الترابي لست انا من يقيمه وحسب ما قراءت عنه واستمعت اليه سوا في ندوات او عبر الميديا
فهو
سياسي عرف كيف يكيف الواقع .
مناضل مؤمن بفكرته قاتل لاجلها منذ اكثر من نصف قرن .
رجل دين مجدد عجز كل اقرانه عن مقارعته الحجة بالحجة .
للترابي اخطأ ليس في ذلك شك واجلها رعايته وتخطيطه لقيام نظام الحكم الحالي .
دارت عجلة السياسة فاصبح من حاكم يأتمر بأمره الكل الى سجين من قبل تلامذته فلم يلن عوده بل عاد
الى صفوف النضال ضد من صنعهم وكان صاحب صوت عالي ومنح قوى المعارضة دفعة معنوية قوية
..............................................
تجييش الشباب الى حرب الجنوب
لم يكن الترابي هو من افتعل حرب الجنوب بل هي حرب قائمة منذ ان رفع علم الاستقلال
فقط اضاف الترابي لها صبغة دينية وهي لم تكن غائبة على كل حال فالطرف الاخر واعني ( الحركة الشعبية)
كانت من قبل تستعين باهل الدين ومنظماتهم لدعم حربها ضد الحكومات السودانية (ديمقراطية او عسكرية)
واظن ان الموافقة على حق تقرير المصير لاهل الجنوب هي تكفير عن الذنوب من قبل اتباعه وهو حق للاسف
لم تكن كل القوى المعارضة تمتلك الشجاعة للموافقة عليه ,
مسؤولية الدكتور الترابي عن جرائم الانقاذ في عهدها الاول قبل المفاصلة يمكن النظر اليها مثل مسؤولية الزعيم عبدالخالق محجوب
عن احداث الجزيرة ابا ومعلوم ان الحزب الشيوعي هو الداعم الرئيسي لانقلاب نميري (في بدأياته )
المحير في الامر
لم اتعجب من كمية الحبر المنثور فرحا ولعنا للترابي فنحن في زمن تبدلت في الاشياء واصبحت الحرمات لا مكان لها
وربما لم يترك الراحل مكانا لحمده من قبل الناغمين عليه
لكن
الغريب في الامر
ان الترابي كان حرا طليقا ما يقارب ال 16 عام بل وقعت معه قوى المعارضة عهود ومواثيق لاسقاط النظام الذي صنعه
لماذا لم يواجه الترابي بما ارتكبه من جرائم . لماذا لم يقم (اهل النضال) بفتح بلاغات بجرائم الترابي وهو كان طيلة المدة السابقة
يتجول حرا بين كل الدول دون اي اعتراض من احد . يا ترى ماهو السبب الذي منع اهل المعارضة من ملاحقة الترابي
واليوم ايضا
علي عثمان ونافع علي نافع وعوض الجاز وصلاح قوش وغيرهم ممن كانت لهم السلطة مواطنون عاديون ليس لهم حصانة (حسب علمي)
لماذا لا يلاحقهم اهل المعارضة قضائيا ام انهم ينتظرون موتهم حتى يلعنوهم .
................
ولاصحاب تكفير الترابي اقول
لماذا لم تواجهوا الرجل حين كان حيا ام كنتم تعلمون انكم لن تستطيعوا ذلك .
.....
تاثرت مثل غير من شباب هذا الوطن بسياسات الانقاذ والتي أتى بها الترابي الا انني لا اجد حرج أن اسامحه واعفو عنه
فهو اليوم بين يدي الله ولو خيرني الله بين دخوله الجنة او جهنم لاخترت له الجنة .
والعفو اجره عظيم عند الله