حلمي ببلد خضراء خيرها يغطيها ويفيض، هذا الحلم يتذبذب كما الأسواق الأوراق المالية أو المؤشرات العالمية. تسمع لقادة الدولة يحدثونك عن الزراعة وتتفاءل خيراً، ونرى حلمنا صار غاب قوسين أو أدنى. ومن البشريات صرنا نسمع منهم أن البترول لخدمة الزراعة، وصرنا نسمع منهم أن من مشاكل الزراعة التسويق، وصرنا نسمع منهم أن الجبايات والرسوم التي تفرضها المحليات والولايات من معوقات الزراعة.. وكل هذا رددناه زمناً طويلاً. كما بدأت مشاكل حيازة الأراضي أخيراً كمعوّق من معوّقات الزراعة كل هذا صحيح ويعجب وكلما وجدنا عقبة وحاولنا تجاوزها سنكون مِنْ (مَنْ سار على الدرب وصل). وقريباً سيضيفون قانون المرور كمعوّق من معوقات الزراعة. غير أن أكبر المشاكل لم يبح بها مسؤول حتى الآن وهي عندي كمن مكّن سائقاً جاهلاً من شاحنة حديثة كل لوحتها شاشة كمبيوتر ومصطلحات وصاحبنا السائق لا يعرف بوع الجيم وكوع الميم ناهيك بشاشة كمبيوتر. هي ما يسمى بقادة المزارعين وعلى وجه الخصوص اتحاداتهم هذه الاتحادات بينها والعلم بعد المشرق من المغرب (إلا من رحم ربي). معظم هذه الاتحادات لعشرات السنين هي هي لا يحركها إلا الشديد القوي ولا يزيحها إلا هادم اللذات. لوائح انتخابها معيبة وأبسط ما يمكن أن ينص عليه لتعاقب الأجيال على هذه المناصب هو تحديد فترة تمثيل العضو، فالعضو الذي يعرف أن أقصى ما يمكن أن يمكث فترتين سيكون خير ألف مرة من عضو حسب أن الأمر له ولا يخرجه منه إلا الموت (وربما فكَّر بعضهم في البقاء على العضوية إلى ما بعد الموت). لن يقول لي عاقل إن هذه خيارات المزارعين. اللهم إلا إذا ظن أو حسب أن الله لا يحاسب المسؤولين على كذبهم وأن لهم بعض حصانة دنيا وآخرة. كيف يختار الناس من لا يعرف إلا مصلحة نفسه؟ وما إصراره على البقاء إلا للمحافظة على المصلحة الخاصة فقط. أما إدعاء العلم بلا تعلم ولا شهادات مرتكزين على عبرة لا يسندها واقع (قلم ما زال بلم)، وإن لم يزل القلم البلم هل سيزيد البلم البلم؟ مؤسسة تمويلية ضخمة ومؤسسة تسويقية أضخم فرملهما وأفقدهما دورهما فقدان الإدارة، حين تولى الأمر غير أهله والسياسيون يجاملون ويلعبون (بلوتيكا) وجاء وقت الندم وسيكون العلاج مرهقاً. إن واقع زراعتنا -غير العيوب التي ذكرنا سابقاً- شرخها أوضح من الشمس وأوقعنا فيه السياسيون الذين حكّموا في الزراعة كثيرين من فاقدي الشيء وسخر أهل الجهل بعض العلماء ترغيباً وترهيباً لخدمتهم وليس لخدمة الزراعة. وبطول الزمن صدق الجهلة أنفسهم أنهم تعلموا. يا سبحان الله.. هل ستنهض زراعة يتقدّمها هؤلاء؟ http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=47855
قوة أن العالم الآن يحج الى الدول التي فيـــها مقـــومات الزراعـــــــة!
ما سطرته هو عين الحقيقة فهادم اللذات هو مفرق الجـماعـات مــن الجمعيات او الإتحادات الزراعية !
ولو في مجال لإرفاقها بالكفن لما توانوا لحظة في إرفاقها به!
حيث لا يحكم عمر ولا صحة في هذا سوى المكابرة والكرســي!
ياأخي عندنا تعاون زراعي من سنة كم وستين (ميلادي) ومتولي عرشه واحد! لليوم ما زارو هادم اللذات - ومن تأسيس المشروع لليوم ما جانا منو ولا (جنيه) فايدة - بس الحسنه الوحيدة انو حا يقسموهو خطة إسكانية ) وكل سهم بي قطعة! دا مثال سريع. كان ممكن المشروع دا يعمر المنطقة ويغير كل حاجه فيها بس العقلية التي تمت إدارته بها جعلته وعدمه واحد!
الزراعة وما ينوبنا منها هذا موضوع مفروغ منه من حيث اللاجدوي .
وما يهم في الموضوع أن الخطأ المرتكب في الزراعة بصورته في فترة العشرين سنه السابقة في الإستثمار نتجرع فشله المر حالياً وسيعود على الإجيال القادمة بالوباء والبلاء !
كيف!
الإخفاق في إدارة الزراعة والإستثمار فيها سواء كان من الداخل أو الخارج مؤكد سوف ينأى برأس المال ورأس المستثمر من الخوض في هذه المشاريع الفاشلة في السودان وأعلم أن رأس المال الأجنبي أجبن رؤوس الأموال ! ففي عهد نميري حدث خلل في الإستثمار الزراعي في السودان مع بعض الدول التي رغبت في ذلك ! ولازال البعض يتذكره حتى اليوم !
الفشل في الزراعة لا نحسبه في السياسة فقط بل في الإدارة التي تدار بها المشاريع والكراسي العالية المقام خالية العقول هي التي لعبت دور أساسي في فشل الزراعة ! والعقول الخالية هي التي لا تقدر على إجتذاب المستثمرين ولا سن القوانين الجاذبة للمستثمر !
الموضوع طويل لكن مجمل الخلل في السياسة والإدارة !
مشروع الجزيرة تم تعيين مديره بالإعلان في الجرايد اليوميه كما الكليه الحربية! أو وظيفة في شركة خاصة في حين أن هذه الوظيفة ومن يشغلها يجب أن يكون بدرجة وزير إتحادي وخرج من رحم المشروع ! لكن الفهم الخاطئ والعقلية العسكرية الحمقاء هما أسُ الفشل وأساسه.
وثق تماماً أن الفشل هذا سيكون رفيق الزراعة عهوداً قادمة - نسأل الله أن يجنبنا إياها.
هشام
05-06-2008, 07:50 AM
عبدالرحمن الحلاوي
عبدالرحمن الحلاوي
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 5714
شكرا ًهشام ، لست ممن كتب المقال ، بل نقلته من جريدة الصحافة ، وقد أشرت إلى الرابط . أتفق معك جملة وتفصيلاً فيما ذكرت ، خاصة أن الحكومة همَّشت مشروع الجزيرة وأهله لشيءٍ في نفس يعقوب ، وقدمت أهل الولاء وحجبت أهل الكفاءة والخبرة وهم أكثر وطنية وانفعالاً بقضايا المواطنين ، والآن أهل الولاء أنفسهم ( طرائق قددا) منهم جناح الرئيس ومنهم جناح النائب الثاني ومنهم الرجرجة والدهماء أصحاب الحناجر المبحوحة الذين يسبحون بحمد النظام أن نفخ فيهم الروح وأخرجهم من الفقر والديون تحت عباءة الدين والدين براء من هؤلاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة