+++ 1 وللشّارِعِ همسُهُ المُوزّعُ في ملامِحِ العابِرينَ وغيظُهُ المُكتُوبُ على لافِتاتٍ لا تأبَهُ لِلمُعسِرينَ وتلويحاتُهُ المدسُوسةَ في صُورِ السّادةِ المُبتسِمينَ وعبطُهُ وحنِينُهُ ولهّوهُ غير البرِيءِ المُمطِرُ المُعطّرُ بِفُيوضِ العابِراتِ لِقُلوبِ المُدلِجِينَ ثمة نزقٌ وعصافِيرُ يُحلِّقانِ من أكمامِ الشّارِعِ يُغرِّدانِ بالسُّوسنِ والسّنا والزّنجبِيلِ... يُغمِسانِ كُلَّ شيءٍ في صِفةِ الياسمِينِ.
2 وأزارِيرُ الشّارِعِ غالِباً في جيبِ الموتى وهم لا ينفكُّونَ يُدحرِجُونَ حِيلتَهُم الفرِيدةِ في اﻹِيابِ نحو أبوابِهِ.
3 خُذْ شجوَكَ في جدولٍ رقراقٍ إلى كفِّ الحبِيبةِ وشجنُكَ الشِّريدِ، خُذْهُ مثلما يأخُذُ الهواءُ هُويّتَهُ من مسِّهِ للأحاسِيسِ خُذْهُ لِلمسافاتِ القصِيّةِ.
4 أرهقُنِي، لا بل أوشكَ على قصمِي القيدُ وآنَ لقلبِي أن يرفعَهُ.
5 لِلأيّامِ التي كهُلتْ وتهاوتْ على سرِيرٍ هتكتُهُ التّراكُماتُ الجمّةُ في ذِمّتِي: طظ.
6 فلما ايقظتَ قاتِلاً تحُفُّهُ السّماحةُ خُذْ جُثّتَكَ وأرحلْ ﻷن راحةَ البحرِ لن تستوعِبَ العطنُ لا ولن تمُدَّ لكَ قاعَهَا وتدُسُّ عنكَ قاتِلَكَ
7 واِتّسعتْ رُقعةُ اللّيلِ على الرّاتِقِين متى بأنوارِهُمْ المُرتجِفةِ جرّاءَ الحَزنِ، القِلّةُ، شعوذاتُ الشّرِّ... يغرِفُونَ من فكِّ العتمةِ تفاصِيلَ الكونِ؟
8 قلّما يثِبُ ظِلٌّ على ظِلٍّ ويُصغي لِلحنِينِ الكامِنِ في عينيهِ.
9 مُجابهةُ اللّيلِ ** كُلُّ اللُّواتِي شغلهُنَّ اللّيلُ شجرنَ النُّجُومَ بشجنِ المُقلِ. ** أظهِرِي حُسنَكِ كُلّهُ لِليلِ فالحُبُّ شمعةٌ بحجمِهِ. ** هل اللّيلُ إلا وسائِدَ العاشِقين الثُّمالى؟ ** لطالما رتقَنَا جُبّةَ اللّيلِ بالحنِينِ عبّأنا جيبَهُ بالسّهرِ والشّجوِ. ** ثم أن الجسدَ شُرفةُ الرُّوحِ المُطِلّةِ على اللَيلِ. ** وهذا الحنٍينٌ في اللّيلِ هذا الحنِينُ لا تنبهِمُ قهقهاتُهُ يُسقِطُ رعشاتَهُ لِلكفّينِ. ** العجِيبُ أنا نظلُّ نرشُقُ اللّيلَ بالآهاتِ فلا تُبدِّدُهُ! ** أحِبُّها في اللّيلِ كوكبِي جُيُوشُ العِشقِ عِندي أنهارٌ في النّهارِ البحرُ مركبِي. ** اللّيلُ إذن. ** على هذا الوجهِ المُجلجِلِ بِهِنّ فاللّيلُ زهرةُ الوُجُودِ النّهارُ أرضُهُ والنّهرُ. ** اللّيلُ أذن. ...
10 الرُّوحُ العِملاقةُ في رثاءِ العوض المسلمي ـ ـ ـ ـ الأن طُويتْ الرُّوحُ وحلّتْ حتى حينٍ في البرزخِ ومن حيثُ تُرفرِفُ كُلُّ الأرواحِ العِملاقةِ في فلكِ الأحبابِ سيروكَ غماماً، شمساً، قمرا... أما الطّيرُ فسيراكَ كما دوماً في حدسِ عقِيرتِهِ بُستانا. لم أعرِفْكَ أيهذا العابِرَ عن قُربٍ لكني ما جِئتُ لوجهِ أريجٍ أو شوكٍ إلا ألفِيّتُكَ فيهِ نهراً مُدناً ريحاناً ونهارا. 6/4/2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة