الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم الازمة))

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 01:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2017, 02:46 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم الازمة))

    02:46 PM May, 03 2017

    سودانيز اون لاين
    sadig mirghani-joker
    مكتبتى
    رابط مختصر

    هي سلسلة مقالات ومجموعة معلومات استقيتها من عدة مصادر
    تحكي في مجملها أزمة الحكم في السودان
    الحسد هو أول الذنوب في التاريخ عندما رفض ابليس
    السجود لآدم وقال ان انا خير منه
    من هنا بدأت الحسادة.

    حسد - يحسد ويحسد ، حسدا وحسادة
    1 - حسده الشيء أو عليه : تمنى أن يتحول عنه إليه
    المعجم: الرائد
    حسد:
    " الحسد : معروف ، حَسَدَه يَحْسِدُه ويَحْسُدُه حَسَداً وحَسَّدَه إِذا تمنى أَن تتحول إِليه نعمته وفضيلته أَو يسلبهما هو ؛
    ضيلته أَو يسلبهما هو ؛

    قال : وترى اللبيبَ مُحَسَّداً لم يَجْتَرِمْ شَتْمَ الرجال ، وعِرْضُه مَشْتوم الجوهري : الحسد أَن تتمنى زوال نعمة المحسود إِليك .
    يقال : حَسَدَه يَحْسُدُه حُسوداً ؛ قال الأَخفش : وبعضهم يقول يحسِده ، بالكسر ، والمصدر حسَداً ، بالتحريك ، وحَسادَةً .
    وتحاسد القوم ، ورجل حاسد من قوم حُسَّدٍ وحُسَّادٍ وحَسَدة مثل حامل وحَمَلَة ، وحَسودٌ من قوم حُسُدٍ ، والأُنثى بغير هاء ، وهم يتحاسدون .
    وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي : الحَسْدَلُ القُراد ، ومنه أُخذ الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتص دمه .
                  

05-03-2017, 03:00 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    الموضوع متشعب والحديث ذو شجون
    وقد لايعجب البعض
    إلا أننا هنا نحاول سبر أغوار الازمة السياسية في السودان
    دراسة حالة ((الحسد))
    أو الحسادة كما يقول أهلنا
    والمثل بقول ليك
    اليتيم مابوصوا علي البكاء
    أها نحن الليلة يتامى على موائد اللئام
    والامو عريانة مابكسي خالتو
    والجاياك مابتختاك
    دحين اركزوا
                  

05-05-2017, 03:04 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    sudanile.com
    بدعوة من اليوناميد: اجتماعات استثنائية بين حركتي العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي بباريس بدعوة من رئيس اليوناميد وتحت مظلة رئيس البعثة المشتركة للأمم المتحدة : السفير (كنغسلي ماما بلو) تم عقد اجتماعات استثنائية لمعرفة ما تمخضت عنه اراء الحركات في (اتفاقية الدوحة) والتي تعد اللبنة الأولي لهذه المفاوضات و... المزيد... بدعوة من اليوناميد: اجتماعات استثنائية بين حركتي العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي بباريس في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الدول العربية في ذيل القائمة مع استمرار الحرب في سوريا، والقتل اليومي الذي يطال المدنيين والمقاتلين، لم يسلم الصحفيون أيضا من هذا العنف، بين عمليات قتل وخطف واستهداف، لتحتل سوريا ذيل القائمة بين الدول العربية في حرية الصحافة، وفقا للتقرير السنوي الذ... المزيد... في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الدول العربية في ذيل القائمة الاتحاد الاوربي: الصحافة الحرة وحرية التعبير من أهم أسس الديمقراطية حرية الصحافة أساسية لقيام ديمقراطية تسير على ما يرام. ونحتفل اليوم باليوم العالمي لحرية الصحافة في ظروف صعبة تمر بها الصحافة. وتتعرض حرية التعبير وحرية الصحافة لهجمات متزايدة حول العالم. المزيد... الاتحاد الاوربي: الصحافة الحرة وحرية التعبير من أهم أسس الديمقراطية النائب الأول يتسلم قائمة مرشحي "المؤتمرالشعبي" لحكومة الوفاق تسلم النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح رئيس مجلس الوزراء القومي خلال لقائه، يوم الثلاثاء، الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج، قائمة مرشحي حزب المؤتمر الشعبي لحكومة الوفاق الوطني المقبلة. المزيد... النائب الأول يتسلم قائمة مرشحي السودان يرفض إبعاد مواطنيه من المطارات المصرية ويحذّر بالتعامل بالمثل أعلن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، عدم قبول إبعاد أي مواطن سوداني من المطارات المصرية، مؤكداً أن هذا الإجراء سيتبعه تعامل بالمثل حال تكراره، مشيراً إلى أن سياسة التعامل بالمثل حق مكفول بين الدول. المزيد... السودان يرفض إبعاد مواطنيه من المطارات المصرية ويحذّر بالتعامل بالمثل مكافحة المخدرات تعزو انتشار التعاطي بالسودان لرفاهية المجتمع عزت هيئة مكافحة المخدرات، إنتشار تعاطي وتجارة المخدرات في البلاد للرفاهية والنقلة التي حدثت في المجتمع السوداني، وانتشار التقنية والتأثر نتيجة الغزو الثقافي، مؤكدة أن المغامرات والبحث عن أسرع وسيلة للثراء دفعت بفئات كبير... المزيد... مكافحة المخدرات تعزو انتشار التعاطي بالسودان لرفاهية المجتمع البشير يجدد: جهات دولية طلبت منا إعادة (الجنوب) أكد رئيس الجمهورية، رئيس المؤتمر الوطني، المشير عمر البشير حرصَ البلاد على الأمن والاستقرار في دولة الجنوب، وقال إنه سيعمل على إيقاف الحرب والمجاعة هناك واستقبال أبناء الجنوب وإيوائهم ومعاملتهم كشعب واحد في بلدين. المزيد... البشير يجدد: جهات دولية طلبت منا إعادة (الجنوب)























    قصة زلزال مذكرة العشرة ... بقلم: محمد الشيخ حسين

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 20 نيسان/أبريل 2009

    قصة زلزال مذكرة العشرة
    الترابي حضر أول اجتماع لمذكرة العشرة
    محمد الشيخ حسين
    [email protected]
    ما هي قصة مذكرة العشرة الشهيرة التي كانت البداية للمفاصلة التاريخية داخل ثورة الإنقاذ الوطني وخروج الدكتور حسن الترابي وأنصاره من الحكم؟
    هل كانت المذكرة بداية لعملية تستهدف قيادة الترابي شخصيا، بعد أن ظل نحو عشر سنوات أشبه بالمسؤول المطلق عن إدارة البلاد، خاصة أنه استطاع أن ينقل الحركة الإسلامية للمرة الأولى من طور الدعوة إلى طور الحكم فماذا حدث؟
    هل كانت المذكرة عملية خطيرة، لم يتصور الذين شاركوا فيها الأبعاد والمآلات الخطيرة التي أفضت إليها؟.
    هل تحولت فكرة المذكرة إلى تحالف ضم كل الذين كانت لهم مآخذ على قيادة الترابي للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني؟
    يبدو أن الوقت مازال مبكرا على إصدار أحكام نهائية حول هذه المذكرة، على الرغم من أن تداعياتها تظلل حياتنا الآن بصورة دراماتيكية، فمثلما كانت نقلة إيجابية في الحركة الإسلامية عند الكثيرين، تعتبر خطوة سلبية عند الآخرين.
    غير أن الدكتور أمين حسن عمر يقدم هنا رواية متماسكة لمجمل الظروف التي قادت إلى ظهور مذكرة العشرة. ولعل أهمية هذه الراوية تكمن في أمرين:
    الأول: أن صاحبها يعتبر من المقربين جدا للدكتور حسن الترابي.
    الثاني: أن الدكتور أمين يقدم روايته بمنهج متماسك يسرد الأحداث في عقلانية لا تخلو من مثالية، وهنا الجزء الأول من ثلاثية زلزال مذكرة العشرة.
    قبل الحديث عن كيف كان الإعداد لمذكرة العشرة، ما هي الأجواء التي مهدت لظهورها؟
    تبدأ هذه الأجواء بتعريف أن تنظيم المؤتمر الوطني كان جديدا، وفي بدايات تلمسه للعمل السياسي في البلاد. وتزامنت هذه البداية مع قرار بتجميد الحركة الإسلامية صدر قبل يونيو 1989م.
    وتمظهرت الحركة الإسلامية خلال سنوات ثورة الإنقاذ الأولى في الهياكل الفوقية. وحتى هذه كانت مجرد وجوه قليلة من سبعة أشخاص. وكانت هذه المجموعة تتخذ القرارات التي تتعلق بالرؤية، ثم تذهب من بعد ذلك للمؤسسات، ثم تطور الأمر إلى مكتب تنفيذي من ثلاثين شخصا من دون أن يكون هنالك كيان شوري. ثم اُسترجع مجلس الشورى القديم المكون من 40 شخصا بعد أن كان معلقا.
    وبعد قرار عودة مجلس الشورى تقرر أن يوسع المجلس تدريجيا, بحيث تكون دائما نسبة القادمين 60 بالمائة والقدماء 40 بالمائة حتى بلغ مجلس الشورى في مرحلة من المراحل 500 عضو لم يكونوا كلهم من قدامى المنضمين للحركة الإسلامية، بل كان بينهم مستقطبون كثر خلال سنوات الإنقاذ الأولى.
    عفوا د. أمين أنت تتحدث عن سنوات الإنقاذ الأولى، في حين أن زلزال مذكرة العشرة ظهر بعد تسع سنوات من قيام الثورة؟
    هذا الاستدراك يقودني إلى المرحلة التي جاء فيها الدستور في عام 1998م، حيث نص الدستور على التعددية التي تعني بالطبع أن يكون هناك حزب ظاهر للحركة الإسلامية، بمعنى هل تظهر الحركة الإسلامية كحركة إسلامية أم تتخذ إطارا أوسع منها؟ لذلك جاءت فكرة المؤتمر الوطني (كحزب سياسي للحركة الإسلامية). وساد قبله نظام سياسي من حزب واحد قائم على فكرة المؤتمرات المستندة إلى الديمقراطية القاعدية وإلى الشورى واللجان الشعبية.
    الشاهد عندما صدر الدستور ذو الصيغة التعددية, تقرر البحث عن تنظيم واسع, وجاء المؤتمر الوطني، والمهم هنا أن الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية في المرحلة الأولى قضى بتصعيد مجلس الشورى بكامله، لكي يصبح الإطار الشوري للتنظيم الجديد. وحدث اتفاق ثانٍ بتصعيد المكتب القيادي بكاملة ليكون الإطار القيادي. وهكذا أصبحت هذه الأجهزة هي الأجهزة التنفيذية لبناء المؤتمر الوطني، وهذا ما حدث إذ أصبح الأمين العام هو أمين المؤتمر الوطني, والرئيس أصبح رئيس مجلس المؤتمر الوطني، والأمين العام هو الرئيس الإداري والتنظيمي للحزب الجديد.
    وبعد فترة أعيد تنظيم الإطار الشوري بحيث يشمل أعضاء من الولايات، لأنه في البداية, كان جميع أعضاء الشورى من العاصمة. وأضيف للأمانة العامة جهاز جديد باسم المجلس القيادي، مثل أعضاء الولايات معظمه, أكثر من 70 بالمائة، والباقي دورة قومية تمثل العاصمة. وضمت الأمانة العامة برئاسة الدكتور حسن الترابي مجموعة أمناء اختارهم الدكتور الترابي, وعرضت على مجلس الشورى ووافق عليها، على الرغم من اعتراض واسع القواعد على كثير من الأمناء.
    د. أمين هل يمكن ذكر أسماء الأمناء الذين تم الاعتراض على اختيارهم؟
    يبدو لي أنه لا داعي لذكر الأسماء، خاصة أنني كنت أحد الذين طوروا أفكارا لمعالجة تلك الاعتراضات. وقد تركز الاعتراض على أشخاص بعينهم من جهة أنهم غير مناسبين للمواقع التي شغلوها, وأذكر أننا اقترحنا على الدكتور الترابي أن يشغل الدكتور نافع علي نافع منصب الأمين السياسي، لأن الأمين السياسي المعين في ذلك الوقت لم يكن مناسبا. ورغم أننا نعلم أن هناك حالة من عدم العلاقات الناعمة بين الدكتور الترابي ودكتور نافع، إلا أن هدفنا كان دفع الجميع للعمل بقوة في التنظيم. وظللنا مع الدكتور الترابي في ذلك اليوم حتى المغرب لإقناعه بالتعديل، لكن الذي حدث أن الدكتور الترابي قدم الأمانة العامة كما أراد، وبدا واضحا أن أغلبية الناس لم تكن راضية عن تلك الأمانة، بسبب أن عددا كبيرا من أعضائها دخلوها من باب الاستقطاب، ولم يعرفوا كقيادات تاريخية.
    وانتهى الأمر في تقدير الكثيرين أن الدكتور الترابي اختار هؤلاء لعضوية الأمانة العامة لتكون الكلمة النهائية له.
    اختيار الدكتور الترابي لمنصب الأمين العام، هل كان هناك اعتراض عليه؟
    لم يكن هناك أي اعتراض عليه، بل كان أمرا مسلما به، فضلا عن هذا أنه قرار مجلس الشورى.
    حالة عدم الرضا باختيار أعضاء الأمانة، هل تم التعامل معها بأي نوع من الجدية لامتصاصها؟
    الواقع آنذاك أن الرأي الذي يعتقد أن الدكتور الترابي أتي بهؤلاء, لمجرد أن تكون الكلمة النهائية له, قد أخذ في الاتساع، إضافة إلى أن الأمانة العامة لم تتصرف كسلطة أو تجتمع كجهاز، وكان الأمين العام يتصرف بمفرده. وعندما اتسعت دائرة النقد لهذا الوضع، كنا نحن (علي كرتي وسيد الخطيب وأمين حسن عمر) نعتقد في ذلك الوقت أن الدكتور الترابي يمكن أن يسمع لنا أكثر من الآخرين، لذلك قلنا للأستاذ ياسين عمر الإمام إننا نريد أن نتحدث للدكتور الترابي والتقينا في منزل ياسين، وانتقدنا الأمانة العامة, وقلنا إن رئيس مجلس الشورى أصبح مهمشا والقرارات تصدر عن الأمانة العامة للحكومة وكأنما الحكومة جهاز تابع للأمانة العامة. ولم نشعر أننا أقنعنا الدكتور الترابي, واتفقنا على جلسة أخرى كانت في منزل علي كرتي، استمرت حتى الهزيع الأول من الفجر في نقاش لم يخل من الحدة انتهى بقول الدكتور الترابي (ما تدسدسوا في البيوت، أمرقوا للسهلة). وقد استفز هذا الرد سيد الخطيب وعلي كرتي.
    في ذلك الوقت كنت وسيد الخطيب نلتقي بانتظام في هيئة الأعمال الفكرية، حيث كان سيد متفرغا للهيئة ورئيسا لها. واتفق رأينا (أنا وسيد والأخ المحبوب عبد السلام وآخرون) على إعداد مذكرة للدكتور الترابي تحمل وجهة نظرنا، خاصة بعد أن فشلنا عبر جلستي حوار بإقناعه بوجهة نظرنا. ودوّنا في هذه المذكرة عدة نقاط عادية لا تحمل أي استفزاز أو تحدٍ مثل:
    ـ ينبغي أن تكون الأمانة العامة جهازا.
    ـ لابد أن يكون هناك مكتب سياسي.
    ـ نرجح أن يكون المكتب السياسي متصلا بالأمور التنفيذية والسيادية.
    ـ ينبغي أن يكون رئيس المكتب السياسي رئيس الجمهورية حتى يكون جزءا من الأداة التي تتخذ القرار المتعلق بأعمال الحكومة.
    وهكذا كانت المذكرة مجرد ملاحظات ديمقراطية تنشد المزيد من التوسع في الديمقراطية والشورى.
    حتى الآن تبدو الأمور عادية، لكن ما الذي حدث حتى تتحول هذه المذكرة إلى زلزال؟
    كان تقدير سيد الخطيب وعلي كرتي أننا إذا رفعنا المذكرة بهذا الشكل سوف يهملها الدكتور الترابي, وكانا يريان بدلا من أن نرفع المذكرة للدكتور الترابي نرفعها لمجلس الشورى الذي يرأسه رئيس الجمهورية. تحفظت أنا والمحبوب على رفع المذكرة لمجلس الشورى، لأنها ستجعلنا وكأننا في مواجهة مع الدكتور الترابي، خاصة أننا كنا نسعى لمعالجة الأمر بهدوء بعيدا عن التصعيد.
    وللحرص على عدم التصعيد من جهتي, سبب آخر, فحواه أنني بحكم عملي كمستشار صحفي في القصر كنت على علم بأن العلاقات لم تكن جيدة بين الطرفين (الرئيس والأمين العام)، ولم تكن في أحسن أوقاتها بسبب تفاوت الآراء بين الطرفين في السياسة الخارجية. وأضرب مثلا بأن الدكتور الترابي كان يبادر بإعلان سياسات كان من الأرفق أن يترك للرئيس أو الحكومة مهمة الإعلان عنها حتى لا تبدو الحكومة وكأنها تدار من طرف خفي. ومثل هذا التصرف يفتقد للشفافية من جهة أن العالم سيعتقد أن الحكومة تدار برأسين رأس كبير, هو رأس الترابي, ورأس صغير, هو رأس الرئيس.
    تبدو مثل هذه الخلافات السابق ذكرها من الأمور الوقتية، هل في تقديرك يمكن أن تقود إلى النتائج التي انتهت إليها مذكرة العشرة؟
    صحيح أن كل هذه الأمور وقتية, وكانت توتر العلاقة بين الطرفين، لكن العلاقة وصلت أقصى مراحل توترها لسببين:
    الأول: في تلك الفترة أكثر الدكتور الترابي من نقده للقوات المسلحة، وأحيانا يمتد النقد للحديث عن مهنية القوات المسلحة. وهذا النقد خلق رأيا عاما سلبيا في الجيش ضد الدكتور الترابي، خاصة أن الجيش واحدة من مكونات ثورة الإنقاذ الأساسية. وهكذا أصبحت هناك حالة غضب تنعكس في أحيان كثيرة على تيارات داخل الجيش من الطريقة التي يتم بها النقد في المساجد وبيوت الأعراس. وكانت هذه المسألة مستفزة, وكنت أعلم أن هذا يستفز الرئيس.
    الثاني: إقدام الدكتور الترابي على شيء لم يكن مناسبا، وكان مترددا فيه، لكنه في النهاية أقدم عليه، وطلب من الرئيس أن يخلع البدلة العسكرية, وأن لا يلبسها بعد ذلك, وأن يصير مدنيا فقط.
    وقفنا عند إقدام الدكتور الترابي على مطالبة الرئيس بخلع البدلة العسكرية والتحول إلى مدني، كيف تفسر هذا الأمر، وما علاقة هذا بمذكرة العشرة؟
    تفسر هذه المطالبة أيضا في إطار الموقف السلبي الذي تبناه الدكتور الترابي من القوات المسلحة.
    أما علاقة الأمر بمذكرة العشرة فقد تزامن مع توجه سيد الخطيب وعلي كرتي بالمذكرة إلى مكتب الرئيس وتقديمها للرئيس بصفته رئيس مجلس الشورى لإدراجها في أجندة الاجتماع.
    ويتسق هذا التحرك من قبل الخطيب وكرتي مع اللوائح التي تنص على إدراج أي بند في اجتماع مجلس الشورى أن يتم بواسطة الرئيس أو الأمين العام أو ثلث أعضاء المجلس.
    وحسب اللوائح, إن كنت تريد رفع مذكرة فلابد من وضعها في الأجندة وتدرج قبل مدة من الاجتماع ويعلم بها الناس ثم تعرض للنقاش. فإما أن يدرجها الرئيس كرئيس لمجلس الشورى أو يدرجها الأمين العام أو ثلث أعضاء المجلس.
    ولم يكن عنصر الوقت يسمح بجمع توقيعات ثلث أعضاء المجلس، كما لم يكن متوقعا أن يقوم الأمين العام بإدراجها، وهكذا ذهبوا إلى الرئيس لإدراجها.
    عفوا د. أمين, أنت تروي عن آخرين، ويبدو أن دورك قد اختفى، ما هو دورك الفعلي في مسألة إدراج المذكرة في الأجندة بواسطة الرئيس؟
    في تقديري, ولست متأكدا من التفاصيل, أن سيد الخطيب بعد مناقشاتنا في هيئة الأعمال الفكرية، انتقل بالنقاش إلى مركز الدراسات الإستراتيجية. وهناك دخل الدكتور بهاء الدين حنفي في الصورة بصفته مدير المركز. وفي هذه المرحلة دخل الدكتور غازي صلاح الدين بحكم الصداقة التي تربطه بسيد ودكتور بهاء، ودائما ما يتبادلون الرأي في كافة القضايا والمسائل.
    من النقاش الذي دار بين هؤلاء الأربعة كرتي والخطيب وبهاء وغازي خرجت مسودة المذكرة.
    نحن الآن في مرحلة ظهور مسودة من أربعة أشخاص في حين أن المذكرة تحمل اسم العشرة؟
    ذهب الإخوة الأربعة بالمذكرة إلى الفريق بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، بغرض تحديد موعد لهم مع الرئيس. لكن الفريق بكري قال لهم لن اسمح لكم بمقابلة الرئيس إلا بعد معرفة الموضوع. وعندما تم اطلاع الفريق بكري على موضوع المذكرة، قال لهم: إذا كان هذا هو الموضوع فأنا أؤيد هذه المذكرة. وهكذا أصبح الفريق بكري الرجل الخامس في مذكرة العشرة، واعتقد أن هذا التأييد موقف طبيعي من الفريق بكري باعتباره شخصا ينتمي للقوات المسلحة.
    موقف المذكرة حتى الآن يؤيدها خمسة من عشرة؟
    بعد موافقة الفريق بكري عرضت المذكرة على شخص آخر، لا أرغب في كشف اسمه، لكن الذي حصل أن هذا الشخص الآخر انتقد المذكرة من جهة أنها لن تكون ذات وزن، إلا إذا انضم إليها أو أيدها أشخاص لهم رمزية. وضرب عدة أمثلة بكسب تأييد شخصية لها رمزية دينية مثل البروفيسور أحمد علي الإمام وشخص له رمزية تاريخية مثل الأستاذ عثمان خالد مضوي والبروفيسور إبراهيم أحمد عمر, وشخصية لها رمزية قبلية مثل حامد علي تورين، وشخصية لها رمزية سياسية مثل الدكتور نافع علي نافع. وهكذا اكتمل عقد العشرة الذين سميت بعددهم المذكرة.
    كيف تطورت الأحداث بعد أن وصلت المذكرة للرئيس؟
    عندما سلمت المذكرة للرئيس ووافق على إدراجها، كان المناخ ملبدا بغيوم كثيفة من الغضب. وبدت آثار هذه الغيوم واضحة حين جاء الرئيس لأول مرة في تاريخ اجتماعات الحركة الإسلامية كلها وتاريخ مجلس الشورى، إلى اجتماعات مجلس الشورى بالزي العسكري الكامل ومعه حرسه الرئاسي.
    هذا المنظر وإدراج المذكرة دون إبلاغ الأمين العام، أثار الدكتور الترابي والأشخاص المحسوبين عليه. وعرضت المذكرة في جو عاصف، وفي الحقيقة لم أحضر الجزء الأول من الاجتماع، بسبب أنني كنت المعقب على محاضرة قدمها الأستاذ علي عثمان محمد طه في مركز الشهيد الزبير في ذلك اليوم.
    بالمناسبة، ما هو دور الأستاذ علي عثمان محمد طه في هذه المذكرة؟
    الأستاذ علي عثمان محمد طه لم يكن طرفا في المذكرة لا من قريب ولا من بعيد. وكل الاتهامات التي وجهت له في شأن هذه المذكرة كانت ظلما وعدوانا.
    عفوا د. أمين مازال الاتهام يطال الأستاذ علي عثمان بتدبير المذكرة رغم مرور عشر سنوات عليها؟
    أكرر وأؤكد أن الأستاذ علي عثمان لم يكن طرفا في هذه المذكرة أصلا. ومن يروج لهذا الاتهام لا يعرف طبيعة الأستاذ علي عثمان.. إنه لن يقبل بمثل هذا النوع من المعالجة. وحتى إن قبل بها، فإن الظروف لم تكن مواتية لمثل هذا النوع من المعالجات. إضافة إلى أن الأستاذ علي عثمان كان مدركا للأوضاع والمناخ السائد آنذاك.
    وفيما يتعلق بغياب الأستاذ علي عثمان عن بداية الجلسة، فأنا لا اعرف إن كان قصد أن يغيب بسبب هذه المحاضرة أم بالصدفة تداخلت المواعيد. الخلاصة الاتهام للأستاذ علي عثمان اتهام باطل, وليس هناك ما يؤيده من وقائع إعداد وتقديم المذكرة نفسها.
    عودة إلى اجتماعات مجلس الشورى، كيف سارت الأمور بعد عرض المذكرة؟
    الحوار حول مذكرة العشرة داخل مجلس الشورى كان عاصفا, وانتهى إلى تسوية قادها إبراهيم السنوسي الذي قدم اقتراحا وسطيا قضى بأن تعدل القرارات التي وردت بالمذكرة. ووافق غالبية أعضاء مجلس الشورى عليها وأجيزت في تلك الأجواء.
    هل قبل الدكتور الترابي تلك التسوية، أم أنه انحنى للعاصفة ريثما تهدأ الأمور؟
    قبل تلك الأحداث العاصفة كان الدكتور الترابي قد أعلن أنه سيترك المجلس الوطني، وسيتفرغ للعمل السياسي. ولكن بعد اجتماع مجلس الشورى تحدث مع الدكتور الترابي الكثيرون بغية إقناعه بأن لا يترك رئاسة المجلس الوطني.
    وبالفعل استجاب الدكتور الترابي واتخذ قرار الاستمرار في المجلس الوطني.
    وأعتقد أن الدكتور الترابي قرر استخدام المجلس الوطني كإحدى وسائله في الساحة السياسية، إما حائط صد أو حائط هجوم. وبدا لي واضحا أن الدكتور الترابي سار في نهج إعادة البناء على شكل يضمن أن المؤتمر العام يكون أكثر ولاء للشيخ الترابي، وبعد ذلك إذا لم يستطع التخلص من الرئيس، يمكنه التخلص من المساندين الكبار للرئيس من خلال المؤتمر.
    عفوا د. أمين فالإجابة السابقة تتضمن استنتاجات، نود أن نقف تحديدا على وقائع تسند هذه الاستنتاجات؟
    أدعم حديثي السابق بالنزاع الشديد الذي حدث عند تشكيل اللجنة التنظيمية للمؤتمر. وقد عانيت أنا شخصيا من هذا النزاع، لأنني رشحت لعضوية اللجنة بصفتي محايدا. وأصل الحكاية أن الرئيس كان قد استشار الدكتور غازي صلاح الدين في من سيتم اختياره؟ كانت إجابة د. غازي أن أمين محايد في هذا. وربما جال في ذهن الدكتور غازي أنه قد يصعب على الدكتور الترابي أن يعترض على اختياري. لكن الذي حصل أن الدكتور الترابي انتحى بي على طرف في ردهات المؤتمر، وقال لي (لماذا اختارك الرئيس عشان وزير معاهو يعني).
    وكان واضحا بالنسبة لي أن الأمر كان به تهمة ضدي. على أي حال كانت هذه هي الأجواء التي تصاعدت جدا بدرجة تنبئ عن انقسام كبير داخل المؤتمر. لكن في نهاية الأمر بجهود من الدكتور عوض الجاز، والأستاذ عبد الله حسن أحمد تم التوصل إلى تسوية أدت إلى أن يقول الأمين العام حديثا تصالحيا وكذلك الرئيس في الجلسة الافتتاحية. واعتقد الناس أن الأمر قد قضي.
    بعد هذه التسوية أجريت الانتخابات ولم تكن النتيجة في مصلحة التيار المؤيد لمذكرة العشرة، هل يعني أنكم لم ترتضوا نتيجة الانتخابات؟
    عندما أجريت الانتخابات اكتشف الناس أن الدكتور الترابي حتى يتخلص من أكبر عدد من الناس الذين اعتبرهم مؤيدين للاتجاه الجديد الذي أفرزته مذكرة العشرة، اكتشف الناس أنه اتفق مع قاعدة من الأمناء بالولايات الذين يدينون بالولاء للدكتور الترابي، لأنه هو الذي اختارهم. اتفق الدكتور مع هؤلاء الأمناء على تعبئة قواعدهم لتمرير قرار بإلغاء الكلية القومية، في الوقت الذي تدخل فيه كل القيادات مجلس الشورى من هذه الكلية.
    وعبر هذه الكلية يدخل الرئيس البشير والدكتور نافع وكل القيادات. وألغيت هذه الكلية على حين غرة, وهذا يعني أن هؤلاء لن يدخلوا مجلس الشورى. وإذا لم يدخلوا مجلس الشورى, فهذا يعني أنهم ليسوا بقياديين.
    ولكن بمعالجات من الراحل الدكتور مجذوب الخليفة مع عدد من أمناء الولايات الأكثر تحررا استطاع الراحل مجذوب أن يدخل عددا كبيرا من هؤلاء ضمن ولايتي الخرطوم ونهر النيل, وهناك آخرون دخلوا كاستكمال, منهم شخصي, واعتقد أنني محايد.
    وقفنا عند إلغاء الكلية القومية ومعالجات الراحل الدكتور مجذوب الخليفة في إدخال عدد كبير في مجلس الشورى، لكن الدكتور الترابي يعتقد أن الممارسة الديمقراطية أسقطتكم في باب الانتخاب فعدتم من نافذة الاستكمال؟
    عندما تختار كلية ولاية الخرطوم هؤلاء الأعضاء، فهل هذا ضد الديمقراطية؟ إذا تحدثنا عن الديمقراطية، فالدكتور الترابي ألغى الكلية القومية بهدف إبعاد كل القيادات التي تدخل إلى مجلس الشورى عبرها، فهل هذه ممارسة ديمقراطية. ولفائدة الجميع، فإن الكلية القومية تسندها ظروف موضوعية، ولا مجال لوصفها بأنها غير ديمقراطية حتى تلغى، والدليل أن المؤتمر الشعبي الآن لديه كلية قومية، مما يعني أن إلغاء الدكتور الترابي للكلية القومية لم تكن له مبررات موضوعية، بقدر قصد أن يسحب البساط من تحت أرجل القيادات في ولاية الخرطوم.
    عفوا د. أمين يبدو أنك تعرضت لموقف غريب من جهة أنك كنت أحد المقربين للدكتور الترابي، لكنه مع ذلك أسهم في إسقاطك في الانتخابات؟
    كنت على علم بهذه النتيجة، لأن أصدقائي في المجموعة المؤيدة للدكتور الترابي قالوا بلغة مباشرة (أنت ما معانا ما بنجيبك عديل كده).
    ولم يكن في الأمر أي تستر أو مواربة، فالدكتور علي الحاج نفسه اعترف لي بأنهم اتفقوا على إسقاط شخص ليس معهم وأسقطونا فعلا.
    وكنت قد رفضت أن أدخل في كلية الخرطوم، لأنني لم أكن حريصا على الدخول في مجلس الشورى نفسه. ولكن عندما جاء الاستكمال أدخلنا من باب الاستكمال في المجلس الجديد. غير أن المجلس الجديد نفسه سار في اتجاه تأييد الرئيس، مما دعا الدكتور الترابي إلى تجيير هذا الاتجاه بسبب مغانم السلطة.
    بعيدا عن اتهام الدكتور الترابي، ما تفسيرك لتوجه أعضاء المجلس في اتجاه تأييد الرئيس؟
    الواقع أن هذه التهمة تصلح لأن يضعها الإنسان كل في كف الشخص الآخر، وهي ليست حكرا على جهة واحدة.
    وفي تقديري أن شعور أغلبية الأعضاء أن الدكتور الترابي كان متشددا ولا يريد التسوية، ويريد فقط أن يتخلص من الأشخاص الذين يرغب في التخلص منهم، ولا يريد أن يقدم أي تنازلات. هذا الشعور قاد أغلبية أعضاء مجلس الشورى إلى معسكر الرئيس.
    واعتقد أن تقديري السابق يقدم التفسير الموضوعي للمسألة، ولكن هذا لا يمنع أن عددا قليلا من الأعضاء لم يكن في استطاعتهم إغضاب الحكومة. وأدعم هذا التقدير بتأكيد فحواه أنني جادلت بعض الأخوة المؤيدين للدكتور الترابي حول بطلان هذه التهمة، وقلت لهم إن الأعضاء الذين تتحدثون عن هرولتهم للسلطة، هم الذين بعثوا بأبنائهم للمعارك واستشهدوا وذهبوا بأنفسهم للمعارك وقاتلوا، فهل مثل هؤلاء يسعون للحكومة من أجل لمناصب هذا حديث غير موضوعي ينزع من منزع الخصومة وليس من منزع النظر الموضوعي للمسألة.
    باعتبار الدكتور الترابي صاحب أكبر بذل في بناء الحركة الإسلامية، لكن الملاحظ في تعامله مع مذكرة العشرة أنه تحول إلى شخص هدم بنفسه البناء الذي شيده على مر السنوات، ما رأيك في هذا الاعتبار؟
    سيطرت على الدكتور الترابي فكرة أنه شخصية مستهجنة، وبعض الناس حرضوا على هذه الفكرة مضيفين إليها أنه يراد حشره في الركن ويراد استلاب الصلاحيات التي يتمتع بها، ويراد عسكرة النظام. هذا ما كان يقال له. ولم يكن هذا صحيحا عند النظر الموضوعي للمسألة آنذاك.
    في ظل الظروف الجديدة للخلافات، هل ظل الأستاذ علي عثمان محمد طه في موقفه المحايد؟
    احتفظ الأستاذ علي عثمان محمد طه بموقفه المحايد لفترة طويلة، في الوقت الذي كان مستهدفا فيه بدرجة كبيرة من الهجوم الإعلامي الكثيف الذي لا يخلو من الاتهامات, حتى اضطر في نهاية الأمر إلى أن يعلن موقفا واضحا من غير مواربة، لكن الحملة على الأستاذ علي عثمان زادت بعد قرارات الرابع من رمضان، وهم اعتقدوا أن أفكار حل المجلس هي أفكار الأستاذ علي عثمان وليست أفكار الرئيس.
    بمناسبة قرار الرابع من رمضان، يرى الدكتور الترابي أن القرار هدم الديمقراطية بحل المجلس، لأن الدستور لم ينص على حل المجلس؟
    الصحيح أن الدستور سكت عن حق الحل، والرئيس حل المجلس، ولجأ الدكتور الترابي إلى المحكمة الدستورية التي حكمت وقالت إن الرئيس له الحق، لأن السوابق في السودان تفيد أن دستور 56 سكت عن الحل، لكن الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري حل الجمعية التأسيسية. ودستور 1973 سكت أيضا عن الحل، لكن الرئيس الأسبق جعفر نميري حل مجلس الشعب. لذلك اعتمدت المحكمة الدستورية على السوابق في حكمها. وقد انتقدت هذا في الصحف كرأي مخالف ونشرته في كتاب. ومع هذا فلست مؤيدا لرأي الدكتور الترابي، واعتقد أنه استخدم المجلس الوطني في حربه ضد الرئيس في قصة التعديلات الدستورية.
    عفوا د. أمين تبدو إجابتك السابقة مثل من يقود طريقا ثالثا في هذه الخلافات؟
    إبداء الرأي لا يؤسس على الانحياز لهذا المعسكر أو ذاك المعسكر. كان ردي على هذه الفتوى أن الرئيس له الحق مع صمت الدستور صحيح في القانون العام، لأنه يأخذ بالسوابق. وقلت إننا لا نحتكم حاليا للقانون العام، وإنما نخضع لأحكام الشريعة الإسلامية. والقاعدة العاملة في الشريعة هي أن السكوت عند الحاجة إلى بيان بيان. فإذا سكت عن سلطة الرئيس عند المكان المفروض أن تقرر فيه هذه السلطة فهذا يعني أن الدستور لابد أن يعطي السلطة للرئيس والرئيس ليس له الحق.
    وهذا رأي قانوني أو شرعي أو كذا، لكن هذا لا يعني أنني كنت موافقا على ما يفعله الدكتور الترابي بالمجلس، لأننا كنا نشعر بأنه حول قضية التعديلات الدستورية إلى وسيلة لإضعاف موقف الرئيس وربما لدفعه إلى الاستقالة، لكن أدى الأمر إلى حل المجلس. وهذا ادخل المؤتمر الوطني في حالة انقسام من حيث الواقع, ومن ناحية قانونية لم يحدث انقسام، ولكن من حيث الواقع حدث الانقسام حتى تم بطريقة رسمية عندما تغيب الدكتور الترابي ومجموعته عن اجتماع مجلس الشورى، ومن بعد ذلك اختاروا لأنفسهم اسما جديدا.
    في حسابات الربح والخسارة ما حصاد الأطراف الثلاثة الدولة، الحركة الإسلامية والأشخاص المعنيين؟
    بالنسبة للحركة الإسلامية أسمي ما حدث فيها بانسلاخ مجموعة ذات عدد مقدر مع الدكتور الترابي. وكانت غالبية هذه المجموعة من الطلاب والنساء. وتفسيري أن الطلاب كانوا على اتصال مباشر مع الأمين العام والطلاب لم يكونوا مرتبطين بالمؤتمر الوطني كتنظيم. ولما كان التنظيم الطلابي للحركة الإسلامية مرتبطا بالأمين العام, فهو صاحب الصلة والوصل والفكرة، والشباب بطبيعتهم مثاليون، وكذلك المرأة. لذلك غالبية الذين انسلخوا ما عدا بعض القيادات الظاهرة كانوا من الشباب والطلاب والنساء. لكن الجسم الرئيسي للمؤتمر الوطني في الولايات بقي مع المؤتمر الوطني, ما عدا بعض الأمناء المعروفين بولائهم للدكتور الترابي, الذين انسلخوا مع مجموعات قليلة في بعض الولايات, لكن ظل الجسم الرئيسي للمؤتمر الوطني متماسكا.
    والحركة الإسلامية كانت أكثر تضررا من المؤتمر الوطني، لأن أعضاء من الحركة الإسلامية ذهبوا مع الدكتور الترابي، وغالبيتهم ظلت في المؤتمر الوطني، لكن هناك مجموعة ثالثة جلست على الرصيف لم تنضم إلى هذا أو ذاك. وهي المجموعة الثانية في العدد بعد المجموعة التي انضمت للمؤتمر الوطني. ويمكن إحصاء الوضع بأن المجموعة الأكبر انضمت للمؤتمر الوطني, المجموعة المتوسطة جلست على الرصيف والمجموعة الأقل ذهبت مع الدكتور الترابي. ويمكن أن يحدث خلاف في المسألة، لكن المراقب يستطيع أن يحكم وفق المعايير المعروفة في المكاتب القيادية للحركة الإسلامية.
    الحاصل أن الحركة الإسلامية كانت متضررة بسبب صعود أفراد وذهاب أفراد، لكن الدكتور الترابي هو المتضرر الأكبر لأنه كان زعيم هذا التيار كله، وكانت له سلطة واسعة. وحتى بعد كل هذه المراجعات كانت سلطته واضحة فيها، لكنه اكتفى بسلطة قليلة خرج بها.
    والمؤتمر الوطني بالطبع خسر، لأن مجرد الانقسام يثير جوا من السلبية داخل التنظيم، لكن المؤتمر الوطني استطاع من بعد ذلك أن يمضي في مسيرته وأن يجتذب عناصر جديدة.
    الخلاصة أن أحدا من الناس لا يستطيع أن ينكر أن هذه مسألة سلبية في تاريخ الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، لكنها ليست غريبة في تاريخ السودان. فالانقسامات موجودة في السودان بسبب أن البناء التنظيمي ضعيف والبناء الفكري فضفاض والتركيز كان على الأشخاص والقيادات.
    هل توافق على الرأي الذي يقول إن الدكتور الترابي عبر كل هذا كان يأمل أن يكون رئيسا للبلاد والحركة الإسلامية؟
    لا اعتقد أن الدكتور الترابي كان يمكن أن يكون رئيسا للسودان، وهو يعلم أن هنالك معطيات كثيرة خارج السودان تجعل مهمة قيادته للسودان كرئيس صعبة.
    وفي الفترة الأخيرة كان الدكتور الترابي يعلم أن غالبية القوات المسلحة لم تكن في حالة ترحيب بالدكتور الترابي.
    أخيرا قصة أن يبقى الدكتور الترابي رئيسا للحركة الإسلامية كلها هذه صحيحة, وأن تخضع لها الدولة كلها برئيسها هذا أيضا صحيح، لكن سبب المشكلة الرئيسية أن الدكتور الترابي كان يريد أن تكون له الكلمة النهائية, وهذا غير متاح بطبيعة أن ممارسة السلطة في إطار ديمقراطي لا يمكن أن تجعل هذا أمرا متيسرا, ليس للترابي بل لغيره. ولنا عبرة في الأحزاب الأخرى التي تقسمت وتشتت بسبب إصرار القيادات على أن تحكم القبضة عليها.
    أظن أننا نحتاج في ثقافتنا السياسية إلى ثقافة التخويل والتفويض حتى نحافظ على وحدة التنظيم، مثلما حافظنا حتى الآن على وحدة البلد من خلال الفيدرالية التي تتيح صلاحيات لمستويات أخرى.
    الرجوع إلى أعلى الصفحة
    © 2017 sudanile.com
                  

05-03-2017, 03:01 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)


    الرئيسيةالنسخة الكاملة للصحيفة الأربعاء 3 مايو 2017


    ماهي قصة الشفرة السرية ( خارجية خرطوم -سوداني نيويورك) التي حوّلت منصور خالد لكرة لهب أحرقت الرشيد الطاهر ..ثم نظام نميري ؟




    05-03-2016 11:03 PM | تعليقات : 24 | زيارات : 20599 |
    بقلم عبدالرحمن الامين
    mailto:[email protected]@journalist.com

    مدخل : يوم أن تكلم الغضب :


    نبدأ بتصحيح لخاطرة هامة سقطت من بين شقوق الذاكرة فإختلت صفائح المعمار الحكائي الذي خرجنا له . أخبرت في الحلقة الأولي عن هدؤ الدكتور منصور خالد وقلت (أكثر ماكان يستهويني طريقة تعامله مع الامر وقدرته علي فرملة مايعتلج بدواخله من غضب ، فيبدو غضبه مُفرغا من اللهب بل وعاديا جدا ! في حضرة أي موقف عام يُعكِّر صفاؤه هرج الخصوم ، يهرب منصور سابحا في هدوئه المُتَعمّد ، بلا أي اثر للأدرانانيل Adrenaline في عروقه وهذه صفة لازمة للاعبي البوكر : وجه منبسط ومنفرج أمامك كقرص البانكيك ، بلا توترات أو نتؤات …وحسن إصغاء ومتابعة يحسده عليها من به صمم .) …نعم ظلت هذه عادة سلوكه في المطلق ، بيد أن إستثناؤها جاء فارعا يوم أن شَخَص . حدث هذا في مدينة التفاحة الكبري (نيويورك) ظهيرة يوم ممطر من أكتوبر1977. في تقديري أن ذلك اليوم مثّل علامة فارقة في ماسيكون عليه منصور خالد في قادم حياته فقد قرر أن يذيق نظام نميري حنظلات تثوي مرارتها في الحلقوم ، ويسري زعافها فيهري البدن . نعم ، إنه السفور بالعداء علي نظام أسهم فيه وشيّد أركانه . يومها إنقض منصور خالد كإنتحاري داعشي مفجرا شحنة نيزيكية من الغضب في وجه الراحل الرشيد الطاهر بكر، نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الجديد الذي خلفه في المنصب يوم 10 سبتمبر 1977 ، قبل أقل من شهر من حضوره لنيويورك . كان منصور غاضبا وموجوعا بعد أن تكشفت له فصول المؤامرة عليه فنهش لحم الرشيد فما أبقي منه شيئا لجوارح جو السماء ولا لدود حفر الأرض.

    منصور خالد مابين وجبة السوشي وخاشوقجي وشلاليت كرة الماء

    image

    image

    تحدثنا عن فترة منصور خالد الاولي بالخارجية ، 1971-1975، وقلنا أنه أُزيح عنها لبعض عام وزيرا للتربية والتعليم . كان لرحيله من الخارجية علاقة بحرب المحاور ومراكز القوي التي إنبجست كفقاعات دائرية طافت دوائرها حول " فيل الغرفة " ، الرئيس نميري . ظل منصور يعارك فريق القصر مدركا أنهم يريدونه حيا أو ميتا فهو أمرؤ تيقن من منيو نفسه : فأمره كالسوشي الياباني ، إن إستذقت طعمه ماتوقفت عن الازدراد ، وإن إستكرهته تقززت ورميت أعواد الهاشي في الزبالة .
    إستقوت الأجنحة المتضادة بكل شئ وإستقدمت حتي السماسرة الدوليين أمثال السعودي عدنان خاشقوجي الذي فرش جيبه ليحصد الفِلْس إن رنّ والدولار إن حفّ . هذا الآدمي لم يهمه إن كان سبيله للمال يعبر بسمسرة في تجارة ، أودهنسة في قوادة فظل يطوف بطليقته البريطانية ثريا (إنفصلا في 1974) مُقَدِما ومُعَرِّفا . فعندما إكتشف الخاشوقجي خزائن السودان الهاملة وفحولة ولاة أمره السائبة ، عرفت طليقته بلدا أسمه السودان وأصبحت ، معه أو بدونه ، ذات صولات وجولات في عاصمتنا وشهدت علي لياليها الحوائط في غرف فنادقنا . الحظوة التي توفرت لهذا الخاشوقجي في بلادنا ستصيبك ، عزيزي القارئ ، بحالة من الجنون إن حاولنا تفصيل الذي كان يجري . فمثلا ، ستقرأ في الوثيقة المرفقة رسالة من بهاء الدين محمد ادريس ( بعد إنتصار جناح القصر بإقصاء منصور خالد من الخارجية ). أرسل بهاء ، شريك خاشوقجي في المغانم، هذه الرسالة للسفير السوداني بواشنطن يوصيه بالاهتمام بعدنان خاشوقجي السعودي ، المولود أبا عن جد ذهب حاجا فتخلف في مكة المكرمة وبنجاته من كشات الحج نال تابعية آل سعود . لكم في سودان بهاء ادريس حمل عدنان جواز سفر دبلوماسي سوداني !!! لماذا يمنحونه الجواز الدبلوماسي السوداني ؟ ببساطة كانت محاولة خائبة للتذاكي علي الامريكان وتجاوز قوانين الضرائب الصارمة . فقد خشي عدنان دخول أمريكا بجوازه السعودي العادي متهربا من تهم متراكمة لتهربه من تسديد الضرائب . فبغيته دوما أرباحا صافية بلا مقابل !! وبالنتيجة وجد ضالته في الجواز الدبلوماسي لبلادنا " المهببة والهاملة " فسخي ولاة أمرها الفاسدون به علي هذا النصاب السعودي الدولي الذي تبرأت منه ذات مرة بلاده فمنعته من دخول أراضيها . يومها أتي للخرطوم يولول من المطار ( دخيلك ..دخيلك ياريس ... دخيلك فُكْني من ورطتي !!) وبطائرته طار برئيسنا نميري شخصيا للملك فيصل بن عبدالعزيز ليطلب له الصفح ، فإستجاب الملك لنداء الاستغاثة إكراما لملطشة رئيس جمهوريتنا !!! المهم في الأمر أن الخارجية الأمريكية ردت علي هذه القوادة الدبلوماسية بصفعة ومحاضرة قانونية رفيعة لكل من عدنان وسفيرنا بواشنطن وقالت لهم انتم بحاجة لقراءة قانون الحصانة الدبلوماسية التي تُمنح للدبلوماسيين وليس للنصابين !! سيلفت نظرك في الوثيقة ان بهاء الدين وقع علي الرسالة بصفته وزيرا للخارجية ( ولم يكن سوي وزير لشؤون نميري الخاصة ) – ويالها من شؤون خاصة جعلت خاشوقجي يمر بعاصمتنا ويصطحب رئيسنا لمقابلة أرييل شارون الذي وعده بعمولة سمينة لقاء تسهيل شحن الفلاشا لإسرائيل! فرغما عن مصالحنا الوطنية ومنطلقات سياستنا الخارجية رافقه نميري يوم 12 مايو 1982 لنيروبي ووقع الاتفاق علي ترحيل الفلاشا في عملية موسي الشهيرة ( الصورة منشورة في كتاب Every Spy a Prince الذي تصدّر ولبضعة أشهر القائمة الموثوقة للكتب الجديدة الاكثر مبيعا التي تنشرها دوريا صحيفة نيويورك تايمز)..

    image

    إنفرزت الأكوام التنفيذية مابين (مع) و(ضد)، وإستعرت المشاحنات ولعبة عض الأصابع سجالا مابين الفريقين .الاول فريق البطانة المحيطة بنميري مباشرة بالقصر الجمهوري والذي تعاون مع وزراء بارتيمرز. كابتن هذا التيم كان الدكتور بهاء الدين محمد إدريس وزير شؤون الرئاسة بالقصر ومن لعيبته بدرالدين سليمان ، مهدي مصطفي الهادي والرشيد الطاهر بكر . في الركن المقابل وقف كابتن التكنوقراطيين منصور خالد ومعه رهط من الوزراء منهم مأمون بحيري "المالية" ، إبراهيم منعم منصور ، عبدالرحمن عبدالله " الخدمة والاصلاح الاداري" ، الدكتور بشير عبادي"الصناعة" وعدد آخر من المتعاطفين . كانت حربا سرية تدار بلؤم كرة الماء : علي السطح تقمص اللاعبون البراءة وتنادوا للحصول علي الكرة ولا شئ سواها ،أما تحت الماء فدارت الشلاليت واللكمات والركلات وكافة المخاشنات! تري اللاعب في المسبح متزّيا بطاقية لون فريقه ، وفجأة لا تبصر له من أثر له إلا فقاعات ودوائر الاكسجين تدل علي مكانه ، فقد إقتنصه قنّاص وأغرقه ! كانت حربا ذات وطأة وفي بعض مراحلها بلغت حد تهشيم عظام الند .

    العلاقات السودانية الأمريكية التحولات اللاهثة 1973-1976

    في يوم 1 مارس 1973 إقتحم ثمانية أفراد من منظمة ايلول الاسود حفل للسفارة السعودية بالخرطوم وقتلوا السفير الامريكي ونائبه والقائم بالاعمال البلجيكي . طلب وزير الخارجية الدكتور منصور خالد من النميري إبتعاث وزير الخدمة والاصلاح الاداري ، عبدالرحمن عبدالله ، للتعزية بإسمه . وفي البيت الأبيض إلتقي مبعوثنا الرئيس نيكسون يوم 6 مارس 1973 بحضور السفير عبدالعزيز النصري وكيسنجر ، مستشار الامن القومي (آنذاك) ومعه مساعد وزير الخارجية ، ديفيد نيوسوم . كانت الزيارة ضربة معلم قدم فيها السودان إعتذارا حضاريا مستحقا عما جري متفاعلا بسرعة مع الحيثيات فجاء الاعتذار بعد الاغتيال بخمسة أيام فقط . نقل الوزير لنيكسون تأكيدات نميري المتكررة بأن العدالة سـتأخذ مجراها فإستحسنت إدارة نيكسون التحرك وثمنته عاليا . بيد أن نميري عاد بعد عام “فلخبط “ كل شئ وهدم مابناه . فبعد صدور حكم المحكمة السودانية علي الفدائيين بالسجن مدي الحياة قام بتخفيض الحكم الي 7 سنوات ثم قرر تسليمهم لمنظمة التحرير الفلسطينية !! لم ينتظر وزير الخارجية كيسنجر توصل بلاده رسميا ببلاغ سوداني لما جري ، فأرسل برقية غاضبة لسفيره بروير بالخرطوم Telegram 139021/SECTO 1 فيها توجيهات صارمة ومستعجلة جافت تقاليد التريث التي عُرفت بها الدوائر الامريكية الرسمية قبل الشروع في إتخاذ إجراءات . وعليه ، كان من غير المألوف عرفا توجيه السفير بتصرفات محددة لا تستند علي حقائق وإنما محض إجتهادات تحليلية لما قرأه كيسنجر في وكالات الانباء يوم 24 يونيو 1974 . قال كيسنجر لسفيره بالخرطوم مانصه ( لو أن الحقائق تطابقت مع ماقلناه أعلاه “ أي صحة صدور احكام ثم تخفيف نميري لها وقراره تسليم الفدائيين لمنظمة التحرير الفلسطينية “ يجب أن تطلب مقابلة نميري ويجب ان تقول أنك تفعل ذلك بموجب توجيهات من الحكومة الامريكية . يجب أن تعبر عن يأسنا وخيبة أملنا العارمة تجاه مايماثل اطلاق سراح هؤلاء القتلة المعترفين بجريمة قتل الممثلين الديبلوماسيين لدولتين بمن فيهم الممثل الشخصي للرئيس نيكسون . بالامكان تذكير نميري بتأكيداته المتكررة بأن العدالة المناسبة سوف تأخذ مجراها ). تبع ذلك تخفيض الطاقم الدبلوماسي الامريكي بالخرطوم وكادت العلاقات أن تشهق شهقة الموت ….
    قبل أن يترك منصور خالد الخارجية في 1975 سعي لترميم العلاقات مع أمريكا . أرسل “أولاده” لتحضير ملفات عديدة وترتيب زيارة تاريخية لنميري لواشنطن رغما ان منصب السفير فيها كان شاغرا بعد ترقية د.فرانسس دينج ونقله للخرطوم كوزير دولة بالخارجية . عندما وفق الامريكان علي زيارة نميري لهم كان جناح القصر قد تمكن من إقصاء منصور من الخارجية . إصطحب منصور خالد النميري لأمريكا بصفته وزيرا للتربية والتعليم . وبمداخلة واحدة عند لقاء نميري بيجيرالد فورد نطق فيها منصور بما جملته 53 كلمة أنجليزية تمكن من جعل الزيارة ومانتج عنها من مساعدات تنموية وإتفاقات زراعية متعددة ، أهم نقطة في العلاقات السودانية الامريكية . إلتقي النميري بالرئيس جيرالد فورد في البيت الابيض صباح 10 يونيو 1976 لمدة 46 دقيقة فقط ( من الساعة 11:20-10:34 صباحا) وبرغم جلسات التلخيصات Briefing والاعداد التي نفذها منصور وفرانسس لنميري لتهيئته للمقابلة بتحديد الموضوعات وأولوياتها . إلا أن نميري ظل علي عادة الخروج من النص والحديث عن عدائه لليبيا والسوفيت والغوص في تفاصيل هرجلت البنود وأضاع التكرار الوقت الضيق أصلا . لا غرو فقد تعود نميري علي مكاشفات تلفزيونية شهرية زادت مدتها عن 3 من أغنيات حفلات أم كلثوم الجديدة لذلك إعتقد أن لرؤساء أمريكا ذات الفُسْحَةُ لطق الحنك وفي لحظة حاسمة أحس منصور بالحاجة للتدخل فوجه حديثه مباشرة للرئيس فورد ، كما تفيد منصوصات اللقاء ، قال لفورد بالأسلوب البرقي المختصر ( للسودان إمكانيات ضخمة حيث لدينا 200 مليون أيكر من الأراضي الصالحة للزراعة . نحن بحاجة لإستقرار الأحوال وللدعم التقني.الآن ، لدينا إستقرار ونحتاج للمحافظة عليه . نحصل في الوقت الراهن علي أموال من العرب بيد أننا نحتاج للفنيين الغربيين لأكمال هذا المشروع الثلاثي .) سأله فورد إن كانت الامم المتحدة تساعد السودان فقال له منصور نعم ، البنك الدولي يسهم) .

    كلمة وغطاها …وحصل السودان علي أكبر مساعدات تنموية في تأريخه من أمريكا في السبعينات .



    1977 عام المصالحة والسمسرة وفوز المعسكر الجالس حول أذن الرئيس


    image

    إبعاد منصور من وزارة الخارجية في 1975 ، أكد بأن الفريق الآخر ظن أن منصب الخارجية هو الذي صنع من منصور ماصنع في إنتقاص ظالم لقدراته كما بيّنت لمسة مايدوس السحرية التي طالت التربية والتعليم في شهور معدودة . لذلك فإن ماأسفرت عنه مرافقة منصور لرئيسه في رحلة أمريكا ، ماثلت كي حشا عصابة القصر بمرواد أحمر . فقد إستشرفت الزيارة آفقا جديدة للعلاقات الثنائية فاقت ماكانت عليه . عاد العقل لنميري في تقييم قدرات هذه الدرة الدبلوماسية التي بين يديه ، فأعاد الدكتور منصور خالد الي وزارة لم يستطع أيا من أعقبه فيها ملء خُف الحذاء بقدم كالتي توفر عليها منصور . نقول هذا وللوزيرين جمال محمد أحمد ومحجوب مكاوي كفاءات إدارية غير منظورة ولا مسبوقة في التميز بدليل أن شهادة منصور المتكررة في إستاذية جمال وأفضاله عليه تزخر بها الكثير من مخطوطاته . عاد للخارجية في يناير 1977 لكنه عاد لسودان فيه مزاج رئيس إنقلب علي دستوره بل وعلي سلوكياته ورتبته العسكرية ، فأصبح في طريقه لإمامة مسلمي السودان عارضا توجهات إسلامية لما أسماه القيادة الرشيدة وبرنامجه المعلن كأساس لولايته الجديدة. وبالبداهة ، كانت فرصة مواتية لترفيع الراحل الأستاذ الرشيد الطاهر بكر المحامي، الذي كان وزيرا للعدل في 1972ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية . كان الرشيد ثالث مراقب عام لحركة الإخوان المسلمين السودانية ، بعد كل من علي طالب الله والدكتور محمد الخير عبد القادر. يقال أن إنسلاخ الرشيد من الحركة الاسلامية بعد 10 سنوات من تزعمها له صلة جينية بأجداده زعماء الكونجارا بجنوب غرب دارفور والذين يمتثلون لمأثورهم (حكم لى ساق ولا مال لى خناق ) .

    آن الاوان ..موسم الهجرة من المدينة الظالم أهلها الي نيويورك

    تعززت سطوة الفريق المضاد بالقصر بعد أن لحق بهم خصم منصور اللدود الراحل د.حسن الترابي في مارس 1977 قادما للمصالحة بعد أن أعلن نميري إسلامية رئاسته الجديدة . بعد حوالي 9 أشهر في وزارته القديمة /الجديدة قرر منصور مغادرة جزارة النحر السياسي في الخرطوم فقد ملّ اللعب وتأكد له إطباق الطرف الآخر علي أذن الرئيس تماما ، فقد تجذرت صله الفريق المناوئ له فغدوا ينطقون بإسم رئيس الجمهورية دلعا وتفخيما إذ نادوه ( أب عاج ) وبطشوا بيده ظلما وأسمونه (أبوالجعافر) وزينوا ألقابه التسعة بتصغير ومودة فاشاروا له ب (الريس ) كل هذا والمشير القائد يزداد نشوة وتخديرا ويدير لهم ماأرادوا طائعا وراضيا . رمي منصور بشباكه حول وظيفة أممية ذات نفوذ وصيت وقوة . مسماها الوظيفي هو مدير عام التنمية للأمم المتحدة بدرجة نائب للأمين العام كورت فالدهايم ( نمساوي الجنسية عمل لفترتين من 1 يناير 1972 إلى 31 ديسمبر 1981) . سعي لصديقه الشيخ صباح الأحمد ( وزير خارجية الكويت وعميد وزراء الخارجية العرب أنذاك ) فما خذله . منافسه الوحيد كان من دولة غانا ( وهو منافس أتي به الامين العام في الساعة الخامسة والعشرين فأحرج به المجموعة الافريقية التي كانت مجمعة علي الدكتور منصور خالد ). ولنا أن نذكر أن سوشي منصور كان مستساغا لوزير خارجية ليبيا، التريكي ، فلم يعترض ، لا هو ولا رئيسه القذافي ، علي ترشيحه رغم السوء الشديد للعلاقات الشخصية والثنائية مابين سودان نميري وليبيا القذافي . ذهب منصور طالبا دعم الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية ، الدبلوماسي الكاميروني وليام إتيكي ( 1974-1978 ) ، فتمكن من ضمان غالب الاصوات الافريقية . إستزاد من منظمة المؤتمر الاسلامي لتدبيب شوكته وتقويتها ، فسعي طالبا مباركة صديقه أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي ، أمادو كريم قاي السنغال ( 1975-1979) فضمنها . وختم بمحمود رياض الامين العام للجامعة العربية ( مصري من 1 يونيو 1972 مارس 1979 ) فحصل علي بغيته . أصبح كل شئ مرتبا وجاهزا …..توجه منصور للأمم المتحدة ولحسن حظه وجد في البعثة الدائمة السفير فاروق عبدالرحمن الذي حل منقولا في أغسطس 1977 من سفارتنا بلندن مترقيا كسفير ثانٍ ونائبا للبعثة الدائمة بعد أن أمضي اقل من عامين في لندن . عرفت الخارجية السفير فاروق عبدالرحمن كدبلوماسي كامل الدسم . كان مولعا باللّغي مجيدا للفرنسية والعربية والإنجليزية فيما ظل مسنودا برصيد وافر من الاحترام و ملكات دبلوماسية متميزة نالت تقدير مضيفيه وتثمين زملائه وتقريب وزيره له . تكونت البعثة الدائمة بقيادة السفير مصطفي مدني أبشر من كوكبة متوهجة ضمت كل من :
    سعيد سعد محجوب ( وزيرمفوض ) ، تشارلز مانيانغ (مستشار) ، مبارك حسين رحمة الله (سكرتير أول) ، محمد آدم عثمان ( سكرتير ثاني) بالاضافة لكل من عوض عبدربه ( إداري) ومروان المشرف (محاسب ) .أما الوفد الذي حضر من الخرطوم لمتابعة أعمال الدورة 32 فضم عددا ممن يسمون باولاد منصور منهم السفراء يوسف مختار وابراهيم طه أيوب بالاضافة الي عبدالله محجوب سيدأحمد الذي كان ممثلا للسودان في جنيف مقر الاتحاد الأوربي آنذاك . قلنا بأن من يسمون بأولاد منصور هم فئة غالبة من الدبلوماسيين الشباب وثلة من القدامي نالوا ثقته التامة فعهد لهم بمهام طليعية متخطيا “ ديناصورات “ متحف الخارجية . لن يحاجج أحد أن تلك القائمة كانت مثل “قائمة العميد “ للمتفوقين في الجامعات الأمريكية ، الدخول لها يحفة قتاد المهنة وأشواك الخيال الأصيل . أولاد منصور مثلوا ، عبر السنين ، زبدة نجباء الدبلوماسية السودانية . عندما حل منصور وزيرا في عام1971 كان معظمهم من الكوادر الوظيفية الوسطي والدنيا فدفعهم بترقيات تحفيزية غير مكترث بمسطرة الترقي الادارية ومنصوصات ديوان شؤون الخدمة، فأوصلهم قفزا مظليا لرتب قيادية في فترة وجيزة كان منصور يكافئ الإنجاز المتوثب لا التلبد والسكون عديم الخيال . في إتساق مع ديناميكية وتجدد القائمة فإن بعض هؤلاء “العيال” بقي علي صلاته الوثيقة مع وزيره ، وترخرخت حظوة نفرمنهم بينما سقطت قلة من عُلاها فإنقلبت مودتها معه للضد تماما. شملت القائمة ، عطفا علي ماتختزنه ذاكرتي في المجمل ، بدون إعتبار للأقدمية أو ترتيبا للمناصب، كل من : هاشم عثمان ( ويقولون أنه أكثر موظف خدمة مدنية في السودان حاباه د. منصور فأصبح المستفيد الاكبر من كافة سنوات إستوزاره في مايو، بيد أن هاشم إنقلب علي معلمه فأصبح أخبث وأشرس من عاداه وعمل علي تشويه سمعته بالذات عندما فاصل منصور النظام وغادر للخارج ! فبادئا ذي بدء وبمجرد ما إن اصبح منصور وزيرا للشباب والرياضة في 1969 إستقدم هاشم عثمان للعمل معه وفاءا لعلاقات قديمة نشأت في اليونسكو بباريس عندما كان هاشم منتدبا من وظيفته الاصلية كمعلم في المرحلة الثانوية .. وفي 1971 نقله معه للخارجية في وظيفة وزير مفوض ثم رقاه سفيرا للسودان بنيروبي ثم عينه وكيلا للوزارة .هذه الفرص المتراكمة مهدت الطريق لهاشم عثمان ليصبح في أخريات مايو وزيرا للخارجية .) جلال حسن عتباني ، إبراهيم طه ايوب، سيداحمد الحردلو ، عصام حسن ، عبدالله محجوب سيدأحمد ، عثمان نافع حمد ، فاروق عبدالرحمن ، يوسف مختار، عثمان السمحوني ، محمد المكي إبراهيم ، هاشم التني ، الفاتح ابراهيم حمد ، عطا الله حمد البشير ، أحمد يوسف التني ، عصام أبوجديري ، عوض محمد الحسن ، اشول دينج ، عمر الشيخ ، ابوزيد الحسن. . وأحمد جبارة الله .

    نائب النميري ، الرشيد الطاهر بكر ، يقود من نيويورك خلاياه النائمة في الخرطوم

    حضر الرشيد الطاهر بكر من الخرطوم مزهوا بمنصبيه ، نائبا لرئيس الجمهورية ووزيرا للخارجية . رافقه لنيويورك السفير عصام أبوجديري والملحق عبدالله ود البيه . رجع مندوب السودان الدائم السفير مصطفي مدني أبشر من عطلته السنوية لمقره في 15 سبتمبر مستبقا إفتتاح أعمال الدورة 32 بايام قلائل إذ باشرت أعمالها يوم 20 سبتمبر بإعتماد عضوية جيبوتي . أحس الدبلوماسيون أن شيئا ما ينسج في الخفاء عندما دعاهم السفير مصطفي مدني الي إجتماع غير مألوف وبخهم فيه علي تفرغهم وإنصرافهم لدعم ترشح منصور خالد للمنصب الأممي وجعله شغلهم الشاغل . تحامل عليهم ومضي في تقريعهم متهمهم بإهمال أعمالهم والتغافل عن تواجد نائب رئيس الجمهورية /وزير الخارجية الجديد في نيويورك ! وماخذل أولاد منصور منصورهم فأسمعوا مصطفي مدني مالم يكن في حسبانه . تصدي له ، أولا، الراحل السفير يوسف مختار وقال له بدعابة محشوة بإتهامات غامزة بإنقباض اليد وحرصها علي توفير الدراهم مما نسميه بالدارجية " الفَسَالة" متسائلا بإبتسامة مُلَطّفة : إن كنت تعني الترحاب بسعادة الوزير ، فلماذا لم تقم أنت بدعوته ودعوتنا معه الي مأدبة بمنزلك مادام أن الامر تعلق بالضيافة ، فنحن عابري سبيل وأنت لديك الطباخين ومال الضيافة ! كان المتحدثون علي درجة من الخشونة المُترفِقة والتعافر الدبلوماسي الخفيف ، رغم تغيب أحد أعمدة قول الحق ، السفير ابراهيم طه أيوب ، لموعد مع طبيب الأسنان . بعد ذاك الرد الأصْوُع ، أبلغوه رغبتهم دعوة الوزير للغداء في كافتيريا الأمم المتحدة ، علي حسابهم . وبالفعل تشاركوا قيمة الوجبة التي حضرها السفير ووزيره . رغم مرور 29 عاما علي هذه الواقعة إلا أن موقف السفير مصطفي مدني من ترشيح الدكتور منصور خالد لايزال مثيرا للجدل والاستغراب .فمن منظور ماتهيأ للرجلين من قواسم مشتركة ، كان يُفترض توافر نصيب زاخر مما جمعهما يفوق حصاده مافرّق بينهما . فهما يرتبطان بوشائج غائرة العمق بالراحل جمال محمد أحمد . فالسفير مدني متزوج من كريمته المفكر والأديب الكبير بينما منصور تلميذ ممنون بتتلمذه علي يديه معترفا له دوما بعرفان أستاذيته . فمثلا ، عرفانا من منصور بأفضال معلمه جمال (الذي لم يكن علي ود مع نميري ) قام بتعيينه بعد عودته من السفارة بلندن ، رئيسا لتحرير الصحافة ، ثم رفّعه مستشارا له ومضي جمال ليصبح في عام 1975 ولفترة قصيرة وزيرا للخارجية . الي جانب هذه الصلة القوية فكلا الرجلين ينتمي الي ذات الجيل والي مدينة أمدرمان . في التداول بين أهل الخارجية ممن خبروا الرجلين ، أن مصطفي مدني ، إبن كمبيرج ومن قبلها الجامعة الأمريكية ببيروت ، كان منتفخ الذات ومغرورا . وكثيرا ما ظن أن إعترافه بتميز منصور لابد وأن يكون خصما علي طاؤوسيته ويستشهدون علي ذلك بخلو كتابه الصادر في 2012 من مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بالسودان بعنوان (ثلاثون عاماً في الدبلوماسية-حديث الذكريات) من أي ذكر لسنوات علما أن إنكار بصمات منصور خالد بالخارجية السودانية تماثل فطم إنشتاين عن النظرية النسبية ، فمثيل ذلك النكران لا يصدر إلا مِّمَّنْ أعمته أدخِنَةٌ الغيرة فتغافل عن الإعتراف بما بَصَر جحودا .

    ماعلينا ، فقد إنهمك فعلا أولاد منصور في ترتيب الكثير لرجل عرفوا قيمته . فقد سخّر السفير عبدالله محجوب سيداحمد صلاته بالمجموعة الأوروبية وجيّرها بذكاء لصالح صديقه منصور خالد ضد منافسه الغاني إذ أن المنصب كان مخصصا للمجموعة الأفريقية . نقطة إنطلاقه في حملة تسويق وزيره السابق إرتكزت علي دور منصور في ماتحقق من سلام متمثلا في إتفاقية الجنوب 1972
    بدأ العد التنازلي ….وإقترب التصويت إلا أن أهم شئ واسهل شئ لم يكتمل : وصول برقية الترشيح الرسمية من حكومة السودان .

    الخطة الجهنمية : سحب ترشيح منصور خالد وإنقضاض الخناجر !

    لم يكن منصور يدري أن ما حسبه ظُرف وزمالة ، لم يكن سوي المرآة الحاجبة للخناجر المغروسة في الرمال المنتظرة ساعة الصفر لتنقض علي آماله ذبحا وتقطيعا ، فتنطلق صافره النهاية فقد أصبح بينه والمنصب أشبار معدودات من عرض الترشيح علي الجمعية العامة للتصويت . يُقال ان الوزير الرشيد الطاهر أطلع سفيره مصطفي مدني علي تفاصيل الخطة مبكرا مشددا علي السرية ، وموحيا برغبته تمديد مدة السفير مدني كمندوب دائم بعد أن شارفت عودته المعاشية للخرطوم . وللصدق ، لم نجد لهذه الرواية من سند فقد غادر السفير مصطفي مدني محطته بلا تلكؤ فور إنتهاء مدته . أحد المرتكزات الإستراتيجية للخطة تمثل في نسف المشروع في ساعته الاخيرة بسحب ترشيح حكومة السودان للدكتور منصور خالد ، وترك الفرصة للغاني ليفوز بالتزكية - المهم ألا يتسرب شئ من الخطة فيعلم به منصور ويتمكن من صياغة أي بدائل - أرادوه بلا بدائل وبلا خيارات ، مهزوما مهزوما !! إذن الإنتظار لأخر لحظة هو تكتيك هام هدفه إفراغ أي تحرك من قيمة الوقت فيموت قبل أن يتمكن الساحر منصور خالد من الإتيان بواحدة من بهلوانياته فيستثمر فيها صلاته الدولية الواسعة، فيفشلوا وتذهب ريحهم .كانت ، بحق ، خطة لئيمة ومليئة بالتشفي .

    إنشغل الرشيد الطاهر وسفيره مدني ليس فقط بتطمين منصور خالد بأن وصول البرقية أمرا مفروغ منه بل أوهماه بأنهم قد أعدوا خطة كاملة لإستقطاب كل دعم له ويراجعون ، يوميا ، ممثلي الدول المساندة لمرشح جمهورية السودان . ومع كل كذبة ، كان منصور ممتنا ببراءة وشاكرا بأريحية . تلك التطمينات مثلّت العمود الفقري للخطة الإبليسية الهادفة لشراء أقصي مايمكن شراؤه من وقت قبل الضغط علي الصاقع ! كلما سألهم عن سبب تأخر وصول برقية الترشيح ، طمّنوا الرجل بإختلاق المعاذير ، وتظاهروا بإرسال إستعجالات وهمية للخرطوم . في الأيام الأخيرة ، ومع محاصرة وضغط منصور لهم إنهالت إتصالاتهم الهاتفية واللاسلكية لخلاياهم النائمة فتناغمت الردود حيث الكل قرأ من ذات النوتة الموسيقية التي عزفت علي أذن منصور معسول الحديث ، فظل في تشكراته وإمتنانه !! . عندما ضاقت كوة الايام ، بدأت أنفه في التعرف علي رائحة خبرها في مطبخ المكائد بالخرطوم غير أن الرشيد كان دوما ، وحتي في مكائد الخرطوم خلية نائمة ، فلم يكشف له عن عداء أو يصارحه بكراهية . يسأل الرشيد عن تأخر البرقية فينفي له هواجسه ، يجالس مصطفي مدني فيبدد همومه !
    أصبح الدكتور منصور مداوما يوميا في مقر بعثة السودان ( سودان ميشن ).

    شاهد العيان : إنتفض منصور ناهضا بطريقة غريبة ..كان في إستواء العصا

    في اليوم الموعود ، وصلت برقية مشفرة يُراد لمحتواها أن يكون سريا ، وأن يُبلّغ لرئيس البعثة ومنه للوزير. ولأن الشفرة تحتاج لبعض الوقت لفك طلاسمها السرية وبإضافة ٧ ساعات هي فروقات الوقت ، فإن البرقية المشفرّة وصلت نيويورك ليلا ولم تبدأ مساعي فكها إلا الصباح التالي . فك المسؤول الشفرة وعندما حضر السفير فاروق عبدالرحمن لمقر البعثة في التاسعة صباحا، وقبل أن يدخل إجتماعه اليومي مع طاقمه الدبلوماسي ، سلموه البرقية فكانت صاعقة من صواقع برق البطانة العبادي ! تقول البرقية ، في ذبدتها( لعلمكم فإن الدكتور منصور خالد المتواجد معكم في نيويورك لا يمثل إلا نفسه ولا علاقة للسودان بهذا الترشيح الذي لايعنيه في شئ ) .حضر منصور لمقر البعثة الدائمة قبل الظهيرة ،وذهب من فوره لمكتب المندوب الدائم السفير مصطفي مدني الذي يحضر عادة بعد إنتصاف النهار . سبقه لذات المكتب السفير الزائر عبدالله محجوب سيداحمد . سأل منصور عن آخر الاخبار فنادوا علي نائب رئيس البعثة السفير فاروق عبدالرحمن يستطلعونه المستجدات . صعد اليهم السفير فاروق المذهول من هول المفاجأة التي بين يديه ...دخل وسلّم الشفرة المحلولة للدكتور منصور خالد . إنه الفصل الأخير في المؤامرة فقد علم منصور خالد الان فقط أنهم سحبوا ترشيحه ، نعم .. تخلت عنه بلاده ! نسي المتناحرون في الخرطوم مصالح السودان وإنصرفوا لتصفية حسابات قديمة مع خصمهم ،فطروحوه أرضا أمام العالم المساند له ومنعوا عنه ورقتهم الاجرائية في وقت تفعل الأمم الأخري المستحيل للظفر بمنصب أممي هام مثل الذي قرروا حجبه عن منصور . بل وأن دولة مثل الجزائر ، ساءها ماحدث وأخجلها ماجري ، عرض وزير خارجيتها آنذاك ، عبدالعزيز بوتفليقة وهو رئيسها الحالي ، علي رئيسه هواري بومدين أن يسعوا بالوساطة للامين العام لفعل شئ بترشيح منصور لمنصب آخر ، فرفض منصور المتقرفص وحيدا علي مائدة اللئام !

    في الاسبوع الماضي هاتفت ولعدة مرات الصديق السفير فاروق عبدالرحمن ، المقيم حاليا بلندن . تحادثنا طويلا ، ولابد من أتقدم له بشكر مستحق علي صبره علي تحقيق دام ساعات طوال هدفه التثبت من بعض الحيثيات الهامة ، والتي غدت في هذا اليوم ملكا لتأريخ بلادنا . طلبت منه أن يصف لي بدقة حركية كيفية إستقبال د. منصور للنبأ ، قال “ إنتفض من كرسيه واقفا منتصبا ومتصلبا كما لم أره من قبل ..إنتفض ناهضا بطريقة غريبة ..كان في إستواء العصا." ومضي ليقدم صورة كاملة للمكتب الذي إستعمره صمت مخيف ، ثم نطق دكتور منصور بكلمات كثيرة أوقد كل حرف الصاعق فيما تلاه فتفجر وإنفجر معه ، وإستمر تساقط نرد دومينو الغضب غزيرا كما الأمطار..ختم الإكسلانس فاروق إنطباعاته بماسال من ذاكرته مضيفا ( لم أره في حياتي بمثل ذلك الغضب… أبدا . أفهمني والمرحوم السفير عبدالله محجوب سيداحمد أنه متوجه لمقابلة نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية في الفندق).

    الفصل الاخير.. الاستجواب الهين ثم الانفجار : ليه بتكضب يارشيد؟

    تميز الرشيد الطاهر بكر بالهدؤ والذكاء وإستفاد من هاتين الخاصتين في توفير الغطاء اللازم للتآمر ، فيعزز مسوغ إنكاره plausible deniability بنفي صلته بماجري . هذه ميزة إخوانية مؤصلة قد تصل حد تشكيك المُشاهد في صحة بصره وعافية عينيه وأن مايطالعه ليس سوي توهمات وغيبوبه لا وجود لها وعلي الرائي إسعاف نظره لدي لدي أخصائي عيون ! يقول أقرانه أن هذه المزيّة جعلته مراقبا عاما مؤثرا لتنظيم الاخوان المسلمين ، إذ أنه فضّل العمل السري دوما كوسيلة للقفز علي السلطة ، مثل مشاركته في إنقلاب احمد حامد .
    حمل منصور الجريح ورقة الشفرة متجهما وترك المكتب. والغضب إن إستبد بمن إنتوي تلاطمت خياراته . قصد الرشيد الطاهر بكر في فندقه. تمنيت لو كنت نملة في ثقب الارض أو حشرة طوّافة لرؤية وسماع إستدراج منصور للرشيدالطاهر دون أن يعلمه شيئا عن الشفرة . محور الإستجواب تعلق بضيق الوقت وأن تأخر الخرطوم في إرسال البرقية قد يبدد حظوظه في نيل المنصب ، فأجابه الرشيد ، بهدوئه ، الرزين أن هذا أمر مستبعد وعليه ألاّ يقلق . ومضي منصور ليورط الرجل أكثر وأكثر مستصدرا منه أطنانا من التطمينات الجوفاء ، وفجأة أطبق عليه فكاً مفترسا راميا بالبرقية الشفرة أمامه ، متسائلا بتكرار : ( طيب ده شنو ياكذّاب… ليه بتكضب يارشيد ، ليه بتكضب يارشيد ، ليه بتكضب يارشيد )؟ … بُهت المسؤول الذي كان أعلم من السائل لكنه تجمد وصقع وظهرت عليه ألوان قزح .
    بعد أشهر من هذه الحادثة الفارقة في تأريخ بلادنا ، بدأت معركة مفتوحة من نوع جديد إستهلها منصور مؤرخا ( لا خير فينا إن لم نقلها ) فرد عليه ثالوث سري يُقال أن من ضمن كتبته كان مهدي مصطفي الهادي والرشيد الطاهر بكر ومحمد محجوب سليمان بمقال مناكف عنوانه ( لا خير فيه ) ….ربما بسبب من هذه الشفرة أزهرت المكتبة السودانية كتبا خطها يراع منصور ، فوثق خصومته وغطس في شؤون آخر ...فزاد وما أبقي !

    مذبحة أولاد منصور ..الحقد يطال فاروق عبدالرحمن وعبدالله محجوب

    كان فاروق قد أكمل قرابة الشهر في مقره الجديد عندما حدث ماحدث وكان منظورا له البقاء في نيويورك قرابة 4 سنوات قادمات بعد خصم فترة العام والنصف التي قضاها في لندن . علم مصطفي مدني أن ثمة ثمن لابد وأن يدفعه نائبه فطلب منه في 7 نوفمبر أن يكتب له تلخيصا بملابسات الشفرة ففعل رغم أنه كان قد أحاط سفيره علما بكامل الحيثيات وإغتنم فرصة تواجده منفردا مع الوزير فنوّره شفاهة بماجري . في مطلع نوفمبر 1977 حضر الوكيل هاشم عثمان لنيويورك وأبلغ السفير الشاب بقرار نقله فورا للخرطوم ( الأصح هو إرجاعه تأديبيا ). لم يحرموه فقط من إكمال المتبقي من مدته بل ، وقال لي ، أنه عندما طلب من سفيره أمهاله لإسبوعين لأن لجنة نزع السلاح ، التي كان يمثل السودان فيها، سوف تطرح بعض قراراتها للتصويت ، رد عليه مصطفي مدني (حضورك للتصويت غير مهم لأن نتيجة التصويت نفسها غير ضرورية ) !! ففهم ماأصابه من غضبة فذهب للخرطوم راضيا بما قدم وفعل . أصبح فاروق عبدالرحمن بموقفه الشجاع بحق “ولد منصور “ الذي طاله كرباج الدولة المختطفة بواسطة أفراد في القصر الرئاسي . هذا الموقف ، يعتبره الرجلان مفخرة لهما ، ولكل أسبابه . فمنصور إزداد صمودا بعد أن عجزوا عن كسره ، فشرّع يراعه فدوخهم وزلزل عرشهم وقضي علي كتائب مرتزقتهم ، فكشف تفاصيل اللعبة من داخل النظام ، ووثقها . أما السفير فاروق عبدالرحمن فبقي في وزارة الخارجية وبعد وصول أوباش الدبلوماسية في 1989 ظفرت بخدماته دولة قطر فإستقدمته لتطوير وزارة خارجيتها . أما مندوب السودان لدي المجموعة الاوربية الراحل سفير عبدالله محجوب سيدأحمد فأبلغوه بالعودة لمقره إذ لا لزوم لوجوده في نيويورك !

    الحضور الباهي للملح والطرائف في جلسات منصور :



    لو نفذت إستقصاءا بيانيا لجلساء منصور خالد لعلمت أنهم لا يحرصون علي مجالسته فقط لاستكشاف رأيه بشأن مستجد سياسي ، أو للإستمتاع بقراءاته التحليلية لمتواتر الأحداث ، أو للإستزادة من معارفه ، بل يجذبهم له تنوّع موضوعات تسامره فضلا عن ظرف الرجل وتذوقه للنكات وردها بأحسن منها. يحتفل بالنكتة وتنتصب قهقهاته شامخة المعمار من عدة طوابق ، بفرفشه منظورة تتناغم فيها متحركات جسده ، فتفضح السرور .غالبا ما تتسيّد جلساته نكاته الإستدلالية ، فلديه طرفات تحاكي كل المناسبات . شكرا لحصيلة الأسفار وتجواله كالطائر الخطّاف فيستزيد جرابه بحصاد من أماكن بعيدة فيشد مستمعيه بما قرأ وسمع بسرد مفذلك للحيثيات ، لا هو بالإسهاب المُنفِّر ولا هو بالإطناب المُختزل . حكاياته المحشوة بالسيرة تنجب ضحكات كاملة الدسم فتلصق بذاكرة السامعين ليوم تالٍ يثبتون فيه نسب النكتة به ، ليس حفظا لحقوقه الأدبية ، ولكن للإخْبار بمن يجالسون.

    عمر عبدالرحمن وتغلبه علي ثالوث الاعاقة ليصبح إرهابيا


    كان الاقتصادي المتميز بصندوق النقد الدولي ، الرشيد عثمان خالد ، رحمه الله وأحسن اليه ، أقرب خلق الله لقلب الدكتور منصور خالد . لم تكن علاقتهما الودودة جدا ، واللصيقة جدا بخافية علي من عرفوا الرجلين ففيها ماغاب عن علاقات منصور الاخري : قربي رحم ، رِِفقة عمر ، تطابق جِيلي ، عشق للقراءة ، معرفة موسوعية ومزاج متطابق في الاحتفاء بالغناء والفنون وتفرعاتهما من المباهج والأنس . كان الرشيد عثمان خالد ، رغم إغترابه عن السودان ثلثي حياته ، باراً بأهله ، سبطا كريما من دوحة آل عثمان خالد بالموردة وتفرعاتها في أسرة سوار الذهب الكبري . في التسعينات نصح الرشيد شقيقته الطاهرة( رحمها الله ) بالذهاب للإستطباب في مصر من غضروف لا يغفو . وبالفعل سافرت للقاهرة ، تسعي بأقدامها ، للعلاج في أحد المستشفيات “الإستثمارية “. وبدلا من التعافي ، حدث خطأ جراحي شلّ حركتها تماما من الرقبة والي مادونها فأسكنها السرير وللأبد . هرع شقيقها المفجوع ، رفقة إبنه المحامي هشام ، لتكملة إجراءات إستقدامها لأمريكا بعد أن حجز لها سريرا في مستشفي جامعة جورجتاون . ذهب للسفارة الامريكية في القاهرة ليستصدر لها سمة دخول لواشنطن مصطحبا ما لزم من أوراقها الطبية والثبوتيات المؤيدة لقدرته المالية علي الصرف علي إستطباب وإستصافة أخته . فاجأه القنصل طالبا مثول الطاهرة أمامه ليراها ! شرح له الرشيد ماحاق بها من شلل وأستدل بالتقارير ، بيد ان تصلب القنصل ماتزحزج فختم علي جوازها عبارة الرفض الامريكي المؤدب ( شوهدت في السفارة). هاج الرشيد وماج وبصعوبة تمكن إبنه من إستعادة رزانة عُرف بها والده الذي طارت به أجنحة الغضب . فور خروجهما من مبني السفارة إتصل الرشيد بصفيّه منصور يبثه ضيقه من قنصل أغلق مخة بضبة ومفتاح . أيقظ الاتصال منصور الذي كان نائما في ركن ناءٍ من الدنيا. لم يمسك الرشيد غضبه وظل في هجومه علي القنصل ومنصور يكرر بلا جدوي ( ماذا قال لك القنصل بالضبط يارشيد ، لماذا رفض ) ؟ أخيرا ، فرمل الرشيد غضبه وذهب للعقل ومحاولة من نوع " هاك من الاخر " فقال خالطا الانجليزية بالعربية ( يامنصور ، مش مهم قال شنو خلينا نحلل الموضوع ونفترض أن من ضمن مخاوف القنصل ان تكون الطاهرة أختي إرهابية . طيب كيف تكون ارهابية وهي أولا كبيرة في السن “senior citizen” ومعاقة “handicapped” وكمان أُميّة “illiterate” يامنصور ؟ ) وبدون مقدمات ، نسي الرشيد غضبه وفورته وانفجر ضاحكا أمام إستغراب هشام الذي مافهم رد منصور الا عندما ترجمه له والده فيما بعد : ( طيب كل الحاجات الثلاثة اللي قلتها دي يارشيد ماهي برضو متوافرة في عمر عبدالرحمن ، شوفو عمل أيه في نيويورك ؟)

    فرانسس والإستمتاع بالعيش دوما علي الحدود :

    كانت السيارة العائلية الرحيبة تنهب الارض من ولاية فيرجينيا قاصدة دار الدكتور فرانسس دينج بولاية ميرلاند المجاورة . حمولة وافرة من مجموعة سودانية لا يجمعها سوي مناهضتها لنظام الخرطوم فخلطت مرئياتها السياسية بالبامية المفروكة في غداء بمنزل الصديق الدكتور لوال دينج ، وزير الدولة بالمالية ووزير النفط بعد سنوات . كان المأدبة علي شرف وفد زائر من التجمع الوطني . بعد الغداء قدم د. فرانسس دعوة مفاجئة للعشاء بمنزله في ذات المساء بعد أن علم لتوه ان غالب الزوار سيغادر واشنطن عائدا للقاهرة في اليوم التالي .ذهب لبيته مبكرا لترتيب الوليمة . إقترح لوال شحننا في سيارته حتي لاينقطع الحديث ، فتركنا مركباتنا عند بابه . إختار سائقنا الاقتصادي بالبنك الدولي مسارا يشق كرش فيرجينا من عند الوسط ، بدلا عن جادة الدائري السريع ، فطال المسير جراء التوقف المتكرر عند اشارات المرور. في لحظة صمت لإلتقاط الانفاس من مداخلات طويلة ، سأل د.منصور خالد السائق ( انت يا لوال ...فرانسس ده اصلو ساكن وين؟ ) كانت الانجليزية أقرب الي لسان لوال فاجاب أنه يسكن في "البوردر لاين" الفاصل مابين واشنطن العاصمة وولاية ميرلاند . ونكتة من د.منصور محشوة بالكثير ( هو فرانسس ده حياتو كلها عيشة في البوردرلاين في السودان ساكن في أبيي والبوردرلاين وكمان هنا مالقي حتة غير البوردرلاين ؟؟)ضجت السيارة بالضحك واستلطاف اشارة ألمعية تقطر ذكاءا وتختزل قصة أمير دينكا نقوك وأبيي وتخربش علي عادة فرانسس في عدم إتخاذ مواقفا حدية ، فقد عُرف بنصف المواقف التي لم ترض كثيرين وأغضبت النصف الاخر لكنها أفرحت الطرفين عندما إحتاجوا للتنازل والوقوف علي منصة رمادية !


    كمال ترباس ...الزلزال ومصطفي نميري

    لمنصور علاقة متوطدة بالمغني كمال ترباس وكانت ليالي القاهرة في التسعينات هي الخرطوم البديلة .قرر منصور المرور علي شقة ترباس في طريقه للمطار في رحلة تغادر أول المساء لطارئ مُلِّح . وبينما هما يتحدثان في الصالون ، دخل عليهما زائر فصافح رب الدار بحيميمة بينما إنتصب الدكتور منصور كديدبان للتحية. وبثقة مفعمة عرّف ترباس زائره بضيفه ، “ طبعا بتعرفوا بعض “ ففاجأه الضيف بأن جلس علي أول كرسي غير آبه بمن وقف لتحيته ! أحس صاحب الدار بحرج اللحظة التي يتهيبها أي مُضيف . حاول بلطفه المعتاد أن ينثر علي الجو بعضا من قفشاته فيخفف علي الواقف ولا يغضب الجالس ، إلا أن صاحبنا كان حاسما كنقطة في جملة مفيدة : ( أنا مابسلم علي منصور خالد ! ) . ذهب ترباس لداخل بيته وبقي الخصمان لوحدهما يبحلقان في صمت ، منصور يريد أن يعرف هوية الغاضب بينما الغاضب منشرحا بماحققه من إنجاز برتوكولي يجافي المألوف طعما في أن يبّرد هذا التصرف جوفه ويرد له إعتبارا ضائعا لم يعلم مردوده في مقياس التشفي سواه . وبمثل مافاجأه الرجل ، رمي له منصور بسؤال فيه بعضا من المناوشة ، ( طيب ممكن تقول لي إنت منو وأنا سويت ليك شنو اللي خلاّك ترفض تسلم عليّ ؟) ونفخ الرجل الإجابة بصوت إنتفض لما ظنه وخزة إنتقاص لقدره ، مستنكفا عدم تذكُر دكتور منصور له - فنزع منه اللقب العلمي ( أنا منو يامنصور ؟ ..أنا مصطفي نميري يامنصور اللي طلعتني حرامي في كتابك لما أتكلمت عن جمعية ود نميري - أها إتذكرتني ؟ ) قالها بتحدٍ تعافي مؤقتا من جرح وقبل أن يجيبه منصور إرتجت العمارة ،فجأة ، وماجت وتمايلت كغصن نيم !فتطاير أثاث الصالون الأنيق ، وبسرعه خطف الضيف عمامته وهرول باتجاه الباب الذي إنشق جوار حائطه أخدود عظيم . فقد فار جوف القاهرة بزلزال قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر يوم 12 أكتوبر 1992 ، الساعة الثالثة و 9 دقائق عصراً . في تلك اللحظات العصيبة عاد ترباس ليتفقد ضيوفه في الصالون فسأل منصور عن خصمه ، فأجابه ببرود “ غايتو الحمد لله علي الزلزال اللي خلصنا من صاحبك “!! لم تغادره النكتة الساخرة وبرودها رغم فورة زلزال “دهشور “ الذي دخل تاريخ الزلازل المصرية بإعتبار أنه كان الاقوي منذ 150 عاما مخلفا خسائر ضخمة ، بلغت 545 قتيل و 6512 مصابا بينما تشرد حوالي 50000



    **** خاطرة ****

    معذرة علي تأخري علي موعد بيننا كان ميقاته الاسبوع الماضي . فيما كنت أتهيأ للدفع بهذا المقال للنشر، كان السودان في المقابر يشيع مرة أخري خلال إسبوع فلذة من فلذات الوطن . حبستني عنكم البشاعة والفظاعة والترخص التام في إصطياد أحلامنا بلا وازع ولا رادع ...ويريدونها بلا بِغِمْ . شاهدت فيديو أم الشهيد فإنشطر قلبي وتشتت فتاتا، فكان في التأخير عزاء للنفس وبعض من لياقة واجبة . رحم الله شهداء الوطن جميعا وغدا ستشرق الشمس .

    شكرا لمن بعث لي بهذه القصيدة ، نظم شاعر الثورة والارض ، الأستاذ أزهري محمد علي
    ****
    وفتحنا بابك ياوطن ...للداير يدخل والبفوت
    وربطنا اسمك بالشجن...والعبرة والخوف والسكوت
    امالنا فيك ضاعت سُدىً...احساسنا بيك داير يموت
    ودموعنا في الخدين رِسن...وهواك ماشي علي خفوت
    سلمنا رايتك للغجر...ختوك في الجيب والبنوك
    غشونا بي كبري وشجر...قالولنا بكرة بعمروك
    مرقونا للغربة السفر...جابو البيدفع واجروك
    خلونا بنسبّك جهر...ونخون جدودنا الحرروك
    لقمتنا في بطنك تعب...مجلوبة بي أخر نفس
    وأخلاقنا هادنت الغضب...من كلمتين بندق جرس
    ديلك عبيد داك ود عرب...هي الخلت البلد اتنحس
    وبقينا نفخر بالنسب...وإسم القبيلة بقى الهوس
    بتروك من تحتك غصب...قالو الجنوب اكبر مرض
    حكمونا بالدِّين الكِضب...وسكتنا مافي الاعترض
    شغلونا بي هم الحرب...الفات وغاب والانقرض
    سوّونا بيناتم لعب...احزاب حكومة مع بعض
    دارينا في الروح انتماك...وبقينا كايسين لي بلاد
    تنجدنا من عيشة شقاك...ونعيش أقلو سنين سُعاد
    تاورنا شوق ماضينا داك...اللمة والاهل البعاد
    ورجعنا بنردد غناك...ياعازة كيف ننساك عاد
    سامحنا عارفنك كبير...قلبك مستف بالكرم
    وعتابنا كان حرقة زفير...مغبونة من حالنا السجم
    باكر معاك ان شاء الله خير...بنحررك من الوهم
    وهواك يصبح في الأخير...كل القلوب حافظاهو صم.

    نواصل الحلقة 4 والاخيرة في الاسبوع القادم بمشيئة الله

    لمطالعة تقارير الكاتب السابقة بإرشيف الراكوبة أضغط علي هذا الرابط

    http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm


    Tweet






    التعليقات
    #1456319 [سننتصر علي الكيزان الخونة اكلي قوت الغلابة]
    05-06-2016 05:21 AM
    اخي الاستاذ عبدالرحمن الامين ،

    لقد كنت انا ولسنين عديدة احد الذين يبحثون عن الحقيقة ولقد وجد الكثيرون منا ضالته في هذا المقال . لانشكرك فقط علي هذا السرد المهني والذي رد بعضا من جميل الرجل دكتور منصور والذي كان هدفه هو الوطن والوطن اولا والوطن لكل السودانيين .. ولكن نشكرك علي الامانة وسرد حقائق غائبة ما كان لنا ان نجدها الا من امثالك .. نشكرك شكرا لاينقطع علي هذه الحقائق المرة والمجحفة في حق منصور خالد ..

    ان العدالة الالهية ستقتص من كل الظالمين سواء كانوا احياء ام غادروا الي الدار الاخرة . الكيد لمنصور خالد (من ثلة ملأ قلوبها الحقد والضغينة) وحرمانه من الوظيفة الدولية ليس حرمانا للرجل فقط من هذا الشرف الذي هم ابعد مايكونون اليه بل هو حرمان للسودان بأكمله من ان يوضع اسمه في لوائح الشرف الدولية . وكان يمكن للرجل ان يسلط الضوء علي السودان ويسانده في الكثير من قضاياه .. وكان يمكن للبلد المحروم ان ينهض من كبوته ..

    والله لقد تغير رأيي في الكثرين بعد هذا المقال .. (وحتي في النميري) الرجل الصلب والذي كنت احسبه ذا وطنية لاتهتز وليس لها نظير ..
    بل اصبحت اقارن بين ماكتبته انت الان وبين ماذكره صلاح عبدالعال مبروك في اجاباته عن مذبحة قصر الضيافة في برنامج للطاهر التوم!
    صلاح عبدالعال الذي ذاع صيته وملأ الدنيا ضجيجا في كل المنابر في عهد مايو - لم اكن احسبه بهذه البساطة والركاكة والتردد والضعف في اجاباته عندما حاصره الطاهر التوم .. اعود لاقول ان اختيارات مايو لم تكن كلها موفقة .. اختارت صلاح عبد العال لوظيفة اكثرحساسية في الدولة .. بينما حرمت بجهلها وتصفية حساباتها رجلا عالما كمنصور خالد .. والله المستعان علي حكومات يتقلد فيها الجهلة المواقع الرفيعة ..

    الرد على [سننتصر علي الكيزان الخونة اكلي قوت الغلابة]

    ردود على سننتصر علي الكيزان الخونة اكلي قوت الغلابة
    United States [بت امدرمان] 05-06-2016 07:21 PM
    ياسلام عليك يا( سننتصر علي الكيزان اكلي قوت الغلابة). دائما ماتمتعنا بتعليقاتك الناضجة والجميلة مثل هذه المداخلة الرائعة . تسلم


    #1456216 European Union [جمال علي]
    05-05-2016 09:37 PM
    قيل أن الحسد يكثر بين الأقارب. و الأقارب قد يكونوا زملاء العمل و المهنة أو الدراسة أو الجوار في السكن,مثلما يكونوا إخوة أشقاء.لذا أمرنا ديننا أن نتعوذ من شر حاسد إذ حسد.
    كنت أعمل مفتشآ للتخطيط في إحدي الوزارات في الفترة من عام 1985م و إلي 1995م.كان الخلاف و التنافس و الصراع و الكيمان طابع لقياديين في هذه الوزارة و غالبهم يحملون درجة الدكتوراة و البروفيسورية.كانت تجاز ميزانية التنمية.لكن لم يكن ينفذ أي عمل ملموس إلي نهاية السنة المالية.
    هذا هو حال سوداننا. لا مسئولية و لا محاسبة,لكن صراعات و معارك في غير معترك و مصالح ذاتية.

    الرد على [جمال علي]

    ردود على جمال علي
    [سننتصر علي الكيزان الخونة اكلي قوت الغلابة] 05-06-2016 07:53 AM
    مشكور ياجمال ... وان كان لي من اضافة ايضا ف ( ان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) والقول ليس لي وانما حديث الرسول (ص) عن انس.
    هؤلاء الحسدة لم يحرموا الرجل وحده وانما حرموا البلد بأكملها من هذا الدور الكبير والذي كنا نحن اهل له في شخص منصور خالد الرجل الكفء..

    اين نحن الان ؟ في الدرك الاسفل من سلم الامم المتحضرة ..

    والله لم تنم عيني تلك الليلة عند قراءتي لهذه الحقائق التاريخية التي لم يخرج بها علينا الا هذا الرجل الصحفي (الامين ) عبدالرحمن الامين والشكر له ايضا.


    #1456182 [yasir]
    05-05-2016 07:54 PM
    حظك ياترباس تراك مازول ساهل

    الرد على [yasir]

    #1456077 European Union [عمر جبور]
    05-05-2016 04:22 PM
    عداء الكاتب لنميري الذي مات فقيرا يا هؤلاء، لا يبرر شبطننه ، وجعل منصور خالد الذي لولا نميري ما طفا على السطح ، ثم باع حياته لقرنق وتمزيق البلد وقتل جنود جيشه وتدمير اقتصاده، وجعله المفكر الحاذق والسياسي الذرب والأديب الأريب،.. هل لمنصور خالد كاريزما نميري أو عبد الخالق أو الترابي، أو عقيلة جعفر بخيت أو الشريف حسين الهندي.. هو من الصف الثاني، وكان الأجدر به أن يعيش في برجه العاجي، في باريس أو لندن أو نيويورك .. اما هنا في أرض النيلين، فلا مكان لمن يبتسر اللغة، ويستخدم الألفاظ الميتة والنائمة في قواميس اللغة العربية الثرية بالغريب.. وماذا يعني نهش لحم الرشيد الطاهر السياسي والمثقف والرجل البير ، الذي كان مراقبا للإخوان وتركهم بعدا عن الهوس والهوى والهلاك، ورحب به الرئيس الأزهري.. الرشيد الطاهر بكر عقل كبير واسألوا سكرتاريته عن غزارة علمه وسمو خلقه وذاكرته الفوتوغرافية.. وهو وزير العدل في الستينيات وهي وزارة لا يشغلها في بلدا في ذلك العهد فتى في ذلك العمر إن لم يكن على أعلى درجات الكفاءة والقدرة والتأهيل..وكفى..

    الرد على [عمر جبور]

    ردود على عمر جبور
    United States [عدو السدنة] 05-05-2016 07:25 PM
    ياعمر جبور يعني شنو جعفر نميري مات فقير ؟ وايه علاقة موته فقير بالدمار اللي سببه في البلد ؟ بالله قول لينا عن الحريات والنهضة اللي خلاها وراهو؟ ألم يمزق هذا الديكتاتور بلادنا فإنقلب عن إتفاق سلام 1972 بعد توقيعه ؟ ألم يُمكِّن الترابي والمهوسين بالدولة الدينية من حكم السودان وبالتالي فرض علينا بعبوص الشريعة الممسوخ؟ الم يفتح حمامات الدم للخصوم فأعدم زملاءه بتاعين مايو وقتل الخصوم كعبدالخالق محجوب والشفيع ومحمود محمد طه؟ من الذي رعي المفسدين والقوادين وجعلهم يرعون في السودان ؟ واخيرا - لماذا ثار الشعب ورمي نميري بتاعك في مذبلة التاريخ ؟ نميري كان حاكما فاسدا


    #1456007 [طه على]
    05-05-2016 01:50 PM
    الاخ مسافر هو من فهم قصدي تماماّ. ان نظام نمير بكل كوكبته لم يكن يعمل من اجل السودان.
    وان الصراعات التي كانت دائرة خلف الكواليس لم تكن من اجل المصلحة العامة بل من اجل مصالح شخصية بحته مثل ما هو حادث الان. ولنا في التاريخ عبره.

    الرد على [طه على]

    #1455790 [الفقير]
    05-05-2016 07:35 AM
    فخر لنا أن نحظى بكاتب له هذه المقدرات و الأسلوب الراقي ، كما إنه أرسى أدب العمل أو السرد العلمي الإستقصائي.

    و العمل الراقي دائماً ينتج أثراً رائعاً في النفوس و تصاحبه إبداعات ، لذلك حظينا بمداخلات و تعليقات رائعة أيضاً.

    المحسوبية و تآمر الشلليات و مراكز النفوذ ، من أكبر الجرائم التي ترتكب في حق الأمة ، فهي تحرم الدولة من ذوي الكفاءات ، تقتل الطموح ، تنمي بيئة عمل فاسدة مبنية على الملق و الدهنسة و .... و. ... ،

    لماذا لا نطرح مقترحات عملية بناءة للقضاء على هذه المصيبة ، بحيث نكون محتكمين لمعايير و ضوابط ، و تقارير مراجعة و محاسبة ، بدلاً من رهن ذلك للمزاج و الأهواء و اللون السياسي.

    جميع بقاع الدنيا كانت فيها هذه الظواهر ، لكن الجميع حاربها و وضعوا أنظمة ز برامج للحد من هذه الظاهرة لأقصى حد.

    الرد على [الفقير]

    #1455768 European Union [ساري]
    05-05-2016 05:36 AM
    لغة رصينة جدا ولكن تاريخ اسود غالبه الحسد والكيد الشخصي والتنافس الذي لايقف على علم او اخلاق بل مكايدات اقرب الى عقلية الاطفال منه الى عقلية القادة وشلليات لا تعرف العمل الجماعي ولا يهمها شيء غير تحقيق مصالحها الذاتية حتى ولوهدّم الوطن الذي يمثلونه ونتسال من اين اتى هولاء فهؤلاء ياسادة تربية هؤلاء واقربائهم وابنا دراسة وابناء محيط واحد.
    شكرا لك الاستاذ عبد الرحمن الامين
    (ونسال الله ان يزيل البغضاء والشحناء من ابناء السودان وان يجعل الجيل القادم اكثر تسامحا وحبا لبلدهم وشعبهم)

    الرد على [ساري]

    #1455757 United States [خبير التعاون الدولي]
    05-05-2016 02:51 AM
    صدقت يااخي لبوكرس . الذي حدث هو ان ترشيح الدكتور الراحل الوليد حمد الملك تم وكان من سانده هو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشريف زين العابدين الهندي عندما زار امريكا في اول زيارة لمسؤول في حكومة الصادق المهدي بعد تشكيلها. 1985. وبالرغم من انقطاع الدكتور الوليد التام عن السودان ومشكلاته السياسية وعدم انشغاله به ابدا لانه عمل كخبير اقتصادي بصندوق النقد الا انه لبس اسم اسرته العريق واراد ان يدعم ترشيحه من الختمية باعتبار ان اهله هم من اعمدة الختمية . دعم ترشيحه ايضا صديقه عاقل عطا المنان الذي كان مستشار اقتصادي بالسفارة . في آخر لحظة وبعد هزيمة الطيب حسب الرسول الكوقلي صهر مبارك عبدالله الفاضل في الانتخابات وللترضية سحبوا بتوجيهات من الصادق المهدي ترشيح الوليد وعينوا الطيب في هذا المنصب الذي تنتهي مدته في 4 سنوات. يؤخذ علي الطيب حسب الرسول انه أحضر من ايطاليا بنت اخت زوجته الاقتصادية المعروفة الاستاذة عابدة يحي المهدي لتعمل معه في الصندوق . ايضا عين الطيب بنته في البنك الدولي . نحن ضد المحسوبية رغم ان الثلاثة المذكورين (الطيب وبنته وبنت اخته) تخرجوا من احسن الجامعات . عابدة خريجة لندن سكول اوف فاينانس والطيب خريج جامعة بنسلفانيا.
    ياقي سؤالك غير واضح - اي جامعة تقصد ؟
    سجل ياتاريخ .

    الرد على [خبير التعاون الدولي]

    ردود على خبير التعاون الدولي
    United States [ود البصيري] 05-05-2016 08:41 AM
    شكرا علي التوضيح والمعلومات التاريخية المفيدة . لازم ننتبه ان قصة شفرة الدكتور منصور المكتوبة فوق دي لا ينطبق عليها وصف المحسوبية لان المحسوبية تعني حصول من له علاقة بصاحب القرار علي فوائد معنوية او مادية ليس لكفاءته وانما للرباط الشخصي . جماعة القصر أشهروا عداءهم لمنصور وكرههم له وغيرتهم منه فحرموه الفرصةالدولية ليس لان لديهم مرشح سوداني آخر ( لم يكن من مرشح افريقي الا الغاني ) ولكنه الحقد والعياذ بالله .تآمروا ومكروا وارادوا تدميره فثبت -
    ودمرهم بكتبه


    #1455707 United States [ود نفاش]
    05-04-2016 10:03 PM
    ههههه ... لكين يادكتور منصور باااااالغت في مقارنتك المرحومة أخت صاحبك الرشيد بعمايل عمر عبدالرحمن في نيويورك
    وقولك بتوافر " الأميّة Illiteracy " عند الاثنين!

    الرد على [ود نفاش]

    #1455639 [mohammed]
    05-04-2016 07:46 PM
    منصور خالد بعلمه و كفاءته و تعدد مواهبه و شجاعته الكبيرة انه اكبر من كل المناصب لكن نحمد الله انه لم يتولي المنصب الدولي و الا كنا سوف نحرم من درر كلماته و مؤلفاته القيمة , فالموهبة دايماً يفجرها الغضب او الاحباط . فالكل متفق علي ان الشاعر الفلتة ابو الطيب المتنبئ لو تولي الولاية في عهد سيف الدولة او كافور الاخشيدي و انغمس في امور الحكم و السياسة لمات الشاعر في داخله و لما وجدنا هذا الديوان المعجز و لو تزوج قيس من ليلي لكنا فقدناه كشاعر . الموهبة دائما تحتاج لمحفز و دافع

    الرد على [mohammed]

    #1455627 United States [نصرالدين حامد]
    05-04-2016 07:35 PM
    نتمني للدكتور منصور الصحة وطول العمر
    لكن لازم أشيد بهذه الحلقات المختلفة جدا عن كل ماكتب عن تكريم دكتور منصور . ففيها التوثيق بالتواريخ والاسماء والادوار
    فهذه القدرة علي الكتابة الراقية والترجمة
    والقدرة علي التدقيق والتفصيل
    والسرد الممتع
    والله العظيم انت يااستاذ عبدالرحمن الامين أول وآخر الصحفيين المحترفين في سودان السجم والرماد الخلي ناس الهندي والبلال اب عين ثالثة والبلال الانتهازي والبعاتي اسحق والطيب مصطفي والحرامي تيتاوي هم قادة الصحافة . مااقرفهم

    الرد على [نصرالدين حامد]

    #1455464 [كاكا]
    05-04-2016 03:01 PM
    الحقد والحسد وصغر النفوس اضاعو الكثير علي البلد ... السياسة عند السودانيين هي الدسائس والمؤامرت الفطيرة فقط. بامكانهم ان يخربو شيئا لكن ابدا لا يمكنهم البناء والموسف ان هذه الخصال توفرت لكافة القطاعات لا الساسة ! حين تري السلام والمقالدة والابتسامات لا يمكن ابدا ان تتخيل ما يقال خلف الظهر وداخل الغرف المغلقة

    الرد على [كاكا]

    #1455444 European Union [Kori Ackongue]
    05-04-2016 02:25 PM
    Sudani,

    with all the respect one owes to all, but you are really big floater to say that joining SPLM/A by Dr. Mansour Khalid means to deserve treason trial. You see how you are narrow minded and even against the freedom of choice؟ Dear you are not an intellectual as I think it and may be I am wrong, you are just an imitator, so free yourself first to see properly, to think properly and to contemplate things properly. Otherwise, you will remain there like a sheep in its wilderness. Sorry for this shallow brain stored character called Sudani. Sudan is away from your thinking my dear. Here I say do you know what does it mean "Mansour" in Arabic classic language؟ Just apply that to rare scholars in Sudan and you will find that Dr. Mansour Khalid is on top of them all.

    الرد على [Kori Ackongue]

    #1455401 [Bdrtaha]
    05-04-2016 01:11 PM
    الأخ عبدالرحمن الأمين أشكرك علي هذا السرد الجيد في حق القامه الدكتور منصور خالد الأديب والدبلوماسي الرفيع وما حافه من مؤمرات ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه فقد اهداني احد الزملاء كتاب الدكتور احمد محمود يوسف بعنوان
    "مشوار عبر القصرين" يحكي ما مر به حيث كان مرشحا لعضويه لجنه التفتيش بالأمم المتحده عام 1994 ورغم تاييد وزير الخارجيه آنذاك حسين ابوصالح قام سفير السودان بنيو يورك الكوز علي عثمان محمد يس باجهاض هذا الترشيح
    رغم اتفاق المجموعه الافريقيه endorsing sudan candidate. تجاهل ذلك السفير اتفاق المجموعه الافريقيه مما اضطر المجموعه الافريقيه لفتح باب الترشيح ورغم مجهودات المستشار عمر صديق سفيرنا الحالي في جنوب افريقيا
    وتدخل ابوصالح للانغاذ الموقف والتي فيما يبدو كان سببا في الاطاحه به بأيام من عودته الي السودان من نيويورك. ارجو من الأخ عبدالرحمن للحصول علي هذا الكتاب
    للتوثيق في مصائب الكيزان بحرمان السودان من الكثير من المناصب الامميه. لك التوفيق في السرد الجيد من سيره القامه الدكتور منصور ولك التوفيق

    الرد على [Bdrtaha]

    #1455342 European Union [تييييت]
    05-04-2016 11:32 AM
    شكرا عبدالرحمن الامين حقيقى اتحفتنا بمعلومات هامه عن منصور خالد لم يكن الجيل الجديد يعرفها نرجو منكم الكتابة عن موضوع خيانة د شداد الى دكتور عبدالحليم محمد فى الفور برئاسة الاتحاد الافريقى لكرة القدم التى فاز بها عيسى حياتو

    الرد على [تييييت]

    #1455314 European Union [Kori Ackongue]
    05-04-2016 10:45 AM
    If this story which I am going to re-read it carefully, if it is correct then what Dr. Mansour Khalid had done to that man called Al Rasheed Al Tahir Bakur; the son of Al Gadaref City was 100% perfect, because that man was the main cause of banning the social activities of the regional blocks on 13th May - 1965, while he was the minister of Justice in October Revolution Government and also while he was the Prime Minister during Nimeri time. He was the worse BBF top man closed in his belief to Dr. Al Turabi ideology. That was excellent deeds by Dr. Mansour Khalid the special Sudanese Scholar..

    الرد على [Kori Ackongue]

    #1455312 European Union [Breeze]
    05-04-2016 10:39 AM
    شكرا الأستاذ عبد الرحمن الأمين , نرجو منك إلقاء الضوء علي الراحل جعفر علي بخيت وزير الحكم المحلي في عهد نميري علي ما أذكر.

    الرد على [Breeze]

    #1455256 European Union [الشحمان مغسة]
    05-04-2016 09:00 AM
    هذا مقال هام عن جزء من تاريخ البلاد السياسي وبعض خفاياه الشئ الذي اثار في التعجب والاستغراب الحملة التي تقودها جهات مجهولة حول نظافة يد النميري ومنسوبي نظام حكمه الفاسد أركانه في بلاد أدمن مثقفوها الكذب والتدليس؟؟؟!!!

    الرد على [الشحمان مغسة]

    #1455253 United States [مرتضي سعيد]
    05-04-2016 08:56 AM
    أستاذنا صحفي التوثيق عبدالرحمن الامين
    متعك الله بالعافية لتسكب لنا هذه الدرر الرائعة فتعرفنا بالكثير مما خفي عنا . التحية والاجلال للقامة منصور خالد

    الرد على [مرتضي سعيد]

    #1455217 [المتجهجه بسبب الانفصال]
    05-04-2016 07:22 AM
    هذا المقال يثبت أن التكنوقراط وصراعهم الشخصي والذاتي ضيع السودان البلد العظيم وأهو في النهاية البلد بدأت حدودها تنتقص من أطرافها،، ليت صراعهم وذكاءهم كان في التجارة والبزنس على الاقل كانت البلد استفادت مثل عقلية حكام الخليج الذين بمعرفتهم التاريخية للتجارة والبزنس بنوا أوطانهم التي لا تعادل ثرواتها ربع ثروات السودان،،، الأن أرض السودان تبكي حزينة على أناس منحتهم كل شيء فتنكروا من أن يبنوا عليها دولة عظيمة كانت ستكون هي الأقوى في المنطقة،،، المؤسف أن صراعات تحقيق الامجاد الشخصية التكنوقراطية النرجسية لازالت مستمرة،، نحن الجيل الذي فتح عيونه على الدنيا في السبعينات ما وجدنا الا التيه والاغتراب والعنت والمشقة لنشق طريقنا في الحياة التي لم يعبدها لنا السابقون بدولة محترمة ذات كلمة جامعة،،، رغم ما يقال عنا من كرم ومرؤوة لكننا الأسوأ في الخصومة السياسية بين الشعوب،،،، ثم وصلنا قمة التردي برئيس مطلوب للعدالة الدولية،،

    الرد على [المتجهجه بسبب الانفصال]

    ردود على المتجهجه بسبب الانفصال
    United States [ود البصيري] 05-05-2016 08:44 AM
    شكرا علي التوضيح والمعلومات التاريخية المفيدة . لازم ننتبه ان قصة شفرة الدكتور منصور المكتوبة فوق دي لا ينطبق عليها وصف المحسوبية لان المحسوبية تعني حصول من له علاقة بصاحب القرار علي فوائد معنوية او مادية ليس لكفاءته وانما للرباط الشخصي . جماعة القصر أشهروا عداءهم لمنصور وكرههم له وغيرتهم منه فحرموه الفرصةالدولية ليس لان لديهم مرشح سوداني آخر ( لم يكن من مرشح افريقي الا الغاني ) ولكنه الحقد والعياذ بالله .تآمروا ومكروا وارادوا تدميره فثبت -
    ودمرهم بكتبه

    [الفقير] 05-05-2016 08:11 AM
    أخي ، كلامك يمغس و يزيد آلامنا ، لأننا كلنا ذقنا المرارة من هذه الممارسات ، و عندما تحاربها و تقف في وجهها تُحارب و تُنبذ و تتعرض للظلم البائن ، لكن تكتسب إحترام نفسك و الآخرين.

    الأنانية ، الحقد ، الحسد ، الكبر ، و التي لخصتها أنت بالنرجسية ، هذه الصفات كلها يحاربها الإسلام و يعدها من الكبائر و قد تناولها الكثير من العلماء ، و ذكر الإمام الغزالي فيما معناه ، أن المرء إذا كان ذانياً أو سارقاً أو يشرب الخمر ، و تاب بإخلاص و أقلع عن ذلك ، ينقل في نفس اللحظة من كشوفات المرتكبين لهذه المعصية ، إلى كشف الذين لا يرتكبونها ، لكن الكبر ، الحقد ، الحسد ، الأنانية ... إلخ ، تحتاج مجاهادات نفسية كبيرة حتى يتخلص المرء منها تماماً.

    لأن هذه الصفات تخلق ببئة فاسدة ينتشر فيها الظلم و الغبن و تضييع الحقوق.

    لا بد أن نحاسب أنفسنا و نقر بأخطاؤنا ، حنى نكون جديريين و مؤهلين بالمطالبة بإسترداد حقوقنا و محاسبة الأخرين.

    و طالما إنك تكرمت و فتحت هذا الموضوع الحيوي ، فمن رأي أن هذا من أكثر الأسباب التي أثرت على فشل العمل المعارض للإنقاذ في سنينها الأولى ، و الإمكانيات و الأجواء التي توفرت لهم وقتها كانت جديرة بإسقاط النظام ، لكن و كما ذكرت أنت أيضاً ، ضيعوا الزمن في المكايدات و المطاعنات ، و ضيعوا الشعب.

    كلما كبر حجم المشاركة ، كلما إحتاج الناس لضمانات لتأمين حقوقها ، فتوضع النظم و الإتفاقات التي تحدد ذلك ، خاصةً معايير الإختيار و تفصيل الواجبات ، الصلاحيات ، و طرق المحاسبة ، لأن في العمل الجماعي تنتفي المصالح الذاتية/الحزبية/الجهوية/العقائدية ، و تكون المصلحة العامة هي الهدف ، مصداقاً للحديث النبوي الشريف: (لا تجتمع أمتي على ضلالة)

    [ساري] 05-05-2016 05:19 AM
    انه حظ النفس الذي دمر الماضي والحاضر والمستقبل

    United States [خبير التعاون الدولي] 05-05-2016 02:55 AM
    صدقت يااخي لبوكرس. الذي حدث هو ان ترشيح الدكتور الراحل الوليد حمد الملك تم وكان من سانده هو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشريف زين العابدين الهندي عندما زار امريكا في اول زيارة لمسؤول في حكومة الصادق المهدي بعد تشكيلها. 1985. وبالرغم من انقطاع الدكتور الوليد التام عن السودان ومشكلاته السياسية وعدم انشغاله به ابدا لانه عمل كخبير اقتصادي بصندوق النقد الا انه لبس اسم اسرته العريق واراد ان يدعم ترشيحه من الختمية باعتبار ان اهله هم من اعمدة الختمية . دعم ترشيحه ايضا صديقه عاقل عطا المنان الذي كان مستشار اقتصادي بالسفارة . في آخر لحظة وبعد هزيمة الطيب حسب الرسول الكوقلي صهر مبارك عبدالله الفاضل في الانتخابات وللترضية سحبوا بتوجيهات من الصادق المهدي ترشيح الوليد وعينوا الطيب في هذا المنصب الذي تنتهي مدته في 4 سنوات. يؤخذ علي الطيب حسب الرسول انه أحضر من ايطاليا بنت اخت زوجته الاقتصادية المعروفة الاستاذة عابدة يحي المهدي لتعمل معه في الصندوق . ايضا عين الطيب بنته في البنك الدولي . نحن ضد المحسوبية رغم ان الثلاثة المذكورين (الطيب وبنته وبنت اخته) تخرجوا من احسن الجامعات . عابدة خريجة لندن سكول اوف فاينانس والطيب خريج جامعة بنسلفانيا.
    ياقي سؤالك غير واضح - اي جامعة تقصد ؟
    سجل ياتاريخ .

    [لبوكرس] 05-04-2016 06:32 PM
    من أمثلة التنافس على المناصب وإستغلال النفوذ ما حدث لدكتور الوليد طه الملك الذي سحب ترشيحه من مجلس مدراء صندوق النقد الدولي لصالح شخصية ترتبط بصلة النسب بحزب الأمة... يعني ذلك أن كل من الإنقاذ والعهد الديمقراطي الثاني وعهد نميري قد ظهرت فيه المحسوبيات والمكايد. الإنقاذ هو الأسوأ في التمكين. ولكن أنظمة أخرى ظهرت فيها نفس عيوب الإنقاذ بس بصورة مخففه ومستتره.

    هل من يسرد قصة كيف فقد دكتور الوليد طه فرصة العمل في مجلس مدراء الصندوق؟ وكيف رفض له لتعيين بعد الموافقة المبدأيه في مركز التنمية بالجامعة نتيجة للمؤمرات؟


    #1455213 [السماك]
    05-04-2016 07:11 AM
    في حق د. منصور خالد .. فتي السودان الألمعي ..

    مكائد كهذه ترى هل ستبني وتقدم البلد؟؟!

    الشمالية من زعمائهم الطائفيين إلى شيوخ خلاويهم إلى غالب بروفسوراتهم إلى ذوي الذقون الزائفة منهم، منذ أن آل الأمر إليهم بعد الإستقلال، تعاملوا مع البلد بنفس هذه الأساليب الجهولة التي تتخذ الكيد والكذب والخيانة أساساً للتعامل مع البلد ومواطنية حتى في أشرف الميادين - ميدان عبادة الله تعالي!.. ليس مع الدينكا والنوبة والبقارة والفور والأنقسنا فحسب .. وإنما بينهم قبل هؤلاء .. وكأن أحداً ما عصب أعينهم وقال لهم أن الأوطان تتقدم هكذا!!

    والأعجب أنهم بعكس الشعوب الأخرى لا يفعلون هذا إلا مع ذوي القربي وإخوتهم في الدم والوطن .. وليتهم كانوا يفعلونه عندما يكون الأمر بين السودان وغيره من الدول كما تفعل الشعوب الأخرى .. والأمثلة كثيرة في زماننا هذا : الفشقة .. حلايب .. ألخ ألخ!!

    لذلك لا نرى أي فرصة لأي شيء إيجابي في البلد بل سيستمر البكاء والتباكي خلف أقدام الأمم حتى يقيض الله للبلد شباباً يتجاوزون هذه الأساليب الماكرة المستهترة بكل شيء لقيادة البلد .. وهذين الكلمتين يلخصان جماع أمرنا..

    الرد على [السماك]

    #1455181 United States [بت امدرمان]
    05-04-2016 03:59 AM
    سلمت يمينك يااستاذ . أنصفت الدكتور الرمز منصور خالد الله يطول عمره

    الرد على [بت امدرمان]

    #1455163 European Union [طه علي]
    05-04-2016 01:44 AM
    ان هذا المقال ذم اكثر منه مدحاّ لدكتور منصور خالد. لأنه كان يغض الطرف عن فساد نظام نميري. ولو لا فقدانه للوظيفة في الامم المتحدة لكان من مؤيدي نظام نميري وما كان لكتابه " لا خير فينا ان لم نقلها " قد خرج الي الوجود. اذا لم اخطأ الفهم فهو تضارب مصالح.

    الرد على [طه علي]

    ردود على طه علي
    [مسافر] 05-04-2016 02:26 PM
    تحية أخ يس: رأي طه علي واضح ..منصور كان لآخر لحظة قبل وصول البرقية الشفرة (كماروي صاحب المقال) منتظرا ومتشوقا (وبجي كل يوم - المقال) للسفارة في انتظار موافقة من نميري .. وواضح جدا من المقال الجميل أن غضبه كله قد انطلق بعد وصول برقية الشفرة .. ومن حق القارئ هنا - بدون تحيز - أن يربط بين الموقف وسببه المذكور صراحة.. والسؤال الإفتراضي لا يعني هنا إلا تأكيد بأن الموقف ما كان له أن يستمر حال وصول ترشيح نميري لمنصور .. واضح أظن خالص.. سلام

    United States [Yasin] 05-04-2016 09:12 AM
    كيف الكلام ده يازول؟ القصة مش ذم ولا مدح الاستاذ عبدابرحمن بيحكي عن مواقف عاشها وشهد عليها وبشاركنا فيها . اما تقييمك للكلام للقدامك ده فأنت حر تفهمه بأي طريقة . بالله عليك بطل الاستعمال الكثير لكلمة ( لو) لانها في اللغة العربية بيقولوا عنها حرف امتناع لوجوي يعني بتظهر تردد وتشكك الزول وبتقلل بالتالي من قيمة كلامه . ده بالظبط الحصل في حالتك لانك نسيت خاالص انو الدكتور منصور استقال من وظيفته اولا وثانيا قصة انو كانت هناك صراعات فهي الكاتب وضحها تماما . بعدين ياخ انت بتقول المقال ده بذم منصور يلا قوم بالله رد علي ولكتب لي مديح في دكتور منصور لانو الزول دي بكيفنيً كيف شديد وبحب اسمع المدح بتاعو . منتظر مديحك فبالله ماتطول


    #1455147 United States [الاستاذ]
    05-04-2016 12:18 AM
    الاستاذ الكبير عبدالرحمن الامين
    لا ادري كيف أبدأ لكن وددت ان اشكرك شكرا لانهائيا علي هذه الحلقة التي عرفت منها ولاول مرة في حياتي كيف تآمرت عصابة القصر علي هذا الرجل النبيل . لا حول ولا قوة الا بالله لم اكن اظن ان سيكون هناك سودانيا مولود في هذا السودان يصل به الحقد بدرجة تفويت فرصة دولية مثل هذه بسبب الحقد الاعمي علي الدكتور الفلتة منصور خالد . اعترف لك يااستاذي وبكل شجاعة انني كنت من الناس الذين أساؤوا الظن بمنصور خالد طيلة عمري . واليوم فقط اجدك ياكاتبنا العزيز تبين ماغاب عني ، وددت عبر هذه الكلمات ان يقرأ الدكتور منصور هذا الاعتذار مني بسبب جهلي لهذه الوقائع التاريخية . امد الله في عمر الدكتور وجعل قلمك الشجاع دوما صادحا بالحق

    الرد على [الاستاذ]

    ردود على الاستاذ
    [حسن محمد حسن] 05-05-2016 04:41 PM
    هذا ديدنهم دائما. فقد استعمل نفس الاسلوب مع العالم عبد المطلب زهران في منظمة الابجاد في التسعينات.

    European Union [سودانى] 05-04-2016 12:09 PM
    يا استاذ كان لابد من طرف اخر من الذين يشككون فى د. منصور او الذين كتبوا عنه منتقدين ان يتداخل ويبين لنا ما هية المآخذ على منصور واذكر ان كاتبا من زملائه فى الخارجية لو لم تخنى الذاكرة اسمه ابو سن كتب عنه منتقدا فارجو لو يتداخل واحد آحر حتى تكتكمل الصورة - لان انضمام منصور للحركة الشعبية كان خصما على وطنيته ومها يكن العداء لنظام لا يمكن ان تصل الى حد الخيانة - والتعامل بردود الافعال على حساب الوطن نقطة تحسب على السياسى الوطنى ومما لاشك فيه ان امكانيات منصور كانت كبيرة وكان للبلد ان تستفيد منه ولكن هذه مشكلة السياسة - والتعامل بردود الافعال



    Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information Inc.
    جميع الحقوق محفوظة لـ http://http://www.alrakoba.netwww.alrakoba.net © 2017
    التصميم بواسطة ALTALEDI NET
                  

05-05-2017, 02:07 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    .
                  

05-03-2017, 03:19 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    السيد الصادق المهدي وخلافه مع عمه الامام الهادي


    الرئيسيةالنسخة الكاملة للصحيفةالأربعاء 3 مايو 2017






    وثائق امريكية عن اكتوبر والديمقراطية الثانية (21): انقسام حزب الامة 

    حكومة محجوب "حكومة لا شئ"

    "الوقت بالنسبة للسودانيين ليس هاما ... "

    توقع انقلاب عسكري

    خلاف الصادق المهدي وعمه الامام شخصي

    الصادق يرى نفسه احسن من امير سعودي

    قادة جناح الصادق، وقادة جناح الامام

    ----------------------------------
    واشنطن: محمد علي صالح 

    هذه هي الحلقة رقم 21 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
    الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
    الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
    النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
    النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975)، اخر سنة كشفت وثائقها.
    هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا.
    هذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي: 
    -- نخبة السودان لها نكهة خاصة بالمقارنة مع نخب افريقية وعربية
    -- لماذا يفضل الليبراليون التعاون مع الشيوعيين ضد الاسلاميين؟
    -- قلق امريكي لان شيوعيا صار رئيسا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم
    -- استراتيجية عبد الناصر مع النخبة المصرية
    ---------------------------
    (تعليق:
    هذه مقتطفات من تقرير طويل عن الوضع السياسي في السودان، وعن السياسة الاميركية نحو السودان في عهد رئيس الوزراء محمد احمد محجوب. 
    وقبل المقتطفات، هذا ملخص التطورات السياسية في السودان في ذلك الوقت:
    سنة 1964: ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام الفريق عبود العسكري (كان حكم السودان منذ 1958).
    سنة 1965 : انتخابات اكتسحها حزبا الامة والوطني الاتحادي. وتحالفا، وشكلا حكومة ائتلافية برئاسة محمد احمد محجوب (حزب الامة). ووقف حزب الشعب الديمقراطي (حزب الختمية) والحزب الشيوعي في المعارضة.
    سنة 1965: تحالف حزبا الامة والوطني الاتحادي، والاخوان المسلمون، داخل البرلمان، وعدلوا الدستور، وحلوا الحزب الشيوعي، وطردوا الشيوعيين من البرلمان.
    سنة 1966: انقسام حزب الامة الى جناحين: جناح الصادق المهدي، وجناح الهادي المهدي، امام الانصار، وعم الصادق. 
    سنة 1966: تحالف جناح الصادق مع الوطني الاتحادي، واسقطا وزارة محجوب، وصار الصادق رئيسا للوزراء في حكومة ائتلافية مع الوطني الاتحادي.
    سنة 1967: تحالف حزب الامة جناح الامام الهادي مع حزب الشعب الديمقراطي (الختمية)، واسقطا حكومة الصادق، وانتخبا محجوب رئيسا للوزراء مرة اخرى.
    سنة 1968: انتخابات اكتسحها الحزب الاتحادي الديمقراطي (دمج الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي)، وتحالف مع حزب الامة جناح الامام، واستمر محجوب رئيسا للوزراء.
    سنة 1969: قاد جعفر نميرى انقلابا عسكريا، حكم السودان حتى سنة 1985، عندما بدات الديقمراطية الثانية (التي قضى عليها، سنة 1989، الانقلاب العسكري الذي جاء بحكومة البشير الحالية).
    ------------------------------------
    اهمية الاستقرار:

    5-4-1966
    من: السفير، الخرطوم
    الى : وزير الخارجية
    الموضوع: السودان: تقييم سياستنا
    (مقتطفات):
    " ... لنحقق اهدافنا في السودان، نريد ان يكون السودان كالاتي:
    اولا: مستقرا، ومنظما، ومنتظما.
    ثانيا: يريد، ويقدر، على اتخاذ سياسات نراها نحن مسئولة.
    ثالثا: يساعدنا في وضع سياسات واضحة في افريقيا وبقية العالم ...
    في الوقت الحاضر، نحن محظوظون لاننا لا نريد من السودانيين اكثر من ذلك. 
    لكن، نواجه ورطة، لان السودانيين يقدرون على خلق مشاكل تعرقل مصالحنا في افريقيا ...
    لهذا، ربما نفضل ان نتحمل، في سلبية، ما يفعلون. وان نكتفى بعلاقات اقتصادية قليلة معهم. وبتعهدهم الا يعرقلوا خطوط طائراتنا فوق مجالهم الجوي.
    ربما في المستقبل البعيد، اذا تحققت الشروط السابقة، نقدر على مساعدة السودانيين ليتمكنوا من زراعة ارضهم الخصبة الشاسعة، ومن اطعام انفسهم، واطعام الجوعي في العالم ...
    لكن، في الوقت الحاضر، نظل نريد من السودانيين الاتي فقط:
    اولا: حكومة قوية، ومستقلة. ونفضل ان تاتي عن طريق انتخابات ديمقراطية. وتقدر على حكم البلاد حكما عادلا. وعلى الدفاع عنه ضد التهديدات الاجنبية.
    ثانيا: تطورا اقتصاديا، مخططا ومركزا، لضمان تنمية مستقرة ومستمرة.
    ثالثا: وحدة وطنية قوية، تواجه الانقسامات الدينية، والعرقية، والاثنية، والسياسية. وتحول دون صرف امكانيات البلاد في غير ما جاء في النقطتين السابقتين ...
    خلال كل هذا، نريد ان نقيم علاقة ودية مع السودانيين. وان نتفهم انتماءاتهم. وان نؤيد علاقاتهم مع جيرانهم، ذات الشقين: العربية والافريقية. وان نركز على السودانيين الذين يريدون الحرية والديمقراطية. وخاصة وسط السياسيين الذين يعارضون الشيوعية والشيوعيين ...
    في جانبنا، علينا ان نطمئن السودانيين باننا لا نريد ان نتدخل في شئوهم الداخلية. واننا نريد استمرار المساعدات الاقتصادية، بل زيادتها. لكن، حسب تنسيقات وخطط اقتصادية مدروسة....
    لا نريد التدخل في شئونهم، ولا نقدر على التاثير عليهم، لكن، يجب ان نشجعهم للوصول الى حل سلمي لمشكلة جنوب السودان، واستمرار الحرب الاهلية هناك ..."
    ----------------------
    حكومة غير مستقرة:

    " ... في الوقت الحاضر، تقدر حكومة رئيس الوزراء محمد احمد محجوب، وهي تتكون من اكبر حزبين في البلاد، الامة والوطني الاتحادي، على السيطرة الامنية على البلاد، عدا مناطق التمرد في الجنوب ...
    منذ نهاية العام الماضي، بعد ان تحالف الحزبان مع الاخوان المسلمين، وعدلوا الدستور، وحلوا الحزب الشيوعي السوداني، يعملون في وقف نشاطات الشيوعيين، وتقليل نفوذهم. 
    لكن، لم تنجح هذه الجهود كثيرا. وتظل للشيوعيين خلايا وتنظيمات داخل القوات المسلحة، ووسط المثقفين والمهنيين. غير ان اكثر نشاطات هذا الحزب المحظور هي الان عن طريق نقابات العمال، حيث ظل، دائما، يتمتع بتاييد كبير، ومنظم.
    في نفس الوقت، يظل حزب الشعب الديمقراطي، حزب طائفة الختمية الاسلامية الموالي لنظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر، يقف في المعارضة. واحيانا، يتحالف مع الشيوعيين.
    بالاضافة الى عراقيل الشيوعيين والختمية، يأتي التحدي الاكبر للائتلاف الحاكم من داخل الائتلاف نفسه. وصارت المشاكل بين الحزبين، وداخل كل منهما، لا تعرقل فقط عمل الحكومة، ولكن، ايضا، تهدد الحكومة نفسها.
    لهذا، لا تقدر حكومة الائتلاف على مواجهة مشكلتين كبيرتين:
    اولا: ازمة اقتصادية حادة، توثر، ليس فقط على معيشة السودانيين، ولكن، ايضا، على برامج وخطط التنمية.
    ثانيا: استمرار الحرب في جنوب السودان، وهي ليست فقط مواجهة مع المتمردين، ولكن، ايضا، تجميدا لمشاريع التمنية، وتدهورا اكثر في ظروف المعيشة هناك ...
    من المفارقات ان يحدث هذا لحكومة تتمتع بتاييد كبير جدا داخل البرلمان، ويقودها اكبر سياسيين مخضرمين: اسماعيل الازهري، رئيس مجلس السيادة، وكان اول رئيس وزراء عندما نال السودان استقلاله سنة 1956، ومحمد احمد محجوب، من قادة الاستقلال، وكان وزير خارجية من قبل عشرة سنوات تقريبا.
    لكن، تعصف الشاكل، والمنافسات، والفساد، والفوضى بالحكومة، وبالبلاد ...
    ومن المفارقات، ايضا، ان جمود العمل الوزاري صارت له محاسن:
    اولا: عندما لا يعمل الوزير، لا يتعدي على مسئوليات وزير آخر.
    ثانيا: عندما يحس الوزير بان اي خطوة يخطوها فيها مغامرة، يميل نحو عدم المغامرة.
    لكن، طبعا، يحتاج العمل الحكومي الى مبادرات، ومنافسات للانجاز، ولتحقيق الاهداف التي بسببها جاء الحكام الى الحكم. لهذا، يمكن اطلاق وصف "دو ناثنق قفرنمنت" (حكومة لا تعمل اي شئ) على حكومة محجوب ... "
    -----------------------
    انقلاب عسكري؟:

    " ... نعم، حكومة محجوب عمرها اقل من سنة. ونعم، الوقت بالنسبة للسودانيين ليس هاما كما هو بالنسبة لشعوب اخرى. لكن، لا يوجد ما يدعو لتوقع انجازات كبيرة لهذا الحكومة، مهما طال عمرها. بل لا يوجد ما يدعو لتوقع عمر طويل لها ...
    ما هي البدائل؟
    اولا: حكومة قومية، تضم حزب الشعب الديمقراطي، ولكن ليس الشيوعيين.
    ثانيا: حكومة حزب الامة بالتحالف مع احزاب صغيرة، مثل احزاب جنوبية.
    ثالثا: انتخابات تزيد اسهم الحزب الوطني الاتحادي، وحزب الشعب الديمقراطي، واحزاب ليبرالية اخرى.
    رابعا: انقلاب عسكري، يقوم به عسكريون مؤيدون للوسط (الاتحاديين)، او لحزب الامة، او لحزب الشعب الموالي لمصر، او للشيوعيين. بالنسبة للاحتمالين الاخيرين، يمكن ان يكونا واحدا، اي تحالف العسكريين الشيوعيين مع العسكريين الموالين لمصر ...
    هل هذا النظام الديمقراطي في خطر؟
    لن تقدر الحكومة الديمقراطية الحالية على الاستمرار مالم يظهر قادة جدد. ويوجد احتمال ظهور قادة جدد. لكن، لا يوجد تاكيد بانهم سيكونوا احسن من القادة الحاليين ... 
    في كل الحالات، بالنسبة لنا ولمصالحنا، هذه حكومة افضل مما يمكن ان يحدث حسب البدائل السابقة الذكر. رغم انها تستمر "ماضيلينق" (في الفوضى). لكن، سيكون سبب دمارها هو "ماضيلينق" هذا.
    لهذا، تقتضي مصلحتنا، في البداية، ان تستمر حكومة محجوب هذه. ثم بعد ذلك، ان تحقق انجازات اساسية. وبهذا، تكون عاشت، وتكون فعلت شيئا...
    نقول هذا لانه جزء من هدفنا الكبير، وهو:
    اولا: وحدة الوطن.
    ثانيا: النظام الديمقراطي.
    ثالثا: صداقة معنا، ومع بقية الدول الغربية.
    رابعا: علاقات طيبة مع الدول المجاورة، مع منع سيطرة المصريين ... "
    ------------------------
    انقسام حزب الامة:

    " ... لا تواجه حكومة محجوب فقط الانقسام بين الحزبين الحاكمين، الاتحادي والامة، ولكن، تواجه، ايضا، الانقسام داخل كل من الحزبين. غير ان الانقسام داخل حزب الامة اكبر واخطر، بالنسبة للحزب، وبالنسبة للحكومة، وبالنسبة للنظام الديمقراطي ...
    صار واضحا ان االاختلاف الاساسي في حزب الامة هو بين جيلين: القديم والجديد. وبين فكرتين سياسيتين: تقليدية وليبرالية. وبين نوعين من الاحزاب: طائفية وحديثة. هذا هو الاختلاف بين الصادق المهدي، رئيس حزب الامة، وبين عمه الهادي المهدي، امام طائفة الانصار الاسلامية ...
    بالنسبة لنا ولمصالحنا، تظل طائفة الانصار تشكل اساس العمل السياسي والفكر 
    السياسي في السودان، وتحرص على عدم انزلاق السودان نحو طريق متطرف غير مسئول (يساري، شيوعي، ناصري).
    صار واضحا ان الصادق يتمتع بتاييد عدد كبير من نواب حزب الامة في البرلمان (الجمعية التاسيسية). لهذا، يوجد احتمالان:
    اولا: يتفق الصادق مع عمه على التخلص من رئيس الوزراء محجوب. ويصير الصادق رئيسا للوزراء. ويدخل وزراء من جناح عمه الامام.
    ثانيا: يتحالف الصادق مع الحزب الاتحادي، ويسقطا وزارة محجوب، ويشكل الصادق وزارة مع الاتحاديين ...
    نرى نحن ان الصادق قليل الخبرة ليكون رئيسا للوزراء. لكن، يمكن ان تكون حكومته اقوى من حكومة محجوب الحالية. وبهذا، يمكن ان يخدم اهدافنا السابقة الذكر. ويؤمن دولة موحدة، وسلاما في الجنوب، وفرص تطور اقتصادي، وسياسة خارجية تقوم على الوطنية، وعلى عدم الانحياز، وعلى الاساس الاسلامي القوي ....
    ونحن، في جانبا، سنوفي بوعدنا، ونقدم مساعدات اقتصادية تساهم في تطوير السودان، ورفاهية السودانيين ...."
    ------------------
    منافسة شخصية:

    14-6-1966
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: انقسام حزب الامة
    " ... يبدو ان ايام حكومة محمد احمد محجوب، رئيس وزراء السودان منذ سنة تقريبا، صارت معدودة. وصار واضحا ان التوقعات والبدائل التي اشرنا لها في رسائل سابقة تنوعت، ثم تبدلت، ثم تنوعت، ثم رست على ان الصادق المهدي، رئيس حزب الامة، سيتحالف مع الحزب الوطني الاتحادي، وسيسقطان وزارة محجوب، ويصوتان للصادق رئيسا للوزراء في حكومة مع الاتحاديين ...
    تقف وراء الاختلاف بين الصادق وعمه اسباب شخصية، بالاضافة الى صراعات الاجيال، والعقائد، والنظريات:
    اولا: يرى الصادق ان عمه الامام الهادي اقل ذكاء وقدرة من والده الراحل، الامام الصديق، اخ الهادي.
    ثانيا: يرى الصادق ان محجوب ليس من عائلة المهدي، وبالتالي، لا يجب ان يقف في وجه زعيم من العائلة، هو هو.
    ثالثا: يرى الصادق ان الحزب الوطني الاتحادي الحليف يعاني ايضا من سيطرة الجيل القديم، بقيادة اسماعيل الازهري، رئيس مجلس السيادة. وان وصول الشباب الى قيادة حزب الامة سيساعد شباب الاتحادي على الوصول الى قيادة حزبهم ...
    قبل هذا وذاك، يرى الصادق نفسه زعيما فريدا من نوعه، ليس فقط في السودان، ولكن ايضا، في الدول المجاورة، العربية والاسلامية. يرى نفسه جمع الاتي:
    اولا: بالمقارنة مع قادة مصر، هو ليس عسكريا. لكنه مثقف درس في الغرب (عبد الناصر عسكرى، ولا يمكن اعتباره مثقفا، ولم يدرس في الغرب).
    ثانيا: بالمقارنة مع قادة السعودية، هو "امير" بحق وحقيقة. لكنه مثقف درس في الغرب، ولم يدرس في مدارس الوهابية الدينية. وايضا، لا يعتمد على زعماء دينيين (مثل اعتماد الامراء السعوديين على زعماء الوهابية) لانه هو، بحق وحقيقة، زعيم ديني.
    ثالثا: بالمقارنة مع قادة سوريا او العراق، يرى نفسه ليبراليا، او حتى تقدميا، ولكن في نظام ديمقراطي، وليس في نظام انقلابي، او عسكري ..."
    ---------------------
    توقع سقوط حكومة محجوب:

    " ... حسب معلوماتنا، من قادة جناح الامام الهادي المهدي: عبد الحميد صالح، محمد داؤود الخليفة، ميرغني حسين زاكي الدين، كمال عبد الله الفاضل المهدي (ابن عم الصادق، وابن اخ الامام).
    من قادة جناح الصادق: عمر نور الدائم، محمد الحلو موسى، احمد بخاري، أحمد إبراهيم دريج ...
    ويبدو ان امين التوم يتارجح بين الجناحين. وكان هو الذي تراس لجنة راب الصدع بين الجناحين داخل البرلمان، بعد ان كثرت تصريحات النواب الموالين لهذا، او ذاك. في ذلك الوقت، مالت لجنة امين التوم نحو الصادق المهدي. وكانت اللجنة واجهت عدة خيارات، تبدو بعضها متناقضة:
    اولا: يختار راعي حزب الامة رئيس الحزب ورئيس الوزراء.
    ثانيا : يختار نواب الحزب رئيس الحزب ورئيس الوزراء.
    ثالث: يختار راعى الحزب رئيس الحزب، ويختار نواب الحزب رئيس الوزراء.
    رابعا: يختار راعي الحزب رئيس الوزراء، ويختار نواب الحزب رئيس الحزب ...
    الان، الوقت مبكر لتحديد ما سيحدث. لكن، يبدو ان ثلثي نواب الحزب يؤيدون الصادق، ويؤيد الثلث عمه الامام. لهذا، نتوقع، خلال اسابيع قليلة، سقوط وزارة محجوب، الذي يظل يؤيد الامام، وتحالف الصادق مع الاتحاديين لتشكيل حكومة جديدة برئاسته ..."
    ================
    الاسبوع القادم: حكومة الصادق المهدي
    -------------------------
    [email protected]


    محمد علي صالح | 01-31-2015 09:40 AM

    Tweet
    الدكتورة بخيتة المهدي تفتح نيرانها على الصادق: لوث تاريخ حزب الأمة.. أكبر ديكتاتور وكان يعلم بضرب الجزيرة أبا
    رئيس الحزب لوث تاريخ حزب الأمة بالمعلومات والإتهامات الملفقة
    كان يعلم بضرب الجزيرة أبا وفشل في إدارة الحزب والكيان في كل الحكومات التي ترأسها
    الصادق أكبر ديكتاتور وما يدعيه غطاء وشعار وهمي
    توقيع نصر الدين الهادي مع الجبهة الثورية كان بعلمه ولكنه تنكر له!!
    =========
    إدلاءات أمام الأنصار وزعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي لقناة الجزيرة في برنامجها (شاهد على العصر) فتحت أبواب إنتقادات واسعة له من داخل أسرة المهدي وخارجها ووصفت بأنها حرفت كثيرًا في التاريخ الوطني السياسي وأساءت لرموز وطنية.. نتناول في هذا الحوار مع الدكتورة بخيتة الهادي عبد الرحمن المهدي رئيس كلية الإمام الهادي ثلاثة محاور وهي شهادة الإمام الصادق المهدي في حق رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب وعبد الله خليل ونصر الدين الهادي وأحداث الجزيرة أبا.. ومحور عن الإنشقاقات التي حدثت في تاريخ الحزب ومحور منفصل حول رواية أن والدها الإمام الهادي لازال حياً وأن كثيرين يعتقدون في عودته ولا يؤمنون بأنه قد إستشهد في الكرنك على الحدود السودانية الإثيوبية بعد خروجه من الجزيرة أبا عقب أحداثها:

    حوار: أميمة عبد الوهاب

    *ما رأيكم فيما ذهب إليه الإمام الصادق المهدي للسيد رئيس الوزراء محمد أحمد المحجوب بتواطؤه مع إنقلاب مايو في أحداث الجزيرة أبا؟
    – نؤكد بأن هذا التهمة جديدة لم نسمع بها من قبل ولكن سمعنا ورأينا من يتهمون السيد الصادق بعلمه بضرب الجزيرة أبا وإبعاده من مسرح الحدث بحجة الإعتقال تأميناً لحياته وهذا ما ذكره السيد عبد الغفار نميري مسئول الأمن والإستخبارات في مايو في قناة أم درمان وأيضاً ذكره أبو القاسم محمد إبراهيم في حديث صحفي بأنه يتحدى السيد الصادق إذا هو أطلق طلقة واحدة في الجزيرة أبا.. إذاً ما هو سر هذا التحدي وكلنا نعلم علم اليقين بأن المدعو أبو القاسم بعد أن سلمت أبا للعسكر قام بكل منكر حرق وقتل ومارس جرائم دفن لأحياء.. وإفادة أخرى من السيد فاروق أبوعيسى لقد قال بأن المعلومات التي لديه لو تحدث بها لحدثت مشاكل أسرية ولذا سوف يحتفظ بها وهذه المعلومات خاصة بالصادق يا ترى بعد كل هذا الإتهامات الخطيرة في شخصه ماذا هو قائل لهم؟ وسؤال آخر أوجهه للسيد الصادق.. إفاداتك تؤكد فيها على ذكائك وتميزك وشعبيتك وأنك كنت أنجح رئيس وزراء مر على السودان والسؤال ما أسباب فشلك في إدارة الحزب والكيان وفشل كل الحكومات التي ترأستها لقد إستلمت حزبا كبيرا وعظيما وكيانا متماسكا وكله ضاع بسبب إبعاد المخلصين والتحكم والسيطرة والأنانية وبعد كل ذلك تريد تلويث تاريخ حزب الأمة بالمعلومات والإتهامات الملفقة.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
    * وما حقيقة ما أشار إليه عن نائبه وإبن عمه نصر الدين المهدي؟
    – نصر الدين وقف بجانب الصادق وشد من أزره وكان يرى فيه أباً وأخاً وشريك كفاح من أجل الكيان والسودان وكل ذلك تنكر له الصادق وحتى حينما ذهب للتوقيع مع الجبهة الثورية رغم إعتراض الأسرة على هذا القرار وكان على علم به وبموافقته وبعده أنكر معرفته بما حدث وحمل نصر الدين مسئولية ما حدث وقام بإعفائه من منصبه كنائب له وأكثر من ذلك عندما سئل في الصحف عن أسباب إبعاد نصر الدين كان رده ومع الأسف الشديد وصف السيد نصر الدين بأنه عبارة عن (بوق).. هل هذا جزاء الذين وقفوا بجانبك ولكن معروف عن السيد الصادق عدم الوفاء وضحاياك كثر في ذلك.
    * ما هو دور أسرة الإمام المهدي من الذي يحدث الآن ولقد علمنا بأنها ذهبت إلى أسرة السيد عبد الله خليل إعتذاراً عن كلام السيد الصادق في شهادته على العصر؟
    – قبل أن أتناول الزيارة وأسبابها دعيني أذكر بعض المعلومات الهامة عن الأسرة، أولاً لقد كانت الأسرة في الماضي محل إهتمام وتقدير من قبل أئمة الأنصار وكان لها دور في الحراك السياسي والإجتماعي والثقافي ولم تعزل من العمل العام إلا في زمن السيد الصادق والأسرة تنقسم إلى قسمين في الوقت الحالي، هناك مجموعة صامتة رغم أن لديها رأي فيما يحدث في الكيان والحزب والصمت هنا له دلائلة ومعانيه الكثيرة منها عدم الجدوى من الكلام والإعتراض.. وسبب آخر وهو مراعاة صلة القرابة.. أما الجزء الآخر فيرى في السكوت جريمة والتستر على الخطأ جريمة أيضاً في حق الكيان والأنصار والحزب خاصة وأنه أصبح هناك تجاوز لكل الخطوط الحمراء بتناول التاريخ بكثير من عدم المصداقية والتقليل من الرموز التاريخية التي ساهمت وأسهمت في بناء الحزب وتحقيق الإستقلال والدفاع عنهم يأتي من باب (الساكت عن الحق شيطان أخرس) وأن التقليل والتشويش عن الدور التاريخي لتلك الرموز أولاً وأخيرًا جريمة في حق الحزب قبل أن تكون في حق الأشخاص الذين ينتمون له.
    * ولكن الإمام الصادق المهدي هو جزء من هذه الأسرة وهو إمام كيان الأنصار ورئيس الحزب وبالتالي كيف يفهم أن شهادته غير دقيقة؟
    – شهادة السيد الصادق المهدي هي رؤيته وإنطباعاته وتفسيره الشخصي للحقبة الزمنية التي عاشها وعاصرها وبالتالي فهو لا يكتب وﻻ يوثق تاريخ تلك الحقبة، فهذا عمل المؤرخين الذين لم يكتبوا تاريخ تلك الحقبة بعد.. لذلك فالسيد الصادق حر في أن يقول شهادته على عصره بالطريقة التي يراها لكن ذلك لا يعني أنه يتحدث بإسم كيان أو أسره بل بإسمه فقط.
    * ما حقيقة الخلاف الذي ذكره الإمام الصادق المهدي مع الإمام الهادي؟
    – أود أن أوضح بأن السيد الصادق ذكر في إفادته بأن الأسرة في الخلاف الذي حدث بينه وبين الإمام الهادي أنها كانت تقف مع الإمام وهو كان معه القاعدة الأنصارية وهذا أيضاً كلام كاذب وغير حقيقي والعكس هو الصحيح بدليل سقوط الصادق المهدي في معاقل الأنصار هو وعدد من قيادات حزبه المنشق.. والخلافات والإنشقاق في حزب الأمة والأسباب التي صاغها السيد الصادق المهدي وتبريره لإنشقاق الحزب كلها أسباب غير حقيقية ووهمية إنفصال الإمامة من الزعامة وأن الإمام عبد الرحمن أصدر منشوراً بهذا المعنى حديث غير صحيح، الإمامة ودورها القيادي في أمور الدين والدولة أمر أساسي في الدولة المهدية، فإمام المهدية كان إماماً وقائداً (وأمرهم شورى بينهم) وكذلك إستمر الوضح في زمن الإمام عبد الرحمن كان يرعى الإنصار ويشرف على أمور الحزب بالشورى والمشورة ولكن أبداً لم يكن هنالك إنفصال بينهم وهذه التبريرات كانت غطاءً لتمرير أهداف وأطماع السيد الصادق للهيمنة على كل شيء وهذا وضح جلياً بعد أن جمع الآن مابين الإمامة والزعامة وأصبح القرار في الحزب وهيئة شئون الأنصار قراراً فردياً وكل من يخالف ذلك يُعرض نفسه لمحاسبة ومساءلة وتحقيق ويكون مصيره الإيقاف أو الإبعاد من الحزب.. والسيد الصادق المهدي من أكثر الشخصيات ديكتاتورية في تسيير أوضاع الحزب والديمقراطية وما يدعيه غطاء وشعار وهمي.
    * حدثينا عن شخصية الإمام الهادي (تقبله الله)؟
    – الإمام الهادي كان شخصية متفردة فهو متصالح مع نفسه، متدين، يخاف الله في كل صغيرة وكبيرة، وكان يخاصم ويصالح في الله ومن أجل الله وليس لديه أجندات خاصة وفوق كل ذلك كان متسامحاً لا يكن في نفسه حقداً ولا حسداً وكان يعامل من وقف ضده في الإشقاق من أقرب المقربين له معاملة كريمة تليق بصلة الرحم وكوضعه إماماً للأنصار وهذه ملامح وحقيقة شخصية الإمام الهادي رغم ما لحق بها من إساءات ومهاترات إن كانت النفوس كبار تعبت في مرادها الأجسام ومن عفا وأصلح فأجره على الله، لقد عجبت من تصريح للسيدة سارة نقد الله في قناة الشروق حينما سئلت عن رأيها في الإمام الهادي وكان ردها أن مشكلة الإمام الهادي (الكنكشة).. -سبحان الله- والأجدر والأصح أن تكون (الكنكشة) للذين لا وضع لهم ولا مكانة إلا عبر بذر الفتن والخلافات والعمل من خلف الكواليس لإبعاد أهل القضية والعقيدة هؤلاء وأقول لها هؤلاء هم ناس (الكنكشة) يا أستاذة وأنت أعلم بهم مني واللبيب بالإشارة يفهم.
    * هنالك ثمة إعتقاد لدى بعض الأنصار بأن الإمام الهادي لازال حياً ولم يستشهد.. من أين نبع ذلك الإعتقاد بالإستناد للجثامين التي وجدت في خور بالكرنك وتم إحضارها إلى أم درمان.. لمن تعود إذاً؟
    – أولاً أن الجبهة الوطنية في ذلك الوقت إستغلت قصة حياة الإمام الشهيد لحمل الأنصار للهجرة للخارج في المعسكرات في إثيوبيا وليبيا والإستفادة من ذلك سياسياً وعسكرياً لإقصاء النظام المايوي وأخذ الثأر وردًا على مجزرة الجزيرة أبا التي راح ضحيتها الآلاف من الأنصار وبعد سقوط النظام المايوي في إنتفاضة رجب أعلنوا إستشهاد الإمام وتم تكوين لجنة لبحث عن موقع الدفن وقاموا بنقل الرفات الإمام الهادي ورفاقه الخال محمد أحمد العمدة مصطفى والسائق الخاص بالإمام الشهيد سيف الدين الناجي وتم دفنهم في قبة الإمام المهدي بأم درمان.
    * وكيف تأكدتم أن تلك هي جثة الإمام الهادي؟
    – بالفعل إبن الإمام الأكبر السيد ولي الدين طالب أن لا يتم الدفن حتى يتم التأكد من شخصية الإمام وقدم عريضة للمحكمة العليا عن طريق المحامي أستاذ جعفر عبد الواحد وفجأة جاء قرار رئاسي من مجلس الوزراء بالدفن دون إتاحة الفرصة لمطابقة الأشعة الخاصة بالإمام وبعدها جاء كثيرون يدعون أن الجثمان الخاص بالإمام الهادي الذي تم دفنه ليس جثمان الإمام بل جثمان لأحد أجدادهم بحجة أن اللجنة عندما ذهبت لمعاينة موقع الدفن نتيجة لرواية الشهود في ذلك الوقت وجدوا قبر الإمام خالياً ما إضطر اللجنة إحضار إحدى الجثث ووضعها في مكان قبر الإمام الهادي.. وهذا الكلام جاء على لسان عباس جمعة وآخرين من منطقة الأنقسنا.. وقالوا عندما جاءوا في وفد لمقابلة السيد الصادق وطالبوه بإرجاع جثمان جدهم، هنا ذكر لهم السيد الصادق أنه عمل ذلك من أجل مصلحة الكيان وهذه حقيقة ما تم ودار في ذلك الوقت وأسباب إعتقاد أنصار الإمام الهادي بوجوده.. وللحقيقة أنا شخصيًا أصبح لديّ شك في أمر الإمام وما حدث له.
    //////////////////////
    هوامش
    قالت السيدة سالمة عبد الله خليل لـ(السياسي) إن علاقة الأسرة ببيت المهدي قد إنقطعت منذ رحيل السيدة سارة الفاضل التي كانت تجمع نساء الكيان حولها وتشركهن في الرأي وتأخذ بمشورتهن، وأضافت أن والدها حينما كان مريضاً لم تهب جهة للمساهمة في علاجه وقد إضطرت بناته لبيع حليهن حتى يتمكن من السفر للعلاج بالخارج لو لا أن الدولة تدخلت في الآونة الأخيرة وتكفلت بنفقات العلاج في عهد الرئيس نميري.
    ////////////////
    أمير عبدالله خليل الذي إبتدر الحديث لم يثنهِ ترحيبه الحار بضيوفه من أسرة الإمام المهدي (الكبير) التي تمثلت في أسرة الإمام الهادي والإمام عبد الرحمن المهدي والإمام عبد الله الفاضل بجانب أسر الطيب الحلو ومنصور الخليفة شريف وداؤود الخليفة عبدالله – لم يثنهِ الترحيب الحار بضيوفه من توجيه إنتقادات عنيفة للإمام الصادق، وقال إن ما ذكره الإمام من خلال سرده لوقائع تاريخية في لقائه مع الإعلامي أحمد منصور مقدم برنامج شاهد على العصر هو تشويه للتاريخ، وأن الحديث حول أن رئيس الوزراء الأسبق عبد الله خليل قام بتسليم السلطة بخداعه للإمام عبد الرحمن محض كذب وإفتراء، وقطع نجل عبد الله خليل بأن الإمام الصادق كان وراء ضياع حزب الأمة بدخوله في خلافات مع قياداته التاريخية بجانب خلافه مع عمه الإمام الهادي وعمه الإمام أحمد المهدي وأخيراً خلافه مع إبن عمه مبارك الفاضل غير أنه إستدرك بالقول: (زيارتكم الآن أزالت الكثير من الغبن الذي علق بالنفوس وفتحت باباً لعودة المياه لمجاريها بين الأسرتين كما كانت سابقاً).

    السياسي


    Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information Inc. 

    جميع الحقوق محفوظة لـ http://http://www.alrakoba.netwww.alrakoba.net © 2017 
    التصميم بواسطة ALTALEDI NET
                  

05-03-2017, 03:25 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    الصادق المهدي كان على علم ووفاق مع انقلاب الإنقاذ 1989 شاهد عل العصر عضو مجلس السيادة "الدكتور ادريس البنا " في حوار مع عبدالوهاب همت عقب الحلقات التي بثتها قناة الجزيرة في برنامجها شاهد على العصر مع الامام الصادق المهدي رئيس حزب الأمه, بادر الدكتور ادريس عبدالله البنا في الاتصال بقناة الجزيرة كما ذكر واتصل بنا عن طريق بعض الاصدقاء ليوضح بعض الحقائق التي يرى أنها لم تكن صحيحه , وأخرى يرى أنه لم يكن هناك داع لها خاصة وأن الذين وردت اسماءهم توفوا الى رحمة مولاهم. حديث السيد الصادق المهدي بلا أساس ولا فائدة منه لأن الهجوم على عبد الله خليل وكذلك المحجوب فيه تجنى عليهما وخطأ كبير وهي ثرثرة لا داعي لها إطلاقاً الصادق المهدى عليه أن يتذكر محاسن الموتى , والرجل يشرك في الحكومة. اثنين من اولاده ويشتم فيها. - تتردد احاديث كثيرة على انه توافرت معلومات الى أن الجبهة الإسلامية كانت تسعى لتدبير انقلاب هل وصلت للسيد رئيس الوزراء اي معلومات عن هذا الامر حسب علمك؟ أنا مشيت ليهو بنفسي مقاطعة متى كان ذلك؟ قبل خمسة ايام من الانقلاب كان ذلك يوم الأحد والإنقلاب تم يوم الجمعة 30يونيو1989 في مكتبه ام في منزله؟ ذهبت له الى مكتبه في مجلس الوزراء وذكّرته بحديث حسين خوجلي الذي قال فيه ان 30 يونيو ليس ببعيد وقلت له هل تعرف أن الجيش يريد أن يستولى على السلطة. وماذا كان رده؟ جاء رده (طيب مالو)؟ وماهي ردة فعلك؟ قلت له انت رضيان؟ هل كان ذلك في حضور آخرين ؟ لا كنا أنا وهو. وهل امتلكت أي معلومه من جهة رسمية فيما يخص اعداد الجبهة الاسلامية للانقلاب؟ نعم أخبرني الحرس الخاص ما اسمه؟ عزالدين عبدالمحمود وهو كان ضابط في الشرطة وحصل على درجة الدكتوراه ووصل الى رتبة اللواء لكنه أحيل للتقاعد ماذا فعلت بعد ذلك هل واصلت حديثك معه؟ لا ابداً لا غادرت مباشرة، وعند خروجي من من مكتبه طلبت من ضابط البوليس المرافق لي كحرس الانصراف لأنني ذاهب الى بيتي وقلت هذا الرجل قد اسقّط حكومته , وطلبت من زوجتي أن تجهز الاغراض الخاصة بنا لنسلم البيت. هل تعتقد انه استهجن حديثك عن الانقلاب ام ان الكلام كان صادماً بالنسبة له؟ لا .. بل هنالك جهات اخرى كثيرة ذكرت إنها ابلغته مقاطعة .. من المحرر..وماذا قال لهم؟ قال لهم هذا كلام فارغ.
    يواصل دكتو ادريس البنا ويقول الغاء قوانين سبتمبر كان شعاراً اساسياً من شعارات الانتفاضة لماذا لم يتم الغاء تلك القوانين؟ نحن سافرنا الى كوكادام لمقابلة دكتور جون قرنق في ذلك الوقت كنت ممثلاً لحزب الامة وقد تحدث معي المرحوم صلاح الصديق قبل سفري وعند وصولنا بيوم التقيت بالراحل جون قرنق وكان معنا لام اكول واذكر انه قال (خلاص بعد ما توصلنا الى هذه النقطة ( تجميد قوانين سبتمر حتى أنعقاد مؤتمر دستورى ) يجب ان يتم وقف اطلاق النار من الجانبين ونحن قلنا له هذا بلا شك امر واجب ولا بد من دراسته ويجب أن يتم وقف اطلاق النار ببطء وليس بهذه السرعة هذا هو الموقف. ( مشار إليه فى إعلان كوكادام – مشروع برنامج العمل الوطنى ) هل انتم داخل حزب الامة مع هذه القوانين ام ضدها؟ القوانين هذه تم الغاؤها في اجتماعنا مع جون قرنق فى كوكادام في وجود 16 حزباً وهيئة, لكن الى ان سقطت الحكومة الديمقراطية لم يعلن عن الغاء قوانين سبتمبر. ماذا كنتم تنتظرون؟ كنا ننتظر قيام المؤتمر القومي الدستوري والذي كان من المفترض قيامه وفيه يتم الغاء هذه القوانين وغيرها والصادق المهدي كان مع قيام المؤتمر القومي الدستوري ولكنه لم يسع بجدية لقيامه . لكن ماحدث فى نهاية فعاليات لقائتنا مع قرنق أرسل الصادق الدكتور بشير عمر وحضر أجازة البيان الختامى وانا قد سافرت فبيل الجلسة الختامية من كوكادام ألى أديس ابابا بعد ما اجيز قرار وقف إطلاق النار واجيز إلغاء قوانين سبتمبر، أنا ودكتور عدلان الحردلو ومصطفى عبد القادر المحامى وحسن محمد على ممثل نقابة البنوك فى سيارة وليم نون. وعقب كتابة البيان الختامى وجدت خطاب من الأستاذ عمر الحامدى رئيس موتمر الشعب العربى بليبيا واضعا خطاب عند السيد الصادق المهدى يعينى فيه مسئولاً عن مؤتمر الشعب العربى فى الخرطوم هذا الذى كلفت فية برعاية الدعم السورى. وهل هو كان مع الغائها؟ والله لا استطيع أن أقول لك شئ نحن عندما اجتمعنا مع قرنق اتفقنا على الالغاء وصدر بيان أكدت ذلك حضرة مندوبة بشير عمر. هل عارض السيد الصادق ذلك؟ لم يعارض. سؤالي هذا جاء لأن الصادق كان قد قال ان الغاء قوانين سبتمبر هي الهدية التي سأُقدمها للشعب السوداني في الذكرى الاولى للانتفاضة هل تذكر ذلك الحديث؟ الحكاية دي انا ما تابعتها ولكن مؤكد حزب الامة كان رأيه مع الالغاء ميه في الميه والصادق المهدي عمرو ما وقف مع حاجة واحدة ومايقوم به الآن خير دليل على كلامي وهو مرة مع الحكومة ومرة ضدها ومرة مع تسليم عمر البشير للمحكمة الجنائية ومرة ضد ذلك وكان مرة مع إلقاء قوانين سبتمبر مرة يماطل فى إلقائها وفى كل مرة يأتي برأي جديد. إذاً اين كيان الانصار هل غاب هذا الجسم؟ الآن كيان الانصار أصبح غير ساهل ابداً لكنهم منقسمون جماعة مع اولاد الامام الهادي وآخرين مع مبارك الفاضل وغيرهم والحزب الآن مقسم واذا توحد فهو قوة كبيرة. تناقضات الصادق لا تحدها حدود ودكتور الترابي هو من اتى بهذه الحكومة والناس قد سمعوا كلام كمال عمر والذي قال للسيد الصادق (انت ما عندك أفكار وكل الافكار المكتوبة والمدونة عندك هي افكار حسن الترابي وانك لا حق لك فيها وانت تتبنى اشياء ليست لك). وأنا بعد كلامي معاك ده باكر ماشي للسيد احمد المهدي لانه علمت بحضوره من أوروبا وسأطرح له اسماء مثل مبارك الفاضل وشريف التهامي وأبناء الامام الهادي وآخرين في سبيل العمل على اعادة توحيد حزب الامة (نراجع) عندما كنتم في مجلس راس الدولة هل وصلت لكم معلومات عن ان الجبهة الإسلامية تدبر لانقلاب... مقاطعة من دكتور ادريس البنا.. يا سيدي العزير الاساس بتاع الانقلاب هو الصادق ونحن عملنا ميثاق حماية الديمقراطية وقد فعّلنا ذلك حماية للديمقراطية وقطعاً للطريق امام اي مغامر لكن الصادق لا يهتم باي شئ ما لم يفعّله هو بنفسه، ولو فعّل ميثاق حماية الديمقراطية لما اضطر الى ان يكون الوضع فى البلد على ما علية الأن ولما تدهورت حالة السودان الى هذا الدرك ولو فعّل هذا الميثاق لتوقفت أي دولة في التعامل مع حكومة السودان اليوم ولم يكن بمقدور اي دولة التعاون مع حكومة السودان بل ولا شراء قطعة ارض داخل السودان, هذا الكلام مضمن في هذه الوثيقة والقوات المسلحة كانت حضوراً في هذا الاجتماع وقد وقع على هذا الميثاق جميع الأحزاب والبتقابات والجيش وأناب عنهم الفريق يوسف الجعلي فقط الجبهة الأسلامية لم توقع على هذا الميثاق. السيد الصادق وضع هذا الميثاق في جيبه ولم يهتم به. يا ترى لماذا فعل ذلك؟ لأنه أصلاً وفي كل حياته يريد أن يقول الناس ان الصادق المهدي هو الذى قام بهذا وكتب هذا ..الخ وهذه مشكلته المعقدة واذكر جيداً انني عندما ناديت باسم الصادق المهدي ليحضر للتوقيع في ميثاق حماية الديمقراطية كان قد سبقه في الترتيب كل من ناصر السيد و سيد أحمد الحسين وذلك لم يعجبه وقد نبهني الناس لذلك بعد أن لاحظوا ذلك وهو الشخص الذي لا يريد أن يسبقه أحد لذلك ومنذ لحظتها اختار السيد الصادق أن يضع هذا الميثاق في المكان الذي اختاره له وهو جيبه. في مجلس رأس الدولة هل ناقشتم أن هناك جهات تريد الانقضاض على النظام الديمقراطي؟ يا سيدي العزيز مجلس رأس الدولة كان قومي جداً وكان على استعداد لايقاف اي شئ ونحن قلنا في الاول اننا سنقف الى جانب الشعب السوداني قبل ان نقف مع احزابنا وعملنا رعاية لكل الاقاليم وتولي كل منا مسئوليته وكنا نصل الناس وخلقنا معهم صلات حقيقية وحتى هذه الصادق المهدي لم يكن راغباً فيها. لماذا لا يرغب في ذلك؟ لانه كان يريدنا مجرد بصمنجيه ويُملي علينا ما يريد. وفي فترة من الفترات شكل لجنة من الحزبين وقال ان مجلس رأس الدوله لايسير في الاتجاه الذي يريد والمتفق عليه وطالب بتخفيضه من 5 أعضلء الى 3 وفي مذكرة ناس بشير محمد سعيد تجد انهم اشاروا اليه عدم المساس بمجلس رأس الدولة
    المصدر : http://sudaneseonline.com/board/490/msg/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%B9%...8%A7-1462455600.html
                  

05-04-2017, 04:26 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    لحين عودة
                  

05-04-2017, 04:52 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    الحزب الشيوعي السوداني
    معاوية سورج وأحمد سليمان
    اصدقاء الأمس
    ملحق
    فاروق ابوعيسى
    Skip to content
    إصلاح الخطأ
    القائمة
    عملية يوليو الكبرى (19)

    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (12)

    من قتل عبدالخالق..؟

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]

    تضمن عرض يوليو (18): حقيقة الضعف الذي أصاب أدوات العمل السري للحزب الشيوعي, ومنها المنازل السرية والتي كشفها الانقساميون لأجهزة الأمن القومي كما كشفوا حلقة الاتصال والكادر المسئول عن تغطية وتأمين تلك المنازل. وأنه خلال العشرة أيام التي سبقت 19 يوليو تم نقل عبدالخالق الى ثلاثة منازل, جميعها لم تكن صالحة لتأمين مستقر طويل المدى.

    ومدينة ام درمان لم تكن في الأصل محل اختفاء عبدالخالق يوم 22 يوليو وكان حضوره الى ابي روف اضطرارياً, وحتى المنزل الذي قصده “منزل حسين احمد عثمان” كان خياره الأخير بعد فشله لخمس مرات في الحصول على استضافة.. رغم ذلك فان عبدالخالق لم يستبدل حماية “الحزب” بحماية “الأهل” فأجرى اتصاله بأمن السكرتير. وهما اثنان يقيمان في ابي روف ولم يجر الاتصال عن طريق عضوية الحزب في ابي روف. وعندما حضر عبدالخالق الى طه ومجذوب لم يطلب “الاختفاء” بل طلب منهما “منزلاً لقضاء الليلة”.

    وفي حوار عادل سيد أحمد مع نعمات أحمد مالك “صحيفة الوطن – 10 مايو 2011م – نقله بكري الصائغ”:

    س: من قتل عبدالخالق وكيف اعتقل؟

    ج: نحتفظ باسم الشخص الذي بلغ عليه.. صاحب الوشاية شخص من خارج أسرة عبدالخالق.. وللتاريخ عبدالخالق قتله نميري بدون محاكمة عادلة.

    على المستوى الحزبي فان الحزب الشيوعي ما قام بالشيء الكافي في حماية سكرتيره العام, حيث لم تكن معه حراسة أو حماية. كان من الممكن اذا توفرت له الحماية والإختفاء كسكرتير لهدأت الأمور وتمت محاكمته في ظرف أفضل وبالتالي كان بالإمكان أن يكون الحكم ربما أقل من الاعدام.

    وهذا العرض يتضمن إعادة نشر شهادة مجذوب يحيى محمد التي سجلها له مقدم العرض” بارادة التوثيق الجماعي ونشرها بصحيفة الخرطوم “الاثنين 5 نوفمبر 2001م” والتي لم تعد الشهادة الرئيسية الوحيدة بعد أن عرفنا ما جرى في الضفة الأخرى والتقارير الرسمية التي تطابقت معها شهادة مجذوب إلا ان المعلومات في الضفة الأخرى كثيرة وشهادة مجذوب لم تتجاوز ما سمع ورأى وقال وفعل بنفسه.

    مجذوب يحيى محمد العجيمي

    صديق قديم للحزب .. لم يوصد باب بيته أمام الشيوعيين “والذين يؤدون مهام التغطية والتأمين للمختفين من قيادات الحزب, من المعروف أنه يجب أن تتوافر لديهم ميزات ومواصفات خاصة.. وكما وثق الحزب فيه واستأمنه على قياداته فإننا وثقنا في شهادته وسرنا في طريق تدعيمها بشهادة أخرى.. ووفقنا الله”.

    واستقبل مجذوب خلال الفترة المايوية بعد 22 يوليو 1971م الخاتم عدلان مختفياً ومقيماً في بيته وبين أفراد عائلته لخمس سنوات “نشر الخاتم شهادته نقلاً عن طه الكد في 2004م والتي تطابقت مع شهادة مجذوب 2001م, حيث كان طه ومجذوب ملازمين لعبدالخالق بل تسليمه كما استقبل مجذوب ولفترة د. عبدالله علي ابراهيم مختفياً خلال ذات الفترة المايوية. ويستطيع د. عبدالله التأكيد أو النفي ومدى معرفته بمجذوب “ذكر الدكتور في برنامج اعترافات بتلفزيون ام درمان – اكتوبر 2016م – أنه في يوم 22 يوليو حاول الاستعانة بأصدقاء “ثلاث بيوت” لاستضافته ولم يوفق مما اضطره لطلب مفتاح منزلهم من أمه, وتمكن أن يتوارى عن الأنظار بمنزلهم بديم القنا حتى حوالي منتصف اغسطس 1971م والقاء القبض عليه”.

    ومجذوب أحد الجنود الأقوياء من بين القوى الديمقراطية التي لن يكون للحزب الشيوعي أي مستقبل بدونها. لم ينتظر الحصول على مغانم وكل ما فعله كان برضا وقناعة. وليس أمام الشيوعيين السودانيين إلا احترامه وهو “داخل تاريخ حركة الحزب” التقى بنقد كثيراً. أما علاقته مع عبدالخالق قديمة. وحكى كيف أن عبدالخالق يمتلك قدرات كبيرة على التخفي. وأنه خلال فترة حكم عبود “1958-1964م” وكان مطلوباً حضر اليه يوماً بالمنزل بعد منتصف الليل متخفياً “كان هناك طرقاً مستمراً على الباب. فتح مجذوب الباب ليجد أمامه رجلاً كث اللحية مرتدياً قرجية وعمامة. سأل مجذوب من أنت؟ وماهي أسباب حضورك؟ ضحك الرجل وقال: اذن النتيجة ايجابية. أنا عبدالخالق محجوب”.

    يسير بلا وجل

    حضر عبدالخالق حوالي التاسعة مساء 22 يوليو الى منزل حسين أحمد عثمان أحد أقاربه بحي ابوروف بام درمان وكان طه الكد ومجذوب يجلسان أمام المنزل. وحضر عبدالخالق سيراً على الأقدام. وأفادهما بأنه يبحث عن منزل لقضاء الليلة.

    اقترح عليه مجذوب منزله بالثورة (72) وسأله عبدالخالق عما اذا منزله معروفاً للسلطات. نفى مجذوب ذلك ولكنه أوضح بأنه غير مأهول “من الغرائب تفتيش منزل مجذوب في ام درمان, بدقة وسؤال الضابط له عن منزله بالثورة وأخبره بأنه غير مكتمل ولم يتم تفتيشه”.

    واتفق ثلاثتهم على الانتقال الى منزل حسن أحمد عثمان. أحد أقارب عبدالخالق وطلب عبدالخالق من مجذوب أن يسير امامهما بحوالي خمسة أمتار حتى الوصول الى المنزل “ناس كثيرون في الشوارع ومظاهرات مضادة للشيوعية, وصيحات عند القبض على شيوعيين..”.

    ولاحظ مجذوب أن عبدالخالق يتسامر مع طه أثناء سيرهما وانه لن ينسى تنبيه عبدالخالق له “لا.. لا استمر” وذلك أنه خلال سيرهم ظهرت احدى عربات القوات المسلحة المحملة بالجنود وأنوارها الكاشفة على وجوههم فأراد مجذوب تغيير الاتجاه الى شارع ضيق مقابل عندما سمع تنبيه عبدالخالق. واستمروا في سيرهم حتى وصلوا المنزل.

    دخل ثلاثتهم الصالون. والأسرة بالداخل وكان المرحوم حسن احمد عثمان مسافراً وكان يبيت بالمنزل خلال فترة سفره المرحوم بابكر حاج الشيخ في الجزء المخصص للرجال “بيت الرجال” وأكد طه لعبدالخالق ان بابكر من الموثوق بهم والذي كان خارج المنزل. وعند حضوره أخبره طه بأن: “الرجل المستلقي على السرير هو عبدالخالق محجوب, وعليه أن يساعده اذا احتاج الى شيء”.

    طلب عبدالخالق من مجذوب أن تكون عربته على استعداد وان تكون أمام المنزل لا يقوم بتحريكها فقد يحتاج اليها في أي وقت, كما طلب من طه ومجذوب عدم الذهاب للعمل يوم السبت.

    وفي يوم الجمعة 23 يوليو بعد الافطار, تم اجراء أول اتصال لتغيير مكان اقامة عبدالخالق, وبحسب رغبة عبدالخالق وتوجيهه قام مجذوب بالاتصال بالخال محمد التيجاني “كان يعمل سائق تاكسي” ولكن اتضح أن محمد التيجاني تم اعتقاله وتفتيش منزله في بحث السلطات عن خالد الكد. “اطلق سراحه يوم الاحد 25 يوليو, ومن الغرائب ان المرحوم خالد الكد حضر فيما بعد الى منزل محمد التيجاني واختفى فيه حتى اشرف محمد التيجاني على سفره للشمالية”.

    أمن السكرتير

    كتب عبدالخالق مذكرة الى عضوية في الحزب الشيوعي “أمن السكرتير” وهما: فضل محمد البلولة وعثمان مصطفى. وسلم مجذوب المذكرة الى احدهما. والذي قام بتحديد مواعيد في الحادية عشر صباح اليوم التالي مفيداً أنه يوجد منزل وسيحضر شابان بعربة كرولا زرقاء بأرقام لوحات ذكرها لمجذوب للتأكيد. وحضرت العربة الزرقاء. وطلب الشابان عبدالخالق الذي اختلى بالمرحوم طه الكد لحوالي خمسة واربعين دقيقة. وسلمه وصاياه. كما قام بتسليمه الكتابات التي خطها خلال الأيام الثلاثة. كان القلق يساور طه ومجذوب وطلبا مرافقة عبدالخالق. لكن عبدالخالق لم يوافق واستغل العربة مع الشابين.

    في حوالي الخامسة مساء نفس اليوم علم طه ومجذوب باعتقال عضوي التنظيم “أمن السكرتير” فزاد قلقهما وظلا يتابعان الأمر. حضر العضوان الى المنزل الذي يوجد فيه طه ومجذوب وكانت المواجهة الكبرى والأخيرة.

    بادرهما طه: لماذا اطلق سراحكما؟

    أجاب احدهما: بأنه عند تفتيشه تم العثور على ورقة في جيبه وبخط يده مكتوب عليها “الأخ طه لقد وجدت مكاناً آمنا للرجل” وانه مع الضغط أوضح للسلطات بأن الرجل المقصود هو “خالد الكد”.

    انفعل طه وخاطبهما:

    هذا غير صحيح. هذا كذب. “وأنا ما عندي قنبور في راسي” وانهما سلما عبدالخالق. فكيف تقبض ورقة مثل هذه, ثم تعاد اليك لتبرزها” وتحدث طه ومجذوب كثيراً دون أن يقول أي منهما شيئاً ولا كلمة واحدة. وخرجا.

    وتضح لاحقاً ان عبدالخالق لم يتم نقله الى المنزل بالقرب من نادي الزهرة الذي وفره “أمن السكرتير” بل نقله الشابان الى منزل السيدة فائزة ابوبكر “عبدالخالق لم يكن بالطبع يعلم ما جرى للعضوين.. وطه ومجذوب لا يعرفان أن عبدالخالق في منزل فائزة ومحمد التيجاني حضر بعد اطلاق سراحه ولكن بعد نقل عبدالخالق بتلك العربة الزرقاء”.

    القبض على عبدالخالق

    صحيفة الأيام السودانية – 27 يوليو 1971م:

    “تمكنت قوات الأمن في الثانية من صباح أمس من القبض على عبدالخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني المنحل والذي هرب عقب اندحار المؤامرة الفاشلة والذي شوهد في أماكن عامة بعد نجاح الانقلاب”.

    “وعلمت الأيام من مصدر مسئول في أجهزة الأمن أن معلومات تلقتها السلطات أفادت بانتقال عبدالخالق محجوب أمس الأول من منزل في حي ابي روف الى منزل آخر بود اللدر بنفس الحي. وعلى ذلك وضعت السلطات خطة لمراقبة المنزل وتم تنفيذها بدقة متناهية حتى الساعات الأولى من الصباح حيث داهمت قوة كبيرة المنزل وألقت القبض عليه..”.

    القبض على عبدالخالق ووشاية عركي

    عبدالماجد بوب في كتابه “يوليو اضاءت ووثائق” أورد خبر صحيفة الأيام المشار اليه وأضاف توثيقاً بشهادة ملازم أمن رفض ذكر اسمه في 20 مايو 2004م “ظهر في بعض الصور التي التقطت لعبدالخالق بعد اعتقاله في ود اللدر بمدينة ام درمان بالافادة التالية:

    “ان الأوامر جاءتهم من رئيس جهاز الأمن القومي آنذاك الرائد مأمون عوض ابوزيد في حوالي الساعة الثامنة مساء يوم 26 يوليو. وقد توجهت سرية من القيادة الشمالية عادت للتو من الجبهة المصرية وتولت حراسة مبنى الأمن القومي وكان ذلك قبل منتصف الليل وبعد حظر التجوال.

    حدد الأمر الصادر من رئيس الجهاز المنزل الذي اختبأ فيه عبدالخالق بناءً على معلومات دقيقة أوشى بها شخص اسمه عركي وهو ينتمي بصلة القربى لعضو في الحزب الشيوعي في حي ابوروف. وقد التقط عركي المعلومة الخاصة بمكان اختفاء عبدالخالق محجوب وقام بتبليغها لرئيس جهاز الأمن القومي.

    وعند وصول السرية المكلفة بمداهمة محل اقامة الأستاذ عبدالخالق تم اعتقاله بدون تعقيدات من أي نوع. حيث تسلق الرقيب احمد عبدالحفيظ سور المنزل وكان عبدالخالق يرتدي جلباباً أبيض ويقرأ كتاباً. وعند سماع الضوضاء هب من رقدته وتم اعتقاله بتقييد يديه”.

    ان خبر صحيفة الأيام 27 يوليو 1971م أكد على معرفة السلطات مكان وجود عبدالخالق في ابي روف, وخطة ومواعيد انتقاله الى منزل الطاهر حاج احمد فأصدرت تعليمات الاستعداد للتحرك قبل ساعة من انتقال عبدالخالق وان ملازم جهاز الأمن الذي رفض ذكر اسمه في توثيق بوب حدد الواشي بأنه “عركي” الذي يمت بصلة القربى لعضو الحزب في ابي روف “2004م” خلافاً لشهادة مجذوب يحيى “2001م” التي أكدت على تسليم أمن السكرتير للسكرتير وشهادة نعمات مالك “2011م” بأن الواشي عضو بالحزب, نحتفظ باسمه وهو قد انتقل الى رحمة مولاه. فماذا قالت التقارير الرسمية.

    هذا ما جرى في الضفة الأخرى

    في الاجتماع المشترك لمجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء كان من الطبيعي أن تكون هناك مذكرة حول القبض على عبدالخالق أما موجزها:

    1-أبلغ أحد أفراد الشرطة صباح يوم 20 يوليو مشاهدته عبدالخالق بالخرطوم (2) “وتأكد ذلك فيما بعد” كما ظهر عبدالخالق في فرندة عمارة ابوالعلا اثناء سير الموكب يوم 22 يوليو لفترة وجيزة.

    2-ابلغ أحمد سليمان عن معلومات بوجود عبدالخالق في ام درمان واعتقاده انه يمكن أن يلجأ الى منزل محمد فريد راشد جوار منزل اسماعيل الازهري ومنزلين بحي الملازمين ومنزل بحي العرب وتم تفتيش المنازل.

    3-اتصل الرئيس القائد طالباً تكثيف الرقابة على المنافذ والحدود وكانت الاشارة لكل أقسام الشرطة “خاصة طريق الهوا”.

    4-أشار مدير المباحث لضرورة معرفة أقرب الناس الى عبدالخالق وطلب من معاوية سورج تحديدهم فذكر أسماء أعضاء في اللجنة المركزية وغيرهم وشرح له أن المقصود أقرب الناس اليه “أسراراً” وافاد معاوية يوم 23 يوليو ليلاً ان لعبدالخالق حراساً, كانوا أربعة. اثنان تركا جناح عبدالخالق وبقيا في صف “المدافعين عن المرتكزات” وحرس عبدالخالق “المحاسب البلولة والنجار محمد احمد”. وأكدت التحريات أن “البلولة” تفرغ لعمل حزبي “خاص” بحسب فرع الحزب بابي روف وان العضوين مسئولين عن حماية عبدالخالق. وانهما تلقيا تدريباً على ذلك.

    5-بجهد مشترك ساهم فيه جماعة معاوية وثلاثة من أعضاء الحزب تم اعتقال العضوين “حماية عبدالخالق” واخضعا لتحقيق قاسي أشار فيه الاثنان لوجود عبدالخالق في ابي روف وانه موجود بمنزل “النجار”. وعندما اطلع السيد مأمون عوض ابوزيد العمليات الحربية لمحاصرة حي بيت المال وحي ابوروف.. والمنزل المشار اليه كان بود اللدر.

    6-تمت مداهمة المنزل, واعتقل عبدالخالق وعثر معه على قلم حبر جاف وأوراق ليس بها شيء, وآثار لأوراق ممزقة لم يسهل على الشرطة وخبراء الأدلة الجنائية جمعها.

    أخرى

    × طلب معاوية سورج اعتقال طه الكد.

    × اطلق سراح حرس عبدالخالق.

    لاحقاً:

    علمت الشرطة فيما بعد بانتحار أحد حراس عبدالخالق. وتم ابلاغ مأمون عوض ابوزيد الذي أشار الى ان هنا شبهة تصفية له من قبل الشيوعيين.

    باشرت الشرطة التحقيق حول الواقعة وأشار العقيد “ورسمه غالباً” ان الرجل كان في حالة نفسية صعبة, اذ قام بالارشاد تحت ضغوط كبيرة. وأنه كان ينتحب عقب اعدام عبدالخالق ولا يستبعد ان يكون ذلك هو السبب, ورجحت قيادة الشرطة التقييم واستبعاد التصفية, اذ انه انتحر وسط أهله وفي غرفة مخصصة له ولم يقابل أحداً بعد وصوله لأهله.



    Advertisements

    Posted on نوفمبر 19, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (19)
    عملية يوليو الكبرى (18)



    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (11)

    كيف توارى عبدالخالق عن الأنظار..؟

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]

    تقرير سكرتارية اللجنة المركزية في مارس 1985م شرح ظروف أدوات العمل السري بعد 16 نوفمبر 1970م كالآتي:

    “كان الوضع في ذلك الوقت دقيقاً. فكل المنازل السرية التي كانت تحت تصرف الحزب منذ ما بعد اكتوبر 1964م وخاصة بعد مؤامرة حل الحزب المعروفة لدى الانقساميين الذين لم يتورعوا عن كشفها لأجهزة الأمن القومي. وكشف حلقة الاتصال والكادر الذي كان مسئولاً عن تلك البيوت وتغطيتها وتأمينها”.

    “كان على الحزب أن يبدأ وبعد 16 نوفمبر من الصفر تقريباً سواء في البحث عن بيوت مناسبة أو في البحث عن أعضاء وكادر شيوعي أو حتى أصدقاء غير مكشوفين ومعروفين للانقساميين, فقد كان يتوجب وفي الحد الأدنى أن تتوفر امكانية لاختفاء عشرة زملاء من الأمانة العامة واللجنة المركزية والمكتب التنظيمي وجهاز الطباعة وادارة اللجنة المركزية. وقد تعطل البحث عن هذه الامكانات أكثر من مرة, الأولى عقب الاعتقالات التي تمت بعد خطاب 16 نوفمبر 1971م وتلك التي جرت في مايو 1971م”.

    وفي توثيق الرائد/ م عبدالله ابراهيم الصافي بصحيفة السوداني (الفاتح عباس ذكر:

    “في يومي عشرين وواحد وعشرين يوليو كانت الأمور تسير بصورة عادية لكن كنا نشعر بتذمر وسط الجنود خاصة جنود سلاح المظلات والمدرعات الذين نفذوا انقلاب مايو..”.

    وأضاف:

    -خاطب العقيد “الهاموشي” كبار الضباط وطالبهم بمواصلة العمل بصورة طبيعية. كانوا ضباطاً في رتب عليا وبذلك أصبحوا هم الذين يديرون العملية.

    -اجتمع “الهاموشي” بأفراد اللواء الأول مدرعات واطلق سراحهم بعد التقاهم وأمر بصرف السلاح لهم.. وكانوا السبب الرئيسي في عودة نميري.

    أما الملازم/ عبدالعظيم عوض سرور فقد أفاد:

    “لاحظنا منذ الساعات الأولى بعد تنفيذ الانقلاب “التساهل” و”التراخي” وان القوات غير كافية لتغطية كل المواقع الاستراتيجية. الشهيد هاشم العطا سمح لكل من “هب ودب” بالانضمام الينا واندس الكثيرون وسطنا..”.

    وجاء يوم 22 يوليو 1971م

    البحث عن عبدالخالق يقود لاعتقال هاشم ومحجوب ابراهيم

    عميد شرطة/ أمين عباس وثق ليلة 22 يوليو 1971م بصحيفة آخر لحظة بتاريخ 31/7/2010م وكان وقتها ضابطاً حديث التخرج برتبة ملازم وكان يعمل بالقسم الجنوبي لشرطة الخرطوم حالياً القسم الأوسط كالآتي:

    “في يوم 22 يوليو جاء بيان بفشل الانقلاب وعودة نميري. وأوكلت الينا مهمة البحث عن عبدالخالق.. ووصلتنا معلومات مفادها أن عبدالخالق موجود بمنزل يقع غرب مقابر فاروق.

    أخذت معي حوالي عشرة عساكر وذهبنا للموقع وبعد أن فتشنا المنزل ونحن خارجون وجدنا الفنانين الراحلين أحمد المصطفى وسيد خليفة يخرجان من منزل مجاور, وعلما بمهمتنا وأبديا الرغبة في المساعدة, وقالا اذا ظل عبدالخالق موجوداً في الخرطوم سيكون بحي نمرة (2) في منزل أحد قيادات الحزب الشيوعي.

    ونحن متوجهون للمنزل بالخرطوم (2) وأمامه مباشرة قابلت أحد معارفي سكان العمارة وأكد لي المعلومة أن عبدالخالق غالباً ما يكون موجوداً داخل هذا المنزل. توجهنا للمنزل وكانت له بوابتان شمالية وجنوبية.. دخلنا من البوابة الجنوبية لنجد أنفسنا في “حوش” مغطى بالنجيلة. استرعى انتباهي وجود “اسبلايط” ملقاة على النجيلة فأخذتها وكان معي في تلك اللحظة شرطي واحد. لم يكن هناك أحد بالمنزل والأبواب مفتوحة.

    خرجنا من البوابة الجنوبية ومن الجهة الجنوبية الشرقية للشارع لاحظنا وجود شخصين داخلين على الشارع رغم وجود حظر تجوال. فقلنا: ثابت عندك كانا يرتديان جلاليب “والشخصان هما الرائد هاشم العطا ومقدم محجوب ابراهيم طلقة فاعتقلا..”.

    امكانيات الحزب وفشل الوصول لبيت الاختفاء

    تقرير الحزب الشيوعي في اكتوبر 1997م تحدث عن امكانيات الحزب لتأمين اختفاء عبدالخالق خلال الأيام العشرة التي سبقت 19 يوليو حيث تنقل عبدالخالق بين ثلاثة منازل خلال تلك الفترة وجاء بالتقريبر:

    “بعد رئاسة الجمهورية انتقل الى ثلاثة منازل متعاقبة وفرها الحزب في الخرطوم والخرطوم بحري ثم ام درمان. كان أحد المنازل لعضو بالحزب والبقية لاصدقاء. وبالرغم من أن المنازل كانت محل اعتبار إلا أنها لم تكن تصلح لتأمين مستقر طويل المدى.

    وان مدينة ام درمان لم تكن في الأصل محل اختفاء عبدالخالق المتفق عليه. ففي يوم 22 يوليو 1971م سأل “مجذوب يحيى محمد” عبدالخالق عن حضوره الى ابي روف لماذا لم يختف مع نقد؟ واجابه عبدالخالق ان ذلك يتطلب منه الذهاب الى الخرطوم. والأوضاع العامة والحركة في الشارع لم تساعده على ذلك. وفيما بعد أكد “نقد” الواقعة عندما ذكر لمجذوب أنه ظل منتظراً عبدالخالق يوم 22 يوليو حتى الحادية عشر ليلاً “راجع صحيفة الخرطوم 5 نوفمبر 2001م”.

    وعلى ذلك فان حضور عبدالخالق في أبي روف كان اضطرارياً, بما في ذلك حضوره الى منزل أهله “حسين أحمد عثمان” فقد حاول قبل حضوره الاستعانة بخمسة من أعضاء الحزب ورفضوا جميعاً استقباله. وعبدالخالق حتى في اقامته في أبي روف لم يستبدل حماية “الحزب” بحماية “الأهل” ولجأ للحزب “أمن السكرتير” وهما اثنان يقيمان في ابي روف ولم يتصل بفرع الحزب كما سنرى.

    ان الأيام الثلاثة التي سبقت تسليم عبدالخالق والقبض عليه تم اغتياله قصد الحصول عليها متوارياً عن الأنظار بعد فشله لمكان الاختفاء في الخرطوم لتسجيل ملاحظاته أو رسالته الأخيرة وهذا هو السبب الوحيد الذي دفعه للبحث عن منزل يقيم فيه حتى انجاز مهمته. وقد كان يظن انه يحتاج الى خمسة أيام “شهادة نعمات أحمد مالك – 10 مايو 2011م – عادل سيد أحمد – الخرطوم الالكترونية” أو سبعة أيام “شهادة مجذوب يحيى – صحيفة الخرطوم 5 نوفمبر 2001م”.

    وتابعنا أمر الرسالة الأخيرة التي أنكرتها قيادات الحزب حتى اعترف بها يوسف حسين الناطق الرسمي للحزب في اغسطس 2012م بصحيفة اخبار اليوم.

    منذ البدء عرفت المصير

    جاء أن عبدالخالق كان في منزل بمدينة الثورة مع ثلاثة من أصدقائه قبل بحثه عن منزل يقيم فيه لعدة أيام. وكتب محجوب عمر باشري “اعدام شعب” قال عبدالخالق لاصدقائه:

    “انني لن أهرب. ولن أجبن أبداً. فمنذ البدء عرفت المصير.. ان الحزب الذي أقمته ما كنت أيداً أو جهة ليغتصب السلطة أو يتحالف مع العسكرتارية. كان هدفي هو توعية الجماهير لحقوقها, وتنوير الشباب وتنمية الفكر السياسي في السودان. وانني لأعلم أن فرض النظرية الماركسية بالقوة في السودان لا يجدي ولا يفيد. لقد كان الحزب الشيوعي السوداني هو الترياق ضد التدخل الأجنبي, وضد الضغوط الخارجية والأحلاف. والمشكلة القائمة في السودان ان طبقة المثقفين السودانيين ما زالت تحفها الأنانية, وتحكمها المصالح الخاصة فهم لا ينظرون الى تنمية بلدهم واصلاحها. ولم يغيروا قوالب التعليم وأنماط الاقتصاد. ولم يستفيدوا أبداً من امكانيات السودان. وتنمية الانسان السوداني لا مكاناته. وأحذر من الانقلابات, فماهي إلا ظهور جماعة تعطل مسيرة التقدم وما كنت أبداً أخطط لهذا الانقلاب, وما كان همي وهدف الحزب الشيوعي السوداني السلطة, بل هدفه هو التنوير”.

    وأضاف محجوب عمر باشري: “كتب عبدالخالق مذكرات كاملة وأودعها ابن خالته المرحوم الشاعر طه حسين الكد”.

    وفي حوار أم زين آدم مع فاطمة محجوب “الرأي العام 12 نوفمبر 2014م” نقلت فاطمة تعليق عبدالخالق عن أحداث ودنوباوي 1970م قال:

    “اليوم وقع ما وقع الليلة في ودنوباوي وفي حي صغير وجامع يصلوا فيه ناس مساكين. وبكرة في رقية عبدالخالق”.

    اغتصاب حق اللجوء للكادر

    اغلاق كادر ومثقفين الأبواب في وجه عبدالخالق يوم 22 يوليو 1971م أو انكار معرفته كما سيأتي له أساسه المادي. وكتب محجوب عمر باشري “اعدام شعب” أنه بعد يناير 1971م:

    “يئس عبدالخالق من تنظيم صفوفه في النقابات. ففكر في التكتيك السريع الذي يقوض نظام نميري من غير انقلاب. ولم ير حوله من الأحزاب ما يشد أزره. فلجأ الى حفنة من المثقفين الساخطين على نظام نميري. ولكن نميري كان أسرع منه فقد فتح لهم الطريق واستوعب بعضهم وزراء فقد استفاد من وجود محمد أحمد سليمان الذي أصبح فيما بعد من أقطاب الرأسمالية في السودان وقد تبوأ منصب وكيل وزارة الداخلية باديء الأمر, وكانت لديه احصاءات وملفات لكل المنتسبين والمتعاطفين مع الحزب الشيوعي السوداني. استغل نميري هذه الملفات وعين بعض الشيوعيين سفراء في وزارة الخارجية وعين بعضهم في وظائف قيادية.. رأى عبدالخالق أن نميري قد سبقه واغتصب حقه في اللجوء للكادر الشيوعي..”.

    رفض البعض استقباله

    “في صباح السبت 24 يوليو قام عبدالخالق بكتابة مذكرة لأحد المهندسين الشيوعيين كان يعمل بوزارة الأشغال.. سلمها له مجذوب يحيى في مكتبه وبعد اطلاع المهندس عليها مزقها وقال له: لا أعرف رجلاً اسمه عبدالخالق “توفى المهندس بعد حوالي شهرين من ذلك التاريخ وكان في موقع مرموق بالوزارة”.

    رجع مجذوب وأخطر عبدالخالق. واغتم عبدالخالق كثيراً وسخر من المهندس وكيف انه كان مستعداً للانتظار بالساعات لمقابلته. وأبدى أسفه من تصرفه خاصة وان الحزب قدم له مساعدات كثيرة لتأهيله لتولي مناصب قيادية “وهنا قال عبدالخالق أنه قبل حضوره لأبي روف مساء الخميس طاف على عدد من منازل الشيوعيين “خمسة” ورفضوا جميعاً استقباله وذكر أنه كان أحياناً يشاهد الزميل داخل المنزل ويخطر من أسرته بأنه غير موجود” (شهادة مجذوب يحيى محمد).

    ونقل الخاتم عدلان عن طه الكد قول عبدالخالق (أغلق البعض الباب في وجهي) وهو ذات ما شهد به (مجذوب يحيى محمد) الذي شارك طه ملازمة عبدالخالق والذي نقل عن عبدالخالق ما سمعه منه (أنه قبل حضوره طاف على عدد من منازل الشيوعيين “خمسة”… ) الى آخر.

    ومجذوب يحيى نقل في 2001م عن عبدالخالق بأن الذين أغلقوا الأبواب “خمسة” أو جميع الذين ذهب اليهم. وكتب الخاتم عدلان في 2004م عن (بعض) الذين أغلقوا الأبواب في وجه السكرتير. أو كما ذكر عبدالخالق لطه ومجذوب و”بعض” هي الكلمة الدقيقة فعبدالخالق لم يذهب الى “كل” عضوية الحزب في ام درمان لكن “كل” الذين ذهب اليهم لم يستقبلوه.

    لذلك فإن عبدالخالق عندما ذهب الى منزل حسين أحمد عثمان ووجد طه ومجذوب ويعرفهما جيداً ويعلم أنهما خارج عضوية الحزب, فإنه لم يطلب الاختفاء بل كان طلبه “منزل لقضاء الليلة” منزل يتوارى فيه عن الأنظار ليوم واحد.

    ولم يقل أحد بما كتبه الصحفي المصري يوسف الشريف (كتاب السودان وأهل السودان 1996م)

    “ان التعليمات من كل صاحب بيت شيوعي الى أفراد أسرته بعد فشل الانقلاب “لا تفتحوا الأبواب لذلك الأصلع”.

    وكتب مقدم العرض بصحيفة الخرطوم (نوفمبر 2001م) وفي 2002م في مقال “لا سيدي الصادق ما بين الأمة والشيوعي لا يقطعه سيف” بذات المعنى مايلي:

    “في الوقت الذي أوصدت فيه أبواب بعض الشيوعيين في وجه عبدالخالق كان هناك سودانياً أصيلاً وكبيراً وقائداً وطنياً من أبرز قيادات الأنصار وحزب الأمة سخر كل امكانياته للبحث عن مكان عبدالخالق حتى يتمكن من اخفائه وحمايته. ومن المفارقات انه كان قريباً منه, ولم يكن يعرف. ولولا أنني موقن أن الحياء منعهم من الكلام, وانهم لا يمتنون بأفعالهم لما سكت عن ذكر الأسماء. ولكنه التاريخ. وأرجو أن يتقدم ذلك الابن الشجاع فانه قدم درساً غالياً للشباب. وبذلك يتعرفون على أخلاقيات الرجال الأقوياء والتعلم من قيم الآباء”.

    (الرجل هو المرحوم عبدالله عبدالرحمن نقدالله والابن هو الحاج).

    جنود العمل السري المجهولون

    قبل الانتقال الى الاجابة عن السؤال: من قتل عبدالخالق؟ نختم العرض بما كتبه مقدم العرض في مقال (الأيام الأخيرة لعبدالخالق – محجوب عثمان بصحيفة الخرطوم – الاثنين 5 نوفمبر 2001م والذي جاء فيه:

    “كان طعامهم في معظم الأيام قليل من الخبز الجاف.. أذكر باحترام واعزاز وتقدير المحاربين في “مديرية” الخرطوم: موسى المهل والفاتح الرشيد ورفاقهم على امتداد الوطن.. الذين أكدوا على قدرة الانسان الفائقة على تحمل المرض والوحدة, فقدموا أغلى التضحيات بما في ذلك الابتعاد عن الأبناء فلذات الأكباد.

    وعندما تتذكر ان الحزب الشيوعي كان دائماً محظور النشاط فان نماذج هؤلاء تتعدد وتطول قوائم مدن السودان. لم يكونوا نجوماً ساطعة في العمل السياسي العام, ولا يسودون الصحف كما نفعل الآن, حتى لو كان “اضطراراً” بل ان معظم عضوية الحزب لا تعرف عنهم شيئاً, فهم لا يلهثون من مكان لآخر لاعلان أهمية مواقعهم, ولكنهم هم الذين منحوا التألق لتلك النجوم. كل النجوم من دونهم تهوى جميعها..

    وكما أن للعمل السري جنوده المجهولون فان للقوى الديمقراطية ايضاً جنودها المجهولون الذين ساعدوا الحزب منذ قيامه, قوى ديمقراطية واسعة قدمت الحماية والتأمين”.

    “ومجذوب يحيى محمد لم يكن عضواً بالحزب الشيوعي يوماً وفي صمت الجنود المجهولين الآخرين من الشيوعيين والديمقراطيين قدم تضحيات لا حد لها وتحمل ضغوطاً لا قبل لأحد بها. سطر اسمه في قلب الحركة.. يكفي ان عبدالخالق اختاره والمرحوم طه الكد بكامل الثقة لحماية حركته.. في أظلم الأوقات وأقساها.. يوم الخميس الأسود 22 يوليو 1971م فكيف جاءت شهادته؟”.

    وشهادة مجذوب يحيى كانت “أم الشهادات” عندما حكى كيف تم تسليم عبدالخالق وبحثنا الرواية حتى بعد نشرها حتى دعمتها الوثائق والتقارير الرسمية والتي أكدت على كل الوقائع التي ذكرها..

    ولا ننسى أنه أول من شهد برسالة عبدالخالق الأخيرة بتلك الأوراق والتي تم إنكارها حتى الاعتراف بها في 2012م بعد أكثر من عشر سنوات من شهادة مجذوب. فهل سيتم الاعتراف بالقسم الثاني من شهادة مجذوب؟ ان الاعتراف بالقسم الثاني لم يعد ضرورياً إلا اذا تم إنكار المستندات الرسمية نفسها.


    Posted on نوفمبر 19, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (18)
    عملية يوليو الكبرى (16)



    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (9)

    صور من تلك الأيام و(استقالة عبدالخالق)!!

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]

    هدف النقاشات الديمقراطية الأول هو التأكيد على صحة الوقائع وسلامة البيانات وهذا يتطلب إفراغ المعلومات من خزائن بيوت التنظيم وصدور الناس, وهو ما أطلق عليه الروس قبل الزلزال (العلانية). فالمعلومات هي أساس ديمقراطية النقاش, والمشاركة الجماعية الحقيقية في التقييم والتعرف على الأخطاء ونقدها وبيان أساسها المادي ليتم التعلم منها.

    والشباب هم الأكثر قدرة على تقديم الأفكار الجديدة متى ما تحقق ما أشرنا اليه, فمعارفهم أكثر تطوراً وامكانياتهم أكبر بعد ثورة المعلومات والاتصالات, والطبيعي أن يبز التلميذ أستاذه وإلا توقفت الحياة وهذه أولى عتبات تقييم عملية يوليو الكبرى.

    وهذا ينقلنا مباشرة الى مفهوم القيادة الجماعية كما شرحه (عبدالخالق): بأنها لا تنحصر في حيز انتظام انعقاد الاجتماعات واقامة المكاتب المتخصصة فقط, بل تكمن في معالجة (التفاوت بين الكادر) من حيث المعارف والقدرات والإمكانيات بما ييسر للجميع المشاركة العملية في رسم سياسات الحزب (والمشاركة الحقيقية في تقييم أداء الحزب) و(المشاركة في تقييم عملية يوليو الكبرى).

    ومن أسباب التفاوت الذي أشار اليه عبدالخالق (احتكار القيادة للمعلومات) وحجبها عن العضوية.

    أنظر: يوسف حسين, الناطق الرسمي وهو يؤكد على استلام قيادة الحزب لرسالة عبدالخالق الأخيرة ولكن القيادة لا ترغب في نشرها على العضوية..!! وبعد أربعين سنة. والرسالة كان موضوعها عملية 19 يوليو.

    وهذا يشير بوضوح الى (إخفاء المعلومات) من جهة وان الذين تمسهم الرسالة لا يزالون في قيادة الحزب. وهذا من أهم الأسباب لغض تقرير الحزب عن 19 يوليو عن اغتيال عبدالخالق والقادة الآخرين وهذا يدفعنا للبحث عن الاجابة على السؤال: من قتل عبدالخالق؟

    ان المساواة في الحقوق والواجبات بالنسبة لعضوية الحزب هي ازالة التفاوت واطلاق سراح المعلومات (فاذا انعقد اجتماع – مثلاً – وحضره مائة عضو أو ثلاثمائة وكان من بينم فئة قليلة تملك وحدها المعلومات والبيانات والتفاصيل و(الثقافة) فان ذلك الاجتماع يكون ديمقراطياً شكلاً. في الحقيقة فان الفئة القليلة ستقود الأغلبية نحو الوجهة التي ترغب بتبني الأغلبية لوجهة نظر الأقلية الممسكة بالخيوط وناصية الموضوع!!).

    وموضوع العرض هذه المرة يتضمن صوراً من الأيام الثلاثة (19-22 يوليو 71) وكذلك من الأيام الأربعة التالية, حتى تسليم (أمن السكرتير) للسكرتير وموجز ما جرى في الضفة الأخرى عن تلك الأيام في توثيق 14 أغسطس الهام والخطير.

    الاستعداد للاستقالة من السكرتارية

    عملية يوليو الكبرى (الحل العملي للحزب الشيوعي واقصاءه عن الحياة العامة) قادها ونظم تفاصيلها مكتب الرقابة المركزي أو (أمن الحزب) لسنوات طويلة تحت اشراف المخابرات الأمريكية منذ 1958م واشتد أثرها من بعد العام 1962م. واستمد المكتب والحلقات حوله القوة الخفية والسطوة لأنه كان خارج الرقابة الحزبية وبالذات رقابة القواعد.

    وحتى من بعد حل المكتب فإن مناهج (الرقابة) و(الأمن) و(الحماية) لم تتبدل وبالذات احتكار المعلومات خارج الرقابة الحزبية بما يتيح تزويرها أو فبركتها.

    ونود التنويه أن الكشف التاريخي, وحصر أعداد الضحايا لن يكون دقيقاً دون مشاركة العضوية والعضوية السابقة والقوى الديمقراطية اللصيقة بالحزب خاصة وان مكاتب (المعلومات) المتعددة اختلط نشاطها المخطط بسيادة المركزية المطلقة, والغاء أو تقييد الديمقراطية الداخلية وساعد في تقويتها ظروف السرية وحظر النشاط الديمقراطي والجماهيري والمطاردة فأختلط حابل هذه بنابل تلك فأستندت (العملية) على رايات (الاستهداف) و(أعداء الحزب) لترفع في وجه كل الذين واجهوا بالنقد والنشاط العملي المركزية المطلقة.

    لذلك اكتفى هذا التوثيق بنماذج قليلة موثقة للضحايا لبعض قيادات ولأن هدف (العملية) تواصل الى سنوات طويلة فإن أشكال الحل العملي اتخذت صوراً كثيرة وقامت في معظمها على الاجراءات الادارية والتنظيمية (عدم التوصيل بالسنوات) (الايقاف عن النشاط بالسنوات) و(التوصيل مع ايقاف التنفيذ) و(الحملات العامة لتكوين رأي عام في الحزب) و(الفصل من العضوية).. الى آخر. وهذا ميدان وحده.

    وعرضنا نجاح مكتب الرقابة المركزي في إبعاد قاسم أمين من قيادة الحزب في 1963م ونفتتح عرض تلك الأيام الثلاثة بفشل ذات المكتب في إبعاد عبدالخالق من قيادة الحزب في 1968م حيث تعرفنا من خلال عرض هذا الفصل لمحاولات الإبعاد الأخرى: الاعتقال/ النفي/ الإبعاد من القيادة وحتى الاغتيال والصمت بعد الاغتيال.

    كتبت سعاد ابراهيم أحمد (صحيفة الخرطوم – 12 مايو 2007)

    “موقفي من حكاية زواج عبدالخالق 1968م كان مغايراً لبقية زملائي في الحزب, وكتبت وأوضحت أن الزواج اختيار شخصي والحزب ليس له دخل في الموضوع. وأنا أطالب بهذا الحق لنفسي ولذلك أمنح هذا الحق عبدالخالق. وان البعض شنوا حملة على اختياره ورفضت أن أشارك في هذه الحملة”.

    اشارة من الكاتب

    الحملة الحزبية التي تدبرها قيادات خارج الاجتماعات الحزبية تهدف الى إثارة رأي عام داخل الحزب ضد القيادي المراد إبعاده من القيادة أو إجباره على الخروج وتتخذ أشكال مختلفة, أبرزها الهجوم في الاجتماعات الموسعة واجتماعات القيادات وغيرها. ويتم الترتيب وتوزيع الأدوار خارج الاجتماعات بحيث لا يبدو في الظاهر أنها (مؤامرة). وأكثر القيادات التي تعرضت لحملات عامة منتظمة هي فاطمة أحمد ابراهيم.

    وتواصل سعاد

    “لا أنسى أبداً اجتماع اللجنة المركزية 1968م عندما كان محور الصراع زواج عبدالخالق وأذكر أنه جاء محمد أحمد سليمان مسئول الرقابة والمطبوعات وقرأ كراساً كاملاً كان فحواه أن عبدالخالق له علاقات مشبوهة مع حزب الأمة, وأنه فرط في الحزب لصالح حزب الأمة.. وتحدث كذلك أحمد سليمان. الشفيع لم يتحدث لأنه كان رئيس الاجتماع..”.

    “تحدث عبدالخالق وقدم درساً فيما يخص الإنتماء للحزب الشيوعي. وماهو معناه وماهي المسائل الشخصية والعامة ومعناها. وختم حديثه بأنه شيوعي وله استعداد بأن يستقيل من سكرتارية الحزب ويصبح عضواً يمارس عمله في الجبهة الثقافية.

    “وتحدث عن النفاق الاجتماعي الذي يجعل الناس يخلقون علاقات خارج نطاق الزواج ويقبل منهم.. وان النفاق الاجتماعي يصل لدرجة التدخل في خيارات الناس في الزواج. وهو لا يسمح لأحد أن يتدخل في خياراته وهو مستعد اذا شاءت اللجنة المركزية أن تزيحه ويصبح عضواً عادياً.

    وفي التوثيق لشهادة (السر النجيب) بصحيفة الخرطوم نوفمبر 2001م

    في خطة مكتب الرقابة المركزي لإبعاد عبدالخالق من القيادة طلب محمد أحمد سليمان بحضور عضوين من اللجنة المركزية من السر الذي كان ضمن عضوية مكتب الرقابة السفر وحضور مؤتمر الشباب العالمي ورفع تقرير عن (نعمات) بعد متابعة حركتها بدقة. سافر السر ورفع التقرير (غير المفبرك) والذي لم يكن كما تمناه محمد أحمد سليمان وفشلت فكرة (التقرير) لإجبار عبدالخالق على الإبعاد وتم إبعاد السر من مكتب الرقابة.

    وأفادني مختار عبيد (الرجل الثاني في مكتب الرقابة المركزي) أنه عند خروجه من الحزب 1968م وتأسيس حز جديد (العمال والمزارعين) قابله أحد أعضاء اللجنة المركزية وانتقد ما قام به وأن (عمله الفردي أربك خطتهم للخلاص من عبدالخالق نهائياً).

    وكتب مقدم العرض بصحيفة الخرطوم نوفمبر 2001م

    “إن الخلاص من عبدالخالق ظل من القضايا التي تؤرق كل أعداء الحزب الشيوعي بما فيهم قيادات في الحزب نفسه.. ان بعض القادة الشيوعيين قبيل انعقاد اجتماع الكادر في اغسطس 1970م, حيث كانوا على ثقة تامة في الحاق الهزيمة بعبدالخالق وجماعته و(الخلاص) من قيادته التي ظلت حجر عثرة أمام تناسي علاقات الحب المضطربة مع (مايو نميري) وحلاوة السلطة, لم يخف بعضهم (الرغبة الملعونة) فقاموا بتحديد المواقع الحزبية الجديدة للقيادات الشيوعية المناوئة.. مناوئة لثورة مايو الظافرة ومن ذلك أن يكون عبدالخالق محجوب مسئولاً عن التعليم الحزبي.. الى آخر ولم يقتصر (انقلابهم الحزبي المأمون) على أعضاء اللجنة المركزية بل حتى الذين خارجها.

    التعبئة واقامة المليشيات

    × أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي مساء 19 يوليو 1971م خطاباً داخلياً لعضوية الحزب ومنظماته وأصدقاء الحزب وركز الخطاب على (تأمين الثورة) وطلبت منهم جميعاً بداية العمل من مساء ذلك اليوم بحراسة مراكز العمل والأحياء وأن ينظم عمل جماهيري واسع للسيطرة على العاصمة وتأمينها وطالبت بقيام فرق مسلحة بالاعتماد على الشباب والطبقة العاملة, وارسال مدربين للأقاليم. كما نادت بمحاربة أي تعجل يساري أو شعارات انعزالية كما دعت الى ضرورة المحافظة على أجهزة الحزب السرية وكادره السري.

    وكتب الرائد م/ عبدالله ابراهيم الصافي – كتاب شهادتي للتاريخ

    “الزراعي سيد أحمد محمد خير تم اعتقاله لكتابته دراسة لإنشاء مليشيات لحماية ثورة 19 يوليو وقدمها الى الرائد هاشم العطا. ولسوء حظه وجدت من ضمن الأوراق في مكتب هاشم العطا”.

    وفي يوم 20 يوليو 1971م صدر البيان الجماهيري من اللجنة المركزية بعنوان (ذهب الزبد جفاء) أوضح مساويء النظام السياسي وديكتاتوريته وسوء الأوضاع الاقتصادية.

    وكتب محجوب عمر باشري (كتاب اعدام شعب)

    “كان عبدالخالق مناوئاً للعملية العسكرية في 19 يوليو ونصح هاشم العطا أن الأوضاع الدولية والاقليمية جميعها ضده ولكن هاشم وابوشيبة تمسكا بأن التكتيك الجديد هو الاستيلاء العسكري على الحكم”.

    “وفي يوم 20 يوليو خرج عبدالخالق الى الشارع وقد ذهل عندما شعر بالوجوم والاستخفاف بهذا الانقلاب المفاجيء.. والجماهير التي جأرت بالشكوى من نميري لم تتجاوب مع الانقلاب”.

    “وفي يوم 20 يوليو ذهب عبدالخالق الى ام درمان والتقى ببعض الزملاء القدامى الذين جمدوا عضويتهم بالحزب واستفسر منهم عن الأحوال فتأكد له أن الانقلاب فاشل.

    رجع عبدالخالق للانقلابيين ونصحهم أن يدبروا أمرهم. ولكن كانت القوات والقيادات خارج الخرطوم تبرق مؤيدة للانقلاب وجريدة القوات المسلحة تنشر برقيات التأييد والاذاعة السودانية تبث تلك البرقيات”.

    “وفي مساء 20 يوليو عقد عبدالخالق اجتماعاً ضم الانقلابيين وقيادة الحزب وشرح لهم السلبيات والايجابيات لحركتهم وكان متشائماً وكان يناقشه جوزيف قرنق ويطمئنه ان الموقف محكم”.

    “في يوم 22 يوليو 1971م ظهر عبدالخالق في المسيرة التي نظمها الشيوعيون. وبعد المسيرة ذهب الى مكتب أحد أصدقائه من الذين ألحقوا بمؤسسة تجارية أممت وقد أفاض في الحديث. وقال أنه يتوقع الفشل للانقلاب بالرغم من أن الجماهير كرهت ديكتاتورية نميري وبالرغم من أن نميري غزا أبا وقتل الامام الهادي وبالرغم من أن النميري أمم وصادر. وقال انه ما زال يفكر في التغيير ولكن استغلال الجيش سيكون له رد فعل.. وسينبه كل الأطراف الى الانقلابات”.

    تأييد الوحدات العسكرية

    1/ القيادة الجنوبية والقيادة الشرقية وسلاح المدفعية بعطبرة أيدت برقياً حركة 19 يوليو يوم 20 يوليو وعادت وأرسلت برقيات تأييد بعودة نميري و”ضرب الخونة بيد من حديد” وفي عطبرة لم يعترض على تأييد 19 يوليو إلا الرائد حمودة الشيخ.

    2/ وفي بورتسودان اجتمع قادة أسلحة البحرية والدفاع الجوي والمدفعية والمدرعات وأيدوا الحركة يوم 20 يوليو وبعد الهزيمة أرسلت برقيات تؤيد رجوع نميري.

    3/ وفي القيادة العامة اعترض على حركة 19 يوليو العقيد محمد عبدالقادر والرائد كمال أبشر “الاستخبارات العسكرية”.

    4/ لواء الجبهة المصرية بعث ببرقية تأييد لحركة 19 يوليو وتم فصل قائده العميد حسن أمين صالح ومؤيدو الانقلاب النقيب حيدر المشرف والنقيب علي يوسف “الميز” والمقدم الطيب حسن الذي صاغ برقية التأييد وهكذا توالت برقيات التأييد من كل الوحدات داخل وخارج الخرطوم.

    (المصدر: الرائد عبدالله ابراهيم الصافي)

    وكتب ابراهيم حاج عمر (كتاب من وحي الذكريات) ص 94:

    “خرجت الجماهير المؤيدة للحركة في مواكبها مؤيدة ومباركة رافعة الشعارات واللافتات الحمراء, هاتفة بشعارات يسارية بحتة. أما الجماهير الصامتة وبحسها الصادق عرفت ان الحركة حركة يسارية ومن ورائها الحزب الشيوعي السوداني وأذكر جيداً ان الجناح المنقسم والمؤيد لحركة مايو عقد اجتماعين في 21 و22 يوليو لتقييم الوضع واصدار بيان يحمل تقييماً للأحداث. وكان اجتماعنا في ام درمان تتجاذبه فكرتان: فكرة ادانة مطلقة والمطالبة باطلاق سراح قادة مايو والشيوعيين وتحمل الحزب الشيوعي جناح الأمين العام مسئولية كاملة للعملية التي ستدمر الحركة الثورية وستلحق بها أضراراً جسيمة وهذا الرأي تبنته مجموعة الجزيرة وآخرون. والفكرة الثانية تتبنى فكرة التريث حتى تتضح الرؤى ويتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. ونحن على وشك الوصول للاتفاق جاءتنا اشارة تلفونية من احدى الزميلات وأظنها محاسن عبدالعال تؤكد خروج نميري من المعتقل”.
    Posted on نوفمبر 19, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (16)
    عملية يوليو الكبرى (11)

    abdelkhalig-mahgoub1

    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (4)

    هذا ما تورطوا فيه..!!

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]
    “كان آخر كلام بيني وعبدالخالق يوم 22 يوليو 1971م عندما قال لي: جاءني خبر بأن نميري هرب. واذا عاد الى السلطة سيقتل كل الشيوعيين والديمقراطيين حتى أنت والأولاد لن تنجو. لذلك أن حاسلم روحي وأحتاج الى اختفاء حوالي خمسة أيام حتى أدون ما يخص الحزب” (نعمات أحمد مالك – 10 مايو 2011م حوار مع عادل سيد أحمد نشر بصحيفة الخرطوم الالكترونية).

    وعبدالخالق لا يكذب.

    “عبدالخالق لم يتوقف عن الكتابة طيلة يومي 23 و24 يوليو وحتى العاشرة صباح الأحد. وقام بتسليم ما كتبه خلال اليومين للمرحوم طه الكد بعد ان اختلى به الشهيد عبدالخالق لما يقارب خمساً وأربعين دقيقة. وتضمن حديثه مسائل خاصة. وطلب عبدالخالق من طه أن يقوم بتسليم الأوراق للحزب وعندما استفسر طه عن مدى امكانية تسليمها للسيدة نعمات أجابه عبدالخالق بقوله “نعمات لا..”..

    (مجذوب يحي محمد – صحيفة الخرطوم 5 نوفمبر 2001 “رد الكاتب على نقد بصحيفة الرأي العام 14 يونيو 2007م”)

    ونعمات تعرف جيداً طه ومجذوب والتقتهما وهي تعلم حقيقة تلك الأيام الثلاثة بتفاصيلها قبل أن نعلم بها جميعنا..

    الأوراق والقصاصات الصغيرة

    “ويبدو أن عبدالخالق وقبل انتقاله للمنزل الثالث والأخير الذي تم اعتقاله منه: المنزل الأول منزل حسن أحمد عثمان والثاني منزل فائزة ابوبكر والثالث منزل الطاهر حاج أحمد, قد أودع لديها قصاصات صغيرة الحجم تشير فائزة الى أنها ربما تكون ملاحظات مهمة حرص على تسجيلها في فترة اختفائه بأبي روف.. واضافت انها للأمانة لم تطلع عليها وأنها بعد فترة من تلك الأحداث قامت بتسليمها للمرحوم طه الكد حسب طلب عبدالخالق.

    والقصاصات جزء من الأوراق (رد الكاتب على نقد بصحيفة الرأي العام 24 يونيو 2007م) وفائزة ابوبكر عضو بالحزب الشيوعي وزوجها المحامي سيد علي طه كدفور أيضاً عضو بالحزب. وعبدالخالق يعلم ذلك. لكنه طلب منها تسليم القصاصات الصغيرة الى (طه) الذي لا علاقة له بالحزب. هل قصد عبدالخالق ضم القصاصات الى تلك الأوراق التي أودعها طه؟ هو الاحتمال المرجح.

    وكتبت سكرتارية اللجنة المركزية (1973) عند تقديم وثيقة (حول البرنامج):

    “نقدم هذه الوثيقة التاريخية التي صاغها الشهيد عبدالخالق محجوب في معتقله بمصنع الذخيرة بالشجرة والتي كانت بين آخر ما كتبه قبل اغتياله الغادر وقد ظلت الوثيقة في عداد الوثائق المفقودة عقب ردة 22 يوليو الى ان تبين أنها كانت مع أحد الرفاق المستقلين حيث سلمها بعد خروجه من المعتقل”.

    وعندما تفيد المقدمة بأن الوثيقة (بين) آخر ما كتبه الشهيد قبل الاغتيال الغادر فإنها لا تكون (آخر ما كتبه) وهو كتب خلال الفترة 30 يونيو – 25 يوليو 1971م حول موضوعات مختلفة من بينها تلك الأوراق والقصاصات الصغيرة.

    وكتب عاطف اسماعيل في أول أغسطس 2010م (موقع الحصاحيصا):

    “تروي سعاد ابراهيم أحمد عضو اللجنة المركزية أنها ظلت تتلقى منه (عبدالخالق) تلك الوثيقة المهمة (حول البرنامج) على شكل قصاصات صغيرة جداً عكفت لاحقاً وبمساعدة د. فاطمة بابكر عضو الحزب وأستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم (وقتها) على إعادة نسخها يدوياً وتسليمها الى قيادة الحزب (ما بين القوسين من الكاتب).

    وفي شهادة العريف عثمان الكودة التي وردت قبل ذلك خلال هذا العرض أنه وقبل تنفيذ عملية التحرير يوم 29 يونيو 1971م بفترة وجيزة قام عبدالخالق باحضار قصاصات صغيرة وكتب صغيرة الانجليزية وراديو ترانيستور صغير واخضر اللون وطلب منه إبادتها وفعل.

    هذه حقيقة وثيقة عبدالخالق الأخيرة

    في ردي على محمد ابراهيم نقد بصحيفة الرأي العام بتاريخ الخميس 14 يونيو 2007م كتبت تحت عنوان (ان قوتنا في كشف الحقيقة) هذه حقيقة وثيقة عبدالخالق الأخيرة الآتي:

    “إنكار محمد ابراهيم نقد للحقائق الدامغة, ونفيه أو التفافه حول الوقائع المثبتة ليس غريباً فهو أتقن على يد صديقه الوفي محمد أحمد سليمان “المشي على البيض” منذ أيام مكتب الرقابة المركزي وانقسام 1970م وحتى اليوم (!!)

    ونفى نقد حقيقة الأوراق التي كتبها عبدالخالق في أيامه الأخيرة والتي هي لا كراسة ولا شنطة ولا أسطورة!! وذكر نقد أن عبدالخالق لم يكتب شيئاً(!) ولم يكلف طه الكد بحمل أية رسالة لقيادة الحزب كتابة أو شفاهة(!) وان طه (الذي لم يكن شيوعياً) سلم كراسة تحتوي على افادته هو – أي طه – عن تلك الأيام التي لازم فيها عبدالخالق بابي روف ولذلك اختلط الأمر على القيادات والناس(!)

    ترتيبات نقد بالسنوات الطويلة اعتمدت على عامل “الزمن” ومرور الوقت بآليات الحماية والتأمين والإستهداف لطمس جريمة اختطاف فكرة الانقلاب واغتيال القيادات ومحاولة التصفية النهائية لحزب العمال الشيوعي وخلال ما يزيد عن الثلاثين عاماً طرد الشهود من الحزب. ومات آخرون وتم دفع آخرين نحو الموت ثم قدم تقريره عن 19 يوليو والذي كتبه وحده في 1989م ونشره في 1996م عن الأحداث في 1970م.

    والتقرير الذي يطلق عليه “السر بابو وجوقته” وثيقة من مصادر تاريخ الحزب الشيوعي لمن يتضمن حرفاً عن أهم القضايا وهي:

    1-التقرير العسكري الذي أعد في 1972م ومرة ثانية في 1986م.

    2-مجزرة بيت الضيافة.

    3-تأمين عبدالخالق وتسليمه, وما كتب عبدالخالق قبل التسليم.

    4-اختطاف الانقلاب وتوقيت 19 يوليو.

    5-عدم مشاركة تنظيم ضباط الصف والجنود في عملية يوليو.

    6-اغتيال القادة.

    7-التدخل الاجنبي مختلف الأشكال.

    8-وانقلاب 11 يوليو الذي تأجل.

    إن الهدف هو تشويه تاريخ الحزب وتشويه قياداته التي عرفت بالأمانة والصدق في نضالها القوي, وقدمت حياتها فدى لقضية آمنت بها وبالرغم من ذلك ولأن الحقيقة لا تموت يوجد الشهود الأحياء الذين يؤكدون ان عبدالخالق ظل يكتب أوراقه لثلاثة أيام. ونذكر ان عبدالخالق كتب وثيقة حول البرنامج من داخل معسكر الاعتقال.

    وأفاد الأستاذ عبدالماجد بوب:

    “أما الوصية التي تأكد بأن الشهيد عبدالخالق قد كتبها في فترة اختفائه بعد 22 يوليو 1971م فقد أودعها لدى صفيه وقريبه الراحل طه الكد. وقد كان هذا الرجل الأديب شهماً وكريماً.. وحسب علمي ان الراحل طه الكد قام بتسليم تلك الوصايا الى قيادة الحزب الشيوعي. ولا اعتقد انها حددت شيئاً عن تعليم أبنائه أو أي شيء يمت الى أسرته”.

    فيكون إنكار نقد ان عبدالماجد بوب كاذب ولماذا يكذب؟

    أما شهادة الخاتم عدلان 28 فبراير 2004م (سودانيز اونلاين) فقد جاءت على النحو التالي:

    “هناك أوراق هي بمثابة الوصية السياسية كتبها عبدالخالق في الأيام الثلاثة التي قضاها بابي روف وسلمها لطه الكد ابن خالته الذي أواه عندما أغلق البعض الباب في وجهه كما قال عبدالخالق لطه.

    -ذات شهادة مجذوب يحيى الذي كان ملازماً لعبدالخالق مع طه والتي نشرت في 5 نوفمبر 2001م:

    طه لم يكن شيوعياً, كان اسلامياً في الحقيقة ولكنه كان معادياً للاخوان المسلمين وكان معادياً للشيوعية, صديقاً للشيوعيين وكان شاعراً وكاتباً. وكان بطلاً من شعر رأسه الى أخمص قدميه. وقد سلمه عبدالخالق الأوراق وطلب منه ألا يقرأها. وعندما سألته بعد ذلك بسنوات هل قرأتها ياطه؟ قال لي: أنا أبوك ياحسين. أنا أحنث القسم. أنا أخون الأمانة؟

    سلم طه هذه الأوراق والتي لابد أنها تتعلق بحركة يوليو الى الأستاذ محمد ابراهيم نقد بعد ترتيبات معقدة وطويلة. ولا أعرف ان كان شخص آخر قد اطلع عليها أم لا.. انني أناشد الأستاذ نقد وقد مر كل هذا الزمان أن يفرج عن هذه الأوراق.. والحقيقة سألت الأستاذ نقد عنها ذات مساء فقال انها موجودة ولم يرد”.

    “فيكون انكار نقد ان الخاتم عدلان كذب مرتين مرة بالنقل عن طه الكد ومرة بالنقل عن نقد ولماذا يكذب” انتهى.

    لم أكن أتوقع تعقيباً من نقد بل كنت اتشوق لتعقيبات من المكلفين كالسر بابو واخوانه وهذا لم يحدث حتى انتقال نقد رحمه الله لكنني فوجئت بعد عشرين شهراً بما كتبه د. عبدالماجد بوب في مارس 2009م بصحيفة الأحداث السودانية والذي يتناقض مع ما كتبه في 19 يوليو 2006م والذي نقله عنه عادل عبدالعاطي في 5 أكتوبر 2006م وكان من بين النقاط التي استندت عليها في الرد على نقد فقمت بالرد على عبدالماجد بوب بصحيفة الأحداث بتاريخ الخميس 2 ابريل 2009م بعنوان:

    لن ننسى (الوصية) هذا ما تورط فيه الدكتور بوب ومما جاء في ذلك الرد:

    “كتب الأستاذ عادل عبدالعاطي في 5/10/2006م

    (اليوم وقعت في يدي شهادة للأستاذ عبدالماجد بوب يؤكد فيها وجود تلك الوصية وأنها وصلت الى قيادة الحزب الشيوعي)

    لكن عبدالماجد بوب في مارس 2009م قال أمراً آخر هو بايجاز:

    ان الحديث عن وثيقة عبدالماجد الأخيرة جد مفتعل وفاقد للمعاني ولا توجد ذرة من الحقيقة في الحديث الذي يشاع. وانه لا توجد وصية وان الترويج للوصية انما هو ترويج لنظرية مؤامرة ضد محمد ابراهيم نقد(!)

    وأفاد عبدالماجد بوب انه (تحدث الى الأشخاص الذين كانوا مع عبدالخالق في اللحظات الأخيرة) ولم يحددهم. ولم يبين الى من تحدث في العام 2009م وللتوثيق فان الذين كانوا مع عبدالخالق:

    -المرحوم طه الكد والأستاذ مجذوب يحيى محمد (من مساء 22 يوليو حتى الحادية عشر صباح 25 يوليو).

    -الأستاذة فائزة ابوبكر (يوم 25 يوليو من بعد الحادية عشر صباحاً الى حوالي التاسعة مساء).

    وهناك من تحدث معهم عبدالخالق لفترة وجيزة ومنهم فضل محمد البلولة وعثمان مصطفى.

    أما بالنسبة لموقف محمد ابراهيم نقد من الوصية السياسية فانه – كالعادة – تأرجح واتخذ له ثلاث صور حتى الآن وهي:

    الأولى: أكد للمرحوم الخاتم عدلان ان الوصية موجودة.

    الثانية: أنكر الوصية جملة وتفصيلاً وأنها مجرد اسطورة.

    الثالثة: (عندما بدأت المعلومات تطفو الى السطح ذكر:

    “ان عبدالخالق لم يكتب شيئاً ولم يكلف طه الكد بحمل أية رسالة لقيادة الحزب كتابة أو شفاهة(!) وان طه سلم كراسة تحتوي على افادة طه عن تلك الأيام التي لازم فيها عبدالخالق بابي روف” ونذكر ان طه لم يكن شيوعياً.

    والسيد عبدالماجد بوب يقول:

    “أن لديه ثقة مطلقة في أن أي حديث قاله طه الكد لنقد أنه قد وصل الى مجموعة كبيرة جداً من الأعضاء. وعلى ذلك نستطيع القول أيضاً أنه يجب أن تكون لديه ثقة مطلقة في أن أي حديث قاله عبدالخالق لطه قد وصل الى مجموعة كبيرة جداً من الأعضاء.

    (شهادة المرحوم الخاتم عدلان 28 فبراير 2004م وموت الخاتم لا يعني موت الشهادة)

    وكتبت في نهاية الرد:

    “انكار محمد ابراهيم نقد وشركاؤه وأحباؤه للحقائق الدامغة ليس جديداً على الستالينيين من كل شاكلة ولون. فالمعلوم ان وصية لينين السياسية استطاع ستالين اخفاءها لعشرات السنين حتى وفاته. ولم يتم الكشف عنها إلا في المؤتمر العشرين 1956م. وترتيبات نقد وشركاؤه اعتمدت على مضي الوقت لاجراء عمليات التصفية لحزب العمال الشيوعي.

    لا ريب أنه من غير المتصور أن لا تكون لوثيقة عبدالخالق الأخيرة علاقة بما حدث في 19 يوليو ومسئوليات العمل القيادي. فمنذ 22 يوليو كان عبدالخالق مدركاً أن اعتقاله يعني موته. فلم يضيع أية دقيقة وظل يكتب وراجع في ذهنه ما كتبه فكانت القصاصات التي كتبها في منزل فائزة. وكانت أمنيته الوحيدة أن يحيا لاسبوع واحد فقط بالطبع لانجاز مهماته.

    وليس بالمستغرب أن يفكر الذين هدفت (الوصية) الى تصحيح جرائمهم في حق الحزب وجود هذه الوثيقة. ويبقى السؤال ماهي مصلحة الدكتور بوب في الانضمام للمنكرين وهو لم يكن في ذلك الوقت عضواً في قيادة الحزب ولا تمسه الوصية أم ان هذه هي البداية في مشروعه لإعادة كتابة تاريخ الحزب انطلاقاص من مواقع عدم الأمانة الأكاديمية” انتهى.

    الحقيقة ان د. عبدالماجد بوب هو المتآمر الكبير ضد تاريخ الحزب, ويبدو أن توثيقاته حسب الطلب (يعني ولا حتى موثق للتاريخ الرسمي!!!) فهو – مثلاً – لم يطلب الاطلاع على (كراسة طه الكد) التي قال نقد انه استلمها وتتضمن يوميات ملازمته لعبدالخالق في الأيام الثلاثة وهو يعلم أهميتها (اذا وجدت) من حيث بيان:

    من كان مع طه خلال الأيام الثلاثة؟ هل تم الاتصال بعثمان مصطفى وفضل محمد البلولة وكيف؟ ماذا كان يفعل عبدالخالق خلال الأيام الثلاثة..؟ الى آخر التفاصيل التي تهم الحزب وتهمه كشيوعي موثق.

    أنظر: جاء في تقرير رسمي

    “تمت مداهمة المنزل حيث اعتقل عبدالخالق محجوب وبتفتيشه عثر على قلم حبر جاف وأوراق ليس لها شيء. ولكن وجدت بعض أوراق ممزقة لم يسهل علينا وعلى خبراء الأدلة الجنائية جمعها”.

    في هذه المرة مزق الشهيد القصاصات الصغيرة جداً وانتقل الى المنزل (الكمين) مصطحباً قلمه وأوراقه.

    وفي الشهادة التي وثقها بوب لأحد أفراد المجموعة التي اعتقلت عبدالخالق جاء أن (الأستاذ عبدالخالق كان يرتدي جلباباً أبيض ويقرأ كتاباً. وعند سماع الضوضاء هب من رقدته وتم اعتقاله بتقييد يديه).

    هل لم يذكر شيئاً عن (التفتيش) وهي أول خطوة قبل الاعتقال في تلك الظروف؟ هل جمع الأوراق الممزقة من الأشياء التي تنسى؟ أم ذكرها ولكن حذفت بتوجيه.

    نتيجة التفتيش: العثور على قلم حبر جاف وأوراق بيضاء لم يكتب عليها شيء. وأوراق ممزقة لقطع صغيرة تم تحويلها لخبراء الأدلة الجنائية.
    Posted on نوفمبر 3, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (11)
    عملية يوليو الكبرى (10)



    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (3)

    ويجعلون أصابعهم في آذانهم..

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]
    عرضت في عملية يوليو (9) صورة الفزع الذي أصاب السلطة المايوية جراء عملية تحرير عبدالخالق من معتقله. وكيف نظرت اليها كمصيبة كبرى تهدد بقاءها.. وتعرفنا على الدور المميز لمعاوية وأحمد سليمان وآخرين من الشيوعيين المايويين بتوظيف خبراتهم ومعلوماتهم لإعادة اعتقال عبدالخالق الذي أطلق عليه “نميري ومعاوية” (المجرم) مع صورة مقابلة لأقلية من الشجعان رفضت بقوة التعاون مع السلطة ضد عبدالخالق والحزب..

    وأهمية بيان هذا الدور تكمن في ارتباطه الوثيق بالبحث عن عبدالخالق بعد 22 يوليو خلال تلك الأيام الثلاثة, عندما توارى عن الأنظار, سواء من قبل المنسلخين أو البقايا التي لم تفصح عن حقيقة موقفها في 1970م بترتيب أو بغيره. ومن هؤلاء من آثر السلامة باعتقال نفسه (!) بمعنى تسليم نفسه للشرطة والابلاغ عن شيوعيته رغم انه غير مطلوب القبض عليه..

    وسلاح أعداء الحزب (الطبقيين) هو سلاح الشيوعيين المايويين الذي يشهرونه في وجه الثوريين: الاعتقال التحفظي والفصل من الخدمة (قوائم معاوية وأحمد سليمان) أو قائمة (ابوعيسى) عندما يعيد فتور العلاقات البريطانية – السودانية لهيمنة الشيوعيين على وزارة الخارجية وهو وزيرها.

    وأهمية بيان هذا الدور لارتباطه الوثيق بما أطلقت عليه قيادة الحزب 1985م استعادة العضوية والتي تتواصل حتى اليوم..

    انكار الواقع.. وخروج الممثلين

    فاروق ابوعيسى من أوائل الذين استعادوا عضويتهم. وقد كتبنا داخل الحزب وقتها بعد الاطلاع على نقده الذاتي 1985م: ان القرار بشأنه هو من حقوق المؤتمر الخامس (انعقد في 2009م) باعتباره عضو لجنة مركزية سابق بنص لائحة الحزب. واستعاد فاروق عضويته بنظرية الانابة التي تقررها المركزية المطلقة بحلول اللجنة المركزية محل مؤتمرات الحزب (1971-2008م) والمصيبة الكبيرة ان اللجنة المركزية التي تحل محل المؤتمر عين بعضها بعضاً أي لم ينتخبها أحد.

    وانتخب المؤتمر الخامس ابوعيسى عضواً باللجنة المركزية. ومن المؤكد انه لم يصعد من أسفل الى أعلا فتكون عضويته في المؤتمر. إما على أساس عضويته السابقة في اللجنة المركزية قبل 1970م أو بسبب الحاقه بأحد المكاتب المركزية أو رشحه المؤتمر متغاضياً عن كيفية اكتسابه عضوية المؤتمر (هل بحث عبدالماجد بوب هذه الحالة؟!).

    وأهمية بيان الأمر لعلاقته الوثيقة بعملية يوليو الكبرى فالذي ينكر الواقع الماثل أمام الجميع لا نعجب اذا أنكر تسليم عبدالخالق أو أنكر استلام رسالته.

    هل يوجد فرق؟

    ماهو الفرق عندما:

    -يقول ابوعيسى (وهو من قيادات الشيوعي) لصحفي أو صحفية انه يفكر أو لا يفكر في قيام حزب جديد.

    -يقول نقد ان عبدالخالق لم يكتب شيئاً. وهذه اسطورة (حول رسالة عبدالخالق الأخيرة للحزب).

    -يقول يوسف حسين (بعد انتقال نقد) استلمنا الرسالة وهي موجهة لقيادة الحزب التي لا ترغب في نشرها على العضوية (بعد أكثر من أربعين سنة) وكأن انكار الوقائع والحقائق الدامغة أصبح من مطلوبات العمل القيادي.

    يوم تحرير الجماهير سجن كوبر

    ان أفظع صور إنكار الواقع الماثل (الجماعية) تمثلت يوم تحرير الجماهير للمعتقلين السياسيين في سجن كوبر يوم 6 ابريل 1985م وكان للحزب قيادات معتقلة, بل متفرغين أو كانوا قبل الاعتقال مختفين (في تجارب أحزاب شيوعية في دول أخرى تنظم الأحزاب عمليات تحرير المعتقلين) فكيف كانت الصورة؟

    -كسرت الجماهير أبواب السجن وامتلأت الساحات والعنابر بالشباب يهتف والنساء يزغردن. ولم يعد يوجد في الواقع لا سجن ولا سجان.

    -القيادات الشيوعية المعتقلة ترفض مغادرة السجن إلا بعد صدور قرار من الحكومة والحكومة سقطت.

    -الشيوعيون من المتظاهرين ومنهم من أشرف وشارك في كسر أبواب السجن (المنطقة الصناعية بحري/ مدينة بحري) يحملون القيادات خارج السجن الى الشارع العام لكنهم يعودون مرة أخرى للسجن الفارغ مما اضطرهم لحملهم قسراً ووضعهم في عربات الى منازلهم.

    ان الشيوعيين الذين أجبروا قياداتهم على (الخروج) لا (الهروب) معظمهم اليوم خارج عضوية الحزب (الثوري) ولن يستعيدوا عضويتهم أبداً اذا رغبوا.. فنتائج العمل السري للمكتب التنظيمي المركزي ومكتب الرقابة المركزي 1970م ظلت قيد النظر حتى اليوم!!

    حملة الرايات دون إفصاح

    نلاحظ أنه مع كل (انقسام) أو (خروج جماعي) يبقى داخل الحزب من يحملون ذات الرايات دون الإفصاح عن أنفسهم فلا ينقسمون ولا يخرجون. لذلك نجد القيادة تركض ليس فقط لتصفية الانقسام بل “ذيوله”.

    فالأفكار التي طرحها عوض عبدالرازق في مؤتمر الحركة السوانية للتحرر الوطني 1951م حسمت وخرج وأقام تنظيماً مستقلاً. رغم ذلك حملت عضوية وقيادات في الحزب أفكاره دون خروجها “راجع النقد الذاتي للتيجاني الطيب حول تجميد العمل الثقافي في الحزب”.

    وأفكار يوسف عبدالمجيد وأحمد شامي ورفاقهم لم تتم مناقشتها في المؤتمر الرابع 1967م رغم اقامتهم “الحزب الشيوعي السوداني – القيادة الثورية” واعتقل يوسف بعد 22 يوليو 1971م وسلاحه في يده. وكثير من ضباط يوليو 1971م من بين عضوية ذلك التنظيم والثابت ان “ابوشيبة” ضم طلاب القيادة الثورية جميعهم للتنظيم العسكري الشيوعي بعد دخولهم الكلية الحربية باستثناء واحد “كمال عبدالله” والذي استمر في خدمة الجيش حتى وصل رتبة مقدم “توفى في حادث حركة رحمه الله” وفي رسالة الملازم عبدالعظيم عوض سرور الى عبدالماجد بوب “يوليو – افادات ووثائق – عبدالماجد بوب”:

    “التحقت بتنظيم الضباط الأحرار في 1966م وأنا طالب بالسنة الأولى بالكلية الحربية وكان أعضاء الخلية الحزبية في الكلية يعاملون كأعضاء في التنظيم وتصلهم أدبياته. وكانت خلايانا كشيوعيين منفصلة عن مجمل التنظيم. الضباط الذين عملوا معي في الخلية المقدم ابوشيبة/ الملازم معاوية سبدرات/ الملازم أحمد جبارة والملازم ميرغني” فانتقلوا من طلاب القيادة الثورية الى طلبة حربيين للحزب الشيوعي والانقلاب العسكري من فصيلة النضال المسلح وهو من أفكار الشيوعيين الأوائل لطرد المستعمر الأجنبي “مذكرات الجزولي سعيد”.

    وعند النظر لانقسام 1970م نجد ان حملة أفكاره كانوا أيضاً في اللجنة المركزية وان الاثني عشر سواء انقسموا أو فصلوا لم يكونوا وحدهم ومن دلالات ذلك:

    -في يوم 25 مايو 1969م عندما اقترح عبدالخالق عدم مشاركة الحزب في حكومة مايو الأولى سقط اقتراحه بالتصويت 23 ضد 7.

    -ذات الاغلبية الكبيرة في اللجنة المركزية رأت ان اعتقال عبدالخالق في ابريل 1970م ليس عملاً موجهاً ضد الحزب “تم تصحيحه في 1996م”!!

    وتمسكوا بالحزب الشيوعي السوداني وأصدروا بيانات بذلك أبرزها البيان المؤيد لاجراءات نوفمبر 1970م وإبعاد أعضاء مجلس قيادة الثورة الثلاثة وكانوا يرتبون لعقد المؤتمر الخامس (!)

    ان الحزب بعد 1970م لم تكن لا عضويته ولا قياداته كلها من الثوريين وحملة الرايات الأخرى في داخله يصولون ويجولون وهو بصورته تلك واجه عملية 19 يوليو الكبرى وأيدت اللجنة المركزية الحركة العسكرية بذات المفردات التي عارضت بها انقلاب مايو 1969م “راجع بياني اللجنة المركزية يوم 25 مايو 69 ويوم 19 يوليو 1971م”.

    وخروج الخاتم عدلان ورفاقه من الحزب بعد التخلي عن الماركسية من حقهم. وحملة أفكار هم داخل الحزب لا يزالون ومن بين كوادره وقيادته, وأشار الخاتم أكثر من مرة لتخلف رفاق اتفقوا معه على الخروج. بل ان نشر مساهمته “آن أوان التغيير” داخل الحزب من مؤشرات أثر الداعمين غير المفصحين.

    والشفيع خضر, التقط الملاحظة فظل ينفي مكرراً انه ليس قائداً لتيار ولا يوجد مثل ذلك التيار, وانه من صنع آخرين والتقاطه للملاحظة يعود لتجربته ومشاركته في تصفية الكثيرين. واستفاد كثيراً من موجات المركزية المطلقة وكان من أدواتها “راجع مقال علاءالدين محمود بهذه الصحيفة: الحزب الشيوعي.. أي التيارات يسعى لتصفيته” لكن المعلوم انه لا الشفيع ولا حملة أفكاره سيقيمون “الحزب الشيوعي السوداني – البديل/ الجديد” ولا الحزب الديمقراطي الواسع (!)

    دواعي الاهتمام الخاص

    الاهتمام الخاص من جانبي لحالة معاوية سورج أساسه انه كان “مسئول المكتب التنظيمي المركزي” قلب الحزب واتحدت أفكاره ورتب خطواته مع محمد أحمد سليمان “مسئول مكتب الرقابة المركزي” رئة الحزب. وكان لهما أثرهما الموثق في عملية يوليو الكبرى كما أوردنا وكما سيرد ويبقى السؤال الهام:

    ماهي آثار حملة أفكارهم في الحزب بعد 22 يوليو 1971م وحتى اليوم؟ بافتراض ان للتآمر أفكار(!)

    ان تآمر المكتبين الخفي أو غير المنظور هو في التصعيد والانزال والمواقع الحزبية.. وكادر العمل السري “خارج رقابة الحزب” وهو ما يحتاج للبحث خاصة عند “فحص الكادر” من “طلب العضوية والمزكين” وحتى المواقف العملية وبالذات “عند التحولات” والمسلك الشخصي.

    فالعامل المشترك بين جميع حملة الرايات عدم صلاحية الحزب وعدم صلاحية أفكاره في السودان وقد ورد في كتاب مجزرة الشجرة 1974م أن ود الزين أخطر الضباط المعتقلين “أنه شاهد العميل معاوية ابراهيم يشهد ضد الشفيع ودكتور مصطفى خوجلي وان العميل معاوية كان قد أرسل برقية تأييد طويلة لهاشم العطا ومجلس الثورة واتفق معهم بشأنها”.

    وأكمل القصة زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر في كتابه “مايو سنوات الخصب والجفاف” عندما كتب:

    “في مرحلة لاحقة اكتشفنا ان معاوية ابراهيم سورج خاف على نفسه وكتب مذكرة لهاشم العطا يؤيد فيها ما حدث ويبارك الثورة “ثورة التصحيح”.

    وصلت هذه المذكرة للمرحوم محمد أحمد الزين “ود الزين” أحد أعضاء مجلس الثورة الشيوعي الذي أعلن عنه إثر انقلاب يوليو 1971م. وعندما سيق محمد أحمد الزين لدروة الاعدام بعد فشل الانقلاب أعطى المذكرة لأحد الجنود الذين كانوا يقودونه, اذ كانت في جيبه فقام الجندي بتسليم المذكرة للرائد مأمون رئيس جهاز أمن الدولة. وقع مأمون في حرج شديد وتردد في اطلاعنا على المذكرة. ولكن من واقع المسئولية التي يفرضها عليه موقعه طرحها على مجلس قيادة الثورة..

    واجهنا معاوية بالأمر فلم ينكر ما فعله وبشجاعة “ود البلد” قال لنا “أنتم لا تعرفون هؤلاء الناس – الشيوعيون – مثلما أعرفهم وأنا جزء أساسي منهم وقد كان لزاماً علي أن أحمي نفسي اذ لم أكن أعلم في أي اتجاه ستتطور الأمور.

    غفرنا لمعاوية هفوته.. وأرسلناه سفيراً في الدول الاسكندنافية ولكنه لم يتوافق ابداً مع ضميره وانتهى نهاية مؤسفة.

    في مرحلة لاحقة.. وتردد مأمون يعني احتفاظ مأمون بالمذكرة لفترة وخلال الفترة: واصل معاوية نشاطه في لجنة البحث عن عبدالخالق بعد 22 يوليو وحتى تسليمه.

    وخلال الفترة: بعث بعض انقساميي 1970م ولا نستبعد دور معاوية هنا في برقية 22 يوليو التي أدانت 19 يوليو ودعت للضرب على الخونة بيد من حديد, فمن المرجح ان تكون البرقية لتبرير المذكرة. وأذيعت البرقية باسم محمد علي المحسي واخوانه. وأوضح محسي ان البرقية أصدرتها المجموعة التي انقسمت على الحزب وان مأمون عوض ابوزيد بحسه الأمني نسب البرقية الى محسي واخوانه “يوليو – اضاءات ووثائق – عبدالماجد بوب”.

    عندما توارى عن الأنظار

    رسالة عبدالخالق الأخيرة للحزب, أو الوصية السياسية التي ترفض قيادة الحزب الافراج عنها لعضوية الحزب على الرغم من انها احتوت على آراء عبدالخالق في قضايا سياسية وحزبية. والأيام الثلاثة التي توارى فيها عن الأنظار حيث لا نستطيع ان نطلق عليها “اختفاء” بالمعنى الحزبي, وارشاد معاوية سورج على “حرس عبدالخالق” أو “أمن السكرتير” وضغوط البوليس والأمن على “أمن السكرتير” وانتزاع معرفة المنزل الذي سيقوم “أمن السكرتير” بنقل السكرتير اليه, والقبض عليه واغتياله هي مسألة واحدة من أجزاء مختلفة.

    وما بين أول شهادة سجلتها ونشرتها بصحيفة الخرطوم يوم 5 نوفمبر 2001م “شهادة مجذوب يحيى محمد العجيمي” الذي كان مع طه الكد ملازمين لعبدالخالق في الأيام الثلاثة” واكتوبر 2016م ظهرت افادات جديدة ووثائق أكدت وقائع واضاءت جوانب كثيرة.

    ولأسباب كثيرة موضوعية فإن التوثيقات التي نشرت في تسعينات القرن الماضي وحتى توثيقات 2001م و2002م اكتفت بالحروف الأولى للأسماء. وهذا سيتم تجاوزه في هذا العرض. وأرجو التنبيه ان جميع التوثيقات التي نشرت لم تكن “فردية” بل كان يحضرها عدد من الشهود ويشاركون في طرح الأسئلة والاستفسارات.

    ولكل ذلك وغيره فان هذا المقال سيشتمل أيضاً على التوثيقات التي مضى عليها وقت طويل أما توثيقات 2007م فقد أخذت صورة التعليقات على حوار ضياءالدين بلال مع محمد ابراهيم نقد في “حكاوي المخابيء” بصحيفة الرأي العام وقد قصدت تضمين وقائع التوثيقات في الرد على نقد ونشرت الصحيفة بعض الردود وامتنعت عن نشر جزء آخر وما نشر كافي فيما يخص موضوعنا الآن.

    ومقال وتوثيق نوفمبر 2001م رد عليه د. عبدالقادر الرفاعي في سبتمبر 2002م بصحيفة الأيام السودانية وقمت بالتعقيب عليه مباشرة واشترك في المناقشة أحد أعضاء الحزب بأبي روف وهذا ما يتضمنه العرض الحالي.

    ووجدت أن بعض قيادات الحزب التي تحدثت عن الرسالة الأخيرة ربطت بينها ومسئوليات العمل القيادي واحتمال ترشيح عبدالخالق لقاسم أمين لتولي مهام السكرتارية وهذا يتطلب عرض انتخاب نقد سكرتيراً مكلفاً حتى انعقاد المؤتمر الخامس والتي نشرت توثيقها لمرتين قبل انتقال نقد والتيجاني بفترة طويلة.






    Posted on نوفمبر 3, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (10)
    عملية يوليو الكبرى (9)



    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (2)

    هذا ما جرى في الضفة الأخرى…

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]
    عرضت في الحلقة السابقة اعتقال عبدالخالق في ابريل 1970م وتوثيق السكرتارية المركزية للحزب الشيوعي في يناير 1996م من حيث معرفتها لنوايا السلطة المايوية لتعطيل دوره القيادي وتصفية دوره الفكري أو تصفيته جسدياً. كما أبرزت الموقف القوي لقيادات الحزب بالخرطوم (المديرية) من خلال بيانها الذي أكدت فيه أن الاعتقال عمل موجه ضد الحزب.. موازياً لبيان مركز الحزب الضعيف بأثر هيمنة الشيوعيين المايويين على اللجنة المركزية والذي (ناشد) السلطة (إعادة النظر) في قرارها..

    وتضمن العرض ظروف اعتقال عبدالخالق في نوفمبر 1970م وتحويل اعتقاله من السجن الحربي الى مصنع الذخيرة وقرار الحزب بتحريره من معتقله وخطة التحرير وتنفيذ الخطة عن طريق العسكريين الشيوعيين وعملية التحرير مساء الاربعاء 29 يونيو 1971م وفشل المركز في توفير أماكن لاختفاء عبدالخالق بعد تحريره مباشرة وحتى يوم 9 يوليو 1971م.

    وفي هذه الحلقة أعرض ما جرى في الضفة الأخرى, ضفة السلطة من بعد عملية التحرير مشيراً الى أن مركز الحزب محيط بهذه الوقائع وغيرها منذ سنين عدداً..

    أول ما جرى

    عقد مجلس قيادة الثورة اجتماعاً طارئاً يوم 30 يونيو 1971م ناقش فيه التقرير المقدم من اللواء خالد حسن عباس وزير الدفاع بخصوص (هروب عبدالخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي المنحل من معسكر الذخيرة بالشجرة) وحضر الاجتماع معاوية ابراهيم سورج (من قيادات الشيوعيين المايويين) فماذا دار في ذلك الاجتماع؟

    خالد: الهروب الكبير

    أفاد خالد حسن عباس الاجتماع بأن عبدالخالق محجوب تمكن من التأثير على بعض الصف والجنود, وعلى رأسهم العريف عثمان عبدالقادر. وتم تهريبه بمساعدة من خارج المعسكر من أفراد الحزب الشيوعي المنحل. ساعدهم في ذلك الغبار الكثيف الذي شهدته العاصمة ليلة الاربعاء 29 يونيو. وان الأمر في غاية الخطورة لما يسببه عبدالخالق من خطر على ثورة مايو. وأعلن عن بداية اجراء تحقيق موسع لمعرفة الظروف التي أحاطت بهذا الهروب الكبير.

    نميري: هذه مصيبة كبيرة

    وقال اللواء جعفر نميري ان ما حدث هو مصيبة كبيرة. وانه يجب تسخير كل امكانيات الدولة للقبض على المجرم (عبدالخالق) وان هذه هي مسئولية قيادة الشرطة التي عليها إحضاره في مدى اسبوع ان لم يكن قد غادر البلاد.

    معاوية: اعتقال الشيوعيين

    أوضح معاوية سورج ان هناك خيوطاً للوصول لهذا المجرم. وانه كان قد طلب عند انعقاد المؤتمر التداولي “في اغسطس 1970م كان انعقاد المؤتمر التداولي للحزب الشيوعي” اعتقال عبدالخالق ولم يتم ذلك. وانه يجب ان تقوم أجهزة الأمن باعتقال الشيوعيين في القائمتين (وضع القائمتين أمام المجلس).

    وأضاف:

    × صداقات عبدالخالق دائماً مع غير الشيوعيين وذكر أسماء منها: عبدالكريم ميرغني ابراهيم جبريل, محمد نور السيد ود. عبدالحليم محمد. وقدم مجموعة أسماء من حزبي الأمة والاتحادي يمكنها إخفاء عبدالخالق.

    × من خلال عضويته بالحزب, فإن الحزب يعد دائماً منازل للاختفاء وانه يمكن الاتصال بالسيد عمر مصطفى المكي (زميل عبدالخالق في الاختفاء) كما يمكن الاستعانة بالسيد عبدالقادر تمساح الكدرو المسئول عن ضباط الصف والجنود والمقرب سابقاً لعبدالخالق محجوب.

    أنظر: الوثيقة رقم A4 بتاريخ 9 يونيو 1971م (قبل ثلاثة اسابيع من اجتماع المجلس وعملية التحرير) من السفارة البريطانية بالخرطوم الى الخارجية البريطانية وادارة شمال افريقيا. ومن ما ورد في الفقرة (8) “ورغم اننا ملزمون بالتعامل مع وزارة الخارجية. فعلاقتنا العملية مع تلك الادارة أبعد ما تكون عن الرضا.. ويرى فاروق ابوعيسى (وزير الخارجية) ومعاوية ابراهيم (وزير العمل) ان النفوذ الشيوعي مهيمن في الوزارة (الخارجية) (وللمرة الثانية هناك اشاعات ان فاروق ابوعيسى سيعفى من الوزارة ويتجه الرهان حالياً الى منصور خالد).

    نعود لاجتماع مجلس قيادة الثورة بعد تلك النظرة الخاطفة خارجه.

    المجلس في هيئة لجنة

    أكد نميري انه يجب على مجلس قيادة الثورة ان يكون في هيئة لجنة لاعتقال عبدالخالق وان اعتقاله هو خدمة لا تقدر بثمن لثورة مايو الاشتراكية.

    تنوير الرأي العام

    تحدث الرائد مأمون عوض ابوزيد (جهاز الأمن القومي) طالباً تنوير الرأي العام بما حدث واقترح ان يتلو البيان السيد زيادة ساتي مدير عام وزارة الداخلية.

    البيان

    أوضح زيادة ساتي ان البيان أمامه الآن. وتلى البيان:

    “جاءنا البيان التالي من وزارة الداخلية

    بهذا نعلن المواطنين الكرام بأن عبدالخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي المنحل قد تمكن من الهروب من معتقله الليلة البارحة بمساعدة العريف عثمان عبدالقادر والذي كان في الليلة المذكورة حكمداراً للمعتقل, والذي اختفى هو ايضاً بعد هروب عبدالخالق. لذا فاننا نهيب بالمواطنين الكرام أن يعاونوا قوات الأمن في البحث عن الهاربين”

    (نشر البيان بجريدة الصحافة أول يوليو 1971م)

    وعقد زيادة ساتي مؤتمراً صحفياً أوضح فيه ان قوات الشركة في جميع أنحاء السودان تقوم بالبحث عن عبدالخالق, كما ان رقابة دقيقة قد فرضت على الموانيء والمطارات.

    لجنة البحث عن عبدالخالق

    شكل جعفر نميري لجنة لاحضار عبدالخالق من السادة:

    1-زيادة ساتي رئيساً

    2-عبدالوهاب ابراهيم مقرراً

    3-خليفة كرار عضواً

    4-كمال ابشر يسن الاستخبارات – عضواً

    5-سيد المبارك جهاز الأمن – عضواً

    6-معاوية ابراهيم عضواً

    وتحولت وزارة الداخلية الى خلية نحل وكان البحث يتم من منزل الى آخر خاصة التي كان يتردد عليها عبدالخالق.

    وعقد مجلس قيادة الثورة جلسة ثانية في اليوم التالي مباشرة 1/7 لمتابعة أمر هروب عبدالخالق والموقف من تنفيذ قرارات الاجتماع الأول.

    عمر مصطفى المكي

    قدم مأمون عوض ابوزيد أولى النتائج للاجتماع باتصاله بالسيد عمر مصطفى المكي وطرح له الموضوع إلا ان عمر رفض من حيث المبدأ الحديث في الموضوع وانه لا يمكن ان يشارك في مثل هذا العمل. وان الانقسام وجهة نظر ومن المستحيل التعاون في هذا الخصوص.

    (عمر مصطفى كان عضواً باللجنة المركزية قبل انقسام 1970 الذي كان من قياداته ونشر كتابه الأول قبل وفاته “الانتخابات والماركسية المفترى عليها” وهناك كتاب آخر من جزئين صدرا بعد انتقاله. وأشيع بعد الانقسام انه عمل بجهاز الأمن. وكان رئيساً لتحرير صحيفة الميدان لسان حال الحزب الشيوعي. ومن المفارقات ان “قوسيار” الصحيفة رفض نشر خبر وفاته بالصحيفة عندما انتقل – الكاتب).

    عبدالقادر عباس تمساح

    وأبلغ أحمد سليمان ان الاجتماع بالنتيجة الثانية وهي ان عبدالقادر رفض التعاون وأوضح انه لا صلة له بجماعة عبدالخالق وانه كان مسئولاً عن الصف والجنود ولكن صلته انقطعت بهذا الأمر ولم يعد يعرف شيئاً.

    انظر: قوائم معاوية وأحمد سليمان

    في هذا الاجتماع قدم معاوية سورج وأحمد سليمان قوائم لمنازل وهي لم تعد بالاشتراك بل قدم كل منهما قائمة بالمنازل التي يمكن ان يختفي فيها عبدالخالق فمن نتائج البحث انه تم تفتيش أكثر من ستين منزلاً دون الوصول الى نتيجة.

    أنظر: تايني رولاند

    الوثيقة رقم (20) بتاريخ 7 يوليو 1971م من القائم بالأعمال في الخرطوم الى الخارجية البريطانية وادارة شمال افريقيا “جزء مما تضمنته الفقرتين 2 و3″:

    (2)”الاجراءات الجديدة تكشف ان الحكومة تسعى (كما) أوضح السفير في رسالته بتاريخ 31 مايو 1971م لاحكام سيطرتها على مراكز المعارضة المتوقعة – تلقائياً – كانت هناك اعتقالات عديدة للشيوعيين وسمع وزير الارشاد القومي وهو يقول ان 45 من عدد اجمالي فوق المائة من ناس مطلوبين قد تم اعتقالهم”.

    “فيما أحاط نميري مستر رولاند المدير التنفيذي لشركة لونرو ان مئتين قد تم اعتقالهم ولم تعرف أسماء كل هؤلاء, ولكن معظمهم بالتقدير مسئولون حزبيون سياسيون وعمال”.

    وأضاف القائم بالأعمال:

    “ويبدو ان نميري ومما قاله لرولاند شقوفا بالتأكيد للغرب انه يعني ما يقول في ما يختص بالتعامل مع الشيوعيين”.

    (3)”على النهاية الأخرى من الخط تمت احالة ستة من كبار ضباط الجيش للمعاش بزعم عدم الكفاءة. وكل هؤلاء رجال في رتب أعلى من أعضاء مجلس قيادة الثورة وقت قيام الثورة.

    ومن المدهش ان من بين هؤلاء الضباط قائد الجنوب اللواء مبارك رحمة الذي ترك انطباعاً جيداً على كل من قابله. ومن الواضحين بشأن مشكلة الجنوب. وبقدر المعروف عنهم فجميع هؤلاء الضباط يمينيون أو محايدون وبذلك تبدو الاعفاءات بهدف ازالة كل بؤر السخط واحلال ضباط شباب اكثر تحفزاً سياسياً مكانهم.

    الفشل لا يمنع مواصلة البحث

    واصلت قيادة الدولة السودانية متابعة البحث عن عبدالخالق بعد خروجه من معتقله بمعسكر الذخيرة بالخرطوم. وكان اجتماع مجلس قيادة الثورة يوم 14 يوليو 1971م والذي حضره أعضاء لجنة التحقيق هو آخر الاجتماعات قبل عملية 19 يوليو الكبرى وبالطبع كان موضوع الاجتماع الوحيد التعرف على سير التحقيق ونتائجه.

    وقدم الرائد/ ابوالقاسم هاشم وزير الداخلية تقريراً أوضح فيه:

    1-ان اللجان المشتركة من الشرطة والمباحث والأمن القومي والاستخبارات العسكرية وآخرين بذلت جهوداً مكثفة خلال الفترة الماضية للعثور على عبدالخالق.

    2-تم تمشيط أحياء بأكملها: الخرطوم (3) بري, الحلفايا, وبانت وكان التفتيش دقيقاً رغم ذلك لم يتم العثور على المطلوب ولا أعضاء اللجنة المركزية الذين اختفوا.

    3-جملة المنازل والمكاتب التي جرى تفتيشها بلغت خمسة وسبعين موقعاً, قدمت شيوعيين أو غيرهم شملت منازل زعماء أحزاب وسياسيين وأصدقاء لعبدالخالق.

    وختم حديثه بأن فشل كل تلك الجهود لا يمنع من مواصلة البحث حتى الوصول الى عبدالخالق.

    نميري ومعاوية

    أوضح الرائد مأمون عوض ابوزيد بأنه قام بتكرار المحاولة مع عمر مصطفى وعبدالقادر تمساح وامتنعا عن التعاون.

    معاوية: سيادة الرئيس, عبدالقادر لديه اتصالات مع عبدالخالق, وأعلم ان عبدالخالق يريد إعادته للحزب بأي طريقة.

    نميري: وما دورك أنت يامعاوية. أنت تعرف مكان اختفاء الشيوعيين ومنازل الاختفاء. أنزل أنت للمعركة وآت لنا بعبدالخالق.

    معاوية: منازل الاختفاء التي أعرفها أرشدت اليها. كما ان الشيوعيين الموالين لمايو لم يقصروا وقدموا ما يعرفون من كوادر قيادية ووسيطة ولا زلنا نبحث ولا زلنا نبحث.

    التطهير والفصل من الخدمة

    تحدث اللواء عبدالوهاب ابراهيم عن ضرورة اعتقال النشطاء وهم بالعشرات لتضييق الخناق على عبدالخالق كما أنه من المهم تجفيف مالية الحزب حيث أوضح الأخوين معاوية وأحمد سليمان ان هناك ممولين للحزب. واقترح اتخاذ اجراءات لحجز اموالهم وممتلكاتهم مثل حامد الأنصاري والمسئول المالي للحزب فوراً.

    (وافق نميري ووجه الرائد مأمون باتخاذ الاجراءات اللازمة)

    وذكر أحمد سليمان ان عدم تطهير في اجهزة الدولة خطأ كبير ويجب ان يشمل الموالين لعبدالخالق.

    المكان الطبيعي للاحتجاز هو السجن

    ذكر السيد زيادة ساتي انه سبق ان أوضح لوزير الداخلية السابق ان المكان الطبيعي للاحتجاز هو السجن لا حراسات الأمن وثكنات القوات المسلحة. وأبلغ أن أحد أشقاء عبدالخالق حضر اليه معبراً عن قلقه وشعوره بالخوف على مصير شقيقه من الاغتيال بالسم أو محاولة نقله خارج الخرطوم وانه رد عليه ساتي ان عبدالخالق في حراسة القوات المسلحة وسأله شقيق عبدالخالق: هل الحراسة مسئولية القوات المسلحة أم الشرطة؟ وجدد ساتي طلبه بتحويل كل المعتقلين الى السجون دون ان يمنع ذلك التحقيق معهم في أي مكان. وأنه اذا كان عبدالخالق بسجن كوبر كان الأمر سيكون مختلفاً, وما كانت ستكون هناك حاجة لكل ما جرى.

    توجيهات نميري:

    1-على الرائد/ مأمون ارسال كل المعتقلين الى السجن وعدم إبقاء أي أحد في حراسات الأمن.

    2-اعتقال الكوادر الوسيطة والقاعدية للحزب الشيوعي.

    3-على جهاز الأمن إعداد كشوفات بالعاملين الشيوعيين ورفع قوائم بهم الى مجلس قيادة الثورة.

    4-يجب ألا يقتصر البحث على الخرطوم وان يوضع في الحسبان امكانية هروب عبدالخالق عبر الحدود الشرقية لخارج السودان.

    ومن فوائد التوثيق

    ان انقسام 1970م الكبير شاركت السلطة المايوية في تنظيمه ووظفت نتائجه لترسيخ سلطتها, وإلا لما طلب معاوية اعتقال عبدالخالق قبل المؤتمر التداولي للحزب الشيوعي في اغسطس 1970م وهناك وقائع ممتدة منذ يوم 25 مايو 1969م تشير الى ذلك سنأتي اليها لاحقاً.

    وأهم النتائج أن (مشروع تصفية الحزب) قد يتخذ له غطاء (فكرياً) هدف تعميق التصفية وكان الغطاء الفكري وقتها مؤثراً عند النظر لموقف (الشيوعية الدولية) والاتحاد السوفيتي (السابق) وحزبه المهيمن من القضايا الوطنية في الدول النامية (دول العالم الثالث) وبالذات ما يتعلق بالسلطة السياسية واستقلالية الأحزاب الشيوعية الوطنية.

    وفي السودان دعمت الشيوعية الدولية السلطة المايوية. وكان للاتحاد السوفيتي السابق أثره الفكري في الخلافات في الحزب الشيوعي السوداني. وموضوع العوامل الخارجية في خلافات الحزب هو موضوع يجب التوثيق فيه والتعلم منه. والوقائع أكدت ان اتجاه نميري نحو الغرب لم يكن بأثر عملية يوليو الكبرى, بل قبل ذلك بكثير وجاءت العملية لتقوية الاتجاه.

    وعلى الرغم من ان معظم الشيوعيين المايويين أخذوا مواقعهم في أجهزة الدولة ومنها الأجهزة الأمنية وعملوا باخلاص على ضرب رفاقهم القدامى إلا اننا نلاحظ:

    -قيادات وكوادر انقسمت بسبب مسائل فكرية وكانت صادقة وأما الاغلبية فهم من المتآمرين.

    -وان القيادات الشرطية والأمنية في ذلك الوقت تحديداً أدت واجباتها بمهنية واستقامة وهو ما في علمنا حتى الآن ويستطيع الأستاذ عبدالقادر عباس تأكيد أو نفى هذه النتيجة في ذلك الوقت.

    ونواصل في الحلقة (10) محاولات عبدالخالق للتوارى عن الأنظار لاستكمال واجباته القيادية فيما عبر عن (التدوين) للحزب.. والقبض عليه ثم ننظر الى ما جرى في الضفة الأخرى.




    Posted on نوفمبر 3, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (9)
    عملية يوليو الكبرى (8)



    الفصل الأخير في حياة القائد الوطني (1)

    ظروف اعتقال نوفمبر.. وخطة التحرير

    عرض/ محمد علي خوجلي [email protected]
    “لم نمنع اعتقال عبدالخالق وبكل السبل وقد كان ذلك ممكناً في تلك الظروف سياسياً وجماهيرياً ولو أدى ذلك الى مواجهة مع السلطة فضلاً عن امكانية اخفائه. فنوايا السلطة لتعطيل دوره القيادي معروفة لدينا منذ اعتقاله الأول في ابريل 1970م سواء بتوجيه ضربات للحزب في شخص عبدالخالق أو تصفية دوره السياسي والفكري أو تصفيته جسدياً. كان منع اعتقال عبدالخالق في ذلك اليوم على الأقل ضرورياً ولازماً” (تقرير قيادة الحزب الشيوعي يناير 1996م).

    وهذا التقرير أغفل كل الفترة قبل 16 نوفمبر 1970م لذلك لم يتعرض للاعتقال الأول في ابريل 1970م (من قرارات المؤتمر الخامس استكمال تقرير يوليو) خاصة وان محاولات تعطيل الدور القيادي بدأت منذ 1965م وتوالت من بعد 25 مايو 1969م (الاعتقال, الابعاد من القيادة, النفي وحتى الاغتيال).

    والسهام وجهت أيضاً نحو الحزب كما عبدالخالق: محاولات تذويب الحزب, واعتقالات الشيوعيين وفصلهم من الخدمة وحتى الانقسام الكبير.

    أنظر الى الشيوعيين المايويين

    أوردت صحيفة الأيام السودانية بتاريخ 25 يوليو 1971م تصريحاً لجعفر نميري (الرئيس القائد) في مقابلة اذاعية يوم 24 يوليو “بأن أحمد سليمان ومعاوية سورج وفاروق ابوعيسى كانوا في الحزب الشيوعي قبل ثورة 25 مايو, إلا أنهم انسلخوا منه بعد الثورة وأصبحوا مايويين”.

    وذات واقعة الانسلاخ والتحول سجلها فؤاد مطر في كتابه (الحزب الشيوعي نحروه أم انتحر) وان نميري ذكرها للصحفيين المرافقين لنائب الرئيس المصري حسين الشافعي عنذ استقبال نميري له.

    أنظر: العروض التي رفضها عبدالخالق

    قال فاروق أبوعيسى في مقابلة صحفية حاول نفيها بعد ذلك:

    ان النميري عرض باسم مجلس قيادة الثورة على عبدالخالق خلال لقاء بينهما شهده معظم أعضاء اللجنة المركزية أن يقبل الحزب واحداً من ثلاث عروض:

    الأول: أن يغير الاسم بحيث لا تبقى كلمة “شيوعي” فتستفز كل القوى اليمينية والمحافظة والطائفية دفعة واحدة. فاذا ما اتخذ الحزب اسماً جديداً أعطى ترخيصاً برغم أن ذلك استثناء مكشوف.

    الثاني: أن يتحول من حزب طليعي الى حزب جماهيري فيفتح أبوابه لكل العناصر التقدمية وعندها ينتسب اليه كل أعضاء مجلس قيادة الثورة, ويصبح هو نفسه التنظيم الشعبي للثورة. وفي هذه الحال يمكن أن يكون الحزب الأصلي بمثابة القلب والمحرك لهذا التنظيم.

    الثالث: أن يتغير اسم الحزب فيرخص لنا بالعمل العلني ويكون رأينا هو الأساسي في كيفية قيام الجبهة الوطنية الديمقراطية التي تغدو من ثم وعاء التنظيم الشعبي العتيد.

    ورفض عبدالخالق محجوب – والكلام لا يزال لفاروق ابوعيسى – هذه العروض برغم ان أكثرية أعضاء اللجنة المركزية قالوا بقبولها “الحزب الشيوعي نحروه أم انتحر – فؤاد مطر”.

    قيادة المديرية: الاعتقال عمل موجه ضد الحزب

    صحيح ان نوايا السلطة المايوية معروفة للحزب منذ اعتقال ابريل 1970م كما جاء في تقرير القيادة 1996م, لكن موقف أغلبية اللجنة المركزية كان مع الاعتقال “الإبعاد من القيادة” وكان الحزب في الحقيقة حزبان, وتيار عبدالخالق أقلية. والمعلوم:

    × اجتمعت اللجنة المركزية في اليوم الثاني بعد الاعتقال. وفي ذلك الاجتماع أفصح أحمد سليمان ومحاسن عبدالعال “قدمت طلباً لاستعادة عضويتها قبل المؤتمر السادس”: ان اعتقال عبدالخالق أسبابه “شخصية” ولا علاقة له بالحزب. ليس ذلك فحسب بل هددوا بعدم الالتزام بأية قرارات تصدرها اللجنة المركزية بهذا الخصوص كإصدار بيان يهاجم السلطة.

    وبالفعل اكتفت اللجنة المركزية ببيان “تناشد” فيه السلطة “إعادة النظر” في قرارها.

    × استفز بيان المركز الضعيف الشيوعيين, فتصدت قيادات الحزب بالخرطوم “المديرية” للقيام بالخطوة السليمة وأصدرت بياناً آخر أكدت فيه “ان اعتقال عبدالخالق عمل موجه ضد الحزب, وانه رد فعل لمذكرة الحزب لمجلس قيادة الثورة حول الجزيرة أبا “18 مارس 1970م” وان اعتقال عبدالخالق يكشف التطور الجديد لاساليب المخابرات كما يكشف غفلة الحزب “قيادة الحزب” تجاهلها.

    ومعروف ان الاعتقال تزامن مع قرارات السلطة بحل اتحاد الشباب السوداني والاتحاد النسائي السوداني.

    اعتقال نوفمبر 1970م

    ملاحظة قيادة الحزب في مقدمة المقال تقود مباشرة للتعرف على الوضع الحقيقي للعمل القيادي وضعف قدراته وامكانياته في تأمين السكرتير العام قبل الاعتقال أو منع الاعتقال “ولاحقاً الفشل في تأمينه بعد تحريره من الاعتقال وحمايته من بعد 22 يوليو”.

    ومن أسباب الضعف الآثار السالبة المؤثرة لانقسام الكادر قبل حوالي ثلاثة شهور من هجمة السلطة على الحزب والتي كان من خلفها عدد من قيادات الانقسام في المناصب الكبيرة في الدولة. اضافة لأثر الكوادر التي توجهت للعمل بأجهزة الأمن. وهي بالاضافة الى ما قدمته من تدريب ورفع لقدرات الجهاز “الدراسات والمحاضرات” فإنها خرجت ومعها أسرار الحزب ومنها أدوات عمله السري ومنازل العمل السري لدرجة أن أكبر المصاعب التي واجهت الحزب في تنفيذ خطة تحرير عبدالخالق من معتقله, المنازل التي يتم اخفاءه فيها بعد التحرير.

    وتزامن الاعتقال الأخير مع اعتقالات للشيوعيين “جماعة عبدالخالق” وإبعاد بابكر النور وهاشم العطا وفاروق حمد الله من مجلس قيادة الثورة بحجة تسريب أسرار وتفاصيل اجتماعات المجلس للحزب. وقد تكشفت لجهاز الأمن القومي بعد حوالي عام الحقيقة وهي ان مضابط اجتماعات المجلس كانت تتسرب عن طريقين:

    الأول: بواسطة شابين كانا مكلفين بتسجيل وقائع الاجتماعات وحفظها في الأمانة العامة التي كان يتولاها المقدم صلاح عبدالعال مبروك. وعين النميري الشابين بنفسه لهذه المهمة لثقته فيهما وبحكم صلات القربى التي تربطه بهما “اعفاءهما نميري بسبب ذلك وعينهما ضابطين في جهاز الأمن القومي”.

    الثاني: عن طريق رجال نميري في مجلس الثورة خلال جلساتهم الخاصة مع وزراء الحكومة وغيرهم.

    راجع: كتبت مقالاً بصحيفة الأيام السودانية بتاريخ 10 اغسطس 2008م مشيراً لمصدر المعلومات في كتاب “الامام والروليت” ص 44 وناشدت صلاح عبدالعال ومأمون عوض ابوزيد اثبات الحقيقة (!) وان مستندات جهاز الأمن القومي المتحفظ عليها تفيد في هذا الأمر. ولم يعلق أحد “2008-2016م”.

    من السجن الحربي الى مصنع الذخيرة

    وصفت قيادة الحزب في تقرير مشروع تقييم 19 يوليو الاعتقال الأخير كالآتي:

    “اقتيد عبدالخالق الى القيادة العامة وهناك وجد نفسه أمام اجتماع لمجلس الثورة أشبه بالمحكمة العسكرية برئاسة نميري الذي وجه لعبدالخالق قائمة اتهامات شملت: معارضة ثورة مايو ووضع العراقيل في طريقها قبل وبعد انتصارها, معارضة ضرب الجزيرة أبا, معارضة التأميم والمصادرة, معارضة ميثاق طرابلس.. الى آخره وأبلغ نميري عبدالخالق بقرار مجلس الثورة باعتقاله وقال له: انك لن ترى الشمس بعد اليوم.

    ثم طلب مأمون عوض ابوزيد من عبدالخالق أن يكشف لمجلس الثورة ما لديه من معلومات عن مؤسسات وممتلكات الحزب. فزجره عبدالخالق بالقول: يسهل على لساني أن يقطع من أن يكشف أسرار الحزب. وبدأ ابوالقاسم محمد ابراهيم حديثاً سوقياً مبتذلاً تجاهله عبدالخالق.

    وضع عبدالخالق في السجن الحربي القديم المهجور, مكان قصر الشباب والأطفال الحالي, وفي اليوم التالي لاعتقاله أصيب بنزلة حادة وساءت صحته فزاره النقيب طبيب عبدالرحمن الدرديري وأسعفه ببعض الأدوية وطلب نقله فوراً للمستشفى. وعندما رفض طلبه أصر على نقله لأي مكان آخر تتوفر فيه ظروف صحية. وهدد بنشر حقيقة حالة عبدالخالق ومكان اعتقاله للناس.

    وعلى اثر ذلك نقل عبدالخالق الى الحبس الانفرادي بمصنع الذخيرة, ومنعت عنه الزيارة والصحف والكتب والمذياع. وصدرت الأوامر لجنود الحراسة بعدم التحدث معه.

    خطة تحرير عبدالخالق

    عملية تحرير عبدالخالق كانت بقرار من الحزب. وخلال الفترة مارس يونيو 1971م عقد مركز الحزب أربعة اجتماعات معن العسكريين الشيوعيين والتي لم تتطرق بحسب قيادة الحزب أبداً لتحرك عسكري للشيوعيين ويتخلص موجز موضوعات الاجتماع في الآتي:

    1-تقديرات العسكريين عن الخطر على حياة عبدالخالق بعد خطاب نميري في 12 فبراير 1971م “في هذا الخطاب أعلن نميري الحرب على الشيوعيين واتهمهم بممارسة أبشع أنواع التخريب والتصدي لمعارضة أي هدف نبيل, وتوزيع المنشورات المعادية ومحاولة تصوير الوضع في السودان بأنه مختل ودعا الى تحطيم كل سوداني ينتمي الى الحزب الشيوعي” وكان آخر منشور أصدره الحزب قبل خطاب نميري هو الذي ندد فيه بزيارة رئيس زائير الديكتاتور “موبوتو”.

    2-اتساع نشاط المجموعات اليمينية داخل الجيش.

    3-خطورة ترك عبدالخالق “ابريل 1971م” تحت رحمة نميري. وأحاط الحزب العسكريين بمواصلته خطواته لتحرير عبدالخالق, وان هذه المهمة يتولاها الحزب ولا داعي لتدخل العسكريين فيها.

    4-وصول معلومات لمركز الحزب “يونيو 1971م” ان جهاز الأمن القومي والاستخبارات العسكرية يفرضان رقابة لصيقة على هاشم العطا ومجموعته. ومعلومات العسكريين أن نميري ومجلس الثورة يشتبهان أن الحزب قد تمكن من خلق صلة مع عبدالخالق في معتقله. وبدأ التفكير في ترحيله الى مكان آخر. وكان تقدير العسكريين ان مكان الاعتقال قد يكون في جهة نائية أو في الجنوب تمهيداً لتصفيته. واقترحوا على الحزب “الاسراع بتهريبه”.

    في أواخر يونيو 1971م كان العقيد فاروق عكود يتولى قيادة سلاح الذخيرة إنابة عن العقيد اورتشي الذي كان خارج البلاد. وكان النقيب “وقتها” اسحق ابراهيم عمر ضابط استخبارات السلاح وهو المكلف بالاشراف على حراسة عبدالخالق وكانت أوامره الدائمة هي:

    -عدم التحدث مع المعتقل ومن يخالف الأمر يعرض نفسه لعقوبة صارمة.

    -ان طلب المعتقل شيئاً لا ينفذ بواسطة الحرس أمام بابه, بل يستدعى الأخير الحكمدار الذي يقوم بدوره باخبار الضابط النبطشي وهو المسئول عن تلبية طلبات المعتقل.

    -تلاوة الاوامر على الوردية المسائية يومياً. وعند التلاوة تتم قسمة الحرس الى قسمين أربعة لكل قسم.

    -يحظر جمع كل القوة لتلاوة الأوامر وعند المخالفة يحاسب الحكمدار المسئول.

    -تتكون الوردية من ستة عساكر مسئول عنهم عريف ثم الضابط النبطشي.

    خطة التحرير

    1-طلب عبدالمجيد النور شكاك “المسئول المركزي عن تنظيم الصف والجنود, والذي استلم الاشراف على مصنع الذخيرة من عبدالقادر عباس تمساح قبل انقلاب مايو 1969م” من العريف عثمان الكودة “مسئول الحزب بالذخيرة والذي التحق بالحزب في 1966م وصلة التنظيم بالحزب” التحضير لاجتماع طاريء.

    2-انعقد الاجتماع في يونيو 1971م لعدد من تنظيم الحزب بالذخيرة. ونقل شكاك للاجتماع قرار الحزب باخراج الزميل كرار “الاسم الحركي لعبدالخالق” من المعتقل وعلى تنظيم الحزب بالذخيرة دراسة الخطة وتكليف الزملاء الذين يقع عليهم الاختيار واخطار الحزب قبل البداية.

    وحضر الاجتماع الى جانب شكاك عبدالجليل عثمان “ابوالرجال” من مكتب أمن الحزب “عضو اللجنة المركزية بالمؤتمر السادس” بالاضافة الى صديق احمد علي, فرح ابوزيد, بشرى يحيى, عثمان علي طه والطاهر ابوالقاسم من الذخيرة “عثمان الكودة مؤامرة 19 يوليو الفاشلة ص 44”.

    3-وضع تنظيم الحزب بالذخيرة بحسب موجهات المركز شروطاً محددة يجب توافرها لمنفذ العملية وكان بالتنظيم أكثر من شخص بالمواصفات المطلوبة وتم تحديد المكلفين بالتنفيذ وهم:

    1/ العريف/ عثمان الكودة “مسئول التنسيق والصلة”.

    2/ العريف/ عثمان محمد عبدالقادر “حكمدار الحراسة المسئول عن ترتيبات خروج عبدالخالق”.

    3/ رقيب أول/ الطاهر ابوالقاسم “المسئول التنظيمي للحزب بالذخيرة ومهمته استقبال عبدالخالق خارج المصنع وتوصيله للسيارة بكلمة السر عمرو بن العاص”.

    4-تحديد ساعة الصفر العاشرة مساء الاربعاء 29 يونيو 1971م.

    5-انعقدت على ذلك عدة اجتماعات “الكودة/ عثمان عبدالقادر/ شكاك” ناقشت امكانيات نجاح وفشل المحاولة ووضع الترتيبات والتأمين حتى الاتفاق على التنفيذ ساعة الصفر.

    6-وفي يوم 29 يونيو وقبل وقت وجيز من التنفيذ:

    1/ استلم الكودة مذكرة من شكاك الى عبدالخالق ومعها مبلغ ثلاثة جنيهات.

    2/ جاء عبدالخالق بكمية من القصاصات الصغيرة والأوراق وكتيبات صغيرة بالانجليزية من داخل الحمام وطلب من الكودة إبادتها. وتم ذلك.

    “المعروف ان الشهيد عبدالخالق كتب وثيقة “حول البرنامج” داخل معتقله في الذخيرة”.

    7-بعد اكتمال العملية, ركب عبدالخالق عربة مع هاشم العطا ذهبت به الى القصر الجمهوري وركب عثمان محمد عبدالقادر العربة الأخرى التي كان يقودها مقدم/م محجوب ابراهيم ذهبت به الى منزل بالخرطوم “3” وكانت هناك عربة تقف أمام الباب فنزل عثمان عبدالقادر وانتقل الى العربة الأخرى والتي كان يقودها حسن قطان وذهبت به الى الدويم.

    “معلوم ان هاشم ومحجوب مبعدان من الجيش”.

    8-تم اكتشاف خروج عبدالخالق في الخامسة صباح يوم الخميس 30 يونيو 1971م.

    قرار الحزب نفذه العسكريون

    1-“في 29 يونيو 1971م تم تهريب عبدالخالق من معتقله في مصنع الذخيرة في الخرطوم وكانت عملية جسورة دبرها العسكريون الشيوعيون” (تقرير قيادة الحزب 1996م). و”أحاط الحزب العسكريين بمواصلته خطواته لتحرير عبدالخالق, وان هذه المهمة يتولاها الحزب ولا داعي لتدخل العسكريين فيها” (تقرير قيادة الحزب المذكور) وقرار الحزب يتحمل الحزب مسئوليته ومن ذلك تأمين السكرتير بعد تحريره.

    2-الرائد م/ عبدالله ابراهيم الصافي “كتاب شهادتي للتاريخ” سلط ضوءاً عندما كتب (علمت من الزملاء فيما بعد أن عبدالخالق أرسل ثلاث رسائل خلال شهرين الى الحزب يقترح فيها اتخاذ خطوات عملية لتحريره من معتقله. وجاء رد قيادة الحزب انه لا تتوافر الامكانيات لتأمين مكان لاختفائه في حالة تحريره من الاعتقال.. لكن العسكريين الشيوعيين بادروا وأبدوا استعدادهم للمشاركة في خطة التحرير مع توفير مكان آمن لاختفائه. واعتمدت الخطة على مقدم/ م محجوب ابراهيم الضابط السابق بسلاح الذخيرة وعلى عضوية الحزب من الصف والجنود التي كانت كبيرة في مصنع الذخيرة).

    3-انتقل عبدالخالق من منزل ابوشيبة الى مكان اختفائه يوم 9 يوليو 1971م.

    ان الصف والجنود أحبوا عبدالخالق وكانوا يحرصون على نوبة الحراسة التي أطلقوا عليها “المحاضرة” كما أطلقوا على المعتقل “الأستاذ”.

    فماذا جرى في الضفة الأخرى؟

    اشارة

    من التعليقات على عملية يوليو الكبرى (7) أفادني ضابط شرطة متقاعد, ان هناك ضباط صغار من القوات المسلحة, ضمن ضباط 19 يوليو لم يقدموا لمحاكم الشجرة بل تقرر محاكمتهم جنائياً “بلاغات بالقانون الجنائي م/96 وغيرها” وكانوا تحت حراسة الشرطة “ملازم/ متوكل محمد الحسن خشم الموس نموذجاً” ولكن لم يتم تقديمهم لمحاكم وأحيلوا دون الطرد من الخدمة والتجريد من الرتبة. ونواصل البحث معاً لاستكمال التوثيق بشأن أسباب وطبيعة المحاكمات أو عقد العزم عليها خارج معسكر الشجرة.

    المراجع

    1-تقرير السكرتارية المركزية 1996م.

    2-تقرير لجنة التحقيق “علوب” جزئي في أحداث 19 يوليو.

    3-محمد سعيد القدال – تداعيات تاريخية.

    4-عثمان الكودة – كتاب الحزب الشيوعي ومؤامرة 19 يوليو الفاشلة.

    5-فؤاد مطر – الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر؟

    6-عثمان محمد عبدالقادر – جريدة الصحافة بتاريخ 22 يوليو 2004م.




    Posted on نوفمبر 3, 2016Leave a comment on عملية يوليو الكبرى (8)
    TEXT WIDGET

    This is a text widget. The Text Widget allows you to add text or HTML to your sidebar. You can use a text widget to display text, links, images, HTML, or a combination of these. Edit them in the Widget section of the Customizer.
    البحث عن:
    بحث …
    بحث
    Home
    About
    Contact
    Twitter
    Facebook
    Google+
    GitHub
    WordPress.com
    إصلاح الخطأ أنشئ موقعاً أو مدونة مجانية على ووردبريس دوت كوم..
    تابع
    :)
                  

05-06-2017, 05:47 PM

sadig mirghani

تاريخ التسجيل: 03-03-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحسادة في السياسة السودانية (( مدخل لفهم � (Re: sadig mirghani)

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de