إعـــتــذار واجـــب لــكــل إمــــرأة ســــــودانـــيـة
-----------------------------------------------
عـزيزاتى أسـوقُ أسـاىَ معذرةً ولبُ القلـبِ مُنـْفـطـرُ
أُغـالـِبُ دمْـعَـةً حـَرَّى تـؤكـدُ أن الـعـقـلَ مُـنـشَــطِــرُ
دركا تدَنـَّينا وأرْضُـنا انقسـمـتْ ونارالحَـربِ تسْـتعِـرُ
وسُــودانُنا فى كلِ المحافـلِ فاشـلٌ، وجـهٌ كالـحٌ كـدِرُ
والعـارُ يكـْسُــونا بهِ سُـفـَراءُ ســوءٍ خَـيـرُهُـم ضَـررُ
وفـودُ تـبريـرٍ لـلقـتـلِ والـتـعـذِيــبِ دورٌ خـَائِـنٌ قـذرُ
سـاقِطُ القـولِ شِـيمَتهُم وجرائِرُ الإسـفافِ غَيرَهُ كـُثـُرُ
فـُجُـورُ فـِعـالٍ لا حَـياءَ لـهـم وشِـعـرٍ شَـابـهُ الـعُـهْـرُ
مَـرضَى دواخِلـُهم بتـشْـبـِيبٍ وفـُـسـقٍ عافـهُ الشـعـرُ
يزدَرُون كِـتابَ اللهِ معـصــيةً وإنكاراً لما به أُمِـروا
حـرامٌ قـولهم شرعا نهـتْ عن فِعلِهِ الآياتُ والسـورُ
لا تـمـُدَّن عـينـيكَ إلى مامَـتعـنا به" قالـتِ الحِـجـرُ"1
وطهَ و"ما مـتعـنا به أزواجـاً" لـدُنيا حَياتِهـمْ زَهــرُ2
حَـدُ الفضح والتشْهيرِتعـزيرٌ وعليهمُ الجلدُ والزجـرُ
فـَخـياتِى لبـِنطـالٍ جُـلِدنَ أذىً بظـُلمٍ صَاغَـهُ القـهـرُ
فاقتْ وَضَـاعتهُمْ قاعَ حضيضٍ كُلَّ ماغاصَ ينحدرُ
يـَنـْسِون من بـَطـرٍ فى العـيشِ شـَعـباً نـاشَـهُ الفـقـرُ
فى بلـدٍ يَـمُـوتُ الناسُ جُـوعاً وكم أفـنـَاهُم العُـسْــرُ
لابـؤسٌ يُحَـرِّكـُهم قلـُوبٌ من جُـمادٍ صَـلدةٌ صَخْــرُ
أخـلاقُ رِعَاعٍ ولـفـظٌ عـنهُ ينـأى الـفـاسِـقُ الأشِــرُ
مُـرَاهَقةٌ تأذَّى من خَـطبِ وقـْعَــتِها الأبناءُ والأُسَـرُ
ياويـلَ زوْجَـاتٍ وفـَينَ لهُـمْ أهانـُوهُـنْ وماشَعـرُوا
أدْموا لهـُنَّ كرَامةَ الإحسـاسِ تجـريحاً بما نشـرُوا
قـلبى عَلـيْـهـِنَ أسـىً، كـَسْــرُ الكرامَـةِ مالهُ جَـبْـرُ
كـمْ سَـهـِرنَ طِوالَ ليالٍ ملـؤَها الإحْبَاطُ والضَجـرُ
حَـرقُ الحَـشـا ونـزفُ دُموعٍ بطـولِ اللـيل تنهـمرُ
يخـفـُونُ بالـتشْـبـِيـبِ أسـرارَ الخِـباءِ وكـُلـُّها وِزْرُ
كـحُـكـمِ العـظـمِ فى العذرىِّ: عـجـزٌ زادهُ الخَـوَرُ3
سـفاسـفةً لاضَـمـيرَ لـَهُـم بعـِنـةِ فكـرٍ مالها عُـذرُ
خِـدجُ الحِـجَـى بلْ عُـمْىُ الـبصِـيـرَةِ مالـَهُم نـَظـرُ
نـَضـارُ البانِ فى بلـَدى وهُمْ يَسـتهْويهُـمُوا العُـشرُ
لا تحْزنَّ خَـيَّاتى فـَهُمو الهوامُ والجُرذانُ والحَشَرُ
وغباءٌ تآذت من صُمخِه البُغْلانُ والحُمْرَانُ والبقرُ
لك يا بنت مكـناس معذرة فأهلـُك العُلماءُ والخِيَـرُ
وأنتِ فى حِفظٍ يابنتَ الكرام وصَونٍ أصله الطهرُ
فـرَبْـعُ شـنـقــيـطَ دارُعـلـمٍ وهــدىً ومَـابـِه غَــدْرُ
خِزيًا تـَنطـَّع السَـفهاءُ مِنـَّا فجـئناكُـمُ للـدارِ نعتـذرُ
نـَرُومُ الـصَـفـحَ إذ قـدْ ذاعَ قِـيـحُ الـقـولِ والخـبـرُ
لـكـنْ ماهـَمَّـنى أبـَداً إن كـُنـتِ فاتـنةً أو للدُنا بـدرُ
أو نـَفــرٌ تـغـَزَّلَ فـيـكِ شـعراً مـمـن دِيـنـُه المَكـرُ
فـَنِسـاءُ قـوْمى لامَـثـيـلَ لَهُـنْ بـِهـِنَّ العِـزُ والفخـْرُ
ووطنى أحَبُ إلىَّ من روحى فَدَاه القـلبُ والبصرُ
لبنـَاتِـنا شَهـِدتْ بناتُ الحـورِ وأمَّنَ الجـنُ والبشـرُ
بهـِنَّ تـَغـَّـنتْ طيورُ الشـوقِ ألحاناً وصفـَّق النهـرُ
وكخَطوِهِنَّ ارتـَقى رقصُ الفـراشِ فأيْنـَعَ الـزهـرُ
واحتذتْ من سَـنا أرواحِهِّن بريقها الأفلاكُ والقمرُ
جــمالُ مَـفـَاتـن قِـدٍ وسـحـرُ لحـاظٍ زانـَها الحَـورُ
أجَـلُّ إناثِ الأرضِ خَيَاتِى وكـُلْ ما أنْجَـبَ الدهـرُ
قاتـَلنَ العِـدى عَـبرَ الزمانِ ودوماً حَـفـَّهُـنْ نـصـرُ
قـَاومْنَ الطُغاةَ مضاءةً ماشـابَـهُنْ خَـوْفٌ ولاذُعـرُ
حَفِظنَ تراثًا للورى مَثلاً تزهوبه الأمجادُ والعِـبرُ
بعزمٍ زَرَعْنَ بلاداً رَوتها الأنهارُ والآبارُ والمطرُ
دأباً عَـمِلنَ بليلٍ وإصباحٍ ما عاقـَهُـنْ بردٌ ولاحـرُ
وكمْ أجْيَالاً رَعَينَ بحِـنكةٍ فحارتِ الآسادُ والنـُمُرُ
نشدن مراقىٍ للمعارفِ والعُلومِ عُلاً فأذعَن القدرُ
الطبُ بالجَهدِ دانَ لهنَّ والإعِمارُ والتعدِينُ والفِكرُ
طرَقنَ بحُورَ النظمِ إبداعًا وانثالَ من إقلامِهنْ نثرُ
ياباسِقاتَ النخلِ مُثمرةً بكـُّن تـَزَّينَ الطلعُ والتـمرُ
ويانـَديَّاتَ اللـِّين سَامـقة أنـتـُنَّ حَـقا للمُنـتهى سِدرُ
فكل نساء الأرض أحجارٌ وأنتُـنَّ الياقوت والدررُ