مُلاحظة أوليَّة: المرأة المُسلمة تُناضل في الدُّول الإسلاميَّة لإثبات أنَّ الحجاب ليس فريضة دينيَّة، وأنَّه خاضعٌ لحُكم العادات والتَّقاليد لكل بلد، وذات المرأة المُسلمة نفسها تُناضل في الدُّول الغربيَّة ضد قوانين منع الحجاب بحجَّة احترام حريَّة الأديان والاعتقاد (!)
هذه الشيزوفرينيا الإسلاميَّة مُرهقة جدًا؛ فمُكافحة الحجاب في الدُّول الإسلامية لا تتعارض -بالنسبة إليهم- مع حريَّة الدين والاعتقاد، لأنَّ القول بفرضيَّة الحجاب لديهم هي من ابتداع السَّلفية والوهابيَّة والمُتشددين، ولهذا فرفض فرضيَّة الحجاب واعتبارها جزءًا من الإسلام هو نوعٌ من الاستنارة، وتجديد الخطاب الديني، وقراءةٌ مُعاصرةٌ للنُصوص الإسلاميَّة. في حين أنَّ الحجاب (فجأةً) يُصبح رمزًا دينيًا يجب المُحافظة عليه في الغرب احترامًا لحرية الأديان التي تزعمها بلدان الغرب.
02-13-2017, 08:32 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
مبدئيًا وبعيدًا عن الأديان والتعاليم الدينيَّة، دعونا نطرحين سؤالين هامين جدًا: 1) هل اللباس مسألةٌ شخصيَّةٌ أم لا؟ 2) هل الإنسان حرٌ في الاعتقاد والتَّدين، واللااعتقاد واللاتدين؟ إجابة السُّؤالين أعلاه هي: (نعم) بشكلٍ قاطعٍ ولا لبس فيه.
حسنًا، كانت تلك الخطوة المبدئيَّة الأولى. والآن دعونا نطرح السؤالين التَّاليين، أيضًا من وجهة النَّظر الإنسانيَّة والحريَّات: 1) هل نقد الأديان يتعارض مع حريَّة الأديان والتَّدين؟ 2) هل نقد اللباس أو لباسٍ بعينه يتعارض مع حريَّة الإنسان في اللباس؟ إجابة السُّؤالين أعلاه هي: (لا) بشكلٍ قاطعٍ ولا لبس فيه.
02-13-2017, 08:36 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أعتقد أنَّنا لو استطعنا فهم النقطتين الواردتين أعلاه، فإنَّه بإمكاننا وضع أساسياتٍ سليمةٍ للنقاش حول مسألة الحجاب وعلاقته بالحريَّات، ولكن وحتى تستقيم المُعادلة، فإنَّه يجب علينا أن نضع طرف المُعادلة الآخر. وحيث كان طرف المُعادلة الأول هو (الكلام بعيدًا عن الأديان والتَّعاليم الدينيَّة) فإنَّ الطرف الآخر من هذه المُعادلة هو (الكلام من واقع التَّعاليم الدينيَّة)، ولهذا يجب إعادة طرح ذات الأسئلة أعلاه من داخل المنظومة الدينيَّة:
1) هل لباس المرأة في الإسلام حريَّة شخصيَّة؟ 2) هل الإسلام يُتيح حريَّة ترك الإسلام؟
إجابة السُّؤال الأوَّل هي: (لا)، لأنَّ النَّص الديني حدد لباسًا مُعينًا للمرأة (بصرف النَّظر عن مُواصفاته الآن)، المُهم هنا أنَّ النَّص الديني تدخَّل في تحديد شكل ومواصفات اللبس للمرأة، وطالما هنالك مواصفاتٌ "مُحددةٌ"، فالمسألة تخرج عن الحريَّة إلى التَّقييد والإلزام (كلٌ بحسب ما فهمه من النَّص).
إجابة السُّؤال الثَّاني هي: (لا) فليس هنالك عاقلٌ يقول إنَّ الإسلام يسمح بالكُفر والخروج عن الملَّة، فالأمر ليس مُباحًا في الإسلام، ولتبسيط الأمر نسأل: "هل الكُفر ذنبٌ أم لا؟" فإن قيل: "نعم" وهو الصَّحيح؛ إذ لا ذنب أكبر من الكفر، فلا يُعود بإمكاننا الادعاء بأنَّ الإسلام يسمح بارتكاب الذنب.
02-13-2017, 08:38 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
إذن؛ فهنالك فارقٌ كبيرٌ بين هذه القضايا من النَّاحية العامة، وبين ذات القضايا داخل المنظومة الدينيَّة، وعند خلط العام بالخاص يحدث الإرباك والتَّشويش. فالإنسان (من واقع كونه إنسانًا، وليس من واقع كونه مُتدينًا) ممتلكٌ لحريَّة الاختيار؛ فبإرادته الحرَّة يختار شرب الخمر (مثلًا) ولكننا لا نعتمد على حريته الشَّخصيَّة للحكم على فعله؛ بل ننظر إلى تعاليم دينه، فإذا كانت تعاليم دينه تُحرّم شرب الخمر، فنقول: شرب الخمر "للمُسلم" ليس حريَّة شخصيَّة؛ في حين أنَّه على مقياس (الإنسانيَّة والحريَّات) يُعتبر شرب الخمر مسألة شخصيَّة طبعًا، تجب حمايتها بالقانون، ويُمنع المساس بها، أو حرمان الإنسان منها. وكذلك الأمر بالنسبة لممارسة الجنس خارج إطار العلاقة الزَّوجيَّة، فالمُسلم (من واقع كونه إنسانًا، وليس من واقع كونه مُتدينًا) ممتلكٌ لحريَّة الاختيار؛ فبإرادته الحرَّة يختار ممارس الجنس (الزنا)، ولكننا لا نعتمد على حريته الشَّخصيَّة للحكم على فعله؛ بل ننظر إلى تعاليم دينه، فإذا كانت تعاليم دينه تُحرّم الزنا، فنقول: الزنا "للمُسلم" ليس حريَّة شخصيَّة؛ في حين أنَّه على مقياس (الإنسانيَّة والحريَّات) يُعتبر مسألة شخصيَّة طبعًا، تجب حمايتها بالقانون، ويُمنع المساس بها، أو حرمان الإنسان منها.
02-13-2017, 08:39 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
المُشكلة هنا أنَّ المُسلم يقفز من خانة الدين (المُلزم والمُقيد) إلى خانة قوانين الحريَّات، وعندما يتم النقاش يتم الخلط بين ما هو ديني وبين ما هو حريَّات أساسيَّة. وباختصار فإنَّ المُسلم في هذه الحالة، يُمارس نوعًا من الاحتيال باستغلال حريَّات غير متوفرة في دينه.
02-13-2017, 08:42 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الآن؛ ما هي حدود الحريَّات؟ قد يتفق الجميع على أنَّ حدود الحريَّات هي عدم الاعتداء على حريَّات الغير. فهل هذا صحيح؟
الحقيقة أنَّ هذا صحيح؛ ولكنه ليس دقيقًا كفاية؛ إذ تجب إضافة بعد التَّوضيحات، وهي على النَّحو التَّالي: 1) أنَّ نقد الأفكار والمُعتقدات لا يُعتبر تعديًا على حريات الغير، فالنقد حقٌ أصيلٌ يتمثل في حق الآخرين في "الرأي" وفي المجتمعات العلمانيَّة يتم تأليف الكُتب في نقد المسيحيَّة، ونقد فكرة الإله وغير ذلك، دون أن يُعتبر ذلك مساسًا بقيم الحريَّات الأساسيَّة، والتي من بينها "حرية الاعتقاد والتدين."
2) السُّخرية أيضًا تدخل ضمن (النقد)، لأنَّها أيضًا لا تُعتبر تعديًا على حريَّات الغير، فالسُّخرية من الأديان والمُعتقدات هي جزء من قيم المُجتمع العلماني، الذي يعترف بحق بناء الكنائس وإقامة اللقاءات الوعظيَّة، والنشاطات التبشيريَّة، جنبًا إلى جنب مع البرامج التلفزيونيَّة، والصور والبوسترات والكاريكاتيرات وحتى الكوميديا الارتجالية (stand up comedy) التي تسخر من المسيحيَّة.
3) حريَّات وحقوق الغير التي يجب ألَّا تعتدي عليها حريَّاتنا لا يُحدد الغير، ولا نُحددها نحن؛ بل يُحددها القانون، فلا يخرج علينا كل شخصٍ أو كل مجموعةٍ لتُحدد للآخرين المساحة (الخاصة بهم) التي يجب أن تتوقف عندها حريَّاتهم.
4) مفهوم الاعتداء يتضمن الاعتداء على النَّفس أيضًا، وليس فقط الاعتداء على الآخرين، فلا يستطيع أحدٌ أن يقوم بتعذيب نفسه، أو قتل نفسه بحجَّة أنَّه بهذا العمل لا يتعدَّى على حقوق أو حريَّات الآخرين، فالقانون يمنع الاعتداء على الآخرين، والاعتداء على النَّفس أيضًا.
5) مفهوم الاعتداء ليس قاصرًا على الاعتداء الجسدي؛ بل الاعتداء المعنوي أيضًا يُعتبر من الاعتداء الذي يجب ألَّا تمسه حرياتنا وحقوقنا، ولهذا فإنه يتم احتساب مقدار الضَّرر النَّفسي الواقع على الشَّخص، ويتم مُحاسبة المُعتدين بناءً عليها: إمَّا بتعويضٍ ماليٍ أو بخلافه.
02-13-2017, 08:43 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الآن، ومن واقع الإيضاحات السَّابقة، هل يُمكن لأي قانون "علماني" أن يسمح بأي نوعٍ من أنواع المُمارسات التي تُعتبر تعديًا على حقوق الآخرين وحريَّاتهم، أو على الحريَّات والحقوق الشَّخصيَّة للأفراد؟ الإجابة هي: (لا) بشكلٍ قاطعٍ ولا لبس فيه.
02-13-2017, 08:45 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
مثال: بعض المجموعات الدينيَّة تعتبر "ختان الإناث" تعليمًا دينيًا، فهل يُمكن أن يسمح أي قانونٌ "علماني" بهذه المُمارسة بحجّة حريَّة الأديان؟ الإجابة: (لا) بشكلٍ قاطعٍ ولا لبس فيه.
02-13-2017, 08:46 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
في هذه الحالة لا يُمكن اعتبار القانون الذي يمنع ممارسة الختان قانونًا يقف ضد حريَّة الأديان (رغم أنَّ المجموعة التي تُؤمن بأنَّ هذه الممارسة هي تعاليم دينيَّة قد تراه قانونًا يتعدّى على الحريات الدينيَّة). فإذا خرجت هذه المجموعة في مظاهرات احتجاجيَّة تُطالب بإلغاء هذا القانون مُتحججةً بمسألة حريَّة الأديان، فإنَّ هذا يُعتبر قفزًا غير مبرر من خانة الدين إلى خانة الحريَّات. ولا يُمكننا (دفاعًا عن الحريَّات) مُساندة هذه المظاهرات، حتى وإن بدا الأمر وكأنَّها برفضنا لمثل هذه المظاهرات قد نبدو للبعض وكأنَّنا نقف ضد حريَّة الأديان.
لماذا؟ ببساطة لأنَّ هذا غير صحيح. كل ما هنالك أنَّ ثمَّة مجموعة لا تفهم فكرة الحريَّات وحدودها على النَّحو السَّليم، أو أنَّهم يستغلون فكرة الحريَّات لمُمارسة سلوك غير إنساني أبدًا.
02-13-2017, 08:49 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الآن: (مُتجاوزين للإشكاليَّة الأساسيَّة التي بدأتُ بها هذا البوست، والمُتمثّل في عدم وضوح رؤية المُسلمين حول الحجاب، ما إذا كان فرضًا دينيًا أم مُجرّد عادات وتقاليد لا أكثر)
نطرح سؤالنا الأساسي: "ما هي الفكرة الأساسيَّة من الحجاب في الإسلام؟" الإجابة على هذا السُّؤال قد يُساعدنا كثيرًا في فهم الفكرة الأساسية من رفض الحجاب نفسه. والحقيقة أنَّ الفكرة الأساسية من الحجاب هي اعتبار المرأة عورة يجب أن تُغطي أجزاء من جسدها حتى لا تُثير الرجال، أو أنَّ جسدها عورة ولا يجب أن يراه الرجال "الأجانب" عنها، وكل ما يُمكن أن يُقال عن الحجاب يدور حول هذه النُّقطة (المرأة عورة وفتنة)، ولكن قد يتفنن البعض في استخدام التعابير: "العفة، الحشمة، كرامة المرأة، صيانة المرأة، المرأة جوهرة، الحلوى المكشوفة ... إلخ"
02-13-2017, 08:51 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
هذه الفكرة في حد ذاتها تُعتبر مُهينة جدًا للمرأة (من واقع كونها "إنسانة" بصرف النَّظر عن كونها "مُسلمة" أم لا.) وحقيقة الأمر أنَّ المرأة المُسلمة التي ترتدي الحجاب لاعتبارات الحشمة والعفة، تنظر للمرأة غير المُتحجة باعتبار غير محتشمة وغير عفيفة، وتلك مُفارقة غريبة جدًا.
02-13-2017, 08:52 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الآن، ما هو دورنا حيال قضيَّة كقضيَّة الحجاب (لاسيما المُثقفين والمُستنيرين)؟ أعتقد أنَّ الدور المنوط بنا هو "التَّوعية" وليس "المُجارات"، تمامًا كما هو موقف المُستنيرات من قضيَّة "ختان الإناث" رغم إصرار البعض على رؤية هذا الأمر باعتباره "تعليمًا دينيًا مُقدسًا" والغالبيَّة العظمى من المُجتمع تنظر إليه كضرورة أخلاقيَّة، فهل كان واجب المُثقفين احترام هذه الفكرة أم مُحاربتها؟
02-13-2017, 08:53 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
بالتَّأكيد مُحاربتها. نعم! يجب مُحاربة هذه الظَّاهرة للأضرار الجسديَّة و "النفسيَّة" التي تلحق بالفتاة المختونة، وهذا بالضَّبط ما يجب أن يقوم به المُثقفون إزاء ظاهرة "الحجاب" لنُخلّص المرأة المُسلمة من فكرة أنَّها عورة، وأنَّها أداة جنسيَّة مثيرة للشهوة.
صحيح أنَّ بعض المُحجبات مُقتنعات بقضيَّة الحجاب، ويقلن أنَّهن يرتدينه عن قناعة، ولكن لا ننسى مصدر هذه القناعة: الفرض الديني أولًا، البيئة الاجتماعية، وتراكمات سنوات طويلة جدًا من القهر والاضطهاد حتَّى أصبح القهر والاضطهاد جزءًا من شخصيَّة المرأة المُسلمة، لدرجة أن تماهت معه تمامًا، فلم تعد ترى أي نوعٍ من القهر في الحجاب.
02-13-2017, 08:53 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
يا صديقي المبدع تحياتي هذه القضية قتلت بحثا من كل أهل الهموم ذات الطابع الديني لتفسير مسألة الاديان في لبس النساء وأصبحت محسومة بالنسبة لهم وهي وهم الفضيلة وقيم الاسلام السياسي المنافق
02-13-2017, 09:10 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أعلم أنَّ هذه القضية قُتلت بحثًا حتى أصبح الكلام فيها مُملًا، ولكن أختلف في أنَّ القضيَّة حُسمت. فالذين يتظاهرون في بلاد الغرب ضد قوانين منع الحجاب، ليسوا من الإسلام السياسي؛ بل هم من المُسلمين الجُدد، ولا علاقة لهم بالإسلام السياسي (أصلًا لا وجود لإسلام سياسي؛ فالإسلام دين سياسي منذ أول نشأ فيه)، ومازالت الكثير من المُسلمات حتى غير المُحجبات، يعتبرن الحجاب تعليم ديني أساسي (وهذا هو الصحيح بحسب النصوص الدينية) وأنَّهن مُذنبات حقًا لعدم ارتدائهن الحجاب، والكثيرات منهن ينتظرن الوقت المُناسب لارتداء الحجاب: بعد الزواج، بعد أداء مناسك العمرة، بعد بلوغ سن معينة وهكذا. القضية الأساسية ليست في الحجاب في حد ذاته، وإنَّما في العقليَّة التي أنشأت الحجاب، والفكرة التي من وراء الحجاب نفسه.
كتب هشام آدم (مُلاحظة أوليَّة: المرأة المُسلمة تُناضل في الدُّول الإسلاميَّة لإثبات أنَّ الحجاب ليس فريضة دينيَّة، وأنَّه خاضعٌ لحُكم العادات والتَّقاليد لكل بلد، وذات المرأة المُسلمة نفسها تُناضل في الدُّول الغربيَّة ضد قوانين منع الحجاب بحجَّة احترام حريَّة الأديان والاعتقاد (!) هذه الشيزوفرينيا الإسلاميَّة مُرهقة جدًا؛ فمُكافحة الحجاب في الدُّول الإسلامية لا تتعارض -بالنسبة إليهم- مع حريَّة الدين والاعتقاد، لأنَّ القول بفرضيَّة الحجاب لديهم هي من ابتداع السَّلفية والوهابيَّة والمُتشددين، ولهذا فرفض فرضيَّة الحجاب واعتبارها جزءًا من الإسلام هو نوعٌ من الاستنارة، وتجديد الخطاب الديني، وقراءةٌ مُعاصرةٌ للنُصوص الإسلاميَّة. في حين أنَّ الحجاب (فجأةً) يُصبح رمزًا دينيًا يجب المُحافظة عليه في الغرب احترامًا لحرية الأديان التي تزعمها بلدان الغرب.) هشام من قال لك ان المراة المسلمة تناضل لاثبات ان الحجاب ليس فريضة دينية ؟؟ هل لك احصائيات بعدد النساء اللائي يقلن بذلك ، وهل يرتفع عددهن لتصبح ممثلا لرأي المرأة المسلمة ؟؟؟ هذه مغالطة بينة وافتراض جزافي لا يؤيده الواقع !!! الحجاب موجود قبل السلفية يا هشام ومنذ فجر الاسلام ولا اظنك تجهل ذلك !! اما سؤالك: () هل اللباس مسألةٌ شخصيَّةٌ أم لا؟ ) فالاجابة عليه حتما لا ، بل اللباس مسألة شرعية وعرفية وإلا فهل بإمانك ان تذهب الى عملك من دون لباس كما خلقك الله ؟؟ هل بإمكانك انت هشام آدم ان تخرج في الشارع وامام اخواتك وامك عاريا ؟؟ هل بإمكان اخواتك ان يخرجن امامك عاريات كما خلقن ؟؟ ان كانت أجابتك نعم وتتسق مع ممارساتك فقد وصلت انت لتلك المرحلة التي تعتبر اللباس مسألة شخصية ولكن حتما لن تجد اي مجتمع يتقبل ذلك في اي بقعة من العالم !!! اللباس عرف وشرع يقره المجتمع ويختلف من مجتمع لآخر وله حد أدنى لابد من وجوده في كل مجتمعات الدنيا .
02-13-2017, 09:05 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
أثناء إعدادي لهذا المقال قبل نشره، فكَّرتُ أن أضع تهميشًا أشرح فيه المُراد من "المرأة المُسلمة" حتى لا يقع البعض في فخ الاعتقاد بأنَّ كلامي هنا هو "إطلاق" أو "تعميم" فالجُملة ليست تعميمًا. التَّعميم (يجب) أن يكون باستخدام أحد أدوات التَّعميم المعروفة: كل، جميع، كافة .. إلخ. ولكن طالما لم يتم استخدام أي أداة من أدوات التَّعميم، فهذا يعني أنَّ المقصود هو "الغالبيَّة" وليس "الكل" تمامًا كما في قولنا: "الشَّعب السُّوداني طيب" فهو ليس تعميمًا، فليس كل الشَّعب السُّوداني طيب بالضرورة، ولكن المقصود أنَّ الغالبيَّة طيبون.
الأمر الآخر: أنا أتكلَّم عن مسألة اللباس: ما إذا كان حريَّة شخصيَّة أم لا. وأنتَ تتكلَّم عن "التَّعري" ولا أدري لماذا تُدخل مسألة التَّعري في مُقابل مسألة اللباس وحريَّة اللباس (!) عمومًا، حريَّة الشَّخص في اللباس تعني حريته في ارتداء نوعٍ ما من اللباس، أو حريته في ارتداء نوعٍ آخر. هل تلبس "جلابيَّة" أم تلبس "بنطلون وقميص"؟ هل تلبس "قميص سادة" أو تلبس "كاروهات"؟ هل تلبس "بنطلون جينز" أم تلبس "بنطلون قماش"؟ هل تضع "كاسكيتة" أم لا تضع "كاسكيتة"؟ هذا ما أعنيه من حريَّة اللباس.
هل يمكن لامرأة بالغة و راشدة أن تطلب اجراء عملية ختان لنفسها في دولة علمانية؟ اعتقد أن نعم اذا وجدت طبيبا يجريها لها. اعتقد انه لاعطاء النقاش ارضية منطقية لمصلحة المحاججة يجب وضع مسألة الموقف من الختان في سياقها الصحيح من حيث الفئة العمرية. يجب أن نقف ضد اجراء عمليات الختان للطفلات و لكن دورنا سيقتصر على النصح فقط في حالة النساء الراشدات. ايضا من الممكن تصور أن يقف مثقفا ما ضد "فرض" الحجاب في الدول الاسلامية و ضد "فرض" عدم لبسه في الدول العلمانية الجامع في الحالتين هي حالة الفرض و ليس الموقف من الحجاب نفسه. و تقبل تحياتي.
02-14-2017, 04:38 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
إحدى مُشكلاتنا الأساسيَّة تكمن في أنَّنا نتمسك بقشور الأشياء والمفاهيم، وربما هي فرصة جيدة لأتكلَّم عن هذا الأمر، فالبعض أصبحت لدهم عُقدة من موضوع "الإطلاق" والتَّعميم، بصورة "مُطلقة" أيضًا.
الشَّك يا عزيزي هو "وسيلة" معرفيَّة، وليست معرفةً في حد ذاتها. الشَّك أداةٌ مُهمةٌ في المعرفة، ولكن لا ينبغي أن تكون في ذاتها عقيدة، لأنَّ هذا يعوق عمليَّة المعرفة. نحن في هذا العالم نبحث عن "الحقيقة" والبعض يعتقد أنَّ الحقيقة شيءٌ واحدٌ بعينه، ولكن هنالك مجموعة من الحقائق التي نبحث عنها، والشَّك يُعتبر وسيلةٌ جيدةً لفحص معارفنا، ولكن عندما تُشكك في "حقيقةٍ" ما، فعندها لا يُصبح شكًا؛ بل تشكيكًا. ولكن هل هنالك حقائق مُطلقة؟
الإجابة هي نعم. توجد هنالك حقائق مُطلق لا تقبل التشكيك أبدًا، منها مسألة وجودنا. فأنت (ناصر جامع) لا تستطيع أن تُشكك في وجودكَ؛ فوجودكَ حقيقةٌ مُطلقة، والتَّشكيك في حقيقة وجودكَ يعني ألَّا تكون واثقًا من كونكَ موجود أم لا، وهذه المرحلة من اللايقينيَّة هي ضد المعرفة، وضد الحقيقة. الثَّوابت الفيزيائيَّة، هل هي حقيقة مُطلقة؟ نعم، هي حقائق مُطلقة. والحقائق العلميَّة مُطلقة. وهنا يجب أن نعرف أنَّ الإطلاق في هذا السياق العلمي هو ضد النسبيَّة، وليست ضد الشَّك. بمعنى أنَّ الحقيقة العلميَّة هي حقيقة بصرف النَّظر عن أذواق الأفراد وأمزجتهم وجنسياتهم ودياناتهم، وهي ليست كالمسائل الفنيَّة تخضع للذوق الفردي، والذي يخلق حالةً من النسبيَّة. فالماء يتكوَّن من ذرتين هايدروجين وذرة أوكسجين، هذا الأمر حقيقة سواء أعجبكَ أم لم يُعجبك، أقنعكَ أم لم يُقنعك، أيًا كانت عقيدتك وجنسيتك، فإنَّها تعتبر حقيقة "مُطلقة"
الآن. هل فعلًا اللباس حريَّة شخصيَّة بشكلٍ مُطلق؟ نعم؛ لأن مسائل الحقوق ليست نسبيَّة أبدًا. كل الحقوق الإنسانيَّة هي حقوق مُطلقة، ولا تقبل التفاوض.
02-14-2017, 04:39 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
الفتاة الراشدة إذا طلبت الختان، فلا أعتقد أن القانون سوف يسمح لها بذلك، إذا لم يكن هنالك دواعٍ طبيَّة. القانون لم يُجرّم الختان لأنه يتم دون رضا الأطفال، ولكن لما يتسبب فيه الختان من إيذاء نفسي وجسدي. هنالك الملايين من الفتيات اللواتي تعرضن لختان في صغرهن، ولكنهن (حتى بعد أن كبرن) لا يرين في الأمر مشكلة أبدًا؛ بل وإنهن يكبرن ليختن بناتهن أيضًا ما يعني أنهن "مُقتنعاتٍ" بالختان، وبضرورته، من وجهة النظر الأخلاقيَّة والدينيَّة والمُجتمعيَّة.
أمَّا بالنسبة للفرض، فأتمنى ألا نتعامل مع بعض المُصطلحات بحساسيَّة، فالقانون نفسه "فرض" ولكن رغم ذلك لا أحد يرفض القانن بحجة أنَّه "فرض". ولكننا نظر إلى وظيفة القانون، وأهدافه، فإذا كان الهدف من القانون جيدًا قبلنا به، ورضخنا له طواعيَّة، وإلَّا تظاهرنا ضد القانون (ليس لأنه فرض) ولكنه لأنَّه يحمل أهدافًا ليست جيدة.
مودتي
02-15-2017, 05:27 AM
Waeil Elsayid Awad Waeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843
الغالي هشام آدم سلام و إحترام عموماً انا ضد فرض الحجاب علي عامة النساء من قِبَل السلطة الحاكمة او عن طريق قوانين تحدد انواع الملابس التي تلبسها النساء
عموماً هنالك وظائف و مهن محددة تشترط نوعاً محدداً من الملابس أو الزي فهذا أمر مفروغ منه لأنها ضرورة تشترطها المهنة
لكن ان تشترط القوانين مظهراً محدداً للنساء او الرجال في الأماكن العامة فهذا مرفوض كقانون النظام العام في السودان
منعت سلطات بلدية كثيرة في اوربا و كندا لباس النقاب الإسلامي بأسباب متنوعة منها إخفاء الهوية الدينية للموظف العام و مع منع النقاب تمّ منع المسيحيون من التزين بالعقود التي تشتمل علي صليب و اليهود من طاقيتهم الخاصة و السيخ من عمامتهم الخاصة و هم موظفون عموميون يتعاملون مع الجمهور و من تلك الأسباب ضرورة أن يستطيع المنتسب للشرطة التعرّف علي ملامح الشخص فتم منع النقاب لأنه يعيق عمل الشرطة
بعيداً عن تلك الإستثناءآت أن تمنع السلطات المسلمات الراغبات في لبس الحجاب طوعاً دون إكراه و نتيجة لفهمهن للدين الإسلامي فأمر مرفوض لأنه يتناقض مع حرية الشخص في التعبير و المعتقد
بذلك يكون الموقف السليم علي أعتقد أن نرفض فرض الحجاب علي جميع النساء عن طريق القوانين
لذلك أنا في كندا أتخندق مع المسلمات في رفضهن للقوانين البلديات التي تفرض عليهن خلع الحجاب فهنا لا إجبار و لا سيطرة من أب أو زوج ،النساء هنا يحتجبن طوعاً دون إكراه فهذا من حقهن ما دمن مواطنات في هذه البلاد
طه جعفر
02-14-2017, 09:09 PM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20480
هشام آدم وقعت في التناقض عدد من المرات!! أتفق مع الإخوان محمد الزبير محمود وسيف النصر محي الدين ومحمد حيدر المشرف فهما جميعا يكشفون تناقضك!!! وكلام الأخ محمد الزبير أصابك في مقتل!! حرية اللباس وحرية عدم اللباس هما الشيء نفسه! حرية اللباس تعني أن تلبس ما تشاء لتغطي ما تشاء من أجزاء جسدك؟ الحرية الكاملة لاختيار ما تلبسه تتيح لك أن تلبس الحجاب الكامل أو فقط قطعتين أو ما يسمى بلباس البحر أو البكيني! وعشان مصلحة الحوار نفترض أن تمييزك بين حرية اللباس وحرية التعري صحيح! الآن حرية اللباس تتيح لك لبس القميص والسروال أو فقط لبس قطعتين أو ما يسمى بلباس البحر أو البكيني! أو لبس قطعة واحدة فقط من القطعتين ! يعني إما لبس القطعة الفوق وعدم لبس القطعة التحت أو العكس !! الآن أرجو أن تجيب على سؤالي الأخ ةمحمد الزبير فقط عن إمكانية خروجك بلبس القطعة الفوق وعدم لبس القطعة التحت وخروج النساء بلبس قطعة واحدة فقط من القطعتين !
لا تتهرب فالسؤال الآن يقع في باب حرب اللباس وليس في باب حرية التعري!
02-15-2017, 06:44 AM
Mohamed E. Seliaman Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
تكلَّمتُ عن مصدر "القناعة الشَّخصيَّة" للمرأة المُسلمة عندما ترتدي الحجاب. مسألة الحجاب في الإسلام يا عزيزي ليست مسألة "قناعة"؛ بل هو إلزامٌ وفرض. وحتَّى إذا قالت المرأة المُسلمة أنَّها مُقتنعة بالحجاب؛ فالحقيقة أنَّها تعني أنَّها مُقتنعة بفرضيَّة وإلزاميَّة الحجاب، ومُقتنعة -بالتَّالي- بكل قيم مُجتمعها الذي يرى الحجاب عفَّة وحشمة، فهي مُقتنعة بهذه الفكرة لأنَّها لا تُريد أن تخرج عن هذا الإجماع الذي شكّلته العقليَّة الذُّكوريَّة سواءٌ في شكل نصوصٍ دينيَّة، أو المُتمثلة في نظرة المُجتمع للمرأة غير المُحجّبة. وأعتقد أنَّه من الخطأ الاعتقاد أنَّ المرأة المُسلمة ترتدي الحجاب طواعيةً بعيدًا عن الإلزام الديني أو الإرث المُجتمعي الذي جاءت به من بلادها. ولهذا يا عزيزي فإنَّنا لا نرى نساءً يتحجّبن إلَّا المُسلمات، وهذا يدل على أنَّ فكرة الحجاب لا يُمكن فصلها عن موضوعة الدين، فالفكرة ليست "لباس" وبالتَّالي إخضاع الأمر إلى الحريَّة الشَّخصيَّة.
وبمناسبة القناعة الشَّخصيَّة والقبول الطوعي، فأنا أعرف نساءً يتقبّلن فكرة أن يضربها زوجها، وبعضهن يفرح بذلك، ويرين أنَّ هذا دليلٌ على غيرة الزَّوج، وفحولته (راجل حِمش) فهل هي تقبل فعلًا أن تُهان من زوجها طواعيةً أم أنَّها تربَّت على هذا حتى أصبح جزءًا من شخصيتها؟ وهل قد تسقط العقوبة عن الزَّوج إذا تعدَّى على زوجته في كندا؛ في حال كانت الزَّوجة قابلة وراضية بهذا الوضع؟ بالطَّبع لا، وكذلك موضوع الحجاب، لأنَّه ليس من اللباس؛ بل هو فرضٌ ديني، نابعٌ من فكرةٍ مُهينةٌ جدًا للمرأة، ولا يجدر بنا الانخداع بفكرة (القبول الطَّوعي) لأنَّ القبول الطَّوعي للإهانة لا يعفي القانون من التَطبيق.
يجب ألَّا نُساعد على استمرار ظاهرة الحجاب مُستغلين الحريَّات التي نشأت أصلًا لتحرير الإنسان، وليس لإهانته والتَّقليل من شأنه، حتى وإن رضي هو بذلك، أو اعتقدنا أنَّه راضٍ بذلك.
مودتي لك
02-15-2017, 01:16 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
كما قلتُ وأوضحتُ سالفًا، الحجاب "فرض" ديني، وقناعة المرأة المُسلمة هو قناعة بإلزاميَّة الحجاب وفرضيته، فالحجاب لا يخرج أبدًا عمَّا أسميتَهُ في مُداخلتك (عوامل الجبر الديني) فكيف عندها لا يحق للقانون أن يمنع هذا الجبر؟ كيف يُمكنه إقصاء هذا العامل دون فرض عدم تطبيقه؟ الحجاب مسألة دينية صرفة يا عزيزي، ولهذا فإن المرأة المُسلمة هي الوحيدة (تقريبًا) التي ترتدي هذا الزي في الأماكن العامة، اعتقادًا منها أنَّه تعليم ديني يجب عليها تطبيقه وممارسته.
مودتي لك
02-15-2017, 08:18 PM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20480
في الحقيقة كنت أناقش دور الدولة العلمانية او الموقف العلماني .. وفي ذلك, لو تعبدت المراة بالحجاب فتلك حريتها الشخصية ...
الجبر الديني يكون بتسخير مؤسسات الدولة الاعلامية والتربوية والثقافية في الدعوة للحجاب واعتباره هوية وعبادة إسلامية .. (كان ذلك صحيحا كما تعتقد يا هشام أو عير ذلك كما أعتقد أنا .. فالامر سيان) ..
في هذه القضية ليس من المهم على الاطلاق التكييفات الفقهية لمسألة الحجاب ... الموقف العلماني الصحيح غير معني بذلك في اعتقادي
مودتي التي تعلم..
02-15-2017, 08:31 PM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7417
تحية لصاحب البوست لاخ هشام و لضيوفه يا هشام يا أخوي فرض الحجاب علي جميع النساء خطاً و يجب أن نقف ضده و يجب أن نحارب القوانين التي تتكلم بهذا المنطق و منع الحجاب بالقانون خطأ آخر يجب أن نقف ضده لأنه يحد من حرية النساءفي المعتقد و يحد من حريتهن في التعبير
02-15-2017, 09:10 PM
هشام آدم هشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249
بعيدًا عن موضوع الحجاب، والذي أحاول جاهدًا إيضاح فكرته المهينة للمرأة، وأن الرفض يأتي من هذا الجانب، وليس من جانب كونه تعليمًا دينيًا. تُمارس بعض الفرق الشيعية ما يُسمى بالتطبير وهي مسألة غاية في الأهمية لديهم، وكذلك بعض القبائل السودانية تمارس عادة "البُطان" فهل القوانين العلمانية تسمح بممارسة التطبير أو البُطان باعتبار أنها ممارسات دينيَّة، وباعتبار أنها تتم برضا وقبول وطواعية أفراد بالغين، أو بحجة التنوع الثقافي والحريات الشخصية؟
أشعر أن موقف البعض من منع الحجاب هو موقف نفسي ضد لفظة "منع" نفسها، فيرى أن مفهوم "منع" ككلمة، لا يتناسب مع مفهوم "الحرية"
02-15-2017, 10:11 PM
سيف اليزل برعي البدوي سيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18426
إيمان مع وقف التنفيذ ! --------------- يدعي معظم العلمانيين أنهم مؤمنون و أن غايتهم ليست هي الحرب على الدين و إنما تحديد دوره و إفساح المجال للعقل البشري ليملأ المساحات التي يرى بأنه ليس من حق التعليمات الدينية التحرك فيها ، طبعاً العلماني لا يسلِّم بأنه يريد تحجيم الدين و تحديد دوره بل يدعي بأن الدين الصحيح هو ذلك الذي لا يتعدى حدود العلاقة بين العبد و ربه ، لا أعتقد أن المؤمن حقاً بشئ سيكون متسقاً مع ذاته و هو يجعل هدفه الأساسي الذي يكرس له فكره و عمله هو تحجيم ذلك الشئ ، و خوض حربٍ لا هوادة فيها مع أغلبية المؤمنين به لمجرد أنه يرى أنهم يأخذون هذا الإيمان مأخذ الجد أكثر مما يجب ! لا أعتقد أن من يمس ذلك الإيمان شغاف قلبه و يملأ جوانحه سيكون سعيداً بكل ما يجعله طيف إيمان ، و يجعله في موقفه منه يتحامل أكثر مما يتعامل و يحاصر أكثر مما يناصر و يصانع أكثر مما يتابع ، لا تجده في معركة تنصر الدين في مواجهة مستهدفٍ له ، و لا تفتقد دوره - تواطؤاً عملياً صريحاً أو صامتاً - في أي خطة تستهدف فيما تستهدف أسس إيمانه المُدَّعى . الملحد صديقه الأثير الذي يتعايش معه و يدافع عن حقه في حرية الإعتقاد ، بل كثير منهم يتمنى لو أنه كان يمتلك "شجاعته" ، و المشتركات بينه و بين الملحد كثيرة ، فهو يتبنى جزء كبير من تنظيرات الملحد في نقد الفكر الديني ، و الملحد أيضاً يتعايش معه و يرى في فكره جسراً ستعبر عبره الكثير من أفكاره ، و لما كان عدد الملحدين في بلادنا و اعتبارات أخرى لا تجعلهم يؤسسون حزباً خاصاً بهم ، فإن الملحد إذا أراد أن ينتظم سياسياً فلن ينتمي إلا لأحد الأحزاب العلمانية . للحرية لديه معنى خاص و خط سير محدد الإتجاه يجب أن تسير عليه . تبدأ من حرية الإيمان أو عدمه و لا تنتهي عند حرية الملبس و المأكل و المشرب و السلوك دون قيد أو شرط من ذلك الشئ الذي يدعي الإيمان به ، و هو سيفٌ مصلت على الحريات التي تسير في الإتجاه الآخر التزاماً بالتعاليم القاطعة التي يفرضها الدين الذي يدعي الإيمان به . الدين المثالي عنده هو ذلك الذي يتخفف من تعاليمه و لا تكاد تُرى من علاماته إلا الحدود الدنيا التي تقلل الفوارق بين المؤمن و الملحد إلى أقل درجة ممكنة . يجد المهرب الدائم و الملاذ الآمن في العناوين الكبرى للقيم الدينية ( العدل ، التسامح ، الحرية ... الخ ) التي تصادف أن علمانية الغرب لم تستطع الخروج عليها لأنها أقوى من أن تُدحَض ، لكنه لا يريد للدين مبتدر هذه القيم و مؤسسها أن يتدخل في كيفيات تنزيلها ، فقط يريده أن يعطي العناوين و تقوم العلمانية بتحديد المضامين و سك القوانين . لا يتجرأ على شئ قدر جرأته على اقتحام مسائل الدين و الدعوة لتركها مشاعاً يخبط فيه كل خابط ، يستدرك على الصحابة رضوان الله عليهم و كبار الأئمة و لا يجوِّز لنفسه المساس بنص من نصوص الآباء المؤسسين لدين العلمانية ، لصعوبة الإستدراك على النبي صلى الله عليه و سلم فإن غالبهم يتجنب ذلك و يترك المهمة لكبار منظريهم الذين يتلاعبون باللغة و يقومون بغارات نقدية خاطفة تتدثر بستار من التلاعبات المفاهيمية و تنسحب برشوة تبجيلية مخففة ينافق بها المؤلفة قلوبهم علمانياً ، الأقرب إلى قلبه هو الزميل الحزبي الأستاذ س الذي يتبنى أفكاراً إلحادية أو شبه إلحادية تعادي الدين بعد أن تماهي بينه و بين بعض دعاته فتطلق سهامها المسمومة تجاهه دون مخاطرة كبيرة ( فالعدو مموه ) ، و أحياناً بتنظيرات صريحة في عدائها له تودع في بطون الكتب لمخاطبة فئات معينة يرى بأنها قابلة للتدجين العلماني ، و الأبغض إلى قلبه هو الحاج الملتحي ص مؤدي الصلوات و الذي ربى بناته و أولاده على التدين و الذي يريد أن يرى تعاليم الدين حاكمة ففي مثل هذه الأسرة ينعدم الأمل في مناصرين محتملين . إن رأى إنحرافاً من المتدين فهو أسعد الناس به ، لينصرف جهده لإثبات أن ذلك الإنحراف ليس إنحرافاً عن الدين بل هو علة بنيوية قارة و راكزة في أصل فكرة تنزيل الدين على الواقع ، لذلك فهو لا يرى أن معالجة الإنحراف تكون بالتطبيق الصحيح للدين ، لأن تطبيق "الدين الجميل" في عرفه يصل قمته و يبلغ ذروته و منتهاه عندما ينتحي الدين جانباً مفسحاً المجال كاملاً لكل ما سواه من أفكار و نظريات لتسرح و تمرح و لا بأس بعد ذلك - إلى حين "نضوج" الشعوب - من غطاء ديني يقدمه بعض الفقهاء و المؤسسات الدينية المدجنة . إيمانه مشروط و دينه "الجميل" مفصل على مقاسه ، دين " لا يهش و لا ينش " . دين يجب أن ينحصر في المساجد التي لا يذهب إليها إلا لماماً . يريد للدين ألا يجاوز سور المسجد و يصفق للتشريعات التي تقلل عدد المساجد و يدعو لمنع مكبرات الصوت " المزعجة " و إلى مراقبة رواد المساجد و الخطباء و المعتكفين . يريد للدين أن يُحاصَر حتى داخل المحبس الأخير الذي يرى أنه مكانه الطبيعي . يريده دين يفصل هو تعاليمه ، دين ليس للقرآن و للنبي صلى الله عليه و سلم و صحابته فيه إلا العنوان و الباقي يتكفل برسمه أبعد الناس عنه من زملاء العلمانية و الأصدقاء الملحدين ، دينٌ تصفق له الراقصة و يتغنى بجماله السكير و لا ينزعج منه الملحد . لا يكلف نفسه و لو لمرة واحدة بمجادلة علماني تعدى الحدود في المساس بثوابت الدين ، فكل مساس هو وضعٌ للبنة في الأساس ، و كل اقتحام هو خطوة إلى الأمام ، و كل هرطقة هي لعبةٌ حلوة للخصوم مرهقة . حاسبوا العلمانيين بأفكار أكثرهم تطرفاً فهم يتبنونها ! ابراهيم عثمان.
إذا كنت أنا فتاة مسلمة وأرى في لبس الحجاب جزء من عقيدتي ولأني أعيش في دولة غربية أحترم كل قوانينها ألا ترى أن سن قانون يمنعني من إرتداء الحجاب (لا أقول النقاب) هو جبر لي لفعل شيء رغماً عني وجارح جداً لمشاعري ولإعتقادي بأن هذا البلد بلدي بقض النظر عن عقيدتي وييسر لي ممارسة كل مقدساتي بعدالة وإحترام
02-16-2017, 06:55 AM
ابراهيم عبد الوهاب ابراهيم عبد الوهاب
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 609
بوست فطير ، معلومات مغلوطه وغير حقيقية ومحاولة بائسة لتفصيل الحريات على اهواء كاتب البوست (هذا ديدن الملحدين والعلمانيين ) واطلاق الاحكام (شيزوفرينيا) على اساس غير صحيح(مقولة النساء المسلمات يناضلن من اجل خلع اللباس ) مقارنات غير صحيحة وغير منطقية (الختان - وضرب السوط - والضرب عند الشيعة) مع الحجاب ( هل يوجد مضار للحجاب )
02-16-2017, 11:08 AM
محمد حيدر المشرف محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20480
وإن كان ثمة إرهاق فهو في هذه الجدالات الفقهية، والتهويمات الفلسفية الانصرافية التي اعتادت أن تقوم لها عجاجة سودانيزاونلاين، والتي يتخللها اللجاج والمضغ المعتاد للُبانة النصوص الدائرية المكرورة الأمسخ من حرجل محاسن، والتي لا أرى للمرأة المحجبة أو السافرة ناقة فيها ولا جمل.
جدالات عقيمة نجح من خلالها السيد الرأسمالي في خلق ألد الخصام بين الذكر والأنثى، وبين المرء وأخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، وفي التفريق بين السني والشيعي، والعلماني والليبرالي، وحتى بين المرأة والمرأة:
وكما سبق وكتب كارل مارس فإن السبيل الوحيد لانهاء عذابات المرأة هو القضاء على هذا النظام الرأسمالي الطبقي المعولم القائم على اضطهاد المرأة في العمل وُ (في البيت والشارع والمسرح).
سلام يا هشام عشان نفهم بعض يا هشام، دعاة الإسلام السياسي عندهم تصور ساذج لدولة إسلامية نموذجية في خيالهم و أحلامهم لم تتحقق منذ اكثر من 1400 عام و لن تتحقق بعد 1400 عام اخرى، باختصار لان انتظار الإسلام السياسي لأن تحكم الملائكة الأرض سوف يطول.
لكن بنفس القدر اريد ان افهم، هل القوانين العلمانية و الدولة العلمانية التي تحدثنا عنها، لها مثال حي نموذج في عالم اليوم، ام هي الأخرى ما زالت في رحم الغيب
الحجاب مسألة دينية صرفة يا عزيزي، ولهذا فإن المرأة المُسلمة هي الوحيدة (تقريبًا) التي ترتدي هذا الزي في الأماكن العامةred]
أدناه صور يا هشام اخذتها في قلب العاصمة الأمريكية واشنطن لجماعة دينية لا تلبس نساءها غطاء للراس فقط بل اكثر من ذلك يمارسون عدم الاختلاط بين الجنسين حتي في الاماكن العامة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة