11:45 AM December, 08 2016 سودانيز اون لاين عبد اللطيف السيدح-صرة الدنيا مكتبتى رابط مختصردعيت اليوم الي منزل عمنا (عبد الوهاب ) الذي أولم للجيران والإصدقاء ومعارفه و(من لم يعرف) من عابري السبيل ومن صدف مرورهم بالطريق ، ترك الباب مشرعا ، وقف عليه يتبسم يجزل علامات الود لمن يستقبلهم ، عبد الوهاب قصة سودانية من الكفاح المشرف الشريف ، يعمل سائقا لاحد رياض الاطفال في النهارات ثم يجر بواكير الليل بمشوارين يستخرج من عائدهما نثار مصاريف بعض الادام وقليل الزاد وطارئات طوارق الليل من فناء مخزون الكهرباء او حصة من اللبن الحليب يكفل به يتامي في طرف الحي يقطنون بناية تحت التشييد تكفل لهم بحاجات الحليب هذا يوم ان قضي والدهم ، فعل هذا في صمت لم تكشفه سوي خطواته بعد المغيب حينما يقف في طرف البناية ينادي احد صغار المرحوم يدفع له باناء اللبن ثم يمضي ، لا تصطاده المقل الا مصادفة ، ضخ الرجل العفيف في ابنائه ايمن وحسام روح المسئولية فما شهدناهم في موقف خزي وما تسامع الناس بهم الا في مشرفات المواضع ، باعت زوجته (الكسرة) وحملت حزما من (الجرادل) تصنع في المدرسة المجاورة باول طريق منزلهم الحلوي والدوم وبعض طيبات الارض الحلال ، أسرة حازت رزقا تكلل بالبركة ومن شحيح ذاك الرزق رعت تأهيل الصبيين فشبا شابين في تمام العافية المعنوية ، لطالما افتخرا بابيهم وأمهم وبيت الجالوص الدافئ وظلا مثلا شرودا في الفزعة والعون فان مرض شخص كانا في عداد اول الواصلين وان مات وقفا علي كل التفاصيل ، في المنشط هم العلامات وفي المكره هما المرتجي ، مضت وتيرة الايام تقدم (حسام) للالتحاق بكلية الشرطة ، جمع اوراقه يخرج صباحا يناضل بين مطلوب ومرغوب ، إستعان بحار الدعاء حينما مضي في مدارج القبول ، لزم والده الالحاح عند كل فجر ان لابنه حاجة فيسأل المصلين حار الدعاء فيرتج المسجد الصغير بتعابير النداء ، سألت العم عبد الوهاب يوم ان كان يودع ابنه وهو يتجه الي اثار دروب (الباتيرا) وعوض بوت ، هل إستعنت بواسطة ، غضب كأنني أشتمه وقال لا ثم ضحك وقال نحن من حواف التاريخ والجغرافية لكنا في عين رحمة الله وتدابيره كان قولا ناصع اليقين ، درسا اخذته وانا اعين الرجل في (دفرة) لمركبته التي لا تتحرك الا ان حظيت ببعض تحرش متطوع ، مضت الايام وتعاقبت كان يوم الخميس للاسرة يوما للاحتفاء بالجنرال الصغير ، حليق الرأس ، وسمته شموس العسكر بذاك السمار الغريب وتلك النحافة التي تظن ان عافية ما سحبت من صاحبها وردت اليه مضاعفة ، كنت التقيه في ايام العودة يختال بالزي الرسمي ، وشت اكتافه علامة طليت بلون احمر يمازج زرقة البوليس وشعاره يتجاذب كعادته الحديث بادب لم يفارقه كان يحادث اباه او يخاطب غريبا ، امه تحرص علي عادة مرافقته لمنتصف الطريق تجر حينا طرف الياقة تصلحها وتنفض بعض الاذي عن (الازبليطة) ترسل توصيات مثل كل ام بعضها يبدو طريفا يستقبله حسام بجدية حفية بمن يحب ، الاسبوع الماضي تخرج الفتي (ضابط شرطة) علي كتفه نجمة وعلي عاتقه امانة الامن والسلام وخدمة الناس ، كل الحي كان حضورا ، لم يغب احد زغاريد النساء غلبت زغرودة امه ، كنت في موقعي البعيد باستاد المريخ اتفرس حشود المدرجات ، عربا ونوبة ، اناس من الريف وواسطة عقد المدينة ، عجبت لمن يصف هؤلاء بانهم جماعة حزب ، انهم سودنيون وكفي ، حزب الوطن وابناء الجميع ، الطابور الممتد صفا من العزائم والجسارات للخربجيين مع كل ضربة للارجل علي الارض ومس لخشبة الدبشك وسونكي البندقية كان يتناغم مع نبضات بروف والد او ضابط شقيق او عم حضر لاستاد بعربة كارو او أخت جمعت حصيلة صندوق لتكرم عزيزها باكتحال عين في يوم نصر عزيز ، المدرجات لم يبق فيها موضع قدم ، الفرح يتمدد ظلة من الاشواق والدمعات ، رايت رجالا يبكون ونسوة يغمرهن الدمع ، رايت امل الالتحاق بهذا الصف في اعين الصغار ، هذه شرطة السودان من الشعب جاءت وبه تكون ، كان فرح العم عبد الوهاب عظيما ارتدي افخم ثيابه ، احسن التطييب ، استنار وجهه حتي احسست به يعود شابا وريف العمر ، انتظر ابنه يرمقه وهو في حضن امه ويدها ترتجف اين تضع (الدبورة) ساعدتها بفك ازرار مشجب كتفه ، حتي اقامتها تلمع ويلمع خاطر صبرها ، اما العم عبد الوهاب فقد وقف يهز الفتي ، اقامه بين ساعديه يقول انت الان ملك لهؤلاء الذين ينظرون اليك ومضي ثم طاف الحي ليلا يدعو لوليمة التخريج ووقف يستقبلنا و(حسام) في ضلاله القديم يقوم بالخدمة يقف علي الناس حافيا ، وعم عبد الوهاب كذلك وهو يخرج ويعود.
بتبالغ يا السيدح, شوّهت كتابة الراجل بعنوانك القاطعه من راسك لا كتب جمعة عن شرطة السودان ولا الشرطة ترياق للعصيان ترياق كيف الله يسألك اسّي؟ ح يدقوا الأبواب للناس يسوقوهم اشغالهم بالقوة يعني ولاّ كيف؟
12-08-2016, 03:19 PM
عمر أبوعاقلة
عمر أبوعاقلة
تاريخ التسجيل: 04-11-2016
مجموع المشاركات: 1321
ما ليك حق والله يا سيدح .. ظلمت ود جمعة وظلمت عمنا عبد الوهاب .. دي كتابة جميلة كانت تستحق عنوان يليق بها .. واحتفاء من نوع آخر .. الله يعينكـ غايتو جغمسة تقيلة ..
12-08-2016, 05:14 PM
جمال ود القوز
جمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925
ما ليك حق والله يا سيدح .. ظلمت ود جمعة وظلمت عمنا عبد الوهاب .. دي كتابة جميلة كانت تستحق عنوان يليق بها .. واحتفاء من نوع آخر .. الله يعينكـ غايتو جغمسة تقيلة ..
12-08-2016, 05:38 PM
حمد عبد الغفار عمر
حمد عبد الغفار عمر
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 7662
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة