دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الموسيقى (Re: Elmosley)
|
يا موصلي... يا حبيب.... الموسيقار وأستاذ الموسيقى... وفي طليعة الموسيقيين السودانيين...
هذا المقطوع معمول على خلفية أحد أعمالك... ولوكنت دخلت في تفصيل الحقوق لكان لزاما كتابة اسمك... فعذرا يا أستاذ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى (Re: مصطفى الجيلي)
|
يعزف عالياً، وفوق فوق الفوق يرتفع! مع تحياتي ومؤدتي وشوقي يا أبو إبراهيم. والتحيات والمودة والأشواق موصولة لك يا عزيزنا يوسف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
سلام عليكم : الموسيقي والفن والطرب والغناء تحريمه في الدين لا يتناطح عليه عنزان وامر مفرغ منه ان الغناء بالات العزف والمعازف سواء من رجل او امرءة واجمع عليه كل علماء التفسير والحديث كالقرطبي والطبري وابن كثير ؛ لقوله تعالى في سورة لقمان (الاية 6) : ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) ؛ في السابق كان الرجل يشتري المغنية وتسمي القانية واليوم الفنانة تشتري الرجل وآل بيته ؛ في التفسير لهذه الاية قال ابن مسعود في قوله تعالى : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: هو والله الغناء وفي روايات انه كررها ثلاث ؛ الغناء الجائز بالدف وللنساء في البيوت وجوازه اتى من حديث الصديق رضي الله عنه في البخاري ومسلم حديث صحيح عن عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما»، فلما غفل غمزتهما فخرجتا ؛ فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم اسم مزمور الشيطان على سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه بل اقره فمن هنا اتى الجواز بغناء النساء في البيوت في الاعياد والمناسبات وان يكون الغناء غير فاحش او بذي فهاتان الجاريتان كانتا تغني اغاني حماس . فهذا امر مفرغ منه . اما سبب دخولي هنا وهذه المشاركة مع علمي ان الجمهوريين يحذفون كل مشاركة مخالفه لرايهم وحدث كثير في هذا المنبر ولي شخصيا ان لفت نظري صورة محمود محمد طه معلق في الهواء مكان الشمس وكانه يغذي الارض نور ؟؟ فهل هذه عقيدة ام جات صدفة هكذا ؟؟ لان هذا الغلو في هذا الشخص له باب اخر للنقاش واتمنى ان لا يكون غلو في شخصية محمود محمد طه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: البرنس ود عطبرة)
|
من كتاب الإسلام والفنون للأستاذ محمود محمد طه......
الإسلام:
وعند الإسلام آيات النفوس مقصودة بالآصالة ، وآيات الآفاق مقصودة بالحوالة ، بمعنى ان الإنسان يعبر على آيات الظاهر ليصل إلى فهم آيات الباطن ، فينسقها مع الظاهر حتى تستقيم له حياته ، وتتعمق وتتسع .. وفي الإسلام الظاهر إنما هو ظل للباطن – الكون الظاهر إنما هو الكون الباطن في حالة بروز وتجسيد .. والإسلام إنما يعني الانقياد ، والاستسلام ... وهو يبدأ بمحاولة الحي أن يوجد نوعاً من العلاقة الحميمة بينه وبين البيئة الطبيعية التي يعيش فيها وذلك بإقامة نوع من المصالحة ، والمصادقة ، والمودة معها .. أو نوع من التقية ، والمحاذرة ، والخشية منها .. ومن ههنا نشأت العبادة ، ونشأ العلم ، ونشأ الفن..
أن الوجود المادي ، المحسوس ، إنما هو لحن من الموسيقى العلوية .. هو لحن متسق ، منسجم ، مهذب ، لا نشوز فيه ، ولا شذوذ .. ونحن الآن إنما نتعلم العلم لكي نستطيع به أن نسير بحياتنا في مصاقبة ، وفي سلام مع هذا اللحن العلوي العظيم .. نحن إنما نتعلم العلم الذي يعيننا على تنغيم حياتنا مع بيئتنا .. ولقد علمنا أن هذا العلم لن يكون علم الظواهر الطبيعية ، فحسب ، وإنما هو علم الظواهر والبواطن - علم آيات الآفاق ، وآيات النفوس – وبواطن الظواهر تقول: أن الكون المادي ، المحسوس ، إنما هو الإرادة الآلهية جمدت ، وتجسدت .. أن الكون هو مظهر قدرة الله ، تبارك ، وتعالى ، فإنه ، تبارك وتعالى ، عندما أراد إظهار المخلوقات أحاط بها علماً ، باسمه العالم .. ثم خصص الصورة البدائية لظهورها ، وذلك باسمه المريد ، ثم أبرز هذه الصورة ، إلى حيز المحسوس ، وذلك باسمه القادر .. وباسم القادر تم تجسيد العلم الإلهي .. والعلم الإلهي صفة قديمة ، قائمة بذات الله القديمة .. فما هو غيرها ، وإنما هو هي ، في مرتبة التنزل ، لتظهر ، لتعرف..
ان البيئة الطبيعية التي نعيش فيها إنما هي بيئة روحية تجسدت ، وكان من تجسيدها السموات والأرض ، وما فيهما ، وما بينهما ، وأصبح علينا ، لكي نعيش في وئام مع بيئتنا ، أن نعلم ظاهرها – آيات الآفاق ، ونعلم باطنها – آيات النفوس .. قال تعالى ، في ذلك (سنريهم آياتنا ، في الآفاق ، وفي انفسهم ، حتى يتبين لهم انه الحق .. أو لم يكف بربك انه على كل شئ شهيد؟؟) ونحن ، من أجل هذا العلم ، نحتاج العلم التجريبي ، وهذا أكثر تركيزاً على الظواهر ، منه على البواطن ... بل هو يكاد يقتصر على الظواهر وحدها .. ونحن ، من أجل هذا العلم ، نحتاج الفنون ، بكل صورها ، وضروبها ، وهذه موزعة بين الظواهر والبواطن ، وتركيزها على الظواهر أعظم ، ودخولها في البواطن غير موجه بالنهج الذي يضمن لها التغلغل في هذه البواطن ، مما يزود الفنان بالقدر الكافي من علم اسرارها ، وإنما هي تقتصر على إلهامات نفس الفنان ، وموهبته..
ونحن نحتاج الدين من أجل هذا العلم ... والدين يبدأ بالظواهر ، ويتخذها معبراً إلى البواطن .. وهو إنما يزيد تركيزه على البواطن كلما تمرس المتدين بمنهاج العبادة ، وكلما روض عقله ، وقلبه ، على أدب الشريعة ، وأدب الحقيقة .. (أو لم يكف بربك انه على كل شئ شهيد) إشارة إلى الاستغناء بالبواطن عن الظواهر .. إشارة عن الاستغناء بالله عن جميع الخلق .. وذلك إنما يكون عند الاستواء ، حيث لا يبقى ، في الوجود ، غير العبد والرب – العبيد الاخرون موجودون ، ولكن وجودهم لا يتخذ وسيلة إلى معرفة الله ، وإنما معرفة الله وسيلتها ذاتها – هذه تبدأ عند نهايات البدايات ، ويطالع بها المصطفون ، الأخيار ، في هذه الدار ، ثم لا تكون لنهاياتها نهايات ، وإنما هو الترقي السرمدي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الأخ الأستاد "البرنس ود عطبرة"...
Quote: سلام عليكم : الموسيقي والفن والطرب والغناء تحريمه في الدين لا يتناطح عليه عنزان وامر مفرغ منه ان الغناء بالات العزف والمعازف سواء من رجل او امرءة واجمع عليه كل علماء التفسير والحديث كالقرطبي والطبري وابن كثير ؛ لقوله تعالى في سورة لقمان (الاية 6) : ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) ؛ في السابق كان الرجل يشتري المغنية وتسمي القانية واليوم الفنانة تشتري الرجل وآل بيته ؛ في التفسير لهذه الاية قال ابن مسعود في قوله تعالى : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: هو والله الغناء وفي روايات انه كررها ثلاث ؛ الغناء الجائز بالدف وللنساء في البيوت وجوازه اتى من حديث الصديق رضي الله عنه في البخاري ومسلم حديث صحيح عن عائشة ، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، ودخل أبو بكر، فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال: «دعهما»، فلما غفل غمزتهما فخرجتا ؛ فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم اسم مزمور الشيطان على سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه بل اقره فمن هنا اتى الجواز بغناء النساء في البيوت في الاعياد والمناسبات وان يكون الغناء غير فاحش او بذي فهاتان الجاريتان كانتا تغني اغاني حماس . فهذا امر مفرغ منه . |
للتعليق على هذا أورد لك قول الأستاذ محمود في ختام محاضرته بكلية الفنون الجميلة:
بإيجاز !! التحريم في النهج البدائي للإسلام مؤكد .. فهو ضد الموسيقى للمبتدئ ، ضد النحت ، ضد التصوير ، ضد الرقص ، ضد كل مسألة من المسائل البتوزع المبتدئ .. إذا كان الإنسان استطاع أن يحصر نفسه في نهج واحد ، اللي هو العبادة ، ثم في محاولة احراز التوسع "بإتقان التوحيد" في المسائل الأخرى ، من أساليب التعبير المختلفة ، والفنون أقدمها والكلمة أسلمها ، افتكر بيكون في سعة فيما بعد .. لكن قبل ما تكون في سعة ، القاعدة عندهم أنو المبتدئ ، زي ما بترد العبارة الدارجية: "المبتدئ ابرته ما بتشيل خيطين" .. المبتدئ يجب أن يكون عنده اتجاه في الإنحصار ، فهو لا يمكن أن يسمح ليهو ، في مسألة الارتفاق بالفنون ، إلا بالكلمة ، وموش الموسيقى ، لأن الموسيقى لا تعطي معنى محدد ، عندما انت يكون عندك استعداد لتدرك عن الوجود كله ، فإن الموسيقى أبلغ من الكلمة ، لأن الموسيقى تقول لك كل شئ عجزت الكلمة عن أن تقوله ، لكن عند المبتدئ الموسيقى بتشوش عليهو ، وأما الكلمة فإنها محددة ، ولذلك تلقى ان القرآن يتخذ موسيقاه من الكلمات أولاً ، ثم هو ينطلق في موسيقى علوية ، كأنما هي موسيقى الوجود كله .. عند الكمال ، للمكتمل ، القرآن بيخرج عن كونو عبارات محددة ، ومضبوطة ، وبالصورة دي يبقى وحي علوي ، يعلمك كل شئ ، بدون أن يعلمك شئ بعينه ، خصوصا المتشابه من القرآن ، فإذا كان أنا شخصياً سئلت عن النهج اللي حقو يتجه ليه المسلمون كلهم ، في الأمر دا ، أنا اعتقد أنهم كلهم يجب أن يتجهو للعبادة ، بالانحصار فيها ، ثم في تفتق الذهن ، في اثناء العبادة ، في معاني الكلمات من القرآن ، وفي الشعر الجيد ، من الشعر العرفاني ، وباستمرار يكون في توسع ، وكلما أنت اتقنت التوحيد ، كلما قلت دائرة المحرمات عليك ، إلى أن تكون أنت الإنسان العندو الملكة التي تتلقى العلم بالله عن كل شئ ، مافي في الوجود شئ ما بيدعو إلى الله ، إبليس زي جبريل ، داعي إلى الله ، .. الله ، في الحقيقة ، ما عندو عدو .. لكن ، في مرحلة الشريعة ، الوجود مقسوم إلى داعي لغير الله ، وإلى داعي لي الله .. مما يدعو ، في المرحلة لغير الله ، كل أدوات اللهو ، ومنها الفنون ، إذا كان انت استويت على الغاية ، بتسمع وترى الوجود كله جنود لي الله ، ودعاه إلى الله ، ورسل من الله إليك ، تسوقك إلى الله .. فإذا كنت انت فنان موهوب ولكن ما وجدت الفرصة لتنحصر في العبادة ، لتعرف ، لتخرج من الثنائية دي بتجويد مستوى من التوحيد ، من المؤكد أن الفنون قد تسيرك درجة ولكنها راح تقطعك ، ما بتوديك لقدام .. إذا كان في شئ ، من العلوم المدنية ، بسير الناس إلى سماحة الخلق ، إلى مستوى من التنغيم الداخلي ، إلى نوع من العلاقة الحسنة مع الحياة ، نوع من السعة ، فإن ذلك الشئ لهو الفنون ، مافي ذلك شك ، ولكن وسيلة الفنون قاصرة إلا إذا تم لها التتويج بوسيلة الدين .. فكأنو ، إذن ، الإسلام في أوله ، وفي آخره ، أعني في دعوته الأولانية ، وفي دعوته الثانية بيحرم هذا المستوى من الفنون ، لكن داك على التعميم ، أعني شريعة عمومية ، ودا لكل فرد شريعته ، أعني شريعة خصوصية ، الحاجة السليمة هي انك انت تتوجه ، وتنحصر ..
أنا شخصياً ما راح أكون من البوصوا أن يجئ تشريع يقول الفنون حرام .. لكن يجب أن يجئ تفهيم للناس يقول لكل واحد: إذا كنت أنت ما استويت ، في التوحيد ، على درجة معينة من الاستواء ، فإن الفنون بتصرفك ، وبتوزع جمعيتك ، وبتقطعك .. الفنون هي خير أساليب التسيير إلى الله، ولكن بعد ما أنت توجد نوع من التنغيم الداخلي، بتجويد التوحيد، بالانحصار في العبادة، بالخروج من الدوامة بتاعة المجتمع، وبتاعة التغيرات المختلفة، في الفنون المختلفة.. لغاية ما أنت توجد نوع من القالب البتصب فيهو نفسك، وتصوغ أخلاقياتك، وتجد فلسفتك.. فإن أنت وجدت فلسفتك في الحياة، فإنك خليق ان تنفتح على كل الفنون.. وكلها بتسيرك لى الله، وسيكون عندك حظ موفور من إدراكها.. وقد يكون عندك حظ من تجويدها، إذا كنت فنان، بكل وسائل التعبير فيها، بأكثر مما يكون عندك قبل أن توجد هذا النوع من التربية الداخلية.. من أجل دا، أنا افتكر، العبارات الكثيرة الواردة في الدعوة إلى تنزيه القرآن، وإنه ما هو شعر.. القرآن يشبه الشعر، وماهو بالشعر (وما علمناه الشعر، وما ينبغي له!!) وأنت إذا جيت لدقائق القرآن، فإنه الشعر!! وأكثر من الشعر.. ولكن ملابسات الشعر في عدم الالتزام، وعدم الصدق، هي ما نفاهو الله عن القرآن.
أنا أفتكر برضو الفنان ، كائناً من كان ، سواء كان نحات ، أو موسيقار ، أو مصوراتي ، أو راقص ، أو ممثل ، بتلقاهو ماهو ملتزم ، ما عندو خلقية معينة ، اللهم إلا خلقية بيعتقد أن الفن بيستلزمها ، الخلقية الأنا بقصدها إنما هي الصدق في مستوى الفعل ، القبيل أنا قلته – الصدق الذي يتحد فيه الفكر ، والقول والفعل ، أنا ما بعتقد ان الفنان ما عندو قيمة خلقية في نفسه يلتزمها ، لكن ، مامن شك: أنو موش في مستوى الانضباط اللي نحن بنقصده .. لعل الفنان ، الموزع بالصورة دي ، بتلقاه يظهر بمظهر البهدلة كدا .. يرسل لحيته بصورة بدون تهذيب ، ولا تنظيم ، أو يلبس ملابس مهزأة ، أو يكون ماسائل في النظام ، أو في رأي المجتمع ، قد يكون أنا أفتكر ، أنه هو بيبحث عن قيمة ، أنا بحب أن اهديه للقيمة دي ، هي في العبادة والقرآن .. سيجدها حاضرة حين يتجه للالتزام بأدب القرآن – ادب شريعته وأدب حقيقته.
هنا اقف ، وأترك لكم الفرصة للنقاش .. أكثر من كدا كثير عندنا مما يمكن أن يقال ، ولكن ، ما من شك ، أنكم بتعينوا كثير بمشاركتكم في النقاش لإجلاء القضية دي .. شكراً.
وأما التعليق:
Quote: اما سبب دخولي هنا وهذه المشاركة مع علمي ان الجمهوريين يحذفون كل مشاركة مخالفه لرايهم وحدث كثير في هذا المنبر ولي شخصيا ان لفت نظري صورة محمود محمد طه معلق في الهواء مكان الشمس وكانه يغذي الارض نور ؟؟ فهل هذه عقيدة ام جات صدفة هكذا ؟؟ لان هذا الغلو في هذا الشخص له باب اخر للنقاش واتمنى ان لا يكون غلو في شخصية محمود محمد طه |
فأنا من أنتجت الصورة وأنا من نشرتها في منابر عديدة وفي مواقع عديدة..ز وهي مسئوليتي وأنا مسئول عنها أمام الله وأمام الناس.. وهي نابعة من عقيدتي أن الأستاذ شمس للمعارف وأنه منارة يهتدي بها... وأكثر من ذلك.. فإذا كان عندك تصور لما يعتقده الناس في كبار الأولياء وزيارة الضرائح والتوسل بها.. فذلك يقرب لك االصورة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: Yasir Elsharif)
|
دكتور ياسر.... سلامي ومعزتي وشكري على الهدية... النبيلة أيضا.... وفعلا لم أفرأه... ولم أقرأ أيضا كل البوستات التي كتبت في الصالون في ذلك الوقت.. وبوستك هذا يصادفني كثيرا حينما أبحث على الانترنت ولكن لم أجروء أن أقرأه أبدا... فقط اليوم مررت عليه وقرأته وإن كان ليس بالتفصيل الواجب... والحمد لله أنه موجود بالإرشيف... وطبعا خلال الخيط أستطيع أن أحس لوعتك وحزنك أيضا... فلك مني الحب كله، وأحمد الله عليك... وللحبيب حيدر كذلك... شكري وتقديري ومحبتي تمتد للأخوان الأعزاء الذين تداخلوا في الخيط.... الأخ العزيز عصمت العالم... والأخ العزيز مأمون أحمد ابراهيم... والأخ العزيز نصر الدين عثمان...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: محمد الزبير محمود)
|
الموسيقى:
الموسيقى أسمى الفنون ، وأعلاها ، وأقدمها.. وهي ، في حقيقتها القديمة ، هذا اللحن العلوي ، الذي تحرك في سلمه السباعي ، يحكي منازل الإنسان وهو يسير في طريق الاغتراب ، ثم يحكيها وهو يسير في طريق الرجعى إلى الوطن القديم .. هذه الحركة هي المحكية في قوله ، تبارك وتعالى ، (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون) في هذه ثلاث الآيات جاءت صورة الاغتراب ، وصورة العودة من الاغتراب .. هذه الحركة في الهبوط وفي الرجعى ، هي حقيقة الموسيقى .. وهي ، في جميع مراحلها في البعد والقرب ، ذات سلم سباعي ، مرحلتها الأولى ، في طريق البعد ، الصفات السبع: الحي ، العالم ، المريد ، القادر ، السميع ، البصير ، المتكلم .. ومرحلتها الثانية الحواس السبع: القلب ، والعقل ، والسمع ، والبصر ، والشم ، والذوق ، واللمس .. ومرحلتها الثالثة النفوس السبع: الكاملة ، والمرضية ، والراضية ، والمطمئنة ، والملهمة ، واللوامة ، والأمارة ... ومرحلتها الرابعة الأيام السبعة: الأحد ، والاثنين ، والثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس ، والجمعة ، والسبت .. ومرحلتها الخامسة السموات السبع: السماء السابعة ، والسادسة ، والخامسة ، والرابعة ، والثالثة ، والثانية ، والأولى .. ومرحلتها السادسة ، الأرضين السبع: الأرض الأولى ، والثانية ، والثالثة ، والرابعة ، والخامسة ، والسادسة ، والسابعة ، ومركز هذه هو أسفل سافلين المشار إليه في الآية الكريمة ، حيث قال ، جل من قائل (ثم رددناه أسفل سافلين) وقد نزل الإنسان هذه المنزلة في مرحلة التنزل السابعة .. ثم انه استأنف سيره في طريق الرجعى ، من هذا البعد السحيق .. ولقد جاءه الاذن بأن يأخذ في طريق الرجعى ، وذلك حيث حكى الله تبارك وتعالى عنه (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، أنه هو التواب الرحيم ..) وإنما تاب عليه ليتوب – يعني ليرجع ..
وفي أسفل سافلين ، وهو مركز الأرض السابعة ، كان آدم في أدنى درجات التجسيد – ذرة غاز الهيدروجين .. ثم أنه أستأنف سيره في طريق الرجعى فنزل المنازل المختلفة ... وحين دخل مرتبة المادة العضوية ، وظهر في حيوان الخلية الواحدة ، بدأت الحواس بحاسة اللمس "الحس" وأطرد ترقيه حتى دخل مرتبة الحيوان السوي ، المكتمل ... وهذا معنى قوله تبارك وتعالى (فإذا سويته) .. ثم أطرد ترقيه ، ودخل مرتبة البشرية ، وصار له عقل .. فذلك معنى قوله تعالى (ونفخت فيه من روحي) .. ثم أنه نزل منزلة التكليف ، حين صار له عقل ، وحين أصبح له في ملكوت الله ذكر ، بعد أن لم يكن .. فذلك معنى قوله تعالى (هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ..) هذه هي الموسيقى في حقيقتها العليا .. هذا اللحن المنسجم ، المنسق ، المهذب الحواشي ، المنطلق في طريقي الصدور والورود – الصدور من موطنه الأول إلى موطن البعد والاغتراب ، والورود من هذا البعد آيباً إلى موطنه الأول من جديد بعد طول هذا الاغتراب ، وطول هذا البعد – هذا اللحن – هذه الحركة المحتشدة – هو الموسيقى في حقيقتها العلية. وطريق الأوبة ، من أسفل سافلين ، إلى الموطن الأول ، في أحسن تقويم ، طريق مرسوم عبر الأرضين السبع ، والسموات السبع ، في تعاقب الأيام السبعة ، في مراقي النفوس السبع ، والحواس السبع ، والصفات السبع ، إلى مرتبة الإنسان الكامل ذات المقامات السبعة.
وفي أثناء طريق العودة ومن خلال تعاقب الأيام السبعة ، نشأت العناصر المختلفة ، ثم نشأت الحياة ، ونشأت الأديان ، ونشأت العلوم ، ونشأت الفنون ، وذلك في الآماد السحيقة ، من الأزمنة السحيقة ... ونحن ، في هذا المجال الضيق ، لا يسعنا إلا أن نفقز قفزة كبيرة ، نصل بها إلى نهايات البدايات ، حيث الأديان والعلوم التي نألفها اليوم ، وحيث الفنون في المستوى الذي نعرفه عن الكلمة المنظومة ، والكلمة المنثورة ، وحيث النحت ، والرسم ، والتصوير ، والغناء ، والرقص ، والموسيقى ، والتمثيل ، وبقية ضروب الفنون .. وأعرق الفنون وأعظمها ، وأشرفها ، على إطلاقها ، الموسيقى ... وإنما يجئ شرفها من أمرين: أحدهما ارتباطها بالأصوات ، والصوت لازمة لا تنفك عن الحركة ، والحركة أصل الوجود الحادث ، على إطلاقه .. وثانيهما أنها تدرك بحاسة السمع ، وحاسة السمع أشرف الحواس السبع ، (ماعدا القلب والعقل) فهي تلي القلب ، والعقل ، وتجئ بعدها حاسة البصر ، ثم حاسة الشم ، ثم حاسة الذوق ، ثم حاسة اللمس (الحس) ... ويجئ شرف حاسة السمع على حاسة البصر ، وبقية الحواس الأخرى ، من سعة ما تؤدي إلى العقل من معلومات ، وإلى القلب من أحاسيس .. هذا ما من أجله قدم السمع على البصر في سائر آيات القرآن ، وأعطى منزلة الشرف فيها.
السمع يتأثر بالأصوات ويؤديها إلى العقل ، والقلب ... والأصوات هي الأكوان جميعها .. المرئي منها ، وغير المرئي ، والمسموع منها ، وغير المسموع .. فإنه ما من شئ في الكون الحادث إلا وهو في حركة لا تنقطع ، حتى أكثف المواد التي نراها ، ونعرفها ، فإنها في الحقيقة ، مهلهلة ، مخللة بفجوات ، تتحرك فيها ذرات تكوينها حركة متصلة كما تتحرك ذرات البخار في السحابة (وترى الجبال تحسبها جامدة ، وهي تمر مر السحاب .. صنع الله الذي اتقن كل شئ .. أنه خبير بما تفعلون) وكل متحرك لا بد مصوت ، ولكننا نحن لا نسمع إلا قطاعاً خاصا ، وصغيراً جداً ، من أصوات هذه العناصر المتحركة .. أن ما نسمعه منها بالنسبة إلى ما لا نسمعه كالنقطة من المحيط بل هي أصغر ، ولقد قيدنا بعض الأصوات التي نسمعها فيما سمى بالحروف الرقمية ، وهي عندنا في اللغة العربية ، ثمانية وعشرون حرفاً ، هي الحروف الأبجدية المعروفة ، هذا إذا لم نعد لام الألف والهمزة المقطوعة .. وهناك كثير من الأصوات التي نسمعها لا تخضع في ضبطها للحروف الرقمية ، وجاء تسجيل الموسيقى للأصوات بصورة أوفى من تسجيل الحروف الرقمية ، وهو ذو سلم سباعي هدفه دقة التنغيم في الانتقال بين مستويين من مستويات الصوت ، وكأنه ، في ذلك ، حكاية لأطوار الخلق السبعة ، التي سبقت الإشارة إليها ، في أمر الصفات ، والحواس ، والنفوس ، والسموات ، والأرضين ، والأيام ، وغرض الموسيقى من اللحن المنغم ، المتسق ، المهذب الحواشي ، أن توجد في داخل النفس البشرية ، نوعاً من التنغيم ، والاتساق ، والتهذيب ، يحل محل التشويش ، والنشاز ، الذي يعتمل فيها ، هذا هو السر في الراحة التي تجدها النفس عند الاستماع إلى قطعة من الموسيقى الراقية ، ومع ذلك فإن الموسيقى ، في جميع مستوياتها ، قاصرة عن تأدية هذا الغرض ، إلا لفئة قليلة جداً من الناس ... وهي حين تؤديه إنما تؤديه في حد ضيق جداً ، وذلك يرجع لسببين رئيسيين ، أولهما: ضيق نطاق الأصوات الذي تعمل فيه الموسيقى ، إذا ما قورن بالأصوات من الحركات التي هي موروث النفس البشرية في منازلها المختلفة التي أوردنا إليها الإشارة آنفاً .. وثانيهما هو أن الموسيقى لا تملك منهاجاً يقوم بترويض النفس البشرية ، وتدريجها ، حتى تستطيع أن ترتفق بالموسيقى الراقية فتحقق بسماعها قدراً من التنغيم الداخلي والمواءمة.
من كتاب : الإسلام والفنون... للأستاذ محمود محمد طه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
1/ إيجاز !! التحريم في النهج البدائي للإسلام مؤكد .. فهو ضد الموسيقى للمبتدئ ، ضد النحت ، ضد التصوير ، ضد الرقص ، ضد كل مسألة من المسائل البتوزع المبتدئ .. إذا كان الإنسان استطاع أن يحصر نفسه في نهج واحد ، اللي هو العبادة ، ثم في محاولة احراز التوسع "بإتقان التوحيد" في المسائل الأخرى 2/ فأنا من أنتجت الصورة وأنا من نشرتها في منابر عديدة وفي مواقع عديدة..ز وهي مسئوليتي وأنا مسئول عنها أمام الله وأمام الناس.. وهي نابعة من عقيدتي أن الأستاذ شمس للمعارف وأنه منارة يهتدي بها... وأكثر من ذلك.. فإذا كان عندك تصور لما يعتقده الناس في كبار الأولياء وزيارة الضرائح والتوسل بها.. فذلك يقرب لك االصورة... --------------------------------------------------------------
سلام عليك اخي مصطفي الجيلي وبعد
اريد ان اعلق على ما كتبت واشكرك على الاهتمام بالردود وعدم مسح الردود التي لا تتماشي مع البوست فهذه محمده نحمد الله عليها كثيرا لانها ستعم بفائدة النقاش للوصول للحقيقة ؛ فالامر امر دين وان لم يكن دين فلا حاجة لنا بالجدل ولكن عندما يتعلق الامر بالدين علينا اظهار الحق ودحض الباطل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ كما قال الله تعالى في سروة بني عمران (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) ؛ فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم اساسيات الدعوي الي الله عز وجل وتفنيد الباطل واظهار الحق ؛ فالقران الكريم كما قال عمر يحتوي على الحق والباطل مذكورين ليبين الله الباطل ويحق الحق بكلماته ؛ وذكر الباطل منهج دعوي امر به القران الكريم فما من اية تتحدث عن باطل الا وبعدها اتى الحق للتوضيح ؛ ومنهج اتيان الباطل ودحضه منهج القران الكريم والله تعالى كما قال تعالى في سورة البقرة (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) ؛ فاتي الله تعالى بالباطل وهو (سيقول السفاء ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) ووصف من يقول الباطل ب (السفيه) وبعدها اتى الحق من الله تعالى بقوله (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) فامر نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم بان يرد عليهم بهذه الجملة من الاية ؛ فمن اساسيات النهي ن المنكر ان تاتي بقول الباطل وتصف من يقول هذا الباطل الوصف الذي يليف به (كالسفيه) ومن بعدها توضح الحق متبعا لامر الله تعالى ؛ وكذلك قول الله تعالى ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) ؛ في الاول ذكر الباطل بان دعوا للرحمن ولدا وبعدها وصف الباطل بالكبير والجرم العظيم (لقد جئتم شيئا إدا) بعدها وضح الله تعالى الحق بان ما ينبغي للرحمن ان يكون له ولد فهو منهج القران الكريم في توضح الامور التي تخص النهي عن المنكر ؛ والامثله في القران كثيره جدا اخي الفاضل التى توضح قول الباطل وتصف القائل بالوصف الائق ومن بعدها توضيح الحق بعد توضيح حجم القول والباطل ولندخل الموضوع
اولا : ما كتبته أقصد هذا (!! التحريم في النهج البدائي للإسلام مؤكد .. فهو ضد الموسيقى للمبتدئ ، ضد النحت ، ضد التصوير ، ضد الرقص ، ضد كل مسألة من المسائل البتوزع المبتدئ .. إذا كان الإنسان استطاع أن يحصر نفسه في نهج واحد ، اللي هو العبادة) هذا قول خطير وعظيم اخي الفاضل باطل بمعنى الكلمة فلا اقول باطلا الا بالحجة وللرد على هذه الشبهات علينا اولا تقسيم الرد الي ثلاث اقسام : اولا : هذا الحديث من ناحية قوليه بعيدا عن الكتاب والسنة واثار السلف الصالح فهو مخالف للحديث الذي يعتمد عليه محمود محمد طه (بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) لنسأل اتباع الرجل فهو في زمة الله تعالى هل بدأ الاسلام محللا للغناء والرقص والموسيقي ؟؟؟ وهل يوجد اخلص واعمق واصدق للدين والاسلام في العبادة من الصحابة رضوان الله عليهم حتى وردت فيهم الايات ؟؟؟ فهل الصحابة رضوان الله عليهم لم يصلوا لهذه المرحلة ويبدوا في سماع الغناء ؟؟ وهل محمود محمد طه وصل لمرحلة اعلى من مرحلة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يجتاز مرحلة مبتديء ويسمع الموسيقي والغناء ؟؟؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم عند موت ابنه ابراهيم عليه الصلاة والسلام والقصه التي يرويها عبد الرحمن بن عوف قصّة وفاته فيذكر: «أخذ النبيُّ بيديَّ فانطلقتُ معه إلى إبراهيمَ ابنِه وهو يجُودُ بنفسِه فأخذه النبيُّ في حِجره حتى خرجت نفسُه قال: فوضعه وبكى قال: فقلتُ: تبكي يا رسولَ اللهِ وأنت تنهَى عن البُكاءِ؟ قال: إني لم أنهَ عن البكاءِ ولكني نَهيتُ عن صوتَينِ أحمقَينِ فاجرَينِ صوتٍ عند نعمةِ لهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ وصوتٍ عند مصيبةِ لطمِ وجوهٍ وشقِّ جيوبٍ، وهذه رحمةٌ ومن لا يَرحَمُ لا يُرحمُ ولولا أنه وعدٌ صادقٌ وقولٌ حقٌّ وأن يلحقَ أولُنا بآخرنا لحزِنَّا عليك حُزنًا أشدَّ من هذا وإنا بك يا إبراهيمُ لمحزونونَ تبكي العينُ ويحزنُ القلبُ ولا نقولُ ما يُسخِطُ الرَّبَّ» ؛ صوتين فاجرين احمقين منهما (فاجرَينِ صوتٍ عند نعمةِ لهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ) يقصد الغناء والموسيقي فهل الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصل للمرحلة التى وصل لها محمود محمد طه ؟؟ حتى يحلل محمود محمد طه الغناء والموسيقي لنفسه واتباعه محللا ذلك بهذه الهضربة التي يكتبها ويقولها . هذا نفس نهج الترابي وعطالة الاخوان المسلمين فالترابي في حوار له بجريدة الدستور اللبنانية ايام الانقاذ في اوجها والجهاد بداية التسعينات او اواخر الثمانينات لا اذكر التاريخ بالضبط سأله المحرر : هل انت تدعوا للتوحيد والدين والاسلام بالموسيقي ووتريد ادخال الموسيقي على الدين ؟؟؟ قال نعم فلو تركنا الطار يعبد الله وحده تلك اذا قسمة ديزا (تفففف عليكم) ؛ يعني الترابي لا يريد ان يسمع الغناء والموسيقي ويقول (استغفر الله) يريد ان يؤصل لها في الدين وهو نفس فكرة ونهج محمود محمد طه ؛ لذك انا اقول وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما تلاعب بالدين وتحليل بهوى النفس مستقلين ايات من الدين ؛ فهما في ذمة الله وسيلاقهما قولهما على الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .
ثانيا : قول محمود محمد طه (النهج البدائي للإسلام) هذا الحديث خطير والله العظيم ؛ فالنهج الاسلامي واحد منذ ان خلق الله الكون وعمر الارض بالجن قبل الانسان ولا نعلم قبل الجن ماذا كان يوجد ؛ وهو توحيد الله تعالى والامتثال لما ياتي به رسله الكرام عليهم السلام ما نعلمه منهم وما لا نعلمه منهم وانبياءه عليه السلام ؛ (النهج واحد = توحيد الله تعالى والامتثال لامره فاتباع الأمر واجتناب نواهيه) فقال الله تعالى في هذه الايات البينات العظيمات وارجوا ان تقراءها بقلبك لا بلسانك في سورة النساء (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162) إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170) ؛ ايات توضح ان نهج الله واحد (توحيد الله وتبشير ونذير من الله عز وجل) وكل امة ارسل لها رسول من الله ليكون على الناس حجة كما قالت الايات فعلينا اتباعه لننجو من الهلاك ؛ وكل من ياتي ويتقول على الله سواء بالتفسير الخاطي او من غرور وهواء النفس فهم في باب (من صد عن سبيل الله) فالجمهوريين قبل ان يكونوا جمهوريين كانوا على الحق الي ان اتى محمود فاضلهم عن السبيل وصدهم عن سبيل الله تعالى بالرسالة الثانية وبتحليل ما حرم الله ورسوله كالغناء ووووألخ مما يهذي بها ؛ فكذب النبي صلى الله عليه وسلم وانقص من قدره لذلك لا استغرب استماته الجمهوريين في الدفاع عن محمود ولا يكترثوا بما يوجه للرسول صلى الله عليه وسلم فالله الله في انفسكم اخي الفاضل لا ينطبق عليكم قول الله تعالى في سورة غافر (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ (78) انجوا قبل الخسران اخي فوالله لو كان في قوله خيرا لما اثني عليه كمال الحيدري الشيعي الرافضي الخبيث ولما اثني عليه القس الشهير فوجدوا فيه اسلاما يقودهم نحو الهلاك ثالثا : بعدما بينا الباطل والقينا الحجة نريد نحن الحجة فقولك (النهج البدائي للإسلام) هذا امر دين يحتاج لدليل من الكتاب والسنة بالشرح ؟؟ كما استدليت انا بالشرح ؛ ثانيا : ان محمود محمد طه ولي صالح حسب ما فهمت من مداخلتك الاخيرة (نحتاج لدليل في هذا الامر فهو يخص الدين ؟؟ ) فوالله لا يوجد ولي صالح يثني عليه النصارى والشيعة والشيوعين عطالة الدين والفكر ؛ ومن الان اقول لك هذا وازيدك لا يوجد ولي صالح او شخص كرمه الله تعالى مضاف الي خلقه شيء (فمحمود محمد طه مشلخ) ورغم ان الشلوخ في ذلك الحقبة كانت من العادات والاعراف لكن الله تعالى يحمي من يصطفيه فالرسول صلى الله عليه وسلم شب في جاهلية فحماه الله تعالى من اشياء كثر وهو في الصغر والشباب ؛ وكذلك المتحنفين كزيد بن نفيل ونوفل بن ورقه رغم انهما عاشا في الجاهلية الا ان مكان زيد بن نفيل عالى وولي وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة وسيبعث يوم القيامة أمة فكان ايضا محمى من العادات والاعراف التي تجعل منه وجيها في الدنيا والاخرة والدليل وردت كلمة وجيها في القران الكريم مرتين في سورة آل عمران قول الله تعالى (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وفي سورة الاحزاب قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آَذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) فوجيها تعني في الايتين الاتي (1/ في آل عمران : شريفاً، ذا وجاهة و جاه، من الوجه الذي هو أشرف الجوارح في جسم الإنسان . 2/ في الاحزاب تعني : زيادة على وجيها الاولي مجاب الدعوة) ؛ فلو كان محمود محمد طه وليا صالحا كما تدعون لحماه الله تعالى بقدرته من عادات واعراف الناس ولم يكن مشلخا ولكان وجيها في الدنيا قبل الاخرة ؛ من يصطفيه الله تعالى يحميه من قبل ان يولد وبقدرته منذ جدوده واباءه الاولين . مداخله طويله لان الموضوع خطير ويخرك خارج الملة والدين ببدعة نهج جديد في الدعوة الاسلامية والدين ؛ فاللهم اجعلني من القليل المتبع لامرك وليس الكثير الضال واحمني بعزتك وقدرتك من الضلال ومن سوء الطريق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الله محب للموسيقي وهي لمجده ..الترانيم تريح النفس وتسموا بها في عوالم الرب في تهذيب كبير ...كتاب المزامير في الحقيقه اشعار وهي وحي يغني في الهيكل .. ---------------------------------------------------------------------------
يا اخوي نحن ما عندنا شغلة مع اي رسول او نبي غير محمد صلى الله عليه وسلم نؤمن بهم ونؤمن بكتبهم ولكن الامر والاتباع مع محمد صلى الله عليه وسلم قد يكون في السابق العبادة طرب وغنى زي ما بشاهد اليوم في الكنائس ؛ ولكن في شريعتنا التي اتانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم ان الغناء والموسيقي مزامير شيطان ومحرمتا ؛ وعندنا ما يريح النفس عندنا القران الكريم فهو شفاء ورحمة للعالمين كما قال الله تعالى في سورة الاسراء () وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) ؛ ففي القران الكريم الشفاء والرحمة وهو نور وحجة وكلام الله تعالى ؛ قراءته تدخل الانسان في راحة نفسية وتدبر اياته راحة للبال ونقاء للنفس وطهارة للقلوب فمن يقراء اية واحدة بتمعن يجد راحة كبيره الا الذين على قلوبهم اقفالها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: Elmosley)
|
الأخ الأستاذ "البرنس ود عطبرة"..
في الحقيقة انا اهتميت بتعليقك لأني أحسست فيه الجدية.. فالاستهتار بأمر الدين لا أحترمه ولا أتعامل معه... والمستهتر بأمر الدين غير جدير بالاعتبار أصلا.. ثم أنه ظهر لي وضوح رؤياك فيما يخص الأخوان المسلمين وبعدهم عن الدين بدليل ظلمهم الناس وأكلهم الحقوق وكذبهم، وباسم الدين..
أيضا أحمد لك أنك أوردت آيات قرآنية وأدلة كثيرة وكلها غرضها واحد، فيما فهمت، وهو الجدية في أمر الدين... وهذا طيب، ولكن طالما هذا غرضك وأن الأمر أمر دين فلن أفصل في الآيات وإنما كن صابرا لتعرف أن أمرنا كله جد وكله صدق...
ولنبدأ بكلام المحاضرة، فالمقصود بالإسلام في نهجه البدائي هو بداية السالك في السلوك... للمبتدئ ينصح بعدم الارتفاق بالفنون... هذا هو المعنى.. وهو من أصل الدين... والمقطع قد كان في نهاية المحاضرة بعد أن شرح الأمر كله... فالفنون جميعا من شعر وتصوير ونحت ورسم وموسيقى ممنوعة في البدايات ومسموح بها في النهايات بعد أن يستوى السالك على الجادة... لأن الفنون كلها محاولات ربط آيات الآفاق –الظواهر—بآيات النفوس –البواطن—والتي لا يقود إليها إلا العبادة.. فالآية تقول (سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)..
ولأبدأ لك بالشعر، فالشعر ممنوع فقال الله عنهم (والشعراء يتبعهم الغاوون... ألم تر أنهم في كل واد يهيمون.. وأنهم يقولون ما لا يفعلون..) وتهويمهم كما تشرح الآية أنهم يحاولون الوصول للحق بغير طريق العبادة... ولكن يسمح لهم به في النهايات وذلك بالاستثناء في الآية (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) من جملة الآية (والشعراء يتبعهم الغاوون ... ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ... وأنهم يقولون ما لا يفعلون ... إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..( ..
وأما الموسيقى فأيضا ممنوعة للمبتدئ كما أوضحت أنت
Quote: ان الغناء بالات العزف والمعازف سواء من رجل او امرءة واجمع عليه كل علماء التفسير والحديث كالقرطبي والطبري وابن كثير؛ لقوله تعالى في سورة لقمان (الاية 6): ((ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) ؛ في السابق كان الرجل يشتري المغنية وتسمي القانية واليوم الفنانة تشتري الرجل وآل بيته؛ في التفسير لهذه الاية قال ابن مسعود في قوله تعالى : (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) قال: هو والله الغناء وفي روايات انه كررها ثلاث..... إلخ... |
ولكن الموسيقى نفسها في النهايات مطلوبة ومعمول بها، وقد كان نبي الله داوود حين يعزف على مزماره يطرب الأحياء والأشياء.. وقال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فيما روى البخاري بإسناد أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ). وروى أبو داود قال : قال عبيد الله بن أبي يزيد: مَرّ بِنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن .قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال: يُحَسِّنه ما استطاع . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأبي موسى: (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال أبو موسى: أكنت تستمع لي يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: لو أعلم أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيراً) رواه البخاري و مسلم .
إن كنت حريصا على أمر دينك أخي "البرنس ود عطبرة" فاعط نفسك بأن تفحص ما يقوله الجمهوريون... النبي عليه الصلاة والسلام قال لابن عمر وهو يعظه بينما كان يركب الدابة خلفه (دينك، دينك يا ابن عمر ولا يغرنك ما كان مني لأبويك خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا).. فما جذبني للفكرة الجمهورية هو الأدب وحسن السيرة والأخلاق عند الجمهوريين.. ولعلمك يندر من الجمهوريين من لا يرى النبي عليه الصلاة والسلام، فرؤيته رؤيا حق.. وإن كنت جادا حقا، فسأل نفسك هي ترى النبي عليه الصلاة والسلام في نومك؟؟
أقترح عليك أن تسمع هذا المقطع:
وأيضا طالما أنت رجل جاد في أمر دينك فأرجو أن تصبر وتسمع هذا المقطع من رجل بسيط عاشر الأستاذ وعرفه... وأرجو ألا تورط نفسك بكلام يضرك مثل كلامك عن شلوخه.. فانا أب مشلخ وأمي مشلخة ولم أعرف يوما أن في هذا منقصة.. ونبينا أفضل الخلق كسرت رباعيته، ولم تكن منقصة.. ومرض أيوب بالبرض وبسيء السقام ولم تكن منقصة.. ونبي الله كان ألثغا ولم تكن منقصة.. أرجو أن تسمع بحرص هذا المقطع:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
هذا تصحيح بسيط للفقرة الأخيرة أعلاه...
وأيضا طالما أنت رجل جاد في أمر دينك فأرجو أن تصبر وتسمع هذا المقطع من رجل بسيط عاشر الأستاذ وعرفه... وأرجو ألا تورط نفسك بكلام يمكن أن يضرك ويعيقك مثل كلامك عن شلوخه.. فانا أبي مشلخ وأمي مشلخة ولم أعرف يوما أن في هذا منقصة.. ونبينا أفضل الخلق كسرت رباعيته، ولم تكن منقصة.. ومرض أيوب بالبرص وبسيء الأسقام ولم تكن منقصة.. ونبي الله موسى كان ألثغا حتى أنه خاف من تبليغ الرسالة وطلب مؤازة أخوه، ثم لم تكن منقصة..
أرجو أن تسمع بحرص هذا المقطع الذي يدلك أن أمر الأستاذ محمود كله جد.. وكان هو كثيرا ما يكرر هذه العبارة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
اخونا البرنس سلامات كدي راجع كلامك ده لانو فيه شيئ من انكار ما انزل الله الانبياء هم انبياء الله -------------------------------------
اخونا سلامات نحن شغلنا (عمل) مع الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من ارسل لنا ونحن أمته فاكرمنا الله تعالى بخير واشرف الخلق اجمعين ؛ قال الله تعالى في سورة الحشر () مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) فجملة (مَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وضحة لا تحتاج لتفسير لم يقل الله تعالى (ما اتاكم به الرسل فخذوه ؛ لان كل أمة لها شاهد عليها يوم القيامة ولها بني ورسل مكلف بان يدعوها لعبادة الله وتقواه وتوحيده ؛ فقال الله تعالى في سروة النساء (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) ؛ نحن مامورين بالايمان بالرسل والكتب التي انزلها الله تعالى وليس اتباعها كما علينا الايمان باليوم الاخر والقضاء والقدر والملائكة وقبل كل هذا الايمان بالله تعالى علوا كبيرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
سلامات أخي الفاضل واحترام وتقدير على هذا الشرح نسأل الله ان يقود لنتيجة قبل ان ننقاش افكار الجموهريين من الكتب وما كتب فيها
Quote: الأخ الأستاذ "البرنس ود عطبرة".. ولنبدأ بكلام المحاضرة، فالمقصود بالإسلام في نهجه البدائي هو بداية السالك في السلوك... للمبتدئ ينصح بعدم الارتفاق بالفنون... هذا هو المعنى.. وهو من أصل الدين... والمقطع قد كان في نهاية المحاضرة بعد أن شرح الأمر كله... فالفنون جميعا من شعر وتصوير ونحت ورسم وموسيقى ممنوعة في البدايات ومسموح بها في النهايات بعد أن يستوى السالك على الجادة... لأن الفنون كلها محاولات ربط آيات الآفاق –الظواهر—بآيات النفوس –البواطن—والتي لا يقود إليها إلا العبادة.. فالآية تقول (سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)..
|
سأقم الرد على ثلاث مراحل في هذه الجزئية لان ما ذكر منها يسحق الرد بوضوح حتى تصل الفكرة كامله مكمله دون تقصير من الكتاب والسنة والاجتهادات او الاجتهاد الشخصي لفهم الموضون والتقسيم كالتي :
1/ وردت جملة (يا ايها الذين آمنوا) في القران الكريم حوالي 89 مرة في سور مختلفة بداية من سورة البقرة واول ماذكر منها قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) ؛ وهي رسائل الله تعالى في كتبه الكريم للمؤمنين ونعلم الأيمان واركانه ؛ وبعدها وردت لتوضح المسأئل والاحكام التي يجب ان يكونوا عليها المؤمنين ك استعينوا بالصبر والصلاة وكلوا من طيبات ما رزقناكم وككتب عليكم القصاص ووككتب عليكم الصيام وكادخلوا في السم كافة وكانفقوا مما رزقناكم وكلا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى وكاتقوا الله وذروا الربا وكالدين الي اجل مسمى وكلا تسألوا عن اشياء ان تبدء لكم تسؤكم وكانفروا خفافا وثقالا وكتوضيح الورث ووووووألخ من الاحكام والتوجيهات الربانية بعد هذه الجملة التي يوضح ما يأتي بعدها من احكام ؛ الايات 89 اية توضح كل الحقوق والتوجية الرباني عبر كتابه الكريم القران الكريم فلم يترك الله تعالى لعبيده اي امر او توجيه لم يذكره ؛ هذه الايات ال (89) اتمنى ان تستخرجها من القران الكريم (انا عندي جاهزة) هي التوجيه الرباني من الله عز وجل عبر كتابه للمؤمنين . في سورة الزخرف أية يقول الله عز وجل فيها (يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) شمل الله تعالى الحكم بان لا خوف على عباده يوم البعث وذلك بأنهم أمنوا بايات الله تعالى ؛ اذا ايات الله تعالى هي كل ما خلق من نفس وجبال وشمس وقمر وليل ونهار ووووووكل الخلق ما نعلم منه وما لا نعلم ؛ كل هذه مقدمة نأتي من هذه المقدمة نسأل (اين الدليل على ان أن الموسيقي كلها محاولات ربط آيات الآفاق ؟؟) لم اقل الفنون لان الابداع الكوني والاعجاز فيه موجود وقال الله تعالى في سورة الملك (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) تفسير وتأؤيل هيه الاية في جملة (ولقد زينا) هي (نقش الله) وكأن الاية تعني (نقش الله السماء) و(الدنيا بمصابيح) تفسيرها (بالاجرام السماوية) فكان الله تعالى يوضح لنا أنه (نقش الله السماء الدنيا بالاجرام السماوية) ؛ انا اتحدث عن الموسيقي والغناء أن كان لديك دليل واضح كما ادلتي واضحة اتني به ؟؟ (اريد الدليل على ان أن الموسيقي كلها محاولات ربط آيات الآفاق ؟؟)
2/ قلت( فالمقصود بالإسلام في نهجه البدائي هو بداية السالك في السلوك... للمبتدئ ينصح بعدم الارتفاق بالفنون... هذا هو المعنى.. وهو من أصل الدين) اولا الله العدل والعدل اسم من اسماء الله الحسنى فلم ولن يفرق بين عابد وعابد الا كما قال بالتقوي والتقوي مكانها القلوب ؛ وردت كلمة التقوى 9 مرات بالقران الكريم وقال الله تعالى في سورة المدثر (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56) يعني التقوي والمغفرة أستأثر بها الله على نفسه لا لاحد حتى صاحب الامر ان يعلم مدى تقواه او مغفرة الله تعالى له حتى يصل للمرحلة التي تعني ؛ فاحد امرين اما ان لديكم ميزان يوضح درجات المؤمنين حتى تميزوا بين ما هو اهل للموسيقي وما هو بدائي الاسلام ؟؟؟ او تأخذون الأمر بميزان الوقت وهذا خطأ كبير لأن الوقت لا يبرر ايمان وتوقى احد فكم من هداه الله في يوم وغفر له وادخل الجنة وكم من عابد اضله الله في يوم ودخل النار ؟؟؟ وأسألك أنا شخصيا البرنس ود عطبرة مسوح لي بالموسيقي ام لا ؟؟؟ وهل انا ارتقيت من بدائي ام الي اللحظة انا بدائي ؟؟ وانت على اي اساس جعلت نفسك مع المبتدين او من ارتقوا ؟؟؟؟ ان الله امرنا بان نتقي الله حتى نصل لمرحلة المسلم وهو من يسلم امره كافة لله تعالى وهذا امر غيبيات لا يعلمه الا الله تعالى هو الهدف من الحياة والخلق كما قال الله تعالى في سورة الزخرف ((يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ؛ السؤال : اطلب دليل على تصنيف المبتديء من المرتقى ؟؟؟ وهل انت تسمع الموسيقي لانك من ارتقى وتخطيت اصل الدين؟؟؟
3/ الاية في سورة فصلت (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) تخاطب المشركين ومشركي قريش وكلمة في الافق تعني كما في معجم المعاني نظرة دائرية فقول (جولة في الافق يعني جَوْلَةٌ دَائِرِيَّةٌ اسْتِطْلاَعِيَّةٌ ) وفي انفسهم حتى يتبين لهم الحق ؛ فكان مشركي قريش كلما ياتيهم باية او معجزة او قول يرفضونه وامرهم بالتأمل واستطلاع ايات الله في الافق وجحدوها والدليل (الا) الاستثنائية في الاية التي تليها قول الله تعالى (أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) ؛ كل الايات التي امرهم الله بها في كتبه الكريم لتوكون موعظة وطريق للهداية وايات انفسهم وخلقهم بعد خلق لم يهديهم الله تعالى لذلك اتت الاستثناية الا لتوضيح انهم في مرية من لقاء الله تعالى ؛ فما علاقة هذه الاية بالموسيقي والفن ؟؟؟ وكيف استنبطم ان المقصود هنا الفن والموسيقي ؟؟؟ هذه من الايات التي تصف حال مجموعة معينه (موضحين بالاستثناء الا) لتكون دليل وشاهد عليهم ولتكون لنا موعظة وعبرة في تدبر واستطلاع الكون وخلق الله تعالى الذي ابدع فيه ونستطلع خلق انفسنا ونسخها من مقام لمقام منذ رحم الام وحتى الكهوله
Quote: ولأبدأ لك بالشعر، فالشعر ممنوع فقال الله عنهم (والشعراء يتبعهم الغاوون... ألم تر أنهم في كل واد يهيمون.. وأنهم يقولون ما لا يفعلون..) وتهويمهم كما تشرح الآية أنهم يحاولون الوصول للحق بغير طريق العبادة... ولكن يسمح لهم به في النهايات وذلك بالاستثناء في الآية (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) من جملة الآية (والشعراء يتبعهم الغاوون ... ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ... وأنهم يقولون ما لا يفعلون ... إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..( ..
|
اولا : الشعر ليس بحرام كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم الشعر بمنزلة الكلام ما كان منه حسن فهو حسن وما كان منه رديء فهو ريء ؛ والايات التي ذكرت لا تشمل كل الشعراء والشعر والدليل (الا) الاستثنائية فقول الله تعالى في الايات (إلا الذين آمنوا) وتبعا لذلك اتى العطف بعمل الصالحات ؛ وكان حسان ابن ثابت شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ويرد عنه ؛ فاتي وفد للرسول صلى الله عليه مع وفود العرب فقام شاعرهم والقى شعرا فامر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بالرد فرد عليه بشعر حسن وقام خطيب منهم تحدث فامر الرسول صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس الانصاري بالرد فكان خطيب الرسول صلى الله عليه وسلمن المفوه فاوجز وخطب ؛ فقال من في الوفد (شاعرهم احسن من شاعرنا وخطيبهم ابلغ من خطيبنا والله انهم على حق فبايعوا) ؛ ويوجد ايات في القران الكريم تحرم بعض الاشياء تم الاستثناء عليها من السنة وانت تعملها فانت تاكل الكبدة وهي دم وتأكل السمك وهي ميته وقال الله تعالى في سورة البقرة (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) ؛ فلماذا تأكل انت السمك والكبدة ؟؟؟ والاستاذ ياكل الكبدة فلماذا ؟؟؟ اليس بحرام ؟؟؟
Quote: ولكن الموسيقى نفسها في النهايات مطلوبة ومعمول بها، وقد كان نبي الله داوود حين يعزف على مزماره يطرب الأحياء والأشياء.. وقال النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فيما روى البخاري بإسناد أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لَمْ يَأْذَنْ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِلنَّبِيِّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ). وروى أبو داود قال : قال عبيد الله بن أبي يزيد: مَرّ بِنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن .قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال: يُحَسِّنه ما استطاع . وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـأبي موسى: (لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود، فقال أبو موسى: أكنت تستمع لي يا رسول الله؟ قال: نعم، قال: لو أعلم أنك تستمع لي لحبرته لك تحبيراً) رواه البخاري و مسلم
|
الحديث حق وصحيح في البخاري ومسلم ولا يغير شيئا من الواقع او يضيف تشريع فيوجد فرق بين (التلاوة) و(الغناء) فهل يجوز عندكم ان نقراء القران بالموسيقي ؟؟؟ كما فعل الترابي واعوانه عامله الله بما يستحق ان اصل للموسيقي والغناء في الدين ؟؟؟ وانتج لنا الكثير من الفرق الموسيقية الدينية كآل البيت والصحوة وووألخ من كمية العطالة ؛ وفي تلفزيون السودان ياتي واحد عاطل يغني (يا مسلمين ادوا الصلاة) في فيديوا فيه واحدة تتوضأ ووراها واحد عاطل يتوضأ بالموسيقي ويوجد اغنية الزكاة (بزكاتك بزكاتك طهر مالك) سبحان الله الملك القدوس ؟؟؟ هل هذه افكاركم ان تدخلوا الموسيقي والغناء للدين كما فعل الاخوان ؟؟ وهل كانت التلاوة بالموسيقي ؟؟؟ انا لا استمع الا لقراء صوتهم مميز ويتلون القران بصورة جميلة (كاحمد على العجمي ويوسف الصقير وسليمان العتيبي) ؛ ارجوا ان لا اكون اطلت واريد ردود واضحة وشفافة عما سألت عنه وبوضوح والله أعلم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام حق لا خلاف عليها ولكن لا نعلم تفسير وتأؤيل رويته فمشركي قريش عليهم اللعنة واكابر مجرميها شاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بينهم وعاش بينهم فكبهم الله في جهنم ؛ والمنافقين في المدينة شاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بمنام بل بينهم وصلى على احد منهم وهو عبد الله بن سلول فكبه الله في جهنم ووعدهم جهنم ؛ خلاصة الموضوع تقوى القلب والانتظار لرحمة الله تعالى ومغفرته فالله تعالى هو صاحب الشأن والأمر كله وله يرجع كل الأمر ؛ لذلك موضوع الجمهوريين خطير في انه يمس توحيد الله تعالى بالتقول عليه باهواء النفس مخالفين للمنهج واذا اردت استخراج هذه المخالفات لا مانع مع توضيح الحجج ؛ فمحمود محمد طه رجل متعلم حاول ان يجمع ما بين الفكر الحديث والصوفية وعبر عنه برسالة ثانية واضحة ككتب الصوفية فقط الصوفية كتبهم لاتباعهم واتباعهم لهم من الجهل العقدي ما يكفي الشيخ ليسيطر عليهم ؛ فتقول للشخص منهم شيخك طار ؟؟ يقول نعم طار ؛ توقل له ما الدليل ؟؟ يقول ليك سر والدين ليس فيه اسرار تركنا المصطفي صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك ولا يتبعها الا كل منيب سالك ؛ والامر يرجع لله تعالى يهدي من يشاء الي صراطه المستقيم نسأل الله الهدايه والرشاد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: البرنس ود عطبرة)
|
الأخ الأستاذ البرنس ود عطبرة...
من المؤكد حينما بدأت الحوار معك، لم أقصد أن تكون مثل المباراة فأفند أنا أقوالك و تفند أنت أقوالي... فذاك سيكون غير مفييد كما أنه غير ممكن لأن الأفكار بحر واسع والمقاصد فيها متشعبة بحسب صدق الصادقين وجديتهم في معرفة الحقيقة.. وكل المعيار الذي عليه التعويل هو الصدق، ولذلك جاء في الحديث النبوي لعبدالله بن عمر (.... خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا).. .. كنت أؤمل أنك حين ترى محاضرة "تعلموا كيف تصلون" ستحس فيها الصدق وحين تشاهد اللقاء الذي أوردته لك مع ذلك الشخص الصادق يحرك فيك اعتبارات الحق والصدق... ولكن لا بأس فالأمر في النهاية كله عند الله ومنه، فهو الذي يهدي ويضل وهو الذي يعطي وينزع.. ونسأله أن نكون من المهديين المهتدين...
فقط سأعلق على نقطتين... النقطة الأولى هي سؤالك:
Quote: وأسألك أنا شخصيا البرنس ود عطبرة مسوح لي بالموسيقي ام لا ؟؟؟ وهل انا ارتقيت من بدائي ام الي اللحظة انا بدائي ؟؟ وانت على اي اساس جعلت نفسك مع المبتدين او من ارتقوا ؟؟؟؟ ........ إلخ |
فالدين كله علاقة خاصة للفرد --مطلق فرد-- مع ربه... فأنت الذي تحدد لنفسك، لأنك أنت من سيحاسب نفسك في آخر الأمر.. فأنا أجابتي لك لا تعني شيئا ولن تفيدك.. ولكن أنا --مثلا-- أعرف أن الله هو محاسبي وأعرف أن أي تهاون في هذا إنما هو تهاون في مصيري ومآلي.. وأنا بعبادتي ورؤاي ومشاهدي سيتضح لي أن كانت الموسيقي تبشغلني عن الله أو تشدني إليه ومؤكد غير ممكن أن أخدع نفسي فالعلاقة علاقة مع الله ولا وصاية في وقتنا الراهن.. فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولذلك جاء في الحديث النبوي "استفت قلبك وإن أفتوك..". وأوردت لك التغني بالقرآن وهو موسيقى، إلا أن يكون تعريفك للموسيقى مقتصرا على التي تعمل بالآلات...
ثم أن رؤية النبي المقصودة هي رؤية المنام لأنها تعبر عن دخيلة الفرد --تعبر عن اللاشعور، أو قل سره وسريرته-- والرائي للنبي في المنام منشغل بالنبي عليه الصلاة والسلام بصورة تلح على صاحبها حتى يرى النبي.. ولا عبرة برؤية المشركين والمنافقين وهم قطعا لن يروه مناما لأنه ، كما قال : "الشيطان لا يتمثل به"..
لك شكري وتقديري لما تفضلت به من مساجلة.. والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الاستاذ مصطفى سلامات
اولا : يعني كل عبد يعمل ما تحرمه الشريعة اذا وصل لمرحلة معينه ورأي انه وصل لهذه المرحلة ؟؟؟ يعني بالبسيط الموسيقي والات العزف والمعازف والغناء في الاسلام حرام لبعض الناس وحلال لبعضهم او يجوز لبعضهم سماعها ؟؟؟ هذا موضوع خطير فبعد الموسيقي قد يكون كذلك السرقة والزنا مجازا للبعض بهذا التفسير والتاؤيل ؟؟؟ وقد نحلل كثير من الامور ونقول هي من الاسلام القديم ؟؟؟ بالامس كتبت لك في المداخلة واجبات المؤمن وتوجيه الله تعالى لعباده بقوله (يا ايها الذين آمنوا) وستجدها مكرره 89 تستطيع ان تستنبط منها كل واجبات المؤمن تجاه الدين
ثانيا : الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستطيع الشيطان ان يتمثل في شخصيته ولن قد يتمثل في شخصية أخرى ويدعي انه النبي صلى الله عليه وسلم للتلبيس على بني آدم لقوله صلى الله عليه وسلم (فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي) في صورتي وليس اي صوره اخرى ؛ وليس من شرط هذه الرؤيا أن تقع للمطيع فقط. وقد يكون في ذلك تحذير وتبشير لك، لتقلع عن ما ذكرت من المخالفات، وتلزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وطريقه المستقيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
القرآن هو الموسيقى:
القرآن المقروء ، والمحفوظ بين دفتي المصحف الشريف ، قد حوى جميع الأكوان القديمة ، والحديثة .. وهو اللحن العلوي الكبير ، المنطلق يرسم طريق صدور الإنسان ، من منبعه ، وطريق رجوعه ، إلى مصبه – الذات الآلهية – حواها ، وحوى حركاتها ، فلم يغادر منها شيئاً .. قال تعالى ، في الإشارة إلى ذلك: (ووضع الكتاب ، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ، ويقولون: ياويلتنا!! مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها .. ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربك أحداً ..) معلوم ، لدى المعنى القريب ، أن الكتاب المقصود هنا هو كتاب أعمال الأفراد ... ولكن ، لدى المعنى البعيد ، فإن الكتاب هو القرآن ... وهو لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، في ذرات ، واجرام ، الأكوان إلا احصاها ، قيداً وشمولاً .. وفي نفس هذا المعنى يرد الحوار الذي جرى بين فرعون وموسى (قال فمن ربكما يا موسى * قال ربنا الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى * قال فما بال القرون الأولى * قال علمها عند ربي في كتاب.. لا يضل ربي ولا ينسى ..) فإن هذا الكتاب إنما هو القرآن .. والقرآن إنما رصد سير موجة الأكوان ، العلوية والسفلية ، وفي مقدمتها الإنسان – رصدها بين الصدور والورود إلى المنبع الذي منه صدرت – لأنه إنما هو كتاب تسليك وهداية .. وفيه يقول تعالى: (وقلنا يا آدم أسكن أنت وزوجك الجنة .. وكلا منها رغداً حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين * فازلهما الشيطان عنها ، فأخرجهما مما كانا فيه ، وقلنا أهبطوا!! بعضكم لبعض عدو ، ولكم في الأرض مستقر ، ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات ، فتاب عليه .. انه هو التواب الرحيم * قلنا أهبطوا منها جميعاً!! فأما يأتينكم منى هدى ، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون ..) هذه هي لمحة من قصة اكتمال الخلقة ، واكتمال التقويم ، (يا أدم أسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغداً حيث شئتما) وهي قصة الخروج في طريق البعد (قلنا اهبطوا!!) وهي قصة الصراع في موطن البعد ، والاغتراب ، (بعضكم لبعض عدو) وهي قصة أجل الاغتراب ، في موطن الاغتراب ، (ولكم في الأرض مستقر ، ومتاع إلى حين) .. ثم هي قصة الاذن بالعودة إلى الوطن القديم (فتلقى آدم من ربه كلمات ، فتاب عليه) ومن باب التوبة إهداء طريق العودة إلى الوطن القديم (فاما يأتينكم مني هدى ، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون) .. وهذا الهدى إنما هو القرآن (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) .. ومعنى ما في هذه الآيات الكريمات هو ما ورد في قوله تعالى في سورة التين (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون ..) ولا تتم الهداية ، في طريق العودة بالقرآن ، لجميع الخلائق ، في دار واحدة ، فإن منهم من تبدأ هدايته في الدار الدنيا ، ومنهم من تبدأ هدايته في الدار الأخرى .. وكلهم مصيره إلى السير السرمدي على طريق الرجعى إلى الله ، فإنه ما من الله بد .. (يا أيها الإنسان انك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) .. لقد تحدثنا في متن المحاضرة ، عن أن الأصل في صناعة الأوتار التي تنقل الألحان ، إنما هي تجربة بخيط ، يثبت في طرفيه ، ثم ينقر ليتذبذب بكليته ، ترصد ذبذبته ، ثم يقسم إلى نصفين ، وينقر كل نصف ، ثم يقسم إلى أثلاث ، وإلى أرباع ، وهكذا .. وترصد ذبذبة كل جزء .. هكذا الشأن في القرآن ، فإن الوتر الذي يعزف فيه لحنه مشدود بين طرفي الصدور والورود ، وتتحرك فيه نقطة ، تمثلها ، في الوتر الموسيقى ، النقطة التي تقسم الخيط إلى أثلاث ، وارباع واثمان .. الخ ألخ .. فالطرفان المشدود بينهما وتر القرآن هما: الذات لدى الصدور "الحقيقة العبدية" والذات لدى الورود "الحقيقة الإلهية" (أن مثل عيسى ، عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك ، فلا تكن من الممترين ..) ثم بدأ تحرك الحق ، تنزلاً من الحقيقة ، في منازل البعد ، منزلة ، منزلة ، في سلم سباعي ، حتى نزل الحق منزلة أسفل سافلين .. وهذا التنزل ، في طريق البعد ، هو ما وردت إليه الإشارة بقوله تعالى (ثم رددناه أسفل سافلين) ومنزلة أسفل سافلين منزلة حق .. فما هي بمنزلة باطل ، إلا في حكم الشريعة .. والحق دائماً نسبي ، والحقيقة مطلقة ... والحق يتحرك يطلب الحقيقة ، وهو يدخل مداخلها كلما تخلص من طرف الباطل الذي اقام عليه حكم الشرع ... ونحن لطرف التنزل من المصدر إلى منزلة أسفل سافلين ، لا نعطي مجالاً في مقدمتنا هذه ، وإنما نعطي كل اعتبارنا لطرف العودة إلى المصدر من منزلة أسفل سافلين ... وإنما ذلك لمكان الإرادة البشرية في هذا الطرف، وانعدامها في ذلك.. ولم تجيء الإرادة البشرية في طرف الورود – السير في مراقي القرب – إلا في وقت متأخر ، ولكنها مع ذلك ، قد أعطت هذا الطرف منزلة الشرف على طرف التنزل ... والموسيقى القرآنية التي تهمنا الآن ، إنما هي معزوفة على الوتر المشدود بين أسفل سافلين ، وبين الحقيقة الآلهية ، في أول نقطة الورود .. في هذا المضمار يرد الترقي بوسائل الشريعة .. ووسائل الطريقة ، ووسائل الحقيقة .. وهذان الطرفان (الحقيقة الآلهية ، وأسفل سافلين) نقيضان ، أو قل: ضدان ، أو قل: زوجان .. وكما أن الموسيقى حركة بين طرفين تريد أن تملأ الفراغ بالنغم المنسجم ، المتسق ، فكذلك العبادة ، هي محاولة لملء الفراغ بين طرفين بتحرك منسق ، ومهذب ، من الطرف الأدنى إلى الطرف الأعلى ، من غير قفزات ، ولا نشوز ، ولا اضطراب .. وهذا وجه من الشبه كبير بين اللحن الموسيقي ، في الموسيقى ، واللحن الموسيقي ، في حياة الحي ، العاقل ، السالك .. وإنما جاء القرآن بموسيقاه التي ذكرناها ليرشد السالكين في طريق عودتهم ، من الاغتراب إلى الوطن – من البعد إلى القرب – أو قل: من الأدنى إلى الأعلى ، أو قل: من الحيوانية إلى الإنسانية .. (الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ..) والضدان ، أو قل الزوجان هما أصل الوجود الحادث (ومن كل شئ خلقنا زوجين ، لعلكم تذكرون * ففروا إلى الله ، أني لكم منه نذير مبين) .. وإنما خلق الله ، في الوجود ، الزوجين .. لنفهم عنه نحن لأن عقولنا لا تميز الأشياء إلا باضدادها .. فنحن لا نعرف الحلو إلا بوجود المر ، ولا نعرف الخير إلا بوجود الشر ، ولا نعرف الحياة إلا بوجود الموت ، ولا نعرف النور إلا بوجود الظلام .. فكل شئ قد خلق زوجين اثنين (سبحان الذي خلق الأزواج كلها: مما تنبت الأرض ، ومن أنفسهم ، ومما لا يعلمون ..) وفي قمة الأزواج الله والإنسان الكامل .. وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى (ومما لا يعلمون ..) .. وفي سيرنا في العوالم إنما نحن سائرون إلى الله – انما نحن مرتفعون من الأدنى إلى الأعلى – نستعين ، في سيرنا ، بالتمييز المستمر الذي تروض عقولنا عليه الأزواج المختلفة ، في الموجودات المختلفة ، إذ نحن مأمورون بالسير من الموجودات إلى الموجد ، ومن الأكوان إلى المكون .. (ففروا إلى الله ، أني لكم منه نذير مبين)، وإنما انزل الله القرآن ليعيننا على تسديد وترشيد ، فرارنا هذا ، من كل ما سوى الله ، إلى الله ، .. ولقد استعمل القرآن في موسيقاه الحرف ، واستعمل الكلمة .. استعمل الكلمة في دقة من المعاني معجز ، وفي جمال من التركيب معجز ، وفي لحن من النظم الفني يبعث في النفس الطرب ، والنشاط ، والرغبة في التكرار الذي لا يمل .. ولم يستعمل القرآن الحروف إلا بعد ان استنفد وسع الكلمات .. وهو إنما استعمل الحروف ليخبرنا أن معانيه أكبر من أن تؤديها الكلمات ، مهما طوعت .. وتبدأ الحروف ، على ذلك ، بعد أن تعجز الكلمات .. ولقد استعمل القرآن أربعة عشر حرفاً ، من الحروف الأبجدية الثمانية والعشرين ، في افتتاح تسع وعشرين سورة ، على أربع عشرة تشكيلة .. ومعاني الحروف عنده تنزل في ثلاث مراتب: مرتبة الحروف الرقمية ، وهذه هي الثمانية والعشرون حرفاً المعروفة في أبجدية اللغة العربية .. وأعلى منها مرتبة الحروف الصوتية ، وهذه تتعلق بالأصوات .. والأصوات بدورها تتعلق بالحركات .. ولقد قررنا أن جميع ذرات الوجود في حركة لا تنقطع .. فهي أذن مصوتة ، وأصواتها لا تنقطع .. فنسبة الحروف الرقمية إلى الحروف الصوتية كالقطرة إلى المحيط .. ثم أوسع من هذه ، وتليها في الرفاعة ، مرتبة الحروف الفكرية .. وحركة الفكر أسرع من حركة المادة ، في ألطف صورها – الضوء .. حركة الفكر أسرع من سرعة الضوء .. فالحروف الفكرية تكاد في سعتها تلحق بالإطلاق .. وهي في الحقيقة ، تقف على عتبة الإطلاق .. فعندما يتناهى الفكر في الحركة يعجز عن الحركة ، ويتوقف .. وفي نقطة توقفه يبدأ الإطلاق .. وهذه النقطة هي قمة ما توصل إليه إشارة القرآن .. فالقرآن ، في جملة ما تؤدي كلماته ، وحروفه ، ليس هو عبارة عن الذات ، وإنما هو مجرد إشارة إلى الذات .. فالذات فوق العبارة ، وهي ، في الحقيقة ، فوق الإشارة .. فغاية ما تؤدي إليه موسيقى القرآن هي توصيلنا إلى عتبة الذات ، ثم تخلي بين حياتنا ، وبين الحياة السرمدية ، الخالدة ، التي لا تحيط بها العبارة ، وتقصر عنها حتى الإشارة .. (راجع الرسالة الثانية من الإسلام). فقمة ما تؤدي إليه موسيقى القرآن إذن هو قمة ما تنتهي إليه الحروف الفكرية .. وإنما تنتهي الحروف الفكرية إلى حالة التوقف – إلى حالة عجز الفكر عن التفكير – وذلك ما سمى ، عند الصوفية ، بحالة العجز عن الإدراك ، وقد قالوا فيه: العجز عن الإدراك ، إدراك .. وهو بعينه ما يعرف عندهم بحالة الحيرة .. وعن هذه الحالة يقول سلطان العاشقين ابن الفارض: زدني بفرض الحسن فيك تحيرا * وأرحم حشى بلظى هواك تسعرا وهذه الحالة هي حالة الوقوف على عتبة الذات .. وإنما يحار الفكر فيها لانقطاع الضدية عنها .. فهي أحدية الصفة ، وترية الوجود .. وفي هذا المستوى يبلغ الفكر ذروة قوته ، واستحصاده .. ويبلغ القلب ، تبعاً لذلك ، قمة رحابته ، وسلامته .. ويبلغ الحي بهذين قمة حياة الفكر وحياة الشعور .. وهذه هي الحياة التي ينتهي إليها الترقي في الصفات السبع ، التي هي صفات إلهية ، وقد وردت الإشارة إليها في أول المقدمة ، وهي الحياة ، والعلم ، والإرادة ، والقدرة ، والسمع ، والبصر والكلام .. هذا باعتبار التنزل – باعتبار السير في طريق البعد – أما باعتبار المعراج – باعتبار السير في طريق الرجعى من البعد إلى القرب ، ومن الاغتراب إلى الوطن ، فهي تتصعد هكذا:- الكلام ، فالبصر ، فالسمع ، فالقدرة ، فالإرادة ، فالعلم ، فالحياة .. وهذا هو اتجاه موسيقى القرآن الذي سقناه إلى عتبة حيرة الفكر. ان الفكر لهو الأكسير الذي به تتسع الحياة ، وتتعمق ... وهو من أجل ذلك ، وظيفة القرآن الأولى .. ولقد قال تبارك وتعالى في ذلك (وما أرسلنا ، من قبلك ، إلا رجالاً ، نوحي إليهم ، فأسالوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون * بالبينات ، والزبر .. وأنزلنا إليك الذكر ، لتبين للناس ما نزل إليهم .. ولعلهم يتفكرون) .. (وأنزلنا إليك الذكر) يعني القرآن كله (لتبين للناس ما نزل إليهم) وهو القدر من القرآن الذي يطيقونه ، ويحتاجونه ، تبينه بالتشريع ، وبالتفسير .. (ولعلهم يتفكرون) يعني ان الغرض من إرسال الرسول ، ومن انزال القرآن ، ومن تبيينه بالتشريع وبالتفسير ، هو أن يتفكر الناس ، وأن يقوى تفكيرهم بالرياضة ، وبالمرانة في العبادات .. ولقد أفادت الآية السابقة لهذه نفس المعنى .. فكأنما جميع رسالات السماء ، وجميع كتب السماء ، مطوعة لترويض الفكر .. فالفكر هو خادم الحياة القوي ، الأمين ... ولقد سايرت موسيقى القرآن الفكر ، من لدن أسفل سافلين – من لدن بروز الإنسان في المادة غير العضوية "ذرة غاز الهيدروجين" ، حتى بلغت هذه المادة غير العضوية مرتبة المادة العضوية ، ببروز حيوان الخلية الواحدة ، وما أنفكت تسايره ، وتتعهده ، وتمخضه ، من حياة الحي ، كما تمخض الزبدة من اللبن ، حتى بلغت به طور البشرية الحاضرة .. وهي لن تنفك تسايره ، وتتعهده ، وتروضه ، وتهذبه ، حتى تبلغ به مرتبة الإنسان الكامل .. وهيهات!!. لقد قررنا أن موسيقى القرآن معزوفة على وتر مشدود بين طرفين ، وتتحرك فيه نقطة .. وقررنا أن هذين الطرفين هما "الباطل، والحقيقة" .. وقررنا أن الباطل ليس باطلاً مطلقاً ، وإنما هو أدنى منازل الحق .. وقررنا أيضاً أن النقطة التي تتحرك إنما هي الحق ، متطوراً نحو الحقيقة ، منطلقاً من أدنى منازله .. ونقرر هنا أن هذه الهيئة إنما هي هيئة الفكر .. فالفكر حركة بين طرفين ، هما: الذاكرة ، والخيال .. فكأنما الهيئة هيئة ثالوث ، على الطرفين النقيضان ، ويتحرك بينهما متحرك هدفه التوحيد بين النقيضين ففي ذلك اكتماله ، واستواؤه .. فالفكر يبلغ أقوى ما يكون حين يستوي على خط الاستواء بين هذين النقيضين – الذاكرة والخيال .. وعندما جعلت وظيفة القرآن ترويض هذا الفكر ، وتهذيبه ، جعل خير ما فيه الكلمة "لا إله إلا الله" .. ولقد جاءت لا إله إلا الله ، بين النفي "لا" والإثبات "إلا" فلكأنها تقرر أن الحق ، أقوى ما يكون الحق ، لا هو إلى طرف النفى ، ولا هو إلى طرف الإثبات .. وإنما هو "بين بين" ونقطة "البين بين" هي نقطة الاستقامة التي قال عنها المعصوم (شيبتني هود وأخواتها) ، وذلك في قوله تبارك وتعالى من سورة هود (فاستقم كما أمرت ، ومن تاب معك ، ولا تطغوا .. انه بما تعملون بصير) ... ففي تحقيق الاستقامة تدريج الفكر ، وتهذيبه ، وتقويته ، وتحييده عن الميل لأي من الطرفين اللذين يتجاذبانه ... وهذه هي وظيفة تحقيق التوحيد ، بكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" وإنما من أجل تحقيقها.. جاءت عبادات الإسلام ، وعاداته ، جاءت الصلاة بحضرتيها ، - حضرة الإحرام ، وحضرة السلام- ولقد فرضت الصلاة فوق السموات السبع ... وجعلت حركات الركعة سبع حركات .. وجعل السجود ، الذي هو قمة حركات الصلاة ، على سبعة عظام ، من عظام الجسد ... فهذه الحركات "السباعية" هي بسبيل من منازل الحركات السبع ، التي أكثرنا ذكرها في حديثنا في هذه المقدمة ، حتى لقد تحدثنا عن السلم السباعي في الموسيقى. وبمناسبة سلم الموسيقى السباعي ، فإن حركة الفكر أيضاً تسير في سلم سباعي .. لقد سبق أن قررنا أن الفكر يتحرك بين طرفين .. هما: الذاكرة، والخيال ، ونحن لا نخرج عن هذا المعنى إذا قررنا أن هذين الطرفين هما الماضي ، والمستقبل .. فجولان الفكر بين طرفي الذاكرة (الماضي) والخيال (المستقبل) ، يعزف على سلم سباعي ، هذا السلم السباعي يعرف عند السادة الصوفية بمراتب النفوس السبع .. وهي: النفس الإمارة ، والنفس اللوامة ، والنفس الملهمة ، والنفس المطمئنة ، والنفس الراضية ، والنفس المرضية ، والنفس الكاملة .. ومراتب النفوس هذه إنما هي طبقات العقل .. وهي هي طبقات النفس في عين الوقت ، فالأطراف اللطيفة من مراتب النفوس هي مراتب عقول .. إذ ما الفرق بين العقل والنفس إلا الفرق بين الإرادة والشهوة .. فللعقل الإرادة ، وهي مسيطرة ، وللنفس الشهوة ، وهي مقهورة ، ومروضة ، عند العقلاء العارفين .. فالعارف لا يتحرك عن شهوة ، وإنما يتحرك عن إرادة ... وجولان الفكر بين الماضي والمستقبل إنما يبتغي أن يعيش صاحبه في اللحظة الحاضرة ، لأن اللحظة الحاضرة هي وحدها الزمن الحقيقي .. والذي يعيش فيها وحده هو الذي يحيا الحياة الكاملة ، الخالدة .. هل تدرون لماذا نجد المتعة في الفنون؟ لأنها تريح فكرنا من الذبذبة بين الماضي والمستقبل ، وتتيح لنا فرصة العيش في اللحظة الحاضرة .. هذه خاصية في جميع الفنون .. تتفاوت فيها بضروبها المختلفة ، مع الأشخاص المختلفين ، فأنت إذا سمعت قطعة موسيقية راقية .. أو شهدت فليماً سينمائياً جيد الموضوع ، متقن الأداء ، فإنك تظل مشدوداً إلى الشاشة مثلاً ، منحصراً في تسلسل صور الممثلين ، ومنشغلاً بأدائهم ، بجمعية لا تبقي لك فرصة للتوزع بين الماضي والمستقبل ، حتى لكأن الزمن قد توقف ، في حقك ، في تلك اللحظة التي تعيشها ، وهي لحظة تكاد أن تكون خارج الزمان ... الانتصار على الزمن الذي تحققه لنا الفنون الجميلة هو أس سعادتنا بها ، ومن ثم هو أصل تعلقنا بها .. هذا الانتصار على الزمن هو الحكمة في مشروعية الصلاة ، التي هي أعلى العبادات .. ولقد قررنا أنها فرضت من فوق السموات السبع .. ونقرر هنا أيضاً أنها فرضت في موضعين ، على مستويين .. فأما الصلاة الفرعية ، وهي المعروفة بالصلاة الشرعية ، فقد فرضت في موضع مقام قاب فوسين أو أدنى (ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى) .. وهذا مقام شفعية – شفع جبريل فيه النبي – وهي ، لمكان الشفعية هذه ، قد جاءت مرهونة بمواقيت (ان الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً) يعني "فرضاً" له أوقات يؤدى فيها .. وأما الصلاة الأصلية فقد فرضت في موضع مقام ما زاغ البصر وما طغى (إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى) وهذا مقام وترية .. تمت الوترية فيه للنبي بتخلف واسطته عنه – جبريل – إذ ليس له ههنا مقام .. وإنما دل على وترية هذا المقام وصف الله حال النبي فيه بقوله تبارك من قائل (مازاغ البصر وما طغى) و"البصر" ههنا "الفكر" .. و"زاغ" يعني ما انشغل بالماضي .. "وما طغى" يعني ما انشغل بالمستقبل .. وإنما توقف في لحظته الحاضرة .. فكأن النبي قد توحد ههنا .. حتى لقد أصبح وحدة ذاتية ، في وحدة مكانية ، في وحدة زمانية .. وتدق هاتان الوحدتان حتى أنهما لتخرجان عن المكان والزمان .. ومن ههنا فقد تمت له رؤية من لا يحويه المكان ولا الزمان .. ولما كانت هذه الصلاة في مقام الوترية فإنها ليست مرهونة بميقات .. وإنما مواقيتها الأنفاس الصاعدة والهابطة .. ولقد قال النبي عن الصلاة الفرعية .. (الصلاة معراج العبد إلى ربه) .. وعن الصلاة الأصلية (الصلاة صلة بين العبد وربه) .. فجعلت الصلاة الشرعية سلماً يرقى باتقانه المصلي إلى مرتبة الصلة ، حتى يكون في حضرة دائمة مع ربه .. راجع "رسالة الصلاة" و"تعلموا كيف تصلون". معلوم أن الصلاة الشرعية تبدأ بداية هي من البساطة بحيث يطيق أداءها بإحسان أقل الناس ذكاء .. وهذه الصلاة تشكل قاعدة الهرم الذي قمته في صلاة الصلة .. فإذا وضح أن الصلاة هي موسيقى القرآن – ولقد حاولنا توضيح ذلك في مقدمتنا هذه – فإن هذه الموسيقى ، إذا ما قورنت بالموسيقى المعروفة لدينا في الفنون ، فإن المقارنة لا تنهض ، وتنقطع من جميع الوجوه .. والإنشغال بها ، وبضروب الفنون الأخرى ، بخاصة للمبتدئين ، إنشغال بخلاف الأولى ، وتقديم للمفضول على الفاضل .. ومضيعة للوقت في غير وجه حكيم ... وهذا ما من أجله حرمت الفنون في الإسلام ، في المرحلة .. أما للمنتهين المستوين على الجادة في نهايات السلوك ، فإنها غير محرمة ، على النحو الذي بينا ، في متن المحاضرة ، ذلك لأن المستوين على الجادة من أصحاب النهايات يعرفون كيف يعطون كل مقام مقاله ، وكيف يرتفقون بجميع الأحياء والأشياء في السير إلى الله .. وإلى هؤلاء تقدمنا بإهداء هذا الكتاب ، ولقد قلنا في صيغة الإهداء:- إلى المنفتحين على الله ، السالكين إليه كل السبل ، فإنه أن من شئ إلا وهو إلى الله سبيل !! (وإن من شئ إلا يسبح بحمده ، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ...). وأما المبتدئون فإنا ندعوهم إلى أن يعبدوا بذكاء ، مبتدئين من الصلاة الفرعية – صلاة المعراج – الصلاة الشرعية المعروفة – سائرين في تقليد المعصوم بإتقان ، وبذهن مفتوح ، في سنة عبادته ، وفيما يطيقون من سنة عادته .. أنهم أن يفعلوا ذلك ، يرتقوا ، كل يوم جديد ، درجة جديدة من درجات القرب من الذات العلية ، ويتهيئوا ليسمعوا تسبيح المسبحين بحمد رب العالمين. أما بعد ، فإن هذه المقدمة قد طالت ، وإنا لنجد مجال القول فيها ذا سعة .. ولكن المجال ، والزمن لا يسعفان ، فلنقبض عنان القلم .. ولنضرع إلى الله أن يهدينا .. وأن يهدي بنا ، وأن يعلمنا ، وأن يعلم بنا .. أنه نعم المولى ونعم النصير.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
فإذا أحبّ الله باطن عبدِه، ظهرتْ عليه مواهبُ الفتاحِ.. وإذا صفتْ للهِ نيةُ مصلحٍ، مالَ العبادُ عليـهِ بالأرواحِ
.. معنى الوصول إلى الله خروجك عن الخلق والهوى والإرادة والمنى والثبوت مع فعله ومن غير أن يكون منك حركة فيك ولا في خلقه بك، بل بحكمه وأمره وفعله
.. كلام لاستاذ محمود :بشرى رائعة تحفز النفس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
سلام وتحية للأخ الفاضل مصطفي وضيوف البوست المساجلة بينك وبين أخونا البرنس كان جميل ياريت تواصلو فيه عشان نحن القراء نستفيد منكم
وعايزين أخونا الفنان الموصلي يفتينا في حكاية السلم السباعي لأننا ماسكين في السلم الخماسي قوي (يمكن الخلل هنا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الاخ العزيز مصطفي سلامات وعساك بخير انت والمتداخلين
أولا : سبحان العظيم سبحان الله وبحمده ؛ ما تفضلت به بعنوان (القرآن وحقيقة الموسيقى) هذا الحديث مر علي كثيرا واتذكر في هذا المنبر ان لم تخني الذاكرة قبل كم عام من احد الجمهوريين او في منبر اخر منقول من هنا ؛ وأنا شخصيا طال الزمن ونسيت اين الردولكن لا بأس ان نطرح وجهة نظرنا في ما كتبت كرأي اخر ؛ قال الله تعالى في سورة الإسراء (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) ؛ جاء في تفسير الجلالين ان استفز أي أستخف وبصوتك يعني بالغناء والموسيقي ومزمارك ؛ لذلك الموسيقي كما قيل هي رقية الزنا ومزمار الشيطان كما في حديث الصديق رضي الله عنه حينما دخل على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجد الجاريتين تغنيا فقال (أمزمور الشيطان في بيت رسول الله) ؟؟؟ فلم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم ؛ ولم يقل له يا ابوبكر من قال لك ان الغناء مزمور الشيطان ؛ ونعلم ان الصديق ابوبكر الصديق رضي الله عنه قليل الاحاديث ولا يقول حديثا الا حينما يقف البشر مكتوفي الايدي دون دليل يتحدث ويقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا لحل المعضلة ؛ كما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم حينما وقف الجميع لا يدري اين يدفن فجاء وقال لهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يدفن الانبياء حيث يموتون) فدفن عليه الصلاة والسلام في حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها ؛ لذلك الموسيقي والغناء (مزمور من مزامير الشيطان) يستفز بها عباد الله الصالحين ؛ فتجد كثيرا ممن قست قلوبهم حين تشغل القران الكريم يتضايق ولا يلقي له بالا وعندما تُشغل الموسيقي تجده يهتز تلقائيا دون ان يشعر وهذا هو قوله (فأستفز من استطعت) ومن استطعت اي ان ليس لك سلطان على عباد الله الصالحين ومن هداه الله تعالى ؛ كذلك هو نفس التفسير في ابن كثير عن مجاهد . وقال القرطبي في تفسيره : (في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو.. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه) . أجماع علماء القرون المفضله ومن يليهم نقلا عن السلف الصالح .
ثانيا : قال الله تعالى في سورة الفرقان (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) جاء في تفسير الطبري من اقدم التفاسير في تأويل الأية ( قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه . وفي قول الله عز وجل (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) قال الإمام الطبري في تفسيره : (وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما . مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء) . وفي السنة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح بسند الوصل والمتن في البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم ، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة) ؛ وهذا من الاحاديث الذي اقره العلماء كأبن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني . وتوجد العديد من الاحاديث الصحيحة في هذا الشأن كقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة) . و عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف). وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر) فالكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية . وروى أبو داوود في سننه عن نافع أنه قال : سمع ابن عمر مزمارا، قال : فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت: لا ! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا) . فالفناء والمعازف والغناء حرام شرعا من الكتاب والسنة فمن العيب ان نربط ما بين الغناء والموسيقي وكأنك تربط القران الكريم كتاب الله تعالى بالسرقة او الزنا او شرب الخمر او اي من المحرمات
ثالثا : ما كُتب بعنوان (القرآن وحقيقة الموسيقى) استطع ان انجر لك من الايات وافسرها لك بفلسفه حتى تحتار منها العقول وتشيب منها الروؤس ؛ لذلك نختصر كل الفلسفة وكل هذه المداخلة الطويلة بأن نقول (ان الله خلق كل شيء بقدر) كل شيء بقدر كالثوابت من سماء وارض وجبال واراضي وجزر وبحار وماء ووووألخ وكمتحركات كالرياح والسحب والفلك الخارجية والفك البحرية ووووألخ وكالخلق والابداع الخلقي كتطور الاشياء من والي من كل النواحي فقال الله تعالى في سورة الحجر (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) ؛ وقال الله تعالى في سورة الشورى (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) ؛ وكما قال الله تعالى في سورة القمر (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) ووردت كملة مدكر في سورة القمر مع الايات ومع القران للذكر فقال الله تعالى فيها (وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) ؛ وقال تعالى في صياغ سورة القمر (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) ؛ خلق الله الذي ابدع في خلقه فخلق الله تعالى كل شيء بقدر حتى كتابتي لهذه السطور بقدر والايات في الارض بقدر والنعمة والرزق بقدر والماء بقدر وحياة البعض بقدر وموتهم بقدر وحركة الكون بقدر (وليس موسيقي) فلو كان العنوان (القرآن وحقيقة كل شيء بقدر) لكان فيه الاجر والثواب على هذا الشرح الوافي للقدر وتوضيح ان كل حركة بقدر وكل شيء بقدر ؛ اخيرا نسأل الله سبل الرشاد ونسأل الله ان يؤجرنا على هذا وهو احكم الحاكمين الملك العدل له بيده مفاتيح كل شيء يهب بقدر وبلا قدر نأسف للاطاله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: البرنس ود عطبرة)
|
سلام يا كرام...
تشرف الخيط بدخول الأخوين الكريمين عمران بابكر بدري ومحمد محمد قاضي... فمرحبا وأهلا بهما...
أبدأ فأقول أطربتني كلماتك يا عمران، وأشكرك عني، وعن القراء، عليها...
وأما رغبة محمد محمد قاضي في مواصلة المساجلة وأنها مفيدة فأخشى ألا أتفق معه فيها... وليس سببي هو عدم الرغبة في الحوار إجمالا وإنما لأنني شعرت بأني والأخ "الربنس ود عطبرة" كأننا من كوكبين مختلفين .. كأننا لا نفهم لغة بعضنا...
خذ مثلا إجابة الأخ "البرنس ود عطبرة" أعلاه، فهي تدل على أنه لأنه لم يتفهم ولم يتعرف على كلام الأستاذ عن الموسيقى والقرآن وتعريفه على الموسيقى أيضا يقصرها على موسيقى الكمنجات والأكورديونا والسكسفون والمزامير والدفوف بانواعها... وعليه قرنها بالشيطان.. وحتى في الآيات والنصوص لا يقبل إلا معناها الظاهري جدا... هو لم يتصور أبدا أن الموسيقى يمكن أن تعني التوازن والتناسب والتناغم والإنضباط في تفاصيل وبدايات ونهايات حركة جسيمات الأحياء والأشياء...
أيضا فيما يبدو لي أنه لم يعط كلاما الأستاذ محمود وزنا أكثر من أنه "كلام فلسفة"، ولذلك قال في نهاية كلامه أنه إن أراد أن يفلسف فسيعطيني كلاما مفلسفا... وفعلا قد فعل.. باختصار يا محمد محمد قاضي كأننا لا نتكلم نفس اللغة...
ولكن بطبيعة الحال، الجيد في المسألة أن القراء يقرأون أيضا ولربما ينفعلون مع كلام الأستاذ محمود كما انفعلت أنا... شخصيا أنا كان كتاب "الإسلام والفنون" من أوائل الكتب التي قرأتها للأستاذ فشدني شدا كبيرا وانفعلت معه انفعالا عظيما، كان له أعظم الأثر علي.. إلى أن شهدت لسان حال الجمهوريين وأدبهم ودينهم وإلى أن قابلت بعدها الأستاذ محمود ورايت ما رايت إلى أن التزمت الفكرة الجمهورية.. والتزام الفكرة الجمهورية ليس التزاما سياسيا ولا مساهمات تدفع وإنما هو التزام طريق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وذلك باتباع منهاج عبادته بما فيها قيام الليل وخاصة تقمص قيمه وشخصيته وحلاوة شمائله ولذلك ترى ذلك الأدب وحسن الخلق عند الجمهوريين..
كذلك في مساجلته، أنا والأخ "البرنس ود عطبرة" مختلفين في فهمنا لأساسيات تعتبر كالأبجديات في الدين... مثلا هو يعتقد أن الرؤيا النبوية ليست شيئا هاما وأن الكفار والمنافقين رأوه عيانا بيانا، ولذلك هو لا يعترف حتى بأهمية الرؤيا المنامية للنبي عليه الصلاة والسلام.. فشعرت أننا فعلا في مكانين مختلفين... كذلك شعرت أن لديه رأي مسبق وقد انغلق عليه وبذلك لا يسمع بأن يستمع بحياد لما أقول...
هذا لا يمنعني من احتام آرائه وأسأل الله لي وله الهداية...
في محاولة أخرى ولكي أكون مفهوما أكثر سأورد محاضرة باللغة البسيطة "اللغة الدارجية السودانية" حتى نبعد عما يظنه الأخ "البرنس ود عطبرة" فلسفة... المحاضرة عن الإسلام والفنون ألقيت على طلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية...
سأوردها بعد أن أجهزها....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
سلام يا سادة...
كان في تصوري أنه يوجد تسجيل صوتي لتلك المحاضرة، لكن وجدت تسجيل كتابي لها باللغة الدارجية... وهي قد ألقيت في مارس 1974، أي أن المولود في يوم تلك المحاضرة يكون عمره اليوم ثلاث وأربعين عاما... بما يعني أن الشباب الطلاب الذين حضروا تلك المحاضرة يكونون فوق الستين وكثيرين منهم قد انتقلوا لرحمة الله....
وغني عن القول أن هنالك عدد لا يستهان به من خريجي الفنون الجميلة ومن خريجي الموسيقى والدراما الآن جمهوريين ملتزمين بالمنهاج النبوي...
أرجو قراءة نص هذه المحاضرة، وربما أستطيع أن أقنع بها الأخ "البرنس ود عطبرة" أن الأمر ليس أمر فلسفة وإنما هو أمر مصيري هام نلاقي به الله سبحانه وتعالي يوم السؤال...
فإلى متن المحاضرة.... ________________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
متن المحاضرة
نبدأ حديثنا عن: "الفنون والإسلام" أو: "الفنون في نظر الإسلام" ... ولابد من الإشارة إلى المقدمة الطيبة ، البليغة ، التي تكرم بها السيد رئيس الجلسة ، فهي فاتحة خير ، ان شاء الله ، لحديث نرجو أن يرفع نظر الناس لما تدخره لهم السماء من سعة في حياة الفكر ، وسعة في حياة الشعور ... وما من شك أن الحديث عن الفنون يفتح هذه السعة ، في الفكر ، وفي الشعور – يفتح باب الفكر على مصراعيه .. وخاصة إذا ما قرنت الفنون بفيض السماء ، في القرآن ، وفي الإسلام .. ولذلك فقد كنت سعيداً جداً ، لأجد هذه الفرصة ، لأتحدث لهذا المستوى من المستمعين ، في موضوع هو أصل ما قام عليه الفكر ، وما قامت عليه الحياة ، في مدى ما عرف الإنسان الفكر والحياة ...
ماهي الفنون؟
والفنون هي عبارة عن وسائل التعبير عن ملكة التعبير في الإنسان .. وملكة التعبير في الإنسان أعمق من مجرد أنها عمل فكري ، هي في الحقيقة الحياة .. ملكة التعبير في الإنسان هي الحياة .. وكل حي معبر ، حتى في حيواته الدنيا .. وتعبيره بالحياة في الحياة ، هو حياته نفسها ... الحي عندما يأكل ، الحي عندما يتناسل ، الحي عندما يفر من الألم ، ويحاول تحصيل اللذة ، هو في كل أولئك معبر .. هو معبر في حياته بحياته – هو كليته تعبير .. ثم نحن ، بطبيعة الحال ، لانطلق عبارات الفنون على الحياة في درجاتها الدنيا ، حيث تعبر بكينونتها كلها ، وإنما نطلق عبارات الفنون على وسائل التعبير ، عن ملكة التعبير ، في الفكر – في الذهن البشري .. الإنسان يمكن أن يرى ان ارتفاع الإنسان ، في سلم الفكر ، عن الحيوات التي دونه ، من الحيوات العليا ، إنما هو ارتفاع مقدار ، وليس ارتفاع نوع .. الإنسان في درجات ، وأطوار ، تعبيره عن وجوده ، عندما تغشته الحيوات السفلى ، كان يعبر بلسان حاله ، زي ما دايما يقال في التصوف ، في عبارة بالمقال ، وفي عبارة بالحال .. فالحي ، قبل أن يكون عنده عباره باللسان ، وهو ما أمتاز بيهو الإنسان فيما بعد ، بيسمى معبر بلسان حاله .. بعدين ظهر الإنسان ، وأصبح منقسم ، بين التعبير بلسان الحال ، وهو التعبير القديم ، الذي ورثه عن الحياة الدنيا ، وبين العنصر الذي جد بظهوره ، وهو التعبير بلسان المقال ... وفي المستوى دا الفنون خدمتها كبيرة لي آخر درجة للإنسان .. الغرض منها أن ترتفع بعقله ، تفتق عقله ، تزيد من حيله ، وتضبط تفكيره ، تدقق تفكيره ، تفتح مجال تخيله ، وعاطفته إلى الحد الممكن يرتفع بيه عقله حتى يكون تعبيره بلسان المقال في مساواة تعبيره بلسان الحال .. الكان قبيل في بدنه ... نحن باستمرار عقلنا بينمو .. عقل أحدنا وجسده كأنما في كفتي ميزان .. نحن في وضعنا ، أجسادنا عارفة .. دي نقطة افتكر كثيرا ما تجهل .. الأجساد عارفة ، الأجساد لا تخطئ ، ولكن تخطئ العقول ... نحن بوسائل التعبير والتمرين ، عاوزين نرفع عقولنا إلى درجة الانضباط ، الذي به لا تخطئ ، حتى لكأننا بنحاول أن نوزن كفتي الميزان ، كفة أجسادنا مع كفة عقولنا .. إذا استطعت أنت أن ترى فان كفة واحدة شائله ، والكفة الثانية نازلة .. ولكن باستمرار عقولنا بتنمو ، حتى إذا استقام الميزان بالقسط ، تبقى عقولنا لا تخطئ ، كما أن أجسادنا لا تخطئ ، عبارة أن الأجساد لا تخطئ ، أنا أفتكر بتحتاج إلى شئ من الشرح الزائد .. لكني لا أنوي أن أشرحها في المقدمة .. سأتركها للنقاش ، فيما بعد .. لكن أؤكد لكم أنها نقطة مجهولة تماماً.
الصورة أصل الفنون:
الفنون كثيرة ، ما نعرف منها وما سنعرف ، كل مرة ، كثيرة – الكلمة في الشعر ، أو النثر ، الصورة بالفوتغرافيا ، أو باليد ، الموسيقى ، النحت ، الرسم ، الكلمة عندما قلناها تجئ فيها الغناء ، وتجي فيها المسائل البتدخل فيهو .. لكن كثيرة ، ويمكن للإنسان أن يقول: الأصل فيها كلها الصورة .. الأصل في الفنون الصورة .. ويمكن أن أقول: انو الصورة – الرسم – يمكن أن يكون أبو الفنون كلها .. جائز ، في نفس الوقت ، نشأت الموسيقى .. ما من شك أنو قبل ما تتطور الموسيقى ، بفنونها المختلفة ، وعلميتها ، ودقتها ، كانت نشأت بدائية ، كبدائية نشأة الصورة والرسم .. الصورة هي في الحقيقة قيمتها في الفهم وفي الإدراك ، أكبر من قيمة الموسيقى ، وأكبر من قيمة الشعر ، والنثر ، والمسائل الأخرى المشاكلة لها .. والصورة إنما عرفها الإنسان وألفها من الاحلام ، الاحلام صور .. انت لما تحلم حلمه بتشوف صور متحركة .. الصور دي ، عند التأويل ، تنقلب إلى معاني .. ومن بدري الصورة ، في الحلم ، صحبت الإنسان .. لعله من مجرد ما بدأ يكون إنسان وينقسم .. الحيوان ينام ولكنه ما بحلم .. والإنسان ينام ولكنه بيحلم. مافي عبره بأنو ما بتذكر الحلم ، عندما يصحى ، فإنه ، وأن أصبح ناسي ، هو بيحلم .. لكن في أحلام بيذكرها ، وفي أحلام بينساها… في أحلام صافية ، وفي أحلام مشوشة ، ومخلوطة .. ولكن ، مهما كان الأمر فإن الصورة قد كانت أول أسلوب تعليم وأسلوب تعبير للإنسان .. لعلنا ، نحن البشر ، أتعلمنا عن الدين ، وعن الحياة الأخرى ، من الصور ، ومن الأحلام .. وبكل بساطة ، الإنسان الأول لما كان بيرى أن أبوه المات ، بيراه بيعمل في عمل زي العمل الكان بيمارسه في حياته ، شايل طوريته يزرع ، أو شايل حربته يصيد ، أو بيعمل عمل في بناء بيت ، صور زي دي أعطتنا الفهم الأولاني عن الحياة الأخرى .. ثم توكد هذا الفهم حتى جاء الوقت الذي أصبح الناس فيه متأكدين من الحياة دي - متأكدين حتى أنهم كل ما يحتاج إليه الإنسان في حياته يدفنوه معاهو عندما يموت – الصور دي ، هي المستمرة لغاية الوقت الحاضر ، فيما نصور نحن الاشياء ، والمعاني المجردة ما ها معاني مجردة ، الإ لأن ادراكنا ليها قاصر ، ورؤيتنا لصورها عاجزة .. العقل القوي بيدرك المعنى المجرد كأنما هو صورة مجسدة .. النشأة دي إذا نشأة قديمة جداً ، صحبت الانقسام الأولاني ، بين العقل الواعي ، والعقل الباطن .. الأحلام عبارة عن محاولة العقل الباطن – الذي هو ، بإيجاز ، الجسد القبيل قلنا عنه ما بيخطي .. الجسد وقع عليه كبت ، في معنى ما وقعت سيطرة العقل على الشهوة عندما دخل الإنسان مرحلة الإنسانية .. الكبت دا عندما يرفع – الكبت البمارسه العقل الواعي على العقل الباطن (العقل على الجسد) – عندما يرفع بالنوم ، العقل الباطن (الجسد) بيحاول أن يعبر عن وجوده بالصور البنسميها نحن احلام .. إذا كان الإنسان شاف في الأحلام الصور بالصورة دي ، يمكنك أن تدرك ، بصورة واضحة ، أن الرسم – التصوير تابع ليهو – هو أصل الفنون .. وبمجرد من أن الإنسان عرف كيف يعبر ، كان التعبير بالصوت .. وبالإشارة ، وبالصورة ، ومما لا شك فيه الإنسان الأولاني كان ، في أغلب الأحيان ، بيرسم الحيوان البيصيده ، وكان في فكره ، أن رسم الحيوان البصيده يعطيه قوة روحية وسحرية تعينه عليه .. الحيوان الانت رسمته دا ، أن كان رسمته في الأرض ، أو في جدار الكهف ، أنت بتصيده .. ويمكن للإنسان أن يقول – ودا على التحقيق – أن الحروف الأبجدية التي نحن ، فيما بعد ، أخذنا نكون منها الكلمة ، هي صورة من تطوير هذا الرسم الأولاني .. يعني أنت إذا كنت عاوز تعبر لي أنا عن تور ، بترسم لي التور .. مافي عبرة ، بطبيعة الحال ، بأن الرسم دا دقيق أو ما دقيق ، لكن المهم أني أنا بفهم عنك ما تريده .. بعض الناس يجيدوا الرسم ، وبعضهم ما بجيدوه ، لكن ، على كل حال ، العبارة بتجئ .. قليل ، قليل ، تمشت العبارة وتطورت ، وبدل انت ما ترسم التور كله ، يمكنك أن ترسم رأسه والقرنين ، وأنا أفهم عنك .. ما في داعي لرسم باقي الجسم…
الموسيقى:
تطويراً من الصور جات الحروف .. الحروف الابجدية ، في كل لغة من اللغات ، هي تطوير لصور كان الإنسان بيخططها وبيرسمها في الأول .. اذن الرسم ، هو بالصورة دي ، أول الفنون ، وأهمها .. تجئ مسألة الموسيقى .. الموسيقى برضها قديمة .. هي قديمة ، قدم الصورة لأنها الحركة ... الموسيقى هي الحركة التي بها برز الوجود .. من دي جات موسيقى الصوت الموقع وموسيقى الآلآت ، ومشينا نحن فيها نطورها لي قدام .. فالوجود دائماً في ثنائية ، بالصورة دي ال نحن شايفنها .. مثلاً الليل يعقبه النهار ، فهما نغمتان ، مثلاً ، نحن بنمشي على رجلين ، بالصورة البنمشى بيها ، كأنه نغمتان ، كذلك ضربات قلوبنا نغمتان ، بعدين الإنسان لما تقدم لي قدام ، حاول أن يملأ بالنغم المحسوب ، الهادي ، المسافة ما بين هاتين النغمتين .. قل أن شئت حاول الإنسان بطريقة علمية ، وحسابية ، أن ينتقل بين النغمتين الأولى ، والثانية ، انتقالاً هادئاً ، منسجماً ، منغماً ، من غير شذوذ ، ولا نشاز .. وهذا ما سمى بالسلم الموسيقى ، فالسلم الموسيقى قد توصل إليه بأخذ خيط يشد أوله من هنا ، وأخره من هناك ثم يضرب ضرباً خفيفاً وتقاس ذبذبته ، ثم يقسم نصفين ، وبعدين يضرب ضرباً خفيفاً ، ويشوفوا الذبذبة بتاعته وتقاس ، ثم يقسم إلى أثلاث ، وأرباع ، ثم تقاس الذبذبة وهكذا .. السلم الموسيقى جاء من حاجة زي دي .. وكذلك ملئت الفرقة بين النغمتين الكبيرتين .. زي ضربة قلبك الأولانية والثانية الفرقة دي بتملأ بنغمات هادئة وموزونة تصعد على السلم الموسيقى السليم .. ولذلك الموسيقى عريقة بالصورة اللي يمكن للإنسان أن يقول أنها تضارع الرسم ، لكن إدراكها جاء متأخر اًكتر ... إذا جينا نحن للنحت برضو قديم .. الغناء قديم.
الفنون والأديان:
لكن يمكن للإنسان أن يقول: أنه ما من فن من الفنون ، إلا ونشأ في معابد الدين ... أصلو ما عرف دين ، ما فيهو موسيقى .. يجوز مسألة الرسم ، والنحت ، في بعض الأديان مافي ، لكن الموسيقى ، بصورها المختلفة ، ما عرف دين ما عندو ، حتى ولو كان الإيقاع البكون بالطبل ، أو بكون بالطار ، أو بكون بالنوبة ، إلى أن يجيء "الاورقن" بتاع الكنيسة ، بالصور المختلفة فيه .. لكن ما من شك في أن الصلة كبيرة بين الفنون وبين الأديان.
والسبب في علاقة الفنون بالأديان ، هو أن الأديان تعبير ، زي ما قلنا قبيل ، الملكة الفينا ، عاوزة التعبير ، هي الحياة.
نشأة الأديان:
الأديان نشأت من تجاوبنا مع البيئة .. الإنسان الأول عندما شاف البيئة الحوله ، والقوة الهائلة الفيها ، أستطاع بذكائه الفطري البسيط أن يرى أنو القوة في البيئة المحيطة بيهو ، يمكن تقسميها إلى قسمين: في قوة هائلة ، رهيبة ، كبيرة ، شعر من الأول أنو ما عندو بيها قدرة .. وفي قوة بسيطة ، مثل الحيوان المفترس ، أو العدو .. المشاكل البتقع في المستوى دا هدته إلى أن يتفنن في الحيل لمواجهتها ومقاتلتها .. وكذلك فعل .. وأما القوى الهائلة ، فقد حاول أن يوجد نوع من الموافقة بينه وبينها .. حاول أن يوجد نوع من الصداقة ، حاول يتملقها .. حاول يعبدها .. دي كلها صور من الحيلة وعنها نشأت العبادة .. نشأت العبادة نشأة ساذجة .. الواحد يحب أن يقول ، ودي نقطة بتحتاج لتوكيد ، أنو الانبياء ما جو ليقولوا لينا "الله في" .. لي دي نحن ما محتاجين .. نحن البشر ، ما محتاجين لأن يورونا أنه هناك قوة هائلة نحن بازائها قاصرين ، وعن منازلتها عاجزين ، وأن من الواجب أن نوجد نوع من المصالحة معها .. سميها ماشئت ... ما من شك اننا نحن ما سميناها بالصور المجردة من الاسماء التوحيدية .. الرسل جو لي دي .. الرسل جو ليعرفونا صفات الله ، واسماءه ، لكن ، للشعور به ، فقد وجدوا الاستعداد عندنا مركوز في فطرتنا .. اننا بنعرفه بمعنى اننا بنحس بيهو ، لكن صفاته ، أو أسماؤه ، وأفعاله ، لكن المعاني المجردة فيها ، البتخرجنا من التجسيد في العبادة إلى التجريد ، دا هو ما من أجله جاء الرسل ، فلذلك الإنسان الذكي ، والعارف يشعر بأن الدين نشأ نشأة فطرية ، وفي الأرض ، وسابق للرسل ، ولعل الرسل السابقين للأديان هم رسل العقول ، مش رسل البشر .. العقول دي أدركنا بيها وجود الله إدراكات ساذجة ، وبدائية .. هنا عبرنا عن مخاوفنا بأزاء القوة الهائلة ، فكان الدين .. ومن أجل دا العلاقة الكبيرة بين ملكة التعبير وبين الدين ، وبين استخدام الدين لوسائل التعبير المختلفة في الفنون .. قررنا أن الموسيقى كانت نشأتها قديمة جداً .. ونقرر هنا عن النحت برضو .. الناس كانوا بينحتوا الآلهة كأصنام ، من بدري خالص ، قبل ما يجئ اساتذة الفنون ، من اليونان ، ومن الرومان ، ومن غيرهم.
النحت والعبادات:
النحت الساذج كان محاولة لتجسيد ما يتصوره الإنسان عن الله .. ودايماً الإنسان بيتصور الوجود في صورته ، حتى الله ، نحن بنصوره في صورتنا .. وكذلك حكمته الالهية جات على ألسنة الرسل لتعطيه صفات زي صفاتنا ، فلولا أن الصفات مشتركة بيننا وبينه ، ما بنعرفه ، في الغالب الأعم ، يمكنك أن تطلق المسألة دي ، أن النحت كان قد نشأ لنجسد بيه الصورة البنعبدها نحن ، في حيز نقدر نحيط بيهو ، ونعرفه ، وندركه ، ودا ما سمى بالأصنام .. ومافي عبادة من العبادات إلا ونشأ التجسيد في معابدها ، النحت والفنون الأخرى .. الواحد يمكن أن يقول أنها كلها في البداية وجدت ملكاتها الأولى ، ثم تطورت ، بصور مختلفة ، فيما بعد.
الحياة والفنون والجمال:
إذا كان قلنا: الفنون هي وسيلة التعبير عن ملكة التعبير فينا ، يبقى ملكة التعبير دي عاوزة شنو ؟؟ ملكة التعبير (الحياة) عاوزة أن يكون في تنغيم للحياة ، عاوزة أن تكسر ، وتطامن الشذوذ ، والنشوز الفي الحياة ، عاوزة تناسق ، عاوزة جمال ، ان شئت .. لأنه في الجمال ، النفس البشرية بتجد طمأنينتها ، بتجد راحتها بتجد خروجها من شذوذ المغامرة ، والمخاطرة ، والمفاجأة .. يعني النغم الموسيقي المنسجم يريح أنفسنا لأنو بيوجد ، في الداخل ، طمأنينة تخرج مسألة الانزعاج البيجئ بالأصوات الصاخبة ، المفاجئة ، النشاز ، زي ما بنسميها ، كل صورة فنية من صور التعبير محاولتها هي أن توجد الجمال .. الفنون بشتى وسائلها ، وطرقها ، محاولتها انما هي أن توجد الجمال .. إذا كان الإنسان سأل عن الجمال: هو شنو؟؟
ما هو الجمال ؟
إذا كان قلت: أن الجمال هو التناسق ، مثلاً ، فأنت على حق ، ولكن ما كل الحق .. أنا أحب أن اقترح حاجة هي في البداية في الموضوع ، اقترح أن الجمال هو العدل الإنساني .. العدل الإنساني يمكنك أن تقول عليهو جمال .. زيد على العدل الإنساني ... تعال في المحبة الإنسانية ، المعيشة مع الناس في سلام – السلام .. أنا أحب أن أقدم ليكم النقطة دي لتكون هي نقطة اعتبار .. ما من شك أنا عندي أن الجمال هو السلام .. بعدين نحن ما بنصل للسلام مع الآخرين إلا إذا كنا في سلام مع أنفسنا .. السلام مع أنفسنا معناهو إخراج النشاز القائم في البنية البشرية .. البنية البشرية مقسومة .. القسمة الأولانية ، القبيل قلناها .. ولولا أن الإنسان انقسم لما اترقى ، في المكان الأول .. الحيوان ما منقسم ، الطفل ما منقسم ، إلا بما ورث ، لكن في عمره البيعيشه في بداية حياته ، ما منقسم ، لكنو وارث للانقسام ، وبيعش في المجتمع البيقسمه ، ماشي لينقسم ، فلولا أن الإنسان انقسم لما ترقى ، ولما كمل .. انقسامه بيمثل أنو عندو رغائبه الأولانية البسترسل فيها كحيوان ، ما بقيف عند حد .. مافي ضابط ، إلا تحصيل اللذة ، والفرار من الألم .. وأستمر الاندفاع دا ، ولكنه عندما جاء الإنسان ليكون بيعيش في مجتمع ، وجاء العرف ، وجاء القانون ، وجاء الحلال والحرام ، اللي نحن نوشك أن ندخل في الكلام عنو ، فيما سنتحدث عن الإسلام ، لما جاء الحلال والحرام ، أو قل ، إن أردت الدقة لما جاء العرف الأولاني (يمكن دا تجوز كثير في استعمال الكلمة ، لما نحن نبدأ في البدايات) ، لكن مجرد أن يكون في عرف يقول أنو دا يعمل ، ودا ما يعمل ، بدأت الشخصية البشرية تنقسم ، بمعنى أنو أنت أصبحت في حاجة تضبط اندفاعاتك الأولانية ، الكانت قبيل عندك مندفعة بدون ضابط .. رغائبك كلها ما في استعداد لأن تستجاب .. المجتمع عاوز حاجات ما تعمل .. أنت أحد رجلين بتكون .. الفرد كان في الوضع دا احد رجلين .. أما رجل استرسل ليقضي لبانته ، زي ماكانت ، وبطبيعة الحال ، بتقع عليهو العقوبة البتقع ، وهي قد كانت عقوبة صارمة جداً في المجتمعات البدائية .. أو رجل يكون عندو مقدرة على أن يضبط نفسه .. كانت العقوبات العملت في المجتمعات الماضية جلها من شريعة التحريم والتحليل .. العقوبات التي لا تزال عندنا الآن .. هذه العقوبات الغرض منها أن تقوى الإرادة البشرية البتسيرك وفق ما يجب .. ومن ههنا جاء الانقسام .. والانقسام دا مرحلة .. لولا أن الانقسام جاء ، لما ترقى الإنسان .. إذا لم يزل الانقسام ، لا يكمل الإنسان .. فنحن إذن بنترقى في مرحلتين: المرحلة الأولانية هي الانقسام ، والمرحلة الثانية هي ضم الانقسام ، وتوحيد البنية البشرية الانقسمت. إلى حد كبير ، الفنون في التعبيرات المختلفة ، في إبراز الجمال ، وقيم الجمال ، في تنغيم حياتنا الداخلية ، وحياتنا الخارجية ، غرضها أن يكون الإنسان مع المجتمع إنسان محب للقانون ، إنسان منظم ، إنسان عندو سيطرة على اندفاعاته ، وعلى نفسه ، إنسان يملك أن يسير بسفينته وسط الأنواء في الجماعة ... وهناك نوعان من التنغيم: تنغيم الفرد مع الجماعة .. وتنغيم الفرد مع نفسه .. نحن بنحاول أن نطور الجماعة لتكون راقية ، حتى أنك لمجرد تنغيمك نفسك معها ، وإنسجامك فيها ، وتوائمك معاها ، تكون أنت ترقيت .. ثم لا بد لك من المحاولة الفردية في أن توجد التنغيم الداخلي بين انقسامك ، لأننا نحن لما انقسمنا قامت فينا قوة ضد قوة – قوة العقل الواعي (الإرادة) ضد الفطرة الأولانية (الشهوة) العاوزة تحصل لذتها بكل سبيل .. نحن عاوزين نوجد التنغيم دا بيناتن .. يمكنك أن تقول: في نغمتين نحن عاوزين نملا الفراغ بيناتن .. زي ما قلت ليكم عن الموسيقى ، عن التعبير الفني كله .. بالصور دي نوجد السلام الداخلي .. بالسلام الداخلي يجيء السلام الخارجي .. إذا كان الأمر بالصورة دي ، فإني محق إذ قلت أن العدل هو الجمال ، وزدت على المسألة دي وقلت الخلق ، وزدت وقلت المعيشة في سلام .. السلام .. هو الجمال .. أنا افتكر أنو دا قمة ما نحاول أن نعبر عنو .. حتى التناسق في أعضاء الجسد اللي انت بتنحته ، دا يمكنك أن تسميه عدل ، إذا شئت .. اذا زدت عليهو ، فهي تبقى مسألة إعطاء كل كل عضو مكانته من الضبط والنسبية ، والدقة ، والقوة ، حتى لكأنك بتوجد جسد في سلام مع بعضه ، ما متنافر .. التناسق سلام .. دا كل ما يمكن أن تهدف ليهو الكلمة .. إذا كانت شعراً أو نثراً أو غناء .. كل ما تهدف ليهو الموسيقى .. كل ما يهدف ليهو النحت .. والتصوير .. كل ما تهدف ليهو التعبيرات في الرقص .. وفي كل وسائل التعبير عن ملكتنا .. وهو هو كل ما تهدف ليهو العبادة أيضاً.
ما أفتكر ضروري نتكلم عن الفنون أكثر من كدا ، لأن المجال مفتوح فيها لنقاش أطول .. والآن نجئ لنظرة الإسلام للموضوع دا:
نظرة الإسلام إلى الفنون:
أول ما يجب أن يقال أنو ما في حرام ، وحلال ، إلا في اعتبارات الشريعة .. مافي حاجة هي حرام في ذاتها ، الأعيان ما فيهن حرام ، لكن الحرمة حكم .. والسر في الحكم أن تكون عندنا الإرادة البتسيرنا بين الحلال والحرام .. نأخذ من الحلال ما شئنا ، ونتجنب الحرام .. عندما نحاول تجنب الحرام في دوافع داخلية عاوزة منك ضبط ، وقوة إرادة ، وقوة فكر ، لتمنعك من التردي .. دي الحكمة في الحرمة ، حيث وجدت ، من نشأة العرف الأولاني ، وإلى يوم الناس دا .. ما في حاجة هي حرام في ذاتها .. وربنا يعبر لينا عن دا .. ويقول (ما يفعل الله بعذابكم أن شكرتم وآمنتم؟؟ وكان الله شاكراً عليماً) .. أو يقول (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟؟ قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة .. وكذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون * قل إنما حرم ربي الفواحش – ما ظهر منها ، وما بطن – والإثم ، والبغي بغير الحق ، وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً ، وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ..) كل المحرمات من الصور الحسية إنما هي بالحوالة وأما الحرمة بالأصالة فإنما هي عيوب السلوك .. السلوك يبدأ بالطريقة البتعيش بيها ، في سلام مع نفسك ، وفي سلام مع الآخرين ، وهذا ما سميناه "التنغيم" مع المجتمع ، أو العدل ، أو السلام – فكل ما حرم إنما حرم من أجل تربيتنا لنستطيع أن تكتمل عقولنا ، وادراكاتنا.
الحرمة حكم شرعي:
هنا ، إذا كان الإنسان شاف النقطة دي حقيقة ، وذلك كونو التحريم حكم شرعي ، والحكم الشرعي ، دائماً بتوخى تسييرنا نحن في المراقي المختلفة ، يبقى بطبيعة الحال ، وبالبداهة ، بنتظر أن يكون في سماحة ، أن يكون في تغيير في شدة التحريم كلما تغيرت ادراكاتنا ، ولذلك الحرمة كانت غليظة في الأول ، وبدت تقل ، وتقل لغاية ماهي ماشة لان تفضي إلى الحل ، القرآن يقول لينا (ليس على الذين آمنوا ، وعملوا الصالحات ، جناح فيما طعموا ، إذا ما اتقوا ، وآمنوا ، وعملوا الصالحات ، ثم اتقوا ، وآمنوا ، ثم اتقوا ، وأحسنوا .. والله يحب المحسنين) أو يقول هناك (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرماً على طاعم يطعمه الا أن يكون ميتة ، أو دماً مسفوحاً ، أو لحم خنزير فإنه رجس ، أو فسقاً اهل لغير الله به) فهذه أربعة .. ثم قال مواصلاً سياقه (فمن اضطر ، غير باغ ، ولا عاد ، فلا إثم عليه) .. الضرورة ترفع الحرمة .. المعرفة ترفع الحرمة .. لأنه قد انتفى حظ النفس عند المضطر ، كما ينتفي حظها عند العارف بالله .. هنا ، إذا كان بقى واضح في اذهاننا انو التحريم أطوار ، وأن الحكمة وراءه تربيتنا ، يجي موضوعنا في الإسلام.
الإسلام بيحرم النحت ، وبيحرم الرسم ، وبيحرم ، تبعاً لذلك التصوير .. ودي فيما روي عن ابن عباس انه قال ان النبي قال (من صور صورة يعذبه الله حتى ينفخ فيها الروح ، وما هو بنافخ فيها ابداً ...). صور الفتوغرافيا الحرمة قائمة في حقها ، ولكن بصورة أخف .. حرمت الموسيقى ، وحرم الغناء ، عند بعضهم ، ما كلهم ، بعضهم بيرى أن الغناء ، ما حرام ، لكن في عبارة ، أنو لهو ، وكل ما يلهي عن الله ، عند بعض المتشددين من الفقهاء ، فهو حرام .. الحكمة في التحريم مرحلية .. السبب فيها أنو الناس ، زي ما قلنا ، كان عهدهم قريب بعبادة الأوثان ، وبالجاهلية ، ويمكن أن يحنوا إلى الأوثان بالعبادة ، أذا مارأوها تنحت .. وبرضهم كانوا قريبين عهد باللهو ، في مواخير الجاهلية ، من غناء ، ومن رقص ، ومن موسيقى ، حرمت عليهم المسائل دي ، لتعطيهم فرصة ليجمعوا انفسهم عليهم بدل التوزيع البيحصل للإنسان المعرض للغناء - للهو .. اذن يمكنك أن تقول ان الإسلام حرم من الفنون النحت ، والرسم ، والتصوير ، وكل ما يكون ليه ظل .. حرم رسم أو تصوير الإنسان ، أو الحيوان أو الطائر ..
رسم الطبيعة غير محرم:
تسامح الشرع في رسم الجبال ، أو رسم الشجر ، أو زخرفة الاقمشة ، بالصورة اليمكن أن تكون ماها انسان أو حيوان ، أو طائر .. الغرض من التحريم أن يقطع حنين الإنسان للعبادة الوثنية .. أو بإيجاز ، يمكنك أن تقول: ان تحريم الدين – تحريم الشريعة الإسلامية – دا الغرض منه مرحلي .. إذا كان هسع أي واحد مننا شاف ليهو تمثال زي دا ، ما بينبعث في ذهنه أي نوع من العبادة ، أو اي شعور بيها ، أو ميل .. الناس ، في أول عهدهم بالإسلام ، بينبعث في ذهنهم شعور زي دا ، لكن ما ممكن أن ينبعث في ذهنك ، أو في ذهني ، ولا في ذهن أي واحد من الناس في الوقت الحاضر .. لذلك الحكمة في التحريم هذا ، إنما حكمة مرحلية ، الحكم فيها هو حكم الوقت ، كيفما يكون .. والسر في هذا الحكم بينسحب على حالة عبادة الناس في وقتهم الماضي كما ينسحب على حالة العبادة في الوقت الحاضر ، ولكن لكل وقت حكمه .. فهل يمكن للإنسان ، مثلاُ الداعي الإسلامي ، في الوقت الحاضر ، هل يمكن له أن يقول للناس سيروا بطرق الفن إلى الله؟؟ بمعنى آخر هل الدين (الشريعة) رفع كل اعتراضه على الفنون؟؟ تلقى أنو برضو المسألة فيها نظر .. هذا النظر هو تربية الإنسان الفي حاجة لتربية .. كل مبتدئ التوزيع يضره .. إذا كان الإنسان سار بالطريق الديني المرسوم ليهو ، وكانت محاولته هي أن ينحصر في أن يوجد نتيجة بطريقة الدين ، اللي هي العبادة بالصورة الموجودة عندنا فإن الفنون توزعه ، والتوزيع يضره.
الفنون تسير الناس إلى الله:
أما إذا استوى ، فمن الممكن لهذا الإنسان أن يتخذ كل وسائل التعبير لتسيره إلى الله .. الإنسان الاستطاع أن يجد فرصة لتوجيه ، ورياضة نفسه ، حتى أصبحت عندو فلسفة حياة ، عندو نظرة للأشياء ، عندو اتقان للتوحيد – مافي شئ بالمرة يقطعه ، أو يوقفه عن الله .. النحت يوديهو لي الله ، يسيرو لي الله – الموسيقى تسيرو لى الله ، الرقص يسيرو لي الله ، وكل وسائل التعبير تسيرو لي الله .. في المرحلة الأولانية – في شريعة الإسلام – المسائل دي حرمت .. هي محرمة بنص الحديث القريتو ليكم ، وذلك لأنها بتوشك أن تخلي الإنسان يحن للعبادة - عبادة الأوثان – وتلك عبادة هو قد كان قريب عهد بيها .. أما في الوقت الحاضر ، في المرحلة الحاضرة ، فما أحب أن أقوله هو أن وسائل الفنون كلها ، راح تسير الناس لي الله .. هسع ، في الوقت الحاضر ، كل المطلوب من الناس هو أن يتوخوا ، في أول مرة ، كيف يسيروا ، بطريق العبادة ، ليوجدوا نوع من التماسك الداخلي ، نوع من النظرة الموسعة .. بعدين كل أنواع الفنون راح تكون مسيرة إلى الله.
المبتدئ يضيق عليه:
بإيجاز !! التحريم في النهج البدائي للإسلام مؤكد .. فهو ضد الموسيقى للمبتدئ ، ضد النحت ، ضد التصوير ، ضد الرقص ، ضد كل مسألة من المسائل البتوزع المبتدئ .. إذا كان الإنسان استطاع أن يحصر نفسه في نهج واحد ، اللي هو العبادة ، ثم في محاولة احراز التوسع "بإتقان التوحيد" في المسائل الأخرى ، من أساليب التعبير المختلفة ، والفنون أقدمها والكلمة أسلمها ، افتكر بيكون في سعة فيما بعد .. لكن قبل ما تكون في سعة ، القاعدة عندهم أنو المبتدئ ، زي ما بترد العبارة الدارجية: "المبتدئ ابرته ما بتشيل خيطين" .. المبتدئ يجب أن يكون عنده اتجاه في الإنحصار ، فهو لا يمكن أن يسمح ليهو ، في مسألة الارتفاق بالفنون ، إلا بالكلمة ، وموش الموسيقى ، لأن الموسيقى لا تعطي معنى محدد ، عندما انت يكون عندك استعداد لتدرك عن الوجود كله ، فإن الموسيقى أبلغ من الكلمة ، لأن الموسيقى تقول لك كل شئ عجزت الكلمة عن أن تقوله ، لكن عند المبتدئ الموسيقى بتشوش عليهو ، وأما الكلمة فإنها محددة ، ولذلك تلقى ان القرآن يتخذ موسيقاه من الكلمات أولاً ، ثم هو ينطلق في موسيقى علوية ، كأنما هي موسيقى الوجود كله .. عند الكمال ، للمكتمل ، القرآن بيخرج عن كونو عبارات محددة ، ومضبوطة ، وبالصورة دي يبقى وحي علوي ، يعلمك كل شئ ، بدون أن يعلمك شئ بعينه ، خصوصا المتشابه من القرآن ، فإذا كان أنا شخصياً سئلت عن النهج اللي حقو يتجه ليه المسلمون كلهم ، في الأمر دا ، أنا اعتقد أنهم كلهم يجب أن يتجهو للعبادة ، بالانحصار فيها ، ثم في تفتق الذهن ، في اثناء العبادة ، في معاني الكلمات من القرآن ، وفي الشعر الجيد ، من الشعر العرفاني ، وباستمرار يكون في توسع ، وكلما أنت اتقنت التوحيد ، كلما قلت دائرة المحرمات عليك ، إلى أن تكون أنت الإنسان العندو الملكة التي تتلقى العلم بالله عن كل شئ ، مافي في الوجود شئ ما بيدعو إلى الله ، إبليس زي جبريل ، داعي إلى الله ، .. الله ، في الحقيقة ، ما عندو عدو .. لكن ، في مرحلة الشريعة ، الوجود مقسوم إلى داعي لغير الله ، وإلى داعي لي الله .. مما يدعو ، في المرحلة لغير الله ، كل أدوات اللهو ، ومنها الفنون ، إذا كان انت استويت على الغاية ، بتسمع وترى الوجود كله جنود لي الله ، ودعاه إلى الله ، ورسل من الله إليك ، تسوقك إلى الله .. فإذا كنت انت فنان موهوب ولكن ما وجدت الفرصة لتنحصر في العبادة ، لتعرف ، لتخرج من الثنائية دي بتجويد مستوى من التوحيد ، من المؤكد أن الفنون قد تسيرك درجة ولكنها راح تقطعك ، ما بتوديك لقدام .. إذا كان في شئ ، من العلوم المدنية ، بسير الناس إلى سماحة الخلق ، إلى مستوى من التنغيم الداخلي ، إلى نوع من العلاقة الحسنة مع الحياة ، نوع من السعة ، فإن ذلك الشئ لهو الفنون ، مافي ذلك شك ، ولكن وسيلة الفنون قاصرة إلا إذا تم لها التتويج بوسيلة الدين .. فكأنو ، إذن ، الإسلام في أوله ، وفي آخره ، أعني في دعوته الأولانية ، وفي دعوته الثانية بيحرم هذا المستوى من الفنون ، لكن داك على التعميم ، أعني شريعة عمومية ، ودا لكل فرد شريعته ، أعني شريعة خصوصية ، الحاجة السليمة هي انك انت تتوجه ، وتنحصر ..
كل الفنون حلال اليوم:
أنا شخصياً ما راح أكون من البوصوا أن يجئ تشريع يقول الفنون حرام .. لكن يجب أن يجئ تفهيم للناس يقول لكل واحد: إذا كنت أنت ما استويت ، في التوحيد ، على درجة معينة من الاستواء ، فإن الفنون بتصرفك ، وبتوزع جمعيتك ، وبتقطعك .. الفنون هي خير أساليب التسيير إلى الله، ولكن بعد ما أنت توجد نوع من التنغيم الداخلي، بتجويد التوحيد، بالانحصار في العبادة، بالخروج من الدوامة بتاعة المجتمع، وبتاعة التغيرات المختلفة، في الفنون المختلفة.. لغاية ما أنت توجد نوع من القالب البتصب فيهو نفسك، وتصوغ أخلاقياتك، وتجد فلسفتك.. فإن أنت وجدت فلسفتك في الحياة، فإنك خليق ان تنفتح على كل الفنون.. وكلها بتسيرك لى الله، وسيكون عندك حظ موفور من إدراكها.. وقد يكون عندك حظ من تجويدها، إذا كنت فنان، بكل وسائل التعبير فيها، بأكثر مما يكون عندك قبل أن توجد هذا النوع من التربية الداخلية.. من أجل دا، أنا افتكر، العبارات الكثيرة الواردة في الدعوة إلى تنزيه القرآن، وإنه ما هو شعر.. القرآن يشبه الشعر، وماهو بالشعر (وما علمناه الشعر، وما ينبغي له!!) وأنت إذا جيت لدقائق القرآن، فإنه الشعر!! وأكثر من الشعر.. ولكن ملابسات الشعر في عدم الالتزام، وعدم الصدق، هي ما نفاهو الله عن القرآن.
الأخلاق والفنان:
أنا أفتكر برضو الفنان ، كائناً من كان ، سواء كان نحات ، أو موسيقار ، أو مصوراتي ، أو راقص ، أو ممثل ، بتلقاهو ماهو ملتزم ، ما عندو خلقية معينة ، اللهم إلا خلقية بيعتقد أن الفن بيستلزمها ، الخلقية الأنا بقصدها إنما هي الصدق في مستوى الفعل ، القبيل أنا قلته – الصدق الذي يتحد فيه الفكر ، والقول والفعل ، أنا ما بعتقد ان الفنان ما عندو قيمة خلقية في نفسه يلتزمها ، لكن ، مامن شك: أنو موش في مستوى الانضباط اللي نحن بنقصده .. لعل الفنان ، الموزع بالصورة دي ، بتلقاه يظهر بمظهر البهدلة كدا .. يرسل لحيته بصورة بدون تهذيب ، ولا تنظيم ، أو يلبس ملابس مهزأة ، أو يكون ماسائل في النظام ، أو في رأي المجتمع ، قد يكون أنا أفتكر ، أنه هو بيبحث عن قيمة ، أنا بحب أن اهديه للقيمة دي ، هي في العبادة والقرآن .. سيجدها حاضرة حين يتجه للالتزام بأدب القرآن – ادب شريعته وأدب حقيقته.
هنا اقف ، وأترك لكم الفرصة للنقاش .. أكثر من كدا كثير عندنا مما يمكن أن يقال ، ولكن ، ما من شك ، أنكم بتعينوا كثير بمشاركتكم في النقاش لإجلاء القضية دي .. شكراً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: عمران بابكر بدري)
|
العزيز عمران...
أولا شكري على الكلمات الرقيقة... وصدقت التأمل والتفكر قد رفعه الله مكانا عاليا وجعله روح العمل...
Quote: إن التدبر والتأمل في مخلوقات الله من العبادات العظيمة التي يؤجر عليها المسلم ويزداد بها أيمانا , وتعرفه بربه وتجعل في قلبه تعظيما ومهابة له , فكلما نظر وتبصر في عظمة خلق السموات والأرض ونظر إلى سعة و قوة هذه المخلوقات عرف أن وراء هذه المخلوقات خالق عظيم , فإذا نظر إلى الجبال والسهول والأودية وإلى الأنهار وهي تجري بالماء أزداد إيمانه وهلل وسبح وكبر بقدرة الله العظيمة , يقول الله تعالى (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا (27), رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) النازعات , فهنا يشير ربنا سبحانه وتعالى إلى أن يتدبر الإنسان إلى ما أوجد الله له من نعم |
وكثيرة جدا آيات التفكر في القرآن...
“ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا…….إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”الروم ”وهو الذي مدَّ الأرض وجعل فيها رواسي وانهارا ومن كلِّ الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النّهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”الرعد3 ” الله الذي سخَّر لكم البحر لتجري الفلك فيه بامره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون , وسخَّر لكم ما في السّماوات وما في الأرض جميعا منه إنَّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون ” 12 ,13 الجاثية
وشرح ذلك النبي الكريم بقوله (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة)... وجعل الفكر شرط صحة لأي عبادة، حيث أن أي عمل بدون استحضار الفكر --وهو النية-- لا عبرة به ولا قيمة له... فالفكر هو روح الأمر وخلاصة العمل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
أدعو الجميع لتأمل هذا النص:
بسم الله الرحمن الرحيم (حم * والكتاب المبين * انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وانه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) صدق الله العظيم
مقدمة:
أخرج الدكتور مصطفى محمود كتابا أسماه: (القرآن، محاولة لفهم عصري) طبعته (دار الشروق) ببيروت في شهر مايو من عام 1970 ..
لا ريب عندي أن هذا الكتاب سيؤرخ تحولا في الفكر الإسلامي في الشرق العربي، لا لأنه كتاب جيد، ولكن لأنه كتاب جرئ .. وليست الجرأة على الخوض في أمر من أمور الدين بمحمودة على كل حال، ولكنها، إنما حمدت في هذا المقام، لأنها تمثل ثورة على الجمود الفكري، والعقم العاطفي الذي ضربه، حول الدين، من يطيب لهم أن يسموا أنفسهم رجال الدين .. فلقد جمد هؤلاء الدين، وحجروه، في عصر اتسم بالسيولة، واحتشد بالحركة، والحيوية، والتجديد .. فلم يبق سبيل إلى الإنعتاق من أسر جمودهم غير الثورة .. ولا تملك الثورة أن تعتدل، وإنما هو الشطط .. وكذلك كان كتاب الدكتور مصطفى محمود، شططاً في طرف التفريط وشططاً في طرف الافراط .. وقولا، في أدق أمور الدين، بغير علم، وإنما هي الخواطر الفطيرة، الفجة، تسجل تسجيلا، وترسل إرسالا .. ولقد نشرت محتويات هذا الكتاب في مقالات منجمة، على مدى ثلاثة عشر أسبوعا، بمجلة (صباح الخير) الأسبوعية، مبتدئة بعدد الخميس، أول يناير، من هذا العام – عام 1970– وكان العنوان الذي جرى تحته النشر: (محاولة لتفسير عصري للقرآن) وفي أثناء ذلك النشر توجهت إليّ مجلة (الأضواء) السودانية بستة أسئلة، كان أولها: (هل يملك الدكتور مصطفى محمود مؤهلات المفسر العصري للقرآن؟؟) ولقد نشرت الإجابة بعدد السبت الموافق 4/4/1970، وكان نصها: (مؤهلات المفسر العصري للقرآن تقوم على أمرين: أن يكون المفسر ملماً إلماماً صالحاً بحاجة العصر، وأن يكون عالماً علماً وافيا، ودقيقاً، بحقيقة القرآن ..
فأما حاجة هذا العصر فإلى الهداية .. فإن البشرية لم تكن يوماً في التيه كما هي اليوم .. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر (الهيبيز) .. جماعات من الشباب، من الجنسين، يزيد عددهم كل يوم، ويستطير شرهم كل يوم، حتى لقد عم جميع الأقطار .. يقوم مجتمعهم على الرفض، فهم قد وجدوا مجتمع الحضارة الغربية، الآلية، مجتمع إنتاج واستهلاك، فقد الإنسان المعاصر فيه روحه، وقيمته، وحريته، واستحال إلى آلة تنتج وتستهلك، فرفضوه، ورفضوا معه كل عرف، ودين .. وفزعوا إلى صور من مجتمعات الغابة، فهم يلبسون المرقعات، ويسيرون حفاة، ويرسلون شعورهم، ويبيتون على الأرصفة، والطرقات، ويستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل .. هم يبحثون عن حريتهم، وعن إنسانيتهم، وعن فرديتهم، فلا يكادون يجدون غير الضياع، وغير القلق، وغير الإضطراب .. فهل عند مصطفى محمود إدراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لإيجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟
ثم حقيقة القرآن .. ما هي؟؟ هي العلم المطلق .. وعندما تأذن الله أن يسرع الإنسان في معرفة المطلق نزله من الإطلاق إلى القيد، فكانت، في قمة القيد، الإشارة، وفي قاعدة القيد العبارة .. فأما العبارة فهي (الكلمة العربية) .. وأما الإشارة فهي (حرف الهجاء العربي) وأما حقيقة القرآن فهي فوق الإشارة، وفوق العبارة .. ولقد قال تعالى في ذلك: (حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون * وإنه، في أم الكتاب، لدينا، لعلي حكيم) فاما قوله: (حم) فإشارة .. وأما قوله: (والكتاب المبين) فعبارة .. وكذلك قوله: (إنا جعلناه قرآنا، عربيا، لعلكم تعقلون ..) فإنه عبارة تفيد العلة وراء تقييد المطلق .. وأما قوله: (وأنه، في أم الكتاب لدينا، لعليّ حكيم ..) فإنما هو عبارة، تفيد، بقدر طاقة العبارة، عن حقيقة القرآن .. وحقيقة القرآن لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، عبادة وسلوكا، وهو ما سمي، في أخريات الأيام، (بالتصوف) ..
فهل عند مصطفى محمود قدم في التصوف؟؟ لا!! ولا كرامة!!
إن ما أسماه الدكتور مصطفى محمود تفسيراً عصرياً للقرآن ليس بتفسير، على الإطلاق، وإنما هو خواطر .. ولو قد كان للدكتور الفاضل قدم في التصوف لمنعه الورع أن يخوض فيما خاض فيه من أمر الدين بهذه الخواطر الفطيرة .. ومهما يكن من الأمر، فإن البشرية اليوم لا تحتاج إلي تفسير القرآن، وإنما تحتاج إلي (تأويله) .. وليس ههنا مجال الخوض في هذا الأمر، وإنما موعدنا مع القراء الكرام كتاب، هو الآن تحت الإعداد، في الرد على محاولة الدكتور مصطفى محمود لما أسماه بتفسير عصري للقرآن ..) هذا ما جاء في الرد على سؤال مجلة (الأضواء) ..
كلا!! فليس للدكتور مصطفى محمود قدم في التصوف .. بل هو لم يتفق له أن مارسه .. بل هو لا يقدره حق قدره .. بل هو لا يحفظ له بعض ما ينبغي له من الحرمة .. أسمعه وهو يتحدث عن النبي في صفحة 21 فيقول: (ولو كان محمد مؤلفاً لألف في هاتين السنتين كتاباً كاملاً. ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين سمع كما تسمع أنتتلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء فذهل كما تذهل وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء ..) .. فلعمري، لقد كان محمد مستمعاً أميناً، ولم يكن أكثر من ذلك، إذا أردنا من قولنا هذا أن القرآن من عند الله، وليس من عند محمد .. فلم يكن لمحمد فيه غير الإستماع، والإتباع: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه، وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) ولكنه، مع ذلك، لم يكن قد (سمع كما تسمع أنت) لأنه كان قد أعد إعداداً فريداً، أنفق فيه خمس عشرة سنة بغار حراء، يصوم النهار، ويقوم الليل .. يتحنث، ويتخضع ويتزلف .. حتى إذا استعد المكان منه لتلقي القرآن كان من أول ما نزل عليه زيادة في الإعداد برسم طريق الصيام، والقيام، فقال تعالى في ذلك: (يأيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه، أو انقص منه قليلا * أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا * إن ناشئة الليل هي أشد وطأ، وأقوم قيلا ..) .. يقول تبارك وتعالى لنبيه الكريم: (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا) .. فلكأنه يطلب منه الاستعداد لسماعه، ولمتابعته، حين يلقي عليه .. والاستعداد لحفظه، ولفهم ما يفهم منه .. والاستعداد للعمل بما يجب عليه العمل به منه .. والاستعداد لتبيين ما يجب عليه تبيينه منه لأمته، في التشريع، وفي التفسير .. وإنما يكون ذلك الاستعداد بصيام النهار، وبقيام الليل (إلا قليلا، نصفه أو أنقص منه قليلا، أو زد عليه ..) ويحضه على القيام بعد النوم، ويرغبه فيه، وذلك بذكر فضائله: (إن ناشئة الليل هي أشد وطئا، وأقوم قيلا) .. (إن ناشئة الليل)، القيام بعد النوم، في الثلث الأخير من الليل .. (هي أشد وطئا) .. مواطأة القلب للسان في الإنصات للقرآن في ساعة يصفو فيها الوقت، باستعداد القلب للتلقي، وبسكون الحركة التي تشغل الأذن، وبتقييد الظلام للنظر الذي يوزع الخاطر .. (وأقوم قيلا) يعني أوضح قولا .. ولقد كانت حياة محمد سمتاً عالياً من الاستعداد الدائب لتلقي المزيد من معاني القرآن: (وقل رب زدني علما) فكان صواماً، قواماً، ساعياً في توصيل الخير للناس وصادقاً في حب الخير للناس .. وكان كلما نزل عليه القرآن استعد به لتلقي المزيد منه: (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك، وجاءك في هذه الحق، وموعظة، وذكرى للمؤمنين) .. وفي موضع آخر: (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة، كذلك، لنثبت به فؤادك، ورتلناه ترتيلا) .. ولقد جعلت هذه الحياة الثرة، الخصبة، العريضة، تجسيداً لمعاني القرآن، في الدم واللحم، فأصبحت مفتاحاً لمغاليق معانيه، وهادياً في متاهات غيوبه .. وهذا هو السر في وضع محمد بيننا وبين الله في الكلمة التي هي باب الدخول في حضرة الملة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) .. وجاء العباد، من لدن أصحاب محمد، وإلى أشياخ الصوفية، يترسمون هذه الحياة .. يقلدونها في السيرة، وفي العبادة، ما أسعفهم الوسع، وما أمكنتهم الطاقة .. وهم يتلقون، من واردات الفهم عن الله من القرآن، ما قد جعلت العناية الإلهية بهم إتقانهم لتقليد حياة محمد مقدمة له، ووسيلة إليه .. فإذا جاء الدكتور مصطفى محمود، في آخر الوقت، ليقلل من كل هذه المجاهدات، فيختصرها، فيقول عن محمد: (ولكنه لم يكن أكثر من مستمع أمين، سمع كما تسمع أنت تلك الكلمات ذات الموسيقى العلوية في لحظة صفاء وجلاء، فذهل كما تذهل، وصعقت حواسه أمام هذا التركيب الفريد المضيء) فإنما يدل ذلك على أن هناك خطأ جسيما، وأساسيا، يتورط فيه الدكتور مصطفى محمود فيما يخص أمر النبي وسيكون لهذا الخطأ الجسيم سود العواقب على كل ما يكتب الدكتور عن القرآن، سواء أكتب من بعيد، أو كتب من قريب .. وأس هذا الخطأ الأساسي الذي يتورط فيه الدكتور إنما هو ظنه أن أسرار القرآن تنالها العقول، ويسبرها الفكر .. والذي عليه من أوتوا بصرا بهذا الأمر هو أن أسرار القرآن من وراء العقول ، وأنه لا يشم شميمها إلا من استطاع أن يرفع عن قلبه حجاب الفكر، وذلك بإتقان العبادة في تقليد محمد، في أسلوب عبادته، وفيما يتيسر من أسلوب عادته .. ذلك بأن العبادة وسيلة إلى الفكر، وأن الفكر وسيلة إلى رفع حجاب الفكر، حيث ينتهي الإدراك الشفعي، الذي أداته العقل، ويبدأ الإدراك الوتري، الذي أداته القلب .. ودقائق أسرار القرآن وترية .. وإنما الشفعية، والتعددية، في ظواهره، وحواشيه ..
إن غفلة الدكتور عن هذه الحقيقة هي التي ورطته في الهلكة التي تورط فيها تورطاً موبقاً، وذلك بإصدار كتاب يتحدث عن أدق أصول الدين بغير علم .. وهذه الغفلة ليست جديدة على الدكتور مصطفى محمود .. ولقد اتفق لي شرف التنبيه إليها منذ زمن بعيد، وذلك في مقال لي نشر في صحيفة (أنباء السودان)، العدد نمرة 188، بتاريخ السبت، 7 فبراير، عام 1959، على أثر سؤال وردني من أحد الأخوان .. وأحب، في هذا الموضع من المقدمة، أن أورد للقراء الكرام كل ما جرى يومئذ، لأنه شديد الدلالة على طبيعة ظن الدكتور مصطفى بأمر الدين، وأمر القرآن، من ثم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الاخ الفاضل مصطفي سلام من الله عليك ورحمة منه وبركات
(-) العذر هذه الايام مشغول قليلا في العمل وما اجده من زمن لكتابة مقتطفات في بوستات متفرقه اما بوست كهذا لابد ان نوفر له زمن كبير لإيصال المعلومة سالمة كاملة مكمله الاركان والجوانب ؛ ما كتبه وما سمعته من محمود محمد طه حول الموسيقي هو ما كتب قبل الاسلام من الكتابيين وموجود في كتب اليهود واخص العهد القديم (التوراة) رغم انها محرفه تحريف كبير وما حدث لها بعد السبي البابلي بواسطة الملك بنوخصر ؛ ولكن حزف وحرف ما هو عقيده وترك التاريخ وليس كل بل بعض منه مع تحريف الاسماء وتغيير بعض الاسماء باسماء اخرى ؛ ساوضح لك نموذج لهذا التحريف والتغيير واشير اليك ان وردت اشارة حوله او تطرقنا له ؛ ما يعني ان محمود محمد طه نقل بصورة اخرى نفس فهم الموسيقي عند الكتابيين وسأتيك بمقططفات من كتبهم ومراجعهم يوجد كتاب وشرح لهذه الاسماء والشخصيات تحت مسمى (شخصيات الكتاب المقدس) في هذه الشخصيات توجد شخصية تسمى (يوبال) وهو حفيد (قايين) او (قابييل) ابن ادم قاتل اخاه ؛ هذه الشخصية من هذا الكتاب (شخصيات الكتاب المقدس) لها صفات وردت نص توراتي في العهد القديم في الاصحاح الرابع فقرة (21) تقول : واسم أخيه يوبال الذي كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار .
(-) في شرح هذه الشخصية من قبل الكتابيين لهذا النص والاية من الاصحاح الاتي : (فكانت الموسيقى بمثابة التعويض الخارجي عن الألم الداخلي الدفين؟!!.. أم هي الأذن الموسيقية التي كان ولا شك يملكها، وبينما هو سائر في الطريق منكوباً أو مهموماً استرعى سمعه صوت بلبل يغني على فنن الأشجار،.. فأعطاه البلبل صيحة فرح، وعى لها، وحاول أن يقلدها بصورة ما في موسيقى العود أو المزمار؟!!. أهو خرير جدول أبصره ذات صباح، فأعطاه تعويضاً عن الخرير الداخلي في نفسه، فغنى أو علم أولاده أن يغني، على خرير الجدول، أو هدير البحر، أو صوت العاصفة؟.. كان بيتهوفن واحداً من أولاده العظام، وكان يسير في الطبيعة ويستمع قبل أن يصيبه الصمم، إلى ندائها الحبيب إلى نفسه، والذي نقله ألحاناً رائعة على مدى الدهر؟!!) وهي ربط عوامل الطبيعة واستخراج منها اصوات الموسيقي كالبلابل وخرير المياة وصوت الريح وووألخ للتعبير عما يفرح ويُحزن وهذا ما سمعته عن محمود محمد طه وقراته عنه حول رايه للموسيقي فاضاف اسلوب مع وجود الفكرة مسبقا في الكتاب المقدس .
(-) وفي الكتاب نفسه يواصل الكاتب تحت عنوان جانبي (يوبال الفنان الاول) قائلا : (مهما يكن الدافع الذي علم يوبال الموسيقى، فمما لا شك فيه أنه كان يحمل في أعماقه وبين جنبيه إحساس الفنان العظيم المرهف، والأذن الموسيقية التي طالما رأيناها في الكثيرين من أولاده على مر التاريخ والأجيال، الذين عشقوا الموسيقى والذين فتنوا بها، فهي أكلهم وشربهم، وهي رقصهم وغناؤهم، وهي ذلك الشيء الرهيب الذي عندما استولى عليهم، سيطر بقوة غلابة، وجعلهم ينسون أنفسهم بين الناس، ويسيرون في الطبيعة، فهي تتكلم إليهم في الجدول الرقراق، وفي العصفور المغرد، وفي النسيم الهاديء، وفي الزوبعة العاتية، وفي البرق الخاطف، وفي الشعاع الجميل. والطبيعة على الدوام عندهم تتكلم، في المروج الخضراء أو الجبال السامقة، في القمر المنير أو النجوم التائهة، وهي عندهم تصبح لحناً وعزفاً ونغماً!!.. فإذا كان أورافيس (في أساطير الإغريق) كان يروض الوحوش بالنغم، إلى الدرجة التي يجعلها تسكن وتهدأ وتنام،.. وإذا كان هو وحده الذي يتغلب على صوت الفتيات الساحرات الجميلات اللواتي يقال أنهن كن يصطدن السفن التي تمر على مقربة من جزيرتهن في البحر الأبيض المتوسط، وكن يخدعن الملاحين بالصوت الجميل والنغم الساحر، فينسى هؤلاء الخطر الداهم، ويتركون المجاديف لترسو السفينة على الشاطيء فتذهب ضحية "السيرين" الفتيات الجميلات،.. ولم يكن هناك سوى أراوافيس الذي تفوقت ألحانه على الجمال الخلاب، والأغنية الساحرة،.. وإذا كان بيتهوفن يخرج ذات مساء وقد خلبه القمر وصفاء الليل وجمال الطبيعة، وهو يطلب من الله أنه إذا أتيح له أن يفقد شيئاً، فهو يرجو أن يفقد كل شيء إلا الموسيقى،.. ومع أنه أصيب بالصمم، إلا أنه ترك سيمفونياته العظيمة ترن في مسمع الدنيا بالصورة التي تحرك الناس في كل مكان!!) انتهى فقارن انت بنفسك ما بين الفكرتين فكرة محمود محمد طه للموسيقي وبين ما كتب في شرح وتفسير العهد القديم (التوارة)
(-) يواصل الكاتب الشرح وتحت عنوان جانبي اخر (يوبال المخترع الأول للموسيقى) قائلا : لا أود أن أظلم يوبال بما انتهت إليه الموسيقى في أشر صورها، وأفحش مظاهرها، لكن السؤال مع هذا يأتي: لم حمل يوبال العود أو المزمار في ذلك التاريخ المبكر للجنس البشري؟.. يخيل إليَّ أنه إن آمنا أن الحاجة أم الاختراع، نستطيع أن ندرك السر الذي جعل يوبال عازفاً أو مغنياً!!.. هل قرأت عن عامل المصعد الذي كان ينقل الناس صاعداً يغني، نازلاً يغني، ونظر إليه أحدهم –ولعله كان مهموماً- وقال له: يبدو أنك سعيد جداً، فما رأيتك مرة إلا وأنت تغني، أليس لك من آلام أو هموم في هذه الحياة، ونظر إليه الشاب هنيهة ثم قال: يا سيدي إنني أغني لأنني أريد أن أمنع نفسي من الصراخ.. ويبدو أن يوبال كان من أوائل من اكتشف هذه الحقيقة بالنسبة لنفسه أو بالنسبة للآخرين!!.. كان عليه أن يعزف أو يصرخ تجاه آلامه أو آلام البشر المحيطين به، حيث فتحت الخطية جرح الألم الذي لا يندمل في حياة الإنسان في الأرض!!.. هل حاول أن يداور الخطية أو يداريها،.. هل حاول أن يوقف نزيفها الدائم في الحياة، فرفع صوته بالأغاني، لعله يستطيع أن يوقف بالعود والمزمار بعض نشيجه أو نحيبه الباكي؟!! هل حاول في عصره أن يعيد تيار النهر العارم –نهر الآلام- أو يقيم له سدوداً أو يمنع فيضانه على الجانبين، فصنع العود والمزمار وضرب بهما في أذنه، أو آذان الآخرين، لعله يتمكن، ولو على الأقل لتخفيف حدة الألم عند مولود المرأة القليل الأيام والشبعان تعباً؟!!. إن محاولات الإنسان المختلفة من هذا القبيل متعددة وبغير حدود، لقد عرف الخمر والمسكر، يغالب بهما التعاسات والآلام، أو كما يقول الحكيم: "أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمري النفس يشرب وينسى فقره ولا يذكره تعبه بعد".. لقد عرف الشهوات والإدمان هروباً و اعياً أو غير واعٍ مما يعاني من قسوة وعذاب في الحياة،.. لقد ذهب إلى المسارح ودور السينما وأماكن اللهو والمتع والملذات، لعله يغيب في عالم الخيال فترة من واقعه المضني القاسي المترع بالآلام والأحزان والشجون!!.. مسكين أنت أيها الإنسان، تعلمت من مولدك البكاء،.. والبكاء إن كنت تدري أو لا تدري ليس إلا محاولة لنزح الفيضان من بئر أحزانك، .. أو إخراج بعض البخار من مرجل تعاستك وآلامك!!.. مسكين أنت أيها الإنسان الذي تضرب بقدميك كالجواد التعب تائهاً وهارباً في الأرض، لا تلوي على شيء، وأنت تعلم لماذا تركض دون توقف والحقيقة أنك هارب من نفسك، ما دمت خاطئاً، لا تستقر على حال!!.. أنت تظن أن هناك شيئاً يطاردك من الخارج، والحقيقة أنك طريد النفس الخاطئة التي صاحت منذ أول التاريخ في قايين عندما قال للرب: "ذنبي أعظم من أن يحتمل إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي وأكون تائهاً وهارباً في الأرض. ويكون كل من وجدني يقتلني".. رأى يوبال هذا، رآه في جده قايين ورآه في أعداد من الناس لا تنتهي حوله، رآه في الأغنياء الذين حاولوا عبثاً –عن طريق الثروة والغنى- أن يوفروا لنفسهم الحياة الناعمة، وقالوا مع سليمان: "قلت أنا في قلبي هلم أمتحنك بالفرح فتري خيراً وإذاً هذا أيضاً باطل للضحك قلت مجنون وللفرح ماذا يفعل افتكرت في قلبي أن أعلل جسدي بالخمر وقلبي يبتهج بالحكم وأن آخذ بالحماقة حتى أرى ما هو الخير لبني البشر حتى يفعلوه تحت السموات مدة أيام حياتهم، فنظمت عملي، بنيت لنفسي بيوتاً غرست لنفسي كروماً عملت لنفسي جنات وفراديس وغرست فيها أشجاراً من كل نوع ثمر عملت لنفسي برك مياه لتسقي بها المغارس المنبتة الشجر فتنبت عبيداً وجواري وكان لي ولدان في البيت وكان لي أيضاً قنية بقر وغنم أكثر من جميع الذين كانوا في أورشليم قبلي، جمعت لنفسي أيضاً فضة وذهباً وخصوصيات الملوك والبلدان واتخذت لنفسي مغنيين ومغنيات وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات. ومهما اشتهت عيناي لم أمسكه عنهما لم أمنع قلبي من كل فرح لأن قلبي فرح بكل تعبي، وهذا كان نصيبي من كل تعبي ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح".. ورآه يوبال في الفقراء الذين طحنهم الفقر، واختلط عرقهم بتراب الأرض التي يعملون فيها وتنبت لهم الشوك والحسك،.. رآه في ألوان الحياة المختلفة بين الناس، عندما بكى الطفل أمامه، وبكى الرجل، بكى الشاب وبكت العذراء، بكى الوادع الآمن وبكى الطاغية الجبار، بكى رجل السلام، وبكى المقاتل في الحرب!!.. هذا الينبوع البغيض الكريه الذي لا ينتهي في حياة الناس، ظن يوبال أنه يستطيع أن يواجهه –أو على الأقل- يخفف من حدته باختراع العود والمزمار.. وكان لذلك منذ فجر التاريخ أباً لكل ضارب بالعود والمزمار والآلات المتعددة المختلفة للموسيقى على الأرض!!
(-) اذا الفكرة هي فكرة العهد القديم وشخصيات العهد القديم المذكورة (في التوراة) وفسر الكاتبيين الموسيقي واكتشافها وربطها مع عوامل الطبيعة والطبيعة وادخلوها على العبادة والترانيم ؛ فمحمود محمد طه اخذ المضمون وباسلوبه استطاع ان يترجم بصورة اخرى فكرة الموسيقي عند الكاتبيين والنصارى واليهود ؛ والموسيقي اختراع انسان (يوبال) وسردت لك شرح الشخصية وكيف ادمجت الموسيقي حتى وصلت للدين ؛ هذه الشخصية هي حفيدة (قابييل) او (قايين كما في التوراة) وهذا القابيل هو وابناءه الان تجري دراسات كبيره اسلامية من شتى الصادر على انه المسيح الدجال وهو من المنظرين ليوم القيامه لان ورد في الكتاب المقدس الاتي عنه في الاصحاح الرابع (10 - فقال: ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض .11- فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك . 12- متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائها وهاربا تكون في الأرض . 13 - فقال قايين للرب: ذنبي أعظم من أن يحتمل . 14 - إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني .15 - فقال له الرب: لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده .16 - فخرج قايين من لدن الرب، وسكن في أرض نود شرقي عدن) والدلائل على ان قايين او قابيل هو المسيح الدجال 1/ انه ملعون من الارض كما ورد في التوارة والمسيح الدجال ملعون من رحمة الله ومنتظر كما ابليس عليهما اللعنة . 2/ تائها هاربا كما المسيح الدجال 3/ قال من وجهة الارض اختفي فهو مختفي عن وجهة الارض كما المسيح الدجال مختفي عن وجهة الارض او الظهور العلني الا عند قيام الساعة 4/ جعل الرب لقايين علامة كذلك للمسيح الدجال علامة اعور العين ومكتوب بين حاجبيه كافر لا يراها الا المؤمن . انا بعد كل هذا الشرح والتحريف الذي حدث للتوارة لا استبعد ان قايين او المسيح الدجال هو مخترع الموسيقي وهو شخصية يوبال المذكورة في التوراة لان الله تعالى في كتابه الكريم اعطانا الاشارة واضحة بقول الله تعالى في سورة طه () قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) - فالسامري هو المسيح الدجال اجمع العلماء وانه التقى موسي عليه السلام وعمل العجل واضل قوم موسي عليه السلام بني اسرائيل ؛ وسامري من سامر للاسم المشتق وسامر من السمر وهو اللهو واللعب المذكورين في تحريم الغناء والموسيقي
ارجوا ان اكون فصلت الموضوع بدقه وربط بين تحريم الموسيقي وتاريخها وكيف سار محمود خلف الكتابيين في تفسيره وتعريفه للموسيقي والله اعلم (ان اخطانا او جهلنا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
الاخ الفاضل مصطفي سلام من الله عليك ورحمة منه وبركات
(-) العذر هذه الايام مشغول قليلا في العمل وما اجده من زمن لكتابة مقتطفات في بوستات متفرقه اما بوست كهذا لابد ان نوفر له زمن كبير لإيصال المعلومة سالمة كاملة مكمله الاركان والجوانب ؛ ما كتبه وما سمعته من محمود محمد طه حول الموسيقي هو ما كتب قبل الاسلام من الكتابيين وموجود في كتب اليهود واخص العهد القديم (التوراة) رغم انها محرفه تحريف كبير وما حدث لها بعد السبي البابلي بواسطة الملك بنوخصر ؛ ولكن حزف وحرف ما هو عقيده وترك التاريخ وليس كل بل بعض منه مع تحريف الاسماء وتغيير بعض الاسماء باسماء اخرى ؛ ساوضح لك نموذج لهذا التحريف والتغيير واشير اليك ان وردت اشارة حوله او تطرقنا له ؛ ما يعني ان محمود محمد طه نقل بصورة اخرى نفس فهم الموسيقي عند الكتابيين وسأتيك بمقططفات من كتبهم ومراجعهم يوجد كتاب وشرح لهذه الاسماء والشخصيات تحت مسمى (شخصيات الكتاب المقدس) في هذه الشخصيات توجد شخصية تسمى (يوبال) وهو حفيد (قايين) او (قابييل) ابن ادم قاتل اخاه ؛ هذه الشخصية من هذا الكتاب (شخصيات الكتاب المقدس) لها صفات وردت نص توراتي في العهد القديم في الاصحاح الرابع فقرة (21) تقول : واسم أخيه يوبال الذي كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار .
(-) في شرح هذه الشخصية من قبل الكتابيين لهذا النص والاية من الاصحاح الاتي : (فكانت الموسيقى بمثابة التعويض الخارجي عن الألم الداخلي الدفين؟!!.. أم هي الأذن الموسيقية التي كان ولا شك يملكها، وبينما هو سائر في الطريق منكوباً أو مهموماً استرعى سمعه صوت بلبل يغني على فنن الأشجار،.. فأعطاه البلبل صيحة فرح، وعى لها، وحاول أن يقلدها بصورة ما في موسيقى العود أو المزمار؟!!. أهو خرير جدول أبصره ذات صباح، فأعطاه تعويضاً عن الخرير الداخلي في نفسه، فغنى أو علم أولاده أن يغني، على خرير الجدول، أو هدير البحر، أو صوت العاصفة؟.. كان بيتهوفن واحداً من أولاده العظام، وكان يسير في الطبيعة ويستمع قبل أن يصيبه الصمم، إلى ندائها الحبيب إلى نفسه، والذي نقله ألحاناً رائعة على مدى الدهر؟!!) وهي ربط عوامل الطبيعة واستخراج منها اصوات الموسيقي كالبلابل وخرير المياة وصوت الريح وووألخ للتعبير عما يفرح ويُحزن وهذا ما سمعته عن محمود محمد طه وقراته عنه حول رايه للموسيقي فاضاف اسلوب مع وجود الفكرة مسبقا في الكتاب المقدس .
(-) وفي الكتاب نفسه يواصل الكاتب تحت عنوان جانبي (يوبال الفنان الاول) قائلا : (مهما يكن الدافع الذي علم يوبال الموسيقى، فمما لا شك فيه أنه كان يحمل في أعماقه وبين جنبيه إحساس الفنان العظيم المرهف، والأذن الموسيقية التي طالما رأيناها في الكثيرين من أولاده على مر التاريخ والأجيال، الذين عشقوا الموسيقى والذين فتنوا بها، فهي أكلهم وشربهم، وهي رقصهم وغناؤهم، وهي ذلك الشيء الرهيب الذي عندما استولى عليهم، سيطر بقوة غلابة، وجعلهم ينسون أنفسهم بين الناس، ويسيرون في الطبيعة، فهي تتكلم إليهم في الجدول الرقراق، وفي العصفور المغرد، وفي النسيم الهاديء، وفي الزوبعة العاتية، وفي البرق الخاطف، وفي الشعاع الجميل. والطبيعة على الدوام عندهم تتكلم، في المروج الخضراء أو الجبال السامقة، في القمر المنير أو النجوم التائهة، وهي عندهم تصبح لحناً وعزفاً ونغماً!!.. فإذا كان أورافيس (في أساطير الإغريق) كان يروض الوحوش بالنغم، إلى الدرجة التي يجعلها تسكن وتهدأ وتنام،.. وإذا كان هو وحده الذي يتغلب على صوت الفتيات الساحرات الجميلات اللواتي يقال أنهن كن يصطدن السفن التي تمر على مقربة من جزيرتهن في البحر الأبيض المتوسط، وكن يخدعن الملاحين بالصوت الجميل والنغم الساحر، فينسى هؤلاء الخطر الداهم، ويتركون المجاديف لترسو السفينة على الشاطيء فتذهب ضحية "السيرين" الفتيات الجميلات،.. ولم يكن هناك سوى أراوافيس الذي تفوقت ألحانه على الجمال الخلاب، والأغنية الساحرة،.. وإذا كان بيتهوفن يخرج ذات مساء وقد خلبه القمر وصفاء الليل وجمال الطبيعة، وهو يطلب من الله أنه إذا أتيح له أن يفقد شيئاً، فهو يرجو أن يفقد كل شيء إلا الموسيقى،.. ومع أنه أصيب بالصمم، إلا أنه ترك سيمفونياته العظيمة ترن في مسمع الدنيا بالصورة التي تحرك الناس في كل مكان!!) انتهى فقارن انت بنفسك ما بين الفكرتين فكرة محمود محمد طه للموسيقي وبين ما كتب في شرح وتفسير العهد القديم (التوارة)
(-) يواصل الكاتب الشرح وتحت عنوان جانبي اخر (يوبال المخترع الأول للموسيقى) قائلا : لا أود أن أظلم يوبال بما انتهت إليه الموسيقى في أشر صورها، وأفحش مظاهرها، لكن السؤال مع هذا يأتي: لم حمل يوبال العود أو المزمار في ذلك التاريخ المبكر للجنس البشري؟.. يخيل إليَّ أنه إن آمنا أن الحاجة أم الاختراع، نستطيع أن ندرك السر الذي جعل يوبال عازفاً أو مغنياً!!.. هل قرأت عن عامل المصعد الذي كان ينقل الناس صاعداً يغني، نازلاً يغني، ونظر إليه أحدهم –ولعله كان مهموماً- وقال له: يبدو أنك سعيد جداً، فما رأيتك مرة إلا وأنت تغني، أليس لك من آلام أو هموم في هذه الحياة، ونظر إليه الشاب هنيهة ثم قال: يا سيدي إنني أغني لأنني أريد أن أمنع نفسي من الصراخ.. ويبدو أن يوبال كان من أوائل من اكتشف هذه الحقيقة بالنسبة لنفسه أو بالنسبة للآخرين!!.. كان عليه أن يعزف أو يصرخ تجاه آلامه أو آلام البشر المحيطين به، حيث فتحت الخطية جرح الألم الذي لا يندمل في حياة الإنسان في الأرض!!.. هل حاول أن يداور الخطية أو يداريها،.. هل حاول أن يوقف نزيفها الدائم في الحياة، فرفع صوته بالأغاني، لعله يستطيع أن يوقف بالعود والمزمار بعض نشيجه أو نحيبه الباكي؟!! هل حاول في عصره أن يعيد تيار النهر العارم –نهر الآلام- أو يقيم له سدوداً أو يمنع فيضانه على الجانبين، فصنع العود والمزمار وضرب بهما في أذنه، أو آذان الآخرين، لعله يتمكن، ولو على الأقل لتخفيف حدة الألم عند مولود المرأة القليل الأيام والشبعان تعباً؟!!. إن محاولات الإنسان المختلفة من هذا القبيل متعددة وبغير حدود، لقد عرف الخمر والمسكر، يغالب بهما التعاسات والآلام، أو كما يقول الحكيم: "أعطوا مسكراً لهالك وخمراً لمري النفس يشرب وينسى فقره ولا يذكره تعبه بعد".. لقد عرف الشهوات والإدمان هروباً و اعياً أو غير واعٍ مما يعاني من قسوة وعذاب في الحياة،.. لقد ذهب إلى المسارح ودور السينما وأماكن اللهو والمتع والملذات، لعله يغيب في عالم الخيال فترة من واقعه المضني القاسي المترع بالآلام والأحزان والشجون!!.. مسكين أنت أيها الإنسان، تعلمت من مولدك البكاء،.. والبكاء إن كنت تدري أو لا تدري ليس إلا محاولة لنزح الفيضان من بئر أحزانك، .. أو إخراج بعض البخار من مرجل تعاستك وآلامك!!.. مسكين أنت أيها الإنسان الذي تضرب بقدميك كالجواد التعب تائهاً وهارباً في الأرض، لا تلوي على شيء، وأنت تعلم لماذا تركض دون توقف والحقيقة أنك هارب من نفسك، ما دمت خاطئاً، لا تستقر على حال!!.. أنت تظن أن هناك شيئاً يطاردك من الخارج، والحقيقة أنك طريد النفس الخاطئة التي صاحت منذ أول التاريخ في قايين عندما قال للرب: "ذنبي أعظم من أن يحتمل إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي وأكون تائهاً وهارباً في الأرض. ويكون كل من وجدني يقتلني".. رأى يوبال هذا، رآه في جده قايين ورآه في أعداد من الناس لا تنتهي حوله، رآه في الأغنياء الذين حاولوا عبثاً –عن طريق الثروة والغنى- أن يوفروا لنفسهم الحياة الناعمة، وقالوا مع سليمان: "قلت أنا في قلبي هلم أمتحنك بالفرح فتري خيراً وإذاً هذا أيضاً باطل للضحك قلت مجنون وللفرح ماذا يفعل افتكرت في قلبي أن أعلل جسدي بالخمر وقلبي يبتهج بالحكم وأن آخذ بالحماقة حتى أرى ما هو الخير لبني البشر حتى يفعلوه تحت السموات مدة أيام حياتهم، فنظمت عملي، بنيت لنفسي بيوتاً غرست لنفسي كروماً عملت لنفسي جنات وفراديس وغرست فيها أشجاراً من كل نوع ثمر عملت لنفسي برك مياه لتسقي بها المغارس المنبتة الشجر فتنبت عبيداً وجواري وكان لي ولدان في البيت وكان لي أيضاً قنية بقر وغنم أكثر من جميع الذين كانوا في أورشليم قبلي، جمعت لنفسي أيضاً فضة وذهباً وخصوصيات الملوك والبلدان واتخذت لنفسي مغنيين ومغنيات وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات. ومهما اشتهت عيناي لم أمسكه عنهما لم أمنع قلبي من كل فرح لأن قلبي فرح بكل تعبي، وهذا كان نصيبي من كل تعبي ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح".. ورآه يوبال في الفقراء الذين طحنهم الفقر، واختلط عرقهم بتراب الأرض التي يعملون فيها وتنبت لهم الشوك والحسك،.. رآه في ألوان الحياة المختلفة بين الناس، عندما بكى الطفل أمامه، وبكى الرجل، بكى الشاب وبكت العذراء، بكى الوادع الآمن وبكى الطاغية الجبار، بكى رجل السلام، وبكى المقاتل في الحرب!!.. هذا الينبوع البغيض الكريه الذي لا ينتهي في حياة الناس، ظن يوبال أنه يستطيع أن يواجهه –أو على الأقل- يخفف من حدته باختراع العود والمزمار.. وكان لذلك منذ فجر التاريخ أباً لكل ضارب بالعود والمزمار والآلات المتعددة المختلفة للموسيقى على الأرض!!
(-) اذا الفكرة هي فكرة العهد القديم وشخصيات العهد القديم المذكورة (في التوراة) وفسر الكاتبيين الموسيقي واكتشافها وربطها مع عوامل الطبيعة والطبيعة وادخلوها على العبادة والترانيم ؛ فمحمود محمد طه اخذ المضمون وباسلوبه استطاع ان يترجم بصورة اخرى فكرة الموسيقي عند الكاتبيين والنصارى واليهود ؛ والموسيقي اختراع انسان (يوبال) وسردت لك شرح الشخصية وكيف ادمجت الموسيقي حتى وصلت للدين ؛ هذه الشخصية هي حفيدة (قابييل) او (قايين كما في التوراة) وهذا القابيل هو وابناءه الان تجري دراسات كبيره اسلامية من شتى الصادر على انه المسيح الدجال وهو من المنظرين ليوم القيامه لان ورد في الكتاب المقدس الاتي عنه في الاصحاح الرابع (10 - فقال: ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض .11- فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك . 12- متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائها وهاربا تكون في الأرض . 13 - فقال قايين للرب: ذنبي أعظم من أن يحتمل . 14 - إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني .15 - فقال له الرب: لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه. وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده .16 - فخرج قايين من لدن الرب، وسكن في أرض نود شرقي عدن) والدلائل على ان قايين او قابيل هو المسيح الدجال 1/ انه ملعون من الارض كما ورد في التوارة والمسيح الدجال ملعون من رحمة الله ومنتظر كما ابليس عليهما اللعنة . 2/ تائها هاربا كما المسيح الدجال 3/ قال من وجهة الارض اختفي فهو مختفي عن وجهة الارض كما المسيح الدجال مختفي عن وجهة الارض او الظهور العلني الا عند قيام الساعة 4/ جعل الرب لقايين علامة كذلك للمسيح الدجال علامة اعور العين ومكتوب بين حاجبيه كافر لا يراها الا المؤمن . انا بعد كل هذا الشرح والتحريف الذي حدث للتوارة لا استبعد ان قايين او المسيح الدجال هو مخترع الموسيقي وهو شخصية يوبال المذكورة في التوراة لان الله تعالى في كتابه الكريم اعطانا الاشارة واضحة بقول الله تعالى في سورة طه () قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) - فالسامري هو المسيح الدجال اجمع العلماء وانه التقى موسي عليه السلام وعمل العجل واضل قوم موسي عليه السلام بني اسرائيل ؛ وسامري من سامر للاسم المشتق وسامر من السمر وهو اللهو واللعب المذكورين في تحريم الغناء والموسيقي
ارجوا ان اكون فصلت الموضوع بدقه وربط بين تحريم الموسيقي وتاريخها وكيف سار محمود خلف الكتابيين في تفسيره وتعريفه للموسيقي والله اعلم (ان اخطانا او جهلنا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: البرنس ود عطبرة)
|
الأخ "البرنس ود عطبرة"..
السلام والمعزة لك وللقراء...
لا عبرة بأن تتابع ما جاء في الكتب القديمة الذي يشابه ما جاء عند الأستاذ، فهذا يذكرني بالآية (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) فأنت دون أن تعي تثبت رواية القرآن في صحة وصدق الرسائل الصحيحة فهذه سمات الحق وعلامات صحته...
وبالمناسبة يا أستاذ "البرنس ود عطبرة" عن الفكرة الجمهورية البعض قال أن الأستاذ أخذ كثيرا من "ابن عربي" وأخذ من "الشيخ الجيلاني" وكرر أفكار من "كتب الصوفية"... ثم البعض حينما سمعوا عن التسبيح والديالكتيك قال البعض أنه أخذ كثير من "الماركسية" والبعض حين رأي كثير من نصوص الانجيل قال أنه أخذ من المسيحية... فأنت برواياتك وتنصيصاتك لا تقوم بأكثر من تأكيد هذه الروايات وهي ما ووجه بها كل المصلحين والأولياء والأنبياء وعلى رأسهم سيدهم نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم...
وماذا كان رده هو ، أي النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ إسمع إذن قولة النبي (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. وهكذا كل المصلحين يتممون مكارم الأخلاق.. فالبعث الجديد لا يبدأ من الصفر وإنما يثبت مكارم الأخلاق ويصفيها ويبني عليها..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
Quote: الأخ "البرنس ود عطبرة"..
السلام والمعزة لك وللقراء...
لا عبرة بأن تتابع ما جاء في الكتب القديمة الذي يشابه ما جاء عند الأستاذ، فهذا يذكرني بالآية (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) فأنت دون أن تعي تثبت رواية القرآن في صحة وصدق الرسائل الصحيحة فهذه سمات الحق وعلامات صحته...
وبالمناسبة يا أستاذ "البرنس ود عطبرة" عن الفكرة الجمهورية البعض قال أن الأستاذ أخذ كثيرا من "ابن عربي" وأخذ من "الشيخ الجيلاني" وكرر أفكار من "كتب الصوفية"... ثم البعض حينما سمعوا عن التسبيح والديالكتيك قال البعض أنه أخذ كثير من "الماركسية" والبعض حين رأي كثير من نصوص الانجيل قال أنه أخذ من المسيحية... فأنت برواياتك وتنصيصاتك لا تقوم بأكثر من تأكيد هذه الروايات وهي ما ووجه بها كل المصلحين والأولياء والأنبياء وعلى رأسهم سيدهم نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم...
وماذا كان رده هو ، أي النبي عليه الصلاة والسلام؟؟ إسمع إذن قولة النبي (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).. وهكذا كل المصلحين يتممون مكارم الأخلاق.. فالبعث الجديد لا يبدأ من الصفر وإنما يثبت مكارم الأخلاق ويصفيها ويبني عليها.. |
سلام ورحمة الله اخي الفاضل مصطفي
أولا : هذه من الأشياء التي اتحفظ بها على الجمهوريين فكثيرا من النصارى والشيعة الشيوعيين يثنون على الفكرة ؛ ولو كان فيها خيرا لما اثنى عليها هؤلاء النفر من البشر ؛ قال الله تعالى في سورة البقرة (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) ؛ لذلك كثر الغناء والمغنيين وللأسف في السودان !!! قبل السبعينات كان بالسودان تسع فنانين وفنانة والان الشعب كله يغني الا من رحم ربي وتسع مستمعين ؛ الا يخيفك هذا العدد المخيف من المغنيين وهذا الكم الهائل من الأغاني والموسيقي ؟؟ حتى في رمضان برنامج هذا (العجوز هداه الله) وجوه جديده كل عام وغناء ولعب ولهو في مواعيد صلاة التراويح !!! كرس أعداء هذا الدين من الماسونيين واتباعهم جهدهم ووفروا الأموال للمساهمة في انتشار هذا الغناء والموسيقي ؛ فلو كان فيها خيرا لما انتشرت ولما افردت لها المساحات في الاعلامين العربي والعالمي ولما وفرت لها كل هذه القنوات ؛ نحن في حرب عقديه شرسة ضد حزب ابليس عليه لعنة الله تعالى واعوانه مسخر لهم كل الإمكانيات لنشر كل ما هو محرم ؛ نحن ارسل لنا افضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم امرنا بما يتوجب علينا فعله وقوله ووضح وشرح واكمل الرسالة لما نتخذ شرائع من ديانات أخرى ؟؟؟ الرسول صلى الله عليه وسلم حرم علينا الموسيقي والغناء (الا الشعر ما كان منه حسن فهو حسن وما كان رديء فهو رديء) ونزلت آيات بينات تحرم علينا الموسيقي والغناء (اللعب واللهو) فلماذا تحليل ما حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ وما علينا الا الالتزام بالمنهج فلو فيها خيرا لما حرمت ؛ فالغناء رقية الزنا والموسيقي مزمور شيطان ؛ اخي مصطفي وللأسف حتى الغناء دخل للدين من باب المديح وما يسمى بالأغاني الإسلامية ؟؟؟ والموسيقي دخلت حتى على الدين واصبح الدين في التلفاز غناء وموسيقي ولعب ولهو ؟؟؟؟ الم تسأل نفسك لما لا يكون بدلا عن برنامج هذا الفاجر في رمضان الذي يظهر فيه كل عام كم مغني برنامج لتخريج حفظة قران ومقرئين ؟؟ ولماذا لا يهتم الاعلام فالخلاوي والحفظة ويوفر لهم مساحات كبيرة كما توفر لنجوم الغد من الغناء ؟؟؟
ثانيا : (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) هذا ما يسمى عند العلماء بباب العرف والعادة اذا كانت حسنة ولم تخالف الكتاب والسنة تصبح شرع ؛ اما اذا خالفت الكتاب والسنة تُحرم ولا تدخل في هذا الباب من مكارم الاخلاق ؛ فالغناء ليس مكارم اخلاق والمجتمع الفني ليس بدعاة او مجتمع أخلاقي ديني !! هم مجموعة مغنيين وشعراء وموسيقيين وكلنا نعلم ما يدور في المجتمعات الفنية ؛ وفتيات متبرجات سافرات جلابات للفضائح وأشان السمعة للدولة ناهيك عن الدين !! لذلك الفن وكلماته لا تبقى زمن طويل وسريعا ما تنسى لأنه زبد ويذهب جفاء ثالثا : قال الله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ؛ فلم يأتينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالغناء او الموسيقي بل نهانا عنهما وما علينا الا الاتباع لأمر الله ورسوله ؛ فلو كل شخص يفسر حسب هواه ويسير حسب هؤلاء لم الرسل ؟؟؟ ولما الحساب ؟؟؟ وكيف يتم تميز الناس ؟؟؟ الدين اتباع وكل اتباع تجد فيه الصعوبة فأما تصبر وتحتسب الاجر والثواب واما تسير بأهواء النفس محللا لما حرم الله تعالى ورسوله ؛ ليس هكذا تحسب الأمور ؛ ولو نظرنا لها من جانب اخر لما المجازفة ؟؟؟ لما المجازفة في اتباع فكر شخص اخر وانا لم يترك الله تعالى ورسوله لي امرا حتى حدثوني به ؟؟؟ وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك ولا يتبعها الا كل منيب سالك ؛ نسأل الله الهداية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: البرنس ود عطبرة)
|
يا أخي العزيز "البرنس ود عطبرة"... تحيتي ومعزتي....
Quote: أولا : هذه من الأشياء التي اتحفظ بها على الجمهوريين فكثيرا من النصارى والشيعة الشيوعيين يثنون على الفكرة ؛ ولو كان فيها خيرا لما اثنى عليها هؤلاء النفر من البشر ؛ قال الله تعالى في سورة البقرة (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) ؛ |
من الذي يريد أن يتبع ملتهم، يا أخي؟؟ من الذي يريد أن يصبح يهوديا أو نصرانيا... اتباع الملة يختلف عن معرفة مقادير الشيء وما فيه من حق... النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال (خير ما بعثت به أنا والنبيون قبلي "لا إله إلا الله").. والقرآن مليء بقصص الولين وبما ورد في التوراة والإنجيل... فهل نقول عليه اتبع أهواءهم بعد ما الذي جاءه من العلم؟؟؟ (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (27)...
Quote: لذلك كثر الغناء والمغنيين وللأسف في السودان !!! قبل السبعينات كان بالسودان تسع فنانين وفنانة والان الشعب كله يغني الا من رحم ربي وتسع مستمعين ؛ الا يخيفك هذا العدد المخيف من المغنيين وهذا الكم الهائل من الأغاني والموسيقي ؟؟ حتى في رمضان برنامج هذا (العجوز هداه الله) وجوه جديده كل عام وغناء ولعب ولهو في مواعيد صلاة التراويح !!! كرس أعداء هذا الدين من الماسونيين واتباعهم جهدهم ووفروا الأموال للمساهمة في انتشار هذا الغناء والموسيقي ؛ فلو كان فيها خيرا لما انتشرت ولما افردت لها المساحات في الاعلامين العربي والعالمي ولما وفرت لها كل هذه القنوات ؛ نحن في حرب عقديه شرسة ضد حزب ابليس عليه لعنة الله تعالى واعوانه مسخر لهم كل الإمكانيات لنشر كل ما هو محرم ؛ نحن ارسل لنا افضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم امرنا بما يتوجب علينا فعله وقوله ووضح وشرح واكمل الرسالة لما نتخذ شرائع من ديانات أخرى ؟؟؟ الرسول صلى الله عليه وسلم حرم علينا الموسيقي والغناء (الا الشعر ما كان منه حسن فهو حسن وما كان رديء فهو رديء) ونزلت آيات بينات تحرم علينا الموسيقي والغناء (اللعب واللهو) فلماذا تحليل ما حرم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ وما علينا الا الالتزام بالمنهج فلو فيها خيرا لما حرمت ؛ فالغناء رقية الزنا والموسيقي مزمور شيطان ؛ اخي مصطفي وللأسف حتى الغناء دخل للدين من باب المديح وما يسمى بالأغاني الإسلامية ؟؟؟ والموسيقي دخلت حتى على الدين واصبح الدين في التلفاز غناء وموسيقي ولعب ولهو ؟؟؟؟ الم تسأل نفسك لما لا يكون بدلا عن برنامج هذا الفاجر في رمضان الذي يظهر فيه كل عام كم مغني برنامج لتخريج حفظة قران ومقرئين ؟؟ ولماذا لا يهتم الاعلام فالخلاوي والحفظة ويوفر لهم مساحات كبيرة كما توفر لنجوم الغد من الغناء ؟؟؟ |
يا أستاذ "البرنس"... ما هذا الغلو والتطرف؟؟ النصوص والآيات لا تؤخذ دون فهم وتفكر.. إن نوع هذا الفهم هو ما جلب داعش والقاعدة فأغلقوا التلفزيون وحرموا الراديو.. الدين لم يرفض الموسيقى وإنما أعاد توجيهها فيما يصلح الناس..
Quote: ثانيا : (انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) هذا ما يسمى عند العلماء بباب العرف والعادة اذا كانت حسنة ولم تخالف الكتاب والسنة تصبح شرع ؛ اما اذا خالفت الكتاب والسنة تُحرم ولا تدخل في هذا الباب من مكارم الاخلاق ؛ فالغناء ليس مكارم اخلاق والمجتمع الفني ليس بدعاة او مجتمع أخلاقي ديني !! هم مجموعة مغنيين وشعراء وموسيقيين وكلنا نعلم ما يدور في المجتمعات الفنية ؛ وفتيات متبرجات سافرات جلابات للفضائح وأشان السمعة للدولة ناهيك عن الدين !! لذلك الفن وكلماته لا تبقى زمن طويل وسريعا ما تنسى لأنه زبد ويذهب جفاء ثالثا : قال الله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) ؛ فلم يأتينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالغناء او الموسيقي بل نهانا عنهما وما علينا الا الاتباع لأمر الله ورسوله ؛ |
يا أستاذ "البرنس"... سبق أن قلت لك أن الدين لم يرفض الموسيقى وإنما أعاد توجيهها فيما يصلح الناس.. ولذلك أوردت لك الحديث النبوي عن الإمام البخاري رحمه الله: حدثنا إسحاق حدثنا أبو عاصم أخبرنا بن جريج أخبرنا بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن - وزاد غيره - يجهر به (6/2737)ورواه الإمام أحمد ( 1\172 )، وابن أبي شيبة (2 / 257 )، وأبو داود (2/74) ، والحاكم (1/758) ، وابن حبان (1/327) ، والدارمي (1/417) وغيرهم من طريق ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو موضح في شجرة الإسناد . وحكيت لك أن النبي عليه الصلاة والسلام استقبله الأنصار بالدفوف والغناء بالمدينة وهم ينشدون "طلع البدر علينا..." وأنت تعرف ذلك جيدا ولكن تتجنبه وتعجبك الأحاديث عن عناء اللهو والحانات...
Quote: فلو كل شخص يفسر حسب هواه ويسير حسب هؤلاء لم الرسل ؟؟؟ ولما الحساب ؟؟؟ وكيف يتم تميز الناس ؟؟؟ الدين اتباع وكل اتباع تجد فيه الصعوبة فأما تصبر وتحتسب الاجر والثواب واما تسير بأهواء النفس محللا لما حرم الله تعالى ورسوله ؛ ليس هكذا تحسب الأمور ؛ ولو نظرنا لها من جانب اخر لما المجازفة ؟؟؟ لما المجازفة في اتباع فكر شخص اخر وانا لم يترك الله تعالى ورسوله لي امرا حتى حدثوني به ؟؟؟ وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يغيب عنها الا هالك ولا يتبعها الا كل منيب سالك ؛ نسأل الله الهداية |
كل فرد مكلف وممتحن ومسئول عن أفعاله وأقواله وأفكاره، وتعطيل الفكر هو الخطر الماحق.. و(لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) والحديث: (أتريدون أن تقولوا كما قال مَن قبلكم: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا.. وقال (افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و سبعين في النار، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار، و الذي نفسي بيده لتـفـترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة) إسناده جيد رجاله ثقات الألباني السلسلة الصحيحة 1492.. وبطبيعة الحال (كل حزب بما لديهم فرحون) فأنت مسئول أن تعرف وتمحص وتفكر .. ولذلك قال (تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة) والقرآن مليء بعبارات التفكر ويمكنك أن تتتبعها بنفسك في المصحف.. وأسأل الله أن يهديني وإياك إلى الحق والصدق والنجاة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموسيقى عند الأستاذ محمود محمد طه... (Re: مصطفى الجيلي)
|
هذه مؤلفات المعتزلي الصوفي المرتد عبد الكريم الجيلي وله كتاب باسم (الانسان الكامل) هذا الصوفي محمود محمد طه متأثر به وناقل منه معظم افكاره ومن مرلفاته منقول الاتي ساتي اليك بها بالتفاصيل :
وضع الجيلي ما يزيد على ثلاثين مؤلّفاً، في مختلف المواضيع الصوفيَّة والفلسفيَّة. منها ما طُبع ومنها لا يزال مخطوطاً دفين المكتبات. ونورد هنا بعضاً من أسمائها (منقول من صفحته) :
1- المناظرات الإلهيَّة. وهو كتاب صغير، فيه مئة منظر ومنظر من المناظر النُورانيَّة التي كان قد رآها الجيلي خلال خلواته بربّه. وقد شرح فيه حال كلّ منظر، وذكر لآفة حال ذلك المنظر. والكتاب يساعد المريد على الاطّلاع على الأحوال والمقامات التي يمرّ بها السالك إلى الله. كما يطّلع على الحكم والقواعد الصوفيَّة وغير ذلك. وقد نُشر الكتـاب بتحقيق نجـاح محمود الغنيمي مع دراسة. وقد طُبع في القاهرة - مصر سنة 1407 ه / 1987 م.
2- الكهف والرقيم، في شرح بسم الله الرحمن الرحيم. وهو أوّل كتاب وضعه الجيلي في عالم الصوفيَّة. ويعتمد في شرحه على طريقة علم الحروف وحساب الجمّل، والتي عُرف ولع المتصوّفة بها. وقد طُبع بالقاهرة سنة 1326 ه / 1905 م.
3- جنّة المعارف وغاية المريد والعارف. وهي رسالة صغيرة كان قد ألّفها الجيلي قبل رحيله إلى بلاد اليمن. وقد وضعها باللغة الفارسيَّة.
4- القاموس الأقدم والناموس الأعظم. وهو كتاب مؤلّف من أكثر من أربعين جزءاً. وقد ذكره الجيلي في كتابه شرح مشكلات الفتوحات المكّيَّة. ومن أجزاء هذا الكتاب، لوامع الموهن - سرّ النُور المتمكّن - لسان القدر بنسيم السحر - شمس ظهرت لبدر - قاب قوسين وملتقى الناموسين - روضات الواعظين... والكتاب ما زال معظمه مخطوطاً.
5- القصيدة العينيَّة، أو قصيدة النادرات العينيَّة. وهي قصيدة شعريَّة طويلة فيها 540 بيتاً من الشعر، كما ذكرنا.
6- قطب العجائب وفلك الغرائب. وهو كتاب مفقود. ذكره الجيلي في مقدّمة كتابه "الإنسان الكامل" (ص20–21) بقوله: "هذا الكتاب هو الإنسان الكامل، لا يفهمه حقّ فهم إلاّ مَن كان وقع على كتاب قطب العجائب وفلك الغرائب، ثمّ نظر إليه فوجده جميعه فيه. فإنّ هذا الكتاب له كالأمّ بل كالفرع، وهو لهذا الكتاب كالأصل بل كالفرع. فافهم المراد بالكتابين والمخاطب بالخطابين تحلّ الرموز وتحوز الكنوز". نفهم من كلام الجيلي أنّ الكتابين يكمّل الواحد الآخَر.
7- مراتب الوجود. وهو كتاب صغير. يقسّم فيه الجيلي الوجود إلى أربعين مرتبة. أوّلها مرتبة العماء المطلق وآخِرها مرتبة الإنسان الكامل. ويُعَدّ هذا الكتاب آخِر مؤلّفات الجيلي. وقد نُشر بطبعة غير محقّقة في مصر، والطبعة غير مؤرّخة.
8- الكمالات الإلهيَّة في الصفات المحمّديَّة. انتهى الجيلي من تأليفه سنة 805 ه / 1304 م، في مدينة زبيدة ببلاد اليمن. وقد أشار بطريقة غير مباشرة إلى كتابه هذا في الصفحة الأخيرة من كتابه المناظر الإلهيَّة، بقوله: "يتجلّى الحقّ تعالى في هذا المشهد (المنظر الحادي بعد المئة: العجز عن درك الإدراك: إدراك) بتجلٍّ يكشف فيه للعبد عمّا أودعه في روحه من الكمالات الإلهيَّة، التي يعجز الكون بما فيه عن حمله. فإذا أشرف عليها شمّ، بقوّة الأحدية، ما فاته من علم ما فيه من تلك الكمالات الإلهيَّة، والاتّصاف بها".
9- لوامع البرق الموهن. وهو كتاب صغير يذكر فيه الجيلي بعض الحضرات القدسيَّة التي اتّسعت لها القلوب المحمّديَّة. والكتاب مؤلّف من ثمانية أبواب، وكلّ باب فيه ذكر تجلٍّ ما. والكتاب منشور بدون تاريخ.
10- شرح الفتوحات المكّيَّة وفتح الأبواب المغلقات من العلوم اللدنيَّة. ليس هذا الكتاب شرحاً كاملاً ومفصّلاً، لأبواب وفصول كتاب الفتوحات المكّيَّة لمحيي الدين ابن عربي، كما يظنّ القارئ. وإنّما هو شرح صوفيّ للباب التاسع والخمسين بعد الخمسمائة من كتاب الفتوحات المكّيَّة المذكور. وهذا ما يؤكّده ابن عربي بنَفْسه. وللكتاب عدد من النسخ الخطّيَّة محفوظة في كبريات المكتبات الخطّيَّة العربيَّة، نذكر منها مكتبة معهد الأحمدي، طنطا - مصر. المكتبة الظاهريَّة دمشق - سورية، ومكتبة البلدية بالإسكندرية - مصر. وقد حقّق الكتاب يوسف زيدان، ثمّ نُشر ضمن سلسلة تراثنا (المصريَّة)، عام 1999 بمصر.
11- كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل. أجمع المؤرّخون على أنّ كتاب الجيلي هذا، إنّما هو كتاب في اصطلاح الصوفيَّة. ويرى بعضهم الآخَر أنّ أفكار الكتاب ليست سوى عرض موجز للأفكار الغنوصيَّة عند ابن عربي. وقد كتبه لتيسير فهم المعنى الذي ذهب إليه، وأنّه - بصرف النظر عن محاولة تحديد فكرة العلوّ المطلق لله في مقابل الإنسان الكامل - لم يقدّم في هذا الكتاب جديداً ، على حين رأى آخَرون أنّه كتاب مليء بالوساوس. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة وستّين باباً، يبحث فيها الجيلي بمذهب وحدة الوجود. وقد طرح مذهبه، من خلال فصولها، بكثير من الحكمة، حتّى لا يترك للقارئ أدنى شكّ في كلامه وأفكاره.
يقول الجيلي في مقدّمة كتابه: "اعلمْ أنّ كلّ علم لا يؤيّده الكتاب والسنّة فهو ضلالة لا لأجل ما لا تجد أنت ما يؤيّده، فقد يكون العلم نَفْسه مؤيّداً بالكتاب والسنّة، ولكنّ قلّة استعدادك منعتك من فهمه". ويتابع الجيلي قائلاً: "أن يكون العلم وارداً على مَن اعتزل عن المذاهب والتحق بأهل البدعة، فهذا العلم هو المرفوض". اتّبع الجيلي في كتابه هذا، المنهج الفلسفيّ اليونانيّ. وكثيراً ما أورد الأبيات الشعريَّة، ثمّ شرحها ليعرض فكرة ما من أفكاره الكثيرة. وبهذه الطريقة في عرض الأفكار، يكون قد نهج منهج ابن عربي في عرضه للأفكار: وما ذاك إلاّ أنّنا روحُ واحدٍ فذاتي لها ذاتٌ، واِسمي اسمُها
تداوَلَنا جسمان، وهو عجيبُ وحالي بها، في الاِتّحاد، عجيبُ
والجيلي يعرض أفكاره، متدرّجاً بها من الذات، مروراً بالألوهيَّة، وفي الحياة، وفي الجلال، وفي الأزل، إلى نزول الحقّ، ثمّ في العرش، وفي العقل الأوّل، وفي الفكر، وفي الصورة المحمّديَّة، وفي النَفْس، ليصل إلى الباب الستّين. وهذا الباب عنوانه "الإنسان الكامل"، وهو أهمّ فصل في الكتاب. وهو يصرّح بذلك، إذ يقول: "اعلمْ أنّ هذا الباب عمدة أبواب هذا الكتاب، بل جميعه، من أوّله إلى آخِره شرح لهذا الباب". والإنسان الكامل هو محمّد (ص). وهو مقابل للحقّ والخلق. يقدّم لنا الجيلي في هذا الباب عرضاً مفصّلاً لنظريّته في الإنسان الكامل، فهو "النبيّ محمّد (ص) إذ هو الإنسان الكامل بالاتّفاق، وليس لأحد من الكُمَّل ما له من الخلق والأخلاق". "واعلمْ أنّ الإنسان الكامل مقابلٌ لجميع الحقائق الوجوديَّة بنَفْسه، فيقابل الحقائق العلويَّة بلطافته، ويقابل الحقائق السفليَّة بكثافته". "ثمّ اعلمْ أنّ الإنسان الكامل هو الذي يستحقّ الأسماء الذاتيَّة والصفات الإلهيَّة استحقاق الأصالة والملك بحكم المقتضى الذاتيّ".
نفهم من كلام الجيلي أنّ محمّداً (ص) هو القطب الذي تدور حوله أفلاك الوجود، وهو موجود واحد منذ كان الوجود وإلى الأبد. إلاّ أنّه يظهر في كلّ عصر باسم دون اسم. وكلّ اسم له يليق في هذا العهد، وهذا لا يعني أنّه تناسخ، وبهذا المعنى يقول: "اجتمعت (به ) وهو بصورة شيخي، الشيخ شرف الدين إسماعيل الجبرتي، ولست أعلم أنّه النبيّ (ص)، وكنت أعلم أنّه الشيخ". هناك شرح لكتاب "الإنسان الكامل"، وضعه أحمد بن محمّد المدني (ت 1071 ه /1660م)، ويتضمّن في معظمه انتقاداً للمؤلّف ولأفكاره. أمّا الكتاب بحدّ ذاته فقد طُبع عدّة مرّات بمصر. وهناك عدد من نسخه المخطوطة موزّعة بين المكتبات العربيَّة والعالَميَّة، نذكر منها: المكتبة العموميَّة بدمشق - المكتبة الخالديَّة بالقُدْس - المكتبة الوطنيَّة بباريس - ومكتبة المتحف البريطانيّ.
وله نفس الفكر في الموسيقي فكان الرجل شاعرا لحين العودة
| |
|
|
|
|
|
|
|