المقالات السياسة إحساس موسمي إحساس موسمي 03-12-2017 01:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اكتشفت فجأة أن كل الرجال في السودان دفعة واحدة كده أصبحوا ظريفين وطيبين وحبوبيين ولطفاء وزي النسمة، الكلام ده طبعا يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة.
فجأة كده ودون مقدمات أصبحوا رومانسيين، وفجأة كده اكتشف الرجال أننا منبع الحب والحنان ، وأننا من نصنع المستقبل ، وأننا نكافح ونشقى ونكد ونتعب، وأننا سر الحياة، وأيقونة الوجود، وضحكة اليوم، وأمل باكر.
وأنهم - أي الرجال- مفروض يبوسوا أقدام اللي تعبت وربت...... وأنهم يقدرون سهرنا لراحتهم ، وراحة أطفالنا..... و(تسلميلي يا ست الكل).. و(تعيشي يا حبيبتي، ونور عيوني).
نعم....... كمية التهاني التي انهالت علي، وعلى النساء في هذا اليوم جعلتني أشعر أننا نتعامل مع رجال غير ، رجال يختلفون عن رجال يوم 7 مارس، وقطعا سيختلفون عن رجال يوم 9 مارس.
هو يوم واحد - فقط - في العام يرتدي فيه الرجال الأقنعة ، ويستعملون كل أدوات الماكياج ؛ ليعيشوا إحساسا مزورا بالمناصرة للمرأة ، حتى التضامن مع المرأة، والانتصار لقضاياها أصبح (قشرة)، ونوعا من البرستيج نظام (أنا رجل راقي).
الغريبة أن كثيرين من من يرتدون تلك الأقنعة هم (سي السيد) في البيت ، يحتفلون مع صديقاتهم، ويوبخون زوجاتهم، يتذكرون يوم 8 مارس مع زميلات العمل، وفي شارع النيل، ويرسلون الشعر، والورود، والقلوب الحمراء، وعبارات الغزل، وبوكيهات الورود، وقنينات العطر إلى النساء حولهم، وينسى الغالبية الأم، والزوجة، والابنة، والأخت.
لطفاء جدا ما قبل الدبلة ، انهزاميون جدا مع مفردة أنا راجل ، يعيشون الاحتفالات والمناسبات العالمية نوعا من الطقوس الباردة من دون أن تترك أثراً جوهريا في حياتهم.. فتنتهي صلاحية مشاعرهم بغروب شمس يوم الاحتفال.
ثم يعتقدون أن تغيير البروفايل، أو وضع عبارات لنزار قباني ، أو أحلام مستغانمي يعني أنهم يقدرون المرأة ، ويؤمنون بحقوقها ومستعدون للإيفاء بها!.
خارج السور :
افيقوا يا هؤلاء، الاحتفال بالمرأة، واحترامها إحساس، وتصرف، وليس بالبحث عن عبارات المناصرة من قوقل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة