|
قبل الأرشفة
|
مؤتمر جوبا...السودان الحديث ...بعد 1956 ...سودان من ثمرات الاستعمار الإنجليزي ..خريجو كلية غردون التذكارية ...السودان الذي خرج يحمل في بطنه بذور الخلاف ...سودان التباين المناخي والعرقي والثقافي والمعرفي ....سودان اختلال موازين التنمية والحقوق المدنية والواجبات ...ورث خدمة مدنية وسار على دربها ..قوات مسلحة وشرطة وإن أصابها التحديث في العتاد فلم يصبها التحديث في الإجراءات والإدارة والقوانيين ...ورث السودان مشاريع زراعية ونظام ري في أكبر المساحات من أرضه ( العالياب - الجزيرة ..) ...ماذا فعل هؤلاء الخريجون من سانت هيرست وغردون التذكارية ...تقسموا فرقاً وطرائق ..وأقعدوا الوطن بخيراته والمواطن بقدراته في زاوية من يستجدون صدقات العالم ...لا زلنا نتحدث عن ادبيات الوحدة الجاذبة وقعقة السلاح ..لازلنا نشكو الظلم والمحسوبية وهضم الحقوق ..لا زلنا محكومين بقوة السلاح والنار ...أحزاب عسكرية تتستر بالمدنية وأحزاب مدنية ترفض الرأي والرأي الآخر ..وأحزاب عائلية وأخرى عشائرية ..من كل هذه المتناقضات نريد أن نصل في نهاية النفق إلى دولة حديثة تضارع دولاً في شرق آسيا أو غرب أوربا أو ولايات من الويلات ( الولايات ) الأميريكية المتحدة .. تسربت كثير من المياه تحت الجسور ..لم يعد الشعب جسوراً ..من كان عمره خمس سنوات قبل 1989م فعمره الآن 25 سنة...تغيرت كثير من المفاهيم الاجتماعية والسياسية ..عمر 25 سنة مواطن سوداني يحق له الانتخاب والتصويت وقد شابه كثير من التغيير لا يعرف عن جيل أكتوبر أو إنتفاضة 1985 م شيئاً ..لأنها غير مضمنة في مناهج الدراسة إلا اقتضاباً ...وليس هناك دروساً في التربية الوطنية يتكيء عليها في تنمية حسه الوطني فهو شتات من أشتات ..رضع من أفكار كفر بها منظروها !! ..فهو مسخ مشوه ...أغلبه جيل من العاطلين إلا ما رحم ربي من أصحاب الحظوة والمحسوبية ...أغلب النخب الفاعلة خارج الوطن ...تكابد مشاق المنافي !! ..أكثر الحلاقيم علواً وصراخاً وضجيجاً هي تلك البراميل الفارغة ...الذي يسبحون بحمد الحكام والولاة تهليلاً وتكبيراً احتيالاً لأجل لقمة العيش وزينة الدنيا وزخرفها ..تحسبهم أكثر هيبة واتزاناً ولكنهم خواء على خواء ...نواصل
|
|
|
|
|
|