الفنان الرمز : مصطفى سيد أحمد .. ذلك النقي حقاً : زمنٌ مضى .. وآخر لا يأتي .. الأرض قانية اللون معاً حرور .. يسأل عنك شفع العرب الفقارى وعم عبد الرحيم والعم ود عجبنا الذي قابل الضيوف هاشاً باشاً .. الأطفال بنادوا القمرا شوقاً إليك .. السنسنة الحمراء اكتست احمراراً أشدّ .. لمة الدليب الحلوة تفتقدك .. الأولاد السمر يشهقون حزناً .. الرواكيب الصغيرة حتى الآن صغيرة تزفر سهداً بعد أن عزّ المزار .. وانجرح خاطر النهار * شفع المدارس يحملون السمسونايت والزمزمية كالجمال المعبأة .. لم يصل الإمداد حتى هذه اللحظة للقيف البراني .. الصباح الأبيضاني حالفه الحظ بشوف المجدلية ونورا ووضاحة أيام المأتم .. المأتم لم تنته مراسمه حتى الآن .. لأن ساعة القطاف لم تحن .. ولم يبن عليك سفر العمر .. الحبوبة التي كانت دوماً تحكي .. حكاية الإنسان الموشم بشقا الدنيا آثرت الصمت .. ومريم الأخرى حتى الآن تخبئ خبر موتك بين نهديها .. سراً .. لا تبوح به لأحد * النيل الذي فاض .. يعاني الحزن النبيل رغم شيخوخته حينما كان آخر لسان حالك يقول : نفسي في داخلك وأعاين .. أروي روحي وأشوف منابعك .. جاءنا صوتك جاهراً : أغني لشعبي ومين يمنعني .. مع علمنا التام أنك تعاني الغربة الكدرومية .. أصبحت فينا تتكلم لغتين .. لغة الكلام وأخرى لغة الألم المزمن صرخت فينا باعثاً الوصف القديم : أجيك فنان .. مرسّم قلبو في الأحزان .. كنّا على يقين بأن الدنيا ليل وغربة ومطر .. المطر عزّ الحريق .. لم يحفّز الجمع الأثير .. إلى مصابيح الطريق * تلقفنا ذكراك .. وصداك يردد أنا حيلتي إيه قولي لِي يا قمر الزمن كنا على نفس الإتكاءة الأولى .. حاضنين لأماسي الصحو .. نشرب من نفس عصير الدهشة الأولى .. عند الضواحي وطرف المداين شهدنا احتضار الأغنيات .. بكينا لأن عشقك يتفجر مدينة بحجم مساحات الأمس الرابضة فيك وحرام أن يبقى العشق مسجون بالخلايا .. وإذا كان كذلك نستعوض الأسف الطويل وسينكر النيل القديم روافده .. ونبقى نحن ولا يا .. .. .. نا * كتبت ليك .. شان جيتنا بالزمن المحنّة .. نحن حتى الآن في جوف المضيق نلهث وراء هوية الرغيف والقطارة الحايمة .. نفِن الشايلا إيدنا .. تلبدت الشلوخ الهوية بسمادر من بعض أغنية الزمن الفلاني .. التي رفضت إرضاء السردار بعرق الترابلة والمزارعية .. صوتت المطرقة ودق نحاس* ايذاناً لموعد ذكراك في دواخلنا كل سنة مضت .. وأخرى ستأتي : نكون : جلبنا ليك الغيم رحط .. طرزنا ليك النيل زفاف .. فرشنا ليك الريد لحاف .. وستجدد نشوة ريدك كلما حرقنا الشوق بخور .. وكلما ازدادت خربشات الزمن العذاب .. ولن تنقطع شامة هواك رغم المساحيق الأنيقة والتوابل المعلبة في أقبية الخفايا .. موعداً للسحت * القلب مثخن بالجراحات يوم أن لبس عباد الشمس تلك العباية السوداء .. كان على جِيدِ وجيدة قلادة سوداء تتزين بها تلك الخلاسية الملامح .. تيار الظلام .. تِش إيد الغبش قبل ما تتمد .. وتكسوها جبيرة وَجْد .. خلّفت لنا الشجن الأليم .. نزرف الحزن غدار دموع تفيض .. الفرح الأرجواني تشقق .. من لفحة السموم وحر ما تحت الإبطين .. ولا بيناتنا المسافة واللهفة والخوف .. السكون فارق نجوم الذكرى التي ملّت ساعات الانتظار .. صاحَ أحد النجوم المُهَوَشَةُ : نحنا قاتلنا سنيناً واقتتلنا عند غابة الأبنوس العيون .. من يتّم نجمات هداها السيل؟ .. بين متلي هدّاه الحزن؟ .. من قصّ رقاب تَمْر الجدود ؟.. من سرق البنت الحديقة وأبدلها السروال البلدي وحِسِيسْ الطمبارة .. ورقصة النُقَارة ورقصة الرقبة وسوط العرضة البُطان .. في ليلة الدخلة السودانية ؟أهلٌ أصبح عندهم الفن قضية مليونية الملامح بعيداً عن الاتجار بالأوراق الصفراء المهترئة .. كثيرون هذه الأيام يتاجرون بزمن الوسامة الذي تتصف به يوم أن كان الهم عاصف .. وكنت واقف براك * كل ما تباعد بينا عوارض .. نجد الشوق الدسم حاضراً .. أمونه وطيبة كلاهما في انتظار النعال شان يمشن بيت الطهور من دون حرج .. تفاؤلاً بالإحساس الإكليل الذي يعطي البشارة .. الوَدْ الضكران والبت الدغرية توفيا إلى رحمة مولاهما مدثران بريحة الطين الصافي .. وأنقلب العرس مأتماً .. في الزمن الجسارة .. وكم هو صعب الوضع الذي تحس به عذاب المغني حينما يشارك الأصحاب في مناسبة سوداء الوشاح * كنا وسنظل نحسك من نفس تلك الطورية الضامة الطين .. مسربلاً بعصب السكون .. كنت مع الطيور المابتعرف ليها خرطه .. جواز سفرك خالي من صور الأطفال والمرافقين .. الجميع يطأون الوردة الصبية .. صباحات المواني الجرح ارتد بيها .. ولكن لم تمت فيها الأغاني .. ضي المصابيح البعيدة أتعب عيونا وانطفى المصباح بفقدانك .. ولكن بريقك سيظل حتى لحظة الارتعاش الأزل هو مساحة الفرح الممتدة مساحة والتي تنادي الأمل الجوه عيونّا * إنك .. من يبعث فينا خارطة التفاؤل على الرغم من قعادك براك وأنت تحلف بنا .. كنت مسافر وفاقد دليل .. كان الأمل يصلنا في شكل لفافات من الأمنيات والتضحية والتي تركتها لنا الآن مخزوناً لا يدانيه آخر وأصبحنا نمد الأكف عند الشمس للدفء * كنت نسراً يعشق الترحال بيننا .. ويعرف مواضع القوة فيه .. كلماتك كانت تعرف متين تبقى المطر ومتين تصبح حريق .. نحس بنقر الأصابع المرتاحة للموسيقي عبر الحاجة التي فيك .. والتي جعلتك تتحدى بالحرف الألم .. وها نحن نسأل عليك وسط الزحام وكل المارة إمكن نلاقي الشبَهَكْ .. أو حتى من يطارد مستحيل الإبداع مثلك عند دهشة تلاقي الأصيحاب في لمة الفال .. وفي إيقاع حشا المردوم * سنداوم على تجرع ذكراك وسنبلغ تحياتك إلى كل الذين تَحِسَّهٌمْ وكتين يفرحوا أو يندهشوا .. إلى كل أخوان الإنسانية وسنقول لهم : لم يرحل صوت المغني حزين .. ما دام وطن الشمس يجلس على عينيّ فاطنة .. التي تردد أن الأفراح لا بد من ترجع .. أنشودة حلوة يرددها الأطفال عند الإياب : مهما هم تأخروا فإنهم يأتون .. يومها ستكسي حجار سلوم بموائد أرجوانية التفاصيل .. ونحس الفرح اللذيذ مهما تطاولت أعناق العمارات السوامق .. كان نفسي أقولك من زمان .. أننا صابرين على حزن الغنا وأن غدار الدموع يوماً ما سيندلق عند دارة السمحة المُرَّحَلة ونحس الأمان .. على شواطئ المشاوير البقت ممدودة في نبض التعب .. ولك مصطفى تحية مليونية الوضوح رغم أن الجرح أخضر العينين * إبراهيم حسين موسي مقبول 1998
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة