عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 01:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أسعد الطيب العباسي(Asaad Alabbasi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2008, 06:19 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي


    عندما يتدلّى حبل المشنقة ( قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمبــاتي كبّاشي )

    أسعد الطيب العباسي


    في استقرائنا لتاريخ الهمباتة ثبت لنا أنهم لا ينزعون للقتل إلا دفاعاً عن النفس أو المال أو العرض، وهو استقراءٌ يعضده أن القتل يترك على وجه محترفيه آثاراً لا تُخطئها العين، ولكن تلك الوجوه تحفُّ بها هالة الشعر البهيّ وينبثق من مآقيها حنينٌ دافقٌ ودافئٌ لسحر الطبيعة والعشق النبيل، وقصتنا هذه بطلها العشـــق، وقد وقعت أحداثها في النصف الأول من القرن الماضي بديار الكبابيش، واكتملت فصول مأساتها بسجـن كوبر، عندما تدلى حبل مشنقته وهو يئن بثقل إنسان.
    كباشي لا يعرف دياراً في هذه الدنيا غير ديار الكبابيش التي ينتمي الى قبائلها ويحمل إسمه صفتها، ولا يخرج من حدودها الا عندما تحمله الأيـــــــانق في سبيل النهيـض والمغامرة، ولكنه جابها طولاً وعرضاً، يعرفه أهل حَمْرَةَ الْوِزْ، وتطرب لأشعاره حَمْرَةَ الشّيخ ، ويتردد اسمه بإعجاب في أم بــادر والصافيــة وســودري، وتتــغني بخصاله حرائر الجـامة وأم سنــطة ووادي المِلْـك العفيـفات. فقد كان شهماً ومغامراً جلداً وصلداً وشجاعاً وشاعراً رقيـقاً، غنى للرهـود والوديــان وللرمــال والجمــال والحسان والعشق والأرائل والظباء بقوافٍ لا تتأتى إلا للمتمكنين، فقد كان شيطاناً في خيــاله ونـبـيــّاً في شعره، ابتسمت له الدنيا فتعشقها، وأعطته ديــــار الكبابيش أمومتها وحنانها فأدمن حبها، وعندما تم طرده منها بقرار أصدره زعيم القبيلة قضى بنفيه خـارج حـدودها أظلمت الدنيــا في وجــهه، وكان وقع القرار على نفسه أشــد قســـاوة ومرارة من وقع الحــكم الذي صدر بحقه لاحقاً باعدامه شنقاً حتى الموت.
    كانت ديــار الكبابيش هي كل حياته، وكم تمنى أن يموت بها كما ولد بأرضها، بين ابنتيه اليافعتين، وزوجته الحسناء الغيور التي أحبها وظل مخلصاً لها، الى أن جرت احداثٌ ما طافت بخياله وشكلت مأساة حياته وهي مأساة بدأت تنسج شباكها من فتائل قوية تسربلت بالسواد، وكانت أول هذه الشباك غيرة زوجته، التي كانت تحبه حباً جارفاً وتغير عليه غيرة مجنونة، وكلما قال شعراً تزداد غيرتها وتأتيه غاضبة تسأل عن كلمات الغزل التي وردت في شعره لمن؟! أو عن صفات الجمال التي زينت أشعاره.. من هي؟! فحاول كثيراً أن يقنعها بأنه شاعر، وللشعراء أخيلة ترتاد الآفاق، وأنه لا يحب سواها ولا يسعى الى غيرها. ولكن غيرتها العنيدة تمنعها ان تقتنع بما يسوقه إليها من تبرير فلا تفتأ تعود اليه مع ولادة كل مربع شعري وهي تحمل ثورتها وغيرتها المجنونة وأسئلتها الجارحة والمتكررة حتى أحالت حياته الى جحيم لا يطاق، فأخذ يرجوها بقوله : أرجوك لا تحبسيني بين جدران قلبك، ولا تسجنيني بين خبايا ضلوعك، فأنا استمد حب الناس بما أنظمه من شعر، يطربون له ويرددونه بمتعة ونشوة، فدعي لساني ينطلق بما تجود به قريحتي، ولا تقتلي الشعر في نفسي فهو رئتاي اللتان بهما أتنفس. ولكنها لم ترعو وسدرت في ظلام غيرتها، مما دعاه للتشدد في لهجته فقال لها: لقد اخترتك دون نساء هذه القبيلة، وفضلتك على بنات أعمامي، فهل حبّي لك جعل عواطفك تستعر حتى أصبت بجنون الحب وأصابتك الغيرة البلهاء هذه ؟ وتحولت فيك الى نزعة تملُّك طائشة وشيطاناً مسيطراً؟ حتى أحسست أن حبي لك بدأ يموت من فرط حبك وغيرته وجبروته الأعمى !! ولكنها لم تسمع ولم تع كأنّ بأذنيها وقرا وبقلبها صمَما . فهجرته فمات الحب، وطلبت منه الطلاق، لأنها تعتقد اعتقاداً جازماً أنه يهيم بإحدى حسان الحي، أو هكذا زيّنَ لها خيالها الجامح. ولكنه رفض طلبها لأجل ابنتيه اليافعتين، غير أن خواءاً عاطفياً أحاط بقلبه وأحاله الى هشيم، حتى رأي إحداهن تتهادى كغصن بانٍ تأوّد وهي تسير بين رفيقتين، وشاهد على بعد منهن شخصاً مدججاً بالسلاح، ويبدو كحارس لهذه الظباء الجميلة، مما أوحى لشاعرنا أنهن من علية القوم، إلا أن ذلك لم يمنعه من تملّي جمالها الأخّاذ، واستراق النظر الى عينيها الحوراوين، ولكنها أدركت أنه يطيل النظر إليها، فحدجته بنظرة صارمة فأشاح بوجهه كممثل بارع، فضحكت ضحكة حاكت رنين الفضة فأعاد النظر اليها ثم انصرف مسرعاً ومثقلاً بحب جديد ومختلف.
    ما أن بدأت الشمس ترتفع الى شروقها وترسل أشعتها البنفسجية حتى أدرك كباشي أنه قضى ليله ساهراً ما بين أرقة وتفكيره في تلك التي رآها في نهاره بالأمس وأصابته بالحب فتذكر قول الشاعر:
    اللَيلَه أَمسَيِتا بَسَوِّي تِقِروِّحْ الفَارْ دِنُِو
    ولا ضُقْ نَومْ ولا عُيُوني الغمَِيدْ لاقنُو
    الشَتِل البيْ المْدَافعْ والجُللْ حَارْسِنُو
    ما بَتْخَلاَ عِلا الخَالقُو يِقْرَعْ مِنُو
    ولما كان كباشي، عفيفاً وحسن المقاصد فقد قرر الزواج بحسنائه التي أحالت لياليه الى سهاد، فأخذ يبحث ليهتدي الى أهلها ويطلبها للزواج، إلا أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره، إذ علم أنها زوجة زعيم قومه وقاضيهم القوي المهاب. لكن ما عساه فاعلٌ بهذا السهم الذي أصابه في مقتل، وما حيلته تجاه هذا الحب الذي نما وتغلغل بين أضلعه فسعرها ؟ ولكنه آثر الصمت ليكسب السلامة، وظل يحدث نفسه بهذا الحب ويبني له في خياله قصوراً من المشاعر فيحيلها واقعه القاسي إلى أكوام من الرماد، وقد علمت حسناؤه بهذه المشاعر التي ترجمتها أشعاره المكنَّاة بمعانِ طربت لها فأصابها ما أصابه من هيام، ولم تحدث بينهما صلة ولم يجر بينهما كتاب غير الشعر الذي كان الرسول وكان المعبر عن هذا الحب الذي سكن في وجدانيهما واستعر أُواره في قلبيهما ولم يجاوبه الا صمتٌ ران على الألسن وأطبقت عليه الشفاه، حبٌ محكوم عليه بالفناء فالأحلام مكبلة والأماني لن تبلغ المدى، ولأن الحب كالطِيب والطِيب له افتضاح تداول الناس قصة حبهما سرّاً وسرت بينهم كسريان النار في الهشيم. الى أن جاء ميعاد رحلة النشوق فأمر الزعيم بالاستعداد للرحلة، فجمعت السوائم، وتم اعداد الزاد، واختار الزعيم أشداء قومه لمرافقته في هذه الرحلة وكان من بينهم شاعرنا المتيّم كباشي. وعندما أزف وقت الرحيل وحانت ساعة الوداع برزت من بين المودعين المعشوقة – زوجة الزعيم – فودعته بعبرة ودمعة، فأوقع ذلك في نفس شاعرنا أقصى تباريح الهوى، وأخذ لسانه يردد في همس خفيض:
    الوَدَعْنَا بالعَبْرة أَمْ عُيُوناً دَرَّنْ
    طَلَقْ في جَوفي وَجَّاجْ السَمَايمْ الحَرَّنْ
    ثم انطلقت رحلة النشوق الطويلة، وكلما دجا ليل أقامه شاعرنا سهداً وايراقاً، الى أن حطّوا بأرض العشب والماء ، فأقاموا فيها أياما ولياليا طوال ، بدت لشاعرنا كما الدهر طولاً وهو يمني النفس بنظرة ولو عابرة لوجه الحبيب الذي بَعـُدَ مزاره ونأتْ دياره، وذات صباح رقص قلبه طرباً عندما تناهى الى مسمعه نداء الزعيم بأن ميعاد الأوبة قد حان، ولكنه لم يكن يدري أنها الأوبة الأخيرة وأن شاعريته ستطيح به من أرض قومه وديار محبوبته وبنتيّه. وعندما إنتظم المسير انطلقت أهازيج القوم لتترجم مشاعر فرحتهم بدنو ساعة عودتهم لديار الأحباب، وفي خضم هذه الفرحة الغامرة طلب الزعيم من ثلاثة شعراء ممن كانوا يرافقونه ومن بينهم شاعرنا كباشي ان ينشيء كل منهم دوبيتاً يصف من خلاله راحلته ومحبوبته فبادر أحدهم وقال:
    ضَهَرَكْ وَاقِفْ قُبَّه
    ورَحَلْ العَيشْ بِتجُبَّه
    كَانْ مَا رَاوَحْتْ أمْ رُبَّه
    وَشَكْ فَوقُو التُبَّه
    وانبرى الشاعر الثاني قائلاً:
    أبْيضْ لونَكْ قُطنَه
    شَيْشَكْ لا تَنْبُطنَه
    للفي الكركارمنعطنه
    عَنَاقْ مَا ضَاقَتْ بُطنُه
    آنذاك كان شاعرنا يسرج خيول خياله صوب هواه زوجة الزعيم، وأخذت أطيافها تتراقص من حوله وأمامه، فأخذه تفكير عميق بها، وعندما أدركه الدور أخذ يقول دون أن يقدر للموقف خطورته:
    أَخَدَرْ لَونُو مُغَوَّفْ
    وزَيْ الموجَة مْطوِّفْ
    ليْ مَرَتْ الحُكمُو بِخَوِّفْ..!
    رِيقهَا زلاَلالْ مَا بعَوِّف....!
    فران على القافلة صمت بليغ، وأدرك الزعيم بحسه العالي ما عناه كباشي، فملأ الغضب كيانه، ولكنه استطاع ان يخفي انفعالاته بين معاطف حكمته، وتدثر باعجاب كذوب بما نظمه الشعراء الثلاثة، ولكنه أضمر في نفسه حكماً قاسياً ضد الشاعر المتطاول، وبُعيْد وصولهم للديار تصدّرَ الزعيم مجلسه، وفي محاكمة كان فيها الزعيم هو الخصم والحكم، أصدر قراراً حازماً وفوريـّـاً بنفي كباشي من ديار الكبابيش نفياً أبدياً وفورياً، وهو حكم لا يقاومه حب، ولا يناهضه فرد، فأخذ الشاعر يستعد لمغادرة أرض الكبابيش تنفيذاً للحكم الذي أصدره زعيم يتمتع بسلطات قضائية بحكم القانون، تردد شاعرنا قبل ان يذهب الى منزله ، فالتقى فيه بزوجته ، وطلب منها أن تنسى كل شيء مما حدث ، وأن ترافقه والبنتين لتقف الى جانبه في هذه المحنة التي يمرّ بها، ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً، فتجاوزها الى ابنتيه وطبع على خديهن قبلتي وداع وجمع عدته وعتاده واعتلى أحد جماله. وقبل أن يجدّ في السير ودّعه من ودّعه وداعاً مؤثراً وجاءت لوداعه حبيبته زوجة الزعيم من وراء خبائها مثقلة الجفنين محزونة الفؤاد. وما جرى في هذه اللحظات كأنما هي الصورة التي شخصها لنا الشاعر العربي القديم الذي قال:
    لَمَّا تَبَدَّت للرحيل جِمالنا وجَدَّ بنا سَيرُ وفَاضَتْ مَدَامِعُ
    بَدَت لنا مَذعُورة منَ خِبائِها ونَاظِرها باللؤلؤ الرَطبِ دَامِعُ
    أشَارتْ بأَطرافْ البَنَان وَوَدّعتْ وأَوْمَتْ بعينيها مَتى أنت رَاجِعُ
    فقلتُ لها واللهِ مَا مِنْ مُسافِر يَسيِرُ ويَدْرِي ما بهِ اللهُ صَانَعُ
    فَشَالتْ نِقَابَ الحُسنِ مِن فَوق وجهها فَسَالتْ مِن الطرفِ الكحيل مَدامعُ
    وقَالتْ إلهي كُنْ عَليه خَليفةً ويا ربِ ما خَابَتْ لدَيكْ الوَدَائَعُ
    ثم اختفت راحلة الشاعر وهي تبتعد عن الديار بين كثبان الرمال، وخلف التلال الحجرية والغلالات الشفافة من الضباب المنشور على الوديان، وهي أشياء طالما احتفى بها الشاعر وغنى لها. غير انها الآن ليست محل احتفائه فالأسى الذي يحمله أغشى عينيه بالدموع. ثم جادت السماء فجأة بالمطر، فغسل وجهه الوسيم من دموع سالت عليه مدراراً.
    مرت الشهور وتعاقبت الليالي وشاعرنا المنفي هائم على وجهه ولا يدري أين المستقر، وقد أضرّ به الهوى الذي ناء به قلبه والشوق الذي يحتاجه كلما طافت بخياله رؤى ابنتيه. وبينما هو في أتون هذه الدوامة المميتة قرر قراراً خطيراً، وهو العودة خفية للديار ليطمئن على ابنتيه، ولعل عيناه تبصران حبيبته فتسكن آلامه. ففرح لقراره وسرت رعشة بين أوصاله، فأسرج بعيره وتدرّع سيفه، وبدت له هذه الرحلة كمغامرة لم يخض غمارها من قبل أبداً، وكلما دنا به بعيره نحو الديار التي عصفت به أشواقه اليها ولساكنيها تقفز محبوبته الى ذاكرته رغم استحالة العشق ويقول:
    اللَيلَه أَمسَيتَا في الصيَّه البَكانُو سَفَافي
    وكُلْ مَا طارْ أَلمْ وَخرْتوُ يَا العَنَافي
    الشَتِلْ العِنْدُو دَوْرِيَه وعَقِيداً شَافي
    ما بَتْخلا مِنْ مِحَتُو الشُدَادْ يا كَافي...!
    ثم أخذت التلال الحجرية التي تقرب من الديار تبدو له عند السير في كل نهدةٍ أو مرتفع وتختفي عند كل منخفض أو منعطف فأدرك أنه قد شارف على الوصول فبدأ يحث جمله على المزيد من السرعة قائلاً:
    شَهَرينْ في العُقَالْ لاكْ بَارِي لاكْ مَهَدُودْ
    وحَارَبتَ الرَعِي وبِقِيت يابساً عُودْ
    تَعْبَانْ سَارِي الخَالقْ عَلَيكْ يْجُِودْ
    وخِفْ كَانْ تَجْمعْ الرَايدْ عَلىْ المرَيُودْ
    وعند إنبلاج الصبح وصل شاعرنا الى تخوم الديار المحرمة، واخفى جل وجهه بعمامته، وساقته قدماه الى ذلك المكان الذي رأى فيه محبوبته لأول مرة لعلها تبدو فتهدأ أشواقه ولكن هيهات. فظل ماكثاً في مكمنه بين الأشجار طيلة نهاره ذاك مترقباً حتى حل المساء وأطبق سواد الليل على المكان فجرفه الحنين لابنتيه، فتسلّل إلى أن وصل الى منزله حيث ابنتاه وزوجته، ودخل خفية كاللص، ويا لهول المفاجأة .. فمن خلال الضوء الشحيح المنبعث من المصباح الزيتي الموضوع في أقصى الخباء وقعت عيناه على ما لا يحب أن يراه أو أن يتصوره، رأى رجلاً يضاجع زوجته، فاندفعت الدماء الى رأسه الذي إمتلا بفكرة سوداء، إنها الفكرة التي ستغسل العار، إنها الفكرة التي ستثأر لكرامته وتعيد إليه شرفه المسلوب، فامتشق حسامه ، وهوى به على الرجل بضربه قوية واحدة أودت بحياته، وعندما أحسّت الفاجرة بأن دم عشيقها الحار يسيل على جسدها العاري وأبصرت وجه القاتل فرأت فيه وجه زوجها المطرود تلمست طريقها للهرب، فهبت مسرعة وتدثرت بما تيسر لها من ثياب وخرجت مهرولة من الخباء صارخة ومدعية أن كباشي قد قتل جارها الذي استنجدت به ليحول دون أن يتمكن من تحقيق هدفه الذي عاد من أجله وهو خطف ابنتيها!! فجاء الزعيم في نفر من الحرس فوجدوا كباشي وقد ضم ابنتيه الى صدره والدموع تبلله فانتزعوا البنتين من صدره واقتادوه الى خارج الخباء، ثم ذهبوا به في اليوم التالي مخفوراً الى مدينة الأْبيِّض حاضرة مديرية كردفان، متهماً بجريمة القتل العمد والشروع في الخطف، وبعد التحقيق جرت محاكمته فادانته المحكمة الكبرى واصدرت بحقه حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت، ولم يفلح دفاعه الذي أسسه على الوقائع واستدعى من خلاله قول ذلك الاعرابي القديم عندما سأله رئيس المحكمة الانجليزي عما اذا كان قد ضرب بسيفه المرحوم ضربة أودت بحياته؟. فرد قائلاً وهو يدافع عن نفسه: لقد ضربت بسيفي هذا بين فخذي إمراتي ، فإن كان بينهما رجل فقد قتلته!! أيّـدت محكمة الاستئناف العليا الحكم استناداً على بينة الزوجة وشهادة الزعيم والحرس . بعد ذلك أخطرت سلطات سجن الأُبيّض المُدان كباشي بأنه سيُـرّحل ضمن الركاب مخفوراً في أول رحلة على متن القطار المتجه إلى الخرطوم حيث سيودع بسجن كوبر حتى تنظر السلطات العليا في أمره . في ليلة باردة أو هكذا خُـيـِّلَ إليه سمع كباشي صوت صافرة القطار المميّزة فبدت له كنواح ثكلى ، وأدرك أن موعد ترحيله قد حان وأنه سيسافر دون اختياره وبغير إرادته ، فبرزت صوفيّـته المؤتلفة في ذاته لتختلط بأنفاسه الشعرية مع مزيج من مأساته وهواه وحبه للحياة ، فأخذ يقول واللحظات تحتشد بكل مشاعر الأسى أبياتاً يحنّ فيها للنسائم ويُبدي من خلالها لواعج أشواق بعيدة لمحبوبة ترفُل في ثوبها البَنْقالي المنمّق ويرنّ في قَـَدَمِها ساعة السحر حِجْلها الأنيــق:
    بَابُور التُرُكْ اللَيلَة نَوَى بالنَجْعَه
    والسَادَة أَجْمَعِينْ أنَابنْدهُم للرَجْعَه
    البَنْقالي والحِجِل البنقر هَجْعَه
    شَغَلَنْ بَالي والنَسَّامْ بزِيدْ الوَجعَه
    وفي هذه الليلة وقبل الفجر – وهي أكثر ساعات الليل إظلاماً – دفعوه الى جوف القطار وهو يرسف في أغلاله وقيوده ، وعندما أوصله القطار الى محطته الاخيرة، أحنى رأسه ليدخل من بوابة سجنه الجديد، فتلقّـفه الحرس وأودعه زنزانة ضيقة أغشى فيها الظلام ناظريْه عن أن يرى فيها محكوماً آخر كان قد اقتيد قبْله لهذا المكان على إثر حكم صدر بإعدامه هو الآخر، وعندما انقشع الظلام تلاقت الأعين :
    يا نائحَ الطَلح أَشباهٌ عَوَادِينا نأَسَي لوَاديكَ أَمْ نَشْجي لوَادِيَنا
    وفي رفق وإحكام نسجت خيوط المأساة علاقة وجدانية بين شاعرنا وبين (الصافي) رفيق زنزانته التي تقاسما ظلامها وحرارتها المرتفعة وسط مشاعرهما الزاخرة بالترقــُّب والانتباه، وازدادت بينهما الإلفة في مكان فيه أقسى ما يمكن ان يصيب الانسان من الفجيعة والألم والإحساس بالغربة ، بَيـْدَ أنهما تساميا بالشعر الذي انداحت صوره على وجدانيهما فوق تلك الأحاسيس المرة ، فعندما تنشط قريحة كباشي ترتفع عقيرته بالغناء فيحيل السديم في المكان الى شموس منيرة وتتعطر أجواؤه بشذى الورود وشميم الأريج .
    وفي ذات يوم وقد انقضت شهور ، والمصائر معلــَّـقة على الرجاء والانتظار رأى الصافي على وجه صديقه مسْحة حزنٍ وأسىً، أعقبها ضعف سرى بين قسماته، وزفرات حري انطلقت من صدره تنبئ عن مشاعر مختلطة ومختلفة وكثيفة، فسأله والقلق ينتابه: أجزعت يا كباشي أم أن صبرك قد نفد ، يا فتى الفتيان؟ ردّ عليه كباشي قائلاً: إنه الحنين للأبناء يا صديقي والخوف عليهم من الدهر وخباياه وإنه العشق الذي ألهب الحرائق فشبت في قلبي فاسلمني كل ذلك الى ما تراه من أسى. ثم تبادلا الأشعار الى أن هدأت النفوس من قلقها وأساها، هكذا كانا يتآزران قبل أن يتقاسما فـُـتاتاً قليلاً لا يغني ولا يسمن من جوع ، وعندما يُنبئ الصباح عن قدومه بنور الشفق يدركان أنه قد أذن ليوم جديد ليبدأ دورته ، وحتماً سيمضي كما مضت تلك الأيام الكالحة الرتيبة، غير أن ثمة تغييراً قد حدث في نهار هذا اليوم القائظ عندما رسمت الظلال وجوه رجال خمسة بقبعاتها على حائط الزانزانة، وأخذت تملؤه رويداً رويداً وتتزاحم على مساحته الضيقة ، وعندما تداخلت الصور وأضحت مسخاً ثم ظلاًّ واحداً ارتجَّ باب الزنزانة وانفتح في غير موعده عن خمسة رجال أشدّاء نادى كبيرهم بصوت أعجمي أجش آمراً كباشي : قفْ واستدِرْ. فأذعن كباشي ووقف صاغراً وهو يواليهم ظهره ، ولم تلبث أن التفّت السلاسل الحديدية حول يديه من الخلف وشُدَّت ذراعيه بقطعة جلدية عريضة وسميكة حتى كادت ذراعاه أن تلتقيا فوق ظهره فبرز صدره بروزاً آلمه، وأحكم القيد على قدميه ليتّحد مع السلسلة التي تدلّت من يديه ، حدث كل ذلك والصمت يسود المكان إلا من صليل الحديد الذي أرهق بَدَن كباشي. كان الصافي يرنو بعينيه القلقتين ويُمعن النظر ويُديمه إلى وجه صاحبه كأنما يريد أن يرسِّخ له صورة لتبقى في ذهنه على مدى الأيام، قبل أن يغيب. وعندما أطرق بأحزانه وقعت عيناه على قطرات من الدم تسيل من قـَدم كباشي من فرط القيد فالتقط خرقه من أرض الزنزانة وأخذ يضمد جُرح صديقه ويطهّره بدموعه التي انهمرت بغزارة، ولكنه أحسّ بركلة عنيفة أعادته الى حائط الزنزانة حيث كان، وبدأت قطرات الدم تتباعد الى خارج الزنزانة تتبع خطى صاحبها، الذي استطاع بصعوبة بالغة وهو محشور بين حارسيه أن يلتفت الى صديقه الصافي وقد تغطى وجهه بقناع أسود ومن خلف سُمْك هذا القناع خرج صوت مكتـوم يقول:
    كَمْ شَــــدّيتْ عَليْ تَيساً مَسَــــافَة مَشِـــيهُو
    وكَمْ شَقـَّيتْ خَلايــــاَ فَـدْ زويل ما فيهو
    القلب ان ثبت فد حاجه ما بتجيهو
    أَخَيـرْ السُــتـْْره والزوَلْ يـَومُوَ مَا بْخَـليِهُو
    كان هذا آخر ما تبيّنه الصافي والذي حدث بعد ذلك لم يكن واضحاً في ذهنه، إلا أنه أفاق على صوت لم ترتح لوقعه أُذُناه ، فصوت ارتطام الصاج الحديدي بحائط البئر أنبأه أن جسد صديقه قد تدلّى تحت الحبل ، فأحسّ بحزن عميق، واجتاحته وحده موحشة، وأخذ يهذي ويقول والعبرة تخنقه :
    لقد عدمت القبر والنائحة يا صاحِ، ليتني لو كنت مكانك يا كباشي، ليتني لو كنت معك يا فارس الفرسان.


    أسعد الطيب العباسي

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-19-2008, 08:23 AM)

                  

04-18-2008, 07:37 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    تسجيل حضور و متابعة
    سأقرأ القصة بهدوء فصلاة الجمعة حانت

    لك التحية أيها الأديب القاص منصور المفتاح
    و للقاص أسعد الطيب الكباشي

    و أنا من المعجبين بالأدب الشعبي خاصة شعر الدوبيت و المسادير


    عبد الرحمن الطقي .
                  

04-18-2008, 07:58 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    يا مفتاح واللهي.... كلام عجيب.. هذا الشبل من ذاك الاسد...
                  

04-18-2008, 07:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Saifeldin Gibreel)

    الأخ سيف جبريل يا عارف مطائب الجمال ويا متذوق لكبدة إبله

    فذلك الضرغام شارب من تلك الأحواض وكالذى شرب من ماء الدحرضين

    وأصبح يزور أويلوج عن حياض الديلم... فيا عزيزى سيف

    معرفة أسعد الواسعه لدقائق وحقائق البوادى بعكوفه وتماديه

    فى كشف وجوهها المختلفه أكسبه رصانة وأركبه قارح إبلها

    الحرائر فصار كالذى لا يلتفت لكى يعبر عن ذات وجدت متعتها

    فى متاع الباديه وأسعد إبن مدينة قح تتلمذ فى مدارسها

    وتخرج من جاماتها ورافع فى سوح محاكمها إلا أنه ركب مع

    من ركب وشرب مع من شرب وطرب مع من طرب وغنم مع من نهب

    قلعا وهمبته...ألا تنظر إليه وكيف قد فتل حبل الجمال فى

    تلك الواقعه الحقيقيه و كالرسام والنحات أخرج أبعادها

    الفنيه ببراعة زادها جمالا فوق جمالها جمالا عن حقيقتها ألا تراه ستر

    بخياله أم بنات كباشى عندما كادت بإدعائها الكاذب فى تصوير

    زوجها وكأنه نهاب جاء لأخذ بنتيه فوقف جارها الذى كان

    يتوسدها مومسة تحت صدره وفخذيه وقوف الأبطال ولكن هيهات

    للكيد وهيهات لكل كنود بأن يظل أمره غير مفضوحا...فها هو

    كباشى الكباشى يسجل ملحمة ستظل كالإليازة لهوميروس إلى

    أبد الآبدين...فالتحيه لك يا أبوالسيوف

    والتحيه لأسعد الرصين...................




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-19-2008, 07:27 PM)

                  

04-18-2008, 04:37 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن الطقى السلام ورحمة الله عليك وعلى من معك

    الأخ القاص والناقد الحاذق أسعد الطيب العباسى جموعى جميعابى وله ولآله

    مع الكبابيش علاقات متجذره أدناها علاقة جده محمد سعيد العباسى الذى رد

    جميل الشجو والشدو لورقاء مليط بشجو من بنت ضاده بات كمعتق بنت الكرمه

    السلافى الذى يرمى فوق شوك كتر وشقل ضحا أعلى ومن ثم عقبه عمه محمد شريف العباسى فعطس

    الفصيح ذلك الحصيف نظما ودوبيتا وفاءا لجمال سلاب للألباب...وكاتبنا أسعد

    كتح للسابقين شطيطة وأنداح ليس فحسب ببوادى دار ريح بل تعداها إلى

    بطانات دار صباح وتغمص واقع البطاحين واللحوين والشكرية ووثق لشعرائهم

    أولاد الشلهمه ولود شورانى ولغيرهم لا بل صار فتحا فى كشف المستور

    والمطمور غير المطروق فى أدب الهمباته أوالهمبته وساخت أرجل يراعه وأخرج

    موسوعة فى ذلك الصدد تناهز الألف صفحه أو تقترب منها ذلكم الأسعد الذى

    غاص فى بحر القص والسرد وجاء باللؤلؤ والمرجان والألماظ والزمرد وقل لأهل

    القص جاءتكم كلاب الحله الشول وجاءكم القاصع الماصع الذى يقلع ضروس

    مرفعين الحكى بثبات بشر إبن عوانه عندما نازل ليثا ببطن الصحر وجوفها

    فعفى عن فرسه الذى ترجل عنه لثبات الأرض وأرسل منشدا لفاطمه

    أفاطم لو شهدتى ببطن خبط
    فقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
    إذن لرأيت ليثا أم لليثا
    هزبرا أغلبا لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهرى
    فقلت إذن عقرت مهرا
    أنل قدمى ظهر الأرض إنى
    وجدت الأرض أثبت منك ظهرا

    فيا أستاذى الطقى قد ولد فى عكاظ القص باحش بسنون العقل وهواتف الإلهام

    تتساقط عليه من قرين خطير ولك الشكر والسلام.....................




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-18-2008, 04:46 PM)

                  

04-18-2008, 05:53 PM

تولوس
<aتولوس
تاريخ التسجيل: 06-06-2004
مجموع المشاركات: 4132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    حضور ومتابعة بمتعة شديدة شكرا اديبنا منصور وشكرا للاستاذاسعد العباسي..
                  

04-18-2008, 06:53 PM

Seif Elyazal Burae

تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: تولوس)

    الاخ منصور

    هذه لقصة عجيبة من تراثنا السوداني

    انا كاهلي جعلي ودائما ما احن لقصص الهمباتة

    فدم اهلي الكواهلة يجري في دمائي

    والقصة اكثر من رائعة

    سلم اسعد وسلمت يا ود المفتاح

    يا راجل يا اديب وانا قرات كل مكتبتك


    مودتي


    سيف
                  

04-18-2008, 07:34 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Seif Elyazal Burae)

    Quote: الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن الطقى السلام ورحمة الله عليك وعلى من معك
    الأخ القاص والناقد الحاذق أسعد الطيب العباسى جموعى جميعابى وله ولآله
    مع الكبابيش علاقات متجذره أدناها علاقة جده محمد سعيد العباسى الذى رد
    جميل الشجو والشدو لورقاء مليط بشجو من بنت ضاده بات كمعتق بنت الكرمه
    السلافى الذى يرمى فوق شوك كتر وشقل ضحا أعلى


    أديبنا الأريب / منصور المفتاح
    لك الشكر على هذه السياحة المعرفية الممتعة عبر تلك الأسرة ضاربة الجذور في الشرف و العلم
    و اللغة فصيحها و عاميها ،الشاعر الفذ محمد سعيد العباسي - رحمه الله - هو أحد أبرز من أثر
    في شخصيتي الشاعرية و اللغوية ، حيث أطرب لشعره أيما طرب و شعره يسد علي منافذ التفكير
    فأظل أسبح في بحور العاطفة اللجية و أحلق في سماوات الأخيلة العلية ، اقتنيت ديوانه قديماً
    و أنا بخورطقت الثانوية ، و أدمنته حتى حفظت مواقع أبياته كما أحفظ مواضع الآيات الشريفة
    و تزاملنا هناك مع خاتمة ذريته الأخ الشاعر إسحاق محمد سعيد العباسي الذي تعلمت تعلمت منه
    بحور الشعر العربية بنظم صفي الدين الحلي ، و توسعت فيها من سفر البروفيسور عبد الله الطيب
    العظيم ( المرشد إلى فهم أشغار العرب و صناعتها ) ، و خط لي إسحاق غلاف ديواني الأول
    ( الفيحاويات ) ز رسم لي عليه التبلدية شعار المدرسة الفيحاء و شعار إقليم كردفان فيما بعد ،
    و كذلك زاملنا بخورطقت و كان يسكن معي بعنبر ون بداخلية أبو سن حفيد العباسي الأستاذ
    الشاعر الأديب / الطيب ضياء الدين محمد سعيد العباسي و والده هو صاحب مدارس العباسي
    الأهلية الشهيرة بالسجانة ، و أظن أن الأستاذ القانوني ضياء الدين لا يزال يعمل مستشاراً
    بدولة الإمارات ، و قد قرأت له قبل سنوات مقدمة رصينة لكتاب ( الشعر السوداني - الجزء الأول )

    جزى الله تلك الأسرة الكريمة كل خير عن القرآن و عن لغة سيد ولد عدنان صلى الله عليه و سلم
    كما و لي معارف كثيرة بزملاء دراسة من أبناء الكبابيش - و أظنك منهم - لعله تتاح لنا فرصة
    أخرى لنتذاكرهم سوياً فلعلك تعرفهم ، و أرجو إن كنت تعلم عنواني الأخوين إسحاق و الطيب أن
    تمدني بهمالأواصلهما بعد فراق جاوز ستة و عشرين عاماً.

    واصل أخي منصور سردك وتحليلك الجميلين ، و أنا حاضر و قارئ نهم و ربما لا أكتب لئلا أفسد
    هذا العبق الشذي .

    أخوك / عبد الرحمن الطقي ،،،
                  

04-19-2008, 07:00 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    الأخ العزيز الطقى سلام من الله عليك

    الحمد لله أن شملتك البركه وتزاملت مع إسحاق

    والطيب ضياء الدين بطقت الثانويه فيا عزيزي

    إطلاعك للعباسى ووقوفك على صوره البليغة البديعه

    المبينة بكل جماليات اللغه وفنون سحرها وعميق مع

    معانيها ودلالاتها الذكية الفاضحه لحقيقة المشار إليه والكاشفه

    لسحر ساقيه و الخلاخل فذاك أزهر بعينه ورواق يا يا بشراك به

    ...فيا عزيزى الطقى إن كاتبنا الأسعد لمن

    هاتيك المدرسه ومن ذياك الرهط الفخيم من العباقره

    وأنا لا أود بأن أقبح بشرحى وجه بردته ذلك الناصع الجاذب

    وأحسب أن القانونى الضليع الذى أشرت إليه هو الشاعر الفطحل

    الطيب العباسى والد هذا الشنفرى الذى إنبرى فينا بيراعه

    هادا لكاهل الإعجاب فينا ذلك الواهى لا بل الأوهى من خيط العنكبوت

    فينا.... فالشكر لك يا عزيزى وأنت لا تزال غض الإهاب فلا ترضى بشيخ

    ولك التحايا..............................



    منصور
                  

04-19-2008, 02:37 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Seif Elyazal Burae)

    الأخ سيف اليزل السلام والرحمه

    وأنا قرأتك أيضا ولمحت بعض الأسماء

    التى وردت فى سردك ذلك الشيق أما

    عن إنجذابك لتلك الأقاصيص فذلك أمر

    لا عيب فيه وكيف لا ينفعل الإنسان

    لكتابة كالزلزله التى تتصدع لها

    جبال القلوب والعقول تصدع الراسخات

    عند الزلازل والنوازل وذلك الكاتب

    أنيق العباره بارع الدباره أجاد

    فى سبكه لهذه الحكايه المثيره

    وكأنه كان حاضرا صورها بكاميرا

    سينمائيه فلم يخف وجها فيها قط

    بل جاء بحذافيريتها أو كما هى

    ولك السلام والشكر لمتابعة ما

    أكتب.......................





    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-19-2008, 02:42 AM)

                  

04-18-2008, 09:53 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: تولوس)

    الأخ تولوس

    لك السلام سحائب من لطف السلام

    عزيزى هذه سياحة ممتعه ورياضة

    للقلب والعقل والوجدان ملهبة

    للواعج التحديق فى أغوار الحقائق

    وملهمة لنوازع الحضور والترقى

    فى سلالم الإنسانيه بخيرها وشرها

    وموقظة لعين البصيره لكى تتدبر

    ولا تنفعل وتستجيب للطيب ولا تستطيب

    الخبيث النتن فتلك النفس الأمارة بالسؤ

    والتواقة لما عند الغير بلا حذر ولا اكتراث

    تسوق خيل فراشها لتحترق على جهنم الدفاع

    عن الحقوق بشرعية الحق المكفول بالتنزيل

    والأعراف والمحجور بقوانين الوضع غير القطعيه

    فالناظر لتلك البردة كالناظر بعين عصفور يرى

    رطب المشرق وقندول المحيسى ولا يرى الحاحايه

    ولا يرى المجداعه وقاذفها ولكن كباشى رأى الحراس

    وراى السلاح وعرف أن ذلك هو عين (المحجور فى جروفو

    ومانعين الناس تشوفو) حاجرنو علينا مالو ألا رحم الله

    ود السافل رحمة واسعه وكذلك كباشى الكباشى وتاب

    على زوجته وجعل الصلاح فى ذريته وغفر له ما تقدم

    وما تأخر من ذنبه والشكر لملك التطواف أسعد

    سقاه الله جبنة طاعمة من أيدى بنت يعقوب ود جليس








    لك الشكر يا تلوس وربنا يورينا تلوس الفيها غزالا ملس



    منصور
                  

04-19-2008, 06:06 AM

Mohamed Yassin Khalifa
<aMohamed Yassin Khalifa
تاريخ التسجيل: 01-14-2008
مجموع المشاركات: 6316

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    لك الشكر أخوي المنصور,,, لقد أتحفتنا بهمباتية أسعد العباسي وأدبيته


    سعدت بما إخترته لنا يامنصور فقد كانت معدتي في حالة فراغ ثقافي

    فإذا بها تمتلئ... بأدب كبابيشي صاغه لنا أسعد بكل مهارة


    [[]]

    وللصدفة... كنت قد إنتهيت من إرسال إيميل لصديقي الإمام الدكتور طلال عيد رئيس المركز الإسلامي في نيوإنجلاند - ببوسطن. فزوجة الإمام طالبة دراسات عليا لديها بحث تخرج يشمل إستطلاعا أكاديمي للرأي الشرق أوسطي. طلب مني أن أخز هذا الإستطلاع والذي شاركت فيه بكل ممنونية لفضل الرجل علينا ولجرائة هذا الإستبيان

    كان إستبيانا عن الزواج التقليدي وإختيار العائلة لزوجة المستقبل لأحد أبنائها. المهم في هذا الموضوع ما إحتواه من تساؤل عن جريمة الشرف وهل لها وجود ببوسطن أم لا. سرحت قليلا قبل أن أجاوب ووصل بي التفكير إلي السودان والذي مازلنا نعاني فيه من مثل هذة الجرائم.

    فيا لها من صدفة تستحق الشكر عليها أيها المنصور بإذنه تعالى...


    أخوك/ محمد يسين
                  

04-19-2008, 08:11 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Mohamed Yassin Khalifa)

    العزيز Mohamed Yassin Khalifa

    لك من السلام ما يغنيك ليوم الدين

    عزيزى الا ترى كيف نسج أسعد خيوط تلك الملهاة

    وكيف أبرز شخصية كباشى ذلك الشاعر العفيف العنيف

    الأواه وكيف كانت أشعاره تشعل نار الغيرة فى صدر

    زوجته حتى ضاق بها زرعا رغم عمق حبه لها ولعمرى

    فأخلاق الرجال تضيق لا بل ضاقت رحابة ديار الكبابيش

    على كباشى رغم براحها ولفظته لسحر لسانه وبيانه

    عن حدودها لأنه تعدى على حرماة أولى الأمر فيها

    ولإيمانه بعزة دياره وكرامة أهلها عملا بقول الشاعر

    (ديارى وإن جارت على عزيزه....أهلى وإن ضنوا على كرام)

    فتسرب إليها بليل بهيم ليروى غله من زلال عشقه لبنتيه

    وزوجته ولربما يحظى بلحاظ من المضروب عليها كركون سلاح

    أو حتى لحظة يمتشقها حول أطلال تعنى له الكثير المثير الخطر

    إلا أن الغدر دقرا كشوكة الشقى فى العنقريب بتتلقى....فقد وقعت

    عينيه على ما لم يتصور وتعامل بسليقية جوزها له الشرع إنه العرض

    إلا أن من كان كيدها عظيما فقد حرفت الواقع وأنحرفت به لصالح ورقها

    ليتدلى عنق كباشى وجسده عندما تسحب من تحته صاجات الثبات التى قفز إليها

    كنمر بالإستواء غير آبه..........




    فودى وسلامى لك يا ود ياسين




    منصور
                  

04-19-2008, 06:51 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    الأخ عبدالرحمن الطقي
    تحياتي
    ورد إسمي في ردكم للأخ منصور المفتاح حول قصتي (محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي) أسعد الطيب الكباشي, وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه. وقد قفز إلى ذهني ماقاله الدكتور أحمد السيد حمد عندما كان يرحب بالسفير المصري الأسبق بالسودان تقي الدين الشربيني عندما كان ضيفاً على عمنا المرحوم ضياء الدين العباسي, فأخطأ عندما قال "نرحب بالسفير تقي الدين العباسي", ولكنه عالج الامر بذكاءٍ شديد عندا اردف قائلاً وبأخيه ضياء الدين الشربيني!!

    أسعد الطيب العباسي
                  

04-19-2008, 06:18 AM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)


    أستاذ منصور
    تحيّة وشوق

    ألف شُكر على هذا الإمتاع



    لك ولأستاذ أسعد التّحيّة

    ـــــ
    أنا في البعيد مشتاق لهمسة من الوطن يا نسمة

                  

04-19-2008, 07:12 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: لؤى)

    لؤى والله أنت الأستاذ يا من سقانا ومازال من عذب دنه ولحنه

    وتخيره من الرطيب الطريب عزيزى لك إعزازى وتقديرى والوداد

    ولك خالص السلام.............................



    منصور
                  

04-19-2008, 06:39 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخ منصور
    لك جزيل الشكر وأنت تورد قصتي (قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي), ويبدو أنك قد نقلتها عن موقع صحيفة السوداني الغراء, وكثيراً ماتقتلني ياصديقي أخطاء الصحف المطبعية, وغيرها من الأخطاء التي ترد في الصحف عموماً. وقد قمت بتدقيق للقصة المذكورة وذلك على الوجه التالي:

    عندما يتدلّى حبل المشنقة ( قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمبــاتي كبّاشي )
    أسعد الطيب العباسي
    في استقرائنا لتاريخ الهمباتة ثبت لنا أنهم لا ينزعون للقتل إلا دفاعاً عن النفس أو المال أو العرض، وهو استقراءٌ يعضده أن القتل يترك على وجه محترفيه آثاراً لا تُخطئها العين، ولكن تلك الوجوه تحفُّ بها هالة الشعر البهيّ وينبثق من مآقيها حنينٌ دافقٌ ودافئٌ لسحر الطبيعة والعشق النبيل، وقصتنا هذه بطلها العشـــق، وقد وقعت أحداثها في النصف الأول من القرن الماضي بديار الكبابيش، واكتملت فصول مأساتها بسجـن كوبر، عندما تدلى حبل مشنقته وهو يئن بثقل إنسان.
    كباشي لا يعرف دياراً في هذه الدنيا غير ديار الكبابيش التي ينتمي الى قبائلها ويحمل إسمه صفتها، ولا يخرج من حدودها الا عندما تحمله الأيـــــــانق في سبيل النهيـض والمغامرة، ولكنه جابها طولاً وعرضاً، يعرفه أهل حَمْرَةَ الْوِزْ، وتطرب لأشعاره حَمْرَةَ الشّيخ ، ويتردد اسمه بإعجاب في أم بــادر والصافيــة وســودري، وتتــغني بخصاله حرائر الجـامة وأم سنــطة ووادي المِلْـك العفيـفات. فقد كان شهماً ومغامراً جلداً وصلداً وشجاعاً وشاعراً رقيـقاً، غنى للرهـود والوديــان وللرمــال والجمــال والحسان والعشق والأرائل والظباء بقوافٍ لا تتأتى إلا للمتمكنين، فقد كان شيطاناً في خيــاله ونـبـيــّاً في شعره، ابتسمت له الدنيا فتعشقها، وأعطته ديــــار الكبابيش أمومتها وحنانها فأدمن حبها، وعندما تم طرده منها بقرار أصدره زعيم القبيلة قضى بنفيه خـارج حـدودها أظلمت الدنيــا في وجــهه، وكان وقع القرار على نفسه أشــد قســـاوة ومرارة من وقع الحــكم الذي صدر بحقه لاحقاً باعدامه شنقاً حتى الموت.
    كانت ديــار الكبابيش هي كل حياته، وكم تمنى أن يموت بها كما ولد بأرضها، بين ابنتيه اليافعتين، وزوجته الحسناء الغيور التي أحبها وظل مخلصاً لها، الى أن جرت احداثٌ ما طافت بخياله وشكلت مأساة حياته وهي مأساة بدأت تنسج شباكها من فتائل قوية تسربلت بالسواد، وكانت أول هذه الشباك غيرة زوجته، التي كانت تحبه حباً جارفاً وتغير عليه غيرة مجنونة، وكلما قال شعراً تزداد غيرتها وتأتيه غاضبة تسأل عن كلمات الغزل التي وردت في شعره لمن؟! أو عن صفات الجمال التي زينت أشعاره.. من هي؟! فحاول كثيراً أن يقنعها بأنه شاعر، وللشعراء أخيلة ترتاد الآفاق، وأنه لا يحب سواها ولا يسعى الى غيرها. ولكن غيرتها العنيدة تمنعها ان تقتنع بما يسوقه إليها من تبرير فلا تفتأ تعود اليه مع ولادة كل مربع شعري وهي تحمل ثورتها وغيرتها المجنونة وأسئلتها الجارحة والمتكررة حتى أحالت حياته الى جحيم لا يطاق، فأخذ يرجوها بقوله : أرجوك لا تحبسيني بين جدران قلبك، ولا تسجنيني بين خبايا ضلوعك، فأنا استمد حب الناس بما أنظمه من شعر، يطربون له ويرددونه بمتعة ونشوة، فدعي لساني ينطلق بما تجود به قريحتي، ولا تقتلي الشعر في نفسي فهو رئتاي اللتان بهما أتنفس. ولكنها لم ترعو وسدرت في ظلام غيرتها، مما دعاه للتشدد في لهجته فقال لها: لقد اخترتك دون نساء هذه القبيلة، وفضلتك على بنات أعمامي، فهل حبّي لك جعل عواطفك تستعر حتى أصبت بجنون الحب وأصابتك الغيرة البلهاء هذه ؟ وتحولت فيك الى نزعة تملُّك طائشة وشيطاناً مسيطراً؟ حتى أحسست أن حبي لك بدأ يموت من فرط حبك وغيرته وجبروته الأعمى !! ولكنها لم تسمع ولم تع كأنّ بأذنيها وقرا وبقلبها صمَما . فهجرته فمات الحب، وطلبت منه الطلاق، لأنها تعتقد اعتقاداً جازماً أنه يهيم بإحدى حسان الحي، أو هكذا زيّنَ لها خيالها الجامح. ولكنه رفض طلبها لأجل ابنتيه اليافعتين، غير أن خواءاً عاطفياً أحاط بقلبه وأحاله الى هشيم، حتى رأي إحداهن تتهادى كغصن بانٍ تأوّد وهي تسير بين رفيقتين، وشاهد على بعد منهن شخصاً مدججاً بالسلاح، ويبدو كحارس لهذه الظباء الجميلة، مما أوحى لشاعرنا أنهن من علية القوم، إلا أن ذلك لم يمنعه من تملّي جمالها الأخّاذ، واستراق النظر الى عينيها الحوراوين، ولكنها أدركت أنه يطيل النظر إليها، فحدجته بنظرة صارمة فأشاح بوجهه كممثل بارع، فضحكت ضحكة حاكت رنين الفضة فأعاد النظر اليها ثم انصرف مسرعاً ومثقلاً بحب جديد ومختلف.
    ما أن بدأت الشمس ترتفع الى شروقها وترسل أشعتها البنفسجية حتى أدرك كباشي أنه قضى ليله ساهراً ما بين أرقة وتفكيره في تلك التي رآها في نهاره بالأمس وأصابته بالحب فتذكر قول الشاعر:
    اللَيلَه أَمسَيِتا بَسَوِّي تِقِروِّحْ الفَارْ دِنُِو
    ولا ضُقْ نَومْ ولا عُيُوني الغمَِيدْ لاقنُو
    الشَتِل البيْ المْدَافعْ والجُللْ حَارْسِنُو
    ما بَتْخَلاَ عِلا الخَالقُو يِقْرَعْ مِنُو
    ولما كان كباشي، عفيفاً وحسن المقاصد فقد قرر الزواج بحسنائه التي أحالت لياليه الى سهاد، فأخذ يبحث ليهتدي الى أهلها ويطلبها للزواج، إلا أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره، إذ علم أنها زوجة زعيم قومه وقاضيهم القوي المهاب. لكن ما عساه فاعلٌ بهذا السهم الذي أصابه في مقتل، وما حيلته تجاه هذا الحب الذي نما وتغلغل بين أضلعه فسعرها ؟ ولكنه آثر الصمت ليكسب السلامة، وظل يحدث نفسه بهذا الحب ويبني له في خياله قصوراً من المشاعر فيحيلها واقعه القاسي إلى أكوام من الرماد، وقد علمت حسناؤه بهذه المشاعر التي ترجمتها أشعاره المكنَّاة بمعانِ طربت لها فأصابها ما أصابه من هيام، ولم تحدث بينهما صلة ولم يجر بينهما كتاب غير الشعر الذي كان الرسول وكان المعبر عن هذا الحب الذي سكن في وجدانيهما واستعر أُواره في قلبيهما ولم يجاوبه الا صمتٌ ران على الألسن وأطبقت عليه الشفاه، حبٌ محكوم عليه بالفناء فالأحلام مكبلة والأماني لن تبلغ المدى، ولأن الحب كالطِيب والطِيب له افتضاح تداول الناس قصة حبهما سرّاً وسرت بينهم كسريان النار في الهشيم. الى أن جاء ميعاد رحلة النشوق فأمر الزعيم بالاستعداد للرحلة، فجمعت السوائم، وتم اعداد الزاد، واختار الزعيم أشداء قومه لمرافقته في هذه الرحلة وكان من بينهم شاعرنا المتيّم كباشي. وعندما أزف وقت الرحيل وحانت ساعة الوداع برزت من بين المودعين المعشوقة – زوجة الزعيم – فودعته بعبرة ودمعة، فأوقع ذلك في نفس شاعرنا أقصى تباريح الهوى، وأخذ لسانه يردد في همس خفيض:
    الوَدَعْنَا بالعَبْرة أَمْ عُيُوناً دَرَّنْ
    طَلَقْ في جَوفي وَجَّاجْ السَمَايمْ الحَرَّنْ
    ثم انطلقت رحلة النشوق الطويلة، وكلما دجا ليل أقامه شاعرنا سهداً وايراقاً، الى أن حطّوا بأرض العشب والماء ، فأقاموا فيها أياما ولياليا طوال ، بدت لشاعرنا كما الدهر طولاً وهو يمني النفس بنظرة ولو عابرة لوجه الحبيب الذي بَعـُدَ مزاره ونأتْ دياره، وذات صباح رقص قلبه طرباً عندما تناهى الى مسمعه نداء الزعيم بأن ميعاد الأوبة قد حان، ولكنه لم يكن يدري أنها الأوبة الأخيرة وأن شاعريته ستطيح به من أرض قومه وديار محبوبته وبنتيّه. وعندما إنتظم المسير انطلقت أهازيج القوم لتترجم مشاعر فرحتهم بدنو ساعة عودتهم لديار الأحباب، وفي خضم هذه الفرحة الغامرة طلب الزعيم من ثلاثة شعراء ممن كانوا يرافقونه ومن بينهم شاعرنا كباشي ان ينشيء كل منهم دوبيتاً يصف من خلاله راحلته ومحبوبته فبادر أحدهم وقال:
    ضَهَرَكْ وَاقِفْ قُبَّه
    ورَحَلْ العَيشْ بِتجُبَّه
    كَانْ مَا رَاوَحْتْ أمْ رُبَّه
    وَشَكْ فَوقُو التُبَّه
    وانبرى الشاعر الثاني قائلاً:
    أبْيضْ لونَكْ قُطنَه
    شَيْشَكْ لا تَنْبُطنَه
    للفي الكركارمنعطنه
    عَنَاقْ مَا ضَاقَتْ بُطنُه
    آنذاك كان شاعرنا يسرج خيول خياله صوب هواه زوجة الزعيم، وأخذت أطيافها تتراقص من حوله وأمامه، فأخذه تفكير عميق بها، وعندما أدركه الدور أخذ يقول دون أن يقدر للموقف خطورته:
    أَخَدَرْ لَونُو مُغَوَّفْ
    وزَيْ الموجَة مْطوِّفْ
    ليْ مَرَتْ الحُكمُو بِخَوِّفْ..!
    رِيقهَا زلاَلالْ مَا بعَوِّف....!
    فران على القافلة صمت بليغ، وأدرك الزعيم بحسه العالي ما عناه كباشي، فملأ الغضب كيانه، ولكنه استطاع ان يخفي انفعالاته بين معاطف حكمته، وتدثر باعجاب كذوب بما نظمه الشعراء الثلاثة، ولكنه أضمر في نفسه حكماً قاسياً ضد الشاعر المتطاول، وبُعيْد وصولهم للديار تصدّرَ الزعيم مجلسه، وفي محاكمة كان فيها الزعيم هو الخصم والحكم، أصدر قراراً حازماً وفوريـّـاً بنفي كباشي من ديار الكبابيش نفياً أبدياً وفورياً، وهو حكم لا يقاومه حب، ولا يناهضه فرد، فأخذ الشاعر يستعد لمغادرة أرض الكبابيش تنفيذاً للحكم الذي أصدره زعيم يتمتع بسلطات قضائية بحكم القانون، تردد شاعرنا قبل ان يذهب الى منزله ، فالتقى فيه بزوجته ، وطلب منها أن تنسى كل شيء مما حدث ، وأن ترافقه والبنتين لتقف الى جانبه في هذه المحنة التي يمرّ بها، ولكنها رفضت رفضاً قاطعاً، فتجاوزها الى ابنتيه وطبع على خديهن قبلتي وداع وجمع عدته وعتاده واعتلى أحد جماله. وقبل أن يجدّ في السير ودّعه من ودّعه وداعاً مؤثراً وجاءت لوداعه حبيبته زوجة الزعيم من وراء خبائها مثقلة الجفنين محزونة الفؤاد. وما جرى في هذه اللحظات كأنما هي الصورة التي شخصها لنا الشاعر العربي القديم الذي قال:
    لَمَّا تَبَدَّت للرحيل جِمالنا وجَدَّ بنا سَيرُ وفَاضَتْ مَدَامِعُ
    بَدَت لنا مَذعُورة منَ خِبائِها ونَاظِرها باللؤلؤ الرَطبِ دَامِعُ
    أشَارتْ بأَطرافْ البَنَان وَوَدّعتْ وأَوْمَتْ بعينيها مَتى أنت رَاجِعُ
    فقلتُ لها واللهِ مَا مِنْ مُسافِر يَسيِرُ ويَدْرِي ما بهِ اللهُ صَانَعُ
    فَشَالتْ نِقَابَ الحُسنِ مِن فَوق وجهها فَسَالتْ مِن الطرفِ الكحيل مَدامعُ
    وقَالتْ إلهي كُنْ عَليه خَليفةً ويا ربِ ما خَابَتْ لدَيكْ الوَدَائَعُ
    ثم اختفت راحلة الشاعر وهي تبتعد عن الديار بين كثبان الرمال، وخلف التلال الحجرية والغلالات الشفافة من الضباب المنشور على الوديان، وهي أشياء طالما احتفى بها الشاعر وغنى لها. غير انها الآن ليست محل احتفائه فالأسى الذي يحمله أغشى عينيه بالدموع. ثم جادت السماء فجأة بالمطر، فغسل وجهه الوسيم من دموع سالت عليه مدراراً.
    مرت الشهور وتعاقبت الليالي وشاعرنا المنفي هائم على وجهه ولا يدري أين المستقر، وقد أضرّ به الهوى الذي ناء به قلبه والشوق الذي يحتاجه كلما طافت بخياله رؤى ابنتيه. وبينما هو في أتون هذه الدوامة المميتة قرر قراراً خطيراً، وهو العودة خفية للديار ليطمئن على ابنتيه، ولعل عيناه تبصران حبيبته فتسكن آلامه. ففرح لقراره وسرت رعشة بين أوصاله، فأسرج بعيره وتدرّع سيفه، وبدت له هذه الرحلة كمغامرة لم يخض غمارها من قبل أبداً، وكلما دنا به بعيره نحو الديار التي عصفت به أشواقه اليها ولساكنيها تقفز محبوبته الى ذاكرته رغم استحالة العشق ويقول:
    اللَيلَه أَمسَيتَا في الصيَّه البَكانُو سَفَافي
    وكُلْ مَا طارْ أَلمْ وَخرْتوُ يَا العَنَافي
    الشَتِلْ العِنْدُو دَوْرِيَه وعَقِيداً شَافي
    ما بَتْخلا مِنْ مِحَتُو الشُدَادْ يا كَافي...!
    ثم أخذت التلال الحجرية التي تقرب من الديار تبدو له عند السير في كل نهدةٍ أو مرتفع وتختفي عند كل منخفض أو منعطف فأدرك أنه قد شارف على الوصول فبدأ يحث جمله على المزيد من السرعة قائلاً:
    شَهَرينْ في العُقَالْ لاكْ بَارِي لاكْ مَهَدُودْ
    وحَارَبتَ الرَعِي وبِقِيت يابساً عُودْ
    تَعْبَانْ سَارِي الخَالقْ عَلَيكْ يْجُِودْ
    وخِفْ كَانْ تَجْمعْ الرَايدْ عَلىْ المرَيُودْ
    وعند إنبلاج الصبح وصل شاعرنا الى تخوم الديار المحرمة، واخفى جل وجهه بعمامته، وساقته قدماه الى ذلك المكان الذي رأى فيه محبوبته لأول مرة لعلها تبدو فتهدأ أشواقه ولكن هيهات. فظل ماكثاً في مكمنه بين الأشجار طيلة نهاره ذاك مترقباً حتى حل المساء وأطبق سواد الليل على المكان فجرفه الحنين لابنتيه، فتسلّل إلى أن وصل الى منزله حيث ابنتاه وزوجته، ودخل خفية كاللص، ويا لهول المفاجأة .. فمن خلال الضوء الشحيح المنبعث من المصباح الزيتي الموضوع في أقصى الخباء وقعت عيناه على ما لا يحب أن يراه أو أن يتصوره، رأى رجلاً يضاجع زوجته، فاندفعت الدماء الى رأسه الذي إمتلا بفكرة سوداء، إنها الفكرة التي ستغسل العار، إنها الفكرة التي ستثأر لكرامته وتعيد إليه شرفه المسلوب، فامتشق حسامه ، وهوى به على الرجل بضربه قوية واحدة أودت بحياته، وعندما أحسّت الفاجرة بأن دم عشيقها الحار يسيل على جسدها العاري وأبصرت وجه القاتل فرأت فيه وجه زوجها المطرود تلمست طريقها للهرب، فهبت مسرعة وتدثرت بما تيسر لها من ثياب وخرجت مهرولة من الخباء صارخة ومدعية أن كباشي قد قتل جارها الذي استنجدت به ليحول دون أن يتمكن من تحقيق هدفه الذي عاد من أجله وهو خطف ابنتيها!! فجاء الزعيم في نفر من الحرس فوجدوا كباشي وقد ضم ابنتيه الى صدره والدموع تبلله فانتزعوا البنتين من صدره واقتادوه الى خارج الخباء، ثم ذهبوا به في اليوم التالي مخفوراً الى مدينة الأْبيِّض حاضرة مديرية كردفان، متهماً بجريمة القتل العمد والشروع في الخطف، وبعد التحقيق جرت محاكمته فادانته المحكمة الكبرى واصدرت بحقه حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت، ولم يفلح دفاعه الذي أسسه على الوقائع واستدعى من خلاله قول ذلك الاعرابي القديم عندما سأله رئيس المحكمة الانجليزي عما اذا كان قد ضرب بسيفه المرحوم ضربة أودت بحياته؟. فرد قائلاً وهو يدافع عن نفسه: لقد ضربت بسيفي هذا بين فخذي إمراتي ، فإن كان بينهما رجل فقد قتلته!! أيّـدت محكمة الاستئناف العليا الحكم استناداً على بينة الزوجة وشهادة الزعيم والحرس . بعد ذلك أخطرت سلطات سجن الأُبيّض المُدان كباشي بأنه سيُـرّحل ضمن الركاب مخفوراً في أول رحلة على متن القطار المتجه إلى الخرطوم حيث سيودع بسجن كوبر حتى تنظر السلطات العليا في أمره . في ليلة باردة أو هكذا خُـيـِّلَ إليه سمع كباشي صوت صافرة القطار المميّزة فبدت له كنواح ثكلى ، وأدرك أن موعد ترحيله قد حان وأنه سيسافر دون اختياره وبغير إرادته ، فبرزت صوفيّـته المؤتلفة في ذاته لتختلط بأنفاسه الشعرية مع مزيج من مأساته وهواه وحبه للحياة ، فأخذ يقول واللحظات تحتشد بكل مشاعر الأسى أبياتاً يحنّ فيها للنسائم ويُبدي من خلالها لواعج أشواق بعيدة لمحبوبة ترفُل في ثوبها البَنْقالي المنمّق ويرنّ في قَـَدَمِها ساعة السحر حِجْلها الأنيــق:
    بَابُور التُرُكْ اللَيلَة نَوَى بالنَجْعَه
    والسَادَة أَجْمَعِينْ أنَابنْدهُم للرَجْعَه
    البَنْقالي والحِجِل البنقر هَجْعَه
    شَغَلَنْ بَالي والنَسَّامْ بزِيدْ الوَجعَه
    وفي هذه الليلة وقبل الفجر – وهي أكثر ساعات الليل إظلاماً – دفعوه الى جوف القطار وهو يرسف في أغلاله وقيوده ، وعندما أوصله القطار الى محطته الاخيرة، أحنى رأسه ليدخل من بوابة سجنه الجديد، فتلقّـفه الحرس وأودعه زنزانة ضيقة أغشى فيها الظلام ناظريْه عن أن يرى فيها محكوماً آخر كان قد اقتيد قبْله لهذا المكان على إثر حكم صدر بإعدامه هو الآخر، وعندما انقشع الظلام تلاقت الأعين :
    يا نائحَ الطَلح أَشباهٌ عَوَادِينا نأَسَي لوَاديكَ أَمْ نَشْجي لوَادِيَنا
    وفي رفق وإحكام نسجت خيوط المأساة علاقة وجدانية بين شاعرنا وبين (الصافي) رفيق زنزانته التي تقاسما ظلامها وحرارتها المرتفعة وسط مشاعرهما الزاخرة بالترقــُّب والانتباه، وازدادت بينهما الإلفة في مكان فيه أقسى ما يمكن ان يصيب الانسان من الفجيعة والألم والإحساس بالغربة ، بَيـْدَ أنهما تساميا بالشعر الذي انداحت صوره على وجدانيهما فوق تلك الأحاسيس المرة ، فعندما تنشط قريحة كباشي ترتفع عقيرته بالغناء فيحيل السديم في المكان الى شموس منيرة وتتعطر أجواؤه بشذى الورود وشميم الأريج .
    وفي ذات يوم وقد انقضت شهور ، والمصائر معلــَّـقة على الرجاء والانتظار رأى الصافي على وجه صديقه مسْحة حزنٍ وأسىً، أعقبها ضعف سرى بين قسماته، وزفرات حري انطلقت من صدره تنبئ عن مشاعر مختلطة ومختلفة وكثيفة، فسأله والقلق ينتابه: أجزعت يا كباشي أم أن صبرك قد نفد ، يا فتى الفتيان؟ ردّ عليه كباشي قائلاً: إنه الحنين للأبناء يا صديقي والخوف عليهم من الدهر وخباياه وإنه العشق الذي ألهب الحرائق فشبت في قلبي فاسلمني كل ذلك الى ما تراه من أسى. ثم تبادلا الأشعار الى أن هدأت النفوس من قلقها وأساها، هكذا كانا يتآزران قبل أن يتقاسما فـُـتاتاً قليلاً لا يغني ولا يسمن من جوع ، وعندما يُنبئ الصباح عن قدومه بنور الشفق يدركان أنه قد أذن ليوم جديد ليبدأ دورته ، وحتماً سيمضي كما مضت تلك الأيام الكالحة الرتيبة، غير أن ثمة تغييراً قد حدث في نهار هذا اليوم القائظ عندما رسمت الظلال وجوه رجال خمسة بقبعاتها على حائط الزانزانة، وأخذت تملؤه رويداً رويداً وتتزاحم على مساحته الضيقة ، وعندما تداخلت الصور وأضحت مسخاً ثم ظلاًّ واحداً ارتجَّ باب الزنزانة وانفتح في غير موعده عن خمسة رجال أشدّاء نادى كبيرهم بصوت أعجمي أجش آمراً كباشي : قفْ واستدِرْ. فأذعن كباشي ووقف صاغراً وهو يواليهم ظهره ، ولم تلبث أن التفّت السلاسل الحديدية حول يديه من الخلف وشُدَّت ذراعيه بقطعة جلدية عريضة وسميكة حتى كادت ذراعاه أن تلتقيا فوق ظهره فبرز صدره بروزاً آلمه، وأحكم القيد على قدميه ليتّحد مع السلسلة التي تدلّت من يديه ، حدث كل ذلك والصمت يسود المكان إلا من صليل الحديد الذي أرهق بَدَن كباشي. كان الصافي يرنو بعينيه القلقتين ويُمعن النظر ويُديمه إلى وجه صاحبه كأنما يريد أن يرسِّخ له صورة لتبقى في ذهنه على مدى الأيام، قبل أن يغيب. وعندما أطرق بأحزانه وقعت عيناه على قطرات من الدم تسيل من قـَدم كباشي من فرط القيد فالتقط خرقه من أرض الزنزانة وأخذ يضمد جُرح صديقه ويطهّره بدموعه التي انهمرت بغزارة، ولكنه أحسّ بركلة عنيفة أعادته الى حائط الزنزانة حيث كان، وبدأت قطرات الدم تتباعد الى خارج الزنزانة تتبع خطى صاحبها، الذي استطاع بصعوبة بالغة وهو محشور بين حارسيه أن يلتفت الى صديقه الصافي وقد تغطى وجهه بقناع أسود ومن خلف سُمْك هذا القناع خرج صوت مكتـوم يقول:
    كَمْ شَــــدّيتْ عَليْ تَيساً مَسَــــافَة مَشِـــيهُو
    وكَمْ شَقـَّيتْ خَلايــــاَ فَـدْ زويل ما فيهو
    القلب ان ثبت فد حاجه ما بتجيهو
    أَخَيـرْ السُــتـْْره والزوَلْ يـَومُوَ مَا بْخَـليِهُو
    كان هذا آخر ما تبيّنه الصافي والذي حدث بعد ذلك لم يكن واضحاً في ذهنه، إلا أنه أفاق على صوت لم ترتح لوقعه أُذُناه ، فصوت ارتطام الصاج الحديدي بحائط البئر أنبأه أن جسد صديقه قد تدلّى تحت الحبل ، فأحسّ بحزن عميق، واجتاحته وحده موحشة، وأخذ يهذي ويقول والعبرة تخنقه :
    لقد عدمت القبر والنائحة يا صاحِ، ليتني لو كنت مكانك يا كباشي، ليتني لو كنت معك يا فارس الفرسان.
    أسعد الطيب العباسي

                  

04-19-2008, 07:42 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: الأخ عبدالرحمن الطقي
    تحياتي
    ورد إسمي في ردكم للأخ منصور المفتاح حول قصتي (محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي) أسعد الطيب الكباشي, وهذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه. وقد قفز إلى ذهني ماقاله الدكتور أحمد السيد حمد عندما كان يرحب بالسفير المصري الأسبق بالسودان تقي الدين الشربيني عندما كان ضيفاً على عمنا المرحوم ضياء الدين العباسي, فأخطأ عندما قال "نرحب بالسفير تقي الدين العباسي", ولكنه عالج الامر بذكاءٍ شديد عندا اردف قائلاً وبأخيه ضياء الدين الشربيني!!

    أسعد الطيب العباسي


    الأخ المكرم / أسعد الطيب العباسي

    سعدت بوجودك معنا بالمنبر ، فمرحباً بك رافداً للإبداع ، و نتوقع مساهمات سمينة و ثمينة
    من قبيل هذه القصة الممتعة ، و أسعدني أكثر أن أول مشاركاتك هنا كانت تعقيباً علي ،
    و شكراً على الاستدراك على اسمكم الكبير ، و على الموقف الذكي من الدكتور أحمد السيد حمد

    حفظت قصة الهمباتي كباشي على الوورد و سهرت في قراءتها و الاستمتاع بها و تأمل معانيها ،
    فأحسست بمتعة عالية سببها جودة السبك و السرد و الصور المتحركة الناطقة فيها ، و سرحت
    بعيداً في واقع عايشناه و سمعنا عنه كثيراً ، و لا ملحظ لي عليها من الناحية الفنية - و إن
    كنت لست مختصاً في النقد و لكني شاعر و أديب و متذوق - و لكن هناك بعض مما يؤسف له اجتماعياً
    مما أودى بذلك الكباشي المسكين و ابنتيه لذلك المصير الحالك ، و سببه البعد عن الدين ،
    فلذلك كان :
    - اشتغال كباشي بالهمبتة .
    - تعلقه بامرأة في عصمة زوج و تعلقها به .
    - تغزله بها أمام زوجها .
    - الحكم الجائر من ذلك المسؤول القبلي على كباشي بالنفي .
    - التفريق بينه و بين زوجته و ابنتيه .
    - خيانة زوجته له و وقوعها في الرذيلة .
    - قتل الهمباتي لمن وجده مع امرأته غيرة .
    - اتهام المرأة لزوجها بالقتل بسبب آخر .
    - شهادات الزور ضده مما أدى للحكم عليه .
    - ربما كان هناك طعن في أحكام المحاكم عليه .
    دعء الهمباتي عندما ضاق به الأمر للسادة الشيوخ
    بدلاً من الله الذي يفرج الكروب وحده .

    إلى غير ذلك ،

    و عموماً لك و للأخ منصور الشكر ، و قد أرسل لي على الماسنجر عنوان إسماعيل العباس
    ورددت عليه لكن لم يتم الإرسال و لا أدري السبب ، و سأصل لزميلي إسحاق العباسي إن
    شاء الله ، و أرجو منك تزويدي بعنوان ابن عمك الطيب ضياء الدين العباسي الذي سكنت
    معه بعنبر ون بداخلية أبي سن و كان إساق بعنبر فور بنفس الداخلية بخورطقت الفيحاء .
                  

04-19-2008, 08:26 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    (*)
                  

04-20-2008, 07:57 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: كمال علي الزين)

    الأخ كمال الزين لك وعليك السلام

    الصفر أحدث ثورة فى العلوم قفزت بها زانة حضارة الحين

    والنقطه كالسد العالى تفصل نفس الكلام الدميره غير أن

    نقطتك رافعة غير خافضه لسرد جميل.................



    ولك عظيم الشكر

    منصور
                  

04-23-2008, 07:11 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    الأستاذ الطقى الشكر لك أنت وخالص السلام





    منصور
                  

04-19-2008, 08:15 AM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    الشكر لسادتى الطيبية

    ولأديبنا الجميل منصور





    Quote: لَمَّا تَبَدَّت للرحيل جِمالنا وجَدَّ بنا سَيرُ وفَاضَتْ مَدَامِعُ
    بَدَت لنا مَذعُورة منَ خِبائِها ونَاظِرها باللؤلؤ الرَطبِ دَامِعُ
    أشَارتْ بأَطرافْ البَنَان وَوَدّعتْ وأَوْمَتْ بعينيها مَتى أنت رَاجِعُ
    فقلتُ لها واللهِ مَا مِنْ مُسافِر يَسيِرُ ويَدْرِي ما بهِ اللهُ صَانَعُ
    فَشَالتْ نِقَابَ الحُسنِ مِن فَوق وجهها فَسَالتْ مِن الطرفِ الكحيل مَدامعُ
    وقَالتْ إلهي كُنْ عَليه خَليفةً ويا ربِ ما خَابَتْ لدَيكْ الوَدَائَعُ


    او القائل




    لما أناخوا قبـيـل الصبح عيسهمو وحمَّلوها وسارت بالهوى الإبل
    وارسلت من خلال السجف ناظرها ترنو الـيّ ودمع العين ينهمل
    وودعـت بـبـنان عضده عـلم ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
    يـا حادي العيس عرّج كي أودعهم يا حادي العيس في ترحالك الاجل
    اني على العهد لم انـكث مودَّتهم يا ليت شعري بطول البعد ما فعلوا
    لما علمت بـأن القوم قـد رحلوا وراهب الديـر بالناقوس منشـغل
    شبكت عشري على راسي وقلت له يا راهب الدير، هل مرَّت بك الابل
    فحنّ لـي وشكى، وأنّ لي وبكى وقال لي يا فتى ضاقـت بـك الحيل
    إن البدور اللواتي جئت تطلبها بالامس كانوا هـنا واليوم قد رحلوا
                  

04-20-2008, 02:17 AM

Balla Musa
<aBalla Musa
تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 15238

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)

    التحية لك يامنصور
    والتحية لأسعد العباسى
                  

04-20-2008, 10:02 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Balla Musa)

    Quote: كَمْ شَــــدّيتْ عَليْ تَيساً مَسَــــافَة مَشِـــيهُو
    وكَمْ شَقـَّيتْ خَلايــــاَ فَـدْ زويل ما فيهو
    القلب ان ثبت فد حاجه ما بتجيهو
    أَخَيـرْ السُــتـْْره والزوَلْ يـَومُوَ مَا بْخَـليِهُو


    يا دقة ورقة حكمة شعراء البادية
    يا منصور ويا أسعد ويا زوار المعاني جميعا
                  

04-21-2008, 07:29 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    العزيز محمد عبدالجليل السلام والرحمه

    إن فى البوادى من السحر وكأنه إنبجس يوم رمى موسى بعصاه وتكلس فيها

    كيدا يشغل الأفئدة والألباب بحسنه فيهيم الناس فيها على وجوههم والكل

    يفتح خشم بقرة المستحيل بحثا عن فاطنته أم حجل وبعض فاطمة يسوق صاحبه

    للهلاك وما بال من قال أمسكى عليك عيونك ديل...وخلينى النروح أنفك من

    شبكة عيونك ديل..................



    فالبوادى عالم آخر يعلم كنه حقيقته عشاق البوادى وأهلها






    منصور
                  

04-20-2008, 04:17 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Balla Musa)

    دكتور Balla Musa

    التحايا لك مضاعفه

    وأنت تعقب هذا الجمال مستنشقا عبير عبقه

    المضمخ بالكليت والصندل وتلحظ خضابه وأهابه

    وتلحظ قوامه ومقامه

    فتمتع مقرنا ومفردا وطف وأسعى ما شاء لك....







    منصور
                  

04-20-2008, 12:58 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)

    الأخ ود محجوب الشكر لك وأنت تقارن الذهب بالذهب مقارنة الحافر وموقعه

    فيا عزيزى جمال الأدب والنظم يبين فى الفصيح وفى الشعبى فأنظر إلى



    العيس فى البيداء يقتلها الظمأ
    والماء فوق ظهورها محمول


    وقول

    الناس فى العروض ما تقيسا بى تيبانا
    ما يهمك لباسهم والعروض عريانه
    هم حراس رزق زى التكنو أمانه
    زى إبل الخلا الشايله السقا وعطشانا


    الشكر لك يا ود محجوب المجيد ولك فائق السلام


    منصور
                  

04-22-2008, 01:52 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    عندما يتدلّى حبل المشنقة ( قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمبــاتي كبّاشي )

    أسعد الطيب العباسي
                  

04-20-2008, 07:04 PM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)



    حبل الشنق نازل علي خليهو
    و خلى قليبى بالهم العلي والفيهو
    حبل الشنق ما بخوف الزول اب عفافا فيهو
    بخاف منو بس سيد الجريو حاويهو
    أنزل يالحبل... يومك تمام راجيهو
    أنزل يا حبل... شمسا تقول خليهو
    حبابك يا حبل كان الرجال تنعيهو
    الحاري الغريب أنساهو بس ألغيهو
    و الحارى القريب يا ربى بارك فيهو

    (مرتجل رجالة)
                  

04-21-2008, 07:46 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Hassan Makkawi)

    Quote: أبْيضْ لونَكْ قُطنَه
    شَيْشَكْ لا تَنْبُطنَه
    للفي الكركارمنعطنه
    عَنَاقْ مَا ضَاقَتْ بُطنُه
                  

04-21-2008, 06:29 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Hassan Makkawi)

    الأخ العزيز
    Hassan Makkawi


    السلام والرحمه وتشكر على كدنداية الثبات

    التى يتبختر إليها الفرسان رضاءا بأقدارهم

    يطاوون الأرض بزهو تستهوى ذويهم والحضور

    فقد حدثنى أحد الثقاة عن شاب حكم عليه بالشنق

    وتدخل الأجاويد يطلبون عفو أهل المقتول إلا أن

    والدة القتيل تمنعت عن العفو ورفضت طلب الرئيس

    ويوم التنفيذ جاء ذلكم الشاب يصافح أهله والحضور

    فى ثبات إرتعدت له أوصال المشنقه وضجت له أحشاء إمعائها

    وبوجه صبوح وخطو لا ترنح فيه وكانه ذاهب لقطع رحط الحورية

    وفى عجل يقول للكل إن شاء الله نلتقى فى الفردوس وصعد الدرج

    كالذى يتصعد لنياشين الترقى بفرح وسعاده....فيا عزيزى حسن

    تلك قمة الإيمان والرضاء بقضاء الله وقدره....................





    منصور
                  

04-22-2008, 06:29 PM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)


    منصور يا حبيب مشكور علي تزكيرنا
    وأهلنا الزمان ما خلوا خايبا فينا
    واقفين للغلف شايلين صحايف دينا
    خايدين في الخبوب مافكرنا في مد إيدنا
    ماسكين الجمر يا اللة خفو علينا
    جدي الحسكنيت قال كان وقفتوا؟ حليلنا
    وحاتك ما بنقيف عارفين نكير جايينا
    أولاد حسكنيت ما بخافوا تب يا خينا

    (رجالة)





    ا
                  

04-21-2008, 07:55 AM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    منصور يارعاك الله..انظر الى قول احدهم:
    الليله السجن جابلو انكتامة وحره
    نحن جرارقو يا ساتر على ناس بره
    كانوا وفى اشد المحن والابتلاءات ثابتون وكان لم يكن..
    اسعد ابقاك الله وزيدنا من مثل ذلك،،،
                  

04-21-2008, 10:31 AM

Ahmed Yousif Abu Harira
<aAhmed Yousif Abu Harira
تاريخ التسجيل: 10-19-2005
مجموع المشاركات: 2030

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: صديق الموج)

    Quote: ضَهَرَكْ وَاقِفْ قُبَّه
    ورَحَلْ العَيشْ بِتجُبَّه
    كَانْ مَا رَاوَحْتْ أمْ رُبَّه
    وَشَكْ فَوقُو التُبَّه


    Quote: أبْيضْ لونَكْ قُطنَه
    شَيْشَكْ لا تَنْبُطنَه
    للفي الكركارمنعطنه
    عَنَاقْ مَا ضَاقَتْ بُطنُه


    Quote: أَخَدَرْ لَونُو مُغَوَّفْ
    وزَيْ الموجَة مْطوِّفْ
    ليْ مَرَتْ الحُكمُو بِخَوِّفْ..!
    رِيقهَا زلاَلالْ مَا بعَوِّف....!


    الأديب/منصور المفتاح

    أولا نرحب بالاستاذ/أسعد العباسي عضوا مميزا في سودانيزاونلاين ونثمن الدور الذي يقوم به للتوثيق وقد سعدت كثيرا بقراءة قصة "اعدام شاعر" عن عمر ودالشلهمة والتي نقلها استاذنا الصديق الموج باسم "مقتل شاعر سوداني" وقصة "عندما يتدلى حبل المشنقة" ان كان هذا هو الاسم الذي نشرت به ، عن الشاعر الكباشي ومقال آخر باسم "قصة شاعرين" على ما اذكر عن طه الضرير والطيب ودضحوية نشر ايضا في جريدة السوداني. وادعوه الاستمرار في هذا التوثيق المهم والسرد الرائع وحيث انه يكتب عن قصص واقعية على الاقل كما في حالة ودالشلهمة حبذا لو قام بعض الجهد للتاكد من الاسماء والحقائق لتخدم كتابته مسالتي الامتاع والتوثيق.

    الاخ الكريم/محمد عبدالجليل
    النصوص المقتبسة أعلاه تختلف عن الدوبيت من حيث الايقاع والريزم وهي اقل تعقيدا منه ولا تختلف عنه من ناحية التعبير عن الغرض. النمط ده من الشعر نادر في بيئتا وقد اشتهر به الشعراء في بادية الكبابيش دون غيرهم واشهر من استخدمه في منطقتنا هو الشاعر محمد زين في قصيدته الغرامية الطويلة والجميله حيث يقول في مقطع منها:
    فرع القرض الكابي
    تحتو بكُر الدابي
    انا جنيت ياصحابي
    من سنا قصابي

    اظن ان اسمه الشاشاي فهل له من اسم آخر في بوادي الكبابيش؟

    (عدل بواسطة Ahmed Yousif Abu Harira on 04-21-2008, 10:46 AM)

                  

04-22-2008, 07:50 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    العزيز جدا أستاذى الزعيم أحمد أبوحريره

    إن العنعنه التى تنتهى بأبوهرير لعين عنعتة الثقات


    وأن التى تأتى من أبوحريره فى أمر يخص البطاحين

    لذات الحقيقه التى لا شك فيها وكيف لمن أراد أن

    يفتى عن البطاحين ومالكها فى مدينتها....فيا عزيزى

    وأستاذى أحمد دائما مايقع الإنسان فى خطأ إذا كان

    هنالك عيب فى المصدر ولم يكن الأنسان واقفا عليه

    وأحسب أن ذلك سبب الهنة التى بانت فى قصة إعدام

    شاعر وأثق فى قدرة أسعد البحثيه وتدقيقه ولكن

    ربما إستند على مصدر حسب أنه من الثقات ووضح

    أنه غير كذلك فسنحث الأستاذ أسعد لرتق ما بان

    فى تلك القصه فى مصدره الأصل والذى هو رهن الطباعه

    فلك ولسائر البطاحين العتبى حتى ترضوا وسيقوم

    الأخ أسعد بتصحيح ما تعارض مع الحقيقة حتى تكون

    مدونة لا شق ولا شرخ فى مرقها ولا مرينتها


    ولك ولكل البطاحين فائق التقدير وخالص السلام...







    منصور
                  

04-24-2008, 07:03 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)

    َQuote:النصوص المقتبسة أعلاه تختلف عن الدوبيت من حيث الايقاع والريزم وهي اقل تعقيدا منه ولا تختلف عنه من ناحية التعبير عن الغرض. النمط ده من الشعر نادر في بيئتا وقد اشتهر به الشعراء في بادية الكبابيش دون غيرهم"

    الأخ أحمد يوسف أبو حريرة, لك تحياتي الممزوجة بمودتي وتقديري
    لقد كان لمبادراتك في الترحيب بي والتعليق والمداخلة على ما أكتب أثره الرائع على نفسي,فلك الشكر.
    في ِشأن مقتل شاعر أحيلك إلى مداخلتي الضافية التي بعثت بها اليوم في بوست مقتل شاعر, أما فيما يتعلق بما أسميته النصوص المقتبسة في قصة محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي أو قصة عندما يتدلى حبل المشنقة, بأنها تختلف عن الدوبيت من حيث الإيقاع والرزم فهذه الإشارة تقودنا إلى علم عميق إسمه أوزان الدوبيت السوداني, فالنصوص التي أشرت إليها هي دوبيت من الأوزان القصيرة التي لاتزال موجوة في بادية كردفان وغيرها من مناحي الدوبيت وللتوسع فإني أشير اليك الى المصادر التي قتلت هذا العلم بحثاً وأول تلك المصادر هو بحث أوزان الدوبيت السوداني للبروفيسير محمد الواثق يوسف المصطفى المنشور بمجلة مجمع اللغة العربية العدد الرابع للعام 2000م, وثاني هذه المصادر هو بحث أوزان شعر البطانة بمخطوط الباحث العالم ميرغني محمد ديشاب والوارد في سفره أرض البطانةاللغة والتراث الشعري كما يمكنك النظر إلى الفصل الاول من الباب الثاني من كتابنا قيد الاصدار (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني) والذي أوردنا فيه دراسة متكاملة لأوزان الدوبيت السوداني.
    وأخيراً لك شكري وتقديري والشكر والتقدير موصول لتوأم روحي الأستاذ منصور المفتاح
    أسعد الطيب العباسي
                  

04-21-2008, 10:11 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: صديق الموج)

    الأخ العزيز صديق الموج

    إن الجلد والصبر الذى صار شيمة أولئك الجرارق

    الذين نزعت عنهم الحريه نزع الأظافر بفعل التعذيب

    ما عادت الحرور والشرور والبلايا تهمهم أو تهوى

    بهاماتهم غير أنهم لا يدرون بأن من هم خارج أسوار

    خلوتهم يرزحون تحت نير الإبتلاءات ويتجرعون من الحنظل

    والزرنيخ والكينيا بقرعة دلقها محيط....فيا من بالداخل

    حالكم وحالنا سيان كحال من قال

    يا نائح الطلح أشباه عوادينا
    نأسوا لواديكم أم تأسوا لوادينا
    فإن يك الجنس يا إبن الطلح فرقنا
    إن المصائب يجمعن المصابين

    فيا صديق قل لمن بالداخل ربنا يستر عليكم أنتم من

    كرب السجون فقد تعجب الجاك جقلت القومابى الذى كان

    يأتيه دلق البيره وكبروس اللبن بمن فى اللين كالخيروز

    وأضحى فى حيرة من أمره مع السجان سرور

    فأنشد

    شراب البيره واللبن البجيك معبور

    بقينا حيارى فى لفظا بقولو سرور


    فالتحيه لك يا الموج وللكاتب الرصين أسعد



    منصور
                  

04-22-2008, 05:43 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    بَابُور التُرُكْ اللَيلَة نَوَى بالنَجْعَه
    والسَادَة أَجْمَعِينْ أنَابنْدهُم للرَجْعَه
    البَنْقالي والحِجِل البنقر هَجْعَه
    شَغَلَنْ بَالي والنَسَّامْ بزِيدْ الوَجعَه
                  

04-22-2008, 06:04 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    المنصور - كيفنك مشتاقون بالحيل

    Quote: حبل الشنق نازل علي خليهو
    و خلى قليبى بالهم العلي والفيهو
    حبل الشنق ما بخوف الزول اب عفافا فيهو
    بخاف منو بس سيد الجريو حاويهو
    أنزل يالحبل... يومك تمام راجيهو
    أنزل يا حبل... شمسا تقول خليهو
    حبابك يا حبل كان الرجال تنعيهو
    الحاري الغريب أنساهو بس ألغيهو
    و الحارى القريب يا ربى بارك فيهو


    هييييييييييييييييييييييييييع
                  

04-23-2008, 06:16 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: الطيب شيقوق)

    العزيز ود شيقوق ياخى الشداعه دى ما بتجى بى ساهل

    حرم أهلك الدشيناب قالوا وارثنها من جدهم على الكرار

    والنوريك خصله فى الناس ديل حرم الكراكه يلاقوها ساك

    بالعكاكيز وتقول لى دبابه...فالشداعه نعمة يمن الله

    بها لبعض خلقه وتظل مواقف ثباتهم أساطيرا تتناقلها

    الأجيال وتتولاها بالإضافه وإعادة الإخراج كقولك موسى

    ود جلى وعبدالفضيل الماظ وصحبه على عبداللطيف وثابت

    عبدالرحيم ثم كررى ورجال كالأسود الضاريات.....التحايا

    لك والأشواق وأنت تتربص بكل جميل دوائره.............




    منصور
                  

04-23-2008, 07:20 PM

Hassan Makkawi
<aHassan Makkawi
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 6157

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: الطيب شيقوق)


    ود شيقوق

    Quote: هييييييييييييييييييييييييييع


    هيعك هيك عيال عارفين حكاوي الدنية
    أجدادم رجال يبينوا بس فى الحنية
    مراكيبم حمر سيوفم تقول يا فنية
    وخيولم ابد ما تلقى نفس العينة
    ...........

    جادع في الكلام يا ود شيقوق



                  

04-24-2008, 07:07 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Hassan Makkawi)

    العزيز حسن مكاوى

    السلام والرحمه والشكر لك وأنت

    تجلب كدندايات الشداعه

    بسخاء وموالاة لاتعجز فيها ولا

    تفتر وإن دل ذلك إنما يدل على

    إبحارك فى النص والإنجذاب له

    وتداعى روحك بالثناء باذلة

    خيل شكرها بأريحية حاتميه...الشكر

    لك عزيزى وأنت تستجيب للجمال

    وتأتى بجمالك غير منقوص....







    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-25-2008, 07:20 AM)

                  

04-24-2008, 10:01 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخ أسعد كنت أثق فى عودتك والرد على الأسئله الكبيره

    والإشاره إلى المصادر التى إستخلصت ولخصت منها القصه وإبداءك

    النيه بالتصحيح فى السفر الآتى قريبا وإضافة الأراء المفيدة فيه

    كمرجعيه أخرى يمكن أن تكمل حلقات اليقين عند بعض الرواة وإثراءا

    لنافذة البحوث لطلاب البحث عن الحقيقه.......................




    ولك السلام




    منصور
                  

04-24-2008, 10:20 PM

ابراهيم عدلان
<aابراهيم عدلان
تاريخ التسجيل: 01-04-2007
مجموع المشاركات: 3418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    المنصور

    سلام لك و لضيوفك

    و البل كلاما براهو و الهمبته وكتين تكون في شان المحبوبة بتكون فراسة عديل

    و كلمات اخونا ود العباسي انستنا ما اخذت منا المطايا بايجاد و ايخاد

    و البل جواهن لم

    ونحنا بي جاي تسربلنا الجنيز و انتعلناالتمبرلين ولسان حالنا

    يوما كربتيت
    و يوما عشانا ربيت

    و يوما نتخت التابا و عليها نبيت


    وحرم ان بردت نكسيهن بنات الحلة وان حرت صناديدا نقابل الجلة



    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">



    التعديلات في شان ملف الصوت

    (عدل بواسطة ابراهيم عدلان on 04-24-2008, 10:36 PM)
    (عدل بواسطة ابراهيم عدلان on 04-24-2008, 10:38 PM)
    (عدل بواسطة ابراهيم عدلان on 04-24-2008, 10:51 PM)
    (عدل بواسطة ابراهيم عدلان on 04-24-2008, 10:58 PM)

                  

04-24-2008, 10:53 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ابراهيم عدلان)

    ود المفتاح ضو القبيلة ومقنع الكاشفات

    Quote: حرم الكراكه يلاقوها ساك

    بالعكاكيز وتقول لى دبابه...


    هييييييييييييييييييييييييع
                  

04-25-2008, 07:43 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ابراهيم عدلان)

    ود عدلان ود ضحويه قبال دا

    مانى الخايب البقول سويت
    وما نهرونى عن ساعة السعال قريت
    إن بردن قروش مانى البخيل صريت
    وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت


    وعقبان فى شان أم قرقدا معقود بقول


    دردرنى الفقر لامتين بقيت شنكيب
    وودنى الغباين لى جبال فرتيت
    إمن جبت مالن فرح أم سوميت
    وإمن فوق جبال تقلى.إنجدع ما جيت

    لك الشكر والسلام



    منصور
                  

04-25-2008, 06:32 PM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخوان الكريمان /
    منصور المفتاح
    أسعد العباسي

    و التداخلون و القراء الكرم
    السلام عليكم و رحمة الله

    وردتني هذه المساهمة الثرة من الأخ الصحفي الأستاذ / عادل إبراهيم
    عبر البريد الإلكتروني ، و بهذه المناسبة الأخ عادل كانت له عضوية
    قديمة بالمنبر العام و لكن فقد الباسوورد منذ فترة ، و يساهم عبر
    البريد في بعض الموضوعات ، و هو كما ترون قلم سيال و نظيف فنناشد
    الأخ بكري بتمكينه من الدخول .


    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم

    الاديب الاريب منصور المفتاح



    بوست جميل وثر بمحتواه الذي ابدع فيه ابن العباسي .. ولا غرابة فهو سليل ارومة جمعت بين السيف و القلم .. و الادب و الفروسية.

    والهمباته هم سراة الادب الشعبي السوداني بلا منازع..بقصصهم و اشعارهم .. ساروا على درب المخاطر و الخواطر ..اعادوا سيرة الشنفري و تأبط شرا و السليك ..بيد ان السودانيين كانوا غير منبوذين من قبائلهم .. كانوا يقابلون بالعزة و الاحترام كلما حلوا بالفرقان او المضارب ...

    ومن اشهر همباتة السودان الطيب ود عبد القادر ود سليمان ود ضحوية .. لم يكن محتاجا .. كان متدينا يحفظ معظم كتاب الله الكريم ..ومن قواعده المشهورة في الهمبته ان كان لا يحتفظ باموال الهمبتة ..و لا يقاتل "الفزع" وهم القوم الذين يطلبون ابلهم ..انما يترك لهم ابلهم و يتنحي جانبا بسيفه ودرقته الا ان يبتدروه بقتال ..فعند ذلك يريهم من ضروب القتال ما يجعلهم يكتفون باخذ ابلهم و المغادرة ..

    ولى مع اخبار الهمباتة ذكريات ..والطيب ود ضحوية ..تجمعني به صلة قربى ..فهو اخ جدتي من امي ..المرحومة نفيسة عبد القادر ضحوية والتي توفيت في بداية التسعينات.. ودائما ما تجئ سيرة الطيب في احاديث اهلنا ..وتأتي قصصه في ثنايا جلسات الشاي و وونسات الكبار التي تسترجع تراث وقيم و حكاوي كاد ان يطويها تتابع الايام و السنين ..

    وكثيرا ما جلست مع اخيه عبد الله ود ضحوية – مد الله في عمره- وهو اخر اخوان الطيب الموجودين على قيد الحياة..ويعيش الان في قرية الدوشين على مسافة 12 كيلو مترا شمال مدينة شندي ..كان يحدثني كثيرا عن مغامرات الطيب و وعن الحراك الاجتماعي في البطانة ..وكنت استحثه لرواية قصة مقتل "الاغيبش" فارس الفادنية المشهور على يد الضحواب ..فكان يضيع تفاصيل القصة في مدح هذا الفارس.. وكثيرا ما كنت انوي العزم على تسجيل تلك القصص في اجازاتي فتخذلني الظروف..



    وذات مناسبة..و في قرية الكريد قريبا من ديم القراي .. التقيت بعمنا الطيب ود الصادق ود ضحوية ..ابن اخ الطيب ..فسألته عن سر ذكر اسم الصادق والده دائما في اشعار الطيب مثل قوله:



    كان ما اسكت الباكيات و اخلف الكية

    قولة ابوفاطمة يا الصادق خسارة عليا

    فاجابني قائلا ان الاهل قد بعثوا ابي الصادق في طلب اخيه.. و الزموه بان يرجعه معه ..ويقنعه بترك الهمبته مع طه الضرير البطحاني .. فلحق الصادق بهم في النيل الابيض .. ولما جلس معهم و رأى من امرهم ونظامهم القائم على كثير من صفات البطولة والنجدة والبأس ..نهض معهم هو ايضا ..واصبح منهم .. وذكر لى عمنا الطيب الصادق ان طه الضرير كان يزورهم في اخريات ايامه في كبوشية ..وكلما تأتي سيرة الطيب او شعره يبكي بكاءا مرا..وكان هذا ديدنه حتي فارق الحياة ..

    والضرير فقد بصره.. ولكنه كان ذو بصيرة .. كان ينحني لو عارضه فرع شجرة وهو على بعيره .. وكان يشم تراب اى منطقة ليعرف اين هو ..

    ومن قصص ود ضحوية ان "الفزع" قد الم به و هو في حفلة .. وكانت بنت جميلة ترقص فاخذ منها شبالا فهنا اومأت له بان" فزعه قد لم" اى ان اصحاب الابل قد وصلوا ..فقال مرتجلا هذه الابيات:



    عومي و نسفي الفوق الفنايد ندى

    وما توميلنا بي عربا كتالهم هدة

    بتشوفي نبانا وكتين الضراع يتمدا

    تمي الرقصة بعدين السما الانهدا

    وسبب دخوله الهمبته كان انتقاما لقتل الهواوير لاخيه الكرار وحرقه و رميه في بئر .. فاصبح يتعقبهم و يقتل منهم وويردفهم على الجمال ..حتي اصدر المفتش الانجليزي امرا للهواوير بقطع النيل للضفة الاخرى و توجه بعضهم لكردفان ..



    رحل الطيب عن دنيانا هذه و لم يترك صفراء ولا بيضاء ..وقال وهو على فراش الموت .. بين اهله ..بعد ان جاب فيافي السودان :

    يوم بنداور البكرة ونمصروا ثديها

    ويوم بنشق عتاميرا بعيدة وتيها

    يا نفس الرماد المتعة كملتيها

    ابقي لزومة وقت القرعة وقعت فيها



    عادل ابراهيم احمد

    الدوحة-قطر
                  

04-25-2008, 07:13 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    Quote:
    وسبب دخوله الهمبته كان انتقاما لقتل الهواوير لاخيه الكرار وحرقه و رميه في بئر .. فاصبح يتعقبهم و يقتل منهم وويردفهم على الجمال ..حتي اصدر المفتش الانجليزي امرا للهواوير بقطع النيل للضفة الاخرى و توجه بعضهم لكردفان ..





    الأخ عبد الرحمن الطقى سلام


    يعنى الراجل دا انتو الاسببتو فى همبتو


    على اى حال اسم الطقى جابتو الهواوير من وين؟
                  

04-26-2008, 05:38 AM

عبد الرحمن الطقي
<aعبد الرحمن الطقي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 3925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)

    Quote: الأخ عبد الرحمن الطقى سلام


    يعنى الراجل دا انتو الاسببتو فى همبتو


    على اى حال اسم الطقى جابتو الهواوير من وين؟



    الأخ ود محجوب
    و عليكم السلام و رحمةالله

    هكذا جاءت الرواية ، و الهواوير هم أبناء عمومة الهوارة
    و اسم القبيلة الأصل هو الهوارة ، و أهلنا الجلابة الهوارة
    ارتحلوا لكردفان بناحية جبل عيسى شمال غرب الأبيض قبل أكثر
    من ستمائة عام ، قبل حادثة ود ضحوية بقرون ، ثم اختلطوا ببعض
    القبائل هناك ، و عيسى هذا هو أحد أجدادي المباشرين .

    أما ( الطقي ) فليست من أسماء القبيلة و إنما هي نسبة لبلدتنا
    خورطقت ، و قد تكلمت بالتفصيل في هذا ببوستي ( ثورة الشموع )
    بإرشيف الربع الرابع 2007 .

    و بمناسبة اهتمامك يا ود محجوب بالأنساب و القبائل أقول باختصار
    عن أصل الهوارة و هجراتهم :

    الهوارة مختلف في أصلهم هل هم من البربر أم من العرب ؟ و هناك روايات
    شبه راجحة أن البربر أنفسهم عرب من اليمن ، و المرجح في الهوارة أنهم
    عرب من اليمن حميريون ينتهي نسبهم إلى المسور بن وائل بن السكاسك بن حمير
    هاجروا قديماً للمغرب و خالطوا البربر و منهم من أخذ لسانهم و بقي سائرهم
    على عروبته ، و ناصروا دولة الموحدين ، و لما هزمت الدولة هاجروا لمصر
    و انتقلوا لصعيدها و أسسوا دولة قوية استمرت قرونا ، و مركزهم بقنا و سوهاج
    و حتى الآن توجد الهوارة في قنا و ما حولها ، ثم دخلوا في حروب مع المملوكيين
    فنزحوا لشمال السودان ، و توجههوا منه لكردفان و غيرها ، و بقيت مجموعة منهم
    بالشمالية ( منطقة بيوضة ) و هم الهواوير ثم لحق بعضهم بشمال كردفان ، و لهم
    فرع يعتبرون المؤسسين لحلفاية الملوك يدعون بالهنوناب ، و منهم فرع بشمال
    دارفور يدعون بجلابة كوبي و قد جرى لسانهم بلغة أهل البلد ، و معظم وجودهم الآن
    بشكال كردفان غرب كردفان ( الهواوير ) و يتركز الجلابة الهوارة شمال و شرق
    الأبيض ، و يوجد بمدني عدد كبير منهم و لهم حي بهذا الاسم و عدد من القرى .
                  

04-27-2008, 09:15 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)

    ود محجوب كيف حالك وأنت تجر الحد فوق
    الطندبه وحكمة رب العالمين جكة اللخدر ما بتسويها
    نعم منطقة يسكنها العرب هوارى وجاء منها دكتور بشير عمر
    ونشكرك على فك الشفره كما نشكر الطقى لتقبله وتوسعه
    فى كشف العلائق...............




    منصور
                  

04-26-2008, 04:13 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: عبد الرحمن الطقي)

    ود شيقوق شنو ليك الدقش دا

    الجماعه ديل وقتين قالوا

    حس القاقا برن فوق حفير أبسن
    فيهو رجالن جن.............



    يا زول قول يا لطيف والله يرحم الأموات ويعطى الصحه للأحياء



    منصور
                  

04-27-2008, 00:33 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    العزيز عبدالرحمن الطقى والأستاذ الصحفي / عادل إبراهيم

    عليكما من الرحمن السلام فقد شحذت الهمه كى أتمادى فى الرد على تلك

    المداخله المدوعله بطيب الكلم وجميله وتذكرت ما كتبه أسعد فى ذلك الصدد

    فركبيت خيول ماوسى بحر قوقل وجاءتنى بالثمين السمين الحنيذ ومعكم

    سأرتحل فى لذيذ البهار وفى دوف السنكيت من بنت لبون أسعد التى قدمها

    بسخاء من عيون مراح بنت الضاد ولكما الشكر والتقدير


    منصور


    أسعد الطيب العباسي

    لعل دارسي الأدب الشعبي وتاريخه الحديث يجمعون ـ كما أرى ـ على ان الطيب ود ضحوية وطه الضرير هما أكثر زعماء الهمباتة شهرة وصيتا، وانهما الأكثر إجادة لشعر الدوبيت المتعلق بأدب الهمبتة، فقد ملكا نواصي كلمه، وشوارد قوافيه، ورفداه بالمعاني المبتكرة، والمفردات الفخيمة، وبالرنين العالي، والارتعاشات الموسيقية الراقصة، لما إمتازا به من موهبة شديدة الكثافة متناهية العذوبة، ولقد إمتاز الطيب بالإكثار الشعري الذي خلا من الغث، ويكاد شعره وحده أن يقدم لنا صورة متكاملة لحياة الهمباتة في كافة نواحيها وفي كل مجالاتها، فمن هو هذا الرجل؟ إنه الطيب عبدالقادر سليمان الذي غلب عليه لقب (ود ضحوية) و(ضحوية) هي جدته وتنتمي الي بيت يقرب للسروراب بكبوشية، وقد أطلق اسم الضحواب على هذا الفخذ من تلك القبيلة نسبة لجدته، وقد اتصفوا بشراستهم في القتال فلقبوا بوجوه الدم، قال مرة يخاطب جملة (العاليابي):
    يا العَليابي أَختر ما عليك بالهم (1)
    واطري المدة عن ستك واخرت الزم (2)
    عند الحارة فوق رسنك بموت حرم
    اخلو الديرة اسيادك وجوه الدم
    ولد الطيب بقرية تسمى الضيقة، وهي احدى قرى الجعليين المنتشرة على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتقع بين منطقة العلياب وجبل ام علي، والراجح ان حياته امتدت لنحو من سبع وخمسين عاماً في الفترة ما بين عامي 1886 و1943م وهما تاريخي ولادته ووفاته. والطيب ينتمي الى قبيلة الجعليين، فوالده ينتسب الى المسانداب ووالدته الى السروراب، وهما فرعان من فروع قبيلة الجعليين. ارسله والده في صغره الى اخواله السروراب ليلتحق بالخلوة، حيث حفظ فيها ما تيسّر له من القرآن الكريم، ونهل ما نهل من علوم الفقه والحديث.
    وعندما بلغ التاسعة عشر من عمره اقترن بابنة خاله الفكي سرور.
    منذ فجر صباه بدت عليه مخائل العلم والفقه والأدب، وكان والده يعده للدراسة في الأزهر الشريف أملاً في أن يعود ابنه بعد حين عالماً ازهريا، غير ان هذا الامل خاب وزرته الرياح، فالطيب الذي كان مستعداً نفسياً وفكرياً للسفر الى مصر والالتحاق بالأزهر غيّرت مجرى حياته حادثة مقتل شقيقه الاكبر الكرار، الذي كان مرتبطاً به ارتباطاً وجدانياً، فقد كان يحبه لكرمه وشجاعته، وقد عُرف عن الكرار انه فارسٌ مغوار ومن أساطين الهمباتة، أغار ذات مرة على قبيلة الهواوير ونهب منها إبلا كانت من بينها ناقة تمتلكها شاعرتهم (ريا) ففزعوا (3) خلفه بقيادة فارسهم علي، وعندما ادركوه قتلوه ومثلوا بجثته واحرقوها بحطب شجر الهشاب، واستعادوا إبلهم وناقة شاعرتهم ريا، ولما بلغ هذا الخبر الطيب اضمر في نفسه الثأر، وقال لقومه الضحواب انه سيثأر لمقتل شقيقه بقتل قاتله (علي) غير أن ريا قالت متهكمة:
    يا الضحواب جميع مفقودكم الكرار
    وضلوعوا بطقطقن تحت الهشاب والنار
    وينو الطيب القايل بجيب التار
    يسلم لي علي العوزكم الدوار (4)
    ضاعف ما قالته (ريا) من احزان واوجاع الضحواب، واخذت شقيقة الطيب ورفيقاتها ينتحبن ويذرفعن الدمع السخين، فنظر الطيب الى اخيه الصادق الذي كان مطرقاً وحزيناً، ثم اشاح بوجهه الى النافذة وامعن النظر الى شقيقته والدموع تنهال على خديها، وفي مكان غير بعيد رأي جملة (الحوري) يتغذى على بعض النباتات، فالتفت مرة اخرى للصادق ونظر اليه نظرة وشت بما عزم عليه، ثم اخذت عيناه ترنوان الى جملة الحوري وقال:
    اكل الخلفه وقبّل على المنسية (5)
    وشمخ الحوري لي كتلة عريب ناس ريا
    ان ما اسكت الباكيات واخلف الكيّه
    قولة ابو فاطنة يا الصادق خسارة عليا
    ثم توشح سيفه وامتطى ظهر الحوري باحثاً عن (علي) قاتل شقيقه، متقابلاً معه وجهاً لوجه على ساحة الثأر، والطيب يقول له لن اغدر بك كما غدرت بشقيقي، ولكني سأقتلك وفقاً لقواعد الفروسية وأصول المبارزة فاستعد بسيفك، ومن خلال مبارزة عنيفة استطاع الطيب ان يجهز على غريمه، وقام بجز شعر رأسه وحمله الى شقيقته، فحال حزنها الى فرح، وبدأ الضحواب ولأول مرة يتقبلون العزاء في فقيدهم الكرار، وتغيّر مجرى حياة الطيب بعد هذه الحادثة فسار على درب شقيقه القتيل، درب الهمبتة الطويل الوعر، الذي جمعه بصديق عمره طه الضرير، وكان للقائهما قصة شعرية، فقد تم اللقاء في مجلس من المجالس، وهما لا يعرفان بعضهما، غير أن كلاً منهما كان يسمع عن مغامرات الآخر وصفاته دون أن يراه، وضم المجلس شاعراً وهمباتياً آخر هو (على ود الفقير)، وكما جرت العادة في المجالس أخذ الثلاثة يتساجلون بالشعر.. وبدأ الطيب المساجلة قائلاً:
    ماني شغيل بيوت بعقب بحل الصره (6)
    وما بتبن الجاره واخون الحره (7)
    بازل مالي للازمني واقف بره (8)
    وسايم روحي لليوم البقولو مشره (9)
    وقال علي ود الفقير مجارياً:
    ماني شغيل بيوت الناس بتكره جيتي
    وماني بتبن الجاره واخونا وليتي
    بازل مالي لي اخواني البعرفوا صتيتي (10)
    وسايم روحي للفارس البقولوا ضميتي (11)
    وختم طه المجاراة قائلاً:
    ماني شغيل بيوت القليه كارف ريحا (12)
    وماني الأرمل النازل على التلقيحه
    بازل مالي للازمني شيك وضبيحه
    وسايم روحي لليوم الختوتو قبيحه (13)
    فقاد حدس الشاعرين الفارسين الى معرفة كل منهما للآخر بالاسم دون ان ينطقا به، وبدأت الصداقة تنسج خيوطها بين الرجلين من فتائل المودة والمحبة، واستعدا لرفقة طويلة امتدت بامتداد العمر، وحملت من قصص المغامرات والوفاء ما حملت.
    عُرف عن الحاج عبدالقادر ود سليمان ثراءً واسعاً وسعةً في الرزق، وقد حاول ان يثني ابنه عن السير في درب الهمبتة بشتى السبل، ويقال انه في سبيل ذلك عرض عليه نصف ثروته، ولكن كان السيف قد سبق العزل، واصبح الطيب عضواً في منظومة الهبماتة، وضمن نسيجها القوي، ومن زعمائها المحبوبين، وولع بها ولعاً شديداً، قاده الى عدم الاستجابة لنداءات والده المتكررة، ولم يترك العمل بها إلا بعد ان اعجزه المرض، إلا ان الأوبة كانت تقع احياناً في بؤرة حنينه، فيحاول ان ينفي هذه المشاعر ويقاومها والتي تهجس له بعد حين وآخر بهواجس تدعوه للعودة، فيجاوب نداءها بهتاف ضعيف من أغوار وعيه، فإذا انتصرت عليه شد رحله نحو الديار حيث مثوى اهله ومراتع صباه فيعانق أباه، وقد يغريه البعض بالبقاء وامتهان الزراعة التي لا يحبها ولا يعرف اصولها، فيمكث قليلاً ثم تنتابه مشاعر الهمبة ولذاذاتها فيعود الى سيرتها التي اتخذها منهجاً لحياته واحبها بعمق، بيد ان الطيب وقبل وفاته التي حدثت بمنزله، وقد خلف وراءه بنتاً تدعى فاطمة الزهراء، وكان يعتز بها اعتزازاً عظيماً، وذكرها كثيراً في شعره، لذا كانت احب الألقاب الى نفسه هو لقب ابو فاطمة، وقد وصفه من رآه انه كان مربوع القامة، اسمر اللون، مشرب بحمرة، كثيف شعر الرأس والجسد، قوي البنية، متوسط البناء، يتزين وجهه بالشلوخ وبمزيج من القوة والعطف.
    في درب الهمبتة التقى صديقه طه الضرير وهو طه محمد ابوزيد، عُرف بعدة القاب كأبوالزينة، وود اب زيد، وغلب عليه لقب الضرير، وقد خُلع عليه هذا اللقب بسبب ما اعترى بصره من ضعف، ورغم ذلك كان خبيراً بدروب البوادي ومسالك (الوعرات). ومن المواهب النادرة التي كان ينفرد بها انه يتعرف على المكان من خلال شم تربته... وقد ارتاد طه آفاق الهمبتة منذ بواكير صباه، اذ ولجها وهو لم يتعد السابعة عشرة من عمره، مما اكسبه خبرة وتمرساً عظيمين، واتسمت شخصيته بالقوة وكاريزما القيادة، وهي صفات اهلته لأن يكون قائداً لمجموعته، كما صار خبيرها ودليلها. يقول الطيب ود ضحوية:
    واحدين في البيوت ديمة مكبّرين عَمَّامُن
    عدموا الحيلة والزول اب عوارض لامُن (14)
    واحدين صنددوا وختوا الضرير قدامُن
    طبقوا العودة للماسكات عِداد أيامُن (15)
    وأبرز من ضمته مجموعة طه الى جانب صديقه الطيب، على ود الفقير، وكيقه ودعمران، وقريبه الصديق ود التركاوي الذي كان يلقب بالعمدة، وبأب تَرَمة وكان اب تَرَمة شجاعاً ومقداماً ذكره طه في شعره كثيراً كقوله:
    بي يوم الخميس قوز بره متيامننو (16)
    وكش اب تَرَمة قدامنا ومرقلنا جنو (17)
    كم فزعاً لحقنا حمدنا بيض اب سِنو (18)
    يا ريت السيوف لو تحكي بالفاعلنو
    وطه استحق القيادة عن جدارة، فقد كان يهتم بأفراد مجموعته اهتماماً كبيراً، ومن العجيب انه كان يسلّم نفسه ان كان مطلوباً لدى البوليس، او ان يقوم بمغامرة ان لم يكن مطلوباً، وكان احد أفراد مجموعته محبوساً، وذلك بغرض ان يقوم بتهريبه من السجن، وعندما حبس قريبه الصديق عثمان ود تركاوي في احدى السجون ثقل عليه واحزنه الامر وقال:
    الخبر السمعتو الصديق مقفل جوه
    حالف ما بقيف دونو ان بقيت في هوه
    صقر الميتره الدايمن بيقلع قوه (19)
    بتب عجلان على البقول يا مروه (20)
    ولد طه الضرير ببلدة أبودليق في العام 1901م، وتوفي فيها العام 1980م، وينتمي الى قبيلة البطاحين، فوالده علامابي، ووالدته عركشابية، وتنتسب جدته لأبيه الى فرع الشرحاب. وقد اشتهر طه بعدائه الشديد للانجليز، وله مواقف مشهودة معهم.
    جمعت بين طه والطيب وحده المصائر، واتحاد المصالح، وصداقة متينة الجذور، وإلفة لا تدانيها إلفة، فكانت علاقة شهد لها الجميع بعلو الشأن، وذيوع الصيت، وقد رفداها بقيم العُربان، وأخلاق الشجعان، وكانا يعلمان ان دربهما وعر المسالك، ومحفوف بالمخاطر، لذا لم يكن غريباً ان يقع طه ذات يوم في أيدي السلطات بتهمة النهب، وصدر عليه حكم بالسجن لمدة سبع سنوات، والغرامة مبلغ خمسون جنيهاً، على أن يحبس لعامين آخرين في حالة عدم دفع الغرامة، وتم ايداعه بسجن القضارف مشددين عليه الحراسة، وعندما أُبلغ الطيب بهذا الخبر العاصف هبط عليه عناء ثقيل، تهالك تحت وطأته على الأرض، واطلق زفرة حرى، وأطرق عن دمعة حزينة.. وأخذ يقول:
    الليلة النفس صبحت عنيدة وعامدة (21)
    وما بتتسلى غير برقع حميدة وحامدة (22)
    يا حليل الرباع أبان قلوباً جامدة (23)
    ناس طه الضرير ضو القبيلة الهامدة (24)
    ثم قفز طه الى ذاكرته بقوة وبصور شتى، فهو صديق الصبا، وعهد المشيب، ورفيق دربه، وحامي ظهره، وحافظ سره، وتذكر كيف ان طه قد زاره بمسقط رأسه قرية الضيقة، وكان وقتها يعاني من أزمة مادية ومعنوية، بسبب قرار عابر اتخذه إرضاءً لوالده وبعض أهله، وبموجبه امتهن الزراعة التي لا يعرف أسرارها ولا يعلم أصولها فسامته سوء العذاب وأتلفت ماله، فقال له ألست القائل:
    كم عتمر تبن فوق قجة العبادي (25)
    وكم غصتلن من الدنادر وغادي (26)
    أكان مي قسمة يا الديفة أم قريناً نادي (27)
    ما خصّانا بي زراعة الفشق والوادي (28)
    وألم تقل:
    الليلة التغمد يا حسن مفقود
    كنس قلبي فوق لوز التبس والعود (29)
    أكان مي قسمة يا الديفة الوضيبا بقود
    ما خصّانا بي زراعة ودي مسعود (30)
    هذه المواساة التي أحبّها الطيب، والتي انداحت من قلب طه كانت من الواجبات التي فرضتها صداقتهما المتينة، مما دعا طه حينها ان يكثر ويسهب في القول، وهو يحاول اقناع صديقه بالعودة الى الهمبتة وترك الزراعة التي لا طائل من ورائها، وعندما أحس طه ان الطيب لم يخرج من دائرة التردد، ذكّره بكل أبيات الفتوة والحماسة التي ظل ود ضحوية خادماً لقوافيها طيلة حياته، وعندما أنشده المربعين الذين يقول في أولهما:
    ماني التمبل الفي البيت صنعتي حليب (31)
    بدور الشدة فوق إبلا شوافي ونيب (32)
    إن حرن نخت الشكرة ما بنعيب
    وإن بردن نكافيبن سوالف أم طيب
    وفي ثانيهما:
    ولداً بطبق المسرى فوق المسرى
    يخلف ساقو فوق ضهر أب قوايم ويسرى
    حقب قربينو فوق جربانو خت أب عشرة (33)
    فرقاً شتى من ناس يمة زيدي الكسرة..!
    أخذت تختال في خاطره أطياف غابرة، وهب واقفاً وأخذ ينظر الى الفراغ، واتجه نحو جمله (السحار)، فأسرجه ووضع عليه كل ما يلزم أعمال الهمبتة، ولا تزال تلك الإبتسامة التي علت وجه صديقه طه الضرير والتي تدل على الرضا عالقة بذهنه عندما كان يترنم بشعر لأحد الهمباتة حاكى حاله في تلك اللحظة:
    ختينا السروج في النوق بعد ما ادّّلن
    وطوينا السلوب يا أم ريد بعد ما انحلّن (34)
    ليالي الراحة يا السوسيو بشوفن ولّن (35)
    على الواحيّة مجبور والدراهم قلّن (36)
    ثم استرجع ود ضحوية ذكرى اجتماعهما عل ما أحبه فؤاديهما من صنوف المغامرات وركوب المصاعب والمخاطر وفاءً لتلك القيم التي يحملانها في صدورهما، وتذكر كيف ان ركبهما اتجه غرباً نحو جبرة القابعة بدار حامد القاصية من أجل النهيض، ولم تكن مغامرتهما سهلة أو يسيرة، إنما كانت شاقة وعسيرة، فقبل ان يفوزا بغنيمتهما من الإبل، تعرضا لوابل من الرصاص، ودارت معركة عنيفة بينهما والأبّالة، انتصرا فيها انتصاراً مبيناً، وهاهي غنيمتهما من الإبل تتهادى أمامهما وقد امتلاءاً زهواً وفرحة والطيب ينظر الى طه ويقول:
    جبرة بعيدة ما أتسّف على السواها
    الغابة أم كنز بي حزمو عقبان جاها
    الأكل السلات الكسرة ما بنطراها
    نصرف رزمة لي ست الكيوف يا طه
    غير انه لم ينس تلك المغامرة التي ضمته مع صديقه الحبيس عندما اقتادا إبلاً من قبيلة البازة على الحدود الحبشية، وان رجال البازة الأشداء فزعوا على أثرهم بأسلحتهم النارية والبيضاء، وحاصروهما حصاراً محكماً، وفي هذا الموقف الذي تعجز فيه الألسن عن النطق، قال الطيب لطه وهو يستثير شجاعته وصموده بلغة خاصة:
    زمنك كلو تاكل باردة ما ضق حارة
    وأطرى الليلة يا طه أم حمد والسارة
    درق البازة جاك زي السحابة التارة
    وحس أب جقرة والقربين صواقعاً كارة
    غير انه لم يجد من صديقه إلا الشجاعة والبسالة حينما رد عليه قائلاً:
    باكل حارة ما ضُق باردة ماك داريني
    وأسعل مني ربعاي البعرفوا قريني
    حس أب جقرة والقربين دوام طاريني
    أنا أخو اللينة كان يبقى الحديث عانيني
    وتذكر كيف كان لهذا الشعر من أثر عميق في نفسيهما، وكيف زادهما شجاعة وإقداماً وصموداً الى أن تحقق لهما النصر على فزع البازة الذين تركوا أرض المعركة وفروا ناكصين على أعقابهم كما فرت حُمرٌ من قسورة، ثم سرت ارتعاشات سكرى غشت كيانه ورجّت وجدانه رجاً عندما سمع صديقه الضرير يقول:
    كم شديت على تيساً بتب بي عقالو (37)
    خرت الدرعة بي عزمو وطا شيالو (38)
    مريبيت البشاري أب مسكنا جبالو (39)
    ود ضحوية منك والدرادر حالو (40)
    فقفز من جمله وضرب الأرض برجله وهو يحاول ان يرد الفضل بالفضل ويقول:
    أبوك يا الزينة عكاهن قبض في روسن (41)
    الهوج والشرق فوق العواتي بكوسن (42)
    أمسوا الليلة بي الصنج الكتير جاموسن (43)
    نووا العودة لي الغاليات ورفيع ملبوسن
    هكذا كانت تسير بهما الحياة وتعطيهما من أليفها ووريفها ما تمنياه، ومن لدنها الرفقة الأنيسة، ومن أغوارها الصحبة النفيسة، ولكن أين هما الآن من كل ذلك وقد باعدت بينهما ديار القهر والهوان وظلام الزنازين الآثمة.
    نقف هنا قبل ان يفيق ود ضحوية من رؤاه وذكرياته وسندرك في الجزء الثاني من هذا المقال كيف تصرف الطيب حيال محنة صديقه طه الضرير. ونواصل.
    الهوامش:-
    1- العاليالبي: اسم جمل الشاعر سماه منسوباً للعالياب.
    2- اختر: أمشي وأسرع، وأصلها الفصيح خطر
    3- فزعوا: من الفزع وهو طلب النصرة خلف اللص أو الهمباتي
    4- العوزكم: الأحوجكم او منعكم، والدوار المشي بالإغارة
    5- الخلفة: هو ما يتفرع من ساق الزرع من أسفله لساق أخرى أو فروع أخرى. المنسية: هي الحشائش على الرض التي تنسى ان تقطع في المرة الأولى.
    6- شغيل بيوت: هو من يقبع في الدور يعمل فيها وتقعده همته عن النهوض. الصرة: ما تضع فيها النساء أموالاً أو غذاء
    7- أتبن: أتحسس أو أتفقد وجاءت هنا بمعنى خدش حياء المرأة أو الإعتداء عليها أو مراودتها
    8- بازل: أصلها الفصيح من بذل. اللازمني: الذي يحتاجني.
    9- سائم: بائع. مشره: من الشر.
    10- صتيتي: سطوتي.
    11- ضميتي: الصنديد.
    12- القلية: ما يقلى كالبن.
    13- الختوتو: يعني خطوته.
    14- الزول أب عوارض: يقصد المرأة.
    15- عداد أيامن: أي يحسبن الأيام ترقباً للقاء.
    16- قوز برة: هو اسم لموضع. متيامننو: أي على يمينه.
    17- كش: تقدم وهو يزيل.
    18- المعنى العام للشطر انهم تغلبوا على جميع مطارديهم.
    19- الميترة: المعركة وساحتها، وقعنا عليها كذلك بمعنى الصخرة.
    20- بتب: يهب متعجلاً.
    21- عامدة: من عمد أي اشتد حزنه.
    22- حميدة وحامدة: فتاتان من إحدى قبائل الشرق مشهورتان بالحسن.
    23- الرباع: الأصدقاء والزملاء.
    24- احتج البطاحين لدى الطيب عندما ظنوا ان الشاعر يعني بالهامدة قبيلتهم غير انه أشار الى انه ما كان يعني سوى ان طه هو ضوء كل قبيلة هامدة.
    25- عتمرتبن: أي ضربت بهن الصحراء فالعتمور هي الصحراء. القجة: أعلى الجمل أو سنامه، العبادي: جمل الشاعر.
    26- غصتلن: من غاص ويقصد البعد والدنادر مناطق نهر الدندر.
    27- الديفة: الظبية الصغيرة تشبه بها الحسناء.
    28- الفشق: لعلها من الفاشوق وهو جزء من الساقية.
    29- التبس: الزرع المتيبس بعد قطعه.
    30- ودي مسعود: ودي تصغير وادي ووادي مسعود هو احد الأودية التي يزرع بها الضحواب.
    31- التمبل: قصير القامة ذو الكسل والتبلد.
    32- الشوافي: القويات. النيب: مفردها ناب وهي الناقة المسنة.
    33- القربين وأب عشرة : نوعين من الأسلحة النارية القديمة.
    34- السلوب: الحبال.
    35- السوسيو: اسم جمل الشاعر.
    36- الواحية: الصحراء أو الفلاة في البادية.
    37- التيس: الجمل.
    38- الدرعة: ما يدرع به الجمل حول عنقه.
    39- مريبيت البشاري: المقصود هو الجمل البشاري وهو نوع جيد وسريع. جبالو: جباله.
    40- درادر: من دردر وتعني أتعبه وأساء استخدامه.
    41- الزينة: ابنة طه الضرير. عكاهن: من عك أي أنهك وأضنى والضمير يعود للإبل المنهوبة.
    42- الهوج: هي المنطقة الجغرافية الواقعة مابين النيلين الأبيض والأزرق.
    43- الصنج: الفلاة.

    أخبار مرتبطة:
    (قصة شاعرين) طه الضرير في ذاكرة ووجدان الطيب ود ضحوية -







    قصة شاعرين) طه الضرير في ذاكرة ووجدان الطيب ود ضحوية
    أسعد الطيب العباسي
    [email protected]
    عندما أفاق الطيب ود ضحوية (1) من تلك الرؤى والأطياف قرر أن يسافر من كبوشية الى القضارف حيث يرزح تحت وطأة قيده في سجنها صديقه طه الضرير. قرر أن يسافر بعد أن أخذته تباريح الشوق إليه كل مأخذ، فشد رحله صوب القضارف على متن جمله "العاتي" يرفعه آلٌ ويخفضه آلٌ وتلفظه بيدٌ إلى بيد، وعقيرته ترتفع بالنميم فتملأ نفسه شجواً وشجناً، والعاتي يطربه النغم فتزداد سرعته وتتباعد خطاه فتخبو من خلفه أضواء كبوشية، والطريق يمتد أمامه طويلاً، ويترنم ود ضحوية بقول رفيقهم الشاعر الفحل يوسف ود عاب شبيش:
    الدَرِبْ إنْشَحطْ واللُّوسْ جِبالُو اتْنَاطَنْ (2)
    والبَنْدَّرْ فَوانيسُو ال بيَوقدَّتْ مَاتَنْ
    يا فَرُوجْ هَضَالِيمْ الخَلا ال بنِجَاطَبْ (3)
    اَّسِرعْ قَوبِعْ أَمسيتْ والمواعيدْ فَاتَنْ (4)
    وتستمر رحلة الطيب ليتصل نهارها بليلها وهو لا يني ينشد ما يجول بخاطره من أشعار، وعندما يردد أشعار صديقه طه يحس وكأنه يتذوق فاكهةً إِستوائية معسولة اللُّبْ.
    اللَّيلْ بَوبَا والكُرْتْ الرَحِيحْ وَالَنٌّو (5)
    رَكَزَنْ فَوقْ ضُرَاعِنْ والهَنيسْ غَزَنُّو (6)
    الجَبلْ أَبْ قُرودْ يا امْ عَارضْ إِتْعَدَنُّو (7)
    الموتْ عِزَة واللَومْ ليَنَا ما بْرضَّنو
    وأخذ الطيب في رحلته هذه يسأل نفسه كيف تسنى القبض على صديقه، ذلك الأسد الهصور الذي يهابه الجميع، ولا يستطيع كائناً من كان أن يقترب منه ليمسه بسوء، أليس هو القائل:
    منْ شَندِي إِستعدينَا ومَرَقْنَا خَلاَسْ
    طِرَي المريُودَه وأدَّرْدَقْ عَليهَا أَبْ رَاصْ (8)
    كَان نِتْلاقى في فَنَقَه وضَربْ رَصَاصْ (9)
    ما بْجيِبَُونَا نَاسْ طَرْطُورْ مَعْ الَقَصَّاصْ (10)
    انتهت رحلة الطيب وأناخ بجوار السجن، وطلب السماح له بزيارة صديقه طه، فجاءوا به إليه والأغلال تلتف على جسده البادن القوي ويديه المفرودتين كجناحي نسر. وما أن رأى الطيب طار إليه بعناق عنيف كأنه ارتضام. إرتج له قلب حارسه ثم أخذا يرتاحان من أشواقهما على ذكرياتهما الثرية.
    وانسهما الجميل وعندما سأل الطيب طه عن كيفية القبض عليه أطلق آةً ملؤها الحسرة وقال: هؤلاء الإنجليز الأنجاس أعلنوا عن جائزة مقدارها خمسون جنيهاً لمن يدل عليَّ، وكما تعلم يا صديقي أن الناس فينا إثنان منهم من يحبنا ويوقرنا ومنهم من يهابنا ويخشانا، لذا لم يؤد الإعلان عن الجائزة غرضه، غير أني يا صديقي وقعت في هوى حسناء من عرب هذه الناحية تشبه تلك التي قال عنها صديقنا الفنجري:
    عُودِكْ حَكَّمُو البَاري الجَمِيلة صِنعْتُو
    خَتّهَ ورَسَمَا بيْ قالباً عَدِيله شَمِعَتُوا
    عُنقاً زيْ حَرَاريبْ البُطَانَة فَدَعتُو
    بصْبُرْ عَاشقُو كَيفْ مَا دَام جَهَنَمْ تِحتُْو
    وكان لهذه الحسناء محب أعماه الغضب، وأكلته الغيرة، فوشى بي وتم القبض عليَّ غدراً، وبواسطة قوة كبيرة وأنا نائم. وعندما أخذوني إلى هذا السجن وجدت صديقنا الفنجري يقضي فيه عقوبة، فسألني ذات السؤال فقلت له:
    رُقَادْ السِجِنْ وتِقِفِلْ الأَوضَاتْ (11)
    سِمِعْ فَيْ الفَايْحَة واحدين في العَربْ شُمَّاتْ (12)
    مَكَتَوبةْ الجَبِينْ هِي بالصِحْ مَا بِتِنْفَاتْ
    لَزُوم للحادَة والمِحنْ البِجَنَْ ضَيفَاتْ
    فردَّ عليَّ قائلاً:
    شَيلْ المِحْنَه يا امْ فُرْقُدْ عَليهو شُدَادْ (13)
    والسَفرْ أبْ مِسَاويكاً حَجَر غَيرْ زَادْ (14)
    العَطَا مِن عَدَم نَدي ونقول مَا عَادْ (15)
    والصَبُرْ عَلي الكايْنَاتْ بَلا مَيعَادْ (16)
    فأثار ما قاله طه شهية الطيب فأخذ يساجله بأشعار الفتوة والحماسة، فتخلقْ من كان حاضراً حولهما وهم يطلقون آهات وصرخات الإعجاب، غير أن الطيب أخذ ينتبه إلى أن الوقت المحدد للزيارة يسير إلى انتهاء، فسأل صديقه عن أحواله فرد عليه بمربع شعري كان يقول فيه:
    اللَّيلَة الغَرَامْ لَمَلَمْ جَمَاعْتُو مَحَقَّقْ (17)
    واصْبَحْ جلْدِي مِن القرَّه كُلُو مَشقَّقْ (18)
    فَارَقْ مَسَّةْ القَرْنَ المُشَاطُو مَدَقق (19)
    وقَايْلَه وبَايتَه يا أب شخلوبْ بَدين تِتبقق (20)
    فغشت الطيب سحائب من الحزن والأسى لم تنقشع الا عندما قال له طه إن المحكمة الأعلى خففت عقوبة السجن لتصبح عامين من تاريخ القبض عليه ولكنها أبقت على عقوبة الغرامة. ثم أقلقتهما إشارة الحارس الدالة على انتهاء ما هو محدد من وقت للزيارة. فهب الطيب لوداع صديقه، وقبل ان يغادر قال له: سأكون كما كنت أميناً وراعياً لأسرتك حتى يفرج عنك، وسأعمل في الوقت المناسب لتوفير مبلغ الغرامة لتعود إلينا سالماً وقوياً كما كنت.
    تعاقبت الأيام ومرت الشهور والطيب على عهده وتعهده أميناً وراعياً لأسرة صديقه طه، وعندما شارفت العقوبة على الانتهاء قام الطيب بتوجيه نداء لقريب له يدعى (القاضي) ونفر من الهمباتة ممن يثق في ولائهم وكفاءتهم واتجه بهم صواب الحدود الحبشية بعد ان اتفق معهم على نهب اكبر عدد من الإبل التي تمتلكها قبائل الأحباش وهو يذكرهم بأن هذه العملية هي الأهم بالنسبة اليه فالنساء في انتظار الجميع والضرير في انتظار ان تدفع الغرامة المحكوم بها عليه فلا مجال للتقاعس أو التهاون.
    بدأت العملية ونجحت المجموعة في اقتياد عدد كبير من الإبل وتخطت بها الحدود من جهة مدينة تسني، والطيب يتقدم الركب وقد اعترته نشوة غامرة وهو يخاطب جملة بأشعار صديقه طه فقال له فيما قال:
    الدَرِبْ رَاحْ عَلَيكْ لا تْقَادِي رَاسَكْ يلُوجْ
    أَمْسَكْ نَجَمْهْ يَا صَقُرْ الحِلا العَبْلُوجْ (21)
    مَا دَامْ أَمسَى لَيلَكْ بالشرقْ والهَوجْ
    أَخْبِتْ اللُّجَه بيْ قُرَانَكْ أقعْ في الموَجْ (22)
    بدأ القوم يتوغلون في مسير شاق وهم يقودون غنيمتهم الكبيرة، فأرادوا الراحة، فحطوا بوادٍ، غير انهم شعروا أن عدد ما نهبوه من الإبل كبير وقد يعوقهم في المسير فيسهل تعقبهم عن طريق الفزع، فبرز بينهم رأي على ترك نصف الإبل ومواصلة السير بالنصف الآخر، بيد أنهم كانوا يخشون عدم موافقة زعيمهم الطيب على هذا الرأي لأنهم يعلمون انه لن يتنازل عن أي جزء من الغنمية ويعتبر ذلك عيباًَ في عرف الهبماتة. ولما كان الطيب قوي الشخصية مهاب الجانب آثر القوم أن يحاولوا إقناعه برأيهم عن طريق قريبه (القاضي) ولكن مسعاهم خاب حينما رفض الطيب رأيهم رفضاً قاطعاً وقال للقاضي إن كنتم تخشون الفزع فاني لا أخشاه وقل لرفاقك ألم تتعلموا من قول عمكم طه الضرير حينما قال:
    كَمْ شَقيتْ فَوَافي وهَافي قَالِبْ لَوني (23)
    ببعِدْ ردِي مِنْ نَاسْ سَاحِتي لا يْلُومُوني (24)
    كمْ بَارَيتَ جَنيناً في الخَلا بشوروني (25)
    كُراعي تَقيلَه بَحَرِتْ كفي إن فَزَعَونِي (26)
    وأضاف إليه قائلاً: إن نصف هذه الإبل سيذهب ثمنها لطه ليدفع منه غرامته وسيقسم النصف الآخر بيننا حسبنما أبرمناه من اتفاق، ولا تنسوا أننا غبنا عن ديارنا كثيراً وأن الفاتنات ذوات الحجول والخدود في انتظارنا بلهفة وشوق وترقب، ثم امره بأن يعد له جمله العاتي وان يخطر الجميع باستئناف المسير فوراً وأخذ يخاطبه قائلاً:
    قُومْ يا القاضي فَوقْ العَاتي أَقلبْ الشَّدْ (27)
    دِيكْ تَسنَي عَقَبْنَاها وخَتَمْنَا الحَد (28)
    دِي بِنْسُوقَا لامْ شَلاَّخْ جَمِيلةْ الخَدْ
    عَليْ بلاَجا وعُقْبَانْ السَما اللِّنْقَدْ (29)
    ثم استؤنف المسير ووصل الجميع بسلام ترافقهم غنيمتهم الكبيرة وأناخوا بديار ستات المجالس فبرزن الى لقياهم في مرح وأخذن يضربن الدفوف ويغنين ويرقصن ويطلقن الزغاريد، فأشار الطيب لنحر بعير وآخر وثالثاً، والجميع يأكلون ويشربون ما طاب لهم، وقد سرت في أوصالهم النشوة، والطيب في مجلسه يرقب كل هذا الفرح، وبدا مستمتعاً وهو يرى احدى الفاتنات وهي تتمايل في رقص جميل، غير انها توقفت فجأة عن الرقص، وأخذت تنظر الى خارج المكان، وبسرعة أدارت وجهها ناحية الطيب واتجهت اليه صارخة وقائلة: الفزع على الأبواب. وأفراده يحاصرون المكان تماماً. فسكت كل شيء إلا صوات الطيب الذي خاطبها بقوله:
    زَوزي ونَسَّفِي الفَوقْ المَتَاقِيلْ نَدَّ (30)
    وما يَهمِكْ فَزع نَاساً كُتالُم هّدَّ (31)
    بِعجبك نَبَانَا وكْتينْ الضُراعْ يتْمدَّ (32)
    وتِمي الَرقصة وعُقبان السَّما اللِّنْهَدَّ
    أصاب الفزع القوم بالوجوم تارة وبالجلبة تارة اخرى، واختفت مظاهر الفرح لتحل محلها مظاهر الاستعداد للمقاومة والقتال، فتبدلت المشاعر، وساد الهرج والمرج، فوقف الطيب وهو يقول بصوت مرتفع وحاسم:
    دَيَكةْ حِلَّه في الطَلْعَه ما بْحُوشُونَا (33)
    يا بتْ غَني يَا نَاس رُوقوا لا داوشوُنَا
    حَرَّمَتَ الحلالْ اللّّيلَة كَان يَغَشُونَا
    حِس الفِي الجُرَابْ هَسِع بعيطْ في الشُونَا (34)
    ثم أمر رجاله بالخروج تحت قيادته لمواجهة الفزع الذي لم يستطع أفراده الصمود كثيراً أمام الطيب ومجموعته وآثروا السلامة عن طريق الهرب ليعود الطيب وفرسانه تحفهم رايات النصر وسط ابتهاج عظيم أخذ الليل كله. وعندما أنبأ الصباح عن قدومه بنور الشفق، أومأ الطيب لجماعته ببيع الغنمية كيفما اتفق، فكان له ما أراد، وعندما تقاضى الثمن أجزل العطاء للنسوة، وأعطى لكل فرد من المجموعة ما يستحقه حسبما قضى الاتفاق.
    أخذ الطيب يشد على أيدي رجاله بحرارة ويربِّت على اكتافهم بقوة ويلوّح بيده للجميع مودعاً وهو يستعد للانطلاق نحو مدينة القضارف على ظهر جمله العاتي والتي ما أن وصلها حتى عرّج على سوقها واشترى جملاً حراً لصديقه طه ثم توجه إلى مباني المحكمة ودفع الغرامة المفروضة عليه ودلف إلى السجن بأمر الافراج عن صديقه طه وتهيأ الرجلان للخروج عبر بوابة الحرية الواسعة والسعادة تغمرها والطيب يغني لصديقه قائلاً:
    يَوماً في السجنْ ويَوماً رُقَادْ مِتْحَدِّرْ
    ويوماً بالصَفَايح ليْ البَحرْ بِندِّرْ
    القَيدْ والحَبِسْ قَطْ للقلبِ مَا بْوَدِّرْ
    أطرى اللِّينْه يا طه الضَرير لا تْوَدِّرْ
    ثم بدأت تغزو كيان طه مشاعر مبهمة وأحاسيس غريبة لم يدرك طعمها المعسول إلا عندما أفاق على صوت صديقه الوفي ود ضحوية وهو يترنم:
    يَومْ مِجَنِبينْ مَاسْكِينْ نَقَيبْ الهَوْ (35)
    ويَومْ يَابْسِينْ فَوقْ سُرُوجنْ كَوْ (36)
    مَبْرُومةْ الحَشََا المِيهَا التَخِينَة أُمْ بَوْ (37)
    يوم بنجيها نازلين زي صقور الجوْ
    \\\\\\\\\\
    الهوامش:
    1) سقط من الجزء من هذا المقال في سيرة الشاعر الطيب ود ضحوية قولنا إنه وقبل وفاته التي حدثت بمنزله بكبوشية انقطع للصلاة والعبادة وتلاوة القرآن.
    2) اللوس: موضع. إتناطن: تقافزن، والجبال تبدو للمسافر بادية وغائبة كأنما تتقافز.
    3) الهضاليم: مفردها هضليم وهو ذكر النعام والشاعر هنا يشبه جمله بصغير النعام كناية عن سرعته.
    4) القوباع: نوع من أنواع الجري عند الجمال.
    5) الكرت: مفردها أكرت وهو الجمل القصير القوي. الرحيح: المشي.
    6) الهنيس: ضرب من الحشائش.
    7) أم عارض: المرأة.
    8) أب راص: أب رأس ويعني بها الجمل.
    9) الفنقة: الأرض الخلاء الواسعة.
    10) ناس طرطور: المقصود بهم رجال الشرطة والسلطة استخفافاً. القصاص: هو قصاص الأثر.
    11) الأوضات: الغرف ويقصد بها زنازين السجن.
    12) الفايحة: ما يدور من حديث كالإشاعة. الشمات: هم الحاقدون ومن لا يحبون الخير للآخرين.
    13) أم قرقد: القرقد هو الشَعر القوي والخشن والمقصود بأم قرقد الأَمَة.
    14) معنى هذه الشطرة يسلك في صعوبة السفر وإرقاهه.
    15) العطا: هو العطاء. ندي: نعطيه.
    16) الكاينات: المصائب.
    17) في الشطرة معنى شوق الحب العنيف.
    18) القِرة: البرد.
    19) القرن: الشعر.
    20) أب شخلوب: جمل الشاعر والشلخوب نوع من الوسم يوضع على الجمال.
    21) العبلوج: السريع القوي.
    22) القُران: مجموعة الإبل المنهوبة إذ تقرن إلى بعضها بالحبال.
    23) فوافي: يقصد الفيافي.
    24) الِرد: المكان.
    25) جنيناً: الفتيان. الشاعر يقصد أنه زعيم يشار.
    26) كراعي تقيله: يقصد أنه لا يتوخى الهرب.
    27) الشد: السرج.
    28) الحد: الحدود.
    29) بلاجا: فراجها وهو سبحانه وتعالى.
    30) زوزي: حركي. نسفي: حركي بشدة. المتاقيل: نوع من الحُلي تضعها النساء على الخواصر. والشطرة تدل على طول شعر الفتاة الذي يتدلى حتى خصرها.
    31) كتالم: قتالهم. هدَّ: التهديد دون قتال.
    32) نبانا: نبأنا. وكتين: وقت ما.
    33) ديكة حلة: تشبيه للجبناء ومن هم بلا همة. الطلعة: العراك.
    24) حس الفي الجراب: يقصد به سلاحه الناري المخبأ في قرابه. الحس هو الصوت. بعيط: يحدث صوتاً. الشونا: المكان. ويقصد هذا المكان.

    أخبار مرتبطة:
    (قصة شاعرين) طه الضرير في وجدان وذاكرة الطيب ود ضحوية (1ـ2) -

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-27-2008, 00:52 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 04-27-2008, 07:33 PM)

                  

04-27-2008, 10:16 AM

Kamal Karrar
<aKamal Karrar
تاريخ التسجيل: 11-16-2006
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخ/ منصور المفتاح

    أسمح لي وأنا أستمتع مع غيري بما نقلته لنا من قصة الأديب أسعد العباسي.. أن أعرج لأصحح بعض ما ورد في قصيدة بشر بن عوانة العبدي .. والتي أرتجلها عندما قابل أسد وهو في طريقه لجلب ألف من نوق خزاعة مهرا لإبنة عمه الذي كان يود إيراده مورد الهلاك لما في الطريق من مخاطر. فإلي القصيدة:

    أفاطم لو شهدت ببطن خـبت وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
    إذن لـرأيـت ليـثا أم ليثـا هزبـرا أغلبـا لاقى هزبرا
    تبهنس إذ تقاعس عنه مهري محاذرة فقلت عقـرت مهرا
    أنل قدمي ظهر الأرض إني رأيت الأرض أثبت منك ظهرا
    وقلت له وقد أبـدى نصالاً محـددة ووجهـا مكـفـهرا
    يـدل بمخلـب وبحـد ناب وباللحظات تحسبهن جمــرا
    ففـيم تروم مثـلى أن يولى ويجعل في يديك النفس قسرا
    وقلبي مثل قلبك ليس يخشى مصاولة فكيف يخاف ذعـرا
    وأنت تروم للأشبال قـوتـاً وأطلب لابنـة الأعمام مهرا
    نصحتك فالتمس يا ليث غيري طعامـاً إن لحمي كان مـرا
    فلمــا ظن أن الغش نصحي وخالفنـي كأني قلت هجرا
    مشى ومشيت من أسدين راما مرامـاً كان إذ طلباه وعـرا
    هززت له الحسام فخلت أنـي سللت به لـدى الظلماء فجرا
    وأطلقـت المهـند من يميني فقـد لـه من الأضلاع عشرا
    فخر مجنـدلاً بــدم كأني هدمت بـه بنــاء مشمخرا
    وقلت لـه يعـز علي أنـي قـتلت مناسبي جلـداً وفخرا
    ولكـن رمت شيئاً لـم يرمه سواك فلـم أطق يا ليث صبرا
    تحاول أن تعلمني فــراراً لعـمر أبيـك قد حاولت نكرا
    فلا تجزع فقـد لاقـيت حراً يحاذر أن يعـاب فمـت حرا


    والشكر لك أن هجيت شجون الفوارس..
                  

04-27-2008, 06:08 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Kamal Karrar)

    الأخ كمال كرار لك وعليك السلام والشكر لجهد قنيصك والأتيان بقصيدة بشر إبن عوانه فى إحدى رواياتها فسنكحل بمرودها العينين والشكر لك ثانية
    والسلام..................



    منصور
                  

04-27-2008, 07:03 PM

ود محجوب
<aود محجوب
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 7643

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    Quote: التبس: الزرع المتيبس بعد قطعه.




    الكريم منصور لك الانحناءة


    التبس نوع من النبات ينمو يكثر فى المناطق شبه الصحراوية ينمو كمجموعات يخضر وتطول سيقانه فى الخريف . وفوق انه غذاء للحيوان يستعمل فى سقف البيوت وعمل القطاطى والرواكيب وتنسج عيدانه الرقيقة القوية كفرش.

    كما تسحن عيدانه اليابسة لبعض الوصفات الشعبية. والله اعلم.






    ولقدام متابعين
                  

04-28-2008, 08:46 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: ود محجوب)

    ولك الإنحناة أنت يا ود محجوب والتبس بخبرو طب بخبر أنواعه

    وتشكر على الجهد الجهيد والمتابعه اللصيقه

    ولك عظيم السلام


    منصور
                  

04-28-2008, 09:28 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    Quote: قُومْ يا القاضي فَوقْ العَاتي أَقلبْ الشَّدْ (27)
    دِيكْ تَسنَي عَقَبْنَاها وخَتَمْنَا الحَد (28)
    دِي بِنْسُوقَا لامْ شَلاَّخْ جَمِيلةْ الخَدْ
    عَليْ بلاَجا وعُقْبَانْ السَما اللِّنْقَدْ
                  

04-28-2008, 06:45 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    العزيز محمد عبدالجليل

    بعد حار السلام وصادقه

    أنظر لأولئك الذين تعدوا كل الحدود

    وأشواقهم الى سوق يرضى ذوات الخد

    النديان والقد الفارع المياس ولا

    بأس بعد ذلك إن قامت قيامتهم بأن

    لحق بهم الفزع أو أن قبض عليهم المخبر

    فسيان الأمر لديهم فلهم من العناد والعتاد

    زادا يوفى ويكفى لأهل غلاوتهم يبذلون

    أرواحهم رخيصة فداء لجلب الحار الذى

    يؤول للأرامل والأيتام والضعفاء فيا

    عزيزى محمد ليت هنالك من يتجاوزون حدود

    المنشيه وينزعون إبلها نزع الضروس ويقسمونها

    لأهل الجريف ودارالسلام المغاربه وكوكو والعزب

    وما تبقى منها فيا عزيزى تلك فراسة ودرك

    يتذوقون حلوه ومره برضاء لا لجلجة فيه ولا لعثمه

    وصادق السلام وأنا ما نسيت..................




    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-08-2008, 06:36 PM)

                  

05-08-2008, 10:22 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    عزيزي منصور ..
    التحيات الطيبات الزاكيات
    حديثك لمحمد عبد الجليل تحتوشه بعضا من قيم الهمباتة النبلاء واخلاقهم ووقوفهم على العدالة الاقتصادية من وجهة نظرهم الموروثة وبذلك قد اصبت يا صديقي كبد الحقيقة فالتحية لك وللاخ محمد عبدالجليل ودمتما لخدمة الادب والتراث.
                  

05-08-2008, 07:07 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    أبو السعود كيف حالك يا رجل ومعك بصادق الدعاء يا عزيز الهمباته عالم
    بمدائنه وأعرافه وقوانينه وشروط الإنتماء إليه عصية قاسيه وفيه من القيم الإنساية ساميها والرفيع وفيه من الفروسية ما لا يخطر على بال أحد ومن التفانى النادر الفريد فيا أسعد أن تضمن عودك فى القسمه وأنت قاعد لعلة أو غيرها وأن تضمن عودك إذا شاء لك أن تحضر القسمه وحظ وافر من الجليب وقيمته يذهب إلى الأرامل والأيتام والعجزه وحظ يذهب لمن يصنعن جمال الليالى وبهرجتها وأنظر يا عزيزى فى تاريخ ود ضحويه الذى لخصه فى مربع دوبيت

    مانى الخايب البقول سويت
    وما نهرونى عن ساعة السعال قريت
    إن بردن قروش مانى البخيل صريت
    وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت

    فهولاء لا يصرون لغد بل يعيشون اللحظه ويعيشون من حولهم وإن فى غد لأمر جديد فهولاء من أهل التوكل لا التواكل وكما الطير تخرج من أوكارها خماصا وتعود بطانا يخرجون لكرهم بمكرهم وتستقبلهم جيوش الحكامات فى طرق العوده
    فيا در در أولئك يا عزيز ولك الشكر ولك صادق السلام....................







    منصور
                  

05-09-2008, 06:11 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    إن الكاتب أسعد الطيب العباسى قبل أن يكون كاتبا فهو قانونى ضليع وإن تناوله لبعض القضايا الواقعيه وسردها فى إسلوب قص أدبى إنما القصد منه شد وجذب الناس لتلك الوقائع والأحداث والتمعن فيها ومن ثم الكف عن حدوثها وإن توفرت ذات الأسباب فالأدب إلى جانب متعة ذاته فإنه يحمل مفاتيح الحلول للكثير من عصيات النوازل لا بل دوما يظل الأدب دافعا ومحركا لبواعث الناس فى تحقيق أحلامهم الكبيره فليس كل حقيقة كتبت كما هى تكون سفورا وخروجا عن الجاده وإلا فكيف لنا أن نرعوى...............



    منصور
                  

05-13-2008, 09:00 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    أخي منصور
    شكرا لك وانت تحاول دائما ان تجمل وجهي وقلمي وانت تمتاح من فكرك وادبك ومحبتك لي.
                  

05-15-2008, 01:02 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    إنت يا منصور عندكم في كندا همباتة من النوع البقول:

    ولدا بطبق المسرى فوق المسرى

    يخلف ساقو فوق ضهر أب قوايم ويسرى

    حقب قربينو فوق جربانو خت أب كسرى

    فرقا شتى من ناس يمه زيدي الكسرى
                  

05-15-2008, 08:32 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    يا أبوالسعود همباته هنا بسوقوا الراعى والمراح


    فى كندا البحوص واقنص بكون اليانكى
    لا برويه نيل لا بر حواهو دوانكى
    ركاب الهمر ملاح بنادقو سوانكى
    لا بعرف هنود لا همو داك سريلانكى


    منصور
                  

05-16-2008, 10:17 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    ولماذا تعيش مع أمثال هؤلاء الهمباتة ووسط هذا الصقيع عد إلى وطنك وتأسى بقول من قال :

    بِلادٌ ألفناها على كلِ حالــةٍ وقـد
    يُألفُ الشيءَ الذي ليس بالــحسنْ
    ونستعذبُ الأرضَ التي لا هواءَ بها
    ولا مـــاؤها عذبٌ ولكنها وطـنْ

                  

05-16-2008, 03:23 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    يا أبو السعود تأسيا بود ضحويه فى قوله الآت جئنا لبلاد
    الروكى غلب وخروجا عن الحيره التى كاد أن يبتلعنا جبها


    دردنى الفقر لا متين بقيت شنكيب
    وودنى الغباين لى جبال فرتيت
    إمن جبت مالا فرح أم سوميت
    وإمن فوق جبال تقلى إنجدع ما جيت


    ويمكن أن تقول الروكى


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-17-2008, 00:49 AM)

                  

05-17-2008, 00:19 AM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأديب الصناجة/ منصور عبدالله المفتاح
    الأديب الأستاذ / أسعد الطيب العباسي
    شكرأ على هذه السياحة التي لا تُمل والتي لم تتدلى مع حبل المشنقة بل طوحت وطارت بنا في أجواء الهمباتة ، فما أجتمع أهل العلم بالجهل ولا أهل المعرفة بالصمت ... وهو دأبكم
    وشعار همباتة البطاحين :

    كم شدينا مرقنا
    كدي لي بيلا عرقنا
    جبنا حلال ما سرقنا
    وهادا شهودنا درقنا

    وعلى ذكر الفارس / طه الضرير فإن حفيده طه ود أب زيد ود طه الضرير بطرفنا في الخليج
    وقد لازم طه عليه الرحمة من الله المسجد آخر أيامه ولم يفارق المسجد وسراي الناظر وأنقطع للصلاة

    طه الضرير
    مافـيـنـا البمقـّوهـو وبـِمـرُق تـَلـوَه
    ومافـيـنـا البوصِّــف للضيـوف الخلوة
    نحن الفوق قفا الشيحان نطبـق السـروة
    والبنقصدو شِن هَـدْ في البحر مابروى

    النور بشير النور :
    مافـيـنـا البكُربـوهــو ويقــول أحّـي
    نحن بنركب العاصي ونضـرب الصـّي
    نحن خصيمنا بنكيــدو ونخـلف الكـي
    ونحن عُشقنا في السمحات مليحة الزّي

    ابراهيم ودقدور :

    من قومة الجهل مَانِي الدِّنَي كارتوت
    نجّاع كنت فوق ضهر المحارب السـوط
    بحلف بى يميـن دايما بباسـط يـوت
    سايم دمّي عارف عُمري قاصدو الموت

    والكثير من الفخر بالسجن : رقاد النمرة والأرض أم بلاطا شينة نحن بنالفوا مابشنفوهو علينا
    وعدم الخوف من التهديد : مابهدونا بالحربة المسلّك عودا وما بنراشي روحاً بالقبر موعودة
    والكثير ...

    ولكم السلام والإحترام .
                  

05-17-2008, 09:20 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)

    الأخت الأديبة سمية الحسن طلحة
    لك التحايا الممزوجة بالمودة, مداخلتك هذه أشارت الى أمر هام لا بد من شرحه فقد ذكرت أن شعار همباتة البطاحين:
    كم شدينــا مرقنا
    كدي لي بيلا عرقنا
    جبناحلال ما سرقنا
    وهاداشهودنا درقنا
    وحقيقة أختي سمية هذا هو شعار كل الهمباتة النبلاء أصحاب القيم في الزمان الماضي والكثيرون لا يعلمون أن عمل الهمباتة والذي كان يقتصر على سلب ونهب الإبل دون غيرها هو إرث قبلي سلك في وجدانهم وترسخ في أذهانهم الى حيث أنه قد بدا لهم ككسب حلال وضرب من الفروسية وهذه هي العلامة الفارقة التي تميزهم عن صعاليك الجزيرة العربية وقد حاول الكثير من الكتاب تشبيه الهمباتة بالصعاليك مع أنهما طرفا نقيض.
    بما أنك قد سبقتينا بالفضل يا سمية وأهديتينا من أقوالهم ثلاثة مربعات رائعات فسأرد لك الفضل بثلاثة أيضاً.
    يقول (موجو) وهو شاعر همباتي ينتمي الى قبيلة الشكرية فرع العيشاب ولد في العام 1925م ويقول بعضهم أنه توفي في العام 1980م ويقول آخرون أنه توفي في العام 1999م. يقول:
    يوم غَربَالِي بَـيْ سََدْرَ القَبَوبْ بتْخَفَى
    يوم فَوقْ قُجَةَ أل قَبَضْ الرُوَينَة وَقَفَ
    يَوم بِنْكَــامِن ُأمْ دَمَكْ الدَرَكَا مـَكَفَى
    بَصْبِحْ غَادِي فَوق نَارِي وبَرَاي بَدَفَى

    ويقول الشاعر ود حيدوب الذي ولد بأرض البطانة العام 1840م وتوفي بها حوالي العام 1920م ويذكر الرواة في أرض البطانة أنه من البطاحين المغاربة الذين يرون أنهم نزحوا الى أرض البطانة من المغرب, كما يذكرون أنه توفي في قسم نكث به للفكي عبدالله أبو ناجمة أحد شيوخ أرض البطانة من الناجماب الحسينية الذين يرون أنهم من سلالة سيدنا الحسين ابن علي رضي الله عنه ولا يختلف الرواة في سبب وفاته هذا.
    لم نقع على اسمه كاملاً وانما وقعنا على شعره فوجدناه يقوله في الغزل والفروسية وانه كان من الشعراء الهمباتة.
    كانت له محبوبة في ريرة في وسط البطانة اشتهر بها واشتهرت به وهو يدعو محبوبته هذه أم زين. يقول:
    كَمْ كَرْبَتُو شَاقِي مِن الصُبُحْ لَي الغَيبَه
    وُكَم شَدَيتْ فَـوافِي وكَم كَتَلْتَ دَبِيبَه
    أموال الرجــال مَهما تُكون بِنْجِيبَه
    كَرْبِتْ ياجمل فــِي رَيرَة لَيَ حَبِيبَه

    ومما أحفظه لطه الضرير وهو شاعر جهير لا يحتاج منا الى كثير تعريف واسمه الأصلي طه محمد أبو زيد وقد ذكرت أن حفيده طه ود أب زيد ود طه محمد أبو زيد بطرفكم بالخليج تحياتي له وليتك يا سمية لو جعلتِ بيني وبينه صلة. يقول طه الضرير:
    الَلَيلْ بَوبَا والكُرْتْ الــرَحِيحْ وَالَنُو
    رَكَزَنْ فَوقْ ضُرَاعِنْ وَالهَنِيسْ غَزَنُو
    الجبل ابْ قُرُود يًا امْ عَارِضْ اِتْعَدَنُو
    الموت عِزه واللَوم لَينَا مـَا بِرضَنُو

    ولك التحية مجدداً.. أسعد الطيب العباسي
                  

05-17-2008, 10:14 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)

    الأستاذه الموثقه لشعر أهلها والشاعره على نهجهم والراصده لطرائقهم المتشعبه والمشبعه بثراء الموضوع وجزالته والحافظه لخطوط بيان فصاحتهم وتميز شكلها الخلاب الأستاذه سميه لك ولسعيك الحثيث فى إضفاء جمال الحقيقه على حقيقة جمال الأدب الشعبى والدوبيت الإجلال والتقدير والسداد

    وهمباته البطاحين الذين يركبون لقنيصهم عند حنكات بيلا دافق الخيرات على سفحه المنساب بطانة خضراء قنيصا يتأكد زمانه بعرقهم من لهيب شمس الضحى أو رابعة النهار التى تلهب طلعاتهم وتبين طلعتهم وهم بفعلتهم تلك كمن قنص لصيد بري لا مالك له إلا الله صيدا حلالا غير محروز لأن صاحبه توارى عن منازلة الدود الذى باغته فى عرينه وأخذ لا بل نزع منه عنوة جراوه وزرع فى قلبه الهلع.

    وعلى ذات معانى الضرير قال رفيق دربه ورفيق شدائده والبأس الشاعر الخلوق والذاكر الطيب ود ضحويه

    مانى الخايب البقول سويت
    وما نهرونى عن ساعة السعال قريت
    إن بردن قروش مانى البخيل صريت
    وإن حرن بكار ماهن صفايح زيت

    أما عن درادر السجون وقساوتها وتحجر كباد سجانيها لمن لا يعرفون الأسوار ويقدرون ذوات الفرع المياس والسوار فقد أنشد الجاك جقلت السرورابى فى ذلك تضادا كما أسهبت فى ذلك أستاذتنا سميه أم عمر البطحانيه الفصيحه

    يقول جقلت

    من الباجا لى ريره القنيص بندور
    وناكل من نياقا وما بنتاتى عبور
    شراب البيره واللبن البجيك معبور
    بقينا حيارى فى لفظا بقولو سرور

    وسرور ذلك سجان تحميه الأسوار ودق ابزرطه الذى يحمله ليرعب الأسود الكواسر ولكن هيهات...الأستاذين سميه وأسعد أنتما على عيون الجمام ومنه تنهلان وأنا ليس لدى مورد أتدلى إليه وأصدر عنه بما يبيض لصحائفكما البيضاء سلامى لكما والتقدير


    منصور
                  

05-17-2008, 07:20 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    زَمَنَك كُلو تَاكُل بَــارْدَه مَا ضُــــقْ حَارَه

    وأطْرى الَلَيله يَا(مَنصور)أم حَمَـــد والسَاره

    دَرَق(كندا)جـَــاك زَي السَحَابَه الجـَــارَه

    وُحِــسْ أب جِقرَه والقَربِين صَواقْعَا كَــارَه

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 05-17-2008, 09:32 AM)

                  

05-17-2008, 10:41 AM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    الاخوة الادباء...أهل الحكي

    منصور المفتاح

    بلدياتي الطقي

    والعباسي

    لكم الود

    استمتع كثيرا بهذا البوست..وبما تزينوه به من مساهمات ..ليست هي الجمال فحسب وانما الجمال بعضها..احاديث الهمبتة ترفد السامع والقارئ بغير قليل من الادب والشعر ..فضلا عن موجهات اخلاقية تفضي الي بعض من الكمال الانساني..في التمثل بالشهامة ،الكرم ،اغاثة الملهوف،العطف علي الضعفاء والفقراء،غير ما تجود به من أخابير البطولة والشجاعة.
    وظاهرة الهمبتة ..سادت في حقبة زمنية محددة لم يكن فيها للدولة يدا طائلة،وللقانون سلطانانافذا،وللمجتمع استهجانا بائنا..فقداحتفت القبائل‘‘ بهمباتيها’’ ايما احتفاء واسطرت حولهم الاقاصيص..ولربما كان من هؤلاء من انماز في ‘‘همبتته’’..عن الضرير وود ضحوية..الا انهما اشتهرا دون غيرهم..ربما لوجودهما في دائرة النور والاعلام..وبما انني كردفاني..فقد سمعنا كثيرا عن همباتة أتوا بما يشبه الاساطير من شجاعة وبراعة في النهب..في ديار الهواوير،الكبابيش،دار حامد،الدواليب..والاشهر ممن سمعت عنهم ‘‘احمدود القليع’’...من دواليب حمرة الوز..والذي صال وجال في ديار الكبابيش، دار حامد ،الهواوير ،المجانين..وربما كان نشاطه متركزا بصفة اكبر في ديار الكبابيش..
    وددت في هذه المداخلة ان اطلب اليكم مدنا بقصص عن هذا الرجل ان كنتم علي علم بها..ويأتي طلبي هذا لما احسسته من المامكم بهذه المنطقة التي نشط فيها‘‘منطقة الكبابيش’’..وتختلف سيرة هذا الرجل عن كل الهمباتة..انه متحد..لا ينهب متخفيا، ولا يستعين بمن سواه الا نادرا،كان صاحب غارات معلنة،تتم علي عين من يغير عليهم..لذا عرف‘‘ بود قليع’’...اي الذي يقلع..
    في انتظار مساهماتكم..

    لكم كل ودي

    (عدل بواسطة saif khalil on 05-17-2008, 10:45 AM)

                  

05-18-2008, 09:13 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: saif khalil)

    الأخ الأستاذ سيف الخليل ياخليل الحرف الراقص ويا حليف المعانى العميقه والعبارات الأنيقه والنصوص البليغه لك صادق السلام وخالصه وما أشرت إليه من أماكن ومن ملل لها من الأهمية فى ذلك الضرب من السلوك الإجتماعى مالها فأين ما وجدت العيس وجدت الطرق والطرائق لهمبتتها وما بالك وأنت تحكى عن صحارى الكبابيش والهواوير والمجانين والدواليب وبعض الكواهله لا بل هنالك الميدوب والمهيرية والزياييد والزغاوة أبالة وما أدراك ما الإبل والقران يدعوا للتفكر فى خلقها لمعرفة قدرة خالقها تلك الكائنات الخرائط والتى تسوقك إلى مسافات شهر وأكثر إن ضللت طريقك لا بل تخبرك عن أزمنة الفصول والعين بإتجاهها حين تبرك...مخلوقات أحل لنا أكلها ووجب علينا الوضؤ بعده لا بل وجب علينا أن لا نصلى فى معاقلها أو المرابط تلك العجائب إنها خلق من الجن وما أدرك ما الجن عندما يذكر سليمان عليه السلام ولا أدرى إن كانت من جاء بقصر بلغيس أم لا !!! فيا عزيزى أحسب أن لأسعد موردا ربما يأتيك منه بسقية تحدث لك الرواء ولك الشكر والسلام والتقدير.............................




    منصور
                  

05-18-2008, 11:17 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: saif khalil)

    الأخ سيف الخليل...تحياتي...
    تحدثت في مرور الرائع عن قيم الهمباتة حديث العارف المتمكن وقد سبق لي ان كتب مقالا في هذا المنتدى بعنوان (فذلكة تاريخية عن حياة
    وأدب الهمباتة) إبحث عنه ففيه إيجاز غير مخل بقيم الهمباتة ومطرز بأشعارهم0
    أما عن الهمباتي أحمد ود قليع والذي رماني بثقل تعريفه الأخ منصور المفتاح (عفا الله عنه!), فأقول لك أن هذا الكردفاني لا اعرف عنه الكثير ولكن الوعد يظل قائما بيني وبينك باعطائك عنه تعريفا مانعا جامعا فقط احتاج الى القليل من الوقت لاحرك آلتي البحثية في كردفان وهي آلة ماضيةيقودها صديقنا الشاعر والباحث عمر الكردفاني, والى ذلك الحين تصبر بهذه الرواية الطريفة التي رواها لي الاداري الشاعر المعروف كامل عبد الماجد أحمد زين, فقد ذكر لي أنه عندما كان محافظا لمحافظة بارا باقليم كردفان, أراد أن يتعاطى مع ملف الهمبتة بهدوء وعقلانية وحكمة, واقترح ان تقوم محافظته بمساعدة أساطين الهمباتة في المنطقة لأداء شعيرة العمرة وبعد انتهائهم من المناسك الخاصة بالعمرة, سلكوا في طريق عودتهم طريق مكة- جدة, فرأى أحد المعتمرين من الهمباتة إبلا في الطريق, فأدام النظر اليها وقال للعمدة " والله لولا هذا البحر لصبحناهن في دار حامد!" ثم أخذ يقول:

    قَدُرْ ما اقُول أَتُوب إِبْلِيس يِلولِح رَاسُو
    يِقول لَي لاَ تُوب الــتَابو قَبلك خَاسو
    افرَح وانبَسِط عــند المِــدوِر كَاسو
    باب التوبة فَــاتِح مَا انْقفَل تَربَاسُو..!

    وجاراه احد الهمباتة الثمانية الآخرين قائلا:

    قَدُر مَا اقُول اتُوب إبليس يِقَبِل غَادي
    يقول لي لا تُوب إياك كبـير أولادي
    أفرح وانبَسِط عند أم قِــريناً نَادي
    باب التوبة فاتح ما انقَفَل يالهادي..!

    ومع خبر ود قليع سآتيك باخبار بعض شعراء كردفان الهمباتة أمثال أحمد تيراب, حامد ام بدة, عبدالله حريكة, ابو سريج, عبدالله الزيادي و موسى ود كوكو.. والى ان نلتقي مزيدا من القلب ..
    أسعد الطيب العباسي
                  

05-18-2008, 00:40 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    أخوك يا أبوالسعود شملول وزول للحاره
    كان نزلت فجايع وتانى جاتم تاره
    عند زمن البلاوى الحاره ياكل ناره
    ما برضى الغلب والنصره جايب تاره


    ويا أبو السعود زادنا فحمو حجر وزنادنا ما بقول جر والبلد محنها ما بتتلولى
    ولك السلام.................................


    منصور
                  

05-18-2008, 02:25 AM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    إلى الأخوين الكريمين/
    اسعدالطيب العباسي ومنصور عبدالله المفتاح:


    لكما أقف اجلالا واعجابا.

    يمكن أن يموت الإنسان كمدا
    والفرح قد يصبح قاتلا
    وكذا الرعشة تخطف الروح في لمح البصر.
    رفقا بنا ياساده
    اتقوا الله في دواخلنا الهشة
    وخففوا سقاكم الله من جرعة هذا الإبداع القاتل.


    ولكما المودة وكل التقدير.

    (عدل بواسطة صلاح الأحمر on 05-18-2008, 09:40 AM)

                  

05-18-2008, 08:43 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: صلاح الأحمر)

    الأخ صلاح الأحمر لك وعليك السلام فى صباح مغربك

    وعمنا عمر ود محمد ودحسن يبعث بأشواقه والتحايا لمن بها هام


    أغريها السلام يا خلى وحياة دينك
    ووحياة الوداد الباقى بينى وبينك
    أجلس بى إحترام خلى الحواجز بينك
    وأوعى يطير سهم من عينا يقلع عينك



    ولك السلام

    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-18-2008, 08:45 PM)

                  

05-19-2008, 06:06 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    طلعت ود عينا يا منصور بى الكلام السمح دحين أمرق

    من هنا وتعال لينا بى هناك في محل المسادير0
                  

05-19-2008, 06:00 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: صلاح الأحمر)

    إنما نقف لك نحن إجلالا وإعجابالأنك

    تنثر كالشعر و تحدث كالدر0
                  

05-21-2008, 09:35 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    سادتي لقد فاتني أن أ حيى كثير من الأعضاء الذين ساهموا في هذا البوست المرفوع بواسطة الأخ منصور المفتاح لقصتي محاكمة واعدام الشاعر
    الهمباتي كباشي لأسباب تتعلق بحداثة عضويتي بالمنبر فالشكر والتقدير لسيف الدين جبريل،تولوس،سيف اليزل،محمديس خليفة،لؤي،كمال علي الزين،ود محجوب،بلة موسى،حسن مكاوي ،إبراهيم عدلان وكمال كرار0
    ودمتم أصدقاء ودامت مودتكم0
    أخوكم دائما أسعد الطيب العباسي0
                  

05-21-2008, 08:32 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    يا ابوالسعود البله ود عبيد حسانى حويلابى وفارس تسيخ أرجله فى عمق صخر الثبات وذلك من دلالات قول شقيقته عندما صورت حقيقته وعرضتها عندما إقتحم دائرة عدهم ودهليس وجماعته ولا أدرى إن كان ذلك الود هليس هوارى أم حسانى ولكن الذى أدريه أنه باحشا بأسه شديد ودودا يشبع الديدان من سنكيت فريسته إلا أن البله الذى سبق غنت له شقيقته

    البله مو هوين سكينو بتزين
    جاب السليب بين من من نا س ابوعرين

    وابوعرين تلك مصغره من عران وما أدراك ما الهجاء والهجاءات

    وتصويرها لملاقات ودهليس

    وكتين ود هليس الجانا فوق البير
    الشاطر إندرج والخواف دا دنا يطير
    واحدين يكوسوا للجمالى والقصتير
    وواحدين نزلوا الشدر القفانا بتير
    البله أندرج قال وردونى البير
    بدور الهز للزول اللباسو حرير


    وفائق الود والسلام

    منصور
                  

05-22-2008, 07:52 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخ منصور...تحياتي....
    إن خبر البلة ودعبيد وأشعار شقيقته تسوقنا إلى ركاب الحماسة والفتوة والفخر ولهذه الأبواب مواقع متميزة في شعر الدوبيت السوداني
    وميدان تتجلى فيه فنون المجادعات والمساجلات والمجاراة ومن الأمثلة الجيدة في ذلك ما دار بين الشعراء عكير الدامر وحمدان ود حـاج والطيب حاج عبد القادر و محمد خير الدوش إذسلكت مربعاتهم في شكل من أشكال الربقية توخوا فيها موضوعا واحدا هو الفخر وقافيــــة
    واحدة هي النون0
    قال عكير :
    ِنحـناإن هـجنا تتضلل لـيوث الكرنا
    جايعـات السباع في العـوق بتتذكرنا
    نحنا الفــوق كراسي المملكه اتحكرنا
    نحنا اعـدانا تثبت فضــلنا وتشكرنا
    وقال حمدان ود حاج :
    نحنا أسـود غـوب كضب البداني وكرنا
    وما بـكتر سـرورو اليهــو نحنا فكرنا
    شــوفتنا القــبال تبينا جانــا سكرنا
    نحنا إن هجنا سبحان من يصفي عـكرنا
    وقال الطيب ود حاج عبد القادر :
    أحمــر لونــو من دم الرجال دكـرنا
    وتتبعنا الــسباع في رواحنا وإن بكرنا
    وين يــجد المجال عازلـنا شن أنكرنا
    تعرفنا الــدهور تثبت نبــانا ذكرنا
    وقال محمد خير الدوش :
    نحنا أســود خشــش كضب البقول أحقرنا
    عاليات نفـــوسنا لى غيرنا تب ما صغرنا
    ويــلو عدونــا لو فيهـو فد يــوم غـرنا
    غير رب العباد الموت مين منو قــدر يفرقنا


    أها رايك شنو يا ود المفتاح0
                  

05-22-2008, 10:18 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    ومن أقوال الشداعه بأحد أساطينها ووارثينها عن جده على الكرار الشاعر حماد حامد حماد الملغب بحماد الرجاله من أهلك الدشيناب حيث تغنى بخصوصيتهم وريادتهم وقيادتهم وحوزتهم وسرعة نجدتهم

    حيث قال

    (نحن سياده مانا بياده
    والقبل التمانيه نحن أسياده
    الجرح المغور نحن ليهو عياده
    عن ساعة الكتال شرطا تجينا زياده)






    منصور
                  

05-23-2008, 10:29 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    الأخ منصور...تحياتي
    أهلنا الدشيناب لا يتسمون بالشجاعة والكرم فحسب فهم أيضًاأصحاب دواخل بيضاء ووجدان صـافيا
    وهؤلاء القوم الفوارس يتميزون بخفة ظٍل متناهية وسرعة بديهة عجيبة ومقدرة فائقة في الوصف
    والسرد مع ذكاء حاد وخواطر لماحة وهنالك الكثير من الحكاوي التي تعكس هذه الجوانب المشــرقة
    في شخصياتهم التي بها ما بها من اللطائف والطرائف وهي بحاجة إلى من يوثقها0المعروف أن جدنا
    الشاعر محمد سعيد العباسي قد إقترن بالسيدة الفاضلة أم عزين بت عـلي وهي تنتسب إلى قبيــلة
    الدشيناب وأنجبت له المهندس عبد المجيد والأستاذ عبد المحمود والسيدة فاطمة الزهراء ولأستــاذ
    المستشار القانوني إسماعيل وأخيرا الشاعر إسحاق0وعليك يا منصور أن تحرض صديقك وعمي الأستاذ
    إسماعيل للكتابة عن أهله وأهلنا الدشيناب ويقيني أن مكتبة الظرفاء ستزداد كتابًا 0
                  

05-23-2008, 11:58 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    اخى العزيز العزيز أسعد

    حضرت نفسى فى إحدى زياراتى للسودان لمقابلة ذلك الرجل المكتبه... المتحف والإرشيف عمى وعمك محمد خير السيد كره ذلك الرجل الذى يعرف حقيقة الهمباته معرفه دقيقة على الرغم من أنه لم يكن منهم كما كان شقيقه البدع ولكنه بدع فى التعمق فى تلك المعارف لابل له معرفه تفصيليه عن الحكو الشعبى حيث يحدثك عن ود جلى وصولاته وكأنه كان من خيالته وإذا تحدث عن الحكامات والأنادى ورايتها والأراء فيها تحسب أن الطيب محمد الطيب من أحد تلاميذه النجباء وهو فوق ذلك فقيه وفيلسوف يمتحن الأساطين بأسألته الصعبه وأذكر فى مأتم حجازى محمد الإمام عليه الرحمه أن سأل دكتور الحبر يوسف والمرحوم تاج الدين أبوشامه بنبرته ونهرته يادكتور الحبر وود ابوشامه تلفون الله كم فلم يستطيعا معرفة إجابة سؤاله فقال يا ودابوشامه أمسك 24434 ثم أردف الم تكن الصلاة صلة بين العبد والرب فالصبح 2 والظهر 4 والعصر 4 والمغرب 3 والعشاء 4 ... فكره يا أبو السعود مكتبه وأحترقت دون أن نحتفظ بصورة منها وهنالك ود حامد عشره الشاعر أما عن الظرفاء فحدث ولا حرج...........................


    ولك السلام


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-24-2008, 00:01 AM)
    (عدل بواسطة munswor almophtah on 05-24-2008, 00:11 AM)

                  

05-24-2008, 11:04 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    وفى الفراسة والفخر والدعوة للثبات قد أبدع الشاعر يوسف ودالبدرى فى أحلك وأشد الظروف وأقساها وذلك أبان الحرب لتحرير أرتريا من الطليان لإختلاف الأحلاف وقتذاك وأختلاف المصالح وفى تلك المعارك بان بجلاء ثبات الجندى السودانى وقدراته القتاليه العاليه حتى غنت مودعتهم إجو عايدين ضباط مركز تعليم يا الله ثم بعد النصر المؤزر غنت للفتحو كرن ولشدة وطيس تلك المعارك وموقعها على البحر الأحمر فقد تأثرت بورتسودان أشد التأثير وكان شاعرنا من قاطنيها ونخبة من آله وذويه الذين ناشدهم بأبياته الآتيه حاثا لهم بالثبات والصمود على القارات وألسن اللهيب المسعوره



    الإنذار ضرب والناس تصيح فى الميناء
    ويات من إقول الصاقعه وقعت فينا
    يا جنيات سرور ختولنا كلمه ثمينه
    فى حنك هناك الناس تخبرو الفينا


    وايضا فى الشداعه والفخر بها يقول

    أسياد نحلا قديم بالراى نحل ننحل
    وهن زاد الحديث نبقالو شركة شل
    وكت القلب يفارق والكراع تنقل
    بنعرج عليها إن شاء الله ترقد خل


    ولك السلام

    منصور
                  

05-25-2008, 08:18 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    صديقي منصور...كيف حالك
    إن الشجاعة صفة تدعو للإعجاب ولكنها تأخذك للدهشة أحيانًا وإليك ما قاله صديقي الشاعر جبر الدار محمد نور الهدى والذي أدعوه شيخ الشعراء الشباب وهو يحتل من كتابي (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني)الدراسة الأولى عن شعراء الدوبيت الشباب وجبر الدار يقبع
    الآن بزنزانته بسجن كوبر ينتظر تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه على إثر قتله لأحد أقاربه0يقول بعد صدور حكم الإعدم عليه:

    دمير الشوق عِــلا وقـصد البنــاِدر عـدى
    وما بتنــشاف جزايــر صبــرو قيفو انهدا
    وما بنــفــع مـلام بـــعـد القدر ما هدا
    تنقـد الــرهيفــه انـشا الله مـا تنــسدا

    جبر الدار يقف الآن على قمة العقد الرابع من عمره تخرج في جامعة شرق النيل العام1996 حيث درس فيها الإقتصاد وهو ينتمي إلى قبيلة الطوال في منطقةأم أصلةوقريته (أم مريخة)وهي إحدى القرى التي نشأت حديثا مع مشروع الجزيرة وهم أصحاب تاريخ حاشد بالشجاعة و البطولة والمعارك لعل أهمها معركة (ُلُقد أبو وديعة) وجبر الدار يؤرخ للطوال من داخل زنزانته
    وأعز أمنياته أن يكمل هذا البحث التاريخي قبل إعدامه 0يقول جبر الدار إنه لايهاب الموت شنقا أو خلافه ويذكر أن أجداده واجهوا الموت
    بشجاعة في معركة لقد أبو وديعة وأن أصوات قيوده الحديدية تزيده عزًا 0يقول:

    سكيك القيد زاد العزه في نفسي القــبيل بطــرانــه
    وحكـم الـمــوت على إعــدام شــــــنق مــا هــانه
    فــي بـُـو وديــعه ُلــــقد المـوت ملينا الخــانه
    كيف تـاباهو نــفــسًا بين بيتين عُــزاز ربـيانه

    مع تحياتي ....أسعد الطيب العباسي

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 05-25-2008, 08:25 AM)
    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 05-25-2008, 08:39 AM)

                  

05-26-2008, 10:13 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    أنظر يا أسعد لتلك الشجاعه وتلك الروح الراغامه والقوامه بوازع الشجاعه والإصرار على الجليب لستر الحال وإفراح الأرواح القاعده من الحريم ومن حولهن فود ود ضحويه طابق كفنو وطابق مملح ضرابو لا يهاب المغارات ولا يهاب الغارات ولا يعرف للفرار سبيل ذلك الدجاج المدجج بسلاح الشجاعه وسلاح ضرورته فإليه فى بعض ما أجاد


    ناس قدر الله قاعدين في البيوت ما بخترو
    من كُبّي.. وكشف حال الحريم.. ما بفترو
    أنا البختر براي أسد الرضيمة بنترو
    صاحبي إن ضل ما بفشاهو ديمة بسترو



    ناس قدر الله في الحلة مكبرين عمّامُن

    قطعو الطلة والزول اب عوارض لامن

    اندرجوا الصناديد، والضرير قدامُن

    نوّوا العودة .. لي الماسكات عداد ايامُن



    ماني التمبل القاعد بقول سوّيت

    وما قبضوني عن ساعة السؤال قريت

    ان بردن نقود ماني البخيل صرّت

    وإن حرّن بكار.. ماهن صفايح زيت






    منصور
                  

05-27-2008, 07:43 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    يا صديقي منصور إن إبانة الشجاعة والفتوة عن طريق القوافي تأخذنا إلى تملي معانيها بمتعة وذلك أظهر ما يكـــون
    في أدب الهمباتة وقد أخذني الشاعر قمر الدولة الشيخ الصديق إلى مناحي الدهشة بمربعه السـاحر وقد خالطتـــــه
    الفتوة والشجاعة والحكمة ويعد قمر الدولة من الجيل الأخير للهمباتة النبلاء0يقول:
    مَاني التِمــبل العوقــه البدقو نديدو
    إيدي نقيه يا ام شلاخ محـل ما تصيدو
    الــرزق المـحدد لى العبد عن سيدو
    لابتقلو البشاشــه ولا البخاله تزيدو

    أسعد الطيب العباسي
                  

05-27-2008, 07:18 AM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    دمير الشوق عِــلا وقـصد البنــاِدر عـدى
    وما بتنــشاف جزايــر صبــرو قيفو انهدا
    وما بنــفــع مـلام بـــعـد القدر ما هدا
    تنقـد الــرهيفــه انـشا الله مـا تنــسدا


    جبر الدار محمد نور الهدى

    تحية إجلال وتقدير لهذا الفارس المغوار

    جبر الدار حقيقة باعك طويل للمدة
    ختيت سمتةً دونا الجبال تنهدا
    صنديد التلوب دود النحاس أب عرضة
    يقروك السلام الساكنين شروق من جدة

    سمية الحسن طلحة
                  

05-27-2008, 10:35 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)

    جبر الدار حقيقـه باعــك طـويل للـمده
    ــــــــــــــــــــــــ
    ختيــت سِــمةً دونــا الجـبال تنهدا
    ــــــــــــــــــــــــ
    صـنديد التلوب دود النحــاس أب عرضه
    ــــــــــــــــــــــــ
    يقروك السـلام الساكنين شـروق من جده
    ــــــــــــــــــــــــ
    سمية الحسن طلحة

    أبكيتينا يا ســميه وِمسْـخَت علينا الــفِجه
    وصِــبحت كُبــادنا مــن الحــزن مِرَجه
    جبر الدار فارسًــا صـميم حاشــاه ما بِنلجه
    وبغـريك الســلام يا ست الحـديس والحجه
    أسعد الطيب العباسي
                  

05-27-2008, 06:39 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    صديقي الشاعر والمؤرخ جبر الدار محمد نور الهدى كان موظفا بشركة ( جيـــاد ) وتصنع هذه الشركة ضمن ما تصنع القيود الحديدية التي
    يكبل بها المتهمبن خاصة في جرائم القتل وعندما سلم جبر الدار نفسه بعد حادث القتل في صيف العام 2005 وضعوا عليه ذات القيودالتي
    تصنعها الشركة التي كان يعمل بهاـ يا للمفارقة ـ وبعد أن تم الحكم عليه بالإعدام بشهور قلائل أنجبت له زوجته إبنه أحمد فقال :

    أُم أحمد عزيز وصلك بقالنــا مُحال
    وطالت الغيبه ما ختيت عصا الترحال
    بعد ما كت افندي وفي جبـاد شغال
    لبست قيودها أصلوالزمــن دوال





    هذا هو صديقي الشاعر جبر الدار محمد نور الهدى الذي يعيش الآن بين سديم المنافي وشموس القوافي

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 05-27-2008, 06:59 PM)

                  

05-27-2008, 09:31 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    الأخ العزيز والمحامى الضليع أبو السعود لك من الود والسلام الكثير
    عزيزى حتى لا نخرج من الجمال وبيوته فإن وضع صورة صديقك الشاعر والمنتظر لتنفيذ حكم الإعدام عليه ربما تثير عواطف أهل القتيل ولربما تضعنا فى مكان المادح لفاعل ذلك السلوك الذى حرمه الله وحرمته الأعراف والقوانين وحتى لا نكون من المروجين له بوعى وبغيره أرجوك ان تحزف صورة ذلك الرجل حتى ينال عقوبته أو العفو ودعنا أن نكون بلسما نضمد الجراح لا نقرحها واعرف تماما أين تقف من ذلك ولكن الغير لا يعرفنا ولك الود والسلام


    منصور
                  

05-28-2008, 06:21 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    عزيزي منصور...لك الود و التحايا وأشكرك على إجتهادك في النصح وربما لاتعلم يا صديقي أن الأخ جبر الدار كان ولا يزال محل مقالات وكتابات
    كثيرة في الصحف السودانية وقد نشرت له الصحف أكثر من صورة بإعتباره شاعرا ومؤرخا دون أن تتدخل في قضيته لصالحه أو ضده بإعتبار أن
    قضيته لايزال القضاء ينظر فيها عن طريق المحكمة الدستورية ورغم الصداقة العميقة التي تجمعني بالأخ جبر الدار إلا أنني في كتاباتي عنه
    لم أبدي رأيا قانونيالأنني في الأصل لست محاميه و لإيماني أن الحكم القضائي هو عنوان الحقيقة ولا يجوز لي أن أسعى لتكوين رأى عام في
    هذه المرحلة غير أن ذلك لم يمنعني بما تقتضيه واجبات الصداقة أن أبرز فكر الرجل وشاعريته حتى ولو كان ذلك من خلال الموقف الذي يعيشهالآن دون أن أتعرض لحق أولياء
    الدم أو إيذاء مشاعرهم بل سعينا ولا نزال نسعى للتوفيق بين أسرتي القاتل والمقتول بإعتبارهما عائلة واحدة وبإعتبار أن العفو أجره على الله وأن الصلح خير عليه فما من سبيل لتلافي أمر صورة قد نشرت في الأصل 0
    أرجو أن أكون قد أوضحت لك يا صديقي ود المفتاح ملابسات وأسباب نشر صورة جبر الدار وأرجو أن تكون قد إقتنعت بذلك ولك مودتي0
                  

05-29-2008, 09:57 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    يا أبوالسعود عمر ودمحمد حسن و بدرى الأمين كانا يقفان فختمت أمامهم فارعه نحيله تركتهما دون حيله بعد أن إنشغلا بعبق كبريتها ومطبوق البوخه على تلك السيقان وقال عمر

    شرفت وقلت شافت كلبنا معانا
    وانسندت على ساقن رهيف بنيانه
    شوف دخان الضحى القالباهو فوق سيقانا
    يا بدرى الأمين شبنا السفاهه كفانا



    منصور
                  

05-30-2008, 06:05 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    Quote: بعد أن إنشغلا بعبق كبريتها ومطبوق البوخه

    هذا الحديث الجرئ يذكرني بطرفة بطلها الوالد الذي كان يسكن بعمارة القضاة بشارع المك نمر بالخرطوم فسأله أحد أصدقائه عن مكان سكنه
    فقل له إني أسكن في عمارة القضاة0 وفي أي طابق تسكن فيها يا مولانا؟ فرد عليه الوالد على الفور قائلا: في الطابق البوخة!!!!
    على ذكر الوالد نعود إلى قصة البوست (محاكمة وإعدام الشاعر الهمباتي كباشي) فقد قال كباشي بعد ما دفعوه إلى جوف القطار ليعدمونه
    بسجن كوبر بالخرطوم بحري :

    بابُـور التُركْ الليله نوى بالنجعه
    والساده أجمعين أنا بندهُم للرجعه
    البنْقَالي والحِجِــل البنقر هجعه
    شغلن بالي والنسام بزيد الوجعه

    قال لي الوالد أن الشطر الأخير من هذا المربع يذكره ببيت شعر للمتنبي يقول فيه:

    إِْلفُ هذا الهواء أوقع في الأنفس أن الحِماَم مُر المذاقِ

    إن توارد الخواطر يا صديقي منصور يقع بإضطراد و بشكل عجيب ومدهش بين الشعر المعرب والوبيت السوداني وهذا ما دفعني لإنجاز دراسة
    موسعة حول هذا التوارد ستراها قريبا في كتابنا قيد الإصدار(نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني)0
    وإلى أن نلتقي من جديد إليك المزيد من القلب0

    أسعد الطيب العباسي

    (عدل بواسطة Asaad Alabbasi on 05-31-2008, 05:14 AM)

                  

05-30-2008, 09:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    وكيف لتوارد الخواطر أن يكون كوقع الحافر على الحافر كما فى بيت الشعر الآتى وما يليه من دوبيت

    (العيس فى البيداء يقتلها الظمأ
    والماء فوق ظهورها محمول)


    (الناس فى العرض ما تقيسا بى تيبانا
    ما يهمك لباسهم والعروض عريانه
    هم حرس رزق زى التكنو أمانه
    زى إبل الخلا الشايله السقا وعطشانه)

    منصور
                  

05-31-2008, 09:36 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)

    الصديقة سمية بت الحسن...سلامي لك والأولاد والأخ الكريم الزبير الطيب
    من زنزانته بسجن كوبر أرسل لنا الصديق الشاعر جبر الدار تحياته تترافق معها المربعات الثلاثة الآتية:

    أسـعد مامخليني أتناسى واضوق لي هجده
    يوت راشغني بي سهاماً في ريسيهِن وجده
    ورعتو نصحتو قـولي معاهو ما ظِن أجدى
    ود الفي المغارات لله كــم من سجــده

    يا سمية لفحتيني بى توباً كبير ومَسَدَى
    قدر ما قت أقيسو زاد في عبارو واتمدا
    غناكي أنا لي شرف نوط من فخار يتعدا
    يا عــرضي البباهيبو واقيسبـو وابدا

    ســلامك ردو من برد الفراديـس جدا
    يا جدية عنس الدرجن صباح من جـده
    أنا القتيهو دونو ومنــو قاصـر جبده
    يا بت أرابيب الكواسر الما بتهيبُن نجده
                  

06-01-2008, 11:56 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: Asaad Alabbasi)

    الأستاذ أسعد العباسي
    لك وصديقك جبر الدار جزيل الشكر سأخاطبكم من وراء حجاب
    إحتراماً لوجهة نظر الأديب منصور المفتاح مبتدر البوست و سيد الدار

    نرجعكم للميس حيث توارد خواطركم ووقع حوافركم مع الفصيح والدوبيت :

    لما أناخُوا قبيل الصبحِ عيسهمُ
    وحملوها وسارت بالدُمى الإبلُ

    قبال شقة البياح فريقهم هدم
    الزين درج الفوق الجدين حدم

    ***
    ياحادي العيس عرج كي أُودعهم
    ياحادي العيس في ترحالك الأجلُ

    أل لي دورو جابولوا البيكفا شديدو
    فراقو هلاكى لكن .. العمر عند سيدو

    ***
    ويلي من البين ماذا حل بي وبها
    من نازح الوجد حل البين فارتحلوا

    أكان الحي مختر والظروف بتساعد
    ماكان قلبي رادن والسكن متباعد

    ***

    إني على العهدِ لم أنقض مودتهــم
    ياليت شِعري بطُول البُعد مافعلوا

    طريفية القنوب الأدرتت بى محيرة
    رحلوباال ترك قلبى الشبابات غيرا
    ***

    أن الخيام التي جئت تطلبُها
    بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا

    رحلوا وقالوا ياالجيلانى من العاقة
    قطعوا أب سعنة بي جيهة المخادة شفاقة

    ***
    وودعت ببنانٍ خلته عنماٍ
    فقلتُ: لا حملت رِجلاك ياجملُ

    القطر الشالك انت
    يتكسر حتة حتة


    ***
    الأخيرة دي سودنة حديثة من ود محجوب

    ولكم السلام .
                  

06-02-2008, 09:33 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: سمية الحسن طلحة)

    سميه يا بارعه عرفتى كيف تخاوين بين الفصيحين الدوبيت الشعبى الموزون ومقفى وايقاعات موسيقاه تطرب السامع وتثمله مع الأخر الفصيح البليغ وكلاهما ماعونا يحوى ذات الماده برفق ووداد فلك كثير الشكر وصادق السلام.................



    منصور
                  

06-04-2008, 10:05 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عندما يتدلى حبل المشنقة(قصة محاكمة واعدام الشاعر الهمباتي كباشي) ...أسعد الطيب العباسي (Re: munswor almophtah)

    دائما ما تتقاطع طرق الخير والشر وطرق القبح والجمال وطرق الحياة والموت ودائما ماتتهى حياة وتبتدئ أخرى عند نقاط التلاقى تلك فشغف كباشى لرؤية زغب حوصلته رماه فى شرك الدفاع عن العرض ليطوى صفحة بيضاء ويفتح أخرى داكنة كحيطان حراسات الإعدام الموحشه لتكون خاتمة لفرع ترعرع فى واديه وتساقطت بعد أن يبست أوراقه وفروعه المزهره....................


    منصور

    (عدل بواسطة munswor almophtah on 06-04-2008, 10:41 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de