أنا حزينٌ وخجِلٌ و وجِلٌ من نفسي الثّانيةَ، ومِراراً وتكرارا أقبِضُ عليها في أوضاعٍ مُخِلةٍ، أُميتُها بيديّ، لكنها تنبعثُ مجدداً من مكمنِها في أزقّةِ الرُّوحِ، من تحتِ غطائِها المُحكمِ، تنبعثُ على حين غِرّةٍ، وتنبحُ بعيداً عن يديّ، نفسي المسخُ، المُسهِبةُ في النّزقِ. لكم تلاكمنا على السّطحِ، لا يتورعُ أيٌّ مِنا عن استخدامِ كافةِ أسلحتَهُ دُفعةً واحِدةً، ولا ينقصُّ من عتادِنا شيءٍ، لكم جرحنّا بعضنا فلم نرتدِع. أحبُها، حين تترامى بين أصابعي، تطوِعَها لبراكينِها، تجهشُّ مِداداً قانياً بكُلِّ ما يعتملُ بصدرِها أوانئذٍ، بكُلِّ صباباتِها المارِقة. و أعيّ أنها تخادعُني، تمتطيّ جسديّ إن غفلتَ لوهلةٍ، تمشي عليه إلى النّوافِذِ، تدُّقُ بِرقةٍ عليها، تدُّقُ بأعضائِها المموهةِ على أصابعي، تدُّقُ بمكرِ حيّةٍ رقطاء، وأنا، أين أنا؟ وكيف؟ هذه البنتُ، نفسي، لا تكبُرُ، هذه البنتُ، نزفي، لا تستحيّ، لا تتورعُ، لا تستجيبُ... كم مزقتْ أستارَها وفرت، أُلاحِقُها بالقدمين، بالتمتمات، بالمُداهنة، بالنّحيب، ...، بالشّارع! في مرةٍ تتقمصُّ وقعَ خطوي على الشّارِع، وبأخرى تقصِهِ خارجهُ وتشرعُ في الرّقص. . . . لن تَكِلَّ روحي من اقتفاءِ أثرِها، التّلصّصُ عليها وهي في خِضمِ إدعائِها الدّاعِرِ أنها تُحكِمُ الغطاءَ عليها، أنها بغيبوبةٍ مُثلى، أنها تسندُ مساراتي، أنها الشّارِعُ والهُتاف...الخ حتى أصافِحُ بيومٍ نفسي السّابِعةَ وننعتقُ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة