بسبب اشتباكهم مع القوات التشادية.. حميدتي يرفض احضار جيشه لقتل المتظاهرين والحكومة تستعين بـ(الأمن الشعبي)
40 % من حرس الحدود تتبع لمعارضة تشاد استوعبها البشير في قوات الدعم السريع.
11-08-2016 04:52 AM
الراكوبة - الخرطوم
قالت مصادر وثيقة الصلة بحزب البشير؛ إن التوجيهات التي صدرت لمنسوبي جهاز الأمن الشعبي بمغادرة الولايات؛ والحضور الى الخرطوم؛ على وجه السرعة؛ للتعامل مع المظاهرات؛ سببها ان قائد مليشيات الدعم السريع محمد حمدان حميدتي؛ رفض الانصياع الى التوجيهات التي صدرت له باحضار قواته الى الخرطوم؛ للتصدي للمتظاهرين.
وكان حزب البشير قد رفع من وتيرة استعداداه، لقمع الهبّة الشعبية الساعية لمناهضة زيادة الاسعار، وقام باستدعاء عدد كبير من منسوبي جهاز الامن الشعبي من خمس ولايات، الى الخرطوم، تحوطاً لاتساع دائرة الاحتجاجات.
وقالت مصادر مطلعة لـ(الراكوبة) إن ادارة جهاز الامن الشعبي وجهت منسوبيها من بعض الولايات "لم تحددها المصادر"، الى الخرطوم، للتدخل حال توسعة رقعة الاحتجاجات الرافضة لزيادة الاسعار.
ولفتت المصادر الى ان الخطوة جاءت بعد اجتماع رفيع لمجموعة متنفذة داخل حزب البشير، بغية تطوير خطة إفشال المظاهرات والعصيان المدني الذي دعا له ناشطون واحزب سياسية لمناهضة القرارات الحكومية بزيادة المحروقات.
وذكرت المصادر في حديثها مع (الراكوبة) ان الخلافات بين حميدتي والحكومة السودانية؛ بدأت عقب اشتباكات وقعت بين مليشيا الدعم السريع وبين القوات التشادية المشاركة في القوة المشتركة السودانية التشادية.
وقالت المصادر إن العلاقة بين حميدتي وحزب البشير تدهورت عقب الزيارة التي قام بها الرئيس التشادي ادريس دبي للخرطوم؛ لابلاغ الرئيس البشير بنتائج لقائه بقيادات الحركات المسلحة في برلين في منتصف شهر اكتوبر الماضي؛ وهي الزيارة التي أعقبها بعد ثلاثة أيام حدوث اشتباكات مسلحة بين القوات المشتركة قوات الدعم السريع؛ والتي تقع تحت امرة الرئيس السوداني عمر البشير وبعدها كانت قوات تشاديه قد دخلت شمال الجنينة في منطقة وادي سيرا وضربت القبائل العربيه انتقاماً من اغتيال مجموعات من قبيلة الزغاوة.
وقالت المصادر انه أثناء ذلك نهبت هذه القوات كميات كبيرة من الاموال والماشية اضافة الى عدد من الرهائن والذين تمت تصفية خمسة منهم وهم من الشخصيات الهامة في المنطقة.
وذكرت المصادؤ انه نتيجة لذلك قامت مليشيات الدعم السريع وبعض القبائل العربية بحشد قواتهم واعلنوا استعدادهم لدخول الاراضي التشادية لفك رهائنهم
وأفادت المصادر ان الرئيس التشادي ادريس دبي وعقب عودته من زيارته الى اسطنبول كان قد التقى بالرئيس البشير طالباً منه العمل على تهدئة الموقف وبعد ذلك طلب البشير من حميدتي العودة بقواته الى الخرطوم وقد رفض الاخير الانصياع لأوامر البشير مالم يفك بقية أسراه لدى الجانب التشادي ودفع الديات تجاه القتلى وتسوية القضية مع المتضررين الذين نهبت أموالهم وماشيتهم. وأكدت المصادر أن حميدتي قائد مليشيا قوات الدعم السريع قرر تحديد فترة زمنية لحل مشكلته مع التشاديين والا فانه سيدخل بقواته الى تشاد انتقاماً مما حدث , وفي هذه الحالة سيكون الجيش السوداني أمام خيارين اما أن يسمح للجنجويد بعبور الحدود التشادية وبالتالي يسقط الاتفاق الامني بين البلدين. أو يدخل في مواجهة خاسرة مع الجنجويد.
ولفتت المصادر الى أن 40% من قوات حرس الحدود تتبع للمعارضة التشادية وكان الرئيس البشير قد استوعبها في قوات الدعم السريع.
وفي السياق؛ اكدت قيادات في الحركات الدارفورية المسلحة أنه يمكن أن يحدث انفلات من جانب قوات الدعم السريع بعد أن أكتمل عتادها نتيجة لدعمها اللامحدود من الحكومة السودانية وهم يتحينون الفرص لشق عصى الطاعة وبالتالي العودة مرة أخرى والعمل للاطاحة بالنظام التشادي بقيادة ادريس دبي.
وعزا مراقبون في الخرطوم استدعاء النظام لقوات الامن الشعبي سببها التأكيدات القاطعة التي تلقوها من حميدتي بعدم الحضور الى الخرطوم والتي تشهد هي ومدن سودانية أخرى حملة اعتقالات شرسة بعد الزيادات الاخيرة التي أعلنها رأس النظام في عدد من السلع الاستهلاكية اليومية خلال الايام الماضية.
وقالوا ان التذمر بدأ واضحاً بين المواطنين؛ في وقت بدات فيه بعض المناطق تستعد للخروج والتظاهر مما أدخل الرعب في أوساط النظام , وكانت حملة الاعتقالات قد بدأت في أوساط الاطباء ولازال نقيب الاطباء الدكتور أحمد الشيخ رهن الاعتقال منذ الاسبوع الماضي كما تم اعتقال عدد من القيادات الحزبيه منهم ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني السابق وخالد عمر نائب رئيس الحزب ومسعود الحسن القيادي في الحزب الشيوعي وآخرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة