دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: السوريين وبنات الخرطوم - كلاكيت ثاني .. صور (Re: ناصر حسين محمد)
|
الأخ العزيز ناصر... تحية طيبة ...،
أتوقف قبل البدء والشروع في مداخلتي بتلك القصة التي وردتني على شات الواس أب .. بأولئك الزائرين للمدينة لأول مرة في حياتهما ... فنزل أحدهما مع أصدقائه وكانوا رفقة مجون وفساد وهلس ... وحينما عاد لقريته سألة الناس عن المدينة فاد بانها سكر ودعر ونساء ماجنات ورجال فاسدون ... وسلك الآخر طريق الى المسجد ليؤدي صلاته ... ولاقى ما لاقى من ضروب الخير والكرم والصلاح في المدينة ... فنعتها بأنها مكان أهله كلهم خير وكرم ونظافة وجمال ... فالاناء الذي امتلأ بالفساد وسوء الخلق والحقد وتصيًد السلبيات لا يمكن ان يفيض الا بكل المشاعر السلبيه مهما ... تفاءلت بأن البذرة يمكن ان تنبت يوما ...
لم يسبق لي أن زرت سوريا من قبل وكان حلمي أن أزورها يوما ما ... وكل من الأصدقاء من زارها ... تحدث عن بقعة جميلة وارفة الظلال جميلة في كل من حولك من بيئة وإنسان ... رخيصة مزدحمة بصنوف من الطعام الجيد والرخيص والفواكه من كل صنف .. ولكن كان يصدمني كثيرا .. حكاية أحد الأصدقاء بأن صبيا كان يهرع خلفهم والدعوة للجنس في بيتهم لأخته ...وآخرون لسلوك جنسي شاذ أكثر أنحرافا ... كنت أتساءل هل تحت ظلال هذه الجنان الوارفة يحتاج الانسان الى أن ينحرف .. وهل يمكن تنميط جل الشعب السوري كذلك بالطبع لا والف لا ... وكل انسان في هذا المجتمع هو نتاج اسرته ... بالأمس كنت مع صديقي عادل أمين ومن الصدف قبل قراءة هذا الموضوع بأن سوريا أنتقل من الدراسة من طب جامعة الخرطوم الى طب جامعة صنعاء ... ومندهش تمام الاندهاش كيف لشعبنا السوداني به إختلاط في الجامعات بين الأولاد والبنات أو الطلبة والطالبات دون إنحراف أو سلوك لا أخلاقي بل اشاد بصورة جيدة بأخلاق الشعب السوداني وسمو أدبه ...
أي كان المواقف متعددة فعند زيارتي القريبة للسودان نأيت عن الاقامة مع الأهل ونزلت بفندق لأكمل عملي مع الشركة ومتابعة الكثير من الامور الهامة ... أعجبت بالفندق من كامل مكوناته ... والخدمات المقدمة ... وعبرت عن رايي تجاه الفندق لموظفة الاستقبال بصورة عفوية وطلبت البيزنس كارد الخاص بالفندق ... كعنوان أحتفظ به وربما مستقبلا من ضمن سجلات الفنادق في الشركة عسى أن تحتاجه وطبيعة عمل الشركة ... قوبلت باندفاع غير مبررمن الموظفة بل قدمت لي رقم موبايلها الخاص ... وتبريري لهذا الموقف بأنها إنسانة بريئة رأت فيها أخا كبيرا أو فلنقل مقام والدها ... ربما يبرر آخر هذا الموقف بصورةقبيحة أو مشينة ... وما يحدث في بلادي من انحراف لا تجافيه حقيقة واضح وباين بيان الشمس ... ولكن ليس السودان فقط فكل البلدان فيها هذه الظواهر التي نقلتها هنا بكل عفوية ...
قابلت كثيرا من اليمنيين بل كثير من التقي باليمنيين نتاج نزوحهم الأخير للسودان ونظرتهم إيجابية جدا عن الشعب السوداني ... ومن الحكمة أن نتعامل مع من ينتقد منهم بلدنا وفق قواعد مرنة ومخاطبتهم على قدر عقولهم ولايتوقع من الناس أجمعين شكراً أو إحساناً... يكفي بنا إحساسنا وإيماننا بقدراتنا واخلاقنا أما من ينتظر تقييم الآخرين فسوف يعاني كثيرا ....
أخيرا ومن الأهمية القصوى بمكان ...، أخي ناصر ... ـ أخاف أن يبدأ الموضوع هكذا وينتقل الى قضية تأليب ,,, تؤدي للفتك بعشرات الناس دون ذنب لهم وخاصة أن تبارات الغلو والتطرف والعنصرية والتعصب الديني وفرض الوصاية تتمدد في بلادنا ... ولكي لا يكون الموضوع جاذب لآراء ذوي الأفق الضيق تجاه الاغراب في السودان .... أري أو استمحيك طلب مسحه بالكامل ...
ان الاختلاف بين بني البشر من عامة الناس حقيقة بديهية يدركها معظم الناس ... هذا الاختلاف له عدة مستويات يصل أشدها إلى الانفلات السلوكي اللاأخلاقي الذي يدفع طرفا أو جهة إلى تنميط بعض المجتمعات وكانها جميعها داعرة ... وفقا لممارسته وقد يدفع الآخر الى تنميط مجتمع ما بأنه مثالي وهذا مستحيل ... وقد يدفع البعض الى الدفاع عن أخلاقه وذاته بآليات مختلفة منها ما عرضته أنت هنا ةقد يقود الى غرس فكرة التعدي على الآخر ، هنا يبرز موضوع «التأليب» كمصطلح يمثل الوقود الفعلي لأشد أنواع خلق الفتن بين الناس وأن أكثر الطرق المستخدمة اليوم في التأليب ضد الجماعات هو تعميم التصرف الاستفزازي الخاطئ لشخص ما على كل المجموعة التي ينتمي إليها، فعبارة "السوريين وبنات الخرطوم" به تصنيف أو إيهانم للجميع بأن هذا الفعل ليس فعل فردي أوشخصي بل يعبر عن قناعة جميع السوريين المتواجدين في السودان وأنه من صلب سلوكهم ... أملي أن وصلتك فكرتي حذف الموضوع ...
مع شكري الجزيل لكم ...،
| |
|
|
|
|
|
|
|