دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Asim Fageary)
|
بعدما ما لمحنا له من طبيعة الشخصية العربية والتي هي بالتأكيد لها أثرها الكبير على شخصية المسلمين من حيث سيادة الثقافة العربية على الاسلام بشكل عام
أعتقد أنه يمكن الإشارة لشكليات الحوار وكوابحه أيضاً متأثرة بطبيعة الشخصية العربية
وذلك من حيث مدى قبول الاختلاف ومدى قبول الرأي الآخر وكذلك مدى التمسك بالمسلمات
وكما أن الجهة أو الكيان المتصدر أو المبادر بالحوار يكون له دور كبير وكذلك مدى متفاوت من القبول والرفض بحسب طبيعة الشخصية العربية
كل هذه بالإضافة لجوانب أخرى قد تأتي خلال السرد تحدد إمكانية تطور الحوار والحوار الديني في هذه المجتمعات ذات الطبيعة المعقدة جدا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Asim Fageary)
|
اخونا عاصم كل عام وانت بخير. مطلوب فضح خطاب الدوله الدينيه لانه إستخدم محمول واحد من محاميل الثقافه الكثيره وجعله وعاء لباقي المحاميل!! أخذ الجزء وجعله سلطان علي الكل!!! العمليه برمتها غايه في السذاجه، زي ما نقوم نختار طريقة ملبسنا ونقول عنها ياها دي كل ثقافتنا وخطورة ذلك الخطاب تبعاته من تقديس إنتاج المحمول(لغه،رموز، عرق،جغرافيا..)!!؛
واصل ياعاصم.. تحليلك عميق .. متابعين.
ا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Mohamed Adam)
|
لكم التحية أخي محمد آدم
الخطاب الديني بالطبع يعاني من ضعف شديد وأحد الأسباب في ذلك بالتأكيد هو نزوع الخطاب الديني لتبرير وجود دولة دينية لا وجود لها أصلا
أما بخصوص الثقافة فالثقافة متحرك وليست ساكن وكما أسلفنا فهي تتأثر وتؤثر بالتلاقح الثقافي مما ينتج ثقافة ثالثة قد لا تشبه الأبوين وإن أخذت من كليهما بعض الجينات
هذا المفهوم قد يعالج أيضاً فيما يعالج قضية الهوية التي شكلت هاجسا لحقب من الزمان
حيث ايادي التحليل الموجهة لمسألة الهوية كانت دائماً تشير في اتجاه واحد محاولة مناقشة القضية على أنها شيء واحد، ولكن الهوية نفسها قد تكون متعددة حتى للفرد الواحد شأنها في ذلك الثقافة والثقافات وتنوعها
لكم التحية والتقدير
عاصم فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Asim Fageary)
|
نواصل ....
ضرورة الحوار الديني تأتي من أن الدين كإحدي الظواهر الاجتماعية المصاحبة للتاريخ منذ الأزل لا يمكن تجاوزه في أي مرحلة
وقبل أن تختلط المسائل أحب أن أؤكد هنا أن الحوار الديني لا يعني باي حال من الأحوال قبولي بإقحام الدين في السياسة فأثبت هنا أني علماني (بفتح العين) وأنا مع فصل الدين عن السياسة
ولكن هذا لا يمنع ولا يقف عائقاً أمام التأكيد على ضرورة الحوار الديني
وسأتناول الموضوع وفقاً للتسلسل الذي بدأت أي من آخر نقطة وهي طبيعة الشخصية العربية وبما أن العرب شكلوا سيادة على الدين الإسلامي وكانت طبيعة شخصيتهم لها الأثر الكبير عليه
لذلك يكون الحوار نفسه متأثراً تأثيراً كبيرا بل مباشرا بطبيعة الشخصية العربية
الشخصية العربية ليست بعيدة عن الحوار منذ قبل دخول الإسلام في الجزيرة العربية وأخص هنا أهل مكة وقريش تحديدا
حيث كانت قريش تتميز بأن لديها دار الندوة التي يناقش فيها أهل الحل والربط أمور حياتهم ويتحاورون لإقرار قراراتهم السياسية والاجتماعية بل العقدية أيضاً
ودار الندوة من حيث التشاور والحوار قد يكون شبيه بما نسميه في عصرنا هذا بالديمقراطية في اتخاذ القرار الا أنه كان خاص فقط بأهل الحل والربط أي زعماء القبائل والعشائر ولم يكن للانسان البسيط فيه دور يذكر
وذلك ما يتناسب مع عصرهم آنذاك
بيد أن كل ما أشرنا إليه في الجزء الأول من طبيعة الشخصية العربية وطبيعة المجتمع آنذاك تؤثر بالتأكيد تأثيراً كبيرا
ونشير مرة أخرى برغبة كل قبيلة في السيطرة وميزان القوة وكل تلك الحروب التي كانت تنشأ حينها
والولاء للزعماء وأكابرة القوم
حيث الانصياع التام لهم بموجب نفوذهم المالي والسلطوي النابع من طبيعة المجتمع وهيكله
هذا يعطي الحوار شكلا مركزيا بالتأكيد
أي بعبارة أخرى إن أقنعت كبير القوم فالقوم له تابعون
وهذا أهم محور يصف طبيعة الشخصية العربية !
ونواصل
عاصم فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Asim Fageary)
|
حتى أكون أميناً في طرحي يجب أن أقر بأنه في العصور الوسطى الاسلامية كانت حرية التعبير أفضل منها في العصور الوسطى المسيحية حيث ظهر في اواسط المسلمين العرب الخطاب الناقد للدولة الدينية والذي لم يكن له أن يظهر في العصور الوسطى المسيحية نظرا لسيطرة الكنيسة بل وخطورة الأمر نفسه فقد كان من الممكن بسهولة أن يفقد نفسه من يتجرأ على نقد الكنيسة.
بالرغم من هذا ظل حتى العصر الحديث الخطاب النقدي للمسلمين يراوح مكانه بينما تحرر الخطاب الغربي وتطور متجاوزا بذلك كل العوائق التي كانت تقف أمامه في العصور الوسطى.
ونواصل
عاصم فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستنارة وضرورة الحوار الديني - 2 (Re: Asim Fageary)
|
الشخصية العربية تتميز بشغفها وحبها للخرافة والمسائل المتيافيزيقية .. كانت لها آلهة ولها عرافين ومنجمين وكانت تتشاءم وتتفاءل بكائنات وببعض الظواهر الطبيعية
كل هذا أسهم إسهاماً كبيراً في موقفها من الدين الذي أتى إليها كدين جديد حينها وهو الإسلام، فتعاملت معه بما تقتضيه طبيعتها هذه سواء في القبول به أو رفضه فلكل كانت هنالك مرتكزات إنعكست من طبيعة الشخصية العربية سواء أكان من هذا الجانب الميتافيزيقي أو من الجوانب الأخرى التي تطرقنا إليها في الجزء الأول من طائفية وقبلية وعشائرية وأكدنا عليها في هذا الجزء أيضاً من أهمية الزعيم القبلي أو الطائفي أو العشائري في مجتماعتهم.
شكلت هذه السمات الشخصية المتداخلة والمعقدة حجر الزاوية في التفكير العربي من حيث الإنتماء الديني، وهذا ما سنركز عليه من أحداث وتاريخ قيادي بدأ من صدر الإسلام وتطور إلى أشكال من الإختلافات والتباينات التي طالت حتى الإنتماء الديني الجديد بسبب التأثر المباشر بطبيعة الشخصية الطائفية القبلية والعشارية وما يتبعها من زعامة وقيادة.
كل هذه التعقيدات تشكل كثير من العوائق في حراك الحوار الديني في هذا المجتمع. كما أن العدوى انتقلت لمجتمعات أخرى غير عربية أصلاً ولكنها تعربت بدخول الإسلام ومعها ثقافة هذه القبائل العربية بكل ما تميزت به شخصيتها العربية فكان هذا إنتقال سببه التلاقح الثقافي، إلا أنه كما ذكرنا أن نتيجة التلاقح الثقافي تأتي بثقافة ثالثة تأخذ من الأبوين ولكنها تكون ذات سمات تختلف عن كلتا الثقافتين وبالتأكيد تكون هنالك عناصر سائدة أكثر من عناصر أخرى لأسباب عدة.
في علم البيولجي يأخذ الجيل الثاني صفات من الأبوين من الجيل الأول وتسود بعض الصمات الوراثية ويكون البعض متنحيا، مثل هذا يحدث أيضاً في التلاقح الثقافي فتسود بعض السمات للشخصية من الجيل الأول وتكون بعض السمات متنحية بل تظهر أيضاً سمات جديدة كليا .. وكذلك يحدث في علم البيولجي أن تظهر صفات جديدة كلياً وهو ما يسمى بالطفرة الجينية.
على العموم فإن طبيعة الشخصية العربية تؤثر بقدر ما بالتأكيد على المجتمعات وكما ذكرنا على الأقل بدخول الإسلام الذي هو الدين الذي نزل في الجزيرة العربية وتواءم مع كثير من طبيعة المجتمع وكذلك تواءم المجتمع معه .
ونواصل.
عاصم فقيري
| |
|
|
|
|
|
|
|