سبع حجج مضين علي رحيلها الفجوع وندوب غائرات لابرء منها بقلب (الحبيب ) لولا اصطباره الجميل ويقينه بأن الدنيا مطية راكب ويبقي وجه ربنا ذوالجلال والإكرام... عامئذ وفي شهر(فبراير ) يتلو علي الملأ رسالة في (الحب ) تكاد تضارع (طوق الحمامة ) لابن حزم الأندلسي الظاهري والحاضرين يكاد الدمع يجف في المحاجر.. وقف الإمام الصادق المهدي يعتزي برحيل رفيقته وخدن روحه السيده ساره الفاضل ويقول:- (.. كانت الحبيبة الراحلة لوحة سودانية.. تشم فيها عبق المسيد .. وترى فيها خضرة الخريف ..وتسمع فيها دقات النحاس.. أحببتها وخضت فى سبيل الارتباط بها معارك موحشة..وأحبتنى مضاعفة حبا تجاوز المعتاد وغنى... الحب مالم تكتنفه شمائل ...كان معرة وآثاما.. والحب شعر النفس إن هتكت به.. سكت الوجود واطرق إستعظاما... والحب من سر الحياة فسمه وحيا اذاماشئت أوإلهاما... ) ثم مضي الي القول ولعينيه إلتماع وبصوته حشرجة حزن شجي:- ( ..انتصرت سارا للأنثى فى تراث يغمط احيانا حقها ... قالوا.. أكان فاس لاتقطع الراس ؟! وقال محدثى وهو يشير الى مكان يوصلني إليه ...من باب النسوان الله يكرم السامعين ؟؟؟ سارا...انتزع اداؤها له أوسمة مستحقة...الانثى أحمى للعرين من الاسد..شهيدة الجهاد المدنى-ام الاحرار-من القوة للهوة... نعم..أقول:- فحلية كل فتى فضله وقيمة كل امرىء عقله ولاتتكل فى طلاب العلاعلى نسب ثابت اصله فمامن فتى زانه اهله بشىء وخالفه فعله ........) قدم الإمام خطبة مؤثرة في رثاء زوجه و خط كتابا في (الحب) والرجل ظل مذ قام نصيرا للمرأة طوال حياته منافحا عن حقوقها يكرم وجودها في الحياة ودورها ومكانتها. انتصر للمرأة ضدالعادات الضارة وساندها في كفاحها الإنساني وعزز بفكره دورها في العمل والحياة العامة.. الشاعرعمرالطيب الدوش مثله حيث كانت أشعاره وسنوات عمره الخصيب احتفالات بالحب وأعياده. كانت (سعاد ) المرأة التي أحب رمزا للحب والخبز والحرية. ثم الدوش في آخرأعماله المسرحية (ياعبدو رووق ) يقدم عملا ملهما في كتاب (الحب) يبثه في حياة الناس.. ثم ... وإمراة في حياتي والناس يجعلون للحب عيد ودموع وشموع.. نيف وأربعون عاما تختلف علي فيها الظروف والمحن والخطوب المدلهمة وهي لاتختلف قولا واحدا وهي تبذل الحب صادقا لاكفاء له.. إمرأة تملأ النفس والعين والفؤاد جميعا...لاتجفوني لحظة ولاتخون الوداد.. بالنظر تدل وبما أوتيت من الحكمة تهديني الصواب.. لم تغلظ لي القول في خطابها يوما واحدا علي كثرة اخطائي وعظم خطيئتي وشقوة تمرداتي.. أغدو من عندها صباحا محفوظا في مالي وطعامي وشرابي وهيئتي ومايجب أن يراني عليه الناس من حسن.. ثم أروح إليها مساء تستقبلني مِتُّل ( عيد الضحية البفتحولوا البيت ) وهي تقلق قلقا أحسه لتأخري عليها بيد أنها لاتقلقني بشيء وهي جذلانة فرحة ومسرورة.. لم تكن إمرأة صخابة مهذارة غضاب.. بل كانت تأخذ الحياة علي الجد في الفضائل والمكرمات ولم تك فظة القلب نابية الطبع .. لسانها لم تذكر به عورة إمريء ولم ينب بالسوء قط ولم تمشي به بالنميم بين الناس ولا تغتاب... إمرأة وضيئة سمحة خفيضة الصوت قليلة الكلام كثيرة العمل حفية بأهلي وجيراني وأصدقائي ترعاهم وهم يحفون بها ويرضون.. أحبتني حبا ملك علي أقطار نفسي وقد أعطتني ولم تستبقي شيئا وأنا ظالم لنفسي كثير التقصير مقتصد في الخيرات.. رحم الله المرأة التي أحببت وبرحيلها (باب الريده وانسده )..والدتي.. الحاجه قمربت الخليفة عبدالرحمن وديوسف مقدم الشيخ دفع الله الغرقان.. الأمهات أحياء وامواتا هن اللاتي يجب أن يتوجه إليهن الحب والدعاء كل يوم وعيد.. -------------------- الخميس16فبراير2017 صحيفة المستقلة
02-16-2017, 10:16 AM
عبيد الطيب
عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1802
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة