اِمرأةٌ لم تكُنْ على الرّصِيفِ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 10:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-19-2017, 07:26 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اِمرأةٌ لم تكُنْ على الرّصِيفِ

    06:26 AM March, 19 2017

    سودانيز اون لاين
    بله محمد الفاضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحقِيقةُ أني لم انتبِهْ لِلمرأةِ التي كانت تقِفُ على الرّصيفِ،
    ورغمُ جمالُها المُعتدِلُ إلا أنها ما أخذتْ من اِنتِباهِي وهلةَ إِلمامٍ بوقُوفِها ذاكَ،
    كانت تقِفُ فحسب،
    ولم انتبِهْ إِليها،
    ربما بذلك الحِين وتلك المرأةُ التي كانت تقِفُ،
    أقُولُ ربما كان الذي يقِفُ هو ظِلّها الذي تخلّتْ عنهُ وغادرتْ،
    وإلا فكيف لاِنتِباهِي ألا يلتفِتَ لِامرأةٍ واقِفةٍ على الرّصيفِ!!
    حياتيّ كُلُّها مُقيّدةً بشمسٍ أو ظِلّ هذه الأرصِفةَ،
    بكُلِّ جديدٍ يهِلُّ عليها وبكُلِّ تفاصِيلِها، حتى هذه المرأةِ التي لم انتبِهْ إِليها،
    نعم حتى هذه المرأةِ،
    ظلّ خاطِرِي يُقلِّبُ كُلَّ ما يعِجَّ بهِ الرّصِيفُ من غُبارٍ وأحجارٍ مرصُوفةٍ واحِدةٍ إثرَ واحِدةٍ ومن يقِفُ عليها وما تحته من قُمامةٍ مُبعثرةٍ وما يُجاوِرُهُ من حيواناتٍ ناطِقةٍ أو تمُوءُ أو تعوي وشكلَ أطواقِها وأطوالَ أطواقِها وبِلادٍ منشأها... لكني لم أُمسِكْ بها داخِلَ إطارِ هذه اللّوحةِ الرّصِيفيةِ المُمتدّةَ وطفِقتُ استحِثَّ خياليّ كي يرسُمَ ملامِحَها وإن على وجهِ التقرِيبِ فانِهالَ عليّ بصورٍ سافِرةٍ وساخِرةٍ لِنِساء مُلثّماتٍ وقد قدّتْ كُلُّ واحِدةٍ منهن لِثامَها لِتُخرِجَ لي لِسانَها وكُنَّ جمِيعُهنّ يضحكنَ بأصواتٍ غليظةٍ ترُدُّ الواحِدةُ مِنهُنّ لِسانَها لِتضحكَ ومن ثمّ تُخرِجَهُ مُجدّداً، وبلغتْ بِهنَّ الجُرأةَ مبلغاً حرِجاً فقد أحطنَ بي إحاطةُ الدُّنيا بالسّاعِينَ في مناكِبِها واِزدادتْ أصواتُهنّ غِلظةً وألسِنتِهنّ طُولاً حتى بلغتنِي الألسُنُ وأنا في المُنتصفِ تماماً بهذه الدّائرةِ،
    هذا الحدثُ على غرابتِهِ وتطوُّراتِهِ اللّاحِقةُ لم يسترعِي اِنتِباهَ أحدُ المارّةِ مثلما لم تسترعِي اِنتِباهِي تلك المرأةَ التي كانت تقِفُ على الرّصيفِ،
    عند السّاعةِ العاشِرةِ والرُّبعِ تمكّنتُ من الإِفلاتِ من هذا السُّوارِ النِّسائِيِّ المُحكمَ وألقيتُ بمُؤخِّرتِي بأوّلِ مقعدٍ صادفنِي فوجدتُ بِجوارِي تجلِسُ المرأةُ التي لم انتبِهْ لها وكانت تقِفُ على الرّصِيفِ وبيدِها اليُمنى طوقٌ صِينيُّ المنشأِ وبأخِرِهِ زُرتْ رقبةَ قِطٍ شرِسٍ اِسمُهُ شِريانٌ،
    الحقيقةُ أن هذه المرأةَ كانت ذات جمالٍ مُعتدِلٍ وهي مُقعدةٌ يُعِينُها شخصٌ ما على الجُلُوسِ بهذا المقعدِ بالحديقةِ التي تجاوِرُ منزِلُهُم بعد مغربِ كُلّ يومٍ لِتُلاعِبَ شِريانَ وتنتظِرُني،
    الحقيقةُ أيضاً أني لم آتِ إلى هذه الحديقةِ من قبلِ أبداً...
    18/3/2014م


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de