|
دكتاتورية 100%
|
تعد الحكومة الدكتاتورية أبرز مظاهرها الحكم الفردي ، الذي يتمتع بسلطات مطلقة ، والتي حصل عليها في جنح الظلام بمؤازرة جماعة تدين لمبادئ مشتركة ، تطمع في الاستفادة من هذه المؤازرة . انتشر هذا النظام بعد الحرب العالمية الأولى لظروق عصبية قاسية - كالاضطرابات الداخلية في الأزمات الاقتصادية والسياسية أو الهزائم الحربية - إلا أن هذا النظام ليس بالحدث الجديد في حياة الدول ، فقد سجل التاريخ قيام هذا النظام في مختلف العصور . أهــــــــــــــــم خصائصـــــــــــــه :- أ- النشاط الفردي تحدده الدولة ويخضع لرقابتها الشديدة ، وتوجهها توجيهاً يتمشى مع أهدافها بصرف النظر عن اقتناع الأفراد بهذه الأهداف أو تجاوبهم معها. ب- تقضي الدكتاتورية على حرية الأفراد وحقوقهم ( حرية الرأي ، حرية الجتماع ، تكوين الجمعيات والأحزاب السياسية ، ولا تسمح بوجود معارضة داخل الدولة ، كما تحتكر الصحافة والإعلام وتفرض الآراء ةتحدد اتجاهات الأفراد والجماعات وتجبرهم عليها. ج- تحارب الدكتاتورية اللامركزية الإدارية التي تعد من مظاهر حريات الأفراد . د-توجه الدولة سياسة التعليم بما يتفق ومبادي النظام الدكتاتوري وروحه ، بحيث يتعلم الأفراد تعليماً لا يساعدهم على النقد الحر أو التفكير الحر ، بل يجعلهم أكثر صلاحية لتنفيذ ما يراه النظام . هـ- رجال الحاشية في النظام الدكتاتوري يفتقدون قدراتهم على التفكير المبدع والتفكير الناقد . قد يقول القائل أن النظام الدكتاتوري يتميز بسرعة الإصلاح ، والعمل على نهضة الدولة نهضة شاملة خاصة في وقت الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها ، إلا أن هذه المزايا التي تنسب إلى الدكتاتورية لا تكفي ولا تصلح أن تكون مبرراً لكي يسود هذا النظام وينتشر ويستمر ، لأن عيوب هذه الأنظمة كفيلة بزعزة هذه المزايا ، لأن هذه المزايا يمكن تحقيقها في ظل الأنظمة الديموقراطية السليمة . من الملاحظ أن الدكتاتورية تنمو في المجتمعات المتخلفة ولا يمكن أن تستمر في الشعوب المستنيرة . نجح هتلر وموسوليني في إنقاذ بلدانهما من الانهيار ، ولكن دفعا بهما إلى أتون الحرب العالمية الثانية ، وهذا شأن جميع الأنظمة الدكتاتورية التي كثيراً ما يسيء الحكام فيها إلى البلاد والعباد إما تجزئة واحتراب داخلي وإما تشريد للقوى المستنيرة حتى يتمكن سلطانه الدكتاتوري . إن التجاء الدكتاتوريات إلى استعمال بعض المساحيق الديموقراطية استعمالاً زائفاً وشائهاً مثل الانتخابات العامة ، مسألة لا يصح أن تخدع أحداً ، فالقصد منها منح الدكتاتور مزيداً من الأكسجين والتجميل للاستمرار في النهب والنصب . وعليه فإن النظام الدكتاتوري نظام يعادي النظام الديموقراطي ويتعارض معه كلياُ ، فهو يكره السيادة الشعبية والحريات العامة واحترام حقوق الأفراد ، كما أنها لا تعتبر نظاماً دائماً صالحاً للحكم ، وإنما هو نظام طـــــــاريء عـــــــــــــــارض في حياة الشعوب التي لا ترضى إلا بنظام طبيعي ديموقراطي يكفل لها الحرية والعدل الجتماعي .
|
|
|
|
|
|