أمس الأول، كان ر¬ئيس حزب المؤتمر الوطني عمر البشير، يلقي قولاً ثقيلاً على عضوية حزبه، البشير دعا قيادات وأعضاء حزبه إلى الترجل لإفساح المجال للضيوف الجدد الذين أتى بهم الحوار الوطني ليشاركوا في السلطة، ولأن الحوار هو مبادرة الحزب، فإن الحزب سوف يتحمل النصيب الأكبر من التضحية بالمناصب، هكذا قال الرئيس.
حديث البشير، هو دعوة مباشرة لتقديم استقالات جماعية وإن لم تحدث فستتحول إلى إقالات جماعية، الحديث يأتي بعد تصريحات قيادات بارزة في الحزب، أن النصيب الأكبر من حكومة بعد الحوار سوف يكون من نصيب المؤتمر الوطني، وأن منصب رئيس الوزراء الذي تقتتل فيه الأطراف المتحاورة، لن يذهب لغير الحزب الحاكم..لكن رئيس الحزب قطع القول.
مطلع العام الماضي كان الرئيس عمر البشير يشارك في معرض (آيدكس) بالإمارات العربية المتحدة، والذي يعنى بالصناعات العسكرية، لكن الحدث تحول من مجرد المشاركة في معرض ذي طابع عسكري، إلى موقف سياسي إقليمي معلن ومفاجئ، ذلك حينما أجرت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية حواراً مع البشير، ووصف من خلاله تنظيم الإخوان المسلمين بالمهدد لاستقرار المنطقة، وأبعد من ذلك، خلع الرئيس السوداني عباءة تنظيمه علناً، حينما أعلن رفض بلاده القاطع لظهور الطابع الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وأيد حق الدول في اتخاذ ما تراه مناسباً لخدمة أمنها واستقرارها.
كان ذلك الموقف الفصل، في فبراير 2015م، أي، بعد عام من إعلانه الحوار الوطني الذي سبقته خطوات واسعة بإزاحة عتاة الإسلاميين، مساعده، نافع علي نافع، ونائبه، علي عثمان طه..الحكومة القادمة، بعيداً عن جدواها في حل الأزمة السياسية، فهي سوف تضعف من قبضة المؤتمر الوطني، والتي في الأصل، بدأت تتراجع منذ قبل إعلان الحوار مطلع عام 2014م، وبالنظر إلى الأحزاب المتحاورة، فإن المؤتمر الشعبي أبرزها، بل هو مهندس وعراب الحوار، إن لم تلحق به المعارضة في الخارج، فسوف يكون نصيبه من الحكومة مقدراً، وإن كان بعض الشعبيين يرفضون مبدأ المشاركة، لجهة أنها ستنسف تكتيكاتهم في فكرة الحوار لأنها سوف تُلخّص المشهد وكأنه وحدة إسلاميين وانصهار للشعبي داخل الوطني، وهذا ما لا يريده الشعبي بشكل معلن.
إن كان الرئيس يمضي في اتجاه ما أعلنه العام الماضي، وهو ضمنياً خلع عباءة الإخوان المسلمين، وقد بدأ عملياً بإضعاف قبضتهم، بإزاحة عتاتهم، فالراجح أن المجال سوف يُفسح للمؤتمر الشعبي ويُعبد له الطريق، وسوف يفعل البشير ذلك مطمئناً بعد رحيل زعيم المؤتمر الشعبي، لأنه يدرك تماماً أن قوة الحزب ومكره مكتسبة من شيخه، فلن تصبه صائبة بدخول الحزب الحكومة أو عدم دخوله، وأن الشعبيين لا زالوا يرددون، أن سر تمسكهم بالحوار هو التزام بين الشيخ وتلميذه، لكن الصائبة ربما تصيب الوطنيين والشعبيين في بعضهم، وهذا ما تنبأ به أحد قيادات الشعبي البارزة، أن يوماً سوف يأتي لضرب الإسلاميين ببعضهم، حتى تتمدد الأرجل آمنة مطمئنة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة