دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
وسمحت أنا للأهانة بالمرور،وقلت لك مستخدما الضوابط المعهودة ،التي تمكن الناس من الكلام ،دون أن يصطبغ كلامهم برنة الشعور بالطعنات :وعلى ماذا ستبعث أنت ياشاطر؟ سكت لحظة،ثم قلت لي: كان لدينا إناء زجاجي كبير في أحد رفوف المنزل،سقطت فيه ذات يوم خنفساء من الخنافس، وظلت تلك الخنفساء،منذ أن وجدت نفسها في الإناء، تحاول جاهدة أن تخرج منه،لكنها ما إن تبدأ في التسلق خطوة أو خطوتين،حتى تخر ساقطة من جديد.. كان نظرها دائما موجها للأعلى،نحو فوهة الإناء،لكنها لم تكن تملك الإمكانيات التي تسمح لها بالوصول لتلك الفوهة الفاصلة،الحاسمة ،المقدسة.. وأعتقد أني سأبعث على صورة تلك الخنفساء.. وسكت أنا للحظات،ثم سألتك:وهل يحتمل أن يكون عدم قدرة تلك الخنفساء على التسلق هو الواقع عينه؟ :نعم يحتمل،فالواقع كلمة هلامية ،كما تفضلت أنت بالقول.. :قماري،هل أفضل صورتي في البعث أم صورتك؟ :أفضل صورتك أنت طبعا. :هل هذا رأيك الحقيقي،أم أنك فقط تجاملني؟ :طالما أني لست متأكدا من شئ،فهذا يعني أني لست متأكدا من رأيي الحقيقي،فلذا أعتقد أني فقط أجاملك. : قماري،هل لديك فكرة واضحة ،عن لماذا أنا مستمرٌ في صداقتك رغم سخافتك الواضحة؟ :أعتقد لأننا نتشابه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
لماذا نهتم بسماع التجارب الخاصة للناس؟.. رأيك دائما واضح في هذه المسألة وعنيد، وأنا استغرب لتلك القدرة الرفيعة عندك،التي تجمع فيها بين العناد والتردد،فهما عندي،لايمكن أن يولدا من صلب واحد أبدا, لكنك كي تبرر نفسك كالعادة،تقول أن التناقض لايرجع لطبعك الشخصي، وإنما لاختلاف المواقف التي تقتضي العناد عن تلك التي تفرض التردد.. رأيك إذن ،هو أن التجارب العامة ـــ أي النوع الذي نتحدث عنه هنا ـــ لن تنفع أحدا،وذلك لأن كل مايُظن أنه مكتسب منها،سيسقط لامحالة عند أول تجربة ذاتية،وحتى التجارب الذاتية ،قليل من الناس ينتفع منها..وأن الرغبة في السماع، لاتعدو عن كونها هي نفس الرغبة المحمومة في التواصل، والتي نشأت بعد أن رست السفينة على الجودي،وبدأت الحياة بشكلها الحالي..وأن أي حكي من هذا النوع،يُعتبر فقط ضرب من التسلية.. مر عام كامل ياقماري،لم نتقابل فيه،وهذا أمر يثير دهشتي كثيرا،فكيف جاز لي،أن أتنازل بهذه السهولة المفرطة،عن الاستمرار في تلك اللقاءآت البديعة،وعن كل تلك اللكمات الممتعة التي كنت أسددها لوجهك الخالي من الحماية،وعن خراطيم المياه القوية التي صوبتها بدقة أُحسد عليها، تجاه قصورك الرملية، ربما لأني أمعنت في الانشغال فعلا ،بتلك الركشة،وبالأطفال.. لكن ها أنا ذا أعود من جديد،وآمل أن تكون أنت خلال هذه الفترة الكافية،قد اكتسبت القدرة على الإعتراف،بأن مايؤرقك وماتسعى إليه،هو وهم كبير ليس إلاّ.. وأنك ،وإن سلمنا بحقك في تبني تلك الأوهام ، تفتقر للرؤية الواضحة ،لكيف تجعل منها أمرا معاشا.. سأسرد هنا قصتك الأهم بالنسبة لي ــ أنا الراكب أبدا على بطن تلك الركشة ـــ وإن تصادف وقرأتها،فستعرف طبعا أن التعابير من عندي،ستعرف أن القصة لك كما سردتها لي ذات يوم،لكن التعابير من عندي،ستعرف ذلك،وستتفهمه،لأن تعابيرك شاقة عليّ،ثم أنها غير مستساغة..وعندما سألتك يوما، :لماذا تتعمد أن تجعل تعابيرك غير مستساغة؟ قلت :لأني غير مهتم بتلك الرغبة المحمومة في التواصل،ويحتمل لأني لم أركب معكم في تلك السفينة.. :كيف تقول هذا ،وأنت تعلم أن كل من لم يركب قد غرق؟ :لأني اعلم أيضا ،أن القلق الذي غرق مع من غرق ،قد وجد طريقه لمن نجا. حسنا ياقماري،رغم أن القصة لك،لكني حاضر فيها،وأعلن ـــ وهذا الإعلان ليس موجها لك بطبيعة الحال ـــ عن مسئوليتي التامة ،عن كل تلك اللمحات التي تعزز الرغبة المحمومة في التواصل،وأيضا عن تلك اللمحات التي تؤيد قضية أن الحكي الخاص ليس للتسلية فقط،وأن تجارب الغير يمكن الاستفادة منها...وهذه معاني قد تتعمد أنت التمويه عليها،إن تركتك تحكي قصتك كما تشتهي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
الفكرة الأساسية
الحب ضحية التكاثر..هذه ببساطة هي القاعدة الأشد ألما، من بين جميع القواعد التي ظللت أتعثر طيلة مسيرتي ، على حصيها الناتئة المسنونة..ثم كما يفرض منطق الفيزياء القاهر، ظللت أيضا في كل عثرة جديدة،أتهاوى على أرنبة أنفي، نازفا للمزيد من دماء القبول والاعتراف بهذا العبث المستديم ،الذي نطلق عليه خورا اسم الحياة. وأنا الآن استلقي على فراشي متأملا..لكن اسمحوا لي قبل أن أواصل في سرد قصتي مع هذا العبث المستديم،أن أعلن لكم منذ البداية وبوضوح شديد ودون أي هدنات حيادية، عن عدائي التام لكلمة هي دائما ،في حالة تحالف مخزي مع هذا العبث المستديم،كلمة بالغة الخيانة والخذلان لما مضى، و دونية الطموحات جدا لما سيأتي..وأعني تحديدا كلمة (الآن)..الآن.. الآن.. حركوا ألسنتكم مرارا ،لتشعروا مثلي، بعدم مسئولية هذه الكلمة فاقدة الشخصية.. المشوهة الخديج.. العابرة المرحلية، ابنة السبيل.. ليست الأصيلة والحنون ك (الماضي).. وليست المحفزة والملهمة ك (المستقبل).. ومن يدري ربما تكون مشكلتي الحقيقية هي مع (الآن) وليس مع ذلك العبث المستديم الذي نطلق عليه خورا اسم الحياة. وأنا (الآن) أستلقي على فراشي متأملا في هذا البرميل المحير،الذي يقضي يومه بالكامل، جيئة وذهابا في خدمتي وخدمة مايقارب نصف دستة من الأطفال..وهؤلاء الأطفال في الواقع،هم ساحة حربنا السابقة.. وبرغم كل ماتعارف عليه العالم من اعتبارات ،عن حقوق الطفل وماشاكل ذلك من أوهام التكاثرالتآمرية، إلا أني كنت قد وصلت لقناعة جازمة في بداية الأمر،أيام كانت تلك المعارك الضروس في أوجها، بأن هؤلاء الأطفال هم المذنبون الأوائل في جريمة التطهير العرقي الفظيع ، المرتكبة في حق ذلك العنصر النوراني الخلاب الذي يدعى الحب..والذي سبق أن تواضع وجمعني في مواسم بهية، مع هذا البرميل المحير، والذي بدوره، كان في تلك المواسم ، فراشة من الألق والتيه والجاذبية..إلاّ أني قد قمت لاحقا، ونتيجة لذلك الثقل كاتم الأنفاس ، المعتقد انه ناشئ من عذابات الضمير، وبقية تلك الهلاويس المألوفة،و نتيجة أيضا لبعض المحفزات الضبابية،بالتنازل عن قناعتي تلك ،وتصالحت بدرجة معقولة لحد ما، مع تلك التداعيات التي طرأت وصارت أمرا لايمكن تجاهله. برغم مرور كل تلك السنوات، إلاّ أني لم استطع حتى الآن تحديد كنه ذاك السحر الذي شدني لتلك الفتاة النحيلة، ثم لم يرسلني بعد.. لقد كنت باختصار شديد،في حالة انشدادية تامة ومحكمة،لا انفكاك عنها أبدا..بالضبط مثل أسلاك الكهرباء بين العمودين،أو مثل أقمار زحل من حول زحل،أو مثل الخاطرة في (عقل) المخمور.. لكني بالتأكيد أعرف،أن ذلك السحر أبدا لم يكن من تلك الضروب الهلامية المألوفة ،التي تشد الرجال عادة لسوح النساء،كخرائط الوجوه،وتضاريس الأجساد،وبقية تلك الاختزالات التاريخية المحبطة،التي ظل يبحث عنها الرجل دوما في المرأة التي يود أن يتزوجها.. لا..لا..لقد كانت المسألة أخطر من ذلك وأشد تعقيدا، لكنها كانت في نفس الوقت أكثر تحديدا ودقة..للدرجة التي يمكن أن أقول فيها، أن الأمر كان ،أمر أكون أو لا أكون..حياة أو موت..وجود أو عدم.. وماشابه ذلك من بقية الألفاظ المصيرية الأخرى، التي أراها تجري هذه المواسم،على ألسنة السياسيين بسلاسة تبعث على الاندهاش.. لقد كانت المسألة مثل،مثل،مثل ماذا؟.. مثل أن تتقابل سمكتان بحريتان في منبع أحد الأنهار الدولية.. أومثل نقطة التوازن الذي يبحث عنها بندول الساعة،لكي يحقق سكونه المنعدم.. أو كتلك المواقف الفاصلة التي تتوفر فيها للمعنى فرصة واحدة فقط.. فإما أن تُغتنم أو يحدث الفراغ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
في تلك الأمسية عندما ذهبت إليها في منزل أسرتها،لم أكن أتخيل على الإطلاق بشاعة ذلك المقلب الذي كانت تعده لي ..فعندما جلسنا كالعادة لوحدنا متقابلين ،في ذلك البهو الضيق..وبدأت هي كما تفعل في كل مرة،تتحدث معي بذلك الأسلوب الآسر،الذي يجعلني أمامها أبدو كتلميذ الصف الأول أمام مدير المدرسة السادي.. ثم فجأة كما تفعل في كل مرة،في نفس تلك اللجة التي تتوسط بحر كلامها هتفت : المكيف شغااال والمروحة مدووورة،إنت عرقان كدا مالك.. وبرغم أني كنت اسمع هذا السؤال في كل مرة آتي إليها،وبرغم أني كنت أجهّز أجوبتي المنطقية عليه ،قبل أن آتي في كل مرة..إلا أني لا أذكر أبدأ أن تفضلت ولو لمرة واحدة،بإجابة واضحة عليه..فقط كانت تخرج من فمي الكثير من التمتمة.. ثم تواصل هي :أنا امبارح قريت إنو اللسان ما وسيلة فعالة للتعبير،وإنو ممكن الناس يصلوا لمرحلة بعيدة جدا من الكلام والتفاهم بواسطة العيون..رأيك شنو في الكلام دا؟ كيف يكون لي رأي،والرأي تبيعة العقل، وأنا في تلك اللحظات لاعقل لدي،فقد خلعته كما أفعل في كل مرة،وتركته خلف باب البهو الموارب..ودخلت كما يدخل الناس إلى المساجد،حفايا و خاشعين.. : والله ممكن يعني الكلام دا يكون صاح.. :تجي نجرب؟ وهل أتي بي إليك،إلاّ شغف التجريب.. لكني قلت بتوجس واضح :كيف يعني؟ :لو عاينت لي في عيوني مباشرة لمدة دقيقة كاملة،أنا بقدر أعرف إنت بتفكر في شنو.. قالت دقيقة كاملة،ولم تقل دقيقة واحدة..المكارة تعرف كل شئ..لكني قد خلعت نعليّ خلف ذاك الباب الموارب..فلم تكن هناك جدوى من التظاهر بأن عقلي مازال في مكانه الطبيعي :حاضر.. :لكن في مشكلة بسيطة،قبل مانبدأ.. :مشكلة شنو؟ :قريت برضو إنو الموضوع دا عشان ينجح،لازم الناس تتقمص شخصية الكائنات الماناطقة..و عشان كدا أنا بقترح إننا نتخيل نفسنا قُمريتين..موافق؟ :يعني المطلوب منو شنو؟ :ما حاجة كتيرة،بس تفرد يديك كدا عل خفيف،وتقوم على أمشاطك كدا نص قومة،وتعاين لي في عيوني شديد،وتقول زي القمرية..قوقو،قوقو..موافق؟.. :مافي مشكلة.. وأصدقكم القول،لم يكن هناك شئ من كل هذه السخافات المتتالية،أحمل له هما ،أكثر من ذلك التحديق المميت في عينيها.. وعندما بدأت أنا في تقمص شخصية القُمرية،ووصلت لمرحلة أن أصيح بقوقو الأولى،نهضت هي فجأة من مقعدها واتجهت نحوي،كانت عيناي وحسب الاتفاق، ذاك الاتفاق الذي لايُعقد إلاّ بين قاهر ومقهور،تُصليا بنار الرغبة والنكوص.. ولم تكن هي أبدا نارا هادئة تدرّجية،كالتي يُطبخ عليها اللحم،وإنما كانت نارا تصاعدية عنيفة ،كتلك التي تُغلى فيها الماء للقهوة..كان وضعا لايمكن أبدا محاولة التأقلم عليه.. وأنا أحاول جاهدا أن أجد عقلي الذي تركته خلف ذاك الباب الموارب.. لقد كنت في أشد الحاجة إليه.. إلي أين تتجه هذه الفتاة الماكرة..ماذا يدور في هذا الرأس الصغير البديع..تبدو ثمة خطورة في الأمر.. تبدو الكثير من الخطورة في الأمر.. ثم فجأة،وبخطوة رشيقة جانبية،كأمهر راقصة باليه جادت بها المسارح العالمية، جذبت الباب الموارب..ولأن الباب لم يكن مغلقا بالكامل،ولم يكن مفتوحا بالكامل،وإنما كان في تلك الحدود الوسطية ،حدود انصاف الحلول،تلك الحدود التي لاتضيف للأوضاع المتأزمة سوى المزيد من التعقيد..لذلك انجذب الباب معها على مصراعيه..ويالهول ماظهر لي.. كان أبوها،واقفا خلف الباب الموارب، يتنصت علينا..وصاحت هي باندهاش،لم يبدو لي في وقته أنه مصطنع :أبوي؟ كويس إنك جيت،أنا ماقلتليكم الزول دا عندو نفسيات..عاين ليهو هسة عامليّ فيها قمرية.. لابد أن الأب كان يشعر بحرج شديد للغاية،لكنه تمالك نفسه وقال لي :السلام عليكم وذلك رغم أننا كنا نجلس سويا قبل دقائق معدودة.. وكنت أنا مازلت فاردا يديّ نصف إفرادة ،وواقفا على أمشاطي نصف وقفة..و تاركا لعقلي خلف ذلك الباب الذي لم يعد مواربا..لكن رغم ذلك الوضع الغريب،كنت أرغب في أن أرد على الأب تحيته، كنت أود أن أقول :وعليكم السلام..لكني للأسف الشديد،بدلا عن ذلك صحت :قوقو.. وقاوم الأب في البداية،لكنه سرعان ما انفجر ضاحكا، كان ضحكا صادقا ومحايدا،ضحكا من أجل الضحك في ذاته،وليس تحقيرا أو استهزاء..ومن ثم انفجرت أنا بدوري.. وحضرت بقية الأسرة مهرولة..قالت الأم:خير إن شاء الله؟.. لكن لم يرد عليها أحد،فقد كنت ورب الأسرة مانزال في متاهة ضحكنا الهستيري،وانتقلت العدوى سريعا،وتحولت تلك الأمسية إلى الأمسية العالمية لضحك الأسرة و الخطيب ..لكن الشخص الوحيد الذي لم يكن يضحك، هو هالة.. خطيبتي الرشيقة البديعة، والتي صارت لاحقا ،هذا البرميل المحير.. وعندما سقطت عيناي في لجة عينيها من جديد،كانت النار أخيرا،قد صارت بردا وسلاما،وتحول شعور التوجس والعذاب،إلى شعور من المتعة يستعصم عن الوصف،لقد كان التحديق في عينيها في تلك اللحظات،مثل أن يدخل مؤلف ملهم إلى تلافيف عقلك،ويتعرف على تصورك الذاتي المخبؤ ،غير المدرك بوسائل التفكير والتعبيرالمعهودة،لكيف يجب أن تكون سطوة الجمال،فيكتب ذلك التصور في كتاب ويضعه أمامك،ثم يقول لك:إقرأ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
Quote: تلك الحدود التي لاتضيف للأوضاع المتأزمة سوى المزيد من التعقيد |
أعجبني جدا يا عليش التعبير دا في البداية حيّرني وحاولت أقيس مواقف أخرى شبيهه بموقف الباب,بصراحة ما لقيت في البداية أها بعد فترة وانا احاور و اناور فكرة بوست عن مقالات قادة نداء باريس التي تبرر لتوقيعهم على خارطة الطريق, قفزت الفكرة و الصورة أمامي و تحديدا وأنا اعيد قراءة واقتبس من مقال عرمان :) فا وقعت لي تماما الصورة التي يعكسها هذا التعبير
و كالعادة كتابة جميل اشكرك عليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: محمد البشرى الخضر)
|
أنا البشكرك ياحبيب.. قريت بوستيك هسّ،وكنت دار أجي أفشي فيهو غليلي من كل السياسيين الوهم ديل، حكومة ومعارضة،لكن تاني قلت فوق كم ياخ،ح أقول شنو يعني.. الأيام دي ياصاحب المزاج زي الزفت والحمدلله، بتذّكر حد المرونة بتاع فيزياء الثانوي داك،(أنا كنت بكره الفيزياء جدا) نحن هنا خلاص قربنا نتخطاه.. وواجعنا والله قعادنا ساي كدا..لكن نعمل شنو وللا شنو.. *بفتش في دفاتري القديمة لقيت القصة دي،وعشان أعمل موضوع أرفه بيه شوية (تخيل لي قريب سنة ماقعدت لي قدام تلفزيون ومعلوماتي كلها ياها من المنبر دا) قلت أشوتا ورحت شائتا طوالي،المشكلة هي ماتمت ،كتبتها زمان وزهجت منها وخليتا في النص.. والمداخلة الجاية آخر حاجة فيها،تاني مامعروف نتمها متين،يمكن يوم أو إسبوع أو شهر، أو أقوليك خليتا ليك تمها إنت (كلامي دا ماهظار،لأنو زيارتك لينا وإن كانت تبعث على المزاج الجيد والمزاح والتفكه،لكن الأيام زي ماكنا بنقول زمان :قافلنا معانا للطيش ).. حاول تمها يافردة ،إنت جواك بطل ،جواك أديب.. آسف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفكرة الأساسية (Re: عليش الريدة)
|
واحتفظت هي لفترة طويلة بسرها عن هذا المقلب،لأنها تجيد الاحتفاظ بالاسرار،ودائما ماتكون في حالة سر أو أكثر،و ذلك (كما علمت فيما بعد وبصعوبة شديدة) هو تعريفها الخاص للحب،أن تكون المرأة في حالة من الغموض المستديم،التي تجعل الرجل بالمقابل في حالة من البحث المستديم، لأن الرجل أسرع ما يفقده هو الاهتمام، لذلك الحب عندها كما قالت : هو ( الاحتفاظ بالمشاعر في حالة تحفّز)،فالفهم يروي غريزة الاستطلاع ويزيل الاهتمام، بالضبط ياعزيزي مثل الكتاب عندما تفرغ من قراءته،فقد تراجعه مرة أخرى،لكن من الصعب جدا أن تقرأه بنفس الشغف الأول. وأخبرتني بأنها كانت تشعر بتوجس ما ،من أبيها تجاهي،وتعرف أيضا أن أباها كان يتنصت علينا كلما وجد فرصة سانحة،وأنه يعتبر ذلك من واجباته،وكانت طبعا ترى هذا الارتباك المستمر الذي يعتريني كلما قابلتها..لذلك كما قالت :كنت دايرة أعمل حركة قردية كدا،أضرب بيها عصفورين بحجر واحد،إنت وأبوي.. لكن العصافير التي ضُربت في تلك الأمسية من ذلك الحجر الرشيق،كانت من الكثرة بحيث لايمكن أن تُحصى.. :لكن ماكنتي خائفانا نزعل منك عشان مقلبك الشين دا؟ :لا،نهائي؟ :وليه واثقة كدا؟ :ماعارفة بالضبط،لكن يعني زي ماتقول كدا،لما الزول يكون متأكد من إنو الناس بعزوهو،فبقوم يعتمد على الحاجة دي وبتصرف بارتياح. في تلك الأمسية مُنحت لقبين،أو هو لقب واحد انشطاري..صارت هي تناديني ب قماري..وصار أبوها (لاعتبارات حفظ ما تبقّى من الوقار ،وعدم هدم الحدود بالكامل) يناديني ب أبو القُمر..وأحيانا يضيف إلي اللقب لفظة يآخ..فيقول :أبو القُمر يآاخ.. في تلك الأمسية،وبفضل ذلك الحجر الرشيق،أصبحنا نحن الثلاثة،نعرف بوضوح شديد ،أن أرواحنا قد خُلقت من نفس درجة اللون الضيقة،في ذلك القوس متعدد الألوان ، الذي منه صُنعت الأرواح.. وصرنا فيما بعد،نتعرض تباعا لتمرد هذه الأرواح ،التي اكتشفت أنها تعرف بعضها منذ زمن سحيق،منذ قبل أن تنزل من علاها، وتتوزع على هذه الأجساد الطينية التي فرضها منطق التكاثر..لقد ظلت أرواحنا لأكثر من عشر سنوات،تتمرد على كل مسميات واعتبارات الطين السفلية هذه،فقد كنت أنا مرات عدة الأب وهالة،وكانت هالة الأب وأنا،وكان الأب هالة وأنا.. واستمرت في نموها هذه الحدود الهلامية، وهذه الأوضاع الشاردة عن القياس ،إلى السنة العاشرة من الزواج، تلك السنة المدهشة ،التي حصل فيها تحديدا، ذلك الطلاق المشين..والذي بدوره أثبت لي أنه مثلما هنالك في هذا الكون ،كائنات لاتدرك بالعين المجردة، وأن إنعدام إدراكها هذا ،لاينفي وجودها ولاينفي أدوارها الخطرة .. فأيضا هناك في هذا الكون عواطف وتصورات ووساوس ومواقف،لاتدرك بالفهم المجرد، وانعدام إدراكها هذا،لاينفي وجودها ولاينفي أدوارها الخطرة... بل يزيدها خطورة على خطورة. هل أسلفت لكم : أن الحب فخ التكاثر الذي به يجندل الفرائس.. ومثلما لديها هي تعريفها الخاص للحب،أصبح لدي تعريفي الخاص أيضا،أصبحت أعرف أن الحب هو أن تعطي المرأة ..أن تُلهم...أن تحرك كل تلك الغدد المتكلّسة،أن تصنع في داخل من تحب شيئا من لاشئ.. وعندما خرجت في تلك الأمسية الفاصلة،كنت في نفس درجة الثقة التي جعلت أرخميدس يفكر في تحريك الأرض..لكني كنت أنبل من أرخميدس،فقد كان هو يستمد غروره من العلم،وكنت أنا استمده من الحب.. ولولا الحب لما خلق العلم..وكانت المسافة بيني وبين عنترة تكمن في شيئين فقط، سيفا مصقولا لأجندل به الناس في الطرقات،ولسانا طيّعا لأ دلق به ما في قلبي من براكين.. لكني عوضا عن كل ذلك ذهبت للإستاد ..فورا من ذلك البهو وإلى الإستاد مباشرة..لأشاهد تلك المباراة الحاسمة للفريق الذي أشجعه ضد ذلك الفريق المنافس..كنت أحمل على شغاف قلبي الذي تعلم الجسارة للتو، كل رغبات الكون في التحرش،والاستهانة،والإثبات.
| |
|
|
|
|
|
|
|