دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
الاشعرية هي نسبة لما قام به ابي موسي الاشعري في حادثة التحكيم الشهيرة في الفقه الاسلامي . العاصية و اعني بها موقف عمرو بن العاص من قضية التحكيم .
ليست قضية البوست محاورة التاريخ او التعرّض لقضيّة التحكيم و التي تأثّر بها الفقه الاسلامي و حتي هذه اللحظة فهناك حروب دائرة بين تيارات اسلامية اختلفت علي بعضها البعض و تحاربت و تخاصمت بسبب تلك الحادثة الغائرة في اعماق التاريخ الاسلامي ، و لا يهمّني من تلك الحادثة سوي استعارة المعاني التي ارتبطت بموقف ابي موسي الاشعري و موقف عمرو بن العاص من قضية التحكيم . اذ كان موقف ابي موسي الاشعري موقفا يمكنني ان اصفه بأنه موقف بعيد كل البعد عن التفكير السياسي العميق ، اما موقف عمرو بن العاص فقد انطلق من دهاء سياسي خطّط له صاحبه بذكاء كبير .
اذن اعتقد أنّ فكرة البوست قد اتضحت . هناك امر آخر اود ايضاحه بل و الاعتذار عنه ، و هو عدم دخولي في شروحات تختص بقصة التحكيم و التي اقتبست منها اسم و فكرة البوست ، و طالما أنّ بالمنبر اناس غير مسلمين ، فمن الجائز ان يكون بعضهم غير مدرك لتفاصيل تلك الحادثة ، فانا اعتذر لهم لأن موضوع البوست ليس الحادثة نفسها بقدر ما هو مرتبط بطريقة التفكير التي اختص بها كل واحد من مندوبي الخلفاء المتنافسين ، و طالما أنّ القصّة متوفرة و متاحة في الانترنت فلا أجد ضرورة لتناولها بالشرح في هذا المكان لأنّها ليست موضوع البوست كما اشرت الي ذلك من قبل ، فارجو الاطلاع عليها في المواقع التي تناولتها سردًا و شرحًا و اختلافًا و تحليل ، و ما اكثر المواقع بالشبكة العنكبوتية التي تناولت ذلك الامر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
هذا البوست اتمنّي أن يكون بوست للحوار و ليس بوست يعرض فيه صاحبه ما يود أن يقول ثم يتداخل معه المحاورين لمناقشة آرائه . فذلك آخر ما يهمّني بخصوص هذا الامر .
ما اريده حقًا هو حوار عميق يتناول كل جوانب الموضوع ، فليس هذا البوست ندوة يختار فيها المتحدّث ( العنوان و المقدّمة و صلب الموضوع ) ثم يحدّد مقدار الزمن الذي سيمنحه لكل المتداخلين ، فتلك ليست وسيلة ملائمة للحوار و تبادل الافكار ، و كثيرًا ما أجد نفسي معترضًا علي النّدوات كفكرة في الاساس . و احب استبدالها بحلقات النقاش ( بالطبع لا اعني اركان النقاش و لكني اعني حلقة للحوار يتم فيها تبادل الآراء بغرض التطور و بهدوء دون شد و جذب ، بالضبط كما هو الحال في البنوك و الشركات ). الندوة في كثير من الاحيان توحي لي بتعامل متعالي ( ذلك فقط مجرّد ايحاء ) ، فالشخص المتحدّث بالندوة كأنّه يضع نفسه في مكان الاستاذ و المستمعين اليه في مكانة التلاميذ الذين يحتاجون لسماع ما يقول ، هذا بالاضافة الي ان زمن الندوة في اغلب الاحيان ينتهي قبل الإجابة علي اسئلة الجمهور ، و بالتالي يكون الشخص المتحدّث قد قال كل ما يود قوله ثم انتهي الزمن قبل أن يناقشه الجمهور فيما يقول ، هذا بالاضافة الي أنّ الشخص المتحدّث يكون بيده ان يتحكّم في سير الحوار تطويلًا و قفزًا و تقصير . ذلك ما يجعلني احد المحبّين للبوستات و الحوارات بمعناها الذي اوضحت ، و لا أجد نفسي من انصار المقالات و الندوات . فهذا البوست كان بامكاني أن أجعله مقال منشور في الحوار المتمدّن او سودانايل او احد المنابر الاخري المختصة بنشر المقالات ، و لكني لم افعل ذلك لأنّ الموضوع باعتقادي اهم من ان يتم تناوله في مقال ، فالمقال لا يمنح الآخرين فرصة الرّد علي ما جاء فيه ( الا أن يكون ردًا بمقال ) ، كما أنّ الافكار الواردة في المقال لا يتم اختبارها بصورة سليمة اذ أنّ مجال النشر لا يسمح بذلك ، و حتي اذا سمح فإنّ المساحة المتاحة للرّد تكون محدودة او أنّ كاتب المقال لا يكون ملزم بالرّد علي تعليقات المحاورين ، بعكس البوست و الذي يتيح مجالًا اوسع للحوار يشارك فيه اعضاء المنبر و المتداخلين من صفحة الفيس بوك .
اذن اود أن يكون هذا البوست مساحة حرّة لحوار هذه القضية المهمّة ، و ساسعي جاهدًا لأن اعمل علي إدارة الحوار اكثر من سعيي للتأثير علي مسار البوست .
البوست بوست مفتوح و الدعوة شاملة و فضاء الحرية بهذا البوست سقفه السماء . فاتمنّي أن أقرأ آراء الجميع ، انطلاقًا من فكرة البوست التي تناولتها في السطور اعلاه .
خلوهو اكون discussion و ليس essay or artcle
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
ساحاول وضع بعض المحاور التي قد تسهم في التداول و الحوار .
١- مقارنة بين موقف اليسار السوداني و الاسلاميين السودانيين ، هذه المقارنة اراها ضرورية جدًا للدخول في ساحة هذا الحوار .
٢- تأثير الاشعرية و العاصية في انقلاب هاشم العطا ( او الثورة التصحيحية كما يسميه البعض ) . هذه النقطة تعود الي الحوار مع صديقي ياسر الذي تحدثت عنه في بداية البوست .
٣- دور الترابي في اكتوبر و حقيقة ما قاله بندوة جمعية الفلسفة ، و مقارنتها بحقيقة ما نسبه له التاريخ بفعل تأثير و سطوة الاسلاميين .
٤- دور الترابي في حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه من البرلمان و مقارنته بدور الازهري . و ما حفظه سجل التاريخ لكل واحد من الرجلين .
٥- مساعي الاسلاميين السودانيين الجادة في ربط الاسلام بحركتهم للدرجة التي جعلت اسم الاسلام جزء اصيل من اسم الحركة علي مسار تاريخها الطويل ، مقارنة ذلك بموقف الشيوعيين من هنري كوريل ( هذه المقارنة فقط اود ان أضيئ بها حجم الابتزاز الديني الذي تعرض له الحزب الشيوعي السوداني لكون هنري كوريل كان احد قادة حدتو و بسبب ذلك الابتزاز ، قد تجاوز الشيوعيون مواقف كوريل في دعم حركات التحرر الوطني الافريقية كما تغافلوا عن موقفه من الثورة الجزائرية و موقفه من حرب فلسطين و دعمه لقضية النوبيين المصريين و قضايا اخري كثيرة ).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
ما دفعني للاصرار علي طرق كل هذه الأبواب هو قناعتي بأنّ الكثير من السياسيين السودانيين تعاملوا مع السياسة تعامل ( اشعري ) بل تعامل أقرب للرومانسية إن لم أقل ( المازوشية ) و قد جاء ذلك في منحنيات تاريخية يصعب القفز فوقها دون اللجوء الي ( عاصوية ) تعصم الوطن عن آثار تلك العواصف و الرياح .
فمثلًا موقف السياسيين السودانيين من سوار الدهب و هو قائد مسيرة الرّدع ( و التي كان مناط بها ردع انتفاضة ابريل ) ، و هنا أجد نفسي في حيرة من امري حين اري أنّ التاريخ يعيد نفسه ، ففي ابان فترة انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ ، و في قناة الجزيرة - ظهر بعض المتحدثون الشباب الذين كانوا من انصار حكومة البشير و قد كان همّهم الاكبر هو شرح فكرة ( لواء الرّدع الاكتروني ) و الذي ادّعوا أنّ مهمّته الاولي هي الرّد علي اكاذيب السودانيين علي الانترنت و قد اتي ذلك بحسب ادّعائهم لأن التوازن الاخباري يحتاج الي ذلك الدّعم . في تلك اللحظة وقفت كثيرًا علي تلك التسمية و التي اعادتني الي مقال قرأته في مرّة سابقة تناول دور سوار الدهب في قيادة مسيرة الرّدع ، و اولئك الشباب لم يفعلوا شيئًا سوي أن أضافوا لها كلمة اكتروني و قد لا يكونوا قد ابتدعوا تلك الاضافة من بنات افكارهم و انما قد تكون جاءتهم من اسلاميين كبار عرفوا و فهموا بل صاغوا ذلك التاريخ في مغبّة غفلة و ( اشعرية الآخرين ) ، خاصة اذا استصحبنا معنا ما اشار له الاستاذ فتحي الضو في كتابه السودان سقوط الأقنعة و الذي تحدّث فيه عن الدور الذي لعبته المنظمة الاسلامية التي كان يرأسها سوار الدهب و التي فتحت مكاتبها للبشير ليقوم بتسجيل بيانه الاول حين اعد عدّته للانقلاب . و لست بحاجة للحديث عن تأكيد الترابي للحادثة من خلال شهادته علي العصر . فحين انظر لتقديم الحزبيين السودانيين لسوار الدهب ليكون قائد للفترة الانتقالية و حين أقارن بين موقفه و موقف جون قرنق الذي كان يسمي الفترة الانتقالية مايو 2 حينها فقط تبدو لي الملامح واضحة بين الاشعريين و العاصيين .
تلك حقائق تاريخية بحاجة لقراءة مجرّدة من كل العواطف الحزبية و عواطف القرابة و القبيلة و الاسرة و القرية و الحي .
نحن بحاجة لفتح تلك الصفحات المعتمة لمطالعتها ، لا بغرض محاسبة التاريخ و لكن بهدف فهم دروسه و الاستعانة بها لمواجهة مستقبلنا القريب و البعيد .
لذا أجد نفسي بحاجة لفتح هذا الحوار ، فهناك الكثير من الحقائق الغائبة و في كل يوم يتفاجأ الشخص بمواقف مدهشة لاناس في قامة الملائكة و الانبياء ، و قد مررت قبل اسابيع قليلة بحوار قديم ( نوعًا ما ) أجراه عبد الوهاب همّت مع عمر عبد العاطي عن ثورة ابريل و بعض الاحداث المتعلّقة بها و قد أذهلتني ( اشعرية الرجل ) و اشعرية السياسيين السودانيين الآخرين حين يتعلّق الامر بقضايا وطنية كبري مثل استلام رشاوي و دفعات مالية لمساعدة عمر محمد الطيب و بعض سدنة نظام نميري . تلك حقًا كانت حقائق صادمة بالنسبة لي رغم انها أجابت لي علي اسئلة كثيرة كنت احتار عندها حين افكر في انقلاب الترابي - البشير - علي عثمان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
رابط لمقال يتناول دور سوار الدهب في مسيرة الردع .
http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8536http://www.altayar.sd/play.php؟catsmktba=8536
رابط لمقال آخر يحكي حقائق تاريخية صادمة عن سودان ما بعد انتفاضة ابريل
http://www.sudaress.com/sudantoday/2047http://www.sudaress.com/sudantoday/2047
المقالان يؤكّدان اشعرية قطاعات كبيرة من قيادات القوي السياسية السودانية حينها ، تلك القيادات التي كانت كأنّها تمارس السياسة في عرض مسرحي بمهرجان ثقافي . ذلك بالضبط هو شعوري عندما أقف علي مثل تلك الحقائق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
عفوًا . روابط المقالات لا تعمل . ساحاول وضع اسماء المقالات و عليه يمكن الحصول عليها من قوقل .
بصراحة المنبر متعب جدًا مع خاصية عدم وضع روابط ، هذه الخاصية لا تعمل عندي منذ اكثر من عام و كذلك خاصية رفع الفيديوهات . كنت بحاجة لرفع عدد كبير من الفيديوهات و الروابط و الحوارات و لكن لا بأس بالقبول بالحد الأدني من المشاركة ، فذلك كل ما يتيحه لنا المنبر الآن .
مقال سوار الدهب يحمل عنوان : المؤتمر الوطني .. ومصير الاتحاد الاشتراكي ، كاتبه محمد وداعة علي صحيفة التيار .
مقال عمر عبد العاطي يحمل اسم : عمر عبدالعاطي وزير العدل والنائب العام السابق (3) ، منشور علي صفحات سودارس نقلًا عن حريات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
الاخ الصديق زميل المنبر . فارس موسي قدّم لي هذه المعلومة و عندما بحثتها علي قوقل وجدت رابط هذا المقال و قد الجمت الدهشة لساني . فهل حقًا يمتد نضال حزب المؤتمر السوداني الي ذلك التاريخ ؟
رابط المقال هو : http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-50670.htm
للضمان . عنوان المقال هو : التحية لنضال حزب المؤتمر السوداني ورئيسه . و هو مقال منشور علي صحيفة الراكوبة في العام ٢٠١٤.
اين الخلل اذن ؟ فطالما أنّ مثل هذه المعلومات المهمّة لا يتم تداولها بصورة جماهيرية تجعلها متاحة للجميع ، فأين يكم الخطأ ؟
بالنسبة لي . اعترف بقصور كبير في الاطلاع علي الكتب السودانية و ترجمات السودانيين من اللغات الاخري و قد يكن ذلك بسبب سنوات الغربة و الهجرة الطويلة او لقصور يرتبط بكسل ذهني يلازمني كثيرًا ، و لكن ما بال الكثير من أبناء و بنات جيلي و أجيال سابقة و اخري لاحقة لهم - ما بالهم اذ لم يقفون علي مثل هذه المسائل المذهلة ؟
اهو تقصير من الذين سبقونا ام هو احد عيوب ثقافة المشافهة التي ابتلي بها شعبنا و الكثير من شعوب المنطقة ؟
حين أضع هذه الحقيقة امام عيني اصاب بالرّعب . اذا كان الشخص يقرأ بسرعة ورقة واحدة في الدقيقة ثم قرأ لمدة عشر دقائق باليوم فإنه يقرأ عشر صفحات و اذا واصل ذلك لمدة شهر فإنه يقرأ ٣٠٠ صفحة ( اي كتاب من الحجم المتوسط ) و اذا واصل ذلك لمدة سنة فإنه يقرأ ١٢ كتاب بالعام ، اما اذا قرأ ٢٠ دقيقة باليوم فستكون حصيلته من القراءة ٢٤ كتاب بالعام ، و اذا قرأ نصف ساعة فسيقرأ بالعام ٣٦ كتاب . هذا اذا كانت الكتب من الحجم المتوسط ( ٣٠٠ صفحة ) اما اذا كانت الكتب من حجم ١٥٠ صفحة فستكون حصيلته من القراءة ٧٢ كتاب بالعام .فأين يكمن الخطأ اذن ؟ و لماذا لا نقف علي معلومات كثيرة تخص السودان رغم حرصنا علي القراءة و قضاء ساعات و ساعات قراءة بكل يوم ؟ هل الخطأ في توزيع زمننا علي ما يجب أن نقرأ ؟ ام يكمن الخطأ في مكان آخر يخفي علي الناس ؟ اتمنّي أن يسعفني احدكم بإجابات شافية تكفيني هذه الحيرة و التوهان الكبير .
وش حائر و آخر تلجمه الدهشة صباح مساء .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
سلام اخ وليد لك التحية الموضوع اخد حيز للنقاش في شكل بوستات عديدة وساد الهرج والمرج ولغة الحجاج النقاش لكن حوار هادئ كما اسلفت لايوجد الا القليل فمرحبا بالحوار الهادئ اما بالنسبة للقراءة انا واحد من الناس ممكن اقرا رواية تتكون من 500 صفحة القطع الكبير في يوم واحد كيف بس شفت مش كده لكن طبعا قراءة الروايلت لاتشابه باقي القراءات عموما تنظيم الوقت كلمة السر في الموضوع دا وجارك معاوية الزبير قال مفارق عشان وقف القراية بجيك بي رواقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: sadig mirghani)
|
Quote: ما دفعني للاصرار علي طرق كل هذه الأبواب هو قناعتي بأنّ الكثير من السياسيين السودانيين تعاملوا مع السياسة تعامل ( اشعري ) بل تعامل أقرب للرومانسية إن لم أقل ( المازوشية ) و قد جاء ذلك في منحنيات تاريخية يصعب القفز فوقها دون اللجوء الي ( عاصوية ) تعصم الوطن عن آثار تلك العواصف و الرياح |
شكرا أخ وليد
ضربت عميقاً في أزمتنا .. أزمة توظيف وتوزير وتقديم الدراويش في هيئاتنا الحزبية المنقلبة عن كيانات صوفية بدلاً عن استخدام الكوادر المدربة والمحنكة
نظرة بسيطة لتشكيلات السيد الصادق التي قاد بها فرق الديمقراطية الثالثة تؤكـد صحـة وصدقية ما ذهبت إليه .. ببساطة تم الالتفاف عليهم وخداعهم واستلام الوضع الديمقراطي منهم استلاماً سلساً أدى للبعض من المحللين باتهامهم بالتواطؤ في تسليم الديمقراطية الثالثة
كثير من تقاعس الجماهير عن السعي في استرجاع وضع ديمقراطي يعود إلى سهولة فقدانها مهما طرح البعض (مستدامة) لفظاً بدون تخطيط وعمل حقيقي..
لعل العنوان غير واضح في جذب القراء للموضوع .. أعتقد يمكنك تداركه
أحمد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: أحمد الشايقي)
|
الاخ أحمد الشايقي تحياتي
كانت بالديمقراطية الثالثة نواقص كثيرة و ما يؤلمني حقًا هو أنّ المعلومات عنها لا يكاد يجدها الشخص الا عندما يتحدّث مع احد الذين ساهموا في صناعة تلك الاحداث ، اغلب الناس لم يكتبوا شهاداتهم عن تلك الفترة المهمة من تاريخ السودان ، و لم يبدل من موقفهم ذلك ، معاصرتهم لثورة المعلومات و عوالم النشر الاكتروني و الانترنت . هذا جانب و الجانب الآخر هو ما يتعلّق بالنقطة المهمّة التي اشرت لها انت في مداخلتك و هي المتعلّقة بازمة التوظيف و التوزير ، فتلك القضية تكاد تكون غائبة عن كل الأجيال التي لم تسهم في انتفاضة ٦ ابريل من العام ١٩٨٥ او لم تعايش احداثها ، و هناك تصوّر مثالي عن فترة الحكم الديمقراطي و كأنّ تلك الفترة لم تكن بها محسوبية و تجاوزات لحقوق الاخرين ، و قد فاقم من المشكلة صمت الناس عن تناول تلك الفترة بالنقد او حتي بالتوثيق . بالطبع أنّ قضيّة النواب او الوزراء ( الدراويش ) تحتاج الي تناولها تناول موضوعي يفحص الاسباب الحقيقية و الدوافع التي قادت لها ، و لا اعتقد أنّ تلك الازمة قد أخذت نصيبها من النقاش ، الامر الذي يصعب معه الجزم بعدم تكرارها اذا عادت الديمقراطية للمرة الرابعة . ففكرة بسيطة مثل فكرة تأسيس اكاديمية لتأهيل النواب او المترشحين للعمل النيابي - قد تجد معارضة شديدة من بعض الاحزاب السودانية و بالتالي يمكنها ان توقف مثل هذا المشروع باستخدام اكثريتها الميكانيكية حفاظًا علي حقوق الحزب و التي قد يهدّدها مثل ذلك الاقتراح البسيط . عندما انظر لما فعله الاسلاميون بالديمقراطية الثالثة - احس بأن كل الساسة السودانيون حينها كانوا في طيبة ابي موسي الاشعري - و الاسلاميون وحدهم كانوا في دهاء عمرو بن العاص ، ففي شهادته علي العصر في الحلقة ٩ - ذكر الترابي أنّ جهاز الاتصالات بالجيش قد تم تعطيله في كل السودان و ادير بدله جهاز آخر ، و أنّ بعض الاسلاميين كانوا يمتلكون اجهزة اتصال ، كما تحدث عن المصارف و شركات التأمين ، و العلاقات الخارجية لحزب الاسلاميين . تلك الاشياء التي جعلت منه دولة داخل الدولة ( هذه الاخيرة من عندي ). باستصحاب حقيقة أنّ الجبهة القومية الاسلامية قد رفضت التوقيع علي ميثاق حماية الديمقراطية - سيكون من الصعب استيعاب الاسباب الحقيقية التي جعلت الآخرين يتعاملون معها بتلك البراءة و تلك الثقة التي ليس لها مثيل . هناك الكثير من القضايا سوف احاول مناقشتها في نقاط اخري حتي لا اطيل الحديث في هذه المداخلة .
اما عن عنوان البوست ،، فاختيار العناوين هو اكثر ما يرهقني في الكتابة و لا يفوقه رهقًا الا تعديل اسم العنوان ( ففي منبر بكري هذا ، مثل هذه المهمّة التي يفترض انها بسيطة - أجدها تحتاج الي كورس ، ان لم تكن بحاجة الي بكالريوس )
اشكرك كثيرًا و اعتذر عن تأخير الرّد و عن عدم تداول كل الافكار المهمّة التي جاءت بمداخلتك النيّرة التي أضأت بها اركان البوست .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: sadig mirghani)
|
سلامي sadig mirghani
الموضوع تمت مناقشته في عدة منابر و مع ذلك اعتقد أنّه بحاجة للمزيد من النقاش ، الثقافة الشفاهية في مجتمعنا أضرّت كثيرًا بمهمّة نقل الحقائق و التوثيق ، بل أنّ بعض السودانيين الذين يضعهم الشعب في عداد كبار الكتّاب قد استفادوا من هذا الواقع الشائه فتصدّر بعضهم قائمة افضل الكٌتّاب السودانيين و عند فحص كتاباتهم و اخضاعها لقواعد التقييم السليم ستجد أنّهم فقط يكتبون عن حقائق غائبة عن الأجيال اللاحقة لهم رغم انهم لم يتحصّلوا علي تلك الحقائق من خلال مثابرة او قراءة او إجتهاد و انّما استقوها من معايشتهم لاحداثها يومًا بيوم ، عايشوها كما نعايش نحن الآن وقائع عظيمة و مهمّة في تاريخ السودان ( فصل الجنوب او ملاحقة المحكمة الجنائية لرئيس السودان ) ، فلك أن تتصوّر الكم الهائل من المعلومات التي عاصرناها و كيف أنّ الأجيال اللاحقة تحتاج لمثل هذه المعلومات ، و اذا افترضنا أنّه لا يوجد انترنت الآن و لا توثيق كما هو حادث في هذا العصر ، فإلي أيّ سماء سترفع الأجيال اللاحقة أبناء و بنات هذا الجيل بسبب هذه المعلومات الكثيرة التي عايشوا احداثها و بالتالي حفظوها عن ظهر قلب لا لأنّهم عباقرة و لكن لأنّها جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية ؟ فهل لأحد أبناء او بنات هذا الجيل أن يغمط الأجيال اللاحقة حقّها في المعرفة و يتعالي عليها لا لشئ سوي أنّه يكبرهم عمرًا و قد عاصر من الاحداث ما لم يعاصروه ؟ ذلك جزء يسير من واقعنا المرير الذي نحياه الآن - اذ أنّ هناك أجيال لا زالت تستمتع باحتكار المعرفة و تري أنّ ما عاصرته من احداث انّما هو ملك اصيل لها وحدها تكتب عنه عندما تريد و تصمت عن الحديث عنه اذا حقّ لها الصمت و لو كان في صمتها طمس لحقائق الاشياء و تشويه لافكار أجيال لاحقة تليها أجيال و أجيال .
امّا عن قراءة الروايات فهي فعلًا خفيفة و كثير من الناس يمكنهم أن يقرأوا رواية كاملة في يوم واحد ، و اعتقد أنّ القراءة بهذه الطريقة لا تكون عادة دائمة لأنّها تحتاج الي زمن طويل يتم اقتطاعه لأجل القراءة كل يوم و لا اعتقد أنّ الانسان يمكنه أن يوفّر ذلك الزمن في كل يوم ، و لذا فمثل هذه القراءة التي تحدّثت عنها انت باعتقادي ستكون متقطّعة او تأتي بعد فترات طويلة و ازمان - و اذا احصيت مجموع الكتب التي يقرأها الشخص بهذه الطريقة قد تجدها لا تتجاوز بضعة كتب خلال العام ، اما القراءة لساعة او نصف ساعة او عدد من الدقائق في اليوم يمكن تيسرها لأي شخص و بالتالي يمكنه مواصلتها بصورة مستمرة و بهذا تكون حصيلة القراءة خلال العام اكبر بكثير من حصيلة الطريقة الاخري ( قراءة كتاب كامل في اليوم ) لأن هذه الطريقة الاخيرة قد يملها الشخص او ينشغل عنها بسبب زحام الحياة او يتركها بسبب عوامل الكسل و الاسترخاء . عمومًا اري أنّ القراءة ايًا كان نوعها انّما هي عادة جيدة تسهم بصورة كبيرة في تغيير حياة الناس .
اشكرك علي مداخلتك الرائعة كما اعتذر عن تأخير الرّد ، فكن بألف خير .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: وليد زمبركس)
|
تعود بي ذاكرة الاحداث للمرحلة ما قبل انقلاب 30 يونيو مباشرة يا وليد ..عندما كانت كل المعطيات والمعلومات تشير وبوضوح شديد لانقلاب الجبهة الاسلامية .. اقترح نفر من ضباط الجيش السودانيين انقلابا استباقيا لانقلاب الجبهة الاسلامية, وبقيادة عدد من الضباط الذين ساهموا مساهمة كبيرة في اجتثاث ديكتاتورية نميري في 1985 ..
في ذلك الوقت بالتحديد .. كان الخيار بين انقلابين .. أحدهم أسوأ بكثير من الآخر .. واثبتت الايام ذلك ..
لم يكن خيارا بين نظام ديمقراطي وآخر انقلابي وانما بين انقلابين ..
في تلك المعادلة .. وقف الحزب الشيوعي بقوة في وجه هذا الانقلاب (قد لا نستطيع وصفه باليساري ولكنه وعلى الاقل مناهضا للطفيلية الاسلامية وغير راضي عن مآلات الانتفاضة التي تم التلاعب بها لمصلحة الجبهة الاسلامية)
وقف الحزب الشيوعي بقوة في الضد من الانقلاب .. وأوقفه ... وفي المقابل لم يستطع الحزب منع انقلاب الجبهة الاسلامية !!!
اشعرية ؟! يا له من وصف بليغ يا صديقي ..
كلنا - وأعني اؤلئك الواقفون في الجهة الخاسرة - أشعرييون للحد البعيد .. والودعاء .. الطيبون .. لا يرثون الارض في نهاية المدي ... وكان المجد للشيطان ... على الاقل في الحالة السودانية .. وربما على مر التاريخ كان الحال كذلك!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاشعَرِيّة و العاصِيّة في الفعل السياسي (Re: محمد حيدر المشرف)
|
التحايا لك محمد حيدر المشرف و لك اعتذار عريض بسبب تأخير التداخل معك ، فقد ارهقني ازدحام نهاية العام ، فقد اكتظ بالكثير من الاشياء واجبة التنفيذ و قد كان اكثرها ازعاجًا اني انتقلت الي مسكن غير الذي آواني و اعتدت عليه لفترة غير قليلة و الامر الاكثر ازعاجًا اني لم اتمكن من توصيل الانترنت سوي اليوم و قد كان ذلك هو العائق الاكثر تأثيرًا في تأخير التداخل معك ، و رغم اني قرأت مداخلتك من التلفون و لكني لم استطع الرد منه و لو بكلمة اعتذار .
عودة الي مداخلتك و الي موضوع البوست . الانقلاب الذي تحدثت انت عنه ، لم أقرأ عنه و لا اعرف مسارات التفكير فيه و مع ذلك لا اعتقد أنّ هناك ضبّاط من الوطنية بمكان حيث يأمنهم الشعب علي حرياته ( كما قال الاستاذ محمود محمد طه قولًا مشابهًا لا اذكره ) و رغم اني لا اعتقد ان انقلابهم سوف يكون اسوأ من انقلاب الجبهة الاسلامية الا انه في النهاية انقلاب و بالضرورة سيقود الي سلطة مطلقة و السلطة المطلقة تؤدي الي فرعنة الزعماء او قادة الانقلاب و يمكننا ان نعود بالتاريخ الي عهد عبود و نميري و اعضاء مجالس انقلابهم ثم ننظر كيف كانوا و ماذا صاروا اليه بعد نجاح الانقلاب ؟ و ليس ذلك الامر المهم في سياقات العاصية و الاشعرية فهناك الكثير من المواقف تدعو للدهشة وقفها قادة و سياسيون عاصروا بل و شاركوا في مسيرة العمل الوطني الذي قاد للاستقلال . و لكن اشعريتهم أقعدت بهم عن ملاحقة الاسلاميين او حتي لفت انظار الناس الي ممارساتهم و مناهجهم و افكارهم التي تتعارض مع العمل الديمقراطي ، و اعتقد ان الاخوة الجمهوريون كانوا اكثر الناس معرفة بمخططات الاسلاميين و لذلك حرص الاسلاميون علي القضاء عليهم قبل الآخرين ، خاصة و ان الساحة السياسية قد خلت لهم من الحزب الشيوعي الذي قضوا علي تأثيره بعد مسيرة طرد نوابه من البرلمان في العام ١٩٦٥ و التي احتمل وزرها الازهري و شكر بها ( بسطاء الشعب السوداني ) الترابي و الاسلاميين ، ثم جاءت اعدامات يوليو و التي ازاحت المارد عن طريق الاسلاميين فحلموا بل خططوا و نفّذوا و عملوا ليلًا و نهار لأجل الانفراد بحكم السودان . الاشعرية باعتقادي لا تكمن في رفض الانقلاب الاستباقي لانقلاب الجبهة الاسلامية و لكني اراها تكمن في كون أنّ هناك قادة احزاب كانوا يتوقعون انقلاب الجبهة القومية الاسلامية علي الحكم و مع ذلك تعاملوا معها كحزب يؤمن بالديمقراطية رغم عدائها الصريح للديمقراطية اذ رفضت التوقيع علي ميثاق حمايتها و رغم حشد الالوف للتظاهر بعد انتهاء كل صلاة جمعة و رغم ما رشح في الاخبار عن سعي الجبهة الاسلامية الي احتكار السلع الضرورية بغرض التأثير علي السوق و تحريض المواطنين علي اثارة الفوضي و الشغب مستغلة براح الحريات بالعهد الديمقراطي - فرغم ان بعض هذه الممارسات لا يخالف القانون الا ان بعضها جاء مخالفًا له مخالفات لاذعة و صريحة مثل دور البنوك الاسلامية في تخريب الاقتصاد و التي كانت تسيطر الجبهة الاسلامية علي اغلبها ، تلك البنوك التي كانت تضارب في الفحم و الزيت و تخص باغلب قروضها الحسنة اعضاء الجبهة الاسلامية دون سواهم من المواطنين . هذا غير اسهامات بعض قادة الجبهة الاسلامية في نهايات عهد نميري و دعمهم الكامل له - بل رفعهم له الي درجة الامام الملهَم ، و تاريخنا القريب يشهد ببعض الجرائم الكبيرة التي وقعت في ذلك العصر و اولاها جريمة اعدام الاستاذ محمود محمد طه و جرائم اخري كثيرة تم انفاذها لتدعيم قوة الجبهة الاسلامية . ( بالطبع لا اقسم فترات حكم نميري الي فترة خير و فترات شر كما يقسمه بعض المتابعين ، انما فقط اردت ان اشير الي العلاقة المحتملة لولوغ بعض قادة الحركة الاسلامية في بحر بعض الجرائم التي اكتملت حلقاتها في ذلك العهد من عهود امساك الاسلاميين بخناق الدولة السودانية ) لقد نسي قادة الاحزاب الاخري او تناسوا تلك الاحداث او لعلهم ارتعبوا من مواجهة عملاق الجبهة الاسلامية ( و ذلك ما اراه أقرب للواقع ) خاصة و ان الترابي و بعض قادة الجبهة الاسلامية قد أمّنوا انفسهم و حزبهم من الملاحقة جرّاء تزوجهم من عائلات لها مكانتها في احزاب سودانية لا يمكن تجاوزها حين يرتبط الامر بالاسرة و القرابة و صلة الدم . ليست هي محاولة لمحاسبة التاريخ بقدر ما هي محاولة لتسليط الضوء علي اشعريات سودانية دعمت مواقف و عاصيات الجبهة الاسلامية و فتحت لها الطريق للوصول الي قمّة السلطة بالبندقية ثم عجزت عن مواجهتها رغم كل ما بزلته احزاب المعارضة من جهد .
يقيني أنّ الجبهة الاسلامية استمدّت قوّتها من ضعف الآخرين و انفذت مخططاتها بسبب تساهلهم معها ، و حتي هذه اللحظة يتساهل السودانيون قادة و شعب عندما يرتبط الامر بحكومة الجبهة الاسلامية و رئيسها البشير و قادتها من وراء الحجاب ( علي عثمان و ابراهيم احمد عمر و آخرون ) . و يحزنني كثيرًا ألّا أجد الناس يتحدّثون عن ابراهيم احمد عمر او عوض الجاز او علي عثمان و انما كل الحديث ينصب علي غندور و نافع و ربيع عبد العاطي و مصطفي عثمان و صلاح قوش ، و كأنّ قضية الشعب هي ان يفضح الذين يبادرونه بالسباب و الشتم ، و حتي محمد عطا قليلًا ما يتناوله في حديثهم الناس ، و صلاح قوش نفسه لو لم يكن وقحًا في تعامله مع الآخرين لما تذكره احد ، و ها هو بكري حسن صالح يقيم خلف جدار صمته و كأنه لم يكن احد قادة الانقلاب او احد رجال مهامه الصعبة حين كانت الحكومة في بداياتها و لا تعرف سوي لغة القتل و التشريد و التعذيب ، الآن لا احد يتحدث عن بكري و كأنّه لاعب جديد بالساحة و لا يعرف تاريخه الناس .
يصدر علي عثمان محمد طه اوامره للعساكر بكل وضوح و قد كان النائب الاول للرئيس و هو يقول ( Shoot to kill ) ثم يخرج الناس في مظاهرات شذاذ آفاق و لحس الكوع ردًا علي ما قاله نافع و البشير ، و لا احد يذكر الآمر بالقتل ( علي عثمان ) . لو كانت المعارضة تضع الامور في نصابها الطبيعي لتم اتهام علي عثمان بأنّه الشخص الاول وراء قتل المتظاهرين في سبتمبر من العام ٢٠١٣ ، خاصة اذا استصحبنا معنا الفيديو الذي ظهر فيه مرتبكًا و هو يوجه رسائله للناس ، و اذا استصحبنا معنا ايضًا حقيقة ان علي عثمان لا يظهر في الاعلام الا نادرًا و خاصة عند اللحظات الحرجة التي تتعرض فيها حكومة الحركة الاسلامية لاهتزاز مثل المظاهرات او الضربات العسكرية او حتي المفاوضات ، مما يجعله رجل المهام الصعبة و التخطيط بامتياز ، و عن نفسي لا اتشكّك لحظة في كون أنّ علي عثمان ان لم يكن مخّطّط لكل جرائم حكومة الحركة الاسلامية فهو علي علم كامل بها قبل الحدوث ، و يكفي أنّه كان المسئول الاهم في ملف الانقلاب و انه اقترح لهم البشير ، و فوق ذلك أنّه الرجل الذي ينسب له الكثيرون الفضل في اقتلاع الترابي و احالته ( للتقاعد الالزامي ) و هو لا يزال في قمّة أدائه الجبهوي . رجل بمثل هذه الخطورة لا تتناوله المعارضة في حديثها اليومي و تنصرف الي ملاحقة ما يقوله نافع و ربيع عبد العاطي و البشير . تلك باعتقادي اشعرية تسرق النوم من العيون ، و كأن قضية المعارضة هي ملاحقة الذين يتحدّثون عنها او يشتمونها و يسبونها في الاعلام.
حتي المسكين ( قدو قدو ) قد نال نصيبًا من الشتم يستحقّه سواه . فهو لم يجلد تلك السيدة ( المظلومة ) جلدًا باطشًا مثلما جلدها العسكري الاول و لكن ظهور اسم قدوقدو علي ذلك الفيديو - جعله الجاني الاول - رغم ان الشخص الذي نادي اسمه قد امره بالابتعاد حتي يقوم العسكري الآخر ( مجهول الاسم ) ليجلد تلك السيدة بنفس شدّة الجلد التي اوقفها تهاون قدو قدو معها بالجلد . لكن الناس تركوا العسكري الآخر ( العنيف ) و رموا حنقهم علي قدوقدو ( الذي جلد تلك السيدة جلدًا أقل ما يمكن ان يقال عنه انه متساهل ، اذا تمّت مقارنته بما فعله العسكري الآخر ) ، و لكن ماذا يمكننا أن نقول مع اناس تهمّهم المسمّيات و الاسماء اكثر مما تهمّهم الاحداث . حقًا المعارضة السودانية سلميتها و مسلّحتها بحاجة الي قراءة الملعب و توزيع الأدوار بين لاعبيها من جديد ، و ذلك حديث آخر يطول .
اشكرك كثيرا يا صديقي فكن بألف صحة و خير و كل الذين يهمونك و في عِدادهم السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
|