حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله... كلمة قالها ابن القيم ...بين التطبيق العملي والفكر النظري يبقى الأمر يحتاج لفكر ورؤية ثاقبة وتجديد مستمر لتنزيل النصوص في حياة المجتمع في ظل الدولة الحديثة بمكونها الجغرافي وطبائع شعبها وما انفطر عليه وجدان ذلك الشعب وما يتوافق مع الشرع الحنيف من قيم ومثل وما يخالف روح الشرع ، مما يستدعي قراءة واعية وواقعية للمكون الاجتماعي ومن ثم تنزيل النصوص التي توافق هويته وتعبر عن روحه بما يرضي الله سبحانه وتعالى ، وهذه من المسائل الشائكة التي تواجه المفكرين الإسلاميين ، لظروف متشعبة أسهمت في إيجاد تصور لدولة تشبه دولة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدنية أو دولة أبوبكر أو دولة عمر او عثمان أو علي من ناحية التطبيق العملي لقيم الدين ، ولعل الإسلام قد ترك الأمر للمسلمين مع توافر الإشارات العامة بضرورة العدل في الحكم بين الناس وبسط الشورى وتولية الأصلح للعباد والقوي الأمين ، دون النظر للجنس أو اللون أو العرق ، بل مسلماً يشهد له بكمال الأهلية والكفاءة وحسن السيرة ... إذا كان الدين كتعبير عن حاجة روحية وثقافية تعكس الهوية والوجود للإنسان والمجتمع ، فإن الدولة مطالبة بإنزاله وتطبيقه بطريقة صحيحة وأولى مهامها بسط الحرية والعدل والشورى والحياد ، وهذا يقودنا للتعرف على المدارس الإسلامية وبنيتها الفكرية ولعمري إنه لموضوع متشعب ...جهدكم معنا
06-03-2010, 10:21 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
ليكن مدخلنا لهذا الموضوع الشائك ، هو معرفة اهداف الشريعة الإسلامية من خلال النص القرآني : - قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90]. فالعدل هدف مقصود من أهداف الشريعة مطلوب من الحاكم أن يكون عادلاً ، ليحصل على ثواب الآخرة .. الإحسان في كل شيء وهو أعلى مراتب الإيمان ، وهو أن تعبد الله بالعبادات المعروفة وبالعمل والإنتاج وإعمار الأرض وتقديم مصالح الأمة وحماية حقوقها من أرض وعرض وممتلكات منقولة وعقار وغيرها ، وأن تحافظ على الصحة والتعليم وأن تهتم بالأجيال الصاعدة لينشأوا على قيم الفضيلة وحب الوطن وحب أهله وأن تحافظ على النسيج الاجتماعي وبالعدل والإحسان يبقى الأصلح ويذهب الزبد جفاء . وبالعدل والإحسان تضمحل الرذيلة لتحل محلها الفضيلة والعفة وبالعدل تنمحي الفحشاء والمنكر والبغي لتحل بدلها الطهر والمعروف والإستقامة ومن ثم تتنزل رحمات الله على الحاكم والمحكومين ..((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غدقا )) ، فالسقيا وإنبات النبات وامتلاء الضرع مرتبطة جميعها بالاستقامة فالشريعة نصوص مسطرة ألزم الله سبحانه وتعالى حكامه المسلمين بها وهي على سبيل المثال - لا الحصر: 1- حفظ الدين: وهو لب المقاصد،فالعمل به والجهاد من أجله والدعوة إليه والحكم به ورد من يخالفه، من الأهواء والبدع. 2- حفظ النفس: وهي الأنفس المعصومة بالإسلام أو المواطنة وقد وضع الإسلام وسائل تكفل حفظ النفس، يتوجب على المحاكم الشرعية تطبيقها بما يرضي الله وليس الحاكم !
3- حفظ العقل: فالعقل مناط التكليف، وتحريم ما يفسده من مفسدات حسية من خمور ومخدرات وإعلام فاسد لا يرقى إلى قيم المجتمع وأخلاقه ....إلخ
4- حفظ النسل: وذلك بالمحافظة على الإنسان بتوفير الدواء والاستشفاء مجاناً من موارد الدولة المتعددة كأولوية قصوى للفقراء والمعوزين .
وكذلك يجب على الحاكم المحافظة على النسل بالحث على الزواج، ومنع الحمل، والإجهاض ، وسن القوانين ضد الاعتداء على المرأة كالختان الفرعوني وأية أفعال مهينة .
5- حفظ العرض: كالطعن في العرض بقذف الشخص أو أسلافه ومن يلزمه أمرهم، يكون منعه من قبيل المحافظة على ضروري آخر وهو حفظ النسل، فتكون المحافظة هنا على العرض تكميلية .
6- حفظ المال: وهو عصب الحياة، والفرد والأمة بحاجة إليه، بالحث على التكسب، وبتحريم الاعتداء عليه، وتحريم إضاعته، وما شرعه من الحدود كالسرقة والحرابة، وضمانات المتلفات، ومشروعية الدفاع عن المال، وتوثيق الديون والإشهاد عليها، وبيان اللقطة وأحكامها ، ومحاسبة الفسدة والمحتالين من الوزراء والولاة مهما علا شأنهم !!! وهذا فنن من دوحة ..نسأل الله أن يهدي حكامنا لما فيه خير الأمة وأن يجعلنا ممن يقتدي بالأصلح .
06-03-2010, 10:22 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
نواصل ما انقطع ...كنت قد تعرضت عاليه لمقاصد الشريعة الإسلامية والتي يناط بالحاكم المسلم أن يقوم بها وما من شك أن الحاكم وحده لا طافة له به في إنفاذ هذه المقاصد ، فلا بد له من بطانة تعينه على الحق وتتحمل معه هذه المسؤوليات الجسام ولكن هذه البطانة الصالحة تظهر إذا اظهر الحاكم شخصيته في الحكم الرشيد وتوافرت فيه الشجاعة والحزم والصراحة ، والخشونة والغيرة على الشرف ، والنجدة ، والنخوة ، والنظام ـ والطاعة ، وتقدير الواجب ، والإيمان بالحق ، وحب الإنجاز في حدود الإمكانات المتاحة ، والمساواة بين الرعية حب أهل الخير والسعي إلى تقريبهم ، وبُغض أهل الشر والنفاق والنفور منهم ، والإرادة الحازمة منه في التغيير ، وأوضح القرائن على ذلك الصدق في العزيمة والبدء في إبعاد البطانة الفاسدة عن مواقع التأثير ، وتقريب البطانة الصالحة .
أما أن يبقى أهل السوء والفساد في مواقعهم ويظل أهل الصلاح مبعدين فإن هذا يدل على عدم المصداقية وكذب ما يعلن ؛ وإنما هو للاستهلاك وكسب عواطف المسلمين .
أول خطوة في التغيير ألا وهي تغيير البطانة الفاسدة ، وإبدالها ببطانة صالحة تستلم مواقع التغيير . بطانة الحاكم هي الدائرة الأولى المحيطة به من مستشارين ومرافقين ووزراء وخلصاء والذين تتمّ من خلال آرائهم وإستشاراتهم إتخاذ كثير من القرارات الخاصة بالأمة قبل الموافقة عليها ، ومتى كانت البطانة (صالحة) كانت القرارات صالحة والأنظمة عادلة والناس راضية ، والعكس صحيح حينما تكون بطانة الحاكم بطانة سيئة فإنك ستجد الظلم والجور والإستغلال وتدوير المنافع على شرائح محددو ودوائر ضيقة، ويقدم الأقربون من قبيلة أو قبيلتان في كل الوظائف كأن الدولة شركة خاصة ، ويبعد غيرهم الأكفاء الصالحين ، وقوة الأمة وهيبة الحاكم مرتبطة بشكل طردي بأمانة وإخلاص البطانة روى أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل على أبيه عمر بن عبد العزيز فقال : (يا أمير المؤمنين ! إن لي إليك حاجة ، فأخْلِني وعنده مسلمة بن عبد الملك
فقال له عمر : أسِرٌّ دون عمك ؟ فقال : نعم ! فقام مسلمة وخرج ، وجلس بين يديه فقال له : يا أمير المؤمنين ! ما أنت قائل لربك غداً إذا سألك فقال : رأيتَ بدعةً فلم تُمِتْها ، أو سنة لم تُحْيِها ؟ فقال له : يا بني أشيء حَمَّلَتْكَهُ الرعية إليَّ ، أم رأي رأيته من قِبَل نفسك ؟ قال : لا ، واللهِ ، ولكن رأي رأيته من قِبَل نفسي ، وعرفت أنك مسؤول ؛ فما أنت قائل ؟ فقال أبوه : رحمك الله وجزاك الله من ولد خيراً ؛ فوالله إني لأرجو أن تكون من الأعوان على الخير . يا بني ! إن قومك قد شدُّوا هذا الأمر عقدة عقدة ، وعروة عروة ، ومتى ما أريدُ مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمن أن يفتقوا عليَّ فتقاً تكثر فيه الدماء ، واللهِ لَزوالُ الدنيا أهون عليَّ من أن يهراق في سببي محجمة من دم ، أَوَ ما ترضى أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنة ، حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الحاكمين ؟ ) .
وقد قام رضي الله عنه بتعيين رجل صالح وأمين يدعى : (أبا المهاجر) ، وطلب منه مرافقته ومراقبته فإن رآه قد زلّ أو ظلم فعليه أن يمسكه من تلابيب ومجامع ثوبه ويهزّه هزا ويذكره ويقول له : (إتق الله يا عمر فإنك ستموت) .. فقط هذه هي وظيفة هذا الوزير الصالح من البطانة الصالحة..!!
أما أن يبقى أهل الشر في تسلطهم ، ويظل أهل الخير مبعدين أو مغيبين في السجون ، والشر والفساد في زيادة واستفحال ؛ وهو أبعد ما يكون عن الإسلام فإن هذا لا يجدي شيئاً وإنما هو مجرد نفاق ولعب على جهلة المسلمين ومغفليهم ، ورحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛ حيث يقول : (لست بالخِبِّ ، ولا الخِبُّ يخدعني) .
06-03-2010, 10:23 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
المراد من كون الإسلام ديناً ودولة هو قبول المرجعية الإسلامية العامة لأن شرائع الدولة أكثرها ظني وفقهها محض اجتهاد بشري غير معصوم، فالإسلام لم يحدد شكلًا معينًا لنظام الحكم، "والخلاصة أنّ المسلمين يجتهدون في إقامة دولتهم وأنظمتهم السياسية والاقتصادية بما يرون أنه عدل وصلاح وحرية، وينتقون من أنظمة الحكم والانتخاب والإدارة" وينادي أكثر مفكري المسلمين منذ القدم وحتى كتابة هذه السطور بالحرية أولاً في العالم الإسلامي لأنها العاصم من التطبيقات المخيفة التي شهدها بعض أجزاء العالم الإسلامي كتجربة طالبان في أفغانستان ! .فهي تجربة يمكن الوقوف عليها والاستفادة من أخطائها .
06-03-2010, 10:24 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
لم ينجح التراث الإسلامي عبر تاريخه الطويل في تنظير وإيجاد آليات عمل تنظم العمل بالشورى، وتجعلها أكثر صدقية، بدل أن تكون في كثير من تطبيقاتها التاريخية وسيلة لتشريع الاستبداد وتسويغ قمع المخالفين ، خاصة حين هيمنت القبيلة على السلطة وسميت الدول باسمها بدء بالدولة الأموية والدولة العباسية والدولة الحمدانية والبويهية والفاطمية ، وقد عطلت هذه السيطرة على مقاليد الحكم مبدأ الشورى ، واتاح الفرصة للاستبداد والفساد المالي والإداري وضعف الرقابة وتغيبب إرادة الرعية وضاعت قيمة المشاركة والمساءلة وحق تداول السلطة . وهكذا يمكن القول بأن الوعي التاريخي بقضية الديموقراطية أو الشورى المُلزمة في التراث الفقهي الإسلامي كان محدوداً ، فقد كانت شورية مُعْلِمة وليست مُلزِمة !! إذ المعلوم بالضرورة أنه لا شوري فيما هو نص قطعي بل فيما هو ظني ، فمسألة تحديد القطعي والظني من النصوص الشرعية فهذا يتم في إطار العمل المؤسسي ودوائر أهل العلم والفقه ممن تتوافر فيهم شروط الاجتهاد والقدرة على الاستبناط للأحكام والقضايا المستجدة ؛ لأننا لا نستطيع ترك مسألة الاجتهاد في هذه المسائل لفردٍ أياً كان أو العوام من الناس .
فمن حق الرعية أن تحصل على حقها في الممارسة ( الشورية أو الديموقراطية ) فالعبرة بالمضمون وليس بالمصطلح ،وعدم مشاركة الجماهير في اتخاذ القرار غير مسوّغ؛ لأن أي ضرر ينتج عن مشاركة الجماهير هو بلا شك أخف ضرراً من تغييبها وإقصائها عن اتخاذ القرار.. امتثالاً لقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) فيما يخص التخطيط لأمور دينهم ودنياهم . نحن كمسلمين نقول إن القرآن هو مصدر التشريعات ، والشعب مصدر السلطاتن . وإلاّ فما مفهوم البيعة في التاريخ الإسلامي؟ البيعة تعني أن الشعب يختار من يمثله ويرضى عنه ، وهذا ما يعرف بالانتخاب وتوكيل إرادة الناخب للمنتخب لينوب عنه في ما يتعلق بمصالحه العامة .
يجب أن تقوم الديموقراطية في مجتمع قوي تتوفر فيه مؤسساته المدنية التي تتيح لقطاعات المجتمع أن تتحرك وتشارك. وأن تكون هناك انتخابات حرة وحرية في التعبير. لإتاحة الفرصة للمجتمع ليرفع صوته، ويشارك في اتخاذ القرار ويكون له حق المساءلة والرقابة وتداول السلطة.. وقد يكون من الأهمية لئن يسبق الحديث عن تطبيق الشريعة؛ لأن المجتمع الضعيف يمكن أن تُوظّف فيه الديموقراطية والمؤسسات والمجامع إلى غير هدفها المنشود وهو تحقيق الحاكمية لله !!
ختاماً : القرآن الكريم فيه كثير من النصوص التي تقول إن الناس إذا أعرضوا عن الحق (إن عليك إلا البلاغ) فالقرآن يُعلمنا ألاّ نفرض على الناس اختياراتهم. وإذا وصلت أحزاب علمانية إلى السلطة عن طريق الانتخاب الحر النزيه فهذا نوع من الإعراض فلا يجب علينا حينئذ أكثر من البلاغ واحترام خيار الشعب. يجب علينا أن نحترم النتيجة التي تفرزها الانتخابات ( البيعة ) . وعلى الإسلاميين أن يتعلموا أن الناس يمكن أن يعرضوا عن مشروعهم، وهو ما يستدعي المراجعة وإعادة التفكير فيه ودراسته، وتصحيح المسار والجنوح إلى الحق خير . وعلى العموم الحرية المبتغاة هي حرية التعبير والتفكير ، والأبداع ينشأ في جو الحرية ، والشريعة نظام حياة متكامل ، والحرية تنتهي إذا خدش الحياء العام لقيم المجتمع ومعتقداته وأعرافه التي يؤمن بها ، فحينما تقوم بتجريح القيم الأساسية للمجتمع فهذه ليست ممارسة للحرية، بل هي انتهاك وتجاوز للحرية. والحمد لله أولاً وأخيراً .
06-06-2010, 05:51 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
الحلاوي تحياتي إذن العيب ليس في النصوص القرآنية وعدم مسايرتها للعصر وصلاحيتها للزمان العيب في فهم الناس إبتداء للمقصد من التشريع ومن ثم في مسألة التطبيق
06-06-2010, 08:10 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
Quote: العيب في فهم الناس إبتداء للمقصد من التشريع ومن ثم في مسألة التطبيق
الملا عمر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت قد قرأت ورقة مطولة عن تحديات تنزيل التشريعات الإسلامية إلى واقع المسلمين ...وأولى عقبات التنزيل هو مبدأ الحرية وحدوده التي بينتها النصوص العامة في الشريعة الإسلامية ( حرية الاختيار في التعبد والتعامل والاعتقاد ) . فبسط الحريات كما تحدثت عاليه أساس التطبيق الفعلي للتشريعات وهو مؤشر على عدل الراعي على رعيته فالحرية هبة ربانية وليس منحة محتصلة . فالسؤال الذي أراه مدخلاً صحيحاً هو كيف نطبق الشريعة الإسلامية في ظل وفرة المعرفة والمعينات في شتى العلوم والمعارف الإنسانية ، غير أن التطبيق مهما سما يظل جهداً إنسانياً لا يخلو - في بعض الأحايين - من قصور البشر ، فالدولة التي تطبق التشريعات وذلك لأجل حفظ العقيدة وصيانتها وحماية الإسلام على أصوله المقررة وقواعده المحررة ، والمعلوم بالضرورة أن تطبيق الشريعة لا ينتزع الشر الخلل كليا ، وإنما يقلصه ويحد من انتشاره ( فوائد تطبيق الشريعة ). يقول الله تعالى : - يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (سورة ص, الآية : 26) هذه الآية واضحة ومبينة لدور الحاكم المسلم المنتخب انتخاباً صحيحاً خال من الغش والخداع . لك التحية والتقدير
06-06-2010, 08:14 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
الإسلام يقبل التدرج ..وهو كل متكامل ولا يقبل التجزئة : قال - تعالى - : أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (سورة البقرة ، الآية 85) . فلا يجوز الاقتراض الربوي في دولة ترفع الدين شعاراً لتنفذ به مشروعاً مهما كانت المنقعة المرتجاة منه ، لأنه مخالفة صريحة للأمر الإلهي في شأن الربا ، والله أعلم ما ينفع العباد أكثر من تنظير المنظرين !!
06-07-2010, 03:57 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
لك التحية والتقدير أخي محمد النيل العلم أساس كل حضارة إنسانية ...حينما تكونت دولة المسلمين الأولى في المدينة ..كان مصعب بن عمير أول معلم لأهل المدينة قد ابتعث قبل الهجرة للتبصير والتعليم...والآن في عصرنا تنوعت مصادر العلم ..والدراية بعلوم الشرع أولى العلوم بالمعرفة ..والجهل بها ..اوصلنا لما نحن عليه الآن . التحية لكم
Quote: مثل الزيت و الماء ... لا يندمجان ... عبدالماجد
دكتور عبدالماجد تحيات طيبات انت تعلم اننا قوم نشأنا بفطرة سليمة في بيئة سليمة ..وندرك تمام الإدراك أننا بفطرتنا السليمة أن الدولة تستمد قوتها من الله والله هو الملك والقاهر فوق الجميع ، وحيث أنه أراد بخلقه للإنسان ان يكون خليفة له ، لذا من مقتضيات الخليفة أن يطيع المخلف ، وحيث أن المخلف هو من أتى بهذه التشريعات فحق على الخليفة أن يتبع دون أن يبتدع ...وتبقى المشكلة في التطبيق العملي لقواعد الاتباع !! أما مسألة الفصل ببين الجسد والروح فهذا أمر مناف لقواعد الخلافة أصلاً وبالتالي يخرح الخليفة عن طاعة المخلف ويكون بذلك مستقلاً بعقله وفكره ..يستمد تشريعاته من عقله المحدود وهنا يقع في الخطل والزلل !! . أتمنى أن اكون أوصلت الفكرة . ليس العيب في قواعد الشرع لأنها صادرة من رب خالق ولكن العيب في الفهم والتطبيق والتفريف بين ما هو شرعي لا يقبل الجدال وبينما هو ظني اجتهادي يقبل الجدال فيلبسه الإسلاميون هالة القدسية كحصان طراودة ليحكموا على من عارضهم بالاستكبار وقوى الظلام والعمالة والطابور الخامس !! تحياتي يا صمد يا ود الصمود
06-08-2010, 04:06 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
الدين علاقة بين الانسان وربه ولا شان للوطن بعلاقة الانسان بربه فالاديان تفرق و لا توحد ومقولات مثل الاسلام هو الحل او الاسلام صالح لكل زمان ومكان هى مقولات هلامية فضفاضة ابتزازية يكدبها الواقع يوميا! كل دولة تطبيق قوانين دينية سيكون مصيرها التقسيم والتشظى وسيذهب ريحها وللاسف ستكون دولتنا السودانية الرسالية اصدق تاكيدا لدلك! سلام يا حلاوى ليك ولضيوفك بوست جميل اتمنى ان يمضى الى غاياته جنى
06-09-2010, 04:31 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
Quote: الدين علاقة بين الانسان وربه ولا شان للوطن بعلاقة الانسان بربه فالاديان تفرق و لا توحد ومقولات مثل الاسلام هو الحل او الاسلام صالح لكل زمان ومكان هى مقولات هلامية فضفاضة ابتزازية يكدبها الواقع يوميا! كل دولة تطبيق قوانين دينية سيكون مصيرها التقسيم والتشظى وسيذهب ريحها وللاسف ستكون دولتنا السودانية الرسالية اصدق تاكيدا لدلك! سلام يا حلاوى ليك ولضيوفك بوست جميل اتمنى ان يمضى الى غاياته
جني صباحاتك بيض مع كامل تقديري وسروري بمداخلتكم ، والود محفوظ ..أتفق معك تماماً في أن الدين إن لم يطبق بطريقة سليمة فالمردود السلبي سيكون فظيعاً ، مع العلم أنني تجنبت الخوض في النماذج الماثلة ، وأردن أن يسير البوست في اتجاه تبيان مقاصد الدين وأهدافه ، ونظرته للمجتمع ..ولو أننا وضعنا المسطرة بين المسطور والمنظور في الواقع لرأينا الدخن الكثيف في ذلك ...مع إيماني التام بأن الدين صالح لكل زمان بصلاح منفذيه لأن القرآن حروف وكلمات يحولها الحاكم لواقع ...ومقولة سيدنا عثمان بن عفان ( مالا ينزع بالسلطان لا ينزع بالقرآن ) ، أما المكان ، فكل مكان توافر فيه غلبة من المسلمين يحق لهم تطبيق ما يرونه يناسب اعتقادهم ، دون سلب الآخرين حقهم في الاختيار فيما يعتقدون ( لا إكراه في الدين ) ...ولكن ما يدمي القلب أخي جني الجهل الفاضح بهذا الدين العظيم ...أنظر ما قاله تولستوي عن الإسلام : (يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة..) وهذا برنادشو :( لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا ، فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح ، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية ، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد ، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها ، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي. ) تقبل تحياتي
06-10-2010, 05:30 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
Quote: وشكرا لهذا الطرح الفكري الذي يعبر عن قناعات غالبية أهل السودان
الأخ عمر صديق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..هذا الطرح يعبر عن قناعات أهل الفطرة السليمة من غالب مسلمي العالم 90% منهم ، ولكن بين القناعة والتسليم بأن الحاكمية لله وبين التنزيل الواقعي هناك الكثير مما يحتاج التشخيص والمعالجة والترميم ..ومن كفه قناة ليس كمن في كفه ..........والممارسة تكشف الخلل ومناقشة الخلل ومعالجته يجعل التنزيل اكثر جودة وقناعة .. تقبل تحياتي ولكم العتبي في عدم إنجازنا التواصل والأيام حبلى ولظرف خير من ظرف
06-13-2010, 03:04 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة