الزيتوني منصوبة علي العشب الريان الندي، النمارق مصفوفة و ناعمة و الزرابي مبثوثة و ملمسها علي باطن القدم كملمس جلد الرضيع، ناعم و رقيق. النمارق مكسوة باستبرق لين الحُمرة و الزرابي زرقاء مخططة بالأزرق السماوي . ما أن قَبّلتها حتي أُسبِلت مني الجفنان و إنْجّم لعاب راغب في فمي المتلظي بشهوة مؤكدة الإرواء. اولجته في لجة من الليان و اللدونة الممهدة، يحتك بظر عُريها بظهر عضوي فتتأوه حُذام بأنات تمزق قلبي باللهفة، ما أن تأوهت بالشهوة حتي جاءتا ، فأكرمت سخية ظهري بملس نهديها و قبلت عنقي، فرجت هجمانة ساقيها و دعكت عانتها بجبهتي المتعرقة أنزلت و ما يزال عُري حُذام ممسك بتلابيب عضوي، ارتخي قليلاً فأخذته و جعلن يمززن عسله الابيض السميك بأفواههن مهتاجة الرغبة. إغتسلن أمامي بماء فردويسي في صحاف من ذهب رقيق التصميم لا ينفد ماؤها و هن يغرفنه باكواب من فضة. إغتسالهن أمامي أطلق نيران شهوة جديدة في جسدي فانتصب بالرغبة عضوي متصخرا. قالت سخية:مهلك يا شهيد، ففي الفراديس متع لا تنقضي دعنا نجول معك أجزاء منها. وضعن زينتهن. ثبتت كل واحدة منهن تاج رأسها الذهبي الذي يلتمع الألماظ فيه ببروق هادئة الإشراق، اعتمرت كل واحدة منهن إزاراً شفافا من حرير بلون بشراتهن الريانة البياض، الإزار قصير بالكاد يغطي مفرق إليتي الواحدة منهن. و وضعت أي واحة منهن علي صدرها ستيانا شفافا بلون الإزار يحزز اطرافه خيوط من حرير مربك الجمال. ابدت زينتهن جمالهن الخالد أكثر من تغطيته. مشيت بينهن كملك. ذهبن بي إلي خيام أخري ملونة بألوان قوس قزح، الطنافس و الزرابي و النمارق بداخلها بألوان الشفق. جلسن حولي و أنا غارق في نعومة النمارق الحريرية. طاف علينا ولدان مخلدون في العِزّ و الجمال بآنية من ذهب؛ أكواب و ملاعق و صحون من فضة تلتمع التماع البلور و اللؤلؤ. شربت من الكوب الذي ناولنيه أحدهم شرابا بطعم يختلط فيه الحلو، المر و الحامض بإتزان وكان الشراب أحمراً و صافيا، لم أري في حياتي بالفانية صفاء و لا حُمْرة أكمل من تلك. سألتُ حُذام: ما هذا الشراب اللذيذ؟ فقالت: هي الصهباء و الصهباء أكرم خمور الفراديس. الغلام أمامي جميل كبدرٍ. كان عارياً إلا من نسيج حريري مثلث يتدلي قليلا من اسفل بطنه إلي أعلي فخذيه بما يستر عضوه. المثلث الحريري مثبت إلي أعلي عجيزتيه بسلسل ذهبي يتلمع الألماظ فيه بانوار ماجنة الجمال. الغلام في عمرٍ بين الثالثة عشرة و السادسة عشرة. قالت حُذام: مهد الكمال المطلق اجسادهم للمعاشرة، دبر الواحد منهم كفرج إمرأة لا يسيل منه إلا بلل الشهوة، فهم يفرغون بطونهم بأفواههم و يخرج ما يخرج منها بروائح الزهور و كريم أريج الفاكهة. جلس الولد في حجري،مسّد بنعومة يده عضوي فتأهب منتصباً، انحني أمامي فرأيت ما هالني من جمال عجيزتيه ما جعلني أقول تبارك أحس الخالقين .و كان دُبْره كوردة برية و كان حسن الاستدارة بلونٍ زهري و كان مصرورا كفم الحبيب و هو يتأهب للقُبَل، أنحني الولد علي عضوي فمصه، هنا تعرت الحوريات ليرقصن أمامي، إشتدت بي الشهوة، أمرته ليقعي أمام فحولتي ففعل بغنج، أمسكت بيدي مكان التقاء بطنه بأعلي فخذيه، سافر انتصابي في لدونة، رِقة و بلل دبره ذو اللون الزهري الذي تفوح منه رائحة الورد. أكرمت الحوريات جسدي بالتدليك الرقيق و انا غارق في شهوتي. سحب الولد نفسه مني ليتمدد امامي رافعا ساقيهن قبلت منه القدمان و أولجت بداخله انتصابي المتلظي بشهوة حارقة الجمال. عانته نابتة و بزغب مُحْمَر، كان انتصابه يافعا و مشتداً و رقيق الملمس ما أن مسسته إلا و تدفق منه فيض من اشتهاء خرج بايقاع يوافق في تزامنه آهاته الرقيقة. أنزلت و غرقت في بحر من كمال الرجولة و عِزّ الفحولة. قلت لهجمانة: أريد أن أري النار و أهلها. فقالت: أعوذ بك ربي من النار و أهلها. ارتسمت علي وجهها ملامح جِدْ. و قالت: بنا إلي هناك. مكثت بالخيمة حُذام و سخية مع الغلام. خطوت برفقتها إلي خارج الخيمة. مشينا و لا يحيط بنا غير النعيم المقيم، ملأت عيني بجمال الحوريات و الولدان المخلدون و عبأت رئتاي بحلو نسايم الجنان. ذهبت بي إلي شجرة اوراقها بين الأصفر و الأخضر و قالت خُذ من الأفرع الخضراء فرعاً. لم يطل بحثي و وجدت فرعاً فحملته. قالت هجمانة بهذا الفرع سيحفظك الرب من حرارة الجحيم. مشينا. مررنا بفاصل أغبر في طرفه تلّة بُنِّية اللون. صعدت التلّة برفقتها المؤنسة. و من هناك امتد أمامنا منظر الجحيم المنفر. الجحيم فضاء اسود و قاتم يشبه هضبة تمتد علي الأفق أمامنا بلا نهاية. الجحيم مقسم لأروقة، رواق المنكرين و به من يحملون صلبانا تنوء بثقلها ظهورهم، ما أن يرفع الواحد منهم أو الواحدة منهم القدم ليخطو إلا و يشتعل جسده بالنار فيصرخ و يحترق متفحماً، بعد قليل ينبت في ذلك السواد المتفحم جسدٌ جديد ليحترق و هكذا بلا توقف. بهذا الرواق أيضاً نساء و رجال يحمل الواحد أو الواحدة منهن شمعداناً حديدياً برؤوس سبعة، ستة منها مرتبة في ازواج متقابلة الزوج نهايتي قوس و الرأس السابع في الوسط بأعلاه نجمة برؤوس ثمانية. الشمعدان ثقيل و ما أن يخطو الواحد منهم خطوة إلا و يحترق بنار تذيب الشمعدان الحديدي نفسه. في الاروقة الأخري نساء و رجال يحمل أي واحد منهم صخرة كتب عليها إما علماني أو شيوعي أو ملحد أو كافر . الصخرة تجلس اسفل العنق من الواحد منهم من جهة الظهر ليحطم ثقلها عظام ظهره و صدره. ويحدث معهم مثل ما حدث مع أهل رواق المنكرين من الإحراق و انبات الأجساد. بالحجيم لا يصدر صوتٌ غير صوت النواح و الصراخ و الأنين. قالت هجمانة الحمد لله الذي اورثنا الجنان في الباقية و قلت مثلها. قلت: لهجمانة لماذا معظم أهل الجحيم من النساء؟ قالت: إنهن ينكرن العشير، لا يشكرن الله علي نعمة و يشتكين لغيره سوءَ و عذابَ الفانية. قالت هجمانة: لقد أطفأ منظر الجحيم انوار وجهك يا شهيد، لنرجع.وافقت ثم عدت برفقتها للجنة و نعيمها المقيم. في طريق عودتنا قالت هجمانة: غداً سأذهب بك إلي مقام الأنبياء و الرسل بأعلي الجنان. إشتاقت نفسي لحضن هجمانة الممهد فأخذتها و ضممتها إلي صدري إلي أن أشرقت انوار روحي من جديد فاستضاء وجهي بالرضي .
طه جعفر تورنتو ..اونتاريو ..كندا 30 ديسمبر 2013
08-19-2016, 12:32 PM
طه جعفر
طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7410
هذه السردية القديمة مهداة للمثقف الإسلامي الدكتور العربي قاسم قور فيها تصوير لمصير الشهداء من الدبّابين أمثاله في الجنة علي حسب منطوق كتب السلف الصالح في وصف الجنّة و علي حسب مواعيد الترابي التي ضربها بين الحور في الجنان و الشباب الرسالي امثال الدكتور العربي المثقف الإسلامي
طه جعفر
08-19-2016, 12:46 PM
طه جعفر
طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7410
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة