قبل ان يقول القديس اوغستين مقولته الشهيرة. : رأس الحكمة .. مخافة الرب و التي كانت بمثابة اعادة تعريف للحكمة التي بحث عنها طويلاً ، بحث عنها في الديانة المانوية التي اعتنقها رافضاً اعتناق المسيحية التي رأى انها قاصرة عن تعريف وجود الشر في هذا العالم ، و وجد في اتخاذ الديانة المانوية الهين ، احدهما للخير و اخر للشر ، ما يشفي غليله من حيث الفصل بين الشر و الخير ، حيث يرى اوغستين استحالة ان يكونا بيد اله واحد . ولد القديس اوغستين في القرن الرابع الميلادي لأسرة امازيغية في الجزائر في الشمال الأفريقي الذي كان جزءاً من الامبراطورية الرومانية البحر اوسطية ، لأب وثني و أم مسيحية و كان شاباً لاهياً عابثاً ماجناً ، حتى انتقل الى قرطاج لدراسة الحكمة . كان المسيحيون يعرفون الحكمة على انها الإيمان بالاشياء الخالدة ، و كانت الأشياء الخالدة هي تلخيص للغيبيات و الأشياء المفارقة ، غير الملموسة ، وغير الحسية . درس اوغستين الفلسفة اليونانية القديمة و اعجب بمحاورات أرسطو و أفلاطون و تصوراتها للكون و العالم و تعريفهما للحكمة . و بعد سنوات طويلة من البحث و التأمل و دراسة الفلسفة ، ذهب اوغستين الى روما و اعتنق المسيحية على المذهب الكاثوليكي ، و كان ان اصبح احد منشئ علم اللاهوت ، إن لم يكن منشأه الاول .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة