|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
(حِرة) جدنا الأحيمر لم تكن سيئة في كل الأحوال، فقد كانت تمزج بين الشدة واللين، وتكتسي بصفات انسان الريف وعذوبة ماء النيل فيفيض قلب صاحبها بالشجاعة والكرم والرحمة والوفاء، أهلنا الطيبون يقولون أن (الحرة) أخت الكرامة وغالبا ما يحمل القلب الحار سر من أسرار الصالحين ، ولقد كان الكرم الزائد هو أبرز أسرار ومفاتيح (حرة) جدنا الأحيمر ، فالرجل عندما يتكرم فكرمه من النوع الشاذ، العمدة يقول أنه كريم لامن عوير بينما يلقبه أهل القرية ب (التساب)، ويقولون أن النيل لا يفيض إلا عندما يفيض جدي على اهل القرية كل عام، وعندما يفيض يلحق بنات التساب وكل اهل بيته (الغتس) .. اشارة لتعب أهله من كرمه، ويقولون أن سكين جدي كانت دائما حمراء، لاتبرح رقاب البهائم أبدا. تقول أمي أن أباها باع جزء من أرضه مقابل عجل ذبحه إكراما لصاحب العجل .. والأرض عندنا تسمى طينا، وعندما تلامس النيل تسمى جرفا، والطين عندنا لايباع ولايهدى، وأراضي الزراعة عموما تأتي في الدرجة الثانية من حيث العز، وترتيبها حسب الاعتقاد السائد مابين البهائم والروح . الساكن الجديد نزل ضيفا عند جدي وليس معه غير عجلين سمينين جاء بهما من أقصى شمال الوادي، وبعد أن شرب الشربات والقهوة والشاي أبدى رغبته في المغادرة ،إلا أن الأحيمر لا يذهب من عنده زائر إلا بعد الذبائح والاطعام، الضيف اعتذر بأنه متعجل في حاجة يعرف أنها لا تتوفر في قريتنا، فهو يرغب في شراء أرض زراعية يعيش عليها بعد أن أغرق الفيضان كل أراضيه في موطنه الشمالي، جدي يريد أن يكرمه بالذبائح ولكن البهائم في وقت الخريف لا تاتي من مراعيها إلا مساءا، قال جدي للضيف: (ناس البلد ديل مابيعوا طينهم بأي تمن، لكن وقت نزلت في داري ما بتمشي بدون تقضي غرضك، ونحن ما بنخلي ضيف يمشي من الحلة قبل يضوق الكرامة، عشان كدي أنا بعت ليك خمسة فدان من جرفي بتمن تورك السمين فيهم) . وقبل ان يبدي الضيف رأيا سل جدي السكين وضبح العجل وأكرم به الضيف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
=
واصل يا تاج هذا الحكي الطاعم الحلو حلاوة برتكان خالك العُمدة وأكرمنا بمواصلة هذا السرد المشرق الساحر الخلاب، وهذه اللغة الصافية والساحرة كسحر (غابريال ماركيز) هذا ليست خواطر ولكنه مشروع ناضج لرواية لا تقل جمالاً ولا روعة عن تلك الأساطير وأعمال السحر التي أتقنها وعلى مدى مائة عام أهلنا خلال عزلتهم المجيدة في (ماكندو).
ابتعد تماماً عن السياسة يا تاج، ويمكنك أن تتمتع باستراحة محارب بعيداً عن موضوعات الاقتصاد، وفارق درب فتيان إيران وحسناوت فارس فُراق الطريفي لي جملو.. وأمسك قوي في درب أخوالك العُمدة والعطا وتراث جدك الإحيمر، وواصل هذه الحكاوي الثرية و"الدهينة" والطاعمة حد العشرقة.. يا أخي أنت مدهش ومُبهر.
التحية لك وللأخ الكباشي، وسامحنا على التشويش ... .. .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: الصادق عبدالله الحسن)
|
Quote: واصل يا تاج هذا الحكي الطاعم الحلو حلاوة برتكان خالك العُمدة وأكرمنا بمواصلة هذا السرد المشرق الساحر الخلاب، وهذه اللغة الصافية والساحرة كسحر (غابريال ماركيز) هذا ليست خواطر ولكنه مشروع ناضج لرواية لا تقل جمالاً ولا روعة عن تلك الأساطير وأعمال السحر التي أتقنها وعلى مدى مائة عام أهلنا خلال عزلتهم المجيدة في (ماكندو).
ابتعد تماماً عن السياسة يا تاج، ويمكنك أن تتمتع باستراحة محارب بعيداً عن موضوعات الاقتصاد، وفارق درب فتيان إيران وحسناوت فارس فُراق الطريفي لي جملو.. وأمسك قوي في درب أخوالك العُمدة والعطا وتراث جدك الإحيمر، وواصل هذه الحكاوي الثرية و"الدهينة" والطاعمة حد العشرقة.. يا أخي أنت مدهش ومُبه |
التحايا أجزلها وأطيبها لك أخي الصادق، وكواليق من الود الصافي نهديك لها بمناسبة زيارتك السمحة سماحة اهلنا الطيبين. وانه من دواعي فرحنا أن يلامس هذا الحكي بعضا من نفسك وروحك الجميلة .. وان كان ما قلته فوق وصفنا إلا أن صدق الشخوص في هذه الخواطر هو ما يجعل وصفها بالعمق حقيقية.. أما حديثك عن محاولاتنا في السياسة فهي لا تعدوا كونها وسيلة لتحقيق أمال مشرقة للوطن، والاقتصاد كذلك مهنة أكاديمية نتمنى تطبيق ما عرفناه منه فعلا لا قولا .. وتبقى في الأخير هواياتنا التقنية (تكنلوجيا وأدب) هي سبيلنا وأنفاس مستقبلنا الذي نتمناه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
سلام يا تاجو Quote: نتجاوز ألم العنصرية والأدب وحذف البوستات قليلا ونكتب بعض الخواطر |
وهذا أجمل ما في هذا البوست من كثر جميلات
ولا يفوتني في هذا المقام إلا أن أترحم على جدي لأبي الفكي الاحيمر (شفت كيف) وهو رجل حفظ القرآن وهو صغير يرقي الناس .. يكتب البخرة والمحاية .. ويحوّط المفقودة ولا أذكر أنه حوّط شئياً مفقودا إلا ورجع لأصحابه والله أعلم حنين .. ودمعته قريبة .. نستجير به عند غضب آبائنا لهم الرحمة والمغفرة جميعاً فقد أثروا وجداننا وتاريخنا
كسرة يا مان: يعني الحرارة ما فايتاك .. كان من جدك كان من خالك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
وعليكم السلام اخونا عمر ابوعاقلة .. لك التحية و الشكر وبالات من الود .
Quote: ولا يفوتني في هذا المقام إلا أن أترحم على جدي لأبي الفكي الاحيمر (شفت كيف) وهو رجل حفظ القرآن وهو صغير يرقي الناس .. يكتب البخرة والمحاية .. ويحوّط المفقودة ولا أذكر أنه حوّط شئياً مفقودا إلا ورجع لأصحابه والله أعلم حنين .. ودمعته قريبة .. نستجير به عند غضب آبائنا لهم الرحمة والمغفرة جميعاً فقد أثروا وجداننا وتاريخنا
|
ويا سبحان الله على هذا التوارد العجيب للخواطر ففي توقيت حديثك عن جدك الفكي جاء حديثنا عن جدنا الفكي الكبير شيخ الحيران. وفيما يبدوا أن جدك نسخة مخبأة من جدنا .. كما ان لك احيمرك ولنا أحيمر وانت عمر وأنا عمر ويا بكري ألحق
.. .. أرجو يا عزيزي ان تتابع معي رواية جدنا الكنقار لعله يكون مرادفا لواحد من أهلك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
لي الشرف يا عزيزي .. وأيما شرف
يكفي نار التقابة التي لم ولن تنطفئ
قص وأسرد سردك .. قشة ما تعتر ليك
مودتي
عمر ود الاحيمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر أبوعاقلة)
|
قواسيب ودي ومحبتي لك يا عمر والشرف الباذخ انت الذي نعتز به أتمنى أن يعينني الوقت على لملمة البقية والاتمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
جدنا الفكي (شيخ الحيران) رغم حرته وصعوبته و(كثرة أطيانه) إلا أنه كان شيخا ورعا و زاهدا ، بسيطا في تعامله ومظهره، وكان أكثر أكله وأطيبه لنفسه الكسرة بالويكة. الجد كان يجلب (بالات) الذرة كل موسم باللوري (الهوستن) الذي ورثه فيما بعد للـ(مبروك)، وكانت سنابل الذرة الخضراء الضخمة تميز حواشاته عن حواشات غيره في الصعيد، وكان يزرع البامية بكميات هائلة في الجزيرة (النية) مع دخول (الضراع) أو نزول أول قطرات المطر، ويجنيها الحيران بالمراكب بعد أن تغمر الجزيرة ماء الفيضان، وعندما تحصد الذرة وتقطع (البامية) وتنشف يجمعها مع جوالات البصل في فناء خلوته، يخرج زكاتها أولا عدا حاضرا، ثم يوزع العيش (الفريك) لأهل القرية لعمل كرامة البليلة، ثم يلم الباقي في (قطاطي) ضخمة شيدها في طرف الحلة لضمان التهوية ... هذه الموؤنة عندما تجتمع تكفي الخلوة والحلة لعام كامل. جدتي كانت تصف حب والدها الفكي للويكة، فقد كان يوصيها كل صباح وهو خارج للخلوة بقوله: (الكسرة الرهيفة كان ماعستيها الدغش ما بتقعد، عشان هبة الصباح فيها الصحة والبركة، وبعدين الويكة دي يابتي والويكة دي لايقيها سادة وتخينة، وبعد تكتري فيها الشرموط والبصل تاني ماك مسئولة من طعمها) فطور الفكي كان يأتيه باكرا في قدح كبير ملفوف في إزار قيل أنه حج به زمن الحج (كان بالجمال)، يبدأ الشيخ بفتح الصرة أمام الحيران ويخرج الكسرة ومن ثم يفتح (البستلة) ويدلق بعضا من ذلك السائل اللزج السميك على الكسرة، ثم يصب ابريقه على القدح كل ما تبقى من ماء وضوء صلاة الضحى، بعد ذلك يعجن الخليط بيده الخشنة وكأنه يعيد طحن حبيبات الويكة والذرة الدراش من جديد، ثم يخرج عدة بصلات كبيرة يضربهما بقبضته كملاكم محترف ويشتتها على القدح، بعد ذلك ينادي في الحيران أن هلموا إلى (فكة الريق) ... أغلب الحيران يستهلون افطارهم بقدحه هذا، ثم ينتشرون ليكملوا فطورهم من (القداحة) الموزعة داخل الراكوبة، أما الشيخ فيكتفي بهذه البركة ويقوم لتناول قهوته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
جدي الفكي عليه رحمة الله لم يكن له (حيران) غير طلبة القرآن، ولكن في بعض الأحايين كانت تأتيه وفود ومريدين من خارج المنطقة للزيارة والبركة، وغالبا ما يأتي معهم (المداح) يقيمون ليالي الذكر والمديح، جدنا (الكنقار) لم تكن تعجبه حركة المداح في المنطقة لما فيها من تقييد لتصرفاته وتأجيل لمناسبات أفراح الحلة ومايتبعها من (حفلات) ، وهو بطبعه ووسامة (صباه) كان أكثر ميلا لحياه الطيش والشباب . في اليوم الأخير من كل زيارة وقبل رحيل المداح كان الجد يقيم (وليمة) كبيرة يودعهم بها ، ويختم لهم أيام الكسرة بالويكة بخاتم السعادة والشواء، يذبح لهم البهائم ويصنع لهم الرغيف وعصائر البلح ... لحوم الضان الطازجة تغلى في براميل كبيرة ويصنع من مرقها الطاعم الفتة ب(الطش) الكبير. في آخر أعوام الفكي أعجزه الكبر عن إقامة المأدبة، فدعا المداح ليقضوا يومهم الأخير مع أولاده الثلاثة ... بيت الاحيمر استقبل جلسات المديح الصباحي ، فذبحت لهم الذبائح وحملت إليهم المشويات وأطايب (المرارات)، وفي الغداء ذهب المداح للمبروك ، والذي كلف نسائه بطحن جوالين من الذرة -خالي من (البتاب)- على (المحراكة)، وأتبعهن بجوال كبير من الفاصوليا البيضاء .. ثم (أشبع) المداح كسرة بملاح ال(بربور) حتى انتفخت بطونهم وأوداجهم، وغلب عليهم الرقاد فلم يقدروا على مدحة العصر، وعندما جاء العشاء في بيت الكنقار لم (تقو) بطونهم على الطعام اذ أن الفاصوليا عندما تختلط بالويكة لا (تنهضم) بين عشية وضحاها. وفي بيت الكنقار تم طحن جوالين من القمح البلدي صنعت منهما أطباق (الفطير) للعشاء، وأحضر الرجل مع صواني الفطير خمسة (جرادل) كبيرة مملوءه باللبن ثم صاح في المداح: (يلا انزلوا يا جماعة كل نفرين في صحن، الجرادل دي .. واحد فيها لبن معوز، والأخضر داك مليان لبن نعاج، والتالت الاصفر فيهو لبن نياق، والجردلين السادة ديل فيهن لبن البقر، أي زول يختار اللبن البعجبو ويملح وياكل). المداح انتشروا بتكاسل على قداحة الفطير، وكل واحد تناول لقمة أو اثنتين من طرف (الصحن) العملاق وقال الحمد لله، اذ ان (ملاح البربور) مازال له مفعول في البطون كالبركان ... الكنقار لم يعجبه الأمر، أمسك أمامهم الجردل الذي فيه لبن (النياق) ورفعه بكلتا يديه على (فيه) ولم ينزله إلا فارغا، بعد ذلك هز سيفه الذي كان يلازمه كظله في المداح العشرة، و حلف عليهم بالطلاق( إما يكملوا اللبن) أو يذهب فينحر لهم ناقة يتعشون بها، وأعقب حديثه بأن وضع أمام كل اثنين جردل من لبن وحلف (طلاق ثلاثة) هذه المرة ألا يتركوا فيها مثقال (جغمة)، شنب الكنقار الكبير المغطى بزبد لبن الناقة، وسيفه الذي على كتفه ونبرته الحادة في حلف الطلاق أجبرت المداح على (تناوب) شرب اللبن ... الذين تابعوا المشهد أقسموا على أن أن بطون المداح انتفخت و(تفنقلت) معها عيونهم حتى سالت دموعهم على اللبن، وأن آخر جرعات في الجرادل تغير لونها الى لون الماء ، ورغم ذلك لم يدعهم الكنقار لدموعهم ، بل ظل يسقيهم اللبن حتى خلصوه قريب (النباه) الأول، وعندئذ فقط فك أسرهم من بيته، ومنها انطلقوا إلى أهليهم مباشرة، وكانت هذه آخر مرة يرى فيها مداح (من خارج المنطقة) في زيارة للخلوة. وعن (الكنقار) أب سيفا حار نحكي في المرة القادمة باذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
Quote: يا أبوي مافي ضيوف.. ديل حمير عايرات ساكت وما معاهن زول) قالها الخال متوسلا .. ولكن الجد العنيد مابين مصدق ومكذب صاح فيه :(علي الطلاق كان حمير ما بنخليهن .. أمشي (تور) أخوانك سريع وأجروا وراهن أقبضوهن ، وأي واحد منهن أدوهو علوق في مخلاية .. وبعد ما يشبعن فكوهن يواصل جريهن). |
صدقني يا عمر التاج عمك دا ( متلقي حجج )
ليس الا
وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
ابوي واعمامي رحمة الله علي من مات ومن هو حي. كانوا يِدَّلوا البحر لي زراعتن ومرات يتشكلو يختوه قرض وبالليل كل زول يجيب عشاهو في الديوان وياكلو مع بعض زي الماحصلت حاجة. عندهن بابور فوق البحر شركة بيناتن ـ يوم البابور عاوز تصليح جابو المكنيكي والناس ملمومة راجية البنطون ـ الوالد الله يرحمه اتدخل في شغل المكنيكي قام عمي نهرو وقالُّو ات شن عَرّفك بالبوابير ـ ابوي انسحب براحة واختفي من المكان ـ بعد شوية جات بت عمي ـ (الـ نَّهَر ابوي) شايلة الفطور لي ابوها واعمامها,, ابوها قال لها روحي شوفي عمك احمد خليهو يجي للفطور ـ البت تتلفت لمحت عمها قاعد في راس الجزيرة مشت عليهو لقتو ماسكلو حجر اخرش من حجارة راس الجزيرة ويدعك فيهو بي ايدينو اللِّتنين نامن جابن الدم ويبكي ـ البت قاتْلو سجمي ياعمي مالك؟ قال لها أنا يازهرة ابوك ينهرني قدام الرجال ـ انا جيت اتفشا في الحجر ده عشان ما اعوِّقو ونبقي سِيرة البلد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عبدالعزيز الفاضلابى)
|
الكنقار واسمه الحقيقي (أحمد) هو الأخ الاصغر (غير الشقيق) للاحيمر والمبروك، لقب بالكنقار نسبة لأمه (طيبة) التي تنتمي لعائلة (الكناقرة) المعروفة في البطانة، وطيبة هذه كانت من أجمل نساء العالمين، تحكي ضرتها التومة عن عرسها من الفكي فتقول:( السنة ديك مشى جدكم لي زراعته في الصعيد في نص (الضراع)، وكنت عايزة الحقو بعد الواطة ما تبرد شوية و يكون جهز راكوبته و(تايته). بعد يومين سمعت بي خبره جا و نزل عند ناس خاله ( أُمحمد) وقالوا معاه بنية بيضا زي (القمرَة) ، لما سمعت خبر (البت) دي حيلي برد وجاتني (غمة) والغيرة حرقت حشاي، قمت ناديت المبروك قلت ليه أجري سريع جيب خبر (الداهية دي) وتعال ... بعد شوية جاني ولدي يجري وقال لي "يا يمه لقيت الناس بتبارك لي ابوي وقالوا عرس"، ومن ما سمعت كلامو ده راسي لف وعيوني طششن، وبدون ما اشعر لفحت توبي وجريت جري على الساقية، وما شعرت بي روحي إلا بعد ما وقعت في البحر). الجد فيما بعد أكمل القصة وقال :( لما سمعت بغرق التومة، جدعت عروسي الجديدة فوق الناقة (المشدودة)، و قمت (صوف) على البحر، الناقة تجري و(الحلة) جارية وراها، ولما وصلت (القيف) أعاينك لمة رجال و في نصهم (التومة) مدمدمة، طفرت من الناقة على راسها، وقريت فوقو آيتين تلاتة طوالي رفعت راسها، ومما فتحت عيونها طوالي وقعت عينها على العروس، وقامت نطت عليها دايره ترميها من ضهر الناقة .. مسكتها من ايدها وأديتها كف عشان توعى سمح، قامت مسكت ايدي وجرتني لا من وقعت، ودنقرت فوق راسي زي الأسد وقالت لي : "دي مني البت دي؟" .. وكان ما حنستها وقلت ليها "دي بت عيانة وجابوها لي عشان أعالجها" كانت كتلتني).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
يقول (الفكي) أنه لم يكذب في حياته أبداً، وأن زوجته (طيبة) عندما رآها لأول مرة في (الخلا) كان فعلا (راكبها) الجن الأحمر قبل أكثر من خمس سنوات .. أهلها ما تركوا طبيبا أو شيخا إلا و زاروه ، وأخيرا ذهبوا إلى الشيخ (الطيب) شيخ طابت، وبقوا معه ستة شهور من غير فائدة ، وفي النهاية قال لهم الشيخ ( بتكم دي علاجها عند الفكي شيخ الحيران)، وعندما ركبوا (لوريهم) في رحلة العودة إلى ديارهم في (ام شديدة)، مروا (مع المغارب) بأرض الجد وألفوه وقد انتهى لتوه من (تربيط) راكوبته ... سلموا عليه واستأذنوا للمبيت بجواره فأذن لهم، و بعد ان صلى بهم العشاء حكوا له قصة ابنتهم المريضة، وقالوا أنهم سيذهبون (للفكي) بعد ان يرتاحو يومين أو تلاتة وسط أهليهم، فقال لهم الجد (أمشوا جيبوا لي البت العيانة.. أنا الفكي شيخ الحيران). لم يتبين الفكي ملامح البنت المربوطة إلا في الصباح، ولكنه عرف سرها من أول نظرة في الظلام، فقال لأهلها ( البت دي أنا بعالجها في باقي الليل ده، لكن الجن الراكبها ده من النوع ابو ( لهب)، وكان ماعرستوا ليها طوالي، برجع بركبها تاني ومابطلع الا بي "روحها"، دحين شوفو لكم أي راجل في اللوري نعقد ليهو عليها قبال الفجر). بدأ الشيخ بفك قيد الفتاة ، ثم طلب من أخوتها الامساك بيديها وأرجلها ورأسها، وشرع يقرأ آيات السحر والجن، دقائق من التلاوة وبدأت البنت تصرخ، فقام باشعال "بخرة خضراء" أثناء قراءته فإذا بالفتاة تهتز كأنها جان، ومن ثم دخلت في اغماءة طويلة والفكي مواصل قراءته، وفي منتصف الليل تصبب منها العرق غزيرا وبردت أطرافها كقطعة من ثلج ، وقبيل الفجر بدأت تتحرك كمن صحى من نوم ثقيل، ثم سرعان ما فتحت عينيها ونطقت قائلة: (أنا بقيت كويسة يا أبوي).. الأب وأسرته لم تسعهم الفرحة وهم يرون ابنتهم تنظر إليهم بشوق لأول مرة، و تتعرف عليهم واحدا تلوا الآخر، وعندما طلب منهم الشيخ احضار (العريس) ليعقد له عليها، لم يجدوا ممن معهم شخص من غير محارمها، فقال الاب للشيخ ( أنا ابوها، وديل الاتنين اخوانها، والسواق عمها، والبت دي ما في زول بتحل ليهو إلا أنت، دحين أخدها ومهرها علاجها).. وكان أن تمت الزيجة المباركة قبل الفجر و أثمرت جدنا (احمد الكنقار) .. أحر رجال حلتنا في تاريخهم الحديث.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
Quote: بوي واعمامي رحمة الله علي من مات ومن هو حي. كانوا يِدَّلوا البحر لي زراعتن ومرات يتشكلو يختوه قرض وبالليل كل زول يجيب عشاهو في الديوان وياكلو مع بعض زي الماحصلت حاجة. عندهن بابور فوق البحر شركة بيناتن ـ يوم البابور عاوز تصليح جابو المكنيكي والناس ملمومة راجية البنطون ـ الوالد الله يرحمه اتدخل في شغل المكنيكي قام عمي نهرو وقالُّو ات شن عَرّفك بالبوابير ـ ابوي انسحب براحة واختفي من المكان ـ بعد شوية جات بت عمي ـ (الـ نَّهَر ابوي) شايلة الفطور لي ابوها واعمامها,, ابوها قال لها روحي شوفي عمك احمد خليهو يجي للفطور ـ البت تتلفت لمحت عمها قاعد في راس الجزيرة مشت عليهو لقتو ماسكلو حجر اخرش من حجارة راس الجزيرة ويدعك فيهو بي ايدينو اللِّتنين نامن جابن الدم ويبكي ـ البت قاتْلو سجمي ياعمي مالك؟ قال لها أنا يازهرة ابوك ينهرني قدام الرجال ـ انا جيت اتفشا في الحجر ده عشان ما اعوِّقو ونبقي سِيرة البلد. |
أنا أخوك انت يا فاضلابي .. اعمامك ديل كان بعدو (تب) ببقوا نسابتنا .. دمنا واحد وحرتنا واحدة .. وأهلنا الفاضلاب جيرانا وأولاد عمومتنا . وحرة أبوك (الشاكلوه ( وقام (اتفشى) في الحجر دي ذكرتني بي (شكلة) جدي الاحيمر وجدي الكنقار .. الرجالة ديل قالوا اتشكلوا في حياتهم مرة واحدة، ولمن اشتبكوا و(اتعمتو) ما قدروا يفرقوهم الا بـ(الترتر ) .. سنأتي للقصة قريبا باذن الله. تحية ليك ..وراجنك في الغريق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
على نقيض اخوته فقد عاش الكنقار شبابه طائشا مغترا بنفسه وجسمه، يقول الذين عاصروا صباه أنه كان أنيقا وسيما فارع الجسم مفتول العضل، وفوق ذلك كان فارسا مغوارا يخشى مجابهته الرجال ... حتى المجرمين و عصابات الشفتة كانوا يعملون له ألف حساب فلا يقتربون منه إلا توددا ورهبة، وفي أماكن اللهو كان مقداما كريما، فعندما يدخل الى بيت (ست العرقي) يستبشر الزوار بمقدمه وينعمون بمجانية الشرب ، أما إذا دقت الطبول و(الدلاليك) وأزفت الحفلات فالكنقار أول من يدخل (الدارة) وآخر من يخرج منها، وإذا لم يعجبه أمرها فنهايتها وشيكة على يديه (يفرتكها) أنى شاء، وإذا رضي عن أهلها فهي محروسة مصانة تتهادى بصخبها إلى صبيحة اليوم التالي. والكنقار رغم قوته وهيبته وطيشه فقد اكتسب من أبيه كثير من صفات الايمان والخير، فكان (حقانيا) ورعا لا يتعدى على حقوق الغير، وكان فوق ذلك صواما قواما ... حكى لي عنه عمي (ود الشين) وقد كان من ندمائه الملازمين ، قال أن الكنقار كان ياتي بصينية ضخمة لجلسة الإفطار في رمضان، وكان يحمل معه جردلين كبيرين من العصائر الطازجة ويعقبهما بجردل ثالث ملئ بـ(المريسة)، وعندما يقوم المبروك يصلي بالناس المغرب، يستعجل الرجلان السلام ويتخيرا مكانا قصيا بجوار الجردل الثالث. استمر الامر على ذلك ردحا من الزمان حتى جاء مساء ملأ الكنقار فيه كوبه قبل الأذان، وحلل الصيام بالمريسة ، وعندما أدرك ذلك المبروك نهره نهرة اهتزت لها كل العصائد في (البرش)، وطلب منه عدم الافطار معهم ثانية، إلا أن الرجل اعتذر للمبروك ووعده بإعادة صوم ذلك اليوم، والتزم بعدم احضار الجردل لبرش الافطار مرة أخرى، ولكنه ظل يدعوا رفاقه لديوانه بعد الصلاة فيقول ( هلموا إلى جردلكم يرحمكم الله).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
ومما يحكى عن قوته أنه كان يصارع التماسيح و(السحاحير) في البحر، والسحار مخلوق شبه بشري عاري الجسم كريه الرائحة مخيف المنظر ، يقول أهلنا الكبار أن السحار أو (عب البحر) هو جنس من آكلي لحوم البشر القادمين من غرب أفريقيا، كانوا يعيشون داخل مياه النيل ويخرجون ليلا فيأكلون البهائم وما تخلف في السواقي) من بشر. جدنا الكنقار لم يكن يخشى السحار ولا التمساح ولا (القرنتية)، بل كان في صباه ينام في عقر دراهم يوم اكتمال القمر من كل شهر، يحمل جردله و(عتوده) ويقضي ليلته على (القيف)، ولقد كان له في ذلك الكثير من الحكاوى والبطولات. ففي ذات صباح وجدوا جواره تمساحا ضخما مذبوحا قال أنه حاول افتراسه فضرب رأسه بالسيف، وتقول خالتي (الزينة) أنها استنجدت بالكنقار ذات مساء عندما هجم علي بهائمها تمساح عشاري وخطف واحدة، قالت أن الكنقار لحق بالتمساح في منتصف البحر وصارعه وخنقه في المياه، ولكن التمساح الضخم كان قويا فأفلت من قبضة الكنقار وعضه في كتفه، فما كان منه إلا أن أدخل اصابعه في عيون التمساح و(ساط) بداخلها حتى هرب وترك البهيمة. و تحكي حبوبتي (مسرة) بأنها رأت مع (المغارب) سحارا عملاقا بطول (الجمل) يتسلل نحو الكنقار ويمسك برقبته، ثم يرفعه وينطلق به نحو البحر، الكنقار كان مخمورا فلم يشعر بالسحار إلا بعد أن رماه في الماء البارد، وعندما استفاق حمل السحار وخرج به عدة أمتار من الشاطئ، السحار القوي صارع الكنقار بشراسة وتمكن من حملة مرة أخرى نحو المياه ، تقول الجدة أن المشهد تكرر خمسة مرات وفي المرة السادسة كاد السحار أن يغرقه، ولكن مع أول (شرقة ) تذكر الكنقار السكين التي لا تبارح (ضراعه) أبدا، فسلها بسرعة وطعن السحار في بطنه ثم تركه غارقا في دمائه وماء النيل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
وكانت من حرته انه يفرتق أي حفلة تقام في قريته أو القرى المجاورة ان لم يدع لها، وكان من عادة (الحلال) أن من ياتي الحفلة ياتي ببعض نسائه، زوجاته أو اخواته أو أي من قريباته، وكان الكنقار اذا رفع السيف دخلت النساء، وإذا وجهه نحو الأرض خرجن من (الدارة)، وعندما يهم بالمغادرة يؤشر بالسيف لرقبته فيعني ذلك ان الحفلة انتهت وعلى النساء التوجه نحو (صالة) المغادرة، واذا تاخرت عن اللحاق به أي من نسائه يقوم بمنعها من الخروج من البيت عاما كاملا، حتى صارت النساء تؤرخ بذلك فيقلن (يوم حبسو فلانة). ومما يحكى عن الكنقار أنه يعرس ويطلق نسوان (الحلة)، وكان ممن زوج لهم (والدي) ، يحكي التاج أنه كان صبيا في ذلك اليوم الذي جاء فيه بعد منتصف الليل من (حفلة) بغرب النيل، وكان من عادته انه يقطع البحر سباحة، وعندما وصل الشاطئ تصادف أن الكنقار كان راقدا هناك، وعندما شعر بحركة خروجه من الماء هجم عليه واستل سيفه ليضربه، فصاح الوالد ( أنا التاج .. أنا التاج)، - التاج منو؟ - التاج ود الحاج. - (المعومك) في نص الليل شنو يا جنا؟ - ماني عائم يا عمي، جيت قاطع من الغرب ساكت ، كانت في حفلة بي (حميرا). - وما بتخاف من البحر في الضلمة دي. - مافي ضلمة ، (ترى) القمره مضوية الفجة. هذا الحديث أعجب الكنقار فأزمع في نفسه أمرا، وقال له: - أنت معرس يا ولدي؟ - لا يا عمي لسه صبي . - وما داير تعرس؟ - كيفن ما بدور اعرس، بس أبوي قال ننتظر نهاية الموسم ده، والبتجيبه (الجنينة) السنة دي كله حقي أنا أشيله وأعرس بيهو . - غايتو كان بتدور العرس ما تنتظر الموسم، تعال لي بكرة أعرس ليك (بتي) بالفاتحة ساكت. لم يعتد التاج بكلام الكنقار إذ حسبه كلام واحد مخمور ، ولكنه عندما خرج صباح اليوم التالي الى الجنينة صادفه الكنقار في مخرج الحلة، وبادره قائلا: - ياولدي انا البارح قلت ليك كلام متذكرو؟ - آآي متذكرو ، قلت لي بعرس لك بتي بالفاتحة ساكت. - أها .. أنا الصباح ده اتذكرت انو ما عندي بت للعرس، الكبار عرسن، والاتنين الصغار مخطوبات ، إلا كان بتدور من بنات أخواني بكره بعقد لك. - خلاص ، بدور بت الاحيمر، الصغيرة فيهن. - أبشر بالخير، بجي بعدين بكلم أبوها، وانت تعال بكرة مع أبوك نعقد لك عليها وتسوقها. وفي اليوم التالي تم الزواج كما وصفه الكنقار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
و بمثل ما كان الكنقار يزوج بسهولة كان الطلاق عنده اسهل ، حكى عمي (سعد) انه جلس يوما وهو صغير مع شلة من أصحاب أبيه ، ثم جاء فيهم الكنقار وبدأ يتحدث وبعد كل كلمتين -كعادته -يحلف بالطلاق، وكان عمي يضع خطا على الأرض كلما حلف الكنقار بالطلاق، وفي ظرف دقائق كانت الخطوط تحيط به من كل جانب، الكنقار انتبه لما يفعله سعد فسأله بنهرة: (ده شنو البتشخط فيه دا يا جنا؟) فرد عليه :( ديل 99 شخيت يا عمي، بتساوي عدد المرات الحلفت بيها بالطلاق من من جيت خاشي هنا ، عليك الله قول واحدة تاني وتمهن مية) ، فما كان من الكنقار إلا ان قام غاضبا وصاح فيهم (علي الطلاق ما أتمهن). ومن طرائف مواقف حرته أنه طلق زوجتيه الاثنتين ومعهما زوجات أخوالي في يوم واحد، دخل ذات نهار ومعه نديمه (ود الشين) الى بيت جدي الكبير ووجد النساء مجتمعات على القهوة كعادتهن، طلب منهن مده بفنجانين قهوة على السريع لأن ود الشين (لاحق) السوق، النسوة انشغلن بالونسة و نسين أمر القهوة حتى انصرف ود الشين إلى سوقه، ولما خرج ذهب الكنقار إلى صالة النساء وصاح فيهن بغضب شديد :(قومن يا حروم على بيوت ابواتكن، كلكن طلقانات). تجمع النسوة ذلك كان فيه زوجتى الاحيمر والمبروك، بالاضافة لزوجتي الكنقار، طلقهن الرجل دفعة واحدة، ثم ذهب إلى أزواجهن وأخبرهما بما فعلن، وبقرار طلاقه لنسائهما فاقره الزوجان على الطلاق. ومما يحكى عنه أنه خرج يوما بجمله قاصدا الصعيد، فصادف إحدى طليقاته وهي خارجة في كامل زينتها و(مكياجها)، وعندما رأى وجهها وشعرها (يرقش) مع الشمس أوقفها وسألها: - ماشة وين يا علوية بخلقتك دي؟ - مالك بي يا راجل أطلع ولا أقعد، مش طلقتني خلاص؟ - آآي طلقتك لكن ما قنعت منك ! قال جملته تلك وقفز من دابته إلى الأرض ثم ملأ يديه بالتراب، و(كتح) به شعرها ووجها عدة مرات ثم قال: - خلاص أمشي بعد ده كان ماشه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
يعتبر دخول موسم الحج ومايعقبه من عمل هو نهاية دخولنا المنتظم للمنبر.. ولذا أختم اليوم هذه الحكاوى بحادثتين أنتزعتهما من الآخر، وأتمنى أن أعود الموسم القادم بحكاوى جديدة من حلتنا .. وحتى ذلك الحين إلى لقاء جديد بالأحبة ... والعفو والعافية للجميع. .. .. ومما يحكى عن حرتة جدنا الكنقار أنه أخبر بعض أهله وأصحابه بأن لديه (نفير) لتغيير وصيانة (الساقية) ، و نفير الساقية عملية شاقة يتطلب انجازها على الأقل خمسة من الرجال الأشداء ، ومع طلوع الفجر ذبح الكنقار خروفا أقرنا سمينا ، وطلب من زوجته أن تجهز طعام النفير وتلحق به وقت الفطور. بعد خروجه نحو الساقية حدثت وفاة في القرية فخرج الرجال لستر (الجنازة) وانشغلوا عن النفير، إلا أن زوجته جهزت الفطور و(ستفته) في (قفتين) كبيرتين وحملتهما مع ولدها الصغير على ظهر عربة (كارو) صغيرة ، وعندما وصلت اليه في (الجرف) لم تجد عنده أحدا، ووجدت الساقية وقد تم فكها وصيانتها وتركيبها، فألجمتها المفاجأة وسألته :( وينو نفيرك يا راجل) فقال لها ( نفيري وسويتو براي، وفطوري وباكلو براي) وقام على الخروف و لم يبق منه شيئا.
ومما يحكى عن حرته و قوته أنه تشاجر مع أخوه الاحيمر ذات يوم، اختلفا على جوال بلح يوم قطع نخيل والدهما، وكان شاهدا عليهما أخوهما المبروك ومحمود (أبضراع) وبعض الاقارب والأصدقاء، المبروك احضر معه اللوري الهوستن ليحمل جوالات البلح، وأبضراع حضر لقطع النخل على ظهر تركتر اعتاد أن يحرث به لأهل المنطقة ، وبعد أن تم قطع سبائط البلح وتعبئتها وتحميل الهوستن تبقى جوال غير مكتمل قال الاحيمر أنهم يجب أن يتركوه رزقا و (بركة) للطير والبهائم كما كان يفعل ابوهم (الفكي)، بينما كان راي الكنقار أن يحملوه معهم على ظهر (الحمير)، وأن الطير والبهائم حقها سيخرجونه مع حق الزكاة ، وعندما اشتد الجدال حمل الكنقار الجوال على ظهره وانطلق مغادرا الساقية ، إلا ان الاحيمر لحق به و أمسك منه الجوال وافرغه على التراب، وتيجة ذلك اندلعت المعركة التاريخية الرهيبة، كلا من الرجلين أمسك برقبة الثاني ووقع بها أرضا، الايادي اختلطت بالرقاب والتفت الساق بالساق حتى عجز الجميع من فكهما، وفي النهاية احضر المبروك عربته (الهوستن) وأوقفه بجانب المعركة وربطه فيه حبل غليظ (سلبة)، وطلب من (ابضراع) ان يقف بتراكتره في الجانب الآخر وأن يربط فيه حبل آخر، وتم ربط (قدمي) الرجلين المشتبكين بالحبلين، وانطلقت العربتان في اتجاه متعاكس تجر الرجلين حتى انفك اشتباكهما .
-أنتهت حكاوي الحرة بحمد الله-
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحرة (Re: عمر التاج)
|
سرني ما لقيته من تعليق للصديق الأديب (كبر) على حكاوي الحرة .. نقتبسه كما جاء ..
Quote: (الحرة) ، تابعتها ، وقاعد تذكرني ببرنامج كندي اذاعي (نحن لسع ناس الرادي يا صديقي) اسمو (فاينال كافيه)..وصاحبو اسمو استيورت مكلين.. اها صاحبنا ده.. حكاي.. يحكي ويحكي ويحكي..حكاوي جميلة ومنسابة..و(الحرة ) لا تقل شأوا عن حكي استيورت..لكن على قول الفنان زمان (ما بتدي حريف).. |
نعتز هذه الشهادة ونفخر بآراء جميع القراء هنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
|