أصدرت الكاتبة الهندية الشهيرة أرونداتي روي، إحدى الأعلى مبيعا من بين الكتاب الهنود، الثلاثاء روايتها الثانية بعدما حققت روياتها الأولى “إله الأشياء الصغيرة” نجاحا عالميا قبل عشرين عاما. فبعد عقدين من صدور الرواية الأولى، وحصول الكاتبة على جائزة “بوكر” العريقة، تعود روي إلى عالم الخيال مع رواية باللغة الإنكليزية بعنوان “ذي مينيستري أوف آتموست هابينس” (وزارة السعادة القصوى) التي ينتظرها جمهورها بفارغ الصبر. وعكفت الكاتبة البالغة من العمر 55 عاما على كتابة روايتها الجديدة بصمت وبعيدا عن الضوء على مدى عشر سنوات، ويشكل صدورها حدثا في الأوساط الثقافية الناطقة بالإنكليزية. أما النسخة الفرنسية من الرواية فلن تصدر قبل مطلع السنة المقبلة. وسيكون من الصعب على هذه الرواية الجديدة أن تخرج من وهج الرواية الأولى التي بيعت منها ستة ملايين نسخة في العالم. وتوثق هذه الرواية لحكايات من العنف العام والخاص في الهند، من أعمال الشغب احتجاجا على بناء جسر فوق نهر نارمادا، وصولا إلى أعمال العنف الدامية في غوجارات العام 2002، والتمرد في كشمير، وكل ذلك في ظل تصاعد التشدد الهندوسي في الهند. وتصوّر الرواية أيضا “تعقيد الهند المعاصرة وطاقتها وتنوعها” بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”.
– آراء سياسية جريئة – وإذا كان معظم النقاد أثنوا على الرواية، فإن “ثمن ذلك كانت انتظار عشرين عاما” بعد صدور الرواية الأولى، وفقا لمجلة “تايم”. لكن هذا الرأي لم يكن محل إجماع، فقد لاقت الرواية بعض الانتقادات، منها مقال في صحيفة “ذي آيريش تايمز” قال إن “السرد ضعيف وعشوائي بحيث أن القارئ قد يمل بسهولة ويفقد اهتمامه” بمتابعتها. في السنوات العشرين الماضية، تحولت أرونداتي روي من كاتبة غير معروفة إلى واحدة من أشهر كتاب الهند بفضل روايتها الأولى، ثم أصبحت من الأصوات المنتقدة للأخطاء في بلدها. وهي ناشطة ذات توجهات يسارية، ومعروفة بآرائها السياسية الجريئة التي تثير البلبلة أحيانا في الهند، كما أنها من المدافعين الشرسين عن البيئة وحقوق الإنسان، وتبدي دعمها المطلق للتحركات الاحتجاجية. وبين الروايتين، أصدرت عشرات المطبوعات التي تصف الوجه المظلم للتنمية في الهند. وتثير تصريحات روي وكتاباتها المستفزة ضجة في النقاش العام في الهند، لكن معارضي آرائها يتهمونها بأنها تحاول الظهور من خلال مواقفها الغريبة. ومن هذه المواقف ملاحظاتها على القبضة التي تفرضها الهند على الجانب الذي تسيطر عليه من كشمير. كما أن لقاءها بالمتمردين الماويين في وسط الهند وإقامتها معهم أسبوعين جلب لها مزيدا من الكره. وهي وثقت وقائع سوء معاملة النساء في صفوف المتمردين، والأسباب التي تدفعهن للالتحاق بصفوفهم، في كتابها “ووكينغ ويذ ذي كومرادز”. وأرونداتي روي معتادة على التردد على المحاكم باستمرار للنظر في قضايا مرفوعة عليها بسبب آرائها، حتى أنها أمضت بعض الوقت في السجن لهذا السبب. ومنذ وصول رئيس الوزراء نارندرا مودي المنتمي إلى حزب قومي هندوسي إلى الحكم في 2014، تنظر الكاتبة بعين القلق إلى التطورات في بلادها، في ظل تصاعد الخطاب الفئوي ووتيرة العنف الطائفي السياسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة