|
Re: القاء القبض على التوأم أبرار ومنارعبد الس (Re: زهير عثمان حمد)
|
Quote:
]
لم تكن الطفلة «لجين» أحمد قسم السيد ، تدري انها لن ترى والديها ، وانها ستصارع الاحداث في رحلة البقاء بين اصوات الرصاص والقنابل وازيز الطائرات و الجثث والاشلاء بعيدا عن الاهل والوطن. لكنها الحادثات التي تصرعنا وقفت عاجزة امام طفلة لم تتخط الاربعة اشهر ربما لاتمام فصول مأساة اخر حروفها اختلطت فيها دموع الفرح والحزن كما اختلطت فيها الانفعالات في مشهد يصعب علي الاحرف التعبير عنه لكنه كان حاضرا في صالة كبار الزوار لمطار الخرطوم يوم امس «الاثنين» ،وجدها يحكي تفاصيل مأساة بطلتها طفلتان غادرت واحدة وبقيت الثانية لتذكر بماحدث . «لجين»وحضن الوطن دلفت الي صالة الوصول بمطار الخرطوم يحملها جدها الليثي الحارث يوسف بيديه علي مرقد قطني من تلك التي يحمل عليها الاطفال حديثي الولادة بلون اخضر فاقع وهي بداخله ترقد نائمة مطمئنة في سلام وكأنها تعي انها منذ اليوم ولاحقات الايام ستكون بين اهلها في حضن وطنها الكبير . ما ان خطا بها جدها صالة كبار الزوار حتي ارتفعت الاصوات بالبكاء والنحيب من بعض افراد اسرتها الذين توافدوا الي صالة كبار الزوار، حينها ادركت ان ثمة خيط دقيق بين دموع الحزن والفرح لاتكاد تميزه اذن ولا عين . دموع «الجد» الذي توسط ثلاثة كراسي بعد ان تخطفت ايادي الاهل مرقد الطفلة لجين كل يعبر علي طريقته بالترحيب بها دون ان يوقظها ، تسمرت في مآقيه لاترغب في النزول ،وعلي شفتيه الجافتين شئ من ابتسام وحزن وحنين. بداية المأساة بصوت ضعيف بدأ يسرد مأساته ومأساة اسرته الصغيرة منذ 30 اغسطس 2015 نحو عام ونصف العام زمان مغادرة ابنته «آية» البلاد خلسة الي الجارة ليبيا . بعد ان طلبت من والدها ووالدتها السماح لها بتناول وجبة غداء مع زميلاتها اثناء فترة امتحاناتها بجامعة العلوم والتكنولوجيا المعروفة بالخرطوم بمطعم شهير وسط الخرطوم. سمحا لها بصعوبة وفي العقل والقلب خيفة وتوجس من قادمات الايام استشعراه ربما من قرائن حالها واحوالها قبل الرحيل القاسي . وصدق حدسهما ولكنهما قطعا لم يجرؤان علي مواجهة قسوة التفكير ولو لمرة واحدة في انها لن تعود وكان اخر عهدهم بها رجاءاتها لهم بالسماح لها بالمغادرة لتناول وجبة الغداء رفقة بعضا من زميلاتها . ودودة ،طيبة المعشر ،كريمة ، خلوقة ، نثار اوصاف لملمت بعضها ممن كانوا في استقبال طفلتها «لجين» بمطار الخرطوم ،هكذا عرفوها وفي حلق كل منهم غصة عن الاستمرار في تعداد مآثر شخص يغالطون فكرة انه مضي . ضبابية الوجهة حركة دؤوبة لاجهزة الأمن واسرتها لمعرفة وجهة البنت التي لم تبلغ سن العشرين ،وفي التوقعات بعضا من البلدان التي يمكن ان تكون معبرا لحيث تواجد ما يعرف بـ « داعش » . في حينها ، لم تحدد وجهتها وان كانت كاميرات المراقبة بمطار الخرطوم قد تعرفت عليهن ، وقبل ذلك اتصال هاتفي من احدي زميلاتها في التوجه والدراسة معها منار واختها ابرار و زميلتهما ثرية وتكشفت فيما بعد صلة تقارب وتنسيق بينهن الاربع للمغادرة بشكل جماعي اينما كان باندفاع غريب ودون تجربة او خبرة ودون مراعاة لنوعهن وما يمكن ان يطالهن مستقبلا . وبعد رحلة بحث قصيرة الي احدي دول المنطقة لم تكلل بالنجاح وفك طلاسم مكان المفقودة ، عادت اسرة «آية» وهي تستمسك بالصبر عروة والرجاء والامل وجهة طريقهما السماء . اتصال الامل ولرحمة السماء باسرتها وهي تجلس علي نار الترقب والانتظار وقد جف ما كان في المآقي من دموع لنحو ثلاثة اشهر اتصال مفاجئ منها عبر اخيها أحمد اماط لثام الاختفاء وفتح كوة من الامل في قلوب اسرتها الصغيرة بان القادم ربما افضل . اتصال قصير رصدته الاجهزة الفنية في مدينة «سرت» الليبية وحمل تطميناتها لاهلها عن حالها هناك وحال من كن معها ،ثم اسبوع و توالت اتصالات من كن معها الي ذويهم تحمل ذات البشري المنقوصة . بدموع اختلط عليها مسار التعبير عن فرح كان او كره سرد الليثي الحاج يوسف في مطار الخرطوم فور وصوله امس «الاثنين» تفاصيل مغادرة ابنته البلاد الي لحظة وصول نبأ مقتلها هناك. الليثي قال انه وبعد التعرف علي وجهة «آية» استدعاهم جهاز الأمن والمخابرات الوطني لابلاغهم حصوله علي جوازات المفقودات الاربع وتسليمها لاسر المفقودات وابنته آية من بينهن مع تأكيدات بانهن يعملن بمستشفى بن سينا بمدينة سرت الليبية ضمن ما يعرف بتنظيم «داعش» وان مهامهن طبية اولية. الليثي نبه الي انه ومنذ ذاك فان تبادل الاتصال والمعلومات بينهم والاجهزة الأمنية لم ينقطع كما انه لم ينقطع بينهم وابنتهم «آية» وان لم يكن باستمرار يطفئ لهيب شوق اسرتها الصغيرة لها فهي لم تتجاوز العشرين من عمرها . اخر اتصال ومضي الليثي موضحا ان اخر اتصال للبنت «ثريا» باهلها وتطمينها لهم بانهن بخير كان في الخامس والعشرين من مايو الماضي وبعدها بدأت عمليات البنيان المرصوص لتحرير سرت من قبضة منسوبي «داعش»،زاد معها شعورنا بالقلق تجاه «آية» وازداد حدة بانقطاع الاتصال . واستمر الوضع ونحن نتابع مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني وعبر اذاعة مصراته الليبية عن عمليات البيان المرصوص بحثا عن أية بارقة امل تعزز الموجود. وعند انتهاء العمليات العسكرية وتحرير «سرت» من يد «داعش» في السادس من ديسمبر 2016 بدأ تدفق المعلومات عبر اذاعة مصراتة من غرفة عمليات البنيان عن وجود اسري اجانب بينهم نساء واطفال وباتصالاتنا مع جهاز الأمن والمخابرات الوطني عرفنا ان من بين النساء ست سودانيات ليس من بينهم ابنتي «آية» ولا «ثريا» وصدمتنا هذه الانباء لما فيها من اشارات غير مفرحة. الفاجعة في السابع عشر من يناير ابلغت عبر قيادات من جهاز الأمن زارتني في منزلي بمقتل ابنتي «وثريا» ،حقيقة كنت مستعدا لهذا النبأ بعكس زوجتي التي كانت تأمل في خبر مفرح، هيأت نفسي منذ وقت مبكر علي هذا الخبر ،وابلغوني في زيارتهم تلك بمقتل ابنتي وزوج ابنتي أحمد قسم السيد و«ثريا» وكان الخبر المفرح بالنسبة لي ان لي حفيدة «لجين» في عمر الاربعة اشهر بيد الهلال الاحمر الليبي بمنطقة مصراتة . كنت متوترا وحزينا لكن خبر ان لي حفيدة خفف علي مرارة ما كنت احس به ، غادرت بمساعدة جهاز الأمن والمخابرات الوطني وكانوا مهتمين جدا بالامر وكانوا في استقبالي ولا انسي دور وزارة الخارجية وسفارتنا بليبيا في مغادرتي الي «مصراته» واتمام كافة الاجراءات المتعلقة باستلام حفيدتي، كما لا انسي دور الجالية السودانية هناك. صويحبات «آية» في السجن سمحت لي السلطات الليبية بلقاء زميلات «آية» في السجن «ابرار» و «منال» ، بعد تحقيق مضن وممل من قبل السلطات وكان الامر المفاجئ بالنسبة لي وجلست معهن وسألتهن عن احوالهن و تفاصيل مقتل ابنتي «آية» ، كن يبكين وهن يحكين لحظة مقتلها وتأكيدهن بانهن كن معها وانهن من قمن بتسليم «لجين» ابنتها بعد استسلامهن لقوات البيان المرصوص وبدورهن سلموها للهلال الاحمر الليبي ، كل السودانيات الست المعتقلات كن يعرفن حفيدتي «لجين» وهم مجموعة واحدة واكدوا لي انها ابنة «آية» وان ابيها أحمد قسم السيد وهذا امر موثق عندالهلال الاحمر ،وحينما اطلعت علي وثائق الهلال الاحمر وجدت اسمها لجين أحمد قسم السيد واسم الام آية الليثي الحاج يوسف ، غالبته الدموع وحاول مغالبتها واستطاع ربما لرؤيته حفيدته «آية» قد استيقظت من نومها في مرقدها الصغير بلونه الاخضر الفاتح ولبستها البيضاء بنقوشها الحمراء ،ومعها كفكفت جدتها دموعها وتهللت اساريرها وكآنما رأت فيها العزاء في فقدها الجلل. والدتها اكتفت وهي تتحدث لـ «الصحافة» بترديد عبارة «الحمد لله الحمد لله وماعارفة اقول شنو » . جهاز الأمن ومزيد من التفاصيل اكد العميد أمن د. التجاني ابراهيم حاج ادم ، انهم توصلوا الي ان الفتيات الاربع ومنذ اختفائهن في اغسطس 2015 قد تبين لهم من التحريات انهن سافرن الي ليبيا وانضممن الي تنظيم «داعش» بمدينة سرت ، مشيرا الي زواجهن في مدينة «سرت» من سودانيين يتبعون لذات التنظيم . وقال ابراهيم للصحفيين انه اثناء عمليات البنيان المرصوص لتحرير مدينة «سرت» قتلت اثنتان منهن احداهن آية الليثي وزوجها وانه تم القبض علي الاثنتين المتبقيتين ومعهما اربع اخريات بواسطة السلطات الليبية وانه جاري التنسيق لارجاعهن . وكشف ابراهيم انه وكاجراءات أمنية بعد دحر «داعش» في سرت تم تمشيط وتعزيز الدوريات لضبط الحدود بين السودان وليبيا وتشاد ،مؤكدا احاطتهم بشكل تام باي مظان لاي نشاط ارهابي بعد التحولات الاخيرة في كل من سرت وغيرها ، محييا جهود السلطات الأمنية الليبية والجالية السودانية بليبيا والتي قال انها تمثل وجه السودان المشرق. |
التحية لهذا الجد البطل...فقد "طفلة" وعادت له "طفلة"
السؤال المهم...اين اهل الداعشي السوداني المتوفي/عمار قسم السيد؟
هى حفيدتهم ايضا؟
| |
|
|
|
|
|
|
|