حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 10:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة صلاح الدين ابراهيم أحمد الأحمر(صلاح الأحمر)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2008, 09:10 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا

    لاأحد يذكر كيف ومن أين جاء أو متى حل هناك. شوهد ذات يوم في صباح مشمس مثل سائر أيام الله،
    يجوب أزقة القرية ودروبها . يؤرجح مبخرته التى تتدلى من أطرافها حبات خرز ملونة وبضع قطع من الودع.
    اعتاده الناس يوما بعد آخر حتى أصبح معلما لاتخطئه العين في فضاءات هذا المكان الولوف.
    إسحق الشهير ب(سكسونيا)رجل ذو ملامح محايدة يصعب معها تقدير سنوات عمره الحقيقي .داكن اللون،
    ، فارع القامة صبوح الوجه، أشعث الشعر أسوده، يطلق لحيته النافرة كثة تتخللها جزر بيضاء من الشيب.
    عينان واسعتان حالمتان رغم جحوظهما البادي للعيان.يشوب بياضهما احمرار طفيف ويشع منهما بصيص ضياء خبا
    يشئ بذكاء نفاذ.

    بتؤدة يمشي إسحق حافيا في صهد الصيف ووحل الخريف وقر الشتاء.قدمان فتحت فيهما الطبيعة شقوقا
    كالأخاديد. تورمتا فتمايل في مشيته متوكئا على عصاه وعلى كتفه مخلايةعامرة بلبان بخور. تكاد البشاشة
    لا تفارق محياه رغم قسمات وجهه الحادة التي تذكر بشموخ تماثيل المحاربين الرومان. يجر قدميه متثاقلا
    في الشوارع المتربة بين دكاكين القرية. يتوقف برهة هناك ويسرق هنيهة هنا يستريح فيها قبل أن يعتلي بمشقة
    عتبات دكان آخر. وبين هذه المسافات القصيرة التى تبدو مرهقة لتلك الأرجل الواهنة، يتوقف إسحق ويحدق ببصره
    نحو السماء. يتمتم بكلمات مبهمة كالطلاسم ويردد جملا كأنها ألغاز أو تعاويذ سرية لايدرك حمولتها إلا هو.

    حين يلقاك يرفع رأسه قليلا وتفتر شفتاه عن ابتسامة صادرة من القلب .يبادرك بتحيته الأثيرة
    ( سلام تعظيم..أها..إن شاء الله رايقين) ويواصل بصوته الدافئ الخفيض دون انتظار جواب (الله يتولاك.. سلامات
    والله ..سلامات ..أعزك الله..مشتاقين.والله مشتاقين). يسرح إسحق ببصره بعيدا كمن يستدعي ذاكرة هاربة.
    اها.. أقوليك شنو؟شفت خلف الله خليل الواحد ده ,انا بعرفو والله العظيم. صدقني ده كان دفعتي ،
    وكنا قاعدين في الفصل جنب بعض زي أصابعيني ديل . الكلام ده امكن كان سنة 32 او حاجه كده يعني ،تقريبا
    أيام معركة النقاطه بين جيش النذير أبوفاطنه وعصابات الشفته بتاعة الحبشي ده اسمو منو ياربي؟ يحك إسحق
    رأسه مغمضا عينه اليسرى وتنشرح أساريره فرحا حين يتذكر اسم هايلو جبرا ميريام.

    يصمت برهة ويستدرك الحكاية.. والله خلف الله خليل ده كان زول خطير جدا ..صدقني..ده كان بحفظ الدروس
    في الحصص طايره كده على الهوا.زول مخو نضيف،لاكين برضو كنت مزاحمو ليك كتف بي كتف،دايما بسبقو وبطلع برنجي
    عليهو , ومرات ..مرات بنجي الأول مشترك.

    يا سلام دي كانت ايام زي الفل,تقول لي خروتشوف؟ ده عالم ركيك سيبك منو.تعرف خلف لله خليل ده مشكلتو كانت شنو؟
    خطو زي درب النمل.. عجيب والله عجيب.ويمضي سكسونيا ضاحكا.. دنيا دبنقه ، هسه شوف خلف الله خليل وين وانا وين.
    ..بعد انقلاب الجنرال عبيد فتشت عليهو سما وأرض مالميت فيهو.قالو لي مشى عند صاحبنا د اك اسمو منو ؟ سيكوتوري .
    أها بعد داك مات داج همرشولد ، قمت انا طوالي رشحت خلفالله خليل ,وأهو لحدي يومنا ده شغال سكرتير عام بتاع
    المصيبه دي اسمهاشنو ؟عصبة الأمم؟ دي زاتها انا كنت من الناس الأسسوها. بتذكر كان معاي ونستون تشيرشل والمارشال
    تيتو والجماعه ديلاك. في الحقيقه خلف الله خليل كان راجل فلته بس عيبو الوحيد انو كان مع الحزب الوطني القومي
    وكمان زاد الطين بله لما زعل من حزبو وسلم السلطه لجنرالات الجيش.

    ويواصل سكسونيا قصصه وحكاياته الآسرة التي لايربط بينها غير خيال مترع بكثير من الخيال المتداخل مع
    وقائع حقيقية و كم هائل من المتناقضات والطرائف التي تجعل حديثه غاية في اللطف والتشويق والجنون.



    ونواصل..فما زال في الجراب عشرات الحكايا.

    مودات تبش من ود اللحمر أب زادا مابخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-12-2008, 09:21 AM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-13-2008, 00:07 AM)

                  

04-12-2008, 02:04 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    up

    فوق

    وبكل اللغات
                  

04-12-2008, 05:43 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    صلاح الجميل
    دا نوع الحكى البجيب الراس لى فوق
    اكتب اكتب
    عن سكسونيا واى حاجة
    بالجد منتظرة التمومة
    تسلم يا جميل
                  

04-12-2008, 06:11 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: سلمى الشيخ سلامة)




    سحرني النص يا صلاح .. و متابع بحب ..
    و فرحني حرف سلمى ..

    يا سلمى التي أحب جداً ..
    يحوطك إسم الله و الأوليا يا بركة دعا الوالدين ..
    و ما تشوفي شر .. ما تشوفي شر .


                  

04-13-2008, 03:39 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: Emad Abdulla)

    Quote: لاأحد يذكر كيف ومن أين جاء أو متى حل هناك. شوهد ذات يوم
    في صباح مشمس مثل سائر أيام الله،يجوب أزقة القرية ودروبها


    تعددت الروايات وتناسلت الحكايات عن إسحق .الكل يدعي إلمامه بالقصة الحقيقية لسكسونيا،

    بينماسعى البعض لاستغلال ذلك الغموض في شخصية إسحق واللغط الدائر بين الجميع عمن يكون هذا

    الغريب. اختلقوا عشرات القصص،وحاول آخرون نسج أسطورة عن هذا القادم من المجهول الذي

    أصبحت سيرته بين عشية وضحاها ملح مجالس الناس وشغلهم الشاغل. ففي قرية صغيرة

    يؤمن أغلب أهلها بالمعجزات،مازال البعض يعتقدون أن نبي الله الخضر يمكن أن يتنكر في

    هيئة متسول أو زي درويش ويجول بين الناس في الأسواق والطرقات. يطرق أبواب بيوتهم

    طالبا الصدقة، ليس حاجة لها ، لكن لاختبار روح العطاء الذي ربما استحال في حضرته

    إلى عطاء مقابل. فبين يديه قد تتفجر بشارات الرضا وتشرع أبواب التمني، وتنهال

    كنوز قارون من أجرام السماوات العلى. ثمة ينشق القمر وترتج الجبال ويموج البحر

    وتختل نواميس الكون بليلة قدر أخرى ، نهارية جهارية، تخالف التنزيل وتنزع القداسة

    عن النص . ساعتها لاشئ يضاهي فرحة البسطاء من عموم الناس الذين ماسمعوا يوما عن الآيات

    الشيطانية.

    يحرص إسحق على ارتداء (جكته) عسكرية بذراع يتيمة فوق أسمال جلبابه البالي ويزين

    صدره بنياشين وميداليات يصنعها بيديه من أقفال زجاجات المياه الغازية وقارورات

    الدواء وكل ما يصلح لغايته من معادن وأشياء براقة.يتفنن في تزيينها بالأزرار والخيوط

    الملونة حتى تبدو من البعدوكأنها حقيقية.

    لم تكن الحقيقة أبدا ماابتغاه سكسونيا في خطرفاته التي لاتنتهي حين يسافر بك في كل العوالم.

    كم مهول من المعلومات: أشخاص وأماكن وكتب وأسفار وروايات وحكم. خليط عجيب من التاريخ

    والسياسةوالفكر والعلوم والفلسفة.تداخلت خيوط هذه الذاكرة مع تجارب شخصية عديدة فانفجر

    هذا السمك لبن تمر هندي في دماغ إسحق وجرى على لسانه الطليق سيلا دفاقا يحمل في طياته

    المذهل والمضحك والغريب والمثير للدهشة.

    يقفز مثل الفراشات من وردة لبستان ،ومن حقل إلى غابات لانهائية ،ثم يحلق صوب غيوم

    تحجب عنه نور العقل وتحمله نحو وهج المطلق ويقترب من الملكوت . إذاك يومض كلحظة تجل

    لإله فرد يخلق مايشاء وله في كل يوم شأن.

    إسحق يردد في صباح ومساء:أناياأخوانا ماقلت ليكم الكلام ده من زمان، ياأخوانا الزول

    البمشي في الواطه دي ياهو ذاتو زي ماقالو العارفين( ظل الله في الأرض.)ينطقها إسحق

    بفصاحة مدهشة ويلوك أحرفها في تلذذ يؤكد أنه يعي مايقول ولايردد مجرد كلام يحفظه فحسب.


    ونعود لنواصل رحلة الغرائب مع سكسونيا العجيب.

    مودات تيش من ود اللحمر أب زادا مابخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-13-2008, 09:36 AM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-13-2008, 12:21 PM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-13-2008, 04:18 PM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-14-2008, 12:01 PM)

                  

04-13-2008, 04:05 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: صلاح الجميل
    دا نوع الحكى البجيب الراس لى فوق. اكتب اكتب
    عن سكسونيا واى حاجة. بالجد منتظرة التمومة
    تسلم يا جميل


    العزيزة/ بت الشيخ


    بالجد أنا فرحتي من نوع فرحة تكعيب.

    أولا : أنك رجعت لأحبابك في المنبر معافاة من كل بأس.

    ثانيا:اطراؤك هذا تاج على رأسي ،أفتخر به مثلماأعتز

    بك أختا وزميلة وصديقة وأدرك حق قدرك كمبدعة رائعة.

    ثالثا: زيارتك للبوست ده احسن دعاية ليهو، فالوردة

    أين كانت تمنح العبير أو الرحيق أو مسرة النظر لكونها

    هناك.

    ولك مني صادق المودة وفائق التقدير.ا

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-14-2008, 08:53 AM)

                  

04-13-2008, 05:39 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: سحرني النص يا صلاح .. و متابع بحب ..


    شكرا لك أخي عماد عبدالله.

    بذات الحب أحييك ومرحبا بك في عالم سكسونيا.
                  

04-14-2008, 08:52 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: يقفز مثل الفراشات من وردة لبستان ،ومن حقل إلى غابات لانهائية ،ثم يحلق صوب غيوم

    تحجب عنه نور العقل وتحمله نحو وهج المطلق ويقترب من الملكوت . إذاك يومض كلحظة تجل

    لإله فرد يخلق مايشاء وله في كل يوم شأن.




    هكذا كان إسحق،مدهشا متعدد الحالات ،يملأ المكان ألفة بحضوره الآسر

    ويفتح في غيابه ألف كوة للخيال. جاء غريبا وعاش غريبا ،قريبا من

    قلوب كل الناس في تلك القرية التي أضفى على أيامها مسحة من مرح

    جميل. نفخ فيها من روحه الحائرة عشرات الأسئلة المحيرة عمن يكون

    وكيف انسل في غفلة من الزمن إلى هذا المكان المنسي ؟ ومن أي

    ركن في هذا الكون السحيق أتى وإلى أين يتجه ؟وأين يمضي إذ يجرجر

    النهار ذيوله، ويرخي المساء سدوله على هذه البيوت الوادعة؟ حين

    يؤوب ناسها البسطاء آمنين إلى أكواخهم ودفء أسرهم وحضن زوجاتهم .

    حـــاول بعض فتيان القرية سبر أغــوار هذا القــادم الغريب

    الذي يسلك طريقا واحدة كل يوم ، حين يعتلي ردمية الترعة ويقتفي مسارها

    حتى تلتقي بالكنار main canal أو الترعة الرئيسية .كان يستدير في

    حركات سريعة ليمسح المكان من حوله ويلتفت يمنة ويسرة حين يحس بحركة

    في إثره.

    فجأة يتوقف إسحق عن المشي يرفع صوته في رنة حز ن مؤثرة:

    ( ياشباب والله عيب ، إنتو بتجسسو علي ولاشنو؟) . يحاول الإحتماء من كل مفاجاة

    ويربض بين شجيرات القطن ويطيل الإنتظار حتى يطمئن مطاردوه أنه اختفى.

    حين يخرج الفتيان من مخابئهم يطلق سكسونيا ضحكة مجلجلة تهتز لها هامات

    شجيرات النخيل المتناثرةعلى ضفتي قناة الري. تتردد اصداؤها في ذلك الفراغ

    الشاسع الذي لايحده بصر وسط مزارع القطن وحواشات الزراعة المطرية.

    يخاطبهم ساخرا بعد أن شعر بأن فرائصهم ترتعد من الخوف: (هوي أحسن

    ليكم تمشو قبل ماتشوفو ليكم حاجه تجرسكم).وقبل أن يكمل جملته يطلق الفتيا ن

    سيقانهم تسابق الريح.وماكادوا يغيبون عن ناظريه حتى اختفى هو بدوره عن المكان

    فاتحا المشهد لرؤية مخالفة وعشرات الحكايا والتأويلات التي انتشرت في فضاء

    القرية الملبد بالأساطير والنميمة ومسادير الكلام.

    في مساء ذلك اليوم المشهود لاحديث في البلدة من أدناها إلى أقصاها إلا عما

    رواه أولئك الفتية. الناس صغارا وكبارا يجزمون بان إسحق سكسونيا طار في العشية

    دون جناحين.


    ونعود لنواصل التحليق مع سكسونيا في عوالمه العجيبة

    مودات تبش من ود اللحمر أب زادا مابخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-14-2008, 08:59 AM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-14-2008, 12:10 PM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-16-2008, 06:02 PM)

                  

04-15-2008, 01:46 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: هكذا كان إسحق،مدهشا متعدد الحالات ،يملأ المكان ألفة بحضوره الآسر
    ويفتح في غيابه ألف كوة للخيال. جاء غريبا وعاش غريبا ،قريبا من
    قلوب كل الناس في تلك القرية التي أضفى على أيامها مسحة من مرح
    جميل. نفخ فيها من روحه الحائرة عشرات الأسئلة المحيرة.



    تلقاه كعادته هاشا باشا يبتدرك بالابتسام، ويغادرك بضحكة صــافية تبدأ

    من قلبه لتسكن قلبك، فلا يعود عقلك منشغلا بمن يكون هذا الكائن الجميل.

    سكسونيا كان ولوفا وكفى.

    أهو من دنيانا المسورة بحدود العقل والنظر واللمس والسمع وكل الحواس

    القاصرة؟أم انه أتى من مجاهل كونية سحيقة لاندري أين تكون؟ هل هو من

    صلب آدم وترائب حواء؟ الله وحده أعلم، ثم إسحق الذي تنبئك نظراته

    الحائرة الكسيرة بأنه يضم جوانحه على سر دفين يلف في طياته ألما

    عظيما وحزنا مقيما يعجزعن حمله البشرالعاديون. أقسم جل الناس في

    هذه البلدة على أنهم مارأوا أبدا إسحق يأكل طعاما أويتناول شرابا كيف

    كان.كل ماعرف عن صاحبنا أن الرجل لاينقطع عن الكلام والثرثرة في خطرفات

    تلبس رداء الفرح وتكتسي ثوب سخرية غاية في البهاء.

    لايحتاج إسحق لمن يقدح زناده ،فهو حاضر على أهبة الحروف التي

    تتناثر من بين شفتيه كرذاذ مطر صيفي يهطل قبل الأوان.

    (أها ..والله العظيم ياجماعه .. اقوليكم شنو؟ شفتو عثمان عوض الفنان الطالع

    في الكفر الأيامات ديل.. ده بالذات أنا العلمتو عزف العود. ماتقول لي أمير

    العود ولا أمير الشعراء.والله أخوك لما كان ينقرش ليك العود ده في ليالي

    المورده،علي بالطلاق تسمع الزغاريد جايه من حلفا).أنا اخوك يا زبيده.

    ويقهقه سكسكونيا حتى تدمع عيناه.(عثمان عوض ده كان ولد صايع ساكت ،

    قام عمنا جعفر الكتيابي مدير الإذاعة في الوكت داك لقاهو ليك يوم قاعد

    عند الأسطى سعد درار أشهر عجلاتي في الموردة وفي أم درمان كلها. كان بيعزف

    في صفاره بتاعة قصب. زمان كنا بنسميها الزمباره.اتكيف منو شديد خلاس لأنو كان

    بيحودها تمام.أها سألو عن أبوهو وأهلو. عرف أنو يتيم وساكن مع خالو بشير

    جابر المعروف بي بشير طرمبه.وده كان من أمهر الموسيقيين في زمنو.بيعزف أي

    آله يدو تقع عليها.بس أديهو نص ساعه وارجع تلقاهو جضمها ليك زي الترتيب )

    ويسترسل سكسونيا دون ملل وتتداعى ذكرياته كموج البحر هدارة لاتهدأ ولاتستريح.

    (تصدق أنو بشير طرمبه ده لما مشى مصر مع كرومه عشان يسجلو أول اسطوانات

    سودانيه ، فصم ليك أخوانا المصريين ،لدرجة أنو الخواجه ديمتري جرجس بتاع شركة

    كايروآرت برودكشن قاليهو اقعد معانا في مصر وحاتكسب دهب .وكمان وداهو عند موسيقار

    الأجيال عبد الوهاب الذي اذهلته مقدرات طرمبه وبراعته وموهبته الموسيقية النادرة.

    قام خلاهو يشارك في حفله رهيبه في قصر الأوبرا بالقاهره كان حاضرفيها الملك فاروق شخصيا.

    لاكين ده كلو مانفع عشان يغري بشير أنو يسيب السودان ويقعد في مصر.قال ليهم امي مابقدر

    أخليها براها.رجع واشتهر في حفلات العاصمة بس للأسف أدمن الشراب والهلس لمن يوم لقوهو

    مكتول ومرمي في الخلا جنب حلة حبيب في ضواحي امدرمان.اظن القضيه فيها مرة راجل..أعوذ

    بالله..أعوذ بالله.) ويمضي سكسونيا في حال سبيله يبرطم بكلام غير مفهوم.


    وتاني ..تاني راجعين مره تاني لحارات الحكي وأعاجيب سكسونيا.

    مودات تبش من ود اللحمر أب زادا ما بخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-15-2008, 02:06 PM)

                  

04-16-2008, 02:56 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: أهو من دنيانا المسورة بحدود العقل والنظر واللمس والسمع وكل الحواس

    القاصرة؟أم انه أتى من مجاهل كونية سحيقة لاندري أين تكون؟ هل هو من

    صلب آدم وترائب حواء؟ الله وحده أعلم.


    تمضي الحياة بطيئة رتيبة في تلك القرية.ناس يولدون ويشيخ آخرون،

    وفي الرحــلة من المهد إلى اللحـــد لاشئ يتغير .كفتان متوازنتان :

    أعــراس وطــلاق ، ميلاد وختان،أفراح واحزان ،رحلة تمتد أو تقصر حسب

    مدونات كتاب الأعـمار.وتلك الرقعة الموحشـة تتوسـع مساحتها يوما إثر

    آخر ،ومازال فيها متسع من التراب لمزيد من شواهد القبور.

    حين يظهر في ذلك الفضـــاء الممتد المتراخي في دهشة دائمة، رجل

    مثل سكسونيا،تصبح حكايته هي الحدث الذي يحرك طواحيـن الكــلام في

    مجالس النـاس صغـارهم وكبارهم ،رجالهم ونسـاءهم. تتزاحم شمس الحقيقة

    مع سحــب الخيــال.يصبح الحـال مجالا خصبا لاختبار ملكات التأليف.

    وتداخــل موجـــات الإشــاعــة التي تتطــاير كندف الثلـج في شتى

    الإتجاهــات وتحط لتلتقي عند منحدرات النزول مكونة كرة ضخمة، تكبر

    وتكبر متدحرجـة في مسارهـاالأهوج ومكتسحـة في طريقها كل ذرة من

    منطق أو عقل.

    اعتدل جباره أب دكنه الجزار في جلسته جـوار سور طاحونة البريقدار

    المجاورة للجزر.تنحنح كمن يستعد لإلقاء خطبة عصماء.نفض رماد سيجارته

    ابو كديس على أطراف كراب العنقريب الهبابي وهو يتوسط مجلسه العامر

    بأشهر الفشارين في القرية.

    ـ أنا كنت شاكي في زولكم سكسونيا ده من أول يوم شفتو فيهو. وكمان

    لاحظت حاجـه غريبه خلاص .اول مايجي يقيف قدامي اشوف ليك كدايس الجزر

    كلها تخلي البتسوي فيهو ، أكان أكل كـان لعب، حتى الكدايس النايمه

    تصحى وجري علي إسحق، كأنو في زول نادى ليها. وهاك يا نونوه وانبساط.

    وتدخل وتمرق وسط كرعينو زي البتعرفو. مع انو في كدايس هنا لابتقرب

    زول ولابتخلي زول يقربها.غايتو حاجه عجيبه خلاس ومامفهومه.والأغرب من

    كده أنو لما أديهو قـــروش، يابا ياخدها ويقول لي أديني لحم، وانتو

    عارفني ماقاعد اتصدق باللحم. يقوم يشيل القروش البديها ليهو ويشتري

    للكدايس كبده.عليكم الله شفتو المغسه دي؟

    يقاطعه عمر هارون المعروف بعمر طاحونه:

    ـ أنا ماقت ليكم الزول ده مازولا عادي ،قعدتو تضحكو علي.دحين المصيبه

    ده قالو طار عديل.

    وبنبرة عالــية كمن أراد أن يلفت الإنتباه يتدخل التهامي كرشه بصوته

    المبحوح:

    ـ ياجنه هاتطير عيشتك إت غبيان ولا بتهضرب،يطير شنو؟أظنو عقلك هوالطار

    ماسكسونيا. وبعدين القالو شافو طار، ديل شفع ساكت كلهم مافاتو تسعه

    ولا عشره سنين.والكبير فيهم ود عمك سعيد العطشجي، عمرو يادوب اطناشر

    سنه وقلبو من الخوف أكبر من زير السبيل حق خالتك العازه ست الكسره.

    ـ هسه انتو إسحق القاعدين تنضمو فوقو ده بتعرفوهو هوزاتو منو ولا جا

    من وين؟ ولا بتتفاصحو ساكت ؟

    ـ كدي ورينا انت عارف شنو يا ابوعرام.

    يعقب حمد الخضرجي على كلام أب دكنه الذي بدا عليه أنه على وشك الأخذ

    بزمام الحديث واستعراض ما لديه من معلومات لايعرفها الآخرون.

    جذب نفسا عميقا من سيجارته ونفث دخانها في وجوه محدثيه . أحس لحظتها

    بثقة زائدة في أنه قادر على إجبار شلة الفشارين على الإستماع إليه في

    انتباه شديد.

    قال جباره أب دكنه إن اسحق سكسونيا ينحدر من حلة أم سبلوقه المهجورة في

    ضهاري ريفي الحنابله والتي غادرها سكانها صوب منطقة الكيلو 24 سر الختم

    مع بدايات العمل في مشروع المناقل الزراعي في ستينات القرن الماضي. يقسم

    أب دكنه وهو يبرم شاربه العجيب أنه يعرف عائلة سكسونيا فردا ..فردا، وأن

    والده يدعى مكين شيخ الطلبه.

    يتلفت أب دكنه يمنة ويسرة ويسرح بعيدا بنظره كمن يستحضر رواية يحفظها عن

    ظهر قلب..يتوقف برهة عن الحديث لمزيد من الإثارة التي بدأ يقرأ آثارها في

    عيون مجالسيه. يتمطى وتبرق عيناه بلذة ما يمارسه من تشويق على صحبه الذين

    فغروا أفواههم في انتظار بقية الحكاية.

    اها..حاج مكين ده إتوفى عليهو رحمة الله في نهاية الخمسينات ،يعني بين 57 و59

    كده وبالضبط في في السنه المشهوره بي سنة الطاعون ،لما الكوليرا انتشرت في

    البلد وقرضت الناس بالآلاف.وقالوإنو منطقتنا دي جنوب الجزيرة براها ماتو فيها

    أكثر من ستين الف نفر.

    الله يرحمن جميعا..ردد الحاضرون قبل أن يطلق فكي موسى ماموم القرية عقيرته

    بالأذان يدعو الناس لصلاة المغرب. استغفر جباره وشلته ربهم وقاموا إلى صلاتهم

    على وعد بمواصلة الحديث غدا.


    ونحن ننتظر ان نواصل معهم هذه الحكاية الآتية من زمن آخر/ زمن سكسونيا.

    مودات تبش من ود اللحمر أب زادا ما بخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-20-2008, 11:28 PM)

                  

04-16-2008, 06:38 PM

omer abdelsalam
<aomer abdelsalam
تاريخ التسجيل: 04-07-2006
مجموع المشاركات: 3478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: سحق الشهير ب(سكسونيا)رجل ذو ملامح محايدة يصعب معها تقدير سنوات عمره الحقيقي .داكن اللون،
    ، فارع القامة صبوح الوجه، أشعث الشعر أسوده، يطلق لحيته النافرة كثة تتخللها جزر بيضاء من الشيب.
    عينان واسعتان حالمتان رغم جحوظهما البادي للعيان.يشوب بياضهما احمرار طفيف ويشع منهما بصيص ضياء خبا

    ياسلام ياصلاح
    اسحق سكسونيا ، ده ذكرني بشخصيات في روايات الطيب صالح ، الزين ، ومنسي ...
    وكمان شخصيات عرفتها في زمن ما ، اذكر منها ، أمرأة عجوزاسمها { ضو نفرو } كانت تسكن في مدينة مروي حتى اواخر الستينات ، تعيش وحيدةمع بضعة اغنام تقتاد من حليبها .
    كانت تدور في بيوت الموظفين بالمدينة لمساعدة ربات البيوت نظير اجر مالي ، وكان مهوسة بشخصية ابراهيم عبود ، فالمسكينة توقفت ذاكرتها وخيالها عند حكم الفريق عبود ، وكانت تظن ان النميري وقتها يعمل تحت أمرة عبود .
    وكانت تنسج الحكايات وتؤلف سجعا واغان عن شخصية ابراهيم عبود ، كان البعض يود مساعدتها على حسب ادراكها فيعطيها نقودا ويقول لها انها مرسلة اليك من عبود ، فتصدق المرأة الطيبة { ضو نفرو } وتتقبلها شاكرة وداعية لعبود بطول العمر
    كم في هذه الحياة من شخصيات مدهشة مثل اسحق سكسونيا ، يود الكثير منا ان يسلط عليها الضؤ لغرابتها وتفردها .

    (عدل بواسطة omer abdelsalam on 04-16-2008, 06:43 PM)

                  

04-16-2008, 09:18 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32523

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: omer abdelsalam)

    Quote: رواه أولئك الفتية. الناس صغارا وكبارا يجزمون بان إسحق سكسونيا طار في العشية

    دون جناحين.

    مرحب يا ابوصلاح
    ولعوالم سكسونيا الضاجة حضرنا نجلس ونقف مع الفتية علي حواف المين قنال نتلصص في غرائب ودهشة اسحق ذلك الاسطوري الغامض .
    سكسونيا يا ابوصلاح يذكرنا بالاسطوريين الكبار من الملامتية كما في راوية شيخنا الطيب صالح وسيرة الحنين غموض واسطورة وعوالم ممتعة في دروب السرد الكثيف ياابوصلاح...
    وديييييييييك يالقعدة في حضرة سكسونيا يعبث بنا الالهام والاشواق
                  

04-17-2008, 12:09 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    Quote: وديييييييييك يالقعدة في حضرة سكسونيا يعبث بنا الالهام والاشواق


    كيكي الحبوبه

    حبابك عشره يالذيذ

    سمح..نان كان نحضر العبابير ساهي

    وياني القاعد معاك في انداية سكسونيا

    من ضل الضحى لامن يكمل ضل العصر

    وهاك ياهترشه.

    سعيد بالجد لي طلتك ولك محبتي

    يازول يابلد.
                  

04-18-2008, 07:39 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32523

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: سمح..نان كان نحضر العبابير ساهي

    وياني القاعد معاك في انداية سكسونيا

    من ضل الضحى لامن يكمل ضل العصر

    حبابك يا ابو صلاح وحبابي في انداية سكسونيا
    وفي انتظار سيرة اسحق سكسونيا (اسم ملهم شديد بالمناسبة اسحق سكونيا ده)
    ويلا ارفع الكاس وفلنجعل اسحق هو الكينغ الذي يوزع بيننا الصبوح ونغمات لحن الحياة هي من تظلل المكان..
                  

04-20-2008, 11:39 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    Quote: ياسلام ياصلاح
    اسحق سكسونيا ، ده ذكرني بشخصيات في روايات الطيب صالح ، الزين ، ومنسي ...


    إيه ياعمر؟؟؟

    الطيب صالح كده حته واحده؟

    شتان بين الطير والقبب.

    وعين المحبه مرات بتكون

    معمشه.

    شكرا للمرور والإطراء.

    واكتب لنا عن ضونفرو وعن مروي

    الجميلة. مع مودتي

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-21-2008, 10:15 AM)

                  

04-22-2008, 06:37 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: ـ ياجنه هاتطير عيشتك إت غبيان ولا بتهضرب،يطير شنو؟أظنو عقلك هوالطار

    ماسكسونيا. وبعدين القالو شافو طار، ديل شفع ساكت كلهم مافاتو تسعه

    ولا عشره سنين.والكبير فيهم ود عمك سعيد العطشجي، عمرو يادوب اطناشر

    سنه وقلبو من الخوف أكبر من زير السبيل حق خالتك العازه ست الكسره.


    في تلك العشية اكتست السماء بلون كئيب وارتمت الشمس في حضن الأفق المدلهم

    بسواد سحابات الخريف.الطيور تسابق العاصفة نحو أوكارها الواهية. الريح تعوي

    تصارع هامات الشجر والرعد يدوي معلنا غضب الطبيعة وتوقها لكسر الرتابة في دورة

    الأيام وتعاقب الفصول.نحن الآن في الشهر السادس من ذلك العام الذي عرف بعام الجراد.

    خرج الزاكي ودالحاج من مسجد القرية بعد صلاة المغرب يسرع الخطو نحو قنطرة

    الري حيث يعمل خفيرا لبوابات الترعة التي تغذي القنوات الفرعية لسقي مزارع القطن.

    كان كمن يسابق قطرات المطر التي بدأت تتساقط معلنة هطول تباشير فصل الخريف الذي

    طال انتظاره في تلك الربوع.أرخت الظلمة أستارها مبكرا في ذلك المساء العاصف.

    البرق يخطف الأبصار فيضئ دياجير العتمة التي دقت أوتادها في الجوار. يتزاحم ركا م

    المزن فيسوق الفرح القادم من الشرق من مهبط الوحي صوب القلوب التي تهفو لقبلة

    الرحمن إذ يتفاءل أولئك القرويون البسطاء حين (القبلي براقو شال).

    كبرت حبات الغيث مدرارة لتغمر الفضاء وتروي عطش الأديم وتغسل عن الكون أدران الخلق

    العصاة والتائبين. من تلك البيوت الطينية المتهالكة ارتفعت همسات الناس تناجي ربها

    أن حمدناك وشكرناك على نعمك التي لاتحصى ولا تعد .

    السماء ترسل وابلا من الخير العميم والزاكي يركض على وحل لزج تكاد ساقاه الرفيعتان

    تغوصان فيه. ابتل قميصه وسرواله حتى التصقا بجسده الناحل. بدت المسافة التي لاتتجاوز

    كيلومتر واحد من المسجد إلى القنطرة،أبعد من ذلك بكثير في ذلك الجو العاصف .الزاكي

    يزيد في ركضه والسماء تبدو أكثر إصرارا على العطاء المشبوب برائحة التراب حين تختلط

    ذرات غبار الصيف بكرم صبيب الخريف فيشرئب الخصب من رعشة شقوق الأرض وهي تربو وتلتحم

    جنباتاها في عناق حميمي مع بكور السحاب المتدلي في لحظة عشق كونية رائعة الصور.

    دلف الزاكي في عجل إلى موقع الحراسة في قنطرة الكيلو 7 والذي لم يكن سوى صندقة صغيرة

    أقرب إلى (الكشك) .تحت تلك الصندقه التي ترتفع بضع أمتار عن الأرض ، توجد غرفة ضيقة

    تتتسع بالكاد لسريرحديدي صدئ عليه فراش مهترئ للطوارئ. وجوار نافذتها التي تلامس الأرض

    وضعت( سحارة )خشبية قديمة يستخدمها الخفر لوضع حاجياتهم في ذلك المكان الذي يظل

    فارغا طيلة ايام السنة ولايستخدم إلا في ايام الخريف لمراقبة منسوب المياه في ترعة الري

    الرئيسة تحسبا لفيضانها بسبب الأمطار.

    اندفع ود الحاج نحو باب الغرفة ليخلع ملابسه المبتلة ويرتدي معطفا قديما من بقايا عتاد

    الجيش الإنجليزي ريثما تجف ملابسه كانت الغرفة غارقة في ظلام دامس زادته الأجواء الممطرة

    في تلك الليلة حلكة ووحشة .فجأة تيبس في مكانه حين سمع مايشبه الفحيح .أصاخ السمع

    جيدا فتأكد له أن هناك أحدا في الغرفة غيره. حاول التراجع متسللا في هدوء ليتسلح

    بعصاه باحثا عن مصدر للضوء عله يكشف سر ذلك الصوت.وقبل ان يكمل نصف استدارة غمر البرق

    المكان بضوء باهر. هاهو المشهد بين حدقتي الزاكي .صورة في غاية الوضوح. تلاشت الأبعاد ،

    سرت في بدنه قشعريرة قوية حملته خارج حدود الزمان واسوار المكان.


    ومازال إسحق قادرا على ان يملأ الدنيا ويشغل الناس

    مودات تبش من ود اللحمر أب زادا ما بخمر

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-22-2008, 10:42 AM)

                  

04-22-2008, 10:37 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)


    Quote: فجأة تيبس في مكانه حين سمع مايشبه الفحيح .أصاخ السمع جيدا فتأكد له أن
    هناك أحدا في الغرفة غيره. حاول التراجع متسللا في هدوء ليتسلح بعصاه باحثا
    عن مصدر للضوء عله يكشف سر ذلك الصوت.وقبل ان يكمل نصف استدارة غمر البرق
    المكان بضوء باهر. هاهو المشهد بين حدقتي الزاكي .صورة في غاية الوضوح.
    تلاشت الأبعاد ،سرت في بدنه قشعريرة قوية حملته خارج حدود الزمان واسوار المكان.



    *** كان المشهد صادما وفوق حيثيات التصديق.

    إسحق سكسونيا يضاجع إمرأة مجنونة الجمال. لم يكن ثمة مجال للخطأ

    والمغالطة او تكذيب مارأته العين. اسحق مستلق على ظهره وباب

    الغرفة وراءه. إمرأة فاتنة مثل حورية تعتليه كالفارس. كانت عيناها

    في عيني الزاكي. هاله جمالها الذي ما طاف بخيال أنسي من قبل .

    عاش الزاكي خمسة وعشرين عاما يردد (سمحه..سمحه..سمحه) إلى أن جاءه

    مفرق الجماعات .

    البرق يزنر المكان بموجات إثر موجات حتى استحال كشلال ضياءلاينقطع.

    رفعت المراة الساحرة رأسها دون خجل. ابتسمت للزاكي ، شع من عينيها

    بريق كاللهب فغشيت عينيه نار حارقة قذفته بعيدا كمن أصابته صاعقة

    ماحقة.سقط ود الحاج مغمى عليه لايدري كم أ مضى من الوقت وهو في تلك

    الحال.استفاق فوجد نفسه على ذلك السرير وسكسونيا جالس قربه على حافة

    الفراش يتلو عليه تعاويذ لم يفقه معناها.

    استجمع قواه وجلس القرفصاء وإسحق بجانبه صامتا مطرقا برأسه دون حراك.

    حاول أن يسترد وعيه واسترجاع ماحدث. نطق بضع أحرف لايجمع بينها أي رابط

    مفهموم .رفع اسحاق يده ووضعها على فم الزاكي :

    ـ هسسسس ... أسكت وماتقول أي حاجه ، والشفتو ده كلو أنساهو لو عاوز

    الجنيه دي ماتأذيك.

    تلفت الزاكي يمينا وشمالا باحثا عمن يكون معهما فلم ير غير سكسونيا

    الذي فاجأه بالقول:

    ـ الجنية دي مرتي و تاني ماحتشوفها وإذا اتكلمت عن الحصل ده ممكن

    توديك التوج.

    غرق الزاكي في سبات عميق وحين أفاق وحيداأحس بظمأ حراق.كانت حبيبات

    العرق تبلل جبينه البارد .فرك عينيه بقوة عله يستفيق من هذا الكابوس

    المرعب.أحس بأن عظامه مهشمة و رأسه ينوء بكل أثقال الأرض. أرادأن يصرخ

    ملء حنجرته. تحشرج صوته وضاعت الكلمات في حلقه. تحامل على نفسه وجرجر

    رجليه اللتين لم تسعفاه للوقوف، ساحبا جسده المثخن بجراح الخوف والهلع.

    غادر الغرفة ليملأ رئتيه بهواء بارد .استلقى على ضفة القناة يعب من مائها

    كما بهيمة تموت من العطش.

    انفلت الزاكي كالشهاب صوب القرية .يدق ابواب البيوت كان به مسا من خبل:

    (ياناس الحله هووووووووي اسحق معرس جنيه...ياناس الحله هوووووووي.....)

    ظل الزاكي يجري ويجري ويولول رافعا صوته بين الأزقة والحواري .خرج الناس

    يستطلعون الأمروتبعه الأطفال في تلك الليلة المشهودة حتى وصل إلى منزل شيخ

    صديق إمام المسجد.طرق الباب بكلتا يديه في عنف مجنون وحين أطل شيخ صديق

    ارتمى الزاكي على قدميه يقبلهما وانخرط في نوبة بكاء ممض.

    ـ مالك ياولدي ؟قول بسم الله الحصل ليك شنو؟

    ـ الحقني ياابوي صديق انا في حواك.

    ـ لاحول ولاقوة إلا بالله،كدي استغفر ربك وقول لي مالك؟

    ـ شفتها ياأبوي.. شفتها بعيني ديل.. يسالني الله يوم القيامه.

    ـ ياولدي هي منو الشفتها؟ كدي خت الرحمن في قلبك وقوم ندخل الخلوه صلي

    ليلك ركعتين وبعدين نتكلم.

    كان الشيخ يسكن في منزل صغير ملاصق للمسجد الذي اتخذ بهوه الخارجي كتابا

    لتحفيظ القرآن وتعليم أطفال القرية.

    لم يكد الشيخ صديق والزاكي يقطعان المسافة القصيرة بين باب بيت الإمام

    والمسجد حتى امتلأت باحة هذا الأخير بمئات الناس من أهل القرية الذين جاءوا

    لإشباع فضولهم بحكاية إسحق على لسان الزاكي ،ويالها من حكاية هذه المرة.



    ونواصل الحكي في زمن آخر مع إسحق وعوالمه المدهشة.

    مودات بالكوم من ود اللحمر أب زادا مابخمر.

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-22-2008, 12:08 PM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-22-2008, 12:11 PM)
    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-22-2008, 11:06 PM)

                  

04-22-2008, 08:48 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: حين أطل شيخ صديق ارتمى الزاكي على قدميه يقبلهما وانخرط في نوبة بكاء ممض.
    ـ مالك ياولدي ؟قول بسم الله الحصل ليك شنو؟
    ـ الحقني ياابوي صديق انا في حواك.
    ـ لاحول ولاقوة إلا بالله،كدي استغفر ربك وقول لي مالك؟
    ـ شفتها ياأبوي.. شفتها بعيني ديل.. يسالني الله يوم القيام.
    ـ ياولدي هي منو الشفتها؟ كدي خت الرحمن في قلبك وقوم ندخل الخلوه صلي
    ليلك ركعتين وبعدين نتكلم.






    تنهد الزاكي محدقا في وجه شيخ صديق وهو يداعب لحيته الوقورة ينتظر بفارغ الصبر

    ان يتماسك محدثه ليروي مارآه.

    ـ اقول ليك شنو يا شيخنا؟ عارفك حتصدقني يابوي صديق ،لاكين انا خايف الناس ديل

    يقولو انا جنيت ولا خواف ساكت.

    ـ قول ولايهمك ياولدي احنا بتهمنا سلامتك وخلي الناس يقولو الليقولو.

    طفق الزاكي يروي قصة تلك اللحظات المرعبة وماأن هم بوصف تلك الجنية الجميلة

    حتى رأى إسحق يشق الجموع متجها نحوه والشرر يتطاير من عينيه المتقدتين كالجمر.

    ـ ياهو ده.. ياهو ده سكسونيا أسالوه .واشار بيده حيث لااحد هناك.

    تلفت القوم كمن تخطفتهم الطير فما استبان أثر لإسحاق في المكان .تهامس الكل ،

    مسكين الزاكي ود الحاج جن!

    وضع إسحاق سبابته على شفتيه و كمم بيده الأخرى فم الزاكي وهو يأمره بالسكوت.

    ـ ماقلنا ليك هس لو عاوز سلامتك.

    ـ سمحه وعينيها تجنن ، مش كده ياإسحق؟ عليك الله كان ما قلت ياإسحق ، عليك الله.

    اجهش الزاكي في نوبة بكاءهستيرية تقطع نياط القلوب و انتفض في مكانه كمن

    مسته صعقة كهرباء قاتلة.

    ارتفع عن الأرض بمقدار ذراع واطلق صرخة مدوية جفلت لها الدواب في اقصى أطراف

    القرية وجعلت الناس حوله يتراجعون رعبا وهلعا.قبل ان يرتطم جسده النحيف بالثرى

    في عنف شديد .اختلج كالذبيح و فاض الزبد من فمه . هرب الصبية خوفا وبسمل بعض

    الرجال وتشهد آخرون ظنا ان الزاكي يلفظ انفاسه الأخيرة.

    مضت لحظات قبل ان يستفيق وعلى شفتيه ابتسامة باهتة. لاحظ الناس ان في فمه

    إعوجاجا ظاهرا. خرجت الكلمات ثقيلة من شفتيه وبمشقة واضحة.كان يردد واهنا

    (سمحه..سمحه ..سمحه..) .ظل الزاكي في هذه الحال خمسا وعشرين سنة حتى زاره هازم

    اللذات وهادم المسرات.


    وراجعين يازمان لمدارات الكلام ومجرات الحكي في زمن سكسونيا

    مودات بالكوم من ود اللحمر اب زادا مابخمر.

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-28-2008, 02:19 PM)

                  

04-29-2008, 01:06 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: طفق الزاكي يروي قصة تلك اللحظات المرعبة وماأن هم بوصف تلك الجنية الجميلة
    حتى رأى إسحق يشق الجموع متجها نحوه والشرر يتطاير من عينيه المتقدتين كالجمر.
    ـ ياهو ده.. ياهو ده سكسونيا أسالوه .واشار بيده حيث لااحد هناك.
    تلفت القوم كمن تخطفتهم الطير فما استبان أثر لإسحاق في المكان .تهامس الكل ،
    مسكين الزاكي ود الحاج جن!


    اختفى سكسونيا من دروب القرية دون سابق إنذار .امتد غيابه وطال فاتحا الباب امام آلاف الأسئلة

    وحكايات لا تعد نسجها الناس من وحي رواية الزاكي ودالحاج الذي نسي الجميع المصيبة التي حلت به، إذ رأى

    ما لم يره بشر من قبل.بعضهم أقسم أن إسحق نفسه جني يسكن في الخيران الموحشة الممتدة بين حلةعديد السنط

    وحلة الشيخ البلال.

    آخرون زادوا أن إسحق يحرس هناك كنوزا منذ عهد السطنة الزرقاء . دفع البعض عنه ذلك وجاءوا برواية أخرى

    هي أن إسحق (بعاتي) من سلالة قبيلة الجرناي التي استوطن عدد كبير من أفرادها في منطقة الصعيدمع بدايات

    القرن التاسع عشر بعد هجرة طويلة من مكان مجهول جنوب الصحراء نحو سلطنة وادي الفور . هناك استقروا أشهر

    قليلة قبل أن يفتك بهم عسكر الشرتاي صونو بحر تركاوي، ويطردوا ماتبقى منهم خارج حدود السلطنة بعد ثبوت

    تعاطيهم السحر الأسود وأكل جثث الأطفال الخدج.

    في مجلس العمده الجاك أب قرجه جلس العديد من وجهاء القرية يحتسون فناجيل قهوة الضحى ويتسامرون حول أحوال

    بلدتهم وناسها وذلك التحول العجيب الذي طرأعلى حياتهم منذ أن حل بها سكسونيا.

    ـ الزول الغريب ده من يومو الدخل البلد دي والناس بقت ماعندها شغله غير إسحق قال ،إسحق سوى،إسحق مشى ، إسحق

    جا.ولحدي هسه مافي زول عارف قصتو الحقيقيه شنو.

    رمى الزبير التلب ناظر محطة السكه حديد كلامه ومد يده نحو جيب بنطلونه الكاكي المهلهل ليتناول (حقة الصعوط) .

    ضرب على قاعها بحركة مسرحية موزونة وسحب غطاءها . ملأ راحته من تمباك شديد الرائحة وكبه تحت لسانه .جال بعينيه

    في وجوه الحاضرين كمن ينتظر جوابا منهم. صمت الجميع وتشتت نظراتهم متقاطعة في جميع الإتجاهات.

    اعتدل الجزولي وكيل البوسطه في جلسته وبصوت جهور ونبرة واثقة حاول ان يسخر من قصة زواج إسحق بجنيه ،قائلا:

    ـ والله ياجماعه أنحنا بقينا مسخره وسط ناس البندر. يومداك كنت في ود مدني عشان أورد فلوس الأمانات في البوسطه

    المركزيه. تصورو المدير بتاعنا قال لي شنو؟قال لي ماعندكم جنيه في الحله اعرسها ؟امكن تساعدني اطلع الكنز

    بتاع جدنا المك نمر الدفنو في حلة المفازه لما كان مهاجر لي الحبشه. غايتو ماقدرت اقول ليهو حاجه،سكت ساي

    واخدت بعضي ومشيت.

    انبرى له السر كورتي أ حد كبار التجار ،و المشهور بجهله وإدعاءاته ،بقوله

    ـ أها وقتليهو شنو؟ زولك ده باين عليهو ماسك العصايه من نصها، بعدين هو يعني بيقدر ينكر كلام ربنا في القرآن؟

    كان حقك تقول ليهو انو سيدنا سليمان زاتو اتزوج جنيه من سبا اسمها بلقيس وبعد داك آمنت وبقت ملكه على اليمن.

    جمع استاذ عبد الفتاح أب دومه ناظر المدرسة الإبتدائية اطرافه ووقف على عجل تمتم بكلام غاضب قبل ان يستاذن من

    العمده للإنصراف.

    ـ غايتو سكسونيا مظلوم في الدنيا دي لأنو مابراهو البهترش في كلامو. خليتكم بي عافيه يااخونا.غادر المجلس يضرب

    كفا بكف وهو يردد:

    ـ هسه جاب الجن علي بلقيس علي سيدنا سليمان علي سكسونيا علي القرآن ،شنو؟

    كان أب دومه رجلا متفتحا لم يكتف بتعليمه الأولي ودخوله معهد بخت الرضا لسنتينن ،بل واظب على تثقيف نفسه بالقراءة

    والإطلاع المستمر.أحبه اهل هذه القريه بعد أن قضى بين ظهرانيهم عدة سنوات . يحترمون فيه صراحته ويقدرون دفاعه

    عن الحق وعدائه لكل الذين يستغلون جهل الناس وبساطتهم في هذا المكان المنسي.


    ومودات بالكوم من ود اللحمر اب زادا مابخمر

    والساقيه لسه مدوره، وانى لي بصبر ذلك الثور الذي يحرك تروسها؟ وتاني راجعين لعوالم سكسونيا.

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 04-29-2008, 08:40 AM)

                  

04-29-2008, 08:33 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    فوق..

    فوق.. والقمري فوق..فوق..

    فوق نخل الفريق غرد في أمل..
                  

05-08-2008, 11:13 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكايات من زمن آخر.....(1) إسحق سكسونيا (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: اعتدل الجزولي وكيل البوسطه في جلسته وبصوت جهور ونبرة واثقة حاول ان يسخر من قصة زواج إسحق بجنيه ،قائلا:
    ـ والله ياجماعه أنحنا بقينا مسخره وسط ناس البندر. يومداك كنت في ود مدني عشان أورد فلوس الأمانات في البوسطه المركزيه. تصورو المدير بتاعنا قال لي شنو؟قال لي ماعندكم جنيه في الحله اعرسها ؟امكن تساعدني اطلع الكنز بتاع جدنا المك نمر الدفنو في حلة المفازه لما كان مهاجر لي الحبشه. غايتو ماقدرت اقول ليهو حاجه،سكت ساي واخدت بعضي ومشيت.






    اكتست الأرض بساطا زاهي الإخضـرار.جادت السمــــاء بعطاء كريم في ذلك العام

    فارتوت التربة بخيراته ومحا الخريف آثار صيــف كالح نشــر اليبــاب والبؤس

    بعد أن قضى الجـراد على الغلة ليعيش الأهالي موســـما من الضنك والأحزان. نسيت

    القرية حادثة الزاكي ود الحاج التي انقسم الناس بشأنها بين مصدق ومشكك ومكذب.

    مضت أربعة أشهر اختفى فيها إسحق ولم يشاهده خلالها أحد، لكنه كان دائــم الحضور

    في حكايات القرية ومجالس سمرها. فتح غيابه الباب أمام سيـل لاينقطع من الأقاويل

    والروايات ومازال الكثيرون متعطشين لسماع المزيد منها.

    في تلك الأمسية اجتمع في بيت الشــريف رضوان الفحل شيخ التجار نفر من وجهاء

    القرية من بينهم هاشم خيري حكيمباشى الشفخــانه ومولانا زيدان السيد داؤود قاضي

    المحكمة وحلمي جاد كريم باشمهندس اقسام الري والجـزولي شيخ ادريس وكيل البوسطه

    ومصطفى حاج برير مفتش الغيط بمكتب خور الدليب التابع لمشروع الجزيرة وآخرون.

    دارت كؤوس الراح وتحول الحديث من انس هامس وكلام في السياسـة والشعر وفن الغناء

    إلى جدل بأصوات مرتفعة ونبرات حادة تتخللها من حين لآخر قهقهات صاخبة.لم يترك

    الجمع شأنا لم يطرقوه.انتقدوا قرار ضابط المجلــس الريفي باغــلاق أكواخ بائعات

    الشاي والأكلات الشعبية ،التي انتشـرت كالفطــرعلى جنبات شـارع الظلط الذي يشق

    البلدة.كانت أشهــرهن إزا تلك الحبشــية التي لجأت للسودان بعد انقـلاب مانقستو

    هيلاميريام. يقال أن زوجــها الذي قتل في ظــروف غامضة،كـان يعمل في حـرس قصر

    الإمبراطور هيلاسلاسي. إزا إمــراة فيها بقايا شباب انزوى، جميـلة الملامح ممتلئة

    القوام تفيض أنوثة رغم سنوات عمرها التي تجاوزت الخمسين بقليل. حلوة المعشر ،

    عذبة الكــلام وهي تلوك الأحــرف العربية المكســرة في لكنة محببة لاتخلو من غنج

    واستيهامات جنسيةلزبنائها الكهول الذين تدلت كروشـهم وزحـف الصلع والشيب على

    هاماتهم.

    قال عثمان جاب الله صاحب كماين صناعة الطوب:

    ـ تصورو ياجمـــاعه في يوم من الأيام نصة نهار كدي، مشيت أشرب لي جبنه عند إزا

    الحبشيه، ،لقيت معاها سكسونيا بيعزف ليهو في هارمونيكا وهي بتغني معاهوفي غنيه

    سمحه خلاس مع اني مافهمت كلماتها.والله ياخوانا لي هسه ماقادر انسى الموضــوع ده

    وعمري مااتخيلت أنو إسحق المدروش ده ممكن يكون راجل فنان بالشكل ده..

    كان مولانا زيدان القاضي صامتا على غير عادته.يغوص في كرسيه ويعب عرق التمر عبا

    كأن له غلا مع كل نخلة في البلد. عندما سمع اسم إسحق بدا مولانامتوترا نوعا ما.

    ومأأن أكمل جاب الله كلامه ؛حتى انتفض القاضي واقفا وبدا كمن يقرأ نصا مكتوبا:

    ـ صحيح أننا لانعرف الكثير عن إسحـق، لكنني أعرف أن والده حاج مكين ينحدر من قبيلة

    القسملاب في أقصى مديرية بحر الجريد الواقعة قرب مثلث الحدود بين الســـودان و تشاد

    وافريقـيا الوسطى. أمه جنوبية من قبيلة الكتمبا . هذه القبيلة استوطنت في جنوب شرق

    دارفور .انصهر أفرادها بالتزاوج مع سكان تلك المنطقة من قبائل الرحل فذابوا واندثرت

    قبيلتهم ولم يبق منهم إلا تاريخ تناقله الرواة عن طيبوبتهم وتسامحهم ونسائهم الجميلات،

    وكيف كانوا يدمنون الغناء والرقــص ويحرمـون شرب الخمر وينفون من ديارهم كل من ابتلي

    باللواط . قبل إسلامهم في عهد السطان شميش حماد كانوا قوما وثنيين يقدسون القمر ،

    يخشون البروق وترعبهم الشهب التي تضيء ليالي صحاريهم الموحشة.

    مسح مولانا زيدان المكان بعينيه في نشوة طافحة متأملا في وجوه الحاضـرين كانه يقرأ

    في ملامحهم أثر كلماته التي شدت انتباههم فظلوا صامتين يتلقفونها بكل اهتمام.

    مضى مواصلا حكايته متيقنا ألا أحدمن الحاضرين يمكنه مغالطته فيها أو نفيها:

    ـ كانت بتول والدة إسحق إمراة جميلة بكل المقاييس يميزها طولـها الفارع ولون بشرتها

    المفتوح وخلو وجهها من الشلوخ التي تعتبر في ذلك الزمان من ضرورات جمال النساء.تزوجها

    حاج مكين وهي لم تغادر بعد مسرح طفولتها.عاشت معه خمس سنوات لم تعرف فيها معنى الزواج

    والمسؤولية. كانت تقضي معظم أوقاتها في اللعب بعرائس القصب مع بنات الجيران .حين بلغت

    السابعة عشرة حملت بطفلها الأول. بضعة أشهر بعد ذلك هربت بتول مع سائق حفارة من العمال

    الموسميين في الشروع الزراعي.لم تستطع مقاومة إغراء وسامته وشبابه مقارنة بزوج يقارب

    والدها في السن.

    اختفت بتول دون ان تثير لغطا كثيرا في المكان .نسي النـاس قصتها إلى أن تخلى عنها ذلك

    العشيق فعادت بعد عامين كسيرة تجرجر خيبتها وتسحب وراءها وليدها إسحق.

    حين دخلت إلى بيت الحاج مكين كان جالسا على حصير في فناء داره وقد فرغ لتوه من صلاة العصر.

    رآها فتجمد في مكانه.ألجمته المفاجأة لكن عيناه قالتا:

    ـ الجابك شنو يابتول بت جارعودو بعد السويتي ده؟

    ارتمت بتول على قدمي زوجها تقبلهما وانتحبت بمرارة طالبة الصفح . ربت حاج مكين على ظهرها

    واحتضن ابنه اسحق فسالت دمعة حارة على خده. مسحها مكابرا جرحه الغائر وكرامته المهدورة.

    ـ خلاس يابنت الناس ربنا غفور رحيم ، أنا مسامحك، عشان الولد ده، بس اطلبي ربك يسامحك من

    الشي الكعب العملتيهو ده.

    عاشت بتول في كوخ جوار منزل حاج مكين زوجة ثانية دون كبير تقدير. لم يذلهالكنها كانت

    على الدوام أسيرة إحسانه مما جعلها تحس أنها كانت خادمته وليست زوجته وأم ابنه البكر.


    ومازالت طواحين الكلام تدور وتدور وعن سكسونيا سنحكي ونعيد إلى ما لانهاية

    مودات بالكوم من : ود اللحمر أب زادا مابخمر
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de