والفطام جعلنا اليوم نبحث عن هذا الثدي الحلوب كما توهمنا أصل الحكاية بدأ بعرض المعونة الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي مما وجد معارضة شرسة من أحزابنا السياسية وقتها فالتقط قفازها رجال نوفمير لقلة تجربتهم السياسية وكان ان ابتلعوا الطعم الأمريكي الذي كان ترياقا مضادا لطعوم شرقية قدمها الاتحاد السوفييتي كل ذلك في اطار الحرب الباردة بين العملاقين وقتها.. تمثلت المعونة في الطرق (الطريق الرابط بين مدينة بحري والجيلي نموذجا) وغيره..وصل قمة التعاون (الارضاع) الأمريكي عقب اطاحة النميري في بداية السبعينيات بحلفائه الشيوعيين مما جعل امريكا تمد(ثدييها) فكانت شحنات البترول والقمح وجميع التكنولوجيا الأمريكية حتى تغير النمط المعيشي للسودانيين من (الكسرة) الى (الرغيف) وهكذا قس على بقية الأشياء..تدهور الجنيه السوداني بعدها فبعد أن كان يساوي ثلاثة دولارات صار الدولار يساوي خمسة جنيهات في أخريات أيام حكم النميري..انه ارتفاع المستوى المعيشي دون انتاج مواز..انها المشاريع الفاشلة التي اغرق بها الأمريكان أرض السودان..وفي التسعينيات وبعد تأكد الأمريكان من اسلامية الحكومة السودانية وبعد اشباع السودان من لبن الثدي الأمريكي كان الفطام في منتصف التسعينيات بالمقاطعة الإقتصادية..التي جعلت الحكومة السودانية تلهث بحثا عن هذا الثدي الذي جعلها تدمن رضاعه ثم نزع من فمها. علينا ان نعي الدرس ولا نفرح لرفع العقوبات فهي عودة طوعية للحضن الأمريكي وهذه المرة ليس للعون وانما للدفع ..انهم بعاملوننا كمدمن المخدرات الذي يبحث عن المخدر باي ثمن علما بانه في السابق لم يكن مدمنا وانما سيق للادمان سوقا عبر اهدائه جرعات مجانية في البداية. بالعربي الفصيح أمريكا فلست وراحت تبحث في دفاترها القديمة ووجدت السودان المعاقب منذ عشرين عاما فارادت استحلابه ضمن استحلابها لدول أخرى ولكن امريكا لا تستجدى العون وانما تنتزعه انتزاعا ارفعوا سقفكم يا اهل السودان كما رفعه الأيرانيون في ملفهم النووي مع أمريكا.. لا تهنوا وانتم الأعلون.. فتشوا عن مكامن قوتكم وابرزوها في وجه أمريكا تلن لكم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة