انتهت المدة والحال هو الحال المصابون بالعمى يجأرون بالشكوى من مستشفى مكة
الخرطوم: تسنيم عبد السيد
انتهت الأربعاء الماضي الفترة التي حددتها لجنة التحقيق في حادثة مستشفى مكة للعيون، والتي أُصيب فيها (34) مريضاً خضعوا لعمليات حقن في الشبكية، تسببت لهم بالعمى الجزئي "فقدان البصر المؤقت" كما سماه الأطباء المُعالجون، لكن يبدو أنه عند البعض لم يكن مؤقتاً فبعد انقضاء الأجل بانت الحقيقة كاملة.
المستشفى يُبرِّر اختصاصي الشبكية بمستشفى مكة الطبيب المعالج للحالات المتضررة د.أبوبكر عبد الله، أكد أن وضع المرضى المُتضررين ماض في تحسن إلا ما يقارب الست حالات قال إنها لم تستجب للعلاج وميؤوس منها، لأنهم أصيبوا بتلف في العصب والأنسجة، إضافة إلى فشل السيطرة على الحالة الالتهابية لهم، لافتاً إلى أن الحديث عن تسفيرهم لتلقي علاج بالخارج أو تعويض لا يعنيه، وإنما فقط يمُد بالتقارير الطبية التي تُبين وضع الحالات بالضبط. وأكد د.أبوبكر في حديثه لـ(السوداني) أن الستة أسابيع وضعت لتحديد الوضع العام للحالات وإلى أين تمضي ليس إلا، مشيراً إلى أنها وضحت بالنسبة لهم وانقسموا إلى ثلاثة: جزء شُفِيَ تماماً وآخر في الطريق وثالث ميؤوس منه. غير دقيق مدير الإعلام بمستشفى مكة والناطق الرسمي بها حامد أبوبكر، أشار إلى أن فترة الستة أسابيع التي حددتها لجنة التحقيق بالوزارة ليست نهاية المطاف، وإنما فقط وضعها الأطباء المعالجون لتحديد ما إذا كان الوضع يمضي إيجابياً أو لا، وهل أحرزت تقُدماً أم ساءت، لافتاً إلى أنه طالما أن كان الطبيب المُعالج يطلب منهم مقابلات كل حين وآخر، فذلك يعني أن الأمر يمضي نحو الأحسن حتى وإن كان ذلك ببطء، فلا معنى للمقابلات إذا انعدم الأمل من الشفاء، مضيفاً أن التحسُن قد يكون طفيفاً ويختلف من حالة إلى أخرى، وحول أن المستشفى لا يتعامل بشفافية مع المرضى قال إن ذلك ليس صحيحاً إنما الطبيب يشرح لهم كل تفاصيل الحالات التي تحسنت والميؤوس منها، لافتاً إلى أن الطبيب ليس من مصلحته إخفاء المعلومة عن المريض مهما كانت.
تسببوا بعمى والدي إبراهيم آدم إبراهيم ابن أحد المتضررين، ابتدر حديثه لـ(السوداني) بأن والده كان وضعه أحسن قبل إجراء عملية الحقن، وكان يرى جيداً وفقط يعاني من غشاوة ولا يُعاني من مرض السُكر، لافتاً إلى أن والده رجع إلى بلده "النهود"، وطلب منهم الطبيب المُعالج أن يأتي للمقابلة شهرياً، وأردف: "حالة والدي ساءت جداً، وفي آخر مقابلة له طُلب منا دفع مبلغ (120) جنيهاً تكلفة المقابلة، واختلفنا معهم ورفضنا دفع المبلغ"، وتساءل إبراهيم مندهشاً: "كيف يُدفّعوننا وهم السبب فيما نحن فيه؟". وأشار إبراهيم إلى أنهم لن يصمتوا على ما حدث ولكن كل شيء بأوانه، لافتاً إلى أن تكلفة الحقن بلغت (2500) جنيه، وفي تعليقه على أحاديث وزارة الصحة بشأن التعويض يقول إبراهيم إن المستشفى لم يُبلغهم بذلك، وإذا حدث فتسفيرهم للعلاج بالخارج أولى لهم من التعويض. (عايزين تعويضنا) "قبل العملية أحسن بعشر مرات"، هكذا وصف رضوان وضع والده "أحمد"، قبل أن يُضيف: "الأطباء الُمعالجون في كل مقابلة يقولون إن وضعه ماضٍ في تحسن لكن على أرض الواقع ذلك ليس صحيحاً، ففي كل صباح تسوء الحالة أكثر، وأضاف رضوان في حديثه لـ(السوداني): "تحدثنا مع إدارة المستشفى عن برنامج التعويض أو السفر للعلاج بالخارج لكنهم مُصرون أن الوضع مُتحسن"، وأشار إلى أن والده غير مصاب بالسُكّر وحقيقة مرضه ضُعف نظر، وعندما قصدوا مكة بغرض العلاج من تلك الحالة تم تحديد موعد الحقن والذي قال إنه كلفهم مبلغ (4.788) جنيه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة