الحب في زمن الثعالب (1 ) بقلم الاستاذ محمد حمدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 00:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2015, 04:20 AM

الطيب الشيخ
<aالطيب الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحب في زمن الثعالب (1 ) بقلم الاستاذ محمد حمدي

    03:20 AM Dec, 24 2015 سودانيز اون لاين
    الطيب الشيخ-الخرج ـ السعودية
    مكتبتى
    رابط مختصرساحة مباركة (١)الحب في أزمنة الثَّعالب
    من هنا تبدأ الخارطة والكلمات
    محمّد العبد الله
    هناك، وراء المدارس وحذاء النَّخلتين تماماً، عند السَّاعة التي يرخي فيها النَّهار فكه تعبا بانتظار نسمة تدفعه رويداً نحو سماوات الأصيل، وفي تلك السَّاحة المباركة بخطى مضطربة وقلوب مترقبة كانت تحدث المعجزات. كانت ساحة تتوسط بيوتا بنوافذ متشابهة وضيقة كفتحات أبراج الحمام. و كانت تلك النَّوافذ بستائرها المنسدلة بارتخاء تختبئ وراءها أعين ترصد الخطى وتقرأ حركات الشِّفاه وهي تهمس بالعبارات المقدسة . أعين متمرسة تبحث عن أية إشارات غريبة، أو إيماءات، أو حتى ابتسامة باهتة ترتسم على وجه بنت من العابرات والتي يحدث أن تتقاطع خطاها ساعتها وصبي يسير في اتجاه معاكس. تتحرك السَّتائر دائماً، حتى في الأوقات التي تندر فيها هبات الرِّيح والنَّسمات العفيَّة التي عادة ما تعابثها، ومن ثم تُنْسَج الحكايا و تتناسل في بهيم الليل .بعضها يتسرب في ثرثرة النِّسوة حين يجتمعن عند الظَّهيرة .كانت تلك الحكايا مكونا لازما لطقوس جلسات أُنْسهن وبدونها تفقد القهوة نكهتها و تصبح الجلسة مملة وباهتة. وأما البعض الآخر فيخرج إلى فضاء الشَّوارع حيث تمتلئ الحوائط بأسماء، ورسومات لأعين دامعة وقلوب دامية هي ضحايا لسهام غامضة انتاشتها بغتة. هي تجليات السّاحة لا ريب وبركتها. على مدار الأعوام تنشأ في جنباتها القصص وتجوبها الخطى وتحولها لمزار مبارك . في تلك البقعة حيث تتلاقي الآمال والتوجس رأى في أحد صباحات الخريف البهية وجها مليحا لفتاة تسير مع آخريات بزيهن المدرسي ، سمراء رشيقة كعصفور من ضوء وعنبر وحلم. عينان واسعاتان كامآل جميلة ووجه من إشراقه ينزل الغيم . حين رآها تلك اللحظة خفق قلبه كطائر فِرَّة يباغت السَّائرين بطيران صاعق من وسط دغل أو حقل . بعد أن ابتعد خطوات من السَّاحة عرف من صديقه الذي يحفظ عن ظهر قلب أسماء وأشكال كل الفتيات في الناحية أنَّ اسمها سوسن ويعمل أبوها في وظيفة ما بمطاحن الغلال.بعد أيام لاحظ أنها- كلما اقتربت من محاذاته قرب النَّخلتين- تسرع خطواتها وهي تميل برأسها جانبا بهيئة آسره لم ير مثيلا لها منذ أن تفتحت عيناه في هذه البقاع. كل صباح كان يراها عند منتصف السَّاحة بشعرها المعقوص كذيل فرس نبيلة عصيَّة على التَّدجين وحين تقترب منه في تلك البقعة التي تتبدل فيها الجغرافيا ويذهل الوقت ، تضغط أصابعها بشدة علي حقيبتها المدرسية علي كتفها. ثم ما لبث أن وجد إيقاع حياته مضبوطا بدقة بحيث يلاقيها كل يوم في ذات الوقت وذات المكان دون تغيير في تفاصيل المشهد. في أحد المرات وهي تجتازه مسرعة لمح وجهها تعلوه ابتسامة ساحرة وغامضة كتلك اللوحة التي سيشاهدها فيما بعد على صفحات مجلة قديمة . قضى ليالي أسيرا لتلك الابتسامة وكان حين يغلبه النُّعاس يفردها غطاءا دافئا على قلبه وينام. كان يتوق أن تقف يوما وتنظر لعينيه برهة وحسب،دون أن تكلمه، أو ليتها تتظاهر أنها تنظر ناحية المبنى الأثري الذي يكون ساعتها خلفه بالضبط ثم لتواصل سيرها. مرة واحدة لا غير ترنو تجاهه وستنفتح أبواب الأبدية ويهبط الغناء جديدا وطريا كنبتة خريفية يتوجها النَّدى .من هنا بدأت الحكاية .كان الوقت أوائل يوليو وكان هو صبيا يختال في الزِّي المدرسي لأول يوم له في المدرسة العليا.وكانت السَّماء تنضو غلالة الفجر الحريرية لتفسح المجال ليتمخطر النَّهار . ثم كانت السَّاحة فضاءا ساحرا والسَّماك يضع أغراضه ليبدأ طقوسه النَّهارية استعدادا لليلة صيد مضنية يطارد فيها الأسماك التي تتمرد على الشِّطآن .وفي ما بعد وأثناء حصص الطَّويلة المملة كان يفكر فيها كثيرا. يرسم خطوطا هلامية بظهر الدفتر يفكر أي المغنين تحب. ربما تلك الاغنية الرائجة هذه الأيام ، يستعيد ملامح وجهها ويبدأ في تخيل نظارات الشَّمس التي تلائمه، يتخيل دلال شعرها المعقوص كذيل فرس نبيلة حين تعمد لتركه ينهدل بحرية على كتفيها مثل شلال من الليل . بيد أنَّه كان يفكر أكثر كيف يهتدي لطريقة يحادثها بعيداً عن السَّتائر والأعين المتلصصة. يوما ما سوف تحين تلك الفرصة وسيقع اختياره على واحدة من الخطط التي بدأت تختمر بذهنه، كأن يقف أمامها معترضا طريقها ويسألها عن الوقت، يستعير منها كتابا ، يقول لها لديه مجموعة رائعة من المجلات المُصوَّرة، أو يتصنع التعثر بحجر ما فيفقد توازنه ويسقط أمامها . ربما ستمد يدها فزعه وتضعها على كتفه وإن فعلت ذلك فسوف يبقى في هيئته تلك إذ ستوسمه بوسم يدوم بقلبه للأبد، بيد أن السَّماك سيكون هناك كدأبه كل يوم يرفأ شباكه المربوطة بين النَّخلتين، يعمل قليلا بتؤدة و يرخي أذنيه أكثر، ماسحا بعينيه الماكرتين الغادين والرائحين بحثا عن شيء ما يؤنس وحدته وسط المياه في ليالي الصَّيف الموحشة والحالكة. من يقدر على صيد الأسماك الملساء والتي لا تستقر على حال متى ما خرجت من الماء، لن تفوت عليه هذه الحيلة ، حتما سيسرع ويخلِّصه من مأزقه بذات المهارة التي يُخلِّص بها الأسماك العالقة بين خلايا الشَّبكة.تعليق(هذا ميلاد كوكب جديد اسمه محمد حمدي خريج كلية الآداب جامعة الخرطوم يعمل معلم لغة انجليزية ومترجم في سلطنة عمان من أبناء الحوش جنوب الجزيرة)

    (عدل بواسطة الطيب الشيخ on 12-24-2015, 02:56 PM)
    (عدل بواسطة الطيب الشيخ on 12-25-2015, 06:58 AM)

                  

03-13-2016, 05:23 PM

محمد فضل الله المكى
<aمحمد فضل الله المكى
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4846

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحب في زمن الثعالب (1 ) بقلم الاستاذ محمد ح (Re: الطيب الشيخ)

    .

    ياااااااااااا الطيب الشيخ ثعالب المنبر ماااااا منتظرنك ياخ ؟!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de