1 أعرفُ أن الضوءَ يلاحِقُ الشَّارِعَ بأشجانِهِ ليتشمّمَ أزقتَهُ مثل قُبطانٍ مع هِباتِ غُليونِهِ. أعرفُ أن عِطرَ الشّارِعُ أنفاسُ الحُفاةِ أن الأشجارَ مُستنِدةً بظِلِّها على ظهرِهِ الأغنياتُ أبوابٌ لمدندنين بظنِّ تلجيم وحشتهُ. أعرفُ أن عَروساً تمشي بالصندلِ ستموّهَ تضاريسَهُ بانفجاراتِ الهوى. أعرفُ أنك الجائعُ الأزليُّ الذي لا تتخمهُ مأدُبةُ عِشقٍ مُترفةً بكُلِّ لون أعرفُ أن الشّارِعَ سيعاقبَكَ بقصقصةِ تلويحتكَ الأولى لحبيبتِكَ من ذاكِرةِ التأريخِ أعرفُ . . .
2 قال: أنا على السّرِّيرِ حطب على النّافِذةِ صرِير في الحديقةِ جِناحِ أريج انتظِرُ قولها: أنا اللّظى لكنها واربتْ فراشاتَها ثم أجّجتْ وردَها وبين أزقتِهِ اختفت.
3 تُغلِقُ الكِتابَ فينتظِرُكَ السّطرُ الذي لم تُتِّمهُ بصفعةٍ مدوّية.
4 لا يجرحُني أنكِ لا تُبصرينَ فوّهةَ اللّحنِ المصوبةُ إلى نوافِذِ الضوءِ في قلبِكِ يجرحُني أني يتيمٌ متى ندَّ عن جُرحي نحيبُكِ خِلتُ أن الجبالَ مِلحٌ والوردَ سكين.
5 ها أنتَ تُلاعِبُ الشّارِعَ ببصائرَ زائغةٍ سيتوهُ الوقتُ الفائضُ عن القِنديلِ تجيءُ الزّهرةُ بالأشجارِ لأُغنيةِ الموتى لا شيء يسوِّيكَ السّاعةَ نافِذةً لجِراحِ الليلِ قبضتُ الحمقَ اللابِثَ بالرُّوحِ عن الصّوتِ عن القسماتِ عن الخَطواتِ العطشى للكيل.
6 استنشقُّ الموسيقى بنبضي فرط انصرافي إلى تهدّج الرّوح.
7 أسقطُ في نفسِ الكمينِ.. كلما أدِرتُ ابتسامتيّ المُعبأةَ بالحنينِ كأني محلُ الشجرِ المُلقى على ظَهرِهِ كي تمُرَّ فوقهُ جحافلي المدويةُ بالهوى ونَلقى حتفنا أجمعين..
8 الرُّوحُ على أُهبةِ اﻹقلاعِ، فمتى تخبطُها اﻷجنحة؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة