10:57 PM March, 08 2016 سودانيز اون لاين
عبدالعزيز الفاضلابى-Brooklyn, NY
مكتبتى
رابط مختصر
اللهم ,, اغفر لعبدك حسن الترابى وارحمه واجعله من اصحاب اليمين.نقول هذا الدعاء من باب أدب المسلم ,, ومن باب علمنا بضعفنا واننا لم نؤت من العلم الا قليلا ,, ولاندرى من تُصيب رحمة ربنا ,, ولإننا لسنا
من نُعَلِّم الله كيف يدير يوم الدين ومهما كثرت خطايا العبد فأمره الى الله, إن شاء عَذَّبه وإن شاء غفر له ولا مُعَقِّب على مايفعل ,, لأنه :
(لايُسئل عما يفعل وهم يُسئَلون) .
إلى ديَّان يوم الدين نمضى وعند الله تجتمع الخصوم.
(لِمن المُلك اليوم, لله الواحد القهار)
الذين اختلفوا فى الترابى عليه رحمة الله ,, بعضهم فرح لموته بشماتة لاتخطئها العين ,, وكأنهم أمِنوا الموت الذى يصول بلا كفٍّ ويسعى بلا رِجْلٍ ,,
فرِحوا فى دار الغرور وما قدروا دار الحق حق قدرها ,, لأنهم ظنوا ان الآخرة نُبعث فيها وصدورنا هى نفس الصدور المليئة بالغِل فى دار الدنيا ,,
مادرى هؤلاء أنهم لو قُدِّر لهم وأٌدخلوا الجنة ,, ستكون صدورهم منزوع منها الغِل.
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} الأعراف ,, {43}
ولاننا قدَّمنا أن لا أحد يعلم من يُدخله الله فى رحمته ,, فمن الجائز أن تُدرك رحمة الله من ظلمك وأنت فتكونون فى الجنة برحمة الله وقلوبكم منزوع منها غل الدنيا ,,
ومغالبة المؤمن لِغِله فى الدنيا وصبره يكون عنوان لصلاحه ومطيته الى حيث يريد الله ,, بالمحسنين,,الصالحين ,, الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.
هذا لايعنى أن نخضع للظلم حال حياتنا الدنيا ,, بل نحن مأمورون بالثورة عليه بما يناسبه ,, وبموت الظالم يكون حسابه قد خرج من ايدينا الى بارئه فهو به كفيل.
ومن الحمق بمكان ان نقول علي الظالم بعد موته ما يجعل الله ينصب بيننا وبينه ميزاناً نكون فيه خاسرين.
فرِح البعض وكأن موت الترابى قد وضع حلاً لمشاكل السودان ,, تماماً كما ظلوا يسوِّدون الصحاف ويملأون الأسفير بالحديث عن البشير وكأن موته او ارساله الى محكمة الجنايات هو الحل السحرى
واراحتنا من معاناتنا ,, لم يتعاملوا مع الامر بخطابٍ يجعل الشعب يصطف خلفهم ويكون لهم سنداً وردئاً يحميهم من ,, تغَوُّل نظام الانقاذ ,, تفرقوا ايدى سبأ فاستفرد بهم النظام فاكلهم القائد تلو القائد
,, والحركة تلو الحركة والحزب تلو الحزب ,, فتركوا شعبهم كيتيم بلا عائل ,, فصاروا كمن ذهبت لتأخذ بثار أبيها فرجعت حامِل.
انتبهوا ,, أن موت الترابى بل موت البشير وجميع شيعته ليس هو الحل ,, الحل هو ان نجيئ الى كلمة سواء تُرضى الله قبل أن ترضينا ,,
لنفترض أن البشير واركان حكمه وسدنته ماتوا اليوم ,, فهل انتم متفقون على كلمة سواء ,, ؟ وهل اعددتم العدة لإرساء نظام حكم متفق عليه سلفاً
درس كل صغيرة وكبيرة عن المطلوب فى اليوم التالى تفادياً لاى مفاجاءت تعيدنا الى المربع الأول او اسوأ منه.
ارجوا أن تنتبهوا ولا تشغلوا انفسكم بموت الترابى رحمه الله وتخرجوا من دار السينماء ظانين ان موت البطل هو نهاية الفيلم ,, او كما قال احدهم : مات البطل لكن الفيلم لسه شغال
فهذا الفيلم مثل قصة دكتور جيكل اند مستر هايد بدايته فى نهاية القصة.