|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: بي هدووء السودان الى اين ؟ (Re: Osman Mahmoud)
|
الحقيقة الماثلة امامنا بعد ان توصلنا لها خلال اكثر من ربع قرن هي
ان التغير لا يحدث لوحده ولن يحدث لوحده ..
وان كل الاليات التي اتبعناها في مقارعة النظام من اجل احداث التغير
لم تحقق المطلوب بل لم تقربنا حتى من الهدف المنشود .
في تقديري:- هذا اكثر ما يدفع بعض المناضلين لمهادنة النظام ومحاورته
وابرام الاتفاقيات معه حتى لو ادى ذلك الى القبول فقط بما يجود به النظام ..
وكان اكبر هذه المهازل في الفترة الاخيرة هو حوار الوثبة الشهير والاخير ..
نسبة لجلوس اكبر عدد ممكن من مدعي النضال من المعارضين افراد كانو او احزاب ..
بدراسة سريعة غير متأنية لحد بعيد من الواضح جدا ان اليأس والاحباط شق
طريقه واخترق صفوف حاملي الحلم الكبير ونال من عزمهم وقزم احلامهم
وطموحاتهم ..
الامر لا يعود الى تأخر البدء في اجراء التغير بالطبع ..
ولا يعود الى ذكاء النظام بقدر كبير ..
يعود الامر بالقدر الاكبر الى عدم تفاعل الشارع مع قضاياه الاساسية ..
مثلا الجوع وصل الى الكل وهذا وحده كان يكفي لكي يتجاوب
الشارع مع دعاة التغير ..
ويبدو على دعاة التغير انهم ناسين او متناسين عدم تعويلهم
او اعتمادهم الكلي او تقديم الشعب والتقدم معه وتمليكه الاحساس
الكامل ان هذه القضية هي قضيته ليست قضية آل المهدي او المرغني
ليست قضية البعثيين او الشيوعيين ليست قضية المؤتمر السوداني
او الحركة الشعبية قبل الانفصال وبعده ليست قضية جبهة الشرق
او الجبهة الشعبية بشرق السودان ليست قضية فصائل الجبهة الثورية
في دارفور ولا جبال النوبة ..
بل هي قضية كل سوداني ..
وكل سوداني يتنفس هو كفئ لتحمل وحمل قضية التغير ..
النظام القابض على السلطة استطاع بكل بساطة ان يتحكم في الصراعات
بينه وبين خصومه كما يجب ان يكون ..
بأن يصبغ عليهم الالوان وفق ما يفيده ..
لبعض العنصريين للاسف من ابناء الشعب يعطيهم الصورة العنصرية
والدوافع العنصرية لبقائه ..
للمتشوقين لاقامة الدولة الدينية يعطيهم الدرع بأنهم وحدهم
هم المؤمنين بالله وخصوم النظام علمانيين وكفار ..
للوطنيين اصحاب العاطفة العمياء والغبية تجاه الوطن
يصنع لهم من خصمه الصور النمطية لعميل الغرب ..
وهكذا استطاع ان يغبش المشهد لأصحاب المنطقة الدافئة من
ابناء الشعب اصحاب القضية اسوة بأصدقائهم الحقيقين في المعارضة
بشقيها السلمي والمسلح ..
بالتأكيد النظام استفاد من اخطائه في مقارعة الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق
اذ استطاعت الحركة الشعبية حينذاك بكسب ارضية لا بأس بها مع المحيط الافريقي
والعالم الخارجي مما مكنها بالتقدم خطوات الى الامام في الشق السياسي
رغم انها حركة عسكرية ..
نعم الاوضاع السياسية العالمية اختلفت اختلاف كبير بعد احداث 11 سبتمبر اذ امتلك
الاسلامويين ورقة كبيرة للمساومة مع الغرب الذي اصابه هوس امني مبالغ فيه ..
وصار طعامه المفضل في وجباته هم الاسلامويين مثل "صحن" السلطة على مائدة الطعام
يقلب السلطة كما يريد ويأكل منها كما يشتهي ..
لأنه من السهل مراقبة الاسلامويين وهم على السلطة ومن السهل جدا اغرائهم بها
واغراؤهم بالاستمرار عليها ..
وعندما يفكر الغرب على الجاهز سيجد الاسلامويين هم الاكثر جاهزية واستعداد
نسبة لخلفية المنطقة الدينية وعدم امتلاك الاسلامويين البرامج السياسية
والاقتصادية التي تمكنهم من الاستمرار في السلطة غير ان يبيعوا
ولائهم التام للغرب وفي يدهم ورقة حركة الجهاد والمجاهدين في العالم
والسيطرة بإسم الدين على جزء كبير من مواطنيهم ..
الان الغرب لا يملك الوقت ولا القدرة على الصناعة وليس في حوجة لذلك
لأن الجاهز سيعطي الغرب اكثر مما يحتاج وبذلك يوفر الوقت والمال لنفسه ..
لهذا كان على المعارضة السودانية وخاصة السلمية الالتفاف بالشعب والرهان عليه
والعمل معه لان الشعب هو الثابت غير المتغير نسبة لأنه الصاحب الأصيل للقضية ..
نعم عملت المعارضة عبر افرادها وبكل الوسائل لتنوير الشعب وتعرية النظام ..
قبل ان تكتشف ان تعرية النظام هي اضاعة للوقت لان الشعب يرى بعينيه كل ما يحدث
ويعيش الاوضاع كلية ربما اكثر من افراد المعارضة نفسها ..
السؤال المهم : هل فات الاوان الان بالنسبة للمعارضة القابضة على الجمر للالتفاف حول الشعب
والانطلاق به ومعه من نقطة الصفر ..؟
في تقديري لا يوجد هنا ما يسمى بفات الاوان وخاصة لو كان الحديث هنا عن شعب بكامله
وخاصة اذا كان هذا الشعب هو مفجر الثورات ومجندل الدكتاتوريات ..
ولكن الخطوة الاولى يجب ان تأتي من المعارضة بالاتفاق في ما بينها
ولو على الاقل في الخطوط العريضة بالتوحد الفعلي غير قابل
للانشطارات المحتملة ..
هل هذا الامر صعب على كيانات المعارضة بشقيها السلمي والمسلح ..؟
اذا كان هذا الامر صعب .. فليكن .. فقط علينا ان نعلم ان الوحدة الفعلية
بين المعارضة هي نقطة الصفر في عد الالف والانطلاق الى الامام نحو التغير ..
.
| |
 
|
|
|
|
|
| |
Osman Mahmoud
Hani Arabi Mohamed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست