تتكشف تدريجياً تفاصيل جديدة عن اعتقال الصحافي الأردني تيسير النجار في دولة الإمارات منذ نحو شهرين، وسط صمت رسمي أردني كامل، وغموض حول أسباب الاعتقال، في الوقت الذي يعرف فيه الأردنيون النجار على أنه «صحافي ثقافي» لا علاقة له بالسياسة ولا بالأنشطة التي قد تجلب المتاعب لأصحابها. وقال مصدر إعلامي في الأردن لــنا إن النجار اختفى قبل نحو شهرين في الإمارات دون أن يتم توجيه أي تهمة له، ودون أن يتم عرضه على أي محكمة، كما لم يتم إبلاغ السفارة الأردنية في أبوظبي، ولا القنصلية الأردنية في دبي، بأسباب الاعتقال ولا بمكان اختفاء النجار، فيما تتصاعد وتيرة الغضب في أوساط الإعلاميين الأردنيين بسبب عدم الاكتراث الحكومي الأردني بقضية الصحافي النجار، بحسب ما يقول المصدر. ولفت المصدر الذي طلب من «القدس العربي» عدم نشر اسمه إلى أن زوجة الصحافي النجار تواصلت مع العديد من الجهات في الأردن دون جدوى، كما أنها أبلغت نقابة الصحافيين باختفاء زوجها في الإمارات، إلا أن النقابة لم تحرك ساكناً ولم تعلن موقفاً من القضية، تماماً كما أن وزارة الخارجية الأردنية وسفارتها في أبوظبي لم تتحرك من أجل طمأنة العائلة على الصحافي، وطمأنة زملائه عليه، ولم تتحرك أيضاً من أجل إقناع سلطات الإمارات بإطلاق سراحه. ومن المعروف في الأردن أن الصحافي النجار عمل لسنوات طويلة صحافياً في الحقل الثقافي ولم يكتب لا في السياسة ولا الاقتصاد، كما لم ينتقد من قبل أي دولة عربية، كما أنه عضو في رابطة الكتاب الأردنيين التي تضم نخبة من الأدباء والشعراء في البلاد، وهي الرابطة التي كانت أول من أعلن عن اعتقال النجار واختفائه في دهاليز سجون الإمارات بدون سبب، إذ جاء الإعلان على لسان عضو الرابطة الصحافي وليد حسني الذي كشف الأمر بعد أسابيع على الاعتقال، وبعد فترة طويلة من علم السلطات الأردنية بالاعتقال، وعلم نقابة الصحافيين بالأمر. وبحسب المعلومات التي توافرت فان رابطة الكتاب خاطبت وزيرة الثقافة من أجل التحرك لمعرفة مصير الصحافي والأديب الأردني تيسير النجار، كما أن العائلة خاطبت وزارة الخارجية بالأمر، إلا أن أياً من السلطات المختصة في الأردن لم تكشف عن مصير النجار. ويوجد في دولة الإمارات عدد كبير من الصحافيين الأردنيين الذين يعملون في مختلف المؤسسات الإعلامية المحلية بدولة الإمارات، ومن بينهم الوزير السابق ومدير الدائرة الإعلامية في الديوان الملكي الأردني سابقاً الصحافي أيمن الصفدي الذي يعمل في منصب حكومي رفيع المستوى بدولة الإمارات، كما أن عدداً من كبار المسؤولين في الصحف اليومية بالإمارات أردنيو الجنسية، إضافة إلى أن قنوات أبوظبي ودبي يعمل بها عدد كبير من الأردنيين. وإضافة إلى وجود عدد كبير من الصحافيين الأردنيين، فان الجالية الأردنية في الإمارات تعتبر من بين أكبر الجاليات العربية هناك، حيث يتوزع الأردنيون على مختلف مؤسسات الدولة الإماراتية، ويشكلون عنصراً مهماً في المؤسسات التي يعملون بها. يشار إلى أن دولة الإمارات تعتبر من بين الأسوأ في العالم بمجال حرية التعبير، بحسب التصنيف السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، كما أنها احتلت المركز السابع عربياً في ترتيب الدول الأسوأ بهذا المجال، أي أن ست دول عربية فقط تسجل مستويات أدنى في مجال الحريات من دولة الإمارات، بينما يوجد في العالم العربي 14 دولة أخرى أفضل حالاً في مجال احترام الصحافة من الإمارات. وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» لدى تصنيفها للإمارات في العام 2015 إنها «تقوم بقمع كل من يُعتبر مقرباً من جماعة الإخوان المسلمين، إذ أدين مواطنان بالسجن لمدة طويلة فقط لنشرهما على تويتر معلومات تتعلق بمحاكمة الإماراتيين الـ94 المتهمين بالانتماء إلى حزب الإصلاح». ورجح التقرير أن «يشهد موقع تويتر رقابة مجهرية، حيث لن تتوانى السلطات عن فرض أقسى العقوبات على كل من يتجرأ على تحدي قانون الصمت».
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة