أكتب لأني مسروق بطفولتي ولص في معايشة الحياة. 1/ لا تسعني الجغرافيا، وحتى الساعة لم أخضع لمشيئة حذائي. أحب الجوالين، لكن لعنة الفيزا وهذه الأوطان التي تؤسس لخرابها بتقبيل كراسي الجبناء لا تغوي بالسفر. في طفولتي القريبة، حلمت بأن أقطع البحر، وهأنذا الآن أقطع بحاري وبحار الدنيا على مراكب ورقية، على الأقل هذا عزائي الوحيد. 2/ أندم لأكتب، وأكتب لأندم. ولأن حياتي تسير بعين واحدة، كثيراً ما أتعب من رائحة الآخرين، فألوذ بي، أتقنع خلف الكنتاوي لأعيش الصحراء، لكني كلما فتحت نافذتي على العالم أحببت صحرائي. باب الصحراء، أو باب الريح، لا تهمُّ الأسماء. صرت أحب الريح، وعرق الشمس اللاهبة، لا نفط هنا ولا ذهب لكي يجيء الغرباء، نحن الغرباء هنا. 3/ لماذا يبكي الشاعر عوض التاجر والسياسي ومن ينصبون أنفسهم خلفاء لله؟ لماذا حين يفرح الشاعر يجد نفسه وحيداً؟ لماذا نحن ملاعين إلى يوم تقول فيه الحياة كلمتها ولا تمضي؟ 4/ كل الطرق تؤدي إلى روما، إلا طريق الكتابة. نحن نكتب كتابة اللاوصول المشبعة بالأحلام. يوم تنتهي أحلامي سأتوقف عن هذه البلية. ربما ألوك الماضي بعيون مغمضة. ربما أصمت مادامت الشيخوخة سريري الأخير. 5/ لا توقيت للشعر، تمتلئ الكأس ليطفح البياض. ما هو الليل؟ ما هو النهار؟ ماهي المسوَّدات؟ ما هو النص اللاحق؟ الأجوبة أضحوكة العبد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة