بسم الله أبتديت قولي السمح والزين .. والقول ماهُو داير البفهمو ويقرا! وبإعتبارِ أن مقطع الفيديو الذي وصلني من شقيقتي، وفيه تؤدي والدتي السيدة زكية مع مجموعة من الخالات والعمّات والجارات، أغنية (العديل والزين)، من الأمور المبهجة، إلا أن مقطعاً من ذات الأغنية الطيبة، قد يجعلك تبكي في غربةٍ لم تخطّط لها، وعلى الأقل، لم تسع لجعل ظلها يتطاول ببرودٍ ثمج، حتى يحجب شمس الإياب، إلى هذا الحدّ الأقصى من التقرفُص. من جانبي، وبعد آلاف الأميال التي قطعتها جوّاً، أكاد لا أجد تفسيراً لهذا الوجدان الذي لم يبدّل دينه، ولا يعترف أن الوطن لم يعد ملكي، أحبّ وأغني وأرقصُ، ويدقّ قلبي بنفس إيقاع الدلوكة السودانية التي أعرف وأفهم وأحسّ، فأذهب إلى الجنة، ويسألوني: هل أنت من أصحابِ اليمين؟. أقول: من أهل السودان. قبل سنوات، في مدينةٍ صحراوية، سألني صديق: ما رأيك في الزواج؟. قلت: كارثةٌ جميلة. كنت أفهم أن المرأة مثل اللوحة، وجودها في متحفٍ قد لا يزوره أحد، أكرم لها من إحتضانِ حائط قصرٍ يملكهُ سلطان، وزي الوردة، سمْحة وبهيّة في غصنها، تعكّر صفوها نوايا الإقتطاف، وشبه الموجة، في عنفوانها وهيجانها، تلطم الصخرة، وترتدّ إلى خِدْرِها الأزرق، يا مولاي كما خلقتني، ولكن الرمل يحتسيها دفعةً واحدة، تتركُ توقيعها المنكسر، وتعود إلى مجراها قطرةً قطرةً، أعني ما قد يبقى منها، وزي قولة سلام، ودودةٌ قبل أن تنطق، ويكفي قولها ليعلن عن وداع. كنت أفهم أن الزواج ما هو إلا مؤامرة الأمهات المحبّبة، ينسجن خيوطها، في هدهداتهِن، أغانيهن، حليبهن، لعناتهن المباركة التي تقلّل الملائكة من خطورتها، فلا يستجب الله، وما أن تحدث الورطة المقدسة، حتى تنزل في حقّك آية قرآنية ﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ هذا أقلّ واجب!. وقبل أن تسئلنّ يومئذٍ عن النعيم، هل نعتبر كلمة شهيرة مثل (أحبك) كافية لإبراءِ الذمّة وإثبات أنك مستعدٌ لجعل شهيقك يدخل صدرك، ويخرج من رئةٍ لا تعود لك؟. لا يكفي أن تحب امرأة، ولكن أجعلها تشعر بذلك!. قد تعني تلك الوثيقة الإرتباط في نظرِ الجميع، وقد لا تعني شيئاً في نظرِ إحداهنّ، إن لم تكن لها كل الحياة!. طيب!. نرجع للأغنية التي ما كانت سوى حبيبتي، لم يكن هناك حفل، وإن كان رقصنا طرباً، هو محض جنون، كان الحضور هي، وكان تربيتها على شعري حتى يلملمُ شتاتهُ، هو ضريرة نثرتها الغربة تعويضاً على ما فات. لم يكن هنالك مدعوون سوى العروس، لم أذهب للحلاّق، وبالتالي لم أجد بنات الجيران لكي يضعن لي الحناء ويصدحن بأغانيهن البديعة، ولم أسمع أحدهم وهو يصيح مسروراً: أبْشِر يا عريس. لذا تعتبر الزغاريد رفاهيّة في مثل هذه الأحوال، وسعادة لا يملكها من كان العالم بنظره هو امرأة، ولولا وجود صديقتنا الصغيرة أيلي، لما وجدنا من يوثق لنا هذه اللحظة. لم تتخل تلك البلدة الصامتة عن ردائها الأبيض البارد، كِرْمال عيوننا التي أبصرت مِراراً، تلك الشمس التي تصفعنا بمحبةٍ ولؤم، كل ساعة من كلّ الساعات، ولم تطوِ شمس منتصف الليل عمائمها البيضاء التي تبدو بلا نهاية، هذه هي البلاد الباردة، توابيت الثلج، ولكنها استاطعت أن تصنع أفراحنا المستحقة. كدتُ أصرخ {أنا من إفريقيا .. صحرائها الكبرى وخطّ الإستواء .. شحنتني بالحراراتِ والشموس .. وشوتني كالقرابينِ على نارِ المجوس وأنا منجم كبريت سريع الإشتعال}. ولكن إلى متى؟. أيها الناس: أبارك لنا هذا الحب، ونتقبّل التهاني، فقد كنت حصاناً بربرياً، والآن أصبحت لي سيدة وربةّ بيت. مخرج: هذا المقطع لم تغنه أمي يوم عرسي! من قومة الجهل معروف ولد شكْرة .. لا لعب القمار لا جرّب الخمرة عقبال للوراك من قلبي بتمنى .. من بعد العرس حجّة وكمان عُمْرة.
10-07-2016, 10:30 PM
Deng
Deng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687
هارد لك حبيب نورا هههههههههه مقبلين على روايات بطعم غير ..وداعا نون النزوة ...وداعا بنات الداون تاون ... لا والله بهظر الف مبرووووك بيت مال وعيال و مزيدا من الابداع ...
ده اليوم السعيد الليلة يا المبروك حراسك ملايكه وكان مشيت يبروك ... الف الف مبروك للاخ الزميل الاستاذ حبيب نورة وان شاء الله بيت مال وعيال وربنا يهنيك ويسعدك يا حبيب ... شكرا الاخ معاوية لنقل هذا الخبر الجميل هنا ...
تحياتي : ياسر العيلفون .....
10-09-2016, 06:39 AM
على احمد النعيم
على احمد النعيم
تاريخ التسجيل: 01-16-2007
مجموع المشاركات: 866
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة