الحاردلو وبكائية العمر والدنيا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 04:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة أسعد الطيب العباسي(Asaad Alabbasi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2009, 07:08 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاردلو وبكائية العمر والدنيا

    نقلاً عن موقع سودانايل

    الحاردلو وبٌكائِية العمر والدنيا
    بقلم: أسعد الطيب العباسي
    [email protected]

    حظي شاعرنا محمد أحمد عوض الكريم أبو سن الشهير بالحاردلو، بكثير من الدراسات والبحوث التي غطت جوانب حياته وفنه الشعري منذ ولادته بمنطقة ريرة في عام 1830م، وحتى وفاته في ذات المنطقة حوالي عام 1916م1، وكان أول شاعر من أهل الدوبيت تحظى أشعاره بالنشر كتابةً، وذلك من خلال الكتاب الذي صدر عنه في عام 1958م، بيد المؤلفين الدكتور عبد المجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم2، كما تم جمع ما تيسر من أشعاره في ديوان شرحه وحققه حفيده الدكتور إبراهيم الحاردلو تحت إسم "ديوان الحاردلو" في طبعات متتالية، آخرها كانت الطبعة الخامسة التي صدرت عن الدار السودانية للكتب في عام 1991م.
    وطغى لقب الحاردلو على اسم شاعرنا وظل يعرف به تماماً، وهو لقب لم يكتشف الباحثون معناه أو السر الذي كمن وراء إطلاقه وإن اجتهدوا في ذلك، فقد فسر معنى هذا اللقب باجتهادٍ منه الدكتور إبراهيم الحاردلو تفسيراً يقوم على لفظ الكلمة نفسها، فقال إن اللقب مركب من كلمة الحار وكلمة دله بفتح الدال وضم اللام المشددة مع ضمير الملك، والدل معناه القيادة عند الشكرية، فيكون المعنى إن هذا الرجل وعر المسالك وأن طرقه تورد موارد الخطر والأهوال، فلا يسلكها ولا يقوى عليها إلا مثله من الرجال الأقوياء3. وقد شاطره هذا الرأي الدكتور أحمد إبراهيم أبو سن. ولا ندري هل هذه المشاطرة تعد تنازلاً عن رأي سابق ساقه الأستاذ الدكتور أبو سن4 نفسه بشأن تفسير هذا اللقب الذي ورد ضمن مقال له في كتاب المهرجان الثقافي5 عندما قال (كان شاعرنا قد رأسه أبوه على الإقليم الشرقي من البطانة، وهو الإقليم المتاخم لنهر أتبرا ويشمل منطقة كسلا. وكان عمره يقارب الأربعة والخمسين سنة، فحكم إقليمه وأداره إدارة فيها شيء من القسوة والجبروت والضغط على عرب الشكرية حتى سموه "الحار" أي الشخص الحاد المزاج، وطلبوا من أبيه أن يبعده عن إقليمهم ويحضره إلى رفاعة فقالوا لأبيه: الحار دلو. أي أبعد عنا هذا الشخص الحاد المزاج من أعلى البطانة وأنزله قربك برفاعة)6 وعلى كلٍ فقد أورد الباحثان الدكتور عبد المجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم تفسيرات سماعية لهذا اللقب فقالا إنه قد قيل إنه لقب بذلك لأن دلالته لأماكن المرعى
    كانت محيرة عسيرة على من يصحبونه في رحلته وانتقاله من مرعى إلى مرعى، وقيل لقب بذلك من نزول القدر الحار من نار الأتون، فمعناه دل الشيء الحار وأنزله من الأثافي7، وهذا التفسير الأخير يقارب التفسير الذي أعطانا له الباحث حسن سليمان ود دوقه الذي يقول إنه قد استقاه من معمري "قوز رجب"8 والقائل (وتفسير الحاردلو أنه الرجل الشديد المراس أو القياد، والحار لا يمكن أن يمسك ليوضع من النار، أو لا يستطيع أحد أن يورد موارده9). وهنالك تفسير آخر ورد في بعض المصادر على ما به من ضعف، ويقول إن البنات حِرْدَلُوْ أي شغلن عن سائر الشباب فتركنهم وانشغلن به وحده10.
    واتصلت حياة الحاردلو بعهود الحكم التركي وعهد المهدية والحكم الثنائي، وكان له في كل هذه العهود شأن مختلف، فقد نشأ مرفهاً منعماً، إذ كان والده أحمد عوض الكريم أبو سن 1790 – 1870م من الشخصيات المهمة في أرض البطانة، وأصاب ثراءً وسلطة، فقد منحه الحكم التركي لقب بك وعينه شيخ مشايخ، ووضعه كأول مدير سوداني لمديرية الخرطوم.
    وعندما دانت السلطة للإمام محمد أحمد المهدي بعد قيام الثورة المهدية، تخلص زعماء قبيلة الشكرية– وهي القبيلة التي ينتمي إليها شاعرنا – في لباقة وهدوء من ولائهم للعهد التركي، وبذلك تفادوا أية خسائر في أيام المهدي، غير أن خليفته عبد الله التعايشي نكل بالشكرية تنكيلاً شديداً قتلاً واعتقالاً على خلفية حدث قديم تقول وقائعه إن قبيلة الشكرية وقفت إلى جانب الأشراف إبان الخلاف الذي كان قائماً بين الأشراف واتباع الخليفة عبد الله قبل وفاة المهدي، ومن آثار ذلك تم اعتقال شاعرنا الحاردلو، بيد أنه استطاع أن يظفر برضاء الخليفة فأطلق سراحه، وجعله تابعاً يحمل له إبريق الوضوء وفروة الصلاة ويسير خلف دابته أنى ذهب11.
    وتنسم شاعرنا رياح السلطة عندما عين الخليفة عبد الله التعايشي أخاه عبد الله أبو سن وكيلاً لقبيلة الشكرية في كسلا الذي اتخذ أخاه الحاردلو نائباً له رغم ذلك وقع غروب شمس المهدية في نفس شاعرنا في مواقع الهوى والاستحسان. وقد استشرف بزوغ شمس الحكم الثنائي بفرحةٍ وترحاب، وهذا ما يمكن أن نستشفه من اشعار الرجل وأخيه عبد الله أبو سن التي يمكن الرجوع إليها في سفر الدكتور أحمد إبراهيم أبو سن12 والتي حملت كل المعاني الدالة على الارتياح البالغ بزوال حكم الخليفة عبد الله التعايشي ود تورشين، وإن جاءت في قالبٍ من السخرية اللاذعة والفكاهة الموحية.
    ويتفق الباحثون على أن الحاردلو شاعرٌ مقدم ورائد معتبر في فن الدوبيت السوداني، فقد اعتبره الدكتور إبراهيم الحاردلو شاعر الجمال والغزل وصاحب مدرسة وطريقة في الشعر لها خصائصها المتميزة13. وقرر الباحثان الدكتور عبد المجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم، أن الكثيرين من السودانيين يرون أن الحاردلو شاعر نادر المثال بين شعراء السودان الشعبيين القدماء والمحدثين14. وقررا أن أسلوبه أعرق في البداوة وأوغل في اصطناع الطريقة العربية في الوصف والتعبير. ويقول عنه الدكتور أحمد إبراهيم أبو سن إنه شاعر البطانة الأول، بل نكاد نجزم بأنه الشاعر القومي الأول على مستوى السودان أجمع15، على أنني أرى أن أهم ما يميز الحاردلو أنه مثل مرحلة الصرامة الشكلية للدوبيت في رباعيته الهندسية، وأوزانه المحددة المنسقة التي ترسخت مؤخراً في أرض البطانة وأرض الجعليين، كما يقول الأستاذ العلامة محمد الواثق الذي يضيف بأن الدوبيت بهذه الصورة كان يطلق عليه اسم الحاردلو في مناطق كردفان16، كما رأينا أن اسم حردلي يطلقه النوبيون في الشمال على شعرهم الشعبي17.
    والحاردلو شاعرُغَزِلْ, فالغزل ووصف الجمال نذر له أغلب شعره، وجاء فيه بما لم يأتِ به الأوائل، وأبدع فيه أيما إبداع. ومن بحر غزله العذب العميق الذي يضم جزائر خضراء عليها من الورود الناضرات لفائفاً، نختار بعض المربعات، وقد آثرنا أن نبتدرها بذلك الغزل الذي مازجته الوجدانيات. يقول عن عشقه لفتاته بت نامه:
    هَبْهَابْ الشَمـالْ الجَاني نَسَّـامْ رِيحُو
    حَـرك ساكِناً أَزمَـنْ كَتَمْتَ وَحِــيحُو18
    الجَـرِح الدَلَكْ نَيـُو وقَطَعْ مِن قِيحُو 19
    فَتَقُو عليْ بُريْب نَامَـه بـي سُرَيحُو 20
    وعن عشقه للتاية أم شليخ يقول:
    مـن دَيفَـةْ البِغَــادرَنْ دَرةَ الكَــرامِـــي21
    اللََحَـمْ إنســـلبْ رَابـنْ عليْ عَضَّـامِـي
    التايـه أم شِليخ حَسرُورها قَلَّ مَنامِي
    فِيهـا مَكَمَلاتْ خِـــلَقَ الجَدي البَعَامـِي
    وعن عشقه للحمدية يقول:
    في واحدَ الشُهور بلا الفَوق العِليو شَرَّافَه22
    خلقــاً حُـرْدْ ومُـرْدْ ومَهَـدلاتْ أَكتَافَـــــــه23
    مِـن قومةَ الجَهل لي كِلــمةْ غُناي عَرَّافــَه
    الحَمديــه في قَـلب السِمـع والشَــافــــــه

    ورغم المقدرة الفائقة التي يتمتع بها الحاردلو في وصف الجمال بطريقة مباشرة كما رأينا في الرباعية الفائتة وكما يتضح لنا في الرباعية الآتية التي تقول:

    جُميزْ فَامِـكْ البَارِى الهَــرَفْ والفُـــرْقْ24
    بُرعَيمِكْ سَمِح دُغْمَـةْ بَراطمِـكْ زُرْقْ 25
    كَحلَه وغُرْ عُيونِك يا أم حَواجباً فُرْقْ
    سَخــلةْ ود فِهـيد دَيفـةَ التَنايـــا البُـرْقْ26

    إلا أننا نجد أن الصور تتكاثف ومضاتها في بعض مربوعاته، لتحيلنا إلى وقفة الحائر الذي تتراءى له هذه الصور وصفاً للظباء تارة ووصفاً للطبيعة والزرع تارة أخرى، ولكنه سرعان ما يردها إلى الغزل ووصف الجمال. وهنا تكمن بعض أسباب عبقرية هذا الشاعر الرامز، ولنتملَ الآن معاً النموذجين التاليين اللذين يقول في أولهما:

    لَونِنْ مـِن بَعيدْ مِتلَ البِليبلِى نُضَـافْ
    حـرد ومعصرات من شبـةَ الأكتافْ
    لي النَـاس البغنولِنْ بِجُـرو القــَـافْ
    مالياتْ الخَشُم مِن كَامِلَ الأَوصـــافْ ..!
    ويقول في ثانيهما:
    لَتيباً حَارسو حَرَّاتُو ومسايِس وفَـارِقْ27
    عَقب الحَرَّه صَقَّار مِن السِموم مِدَارِقْ28
    أَتناينْ عُروقو ورَاح فِصيصو يزارِقْ 29
    لامِن جَاهو نَسَّامَ الغَــــفَرْ مِسَـــــارِقْ 30
    وللحاردلو مدرسة متميزة في الغزل تسلك منهجاً وسطياً بين مدارس الغزل في الشعر العربي القديم، إذ تجيء ما بين مدارس العذريين ومدارس الحسيين، بيد أنه يلجأ إلى كليهما في خواطر متواردة فيأخذ منهما أجمل الإبداع، مثلما نراه الآن وهو يتخذ إحدى طرائق الشاعر عمر بن أبي ربيعة في حكاياته الحوارية التي كان يتخذها كجيب من جيوب معطفه الغزلي. يقول الحاردلو:
    واحـدَه مِنَّهِنْ قَالتْ وَلُوفْنَا تَـرَّاهُـو
    قُـتْ لَيهِنْ نَعَـمْ مَحْسوبكُنْ إِيَّاهُـــــو
    الصِبا والجمالْ الدَايرو هَـا اللَّبرَاهُو
    تَرا هَادا الهَرَدْ قَلْبو وقَسَمْها كلاَهُو
    ونتخلص الآن إلى بعض أشعار الحاردلو التي صاغها بكائيةً على العمر والدنيا، فقد حملت إليه هذه الثنائية قسوةً بالغةَ الشِدة حلت على أحاسيسه ووجدانه فأبكته بدمع الشعر، غير أنه ظل متمسكاً بشاعريته التي حملت فحولته الطافحة وأشواقه الملتهبة، فقد عرفنا أن الحاردلو ربيب بيت سلطة وثراء وعندما نشأ نشأ مقبلاً على الحياة بشوق وحب، فأعطته ما تمناه من لدنها دعة وترفا، ومن شذاها ملأت كلتا رئتيه بعبير السلطة، ومن عمرها منحته شباباً غضاً وفتوة طاغية، وأهدته من عصَي الشعر والقوافي ما تمناه، فأخذت الجواري والمحظيات والحسان يحتفين بشعره الجزل وعوده الأخضر، بيد أن الحال لم يدم والأمر لم يستقر، إذ قلبت له الدنيا ظهر المجن، فأفقدته المال والسلطان، وسحبت منه ظل العمر، وأورثته الفقر والضعف والهوان والحرمان وأوراق عمره الزاهية النضرة الخضراء وعضده القوي الفتي، وعندما عسعس ليله وتنفس صبحه إشتعلَ وجدانه بنيران حسرة عميقة على أيامٍ كان العود فيها أخضر، والزمان أنضر، والقلب يتفجر بالحب والمودة، والعشق يزدهي بالجمال والوصـال، فأثقل أشعـاره بقوافٍ داميةَ النشيد وكلماتٍ دامعـةَ النشيج، وهاهي الذكريات تطل:
    كَـمْ جَالستَهِنْ ضَحَوه وَوَكِتْ سُليبـنْ31
    وكَـمْ كاوشتَهِنْ جُملَه وقَبَضْ بُريبـِنْ
    كَمْ سَمحاً كَتير بَيهـو بِنكَـتِّر جَيبــــِنْ
    مَنع الشَيبْ مِن الوَهَقَة ولِعبْ جِقليبِنْ
    وهكذا جذبت هذي الظباء عنه أعنتها وولت وجهها دونه. ولله دره شاعرنا المبدع علي ود يس وهو يقول وكأنما يحاكي حال شاعرنا الحاردلو:
    كَاسي كِتيفُو دِيسِكْ بَرْعَـه مُو رَارَيبْ32
    عَاليه أردافِـك المُـو مِخَجِلا السِليـــبْ
    بِتْ خِيولْ دُنقلا وُحقَـةْ بُكَـارْ دُرْدَيـــبْ
    مِنِكْ واشَقـا الصَبوَه وخَيابـةَ الشَيـبْ
    أي ثِقلٍ هذا الذي يشعر به الشعراء وهم يحملون على أكتافهم من العمر سبعينا؟ سؤال كان أجدرهم بالإجابة عليه شاعر خنذيذ هو محمد سعيد العباسي الذي قال:
    سَبعونَ قَصَـرَتِ الخُطى فَتركننِي أَمشي الهُــوينـا ظَـالعاً مُتَعـــثِرا
    مِن بَعد أن كنتُ الذي يَطأُ الثَرى زَهواً ويستهوي الحِسان تَبختُرا
    ثم كيف أدرك شاعرنا الحاردلو هذا الثقل السبعيني؟ هل لم يشعر بوطأته وقد أبيضت منه أهداب العينين؟ هل لم يزل يسهر الليالي لأن حباً يؤرقه وشوقاً يشقيه؟ وهل هذه الآلام أخرجت من صدره آهةً تلتها شكاةً مرة لأغصان الشجر .. ؟! .. سنرى ...
    بَعَـدْ سَبعـــينْ وبَيَّــــضْ سَبيـــبْ عَـيــنَيْ
    مـا بَحَسِبْ بَسـاهِرْ من طَــــوَارْقَ الغَـــيْ 33
    شـوقْ زَينَبْ تَـرَى خَـــلاَّني مِنّـــِي ولَيْ
    أَشكي على الغُصونْ لي مِنْ يِعَرْفَ البَيْ
    وعندما أراد الحاردلو أن يضرب صفحاً عن عمر توغل فأعجز وسار فأفجع، وهو يتمسك بأهداب الهوى وأطراف العشق، أخذ يخاطب جملة عتيت في هواه كأنما تلك الشموس لم تعد نحاسية غاربة، وكأنما تلك الأقمار لم تعد منتحية آفلة، غير أنها محاولة في واقعها استدعاءاً لن يجدي شروى نقير أو مثقال قطمير، فقد فضحتها الحروف الباكية والكلمات الحزينة. يقول:
    يَـا عَتيتْ كِبِرنَا وحَالنا تَّـبْ مَـــــــازَلْ
    وكُـلْ يَـومْ في هَوَاهَا مِغيربنْ مَنْــزَلْ
    وَينْ مـا طِـريتْْ الدمـاعُو جا مِنْهَــــلْ
    حَلقْ الريفْ بِوِجْ نَاري وغميضَكْ قَـلْ 34
    غير أن هذه الدنيا لم تكن لتكتفي برميه بعمر عتي، إنما أرته من أمورها عجباً ومن أهوالها كربا، حينما أكسبته أغلالا ًأخذ يرزح تحت وطأتها بسجن خليفة المهدي لمدة استطالت حتى بلغت من السنوات تسعاً، وقد زالت الثروة بالمصادرة والتجريد، وانزوت السلطة بالقسر والتغييب، فأسلمته هذه الشدائد إلى مشاعر تحن إلى أيامٍ مضت وعهود انقضت، فتناوحتها عنادل شعره بغناءٍ حزين وشجوٍ أليم – وحق له – فقد تبدل يسره عسراً، واستحالت سلطته وقوته إلى حسرة وضعف، وعشقه إلى نثارٍ من الأطياف وهشيم من الذكريات، فكم من فارهٍ من الأيانق ركبه، وكم من طيب أكله حتى مله، وكم من ناعم لبسه حتى استخشنه. وها هو اليوم يبيع سيفه أب نامه ليتقي شر فقر دهمه، وكم كان هذا السيف عزيزاً على نفسه ووجدانه، فهو تركة الآباء وإرث الأجداد وقد باعه اليوم لأنه بحاجة إلى عشرة إمدادٍ من الذرة .. ! بعد أن كانت ثروته ملء السمع والبصر .. يا للحسرة .. كان ما يملكه من الأبقار فقط تستطيع – لكثرتها - أن تحتسي عندما ترد الآبار كل مياهها .. إنها الدنيا حينما تقبل عليك تنقاد بخيط العنكبوت على ضعفه ووهنه، وإن أدبرت عنك تقطع سلسل الحداد على صلابته وقوته .. يقول:
    بَعـدْ أُم بُـوحْ تَقَطِطْ جَـامَة اللَعْـــــــدَادْ 35
    بِعتَ أَبْ نَامـه بيْ قِيمةْ عَشرةَ امدَادْ
    إِن جادتْ بي خَيط العَنكبوت تِنقَـادْ
    وإن عَـاقَـتْ تَقطَعْ سِلسِلْ الحَــــــدَّادْ
    يقول الحاردلو إن ما كان بين يديه من المال عجز عن حصره كل من يعرفه، غير أنه كان سخياً مع الأحبة يهدي لهن المال كيفما اتفق ورغماً يرى أنه مقصراً، على أنه لن يندم أبداً على ما ظل يجود به على أولئك الفاتنات. يقول:
    أَجَمِّعْ في الرِزِقْ ليْ شَانْ رُضاهِنْ أَفافِي36
    كَـتَّرتو ومِسِـخْ واتعاجَـزَتْ عُـرَّافِـــــــي37
    قَدُرْ مـا أَدَّي قَدُرْ مَظْنونِي مَـاني مْكَافِي
    غَـيرْ مِتْـأَسِّفْ أَلْياخدَنُّو كُـلُّو عَـوَافِــــي
    وعندما تكالبت عليه جيوش الفقر كلهائب اشتعلت على حطب الشتاء وذرته رماداً، أخذت الذكرى تلح على خاطره لتضع على مخيلته صوراً من أيام المال والثراء، أيام كان يملك جملاً قوياً وفارهاً وسريعاً يضعه في وقت وجيز عند أقدام الحبيبة، وأيام كانت جماله تعمل طائفة على المدن القاصية، غير أن هذه الذكرى لم تضعف قلبه الذي لم يزل يقاوم ويشتاق لأيام الوصال الحميم. يقول:
    يـا حْلَيلِكْ قِبيَلْ وكْتاً بانَقَيرْ عِـنــــــدِي38
    جُمالي مْشَنْكِتاتْ ويخدِمَنْ الفي شَنْدِي39
    بَعَدْ ما بْقِيتْ مِفَلِّسْ وعادِم الجَرَقندِي40
    يا مَعَشُوقه يا مْتَينْ نِتْقَلِدْ في الهِندِي41

    غير أن الفقر باعد ما بينه وبين من يحب من ذوات العيون السود، وكتب عليه الفراق والحرمان من تلك الجميلة ذات الشعر الكثيف والمجعد، والتي لا يماثل جمالها جمال كل حسناوات البلد. يقول:

    مِن فَرْقْ الدُّغُسْ دايْـمَ الأَبَدْ قَرْهـــانْ 42
    ومِنْ قِلَ الفِلوسْ أصْبَحْتَ في حِرْمَانْ
    فَتَّشْتَ البلد عَـدلان مَـع عَرْمَــــــانْ43
    ما لقِيتْ لَيكْ مَتيلْ يا أُم قُرقُداً كَيمَان
    ويقول وقد أبدت له ذكرى الماضي عزاً زائلاً وأحبة ضاعوا في زحام واقعة المستبد والعجيب:-
    في سُوق القضارِف كَم لِبِسْ دَبَـلانْ
    وكـم عَنَفْ رُقَابْ لامَاتْ حِجيلاً رَانْ 44
    إِنقلب الدَهـر صبحني أنـا العَريَـــان
    ركَبني الحُمار حتى الحُمار حَــرَّانْ 45
    وما فتئت الذاكرة تجتر له ذكرى الأيام التي قذفت بالسعادة في قلبه ومضت، فخلفت من حرور القلب ما يَصِمُ تلك الأيام التي كان يضحك فيها ملء فيه وبصوت عالٍ وريان، متمتعاً من شميم السلطة وعبير زخمها، وبينه وبين من يحب ويهوى رسول ذكي يذهب منه لهن بالهدايا ويأتي له منهن بالأخبار والوعود، فيعمِلُ دهاءَه وسياسته عندما يذهب إليهن، فينجح في ملاطفتهن وملاعبتهن، وعندما يوغل يغافلهن ويقبلهن! وحبذا تلك الأيام وحبذا ذاك الزمان. يقول:
    كَـمْ شَويملَهِنْ وكـتاً بَفَاقِـقْ وريّــــِسْ 46
    كَمْ ودَّيت لَهِنْ من عِندي واحِدْ كَيِّسْ
    بَسْـرِقْ دُغْمَتِنْ نَعَمنِّي فِيهِـنْ سَيِّــسْ 47
    دا وَكْتْ الزمان بِلْحَيلْ مَعـانا كْويّـــِسْ
    وعندما امتزجت في ذاكرته أيام السلطة والعشق أخذ يقول:
    كَـمْ شَويملَهِنْ وكتاً عُـدالْ أَيـامِــــــي
    شَيخ الأَتبراوي ومَاشي فِيهو كَلامِي
    بالغيبْ والبيَانْ مـا بطُـلَها الغَنامِـــــي48
    دِي قِسيتْ عَلىْ ناساً كُبارْ ومَسامِي
    ويقول:
    كـم شَويملَهِنْ في كَتَرَه أو في قِـلَّــه
    ووكتاً شَيخ مَشايخ فَـوق حِويلْ بَدَلَّه49
    الـزَول الفَـارقتــو قِـبيــل يـا خِـلّــــــَه
    كان نَلقاهو ياهـو البِشفي مِني العِلــه
    وتقول الأسطورة التي التقطتها الحاردلو وهو يرى نذر الموت، إن الإنسان إذا دنا أجله تأتي جمال من السماء تعرف بجمال القدرة الإلهية لتحمل روحه إلى العالم الآخر، وها هو يراها وهي تتهيأ لمهمتها، فانقطعت آماله في الحياة وفي هذه الدنيا التي لا يحمل أناسها حياءً أو عقولاً، ولكنه عندما ترقبها وقد اصطفت كالقماري في السماء بأجنحة ضخمة، أخذت عيناه ترنوان إلى ذلك الوادي الأخضر الجميل، وقد تزاحمت عليه سيقان طويلة خضراء تحمل على رأسها سنابل كالتيجان، ويقينه يهجس إليه بألا بعد العشية من عَرَارِ. وكان آخر ما قاله والنفس تقلقها أشواق الحياة وتنازع روحاً أزمعت الرحيل والسفر:-
    زُمُـلْ القُـدرَه جَـنْ وفي الوطــا مَـــا خَتَّـــنْ
    طـارَن لــي السَمـــا ومِتلَ القمـــارِي إِسَتَّنْ50
    الجُــود والحَــــيا مِـن العُـقـــــول إِتْحَـتَّـــنْ
    طَالَ الشوقْ عليْ الوَادي أَبْ عُيوشَنْ شَتَّنْ

    رحم الله شاعرنا المبدع الحاردلو فقد مضى عنا وترك أناشيد قوافيه لتشدوا بها الأزمان للأزمان ، رحم الله هذا العبقري المعذب الذي عانى ما عانى من ثنائية لئيمة وقاسية هي عُمْرٌ عَتِيْ ودُنيا لَعُوبة.

    الهوامش:
    يرى بعض الباحثين أن وفاة الحاردلو كانت في العام 1917 . أنظر كتاب الحاردلو شاعر البطانة للدكتور عبدالمجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم ص1 .
    2تمت إعادة طباعة هذا الكتاب في 2004 بواسطة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005م .
    3 ديوان الحاردلو تحقيق الدكتور إبراهيم أحمد الحردلو ص5 .
    4 تاريخ الشكرية ونماذج من شعر البطانة للدكتور أحمد إبراهيم أبو سن ص 212 .
    5 كتاب المهرجان الثقافي ص 25 – 26 وكتاب الحاردلو شاعر البطانة ص 19 .
    6 كتاب الحاردلو شاعر البطانة ص 19 .
    7 كتاب الحاردلو شاعر البطانة ص 19 .
    8 قوز رجب : بلدة تقع بأرض البطانة .
    9 مختارات لسبعة من شعراء البطانة المشهورين للأستاذ سليمان محمد دوقة ص 7 .
    10 تاريخ الشكرية ونماذج من شعر البطانة للبروفيسير أحمد إبراهيم أبوسن ص 212 .
    11 الحاردلو شاعر البطانة للدكتور عبدالمجيد عابدين والأستاذ المبارك إبراهيم ص 22 و23 .
    12 تاريخ الشكرية ونماذج من شعر البطانة ص 261 و 262 .
    13 ديوان الحاردلو ص 7 .
    14 الحاردلو شاعر البطانة ص 1 .
    15 تاريخ الشكرية ونماذج من شعر البطانة ص 212 .
    16 بحث أوزان الدوبيت السوداني للبروفيسير محمد الواثق ص 142 .
    17 الشاعرين الحاردلو والصادق حمد الحلال صحيفة السوداني العدد رقم 643/2007 .
    18 أزمن : طالت فترته .
    19 الدلك نيو : إندمل . قطع من قيحو : إنقطع صديده .
    20 سريحو : من التسريح وهو صوت الجدي الخائف وفيه معنى الإثارة .
    21 درة الكرامي: إسم لموضع .
    22 في واحد الشهور : يقصد الظبية في شهرها الأول من الحمل .
    23 الحرد : المتناسقة . والمرد : الناعمة .
    24 الجميز : هو ثمر الجميز . الهرف : الشاطئ .
    25 البُرعيم : لفتة الجيد في غفلة وشرود ذهن .
    26 السخلة يعني بها الظبية الصغيرة . ود فهيد : موضع بأرض البطانة . التنايا : مفردها التِنِي وتطلق على الظبية أو الجمل ونحوهما في مرحلة عمرية معينة . البرق : ما إجتمع فيها البياض والسواد .
    27 اللتيب : اللتيبه هي القصبة الخضراء التي لم تنضج وهي مرحلة يكون العيش بعدها حِمْلَة ثم شرايا ثم لبنة . حراتو : من حرثه . مسايس : مزروع بنظام . فارق : مزروع بشكل متفرق .
    28 صقّار : وصف للعيش في طوله كالصقر لا يرضى بالدرك .
    29 أتناين : أوغلت وأبعدت ويعني أن عروق الذرة تمكنت من الأرض بالإيغال ولعلها من نأى . فصيصو : تصغير لأصل الكلمة فص وفص القصبة ما بين العكنتين منها . يزارق : يخرج ويظهر .
    30 الغفر : عِينة شتوية .
    31 أوردنا هذا المربع بالفصل الثاني من الباب الثاني من هذا الكتاب .
    32 برعه : ممشط . وراريب غير منظم . وراريب كلمة أصلها بيجاوي والمعنى هو الشعر .
    33 الغي : هو الحب والعشق .
    34 حلق الريف : مدخل الجهة الشمالية ، المعنى رياح الشمال .
    35 أم بُوح : البقر . تقطط : تأتي على المياه . اللعداد : جمع عد وهي البئر .
    36 أفافي : أُكثر .
    37 عرافي : من يعرفوني . والمعنى العام للشطرة أن الشاعر جمع مالاً عجز عن حصره كل من يعرفه .
    38 بانقير : إسم جمل .
    39 مشنكتات : مستعدات .
    40 الجرقندي : عملة في العهد التركي متدنية القيمة .
    41 الهندي : ثوب زاهي الألوان يجلب من الهند ويستعمل عند النوم .
    42 الدغس : ذوات العيون السود . قرهان : محتاج ومشتاق والقرهوبة هي قشرة الجرح .
    43 عدلان مع عرمان : إشارة إلى قبائل لم يحددها الشاعر ..
    44 عنف رقاب : أي إمتطى نوقاً .
    45 حران : من حرن أي وقف ولم يتحرك .
    46 المفاققة : الضحك والحديث بصوت عالٍ .
    47 الدغمة : زرقة الفم وخضرته والقبلة هي المعنى المقصود في الشطرة . نعمني : معلوم عني .
    48 الغنامي : راعي الغنم .
    49 الحويل : القش . والشاعر يقصد أنه كان ينزل في كل مكان ولو كان العراء .
    50 إستن : إصطففن
                  

09-08-2009, 08:58 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)



    رايهُوبةً عَليْ عِلَيــوْ النِّعـام مَـرَّاقَهْ
    دَرَجَتْ عَـقْلي في نجيمْ عُقْلَتَا أم بُرَّاقَهْ
    تَفْ أم أِيــد نَفِـجْ حَرْبَتَا مِي زَرَّاقَـهْ
    حَـادَّه بَـرا نَفِخ كُـوراً كتير وطراقَه

    قَـرنِكْ بَّرعوهـو وجـدَّعـو كُلاَّقَـه
    قَرْطَنْ فـوق عُقّدْ ورَقِكْ بـرا لُصَّاقَهْ
    سِتْ سَرقَةْ مَشيةً ثابته خاتيه شَـلاقَهْ
    دِي قِـسْيَتْ على فُرسانا والدَرَّراقَـهْ

    بِتْ اليازَمـانْ قَبَــلْ الرَّضِيـم تَتَّاقَـهْ
    فيها خَمس حُروزْ شوَرتَين عُقُبْ خُنَّاقَهْ
    تلَّتْ وبكَّـتْ الخُوخْ النَقِرتُـو دُقَاقَــهْ
    زايده على البنات تَمرةْ لِسـانْ وحَـدَاقَهْ

    كم شُويَـم لَهُن وكتاً كتير فـوق ناقَــهْ
    زمناً في طَـرفْ رِيسَه وشِويَّةْ فَـاقــهْ
    عاكسنا الدَّهــر كِـتْرَتْ علينا العَاقـَهْ
    نِحنا بـرانا يا عبد الله كـيف نتلاقـى

    تعتبر المربوقة من أصعب أنواع الشعر الشعبي صناعة، وتستعصى على أصحاب الملكات الضعيفة، إذ تتطلب ذخيرة لغوية كافية وتخيراً في الألفاظ والمعاني والكلمات ذات الرنين والجرس العالي، ولعل النموذج الذي أوردناه للحاردلو حالا ًيعد مثاليَّاً في شأن المربوقات، ونلاحظ أنه تميز بشكل خاص في قافيته التي جاءت بلزوم ما لا يلزم.
                  

09-08-2009, 09:06 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    البدويون أصحاب قلوب نابضة يغشاها الحب ويتمكن منها كغيرهم من البشر، وتترنم بأحاسيسه شفاههم، ويعبرون عنه في أقوالهم المنظومة وتعابيرهم الخاصة، ويؤطرونه في تراكيبهم البديعة، إلا أن ما ورثوه من تقاليد وقيم حكمت أن يأتي نظمهم الذي يعبرون به عن العشق والوصال على أشكال تقف على تخوم الرمز ويخالطها الإلماح، وعندما يأتي الخاطر حاملاً في جوفه رؤى المحبوبة أو ذكريات الوصال، يتمترس الشاعر خلف براعته في التعبير دون أن يشعر المتلقي بشكل مباشر أنه تجاوز خطوط المواريث الحمراء، كما فعل مبدعنا الحاردلو حينما قال:
    البـارح أنا وقصبة مـدالق السـيلْ
    في ونسه وبسط لا مِن قسمنا الليلْ
    وقـتين النعـام إشقلبنبو الخـيـلْ
    لا جـادت ولا بخلت علي بالحـيل ْ
                  

09-08-2009, 09:16 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    إن التعابير الملتاثة عن مواقف العشق الخاصة والعواطف الملتهبة والإيحاءات الحسية والإشارات الغزلية الحادة والمباشرة، يتعذر إبرازها في ديوان البادية من شعر الدوبيت، حيث لا تسمح بها المواريث التي أشرنا إليها، على أن إلحاح الخاطر وسطوته يسوق الشاعر أحياناً إليها، خاصة عندما يعجز عن إحاطتها بالإلماح أو الرمز، كما حدث لذلك الشاعر البدوي المسن الذي أسقط القدر في طريقه فتاة تدعى (تحنس) ذات جمال أخاذ، فهواها قلبه، ولكن واقعه المستبد الذي فرض عليه التحسر لم يمنعه من وصف فتاته فقال:
    أُف يـا تَحـنسْ يـا ام جـمالاً فـرضَـه
    مـا لقيتِك قِبيل يا مِـن بِقيت عُـود أرضه
    خُـدودك كهـارِب وحـزمـتك منقرضَـه
    وكَفَلِكْ عالي تمشي الفرده مابيا الفرده ..!

    المربع ينسبه البعض للحاردلو ولكن الأرجح عندي أنه للشاعر علي ود يس، وهذا يثير مسألة النحل إذ نسبت كثير من الأشعار للحاردلو وهي لآخرين ولعل أعلى الأصوات إرتفاعاً بين الباحثين في شأن تسبة أشعار كثيرة للحاردلو نحلاً هو صوت الباحث الكبير ميرغني ديشاب والذي شكك في نسبة مسدار الصيد للحاردلو!! سأعود لهذه المسألة بالتفصيل إنشاء الله.
                  

09-08-2009, 05:11 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    برع شاعرنا الحاردلو في وصف الطبيعة – كدأبه – براعة شديدة. أما تراه يقول وهو يبتدر مسداره الصيد بمربع فيه من الوصف للطبيعة ما جعله يطير نحو الشهرة بأجنحة أطبقت على آفاقها:
    الشَّـمْ خَـوختْ بَرَدَّنْ ليـالى الحَــرَّه
    والبرّاق برقْ مِـن منَّا جـاب القِــرَّه
    شوف عيني الصِقير بجناحو كَفتْ الفِره
    تلقاها أم خـدود الليلة مَرقتْ بَـــرّه
    ويقول في مربع آخر جهير قولاً لا يقل روعة عن سابقه:-
    الخـبر اللَّكيد قـالوا البطـانه اترشَّـتْ
    ساريةً تبقبق للصـباح مـا انفشَّــتْ
    هاج فحل ام صريصر والمنايـح بشَّـتْ
    وبت ام ساق على حدْبَ الفريق اتعشَّتْ

    المربع الأخير أنكر أستاذنا ديشاب نسبته للحاردلو!!
                  

09-08-2009, 11:48 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    للحاردلو مسدارين هما الصيد والمطيرق والأخير شاركه فيه شقيقه عبد الله على أن المسدارين سميا كذلك مجازاً إذ أنهما لا يعبران عن معنى المسدار بالمعنى الأدبي الشعبي وهذا ما سنتطرق له في مداخلة قادمة.
                  

09-09-2009, 02:20 PM

maman
<amaman
تاريخ التسجيل: 11-21-2002
مجموع المشاركات: 1041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    أستاذنا اسعد العباسي

    تحية ورمضان كريم

    لك الشكر على إخراج هذه الدرر من بحر الحاردلو
                  

09-09-2009, 05:37 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: maman)

    Quote: أستاذنا اسعد العباسي

    تحية ورمضان كريم

    لك الشكر على إخراج هذه الدرر من بحر الحاردلو


    الأخ عبد الرحمن محمد صالح لك التحيات الطيبات الزاكيات ولك الشكر بإعتبارك أول المبادرين بمداختلك التي حملت تقريظاً محبباً وقد كنت آمل وقد مكث هذا البوست لثلاثة أيام دون أن يسهم فيه أحد سواك أن يثريه أصحاب الميول الأدبية في هذا البوست ولكن يبدو أنهم مشغولون بحمى لبنى ونار القمة وهذا شيئ مؤسف ومحبط في آن واحد خاصة وأن صدري يختلج بالكثير عن الحاردلو وعلى كلٍ هذا يجعل المنبر غير جاذب لأمثالي وأأمل أن يتغير الحال.
                  

09-09-2009, 10:28 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    ذهب المفكر العملاق الأستاذ عباس محمود العقاد للقول بأنَّ مسدار الصيد للحاردلو غير مسبوق على مستوى الشعر العربي، واعتبر أن الحاردلو أشعر من ابن الرومي ـ المعروف أن الأستاذ العقاد يعتبر إبن الرومي أشعر شعراء عصره ـ وقد إمتد إعجاب العقاد بالحاردلو للدرجة التي تمنى فيها أن يكتب مقدمة لأية إصدارة تصدر عنه.
                  

09-09-2009, 10:32 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    (*)

    ياسلام عليك أخي أسعد
    في وسط البورد ده للفارغة مابتحوم ..
                  

09-09-2009, 10:32 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    (*)

    ياسلام عليك أخي أسعد
    في وسط البورد ده للفارغة مابتحوم ..
                  

09-09-2009, 11:18 PM

عمر صديق
<aعمر صديق
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 14776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: كمال علي الزين)

    استاذ اسعد سليل الادباء

    رمضان كريم

    وشكرا علي هذه الدرر
                  

09-09-2009, 11:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: كمال علي الزين)

    ليتني أكون عند حسن ظنك أخي كمال يا سمح يا زين. لك التحية ورمضان كريم وأهديك ما قاله الحاردلو في مربع زاوج فيه بين الطبيعة وأشواقه:

    البَارِحْ بَشـوفْ بِشـلَعْ برَيـقْ النَـو
    وحِسْ رَعَّادو بِجرَحْ في الضَمير كَوكَو
    دَاكْ طَـيرْ القَطـا دَوَرْ مَشارعَ الهَـو
    وفُرقَان البطانـه إِتماسَـكَنْ بالضَـو
                  

09-09-2009, 11:27 PM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الاستاذ اسعد
    السلام عليكم
    رمضان كريم
    شكر لهذا الجهد الشامل الذي عبره يمكن للكثيرين الاستمتاع مع عالم الدوبيت و مع احد فحوله الحاردلو
    اسعدني جدا تناولك لهذا الفارس والشاعر والانسان بشرح وافي مستنير
    اتمني ان تسمح لي بتواصل معك في هذا العالم الجميل ابتدا بالحاردلو وفحولا اخرين
    مودتي
                  

09-10-2009, 04:20 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    Quote: استاذ اسعد سليل الادباء

    رمضان كريم

    وشكرا علي هذه الدرر


    الأخ الأستاذ الأديب عمر صديق لك تحياتي وأشكرك على مداخلتك وتقريظك اللطيف وآمل أن تستمر معنا في رحلتنا مع الحاردلو.
                  

09-10-2009, 04:32 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: الاستاذ اسعد
    السلام عليكم
    رمضان كريم
    شكر لهذا الجهد الشامل الذي عبره يمكن للكثيرين الاستمتاع مع عالم الدوبيت و مع احد فحوله الحاردلو
    اسعدني جدا تناولك لهذا الفارس والشاعر والانسان بشرح وافي مستنير
    اتمني ان تسمح لي بتواصل معك في هذا العالم الجميل ابتدا بالحاردلو وفحولا اخرين
    مودتي


    أخي الرشيد تحياتي لك وقد سرني إقتراحك بالتواصل معي في عالم الدوبيت مع الحاردلو والفحول الآخرين وأنا في إنتظار تواصلك مجدداُ بفارغ الصبر.
                  

09-10-2009, 04:42 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    مجهود جليل و عظيم
    في انتظار المزيد
                  

09-10-2009, 09:05 PM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Tagelsir Elmelik)

    الحاردلو
    ظاهره ابداعيه جليله
    ورمز من رموز الفارسه والاصاله والرقه وحسن الادب
    اول خاطر تنتاب القاري عند ظهور اسم الحاردلو
    هي الحماسه الكرم والذكاء
    تناول الجميل اسعد العباسي للحاردلو ينبي عن رفعه في الزوق وحسن تميز
    شعر الدوبيت او الدوباي كما جاء في كتاب الاندايه للمرحوم الطيب محمد الطيب
    هو ادب شفاهي حسي نبيل يتناقله ويحفظه ويستمتع به الكثيرون من اهل السودان عامه
    الاستماع له من اهله خصوصا يكون ممتع
    اهل الاهتمام بهذا الادب قسموه لعدت مراحل او مدارس
    وكان نصيب الحاردلو مدرسه قائمه بذاتها
    اتفق معهم ان الحاردلو ظاهره ابداعيه يصعب تكرارها مره اخري لذلك التوثيق لها يكون ايضا جمال
    للحاردلو عدة معاني كما اوردها الاستاذ اسعد
    وقبل كل ذلك للحاردلو صفات نادره
    الذكاء
    الفراسه
    الكرم
    الاخلاص والوفاء
    وهنا استحضر زيارته الحاردلو للشاعر المجيد ودشوراني


    سافر الحاردلو لقرية ام شديده مسقط راس ودشوراني

    وهناك عقدة جلسات الانس في اليالي البطانه القمريه وتجلت فيها قدرات
    المبدعين فكانت البدايه من نصيب الحاردلو
    مخاطبا ود شوراني

    جيت عد ام شديدة عدمت ودشوراني
    صادفني اب علوة راح بي المنزل الوراني
    جاتني الذوقا للزمن العقب طرني
    بي حشمه وحداقه ومنطقا سراني

    رد عليهو ود شوراني


    في اوكات جيتك القت خلي ما ارجاني
    مرغم قم من اللي زولو باعد وداني
    قلبي ينوح ودمي يسوح نومي جفاني
    فقت جميل وقيس ومحلق الحمراني

    رد وداب سن

    ود شوراني شورة كان قبل هاماني
    تغني لي فوق الصدرهن رماني
    مكلوف القدير في ساتعو اماني
    لاكين الكبر لعب العسالي احماني

    ود شوراني

    ات ياالشيخ غناك كلو حكمة معاني
    تشكر فيهو فوق العقلهن رباني
    ديرة القافيتن قايل عليها لساني
    كم وكم ليها سيد جملا مقلد عاني

    ود اب سن

    ام عقلا معاها طبيعي مو منقول
    روحها خفيفه لونا التبري في شنقول
    فوق نايرات خدودها ولفظها المعقول
    ودشوراني تستاهل عليها تقول

    من اميز ما كتبو وتحدثو عن الحاردلو الشريف حسين الهندي والطيب صالح والدكتور ابراهيم القرشي
    اتمني ان نوفق لعرض ما قالو عن الحاردلو
    معزره للطاله وللحديث بقيه
                  

09-12-2009, 03:53 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    Quote: وهنا استحضر زيارته الحاردلو للشاعر المجيد ودشوراني


    أخي الرشيد أشكرك على إسهامك الجيد ونحن في رحلة توثيقية للشاعر الرائد الحاردلو ولكن أجد لزاماً علي أن أصحح خطأ ورد في مداخلتك القيمة فليس صحيحاً أن الحاردلو زار الشاعر ود شوراني فالحاردلو توفي قبل ولادة ودشوراني!! والصحيح أن الزيارة المقصودة قام بها الشاعر أحمد عوض الكريم أبوسن والشعر الذي ذكرته كان يدور بينهما. هذا لزوم التنويه غير أني ما أزال أنتظرك لإثراء هذا البوست مع شكري وتقديري.
                  

09-11-2009, 04:00 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Tagelsir Elmelik)

    Quote: مجهود جليل و عظيم
    في انتظار المزيد


    الأخ الملك شكراً على مرورك وهل ون عودة هل؟ الحاردلو قامة يجب أن نوثق لها بمجهود كافة أدباء المنبر وأنت فيهم أيها الأديب الأريب تاج السر لك التحية.
                  

09-12-2009, 06:33 PM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الاستاذ الرائع اسعد
    اسعد الله زمانك بكل خير
    شكرك قبل الاعتزار
    لك شكري وخالص تقدير علي التصحيح
    حقيقه انا كنت امزج كثير من المواقف ما بين ودابوسن والحاردلو المعني
    كنت ساورد مشاركه اخري فيها مواقف طريفه للشاعر احمد عوض الكريم وانسبها للحاردلو
    اعتذر بشده لهذا الخطاء الفادح
    ونتواصل في امر الشاعر العظيم الحاردلو
    مودتي لك اسعد
                  

09-14-2009, 00:12 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    Quote: ونتواصل في امر الشاعر العظيم الحاردلو


    لانزال ننتظر أخي الشيد.
                  

09-14-2009, 00:26 AM

الرشيد ابراهيم احمد
<aالرشيد ابراهيم احمد
تاريخ التسجيل: 02-27-2009
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    اسعد الكريم
    الزمن والجري

    مشاركه بصوتي اتمني ان تجد الرضاء
    كلام للحاردلو عن الخريف



    pluginspage="http://microsoft.com/windows/mediaplayer/en/download/"
    id="mediaPlayer" name="mediaPlayer" bgcolor="#000000" showcontrols="false"
    showaudiocontrols="false" showtracker="-1" showdisplay="0" showstatusbar="0"
    videoborder3d="-1" enabletracker="false"
    src="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    url="/nsdoc/06ece687-494b-4c47-811e-b39392434543/?id=1158825828424"
    autostart="-1" designtimesp="5311" loop="false">

                  

09-15-2009, 05:36 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الرشيد ابراهيم احمد)

    اخي الرشيد كانت مرافقتك لي ودودة ومفيدة لك الشكر والتقدير وما زلنا نطمع في كرمك.
                  

09-16-2009, 06:23 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    جاءني عبر بريدي لإلكتروني إميل من الدكتور مطيع الطيب الحوري سأورده هنا ثم أرد عليه في المداخلة التالية :

    الاستاذ الفاضل
    أسعد الطيب العباسى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنا مطيع الطيب الحورى
    من أبناء الجزيرة وأعمل طبيبا بالسعودية
    ولى اهتمام قديم ومتجدد بالشعر والادب القومى
    وعلى رأسه فن الدوبيت وبالذات فى منطقة البطانة
    اطلعت على موضوعك الشائق فى سودانيز او لاين
    عن الشاعر الفحل الحردلو والذى هو امير هذا البيان بلا منازع
    وسعدت جدا بالمعلومات الضافية التى اوردتها فى بحثك القيم
    وانا من المتابعين لجهدك المقدر فى دراسة هذا الفن الراقى وتوثيقه
    ونثر روائعه بين المهتمين وتبسيط مفرداته مما يساعد فى انتشاره
    كأدب سودانى متميز جدير بالخلود
    مما استوقفنى ايرادك لشهادة الاديب الكبير العقاد عن شعر الحردلو
    ولما كان لى بعض من الاهتمام بهذا الشاعر الفذ وغيره من شعراء الدوبيت
    ولما لم أقف فى مطالعاتى رغم تعددها على هذا الرأى الفريد من أديب فى قامة
    العقاد احببت ان استفسر من سعادتكم عن المصدر الذى ورد فيه هذا الرأى
    وما هو بتشكيك لانى اثق فى اتساع مصادركم وعمق معرفتكم بهذا الجانب الهام من تراثنا
    ولكنهامحاولة للتثبت لاسيما وانه قد يفيد ايراد هذا القول من العقاد فى اى مبحث يتحدث عن الدوبيت

    ذهب المفكر العملاق الأستاذ عباس محمود العقاد للقول بأنَّ مسدار الصيد للحاردلو غير مسبوق على مستوى الشعر العربي، واعتبر أن الحاردلو أشعر من ابن الرومي ـ المعروف أن
    الأستاذ العقاد يعتبر إبن الرومي أشعر شعراء عصره ـ وقد إمتد إعجاب العقاد بالحاردلو للدرجة التي تمنى فيها أن يكتب مقدمة لأية إصدارة تصدر عنه

    آمل ان تتكرم عزيزى الفاضل فضلا لا امرا
    بموافاتى بالمصدر او الاشارة اليه فى البوست
    حتى احاول الرجوع اليه ان امكننى ذلك لان الموضوع
    فى غاية الاهمية بالنسبة لى وللكثيرين
    واخيرا اشكر لك كل جهدك لتوثيق هذا التراث الاصيل
    ودراسته ونشره والاهتمام به
    ولك منى كل تحية وتقدير
    أخوك
    مطيع الحورى
    مدينة الملك فهد الطبية
    الرياض السعودية
                  

09-16-2009, 07:24 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    المصدر أخي دكتور مطيع هو كتاب مختارات لسبعة من شعراء البطانة المشهورين– الناشر سلسلة إبداع المعلم (وزارة التربية والتعليم ولاية القضارف). لمؤلفه الأستاذحسن سليمان محمد دوقة. وذلك بصفحة (6).
                  

09-17-2009, 04:56 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    كما وعدت سأخصص المداخلة التالية لآراء أستاذنا ميرغني ديشاب المثيرة حول الحاردلو.
                  

09-17-2009, 05:51 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    رغم أن إجماع الباحثين يكاد ينعقد للحاردلو كقامة شعرية سامقة تعلو فوق كل قمة شعرية بين القدماء والمحدثين، إلا أن هنالك من جهر برأيه مخالفاً، كالباحث والناقد والكاتب الخطير ميرغني ديشاب فالباحث ميرغني ديشاب قدم آخرين على الحاردلو، وذلك من خلال مقالٍ اختار له عنواناً مثيراً ومليئاً بالإيحاءات، أعاد به إلى ذاكرتنا عنوان المقال الخالد الذي أبدعه البروفيسور عبد الله الطيب (الفتنة بالشاعر الإنجليزي ت.س. إليوت خطر على الأدب العربي) إذ جاء مقاله تحت عنوان "الفتنة بالحاردلو" ورغم أن الأستاذ ديشاب لم يحدد شعراء بعينهم في مقاله يجرون في قرن مع الحاردلو أو يتفوقون عليه، إلا أن ذلك يبين إجمالاً خلال مقاله، غير أنه حدد الشاعر المبدع على ود يس في بيان واضح بأنه يتفوق على الحاردلو، وقد رأى الباحث أن الحظوة التي نالها مبكراً شاعرنا الحاردلو من النشر الكتابي وما تبع ذلك من دراسات وبحوث أعدها الباحثون والدارسون حوله، رفعته إلى مقامات الشهرة ودوائر الصيت. وزعم أن بعضهم تحدث عنه في مبالغة واضحة مما رسم هالة حوله، فزاد ذلك في شهرته الفائقة وسطوع نجمه، بحيث غطى اسمه على غيره من الشعراء، الأمر الذي جعل الناس ينسبون إليه ما قاله وما لم يقله من شعر. واستطرد الأستاذ ميرغني ليضيف سبباً آخر يزعم أنه زاد من شهرة الحاردلو، وساهم في نحل شعر الآخرين ونسبه إليه، وهو انتماؤه لعائلة السناب الذين هم البطن الحاكم من قبيلة الشكرية في أرض البطانة، وأنه كان مسؤولاً عن الجزء الشرقي من تلك الأرض مع أخيه عبد الله. وعلى ذلك أورد الباحث عدة مربعات شعرية يقول إنها نسبت إلى الحاردلو نحلاً وخطأً.
    وافترض الباحث ديشاب أمرين في شأن الحاردلو، أولهما أن موضوع الحاردلو الشعري هو موضوع واحد، وهو وصف الجمال والغزل، وثانيهما أن أشعار الحاردلو التي يجب نسبتها إليه هي تلك التي وردت بديوانه الذي حققه الأستاذ الدكتور إبراهيم الحاردلو، وجعل من هذين الأمرين معياراً يحدد به الأشعار التي تنسب إلى الحاردلو خطأً أو نحلاً، غير أنه استثنى من معياره هذا بعض شعر الحاردلو الذي قاله في المهدية، وفي الترحيب بالإنجليز عقب موقعة كرري.

    المداخلة التالية هي ردي على أستاذي ديشاب.
                  

09-17-2009, 06:00 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    وفي محاولة الرد على الأستاذ ديشاب، يجب أن نقرر أولاً أن شاعرنا الحاردلو طغت شهرته على شعراء الدوبيت المتقدمين والمتأخرين قبل أن يُكتب عنه حرفاً واحداً. ونضيف أن الحاردلو كان آنذاك كالأسطورة في سماء الشعر، وأن صدور كتاب عنه بعد وفاته بنحو أربعين عاماً وما تبع ذلك من دراسات عنه وصدور ديوان له، ما كان له أثر في تفوق الحاردلو شهرة على غيره، وهي شهره اكتسبها قبل ذلك بوقت طويل، بل نقول لعل الكتابة عنه كان لها مردود سلبي على شهرته، فبعد أن كان الناس ينظرون إلى هذا الاسم باعتباره أسطورة شعرية، أخذوا ينظرون إليه فقط كشاعر عبقري ومقدم، إذن لم يكن النشر الكتابي هو ما تكمن وراءه قصة شهرة الحاردلو، إنما تقف خلف ذلك ضخامة موهبته الشعرية وطريقته المتميزة في الشعر. وقد زعم الباحث ديشاب أن البعض كان يكتب عن الحاردلو في مبالغة واضحة، دون أن يشير لنا إلى هذه الكتابات أو أصحابها، وبهذا كفانا مؤونة الرد على هذا الزعم، إذ أنا لو فعلنا لأثرنا معركة في غير معترك، غير أن ما نود أن نؤكده أن ما وقعنا عليه من كتابات جادة وإيجابية وعلمية عالية الجودة والقيمة عن الحاردلو، كانت بيد أساتذةٍ أجلاء لا يتطرق الشك إلى نزاهتهم العلمية وأمانتهم الفكرية، وقد أصبحت كتاباتهم عن الحاردلو مصادر أدبية تعين الدارس المثابر وتهدي الباحث الجاد، فقد كتب عنه الدكتور العالم عبد المجيد عابدين والأستاذ الفاضل المبارك إبراهيم في كتابهما "الحاردلو شاعر البطانة"، وكتب عنه الأستاذ الدكتور إبراهيم أحمد الحاردلو في مقدمة "ديوان الحاردلو" الذي قام بشرحه وتحقيقه، وتطرق إليه الأستاذ العلامة محمد الواثق يوسف المصطفى في بحثه القيم "أوزان الدوبيت السوداني" وفي بحثه القديم "الدوبيت السوداني"، بالإشتراك مع الأستاذ الفاضل عبد القادر محمود وتحدث عنه الأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم أبو سن في سفره "تاريخ الشكرية ونماذج من شعراء البطانة"، وقد إحتفى به الأستاذ أبو القاسم في كتابه الرائد "من الأدب القومي – الدوبيت"، وذكره الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه المهم "الشعر القومي في السودان"، هذا غير البحوث والدراسات الجادة لأسماءٍ لها بريقها. ونقرر ثانياً أن الحاردلو ليس أول شاعر ينشأ في كنف السلطة ويتولاها، فقد سبقه وجاء من بعده من يحمل صفة الشاعر وقوة السلطة، ولكن هل أسعفتهم السلطة في رفع مستوى موهبتهم الشعرية؟ وهل كانت سبباً في أن ينحلهم الآخرون الشعر وينسبون إليهم ما لم يقولوه كيفما إتفق ؟! لقد كان والد الحاردلو شاعراً وصاحب سلطان عظيم، فهل نحله الآخرون الشعر بسبب سلطته؟ وكان عبد الله أبو سن أخ الحاردلو شاعراً وصاحب سلطة أعلى من نائبه الحاردلو، فهل بسبب السلطة نحله الآخرون الشعر وأضافوا إليه ما لم يقله؟ إذن لماذا يجعل الباحث ديشاب السلطة كسبب جعل الآخرين ينسبون إلى الحاردلو ما لم يقله من شعر؟ ونحن لا ننكر أنه يحدث كثيراً أن ينسب لشاعر ما لم يقله، غير أن هذه الظاهرة لا تعزى لسبب كالذي ساقه الباحث ديشاب في شأن الشاعر الحاردلو، إنما هي ظاهرة صاحبت الشعر عموماً بُعيد نشوئه، وإلى آخر مرحلة من مراحل تطوره واستمرت ولا زالت رغم التدوين قائمة، على أن هذه الظاهرة عندما صاحبت الدوبيت السوداني كان لها سبب رئيسي يتعلق بطبيعته، إذ إنه فن شعبي يعتمد في انتقاله على الإلقاء والإنشاد والشفاهية، وبالتالي يتداول روائياً. وقد تسلك الرواية في الدوبيت وتستمر لمئات السنين، فكان لابد أن يصيب الفساد الرواية سواء في نسبة الشعر أو في متنه، كأن تتغير بعض الكلمات فيه أو بعض الحروف، أو أن يتغير ترتيب الشطرات وكل ما من شأنه أن يدخل في إطار فساد الرواية، كالإخلال بالوزن أو تغيير المعنى أو طمسه أو إحلال شطرة أجنبية أو أكثرمحل شطرة أو أكثر في أصل المربع. ومما يساهم في فساد الرواية بعد ما نشطت الكتابة كأداة لحفظ الدوبيت ونشره وتداوله، طريقة الكتابة نفسها التي يغفل ممارسوها عن إضافة رموز تحفظ للنصوص كيانها الصوتي، إذ أن كتابة الشعر الشعبي بالحرف العربي ورموزه التقليدية يستدعي ذلك وضع خطة أو منهج مسبق يعين القارئ، كما نجد أن هنالك من يكتبون وينشرون وهم أصحاب معرفة قليلة بالدوبيت، فيشكلون بذلك خطراً على الدوبيت، وعلى أذهان الناس عندما تأتي كتاباتهم ضحلة ومليئة بالأخطاء المعلوماتية والأخطاء الشعرية والشروح غير الصحيحة. وقد تصدينا كثيراً لمثل هذه الأخطار محاولين ردع أمثال هؤلاء . ولا بد لي وأنا بصدد الرد على الأستاذ ديشاب، أن أوضح أمرين مهمين، أولهما اعتقادنا بأن ما حواه ديوان الحاردلو الذي حققه وشرحه الدكتور إبراهيم الحاردلو، لا يمكن أن يكون بأية حال من الأحوال هو كل ما قاله الحاردلو من شعر كما يزعم باحثنا ديشاب، إذ إن الديوان المذكور أثبت فيه محققه "مسدار الصيد" الذي جاء في أربعين رباعية، ومسدار "المطيرق" وهي قصيدة حوارية ناصف فيها الحاردلو أخاه عبد الله أبو سن، وجاءت في واحدة وعشرين رباعية، بالإضافة إلى حوالي ست وثمانين رباعية أخرى، فهل يعقل أن يكون هذا هو كل شعر هذا الشاعر المعمر الذي توفي عن عمرٍ يناهز ستة وثمانين عاماً، وقد تمتع بموهبة ضخمة وذخيرة لغوية كثيفة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى نجد أن الدكتور إبراهيم الحاردلو الذي حقق الديوان قد ذكر في المقدمة أنه يحتفظ بقسط كبير من الشعر لم يتحقق من صحة نسبته حتى الآن، وأنه سيصدره بعد التحقيق. وقد قدرنا أن المحقق قد أجاز أشعاراً للحاردلو لم يتضمنها ديوانه، وهذه الأشعار وردت ضمن كتاب الحاردلو شاعر البطانة، إذ إنه أرسل بتعليقاته إلى كاتبيه، وتم نشرها في آخر صفحات الطبعة الثانية من الكتاب المذكور، ولم يعترض فيها على أية رباعية نشرت فيه منسوبة للحاردلو، بل وجدناه يصحح بعض الرباعيات التي لم ينشرها أصلاً في ديوان الحاردلو. والباحث ديشاب نفسه قد أشار في مقاله إلى أن إبراهيم الحاردلو قد أغفل نشر بعض أشعار الحاردلو التي قالها في المهدية وفي الترحيب بالإنجليز عقب موقعة كرري. وكل ما ذكرناه يدل دلالة واضحة على أن الديوان المعني لا يحمل كل أشعار الحاردلو، وبهذا يختل معيار باحثنا الذي اتخذه ليحدد به الأشعار التي نسبت خطأً أو نحلاً للحاردلو. ويزداد هذا المعيار اختلالاً عندما نوضح حالاً الأمر الثاني الذي يتعلق بموضوع الحاردلو الشعري، والذي يرى باحثنا أنه موضوع واحد ينحصر في وصف الجمال والغزل، وأن ما خلا هذا ليست له علاقة بشعر الحاردلو، وبالتالي فهو منحول. ولا شك عندي أن الجمال والغزل هو موضوع الحاردلو الشعري الرئيسي، ولكنه ليس الوحيد، إذ كان الوصف والطبيعة والرثاء والمدح والإخوانيات والوجدانيات والشعر السياسي مواضيع تطرق إليها الحاردلو في شعره الذي تناهى إلينا في نسبة صحيحة، فوصف الطبيعة ورد في مربعات متفرقة من شعره كما ورد في أهم آثاره الشعرية، وهو مسدار الصيد. وإن رأى البعض أن هذا المسدار ما هو إلا وصف للمرأة الجميلة يرمز إليها بالظبية ، ورثائه لابن أخيه الشيخ علي الهد معروف، وورد في كتاب الحاردلو شاعر البطانة . ولا يخفى ما فيه من تأبين، والتأبين هو مدح الممدوح بعد وفاته كما هو معروف، كما عالج الشاعر المدح في بعض متفرقاته كمدحه للشيخ عمارة محمد أحمد أبو سن ، مما يقصى فكرة أن الحاردلو لا يمدح وهو الذي ينتظر أن يمدحه الناس ، وهي فكرة إذا سلمنا بها جدلاً إبان ثرائه وسلطته إلا أنها لا تجدي نفعاً بعد أن زالت الثروة وانزوت السلطة، على أن الأهم أن المدح باب رئيسي من أبواب الشعر لا يمكن أن يكون قد أغفله شاعر في قامة الحاردلو، كما أن المدح لا يعيب الشاعر متى ما كان صادقاً. وقد ولج شاعرنا موضوع الوجدانيات، خاصة عندما تقدمت به السن وأخذ يعاني من الضعف والفقر. وقد رأيناه كيف رثى حال الشكرية وقد رحلوا عن البطانة في أيام المهدية ، وكيف أنه تحسر وقد باع سيفه العزيز "أب نامه" مضطراً اتقاءً للفقر، وكيف أنه تعرض في ذات المربع للدنيا وأحوالها . ونخلص من كل هذا إلى أن الحاردلو اتخذ من الغزل عنواناً كبيراً له، إلا أن أشعاره تفرعت إلى غير ذلك. وما يهمني الآن في ختام ردي على الأستاذ ديشاب، أن أفند الأسباب التي اعتمد عليها في نفي نسبة بعض الرباعيات إلى شاعرنا الحاردلو، فقد قال الباحث أن الرباعية الشهيرة التي تنسب للحاردلو والتي تقول:
    الخَـبر اللكـيد قَالوا البُطـانة إِتَرَشَّتْ
    وسَـارِيةً تَبَقْبِقْ لا الصباحْ مـا انفشَّتْ
    هَـاجْ فَحل أُم صِرَيصِرْ والمنايِحْ بَشَّتْ
    وبِت أُم ساقْ عَليْ حدب الفَريق إِتْعَشَّتْ

    هي ليست له، إنما للشاعر حسان الحِرِك قالها إبان سجنه في سنار وهو يحن إلى أرض البطانة، ولا نعتقد بصحة هذا الزعم لسببين، أولهما أن هذه الرباعية نسبت للحاردلو في كتاب الحاردلو شاعر البطانة، وهي من الرباعيات التي أجازها ضِمناً المحقق الدكتور إبراهيم الحاردلو، وثانيهما أن هذه الرباعية بما تتسم به من كمالٍ في النضج الشعري وسلامة في الوزن والشكل، لا يمكن أن تنسب إلى الحقبة التي يمثلها الشاعر حسان الحِرِك الذي عاش في القرن السادس عشر، حيث كان الدوبيت في مراحل طفولته ويبحث عن ملامح صباه، وكانت تعتوره الاختلالات الوزنية، ويكثر فيه اللجوء إلى الإقعاد وعدم التقيُد بالصرامة الشكلية والهندسية التي برزت في حقبة الحاردلو. ويقول ديشاب كذلك أن الرباعية التي تقول:

    إِنْ أداكْ وكَـتَّـرْ مــا بِقـولْ أَديـتْ
    أَبْ دَرَقَـه المَوَشـح كُـلو بالسـومَيت
    أَبْ رِسـوه البِكُرْ حَجَّـر ورودْ سِيتَيتْ
    كَاتَالْ في الخَلا وعُقبانْ كَريم فـي البيتْ
    ليست للحاردلو، إنما هي من رباعيات الشاعر أبو دقينة ود قلبوس التي قالها في مدح أبو علي أحد رجالات الشكرية وفرسانهم، غير أن الثابت أن هذه الرباعية نسبت للحاردلو في كتاب الحاردلو شاعر البطانة، وأن شاعر الحماسة أبو دقينة ود قلبوس من الشعراء الذين عاشوا في عهود ما قبل الحاردلو، وهي عهود لم تعرف الصرامة الشكلية والوزنية للدوبيت، وتنتمي إلى حقب سابقة تمثل التطور الذي لم يبلغ ما بلغه الدوبيت عند ظهور الحاردلو كما أوضحنا منذ قليل. والناظر لهذه الرباعية لا بد أن ينسبها إلى حقبة ما بعد حقبة أبو دقينة ود قلبوس، لكمال نضجها الشكلي والوزني. والإدعاء بأن الحاردلو لم يكن يمدح الغير هي دعوى رددنا عليها في غير هذا الموضع. كما اتصلت مزاعم الباحث ديشاب إلى أن المربع القائل: -
    جَابوك للسوقْ سَاكِت دَرادِرْ وضَيعَه
    وأُمَكْ في الحَريمْ مَاهَا المَرَه السِميعَه
    نَتْرَةْ نَـاس أَبوك أل للرِجَال لِويعه
    وإتْ أَكـانْ كِبِرْ جَنباً تَقِلبَ البيعَـه
    ينسب خطأً للحاردلو، دون أن يشير إلى من هو، زاعماً أن الحاردلو محدد في موضوع واحد هو الغزل ووصف الجمال، لذا لم يكن يستهويه أبداً شبل محمول في الأسواق. وقد سبق أن ذكرنا أن الحاردلو تتفرع أشعاره إلى غير موضوعه الشعري الرئيسي، ونضيف بأن هذا المربع ورد مع مربع آخر يحمل ذات المعاني تقريباً تحت عنوان الشبل المستضعف، وذلك بكتاب الحاردلو شاعر البطانة . ويقول الباحث وهو يحاول أن ينفي عن الحاردلو رباعية مهمة وشهيرة تنسب له، وهي الرباعية التي تقول:
    البَارِح أَنا وقَصَبَة مَدَالق السَيـلْ
    فِي وَنَسَة وبَسِطْ لامِنْ قَسمنَا اللَيلْ
    وكْتَيـنْ النعـامْ إِشقلبنوا الخَـيلْ
    لا بِخلتْ ولا جَـادَتْ عليْ بالحَيلْ
    بقوله إنها من الرباعيات التي لم يحوها ديوان الحاردلو، مما يعني أنه من الخطأ نسبتها إليه، ونقول إن هذه الرباعية التي تصعب جداً على قريحة شاعر غير عبقري كالحاردلو حواها كتاب الحاردلو شاعر البطانة ، وتعتبر من الرباعيات التي أجازها ضمناً محقق ديوان الحاردلو الدكتور إبراهيم أحمد الحاردلو.
                  

09-17-2009, 06:42 PM

rosemen osman
<arosemen osman
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2916

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    سلامات أسعد ..

    شكرا لاشراكنا قراءتك الجميلة

    وكل سنة وانتم طيبين
                  

09-17-2009, 09:19 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: rosemen osman)

    Quote: سلامات أسعد ..

    شكرا لاشراكنا قراءتك الجميلة

    وكل سنة وانتم طيبين


    الصديقة العزيزة روزمين بى زياتك والله بيتنا نور. كل سنة وأنت طيبة وكل الأسرة محمود والزهرتين.لهم تحياتي وأطيب الأماني.
                  

09-17-2009, 07:38 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الأديب الأريب / أسعد الطيب العباسي
    يامن لجوك بالأدب وفطموك على الشعر في بيتٍ من أعمدة العلم ومنائره
    ألا توافقني الرأي في أن الكثير من الشعر الجاهلي ينسب لأكثر من شاعر ؟ لأسبابٍ أنت أدرى بها
    Quote: حيث كان الدوبيت في مراحل طفولته ويبحث عن ملامح صباه، وكانت تعتوره الاختلالات الوزنية،

    لا أوافقك الرأي هنا ، بل على العكس الدوبيت شبَّ عملاقًا ثم بدأ يتقزم
    لاغرو فهو القادم من تخوم مفردات البيئة الجاهلية التي كانت تعي تمامًا منطق القرآن حينما أتاها
    و الذي مازال يحار في معانيه فطاحل اللغة حتى يومنا هذا
    Quote: الخَـبر اللكـيد قَالوا البُطـانة إِتَرَشَّتْ

    بصفتي أمثل شريحة عريضة من أهل البطانة أجزم أن لسانهم لايطاوعهم بهذا النطق : ( إترشت ) بل :إنرشت وكما في أغنية الباسل بابكر يكرر الكثيرون : ( لابتتلام ولابتعرف تجيب اللوم ) بل: لا بتنلام
    فهناك الكثير من التحوير الذي لا أعتبره تطوير ولا أصدق أن أصحابه ورد على ألسنتهم ذلك حتى ولو جرت بها أقلام الذين جمعوا لهم دواوينهم .

    فيا سيدي لك التحية والإحترام على هذا العمل الرائع الذي تقوم به وتسدي به معروفًا للسابقين واللاحقين
    ودمت جذوة معارف لا تخبو

    وكل عام وأنتم بخير .ِ
                  

09-18-2009, 11:44 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: سمية الحسن طلحة)

    الأخت العزيزة الملكة بنت الملوك سمية لك تحياتي وأشواقي وهي موصولة للعيال ووالدهم الكريم الصديق الزبير الطيب وأوقول لك لولاك والأخت روزمين لحردت هذا البوست الذي كنت أعتقد أن أساطين الدوبيت في هذا المنبر سيتواضعون على إثرائه كما فعلتِ ولكن يبدو أن الوجبة كانت عسيرة الهضم. أميل إلى موافقتك فيما يتعلق بالنطق في كلمة إنرشت خاصة وأن التصحيح قد ورد من عربية قحة!! أما فيما يتعلق بنشوء الدوبيت وما صحبه من إختلالات وزنية فهذا متفق عليه من كافة الباحثين وأنا في الموضع محل نقدك لا أقصد اللغة إنما أقصد الدوبيت من حيث أوزانه وموسيقاه ففي هذا الشأن كان في مراحل الطفولة حيث كان يعتمد على الإنشاد والتنغيم لإخفاء عيوبه الوزنية عن طريق المط وغير ذلك. وشكراً أيتها الأديبة الأريبة وأرجو أن أراك في بوست شغبة المرغمابية يا أيتها البطحانية!! وكل سنة وأنت طيبة.
                  

09-18-2009, 01:43 PM

سمية الحسن طلحة

تاريخ التسجيل: 11-18-2006
مجموع المشاركات: 4735

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: يبدو أن الوجبة كانت عسيرة الهضم

    نابه وفالح كالعهد بك تأتينا بالتعابير حمالة الوجوه
    *
    أما شغبة دي اللِيلتنا و( الزول مابعزموا على بيتو )

    تقبل تحايا الجميع هنا وتهاني خاصة بمناسبة إنشاء مسرح محمد سعيد العباسي.
                  

09-18-2009, 05:25 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: سمية الحسن طلحة)

    Quote: تقبل تحايا الجميع هنا وتهاني خاصة بمناسبة إنشاء مسرح محمد سعيد العباسي.

    الظاهر إنو الزبير ده بتاع شمارات..
                  

09-19-2009, 12:39 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    عندما ضاقت الشكرية بود البصير الحلاوي أحد دعاة الإمام المهدي المتشددين وهو يدعو للمهدية في مناحيهم اعتسافاً ورهقاً، قام الحاردلو ليمدح أهله الشكرية ويمدح الإمام المهدي ويعرض بود البصير الذي ضيق عليهم الخناق ويقول:

    جِنيـات الشَكـارى بالكُـتال تتمـزى
    يَات مـن كانْ يِقول بَدِى البَنادِر هـزَّه
    أكان للمهدي دَاك ولـداً قَدل فِي عِـزَه
    حَت ود البصير يسينا فـي طِيز وِزَه ..!
                  

09-19-2009, 03:55 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    للحاردلو مسدارين هما الصيد والمطيرق سنتعرض لهما.
                  

09-19-2009, 04:47 PM

Elsanosi Badr
<aElsanosi Badr
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 4166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الاخ الاديب ..ابن الاكارم اسعد العباسي
    لك من التحايا اجزلها ومن الاحترام ما تنوء بحمله (ألبل) وادي الملك وكرب التوم ...

    كعادتك تغيب وتجينا بالمفيد والكلام (البيرد الروح) عن شعراء بلادي الافذاذ ...

    تعرف يا اسعد ...الوجبه كانت ولازالت دسمه ...واخوك (انزور) عديل من القرايه ... ومازلت في المنتصف من مرحلة الالتهام ...اخوك يا اسعد شوقو للدوبيت والقريض شوق (جقله) للحيران وكت المزن يهرع للصقايع ...


    دمت اخي اسعد ناشرا للكلم وموثقا للقول الكريم ...
                  

09-19-2009, 09:45 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Elsanosi Badr)

    أخي السنوسي بدر كل سنة وانت طيب مادام مشتاق للدوبيت سأهديك مربعات من نوع أبوكديس أبق معنا.
                  

09-19-2009, 05:35 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    شكرآ يا استاذ اسعد العباسى على هذا العمل التثقيفى والتوثيقى لملمح من ملامح السودان المتعدد المتنوع.
    اسمح لى بنقل هذا الدوبيت الذى اشتهر عن شعراء البطانة الافذاذ

                  

09-19-2009, 09:32 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Adil Osman)

    Quote: شكرآ يا استاذ اسعد العباسى على هذا العمل التثقيفى والتوثيقى لملمح من ملامح السودان المتعدد المتنوع.
    اسمح لى بنقل هذا الدوبيت الذى اشتهر عن شعراء البطانة الافذاذ


    الأخ عادل عثمان جيدن جيت والدنيا قبايل عيد وكل سنة وإنت سعيد، أخي أعد الكرة الشريط ما شغال،عاوز أعدي العيد سماع دوبيت.
                  

09-20-2009, 09:24 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)
                  

09-20-2009, 09:46 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Adil Osman)


    Quote: أخي السنوسي بدر كل سنة وانت طيب مادام مشتاق للدوبيت سأهديك مربعات من نوع أبوكديس أبق معنا.


    أخي السنوسي كما وعدتك فإني أهدي إليك هذه المساجلة التي وقعت بين الشاعرين الكبيرين ودشوراني والصادق ود آمنة.

    حدث أن جلس الشاعران في مجلس قهوة تديره فتاة فاتنة، فتمت إثارتهما من أحد الحضور لينظما شعراً في هذه الحسناء، فبدأت المنافسة الشعرية الغزلية بينهما، وحبس الحضور أنفاسهم ليطلقوها مع آهات الإعجاب، وأخذ الصادق زمام المبادرة وأنشأ يقول:-

    إِنتي فَريدةَ العَصرِي ونَخِيل الشَبرَه

    شَوفتِكْ تَذْهِب الهَمْ واللَيالي الغَبرَه

    بي فـــَرة براطمِـك وقَامتِك المِنتَبرَه

    أَحيتِيلي نَــــــار قَبرَه البِتَوقِـد كُبرَه

    وبذلك وضع الصادق الكرة في ملعب ود شوراني الذي أخذ ينقر بعصاه في أرض المجلس كأنما يستدعي شيطان شعره وأخذ يقول:-

    البارِح نَسيم ريحـاً طَــــلقْ مِـن جَبرَه

    ذَكَّـرْ عَقلِي بيْ وَدْ الــــعَنَانِيفْ هَـبرَه

    أَحْ مِـن فِـلانَه وجرحَها المــــا بِبرَه

    قَلبي عَليها نَاح بَعدَ اليَقين والصَبرَه

    ثم أخذ الصادق يصف مشاعره ويصف هذه الحسناء التي تتربع بينهم فقال:-

    العَينْ سـاقَدَتْ بالحَيــلْ وقَاسى نَفعْهَ

    رَبيع القَامه فـي سَهرَ اللَيــالي دفعْهَا

    رَبَّ العِزه في سابعَ السَماوِي رَفعْها

    رَوقْ ذِهنَها وفطَّنَـــها مَـا صَفَحْــهَـا

    وقام ود شوراني وهو يحمل هموم الرد في إتون هذه المنافسة الحامية، ليقول على منوال القافية ذاتها:-

    وا أَسفاي عليْ صَبرِي الضِعِفْلِي وشَحَّه

    سَبَبُو العَارضَه فَوقْ شَتَمْ النِحاسْ القَحَّه

    الخَـلاقَـه لَيّـــــَنْ طبعَـــهـا وسمَحَّـــــهـا

    زَولَه فَدُورَةَ النُوق فـي العجَيجْ قَمَحَّهـا

    وتستمر القافية دون تغيير ليقول الصادق:-

    تَقيـــــلةَ المَجلِس المِـنَ القَـبيح تتْسَحَّـه

    مِنْ حَرْ شَوقَا قَلبي يِنُوح ولِحَيمِي إتْلَحَّه

    الخَـلاَنِي فِيكِي القَـايـــــْلَه مـا بَسْمَعْهَا

    مَقْطُوعْ النَصِيبْ بَيك نفسُو مَـا مَتــعَها

    ويتصدى ود شوراني للرد بذات القافية ليقول:-

    لَهـجِك كَلمةَ الحَنى السَبِيطَه تَفَحَّـه

    يِنْدِي نَدَاكْ يـا الشَتْله أُمَ أَدُوباً نَحَّـه

    الخَـلاني خَـلقـــِكْ بالشُـكر نَمْدَحَّـه

    أَردافِـك فُلُو وقَـدَمِك تَقِيل مَـارَحَّه

    ثم ترتفع حرارة المنافسة ويحمى وطيس المعركة، ويأخذ ود شوراني زمـام المبادرة بقافية مغايرة، ليقول وهو يصف الفتاة وقد أقبلت عليه بقهوتها إقبالاً مشرقاً تزينه خطى رزينة:-

    شَرْفَتَا رِيلْ وكَفيَتَا خَـيلْ وطُولـــهـا مَوَسَطْ

    سَمحَه الرِيكَّا دَرْ صَهبَا وضميرهَا مَبَسَطْ

    مِـن تَـاتَاي قُدومهَــــــا وخَطْوَتَا الِلتْرَصَّتْ

    حَسَيتْ بيْ قَلبِي فَارَقْنِي وكَبِدتِي إِنْقَـصَّتْ

    وأطلق الحاضرون آهات الإعجاب، فأحس الصادق بخطورة الموقف، وأدرك أنه أمام خصمٍ شرس وشاعر متمرس، فأخذ يجيل النظر على خصمه والحاضرين وعندما وقعت عيناه على الفتاة ألفاها تنظر إليه وتبتسم فتدفق الشعر وانساب:-

    رَفعْ أبصارُو حَتى النَظرَه ليْ خَصَّاها

    فَـرَّ فَاطرُو تَمْرَةْ فُؤَادِي كَـعْ قَصَّـاهَا

    قَدُر مَا يطــولْ أَوانْ أَقــــولْ أَنْسَـاهَا

    مَجْلُوخْةً تقابِض فِي البَـدَنْ دَاسَـاهَا

    وامتدت المسابقة لأكثر مما أثبتناه واحتوت على المزيد من المربعات التي يمكن الرجوع إليها كاملة في المصادر الأدبية الشعبية الموثقة أو في صدور الرواة الثقاة، وتعد هذه المباراة الرفيعة المستوى ـ التي رسمت الدهشة على وجوه المتلقين ـ سبباً في إيقاعهم في حيرة كبرى عندما أرادوا أن يفاضلوا بين المتسابقين الكبيرين، وما زالت وإلى يومنا هذا تتشعب الآراء في تساوٍ في شأن المفاضلة بينهما. رحم الله شعراء أدبنا الشعبي المبدعين الذين سموا بوجداننا إلى حيث الثراء وإلى حد الإثراء.
                  

09-20-2009, 10:00 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: الاستاذ اسعد العباسى
    عيد سعيد. الفيديو من يوتيوب


    أخي عادل عثمان شكراً لك وأنت تستجيب لرجائي وحقيقة أمتعني الجقر وصحبه أولاد البنا وما أحلى الدوبيت عندما تصدح به الأصوات الجميلة.
                  

09-20-2009, 03:11 PM

gessan
<agessan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 746

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    سلام على الجميع وكل عام وأنتم بخير..

    وسلام عليك أخونا أسعد العباسي..
    ولك التحايا النواضرعلى إشراكنا معك حول هذه المواضيع (دا واللِيل شغبة)..والذي قد طالعته بموقع سودانايل ..
    المواضيع التي ترد روحنا المشتاقة للدوبيت وعوالمه..
    -----------
    Quote: رغم أن إجماع الباحثين يكاد ينعقد للحاردلو كقامة شعرية سامقة تعلو فوق كل قمة شعرية بين القدماء والمحدثين، إلا أن هنالك من جهر برأيه مخالفاً، كالباحث والناقد والكاتب الخطير ميرغني ديشاب فالباحث ميرغني ديشاب قدم آخرين على الحاردلو، وذلك من خلال مقالٍ اختار له عنواناً مثيراً ومليئاً بالإيحاءات، أعاد به إلى ذاكرتنا عنوان المقال الخالد الذي أبدعه البروفيسور عبد الله الطيب (الفتنة بالشاعر الإنجليزي ت.س. إليوت خطر على الأدب العربي) إذ جاء مقاله تحت عنوان "الفتنة بالحاردلو"


    كما أرجو شاكراً مدنا بمقال الباحث ميرغني ديشاب كاملاً إن أمكن.
    وحقيقي بيني وبينك انا لقيت في كلامو ما يستوجب الوقوف عنده.
    أقول ذلك وفي بالي عبارة للباحث الراحل المقيم الأستاذ الطيب محمد الطيب، (وانت العارف ، فقد كان الطيب أحد القلائل الذين يجوبون البوادي بحثاً لإلتقاط
    هذا التراث من افواه رواته قدر الإمكان من اجل التوثيق، ألف رحمة ونور تغشى الطيب.)..
    عبارة الطيب -أو فيما معناها-:( أن كثير من الناس أجمع على أن الشعراء الملهمون في البادية الشرقية هم أربعة : الصادق اب آمنة، وأحمد ود عوض الكريم، و ود شوراني ، و رابعهم طه ود الشلهمة.).
    الكلام دا انا لاقاني في واحدة من كتابات الطيب.وكما ترى فشاعرنا الحاردلو ليس فيهم.-وحتى لا اقّوِّل الطيب كلاماً غير دقيق ساحاول ان ابحث لك عن ما قاله الطيب تحديداً.
    وبيني بينك نامِن الطيب ما يحسب الحاردلو في الشعراء الملهمين في البادية الشرقية، انا بتحسس كلام اخونا ميرغني ديشاب، (وبقيف عندو ). عشان كدي ضروري تلفانا بي مقالو كامل.ينوبك ثواب.
    ---------

    سؤال يا اسعد ، لو هسَّع دي ،قلنا كدي نادينا الحاردلو وجا شادِّي جملو تب قايدو وتوب دبلانو يجر وراهو باريهو مسافة، وقمنا مشينا فوق ود شوراني وغِشيناهو، وناغمنا ود الشلهمة حتّهو رِكِب ولاقانا ، ورسِّلنا زول قِدّامنا ينده كل السِميعة، في بطانة اب علي ، كان ناس الزراعة وكان أهل السعية اليجو يحضرو
    مجلس النم ، والقِطِع أخدر، والمِيس نسِيهو من ألبل لاااااااعِن رايهوبات البندر. أها وقلنا للجماعة السِمِيعة -يا جمهور بالله سَمَع إصطنتو وورونا منو في الناس ديل متكلِّم وغناي أكتر من رفيقو.
    باقيلك- يا أسعد- السميعة ديل مش إختيارهم - وهم أهل بيئة دوبيت - مش إختيارهم بكون أكثر صدقاً من علماء اللغة، والباحثين /الافندية؟؟

    طه ود الشلهمة الشاعر البطحاني ..المبدع ومبدِّع، قال يصف خريف وشراب البطانة:
    شـقّاقِك شِبِع في الموية نامِن توّع

    عبارة زي دي بي ياتو عِدة تفكيك يا أسعد يمكن أن نحللها ونوضح مدى بلاغتها؟
    شِبع او شِرِب في الموية نامن توّع ، قال عاااااع ..!!!!!


    اسعد ..اسعد الله أوقاتك و تحية لك على هذه السيرة، وفي إنتظار مقال الاستاذ ميرغني ديشاب.
    والدنيا إجازة عيد بحاول أجيك راجع قريب.




    عبد العزيز عبد الماجد
                  

09-20-2009, 04:51 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: gessan)


    أخي العزيز عبد العزيز تحياتي وكل سنة وإنت طيب،،،
    (الفتنة بالحاردلو) مقال نشر على جزئين بصحيفة السوداني العددين 587 و 594 يوليو 2007 .
    حاولت أن أبعثه لك من موقع صحيفة السوداني ولكن الموقع معطل بحثت في قوقل بإسم ميرغني ديشاب ولم أجد المقال ولكني وجدت شيئاً غريباً تصور يا عبد العزيز وجدت في موقع إسمه رماة الحدق الحلقة الأولى من سلسة مقالات كتبتها لصالح صحيفة السوداني تحت عنوان (رواد شعر الدوبيت) دون أن يذكر الموقع إسم الكاتب اللي هوا أنا. بالله يا عبد العزيزالناس ديل نسوي ليهم شنو؟ وإليك الحلقة الأولى كما نقلها الموقع من صحيفة السوداني.

    رواد شعر الدوبيت
    2009-06-13 06:20:00
    يعتقد البعض أن نشأة الدوبيت السوداني تمت على يد الشاعر حسان الترك في القرن السادس عشر الميلادي وقد ولد حسان في صدر السلطنة الزرقاء في أرض البطانة وتوفي في العام 1600 وهو حسان ود عوض الكريم ود شاع الدين ود التويم يقترب بنسبه من سلاطين الفونج إذ إن أمه (بياكي) إبنة أحد ملوكهم وتقول الروايات أنه حبس في عهد السلطنة الزرقاء وعندما أطلق سراحه أنشأ أول مسدار في رحلته من سنار إلى أرض البطانة.
    عليه يعتبر (حسان الترك) على قائمة رواد شعر الدوبيت السوداني الذين سنورد سيرتهم في هذه السلسة من المقالات عن رواد الدوبيت السوداني معتمدين إلى حد كبير على مخطوط معجم شعراء البطانة لمؤلفه الباحث والكاتب الكبير ميرغني ديشاب.. ولا شك أننا سنورد نماذج من أشعارهم متعرضين في سردنا للتطور الذي لحق بالدوبيت عند نشأته وما تلى هذه النشأة). ينتمي الشاعر (حسان الترك) إلى قبيلة الشكرية وهو جد الحساناب من فروع الشكرية.
    قال الشعر في الغزل والحنين إلى أرض البطانة عندما كان محبوساً في سنار وقد إمتدت أشعاره لتشمل أغراضا أخرى وقد إختلف الرواة في أسباب حبسه كما لم يستطع الباحثون في رصد أكثر من ثلاث عشرة رباعية شعرية له حتى الآن ورباعياته تلك تتفاوت في طولها وقصرها فمنها ما يتكون من أربع شطرات ومنها ما يزيد عن ذلك كمعظم الشعر القديم في أرض البطانة ولغة الشاعر (حسان الترك) هي لغة شعرية قديمة تكاد تندثر الآن.
    بعض شعر (حسان) منسوب للشاعرة (شغبة المرغمابية) يؤرخ به حتى الآن وهو رأي يوجد من يعارضه ولعل مرد ذلك يعود لنشأة الشعر في أرض البطانة إذ لم يجد الباحثون شاعراً أكثر قدماً من (حسان الترك) ولتداول شعر الدوبيت شفاهة مما يعرضه للنحل وفساد الرواية. جاء الشاعر (حسان الترك) مذكوراً عند الأستاذ (حسان أبوعاقلة) وأثبت له قليلاً من شعره ومنه ما هو مدون وما لم يدون بعد ومن الممكن الوصول إليه عبر أهله الحساناب في كل من قرية (قيلي) و (حلفا الجديدة) إذ إن شعره لم يجمع بعد. ومن نماذج الشاعر (حسان الترك) الشعرية نورد رباعيته التي قالها وهو في سنار مع زوجته (شما) وقد تمنى لها الرحيل إلى أرض البطانة وقد أشار فيها إلى ساجنيه.. ولأن حسان صاحب لغة قديمة فلابد من شرح المفردات التي تصاحب رباعياته. يقول:
    ما تستاهل الكَمَره وسكُون اليوى
    شما جارة ال وَهْوَه مع الدامبوى
    جابوا لى كَتَبَّا الأخرش أب هَبّوى
    خشمو مع الحَوِل بيلهوج الداقوى
    الضمير في بداية الرباعية يعود إلى (شما) زوجة الشاعر والكمره هي الحبس واليوى شجر ضخم تسكنه الأسود ولعله هنا يشير إلى ساجنيه، ال وهوه بمعنى الذي صات وهو صغير البعشوم والدامبوى هو ثمر شجر السنط كا ورد في قاموس اللهجة العامية للبروفسير (عون الشريف قاسم). جاءت كلمة (كتبا) في الشطرة الثالثة من المربع وهي تعني الهودج وهو مأخوذ من القتب. والأخرش التي جاءت في ذات الشطرة تعني الجمل الذي يميل لونه إلى السواد، أب هبوي هو جمل بعينه. في الشطرة الأخيرة من المربع جاءت كلمة الحويل وهو ضرب من العشب، كما جاءت كلمة يلهوج وتعني يمضغ.
    وفي نموذج آخر من شعر (حسان) وهو من شعره المنسوب للشاعرة (شغبة) يقول:
    الليله على القِبله المِبادِر رَزْ
    رِخِسْ سِيد التُّكُل سيد البهايم عَزْ
    رِكْبَت في الوَسيق عَنْزَ القُنان ام حَزْ
    رَخت قدم الحمام فوق الرُّفاعي اب جَزْ
    القبلة هي إتجاه الشرق والمبادر هو السحاب الذي يأتي أول الخريف والرز هو الصوت. وردت في الشطرة الثانية عبارة (سيد التكل) وهي تعني الساكن في البيت من الطين. وكلمة (الوسيق) الواردة في الشطرة الثالثة تعني الجماعة وتلتها (عنز القنان) وتعني ظباء الأماكن العالية.كلمة (الرفاعي) التي وردت في الشطرة الأخيرة هي إسم جمل الشاعر ويقول عنه (أب جز) أي أنه جديد في شعره.
    ومن حسان ننتقل للشاعر (علي ود محلق) وهو الذي يدعوه الدارسون (المحلق) وقد غلب هذا اللقب على اسمه إذ لا يكاد يعرف إلا به. قصته مع تاجوج مشهورة تناولها المسرحيون في الدراما ودرسها بعضهم وأصدر آخرون كتباً فيها وجعلها مادة للقصة الشفاهية كثيرون. يرجح أنه عاش في القرن التاسع عشر وعاصر الشاعر (ود الفراش) وهما صنوان في الشعر. ذهب آخرون إلى أنه عاصر العهد التركي في بداياته. وقال بعضهم انه سبق الحاردلو وأخاه عبد الله. أوقف شعره على الغزل والتغني بالجمال، وذكر مأساته مع محبوبته (تاجوج).
    عاش المحلق في قبيلة الحمران التي ينتمي إليها والتي تسكن الآن في منطقة (ود الحليو) وما جاورها جنوب شرق مدينة كسلا في الحدود مع دولتي أريتريا وأثيوبيا. ذكره الأستاذ (حسان أبو عاقلة) وأورد له رباعيات من شعره، وذكره قليل عند من درسوا الشعر والشعراء في أرض البطانة. أوزان شعره تختلف عما يألف الناس من شعر البطانة الآن وقد جاء معظم شعره في البحر الذي يسميه أهل البطانة بإسم القصير، وعلى أهميته فإن شعره لم يجمع بعد. من نماذجه الشعرية قال يذكر مأساته:
    أنا الجَّنَب التعِيس سويتو بى إيدِى
    في كَلْمة مِزاح قليت غميدِى
    فِويطرات اُم قِبيل مِلحاً رشيدِى
    تاجوج ما اتلقت يا خَملَه زيدِى
    وقال وهو لايني يذكر تاجوج:
    كِضب يا ود جَفِيل ما ام صفايحْ
    عَنَاق حَدَر العُلو ال ترعى وترايحْ
    مهيرة الجيقنِى ام جَرَساً يصايحْ
    جنيبتاً لى اب علي ال تامَّ القَرايحْ
    رمت تاجوج بالمحلق إلى تخوم الجنون فطلب الشيوخ للعلاج وقد أوردنا من قبل في هذه المساحة مربعاً طريفاً للمحلق يحكي قصته مع أحد الشيوخ ولا نجد بأساً من إعادتها وإعادة المربع فبينما كان المحلق مع شيخه يطلب العلاج في خلوته ظهرت على الباب فتاة حسناء وسرعان ما غادرت فتبعتها نظرات الشيخ مما جعله يخطئ الدواية ويغمس قلمه في التراب فقال المحلق وكأنما يريد أن يوضح لطبيبه أين تكمن المهالك: أكتب يا فقير ما تقول مريضك طابْ
    ما شفت القبيل جابت السلام بالبابْ
    رقت من وسِط وغِلدت مع القربابْ
    فكرك انشغل قلمك مليتو ترابْ!!
    السوداني
                  

09-20-2009, 05:30 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الاستاذ اسعد العباسى
    وجدت فى الانترنيت مقالة طريفة بقلم الاستاذ عبدالعزيز بركة ساكن عن احد شعراء البطانة المغمورين.
    هل سمعت بهذا الشاعر المغمور؟

    Quote: الخميس
    ذات رحلة من رحلاتي المتكررة إلى أرض البطانة، غرب القضارف، زرت قرية صغيرة اسمها (الكراديس)، مبنية من القطاطي الكبيرة المتسعة على ربوة حجرية عالية، حيث استضافني شاب باحث أصبح فيما بعد من أعز أصدقائي، هو الأستاذ ميرغني الطاهر. وعادة أهل البطانة أن يغدقوا عليك من سخائهم طعاماً وشراباً، ثم يطربوك، في المساءات، من إنشادهم العذب لشعر المسادير والدوبيت.
    وهكذا أخذ الشباب ينشدونني أشكالاً وألواناً من هذا الفن لشعراء مختلفين. لكن لفت انتباهي بخاصة شاعر ذو خصوصية في الأوزان والصور غير المعتادة، فسألت عنه بالذات، فقالوا لي إنه المدني الكردوسي، واختلفوا في تاريخ ميلاده، وسيرته الذاتية، بل حتى في شعره، رغم أنهم كانوا حفظة وأذكياء ومتحمسين مثلهم مثل كل شيء في البطانة! منذ ذلك اليوم بدأ اهتمامنا، ميرغني الطاهر وشخصي، بتحقيق شعر المدني عبد الله الكردوسي البوادري. لكننا كلما تعمقنا فيه، كلما جهلناه أكثر!
    ولد صاحبنا في تلك القرية عام 1909م، وتوفي بمدينة القضارف في 1937م، وقبره قائم إلى الآن بسوق القوني وعليه تربيزة خضار! وخلال هذا العمر القصير جداً أنشأ ما لا حصر له من المسادير، كمسدار الصيد، ومسدار الأيام، ومسدار الغرام. أما أوزانه الشعرية، ونظام التقفية عنده، فشديد الشبه بالموشحات الأندلسية. ومن عجيب إنشاده، ليس في مستوى شعر البطانة فحسب، بل وعموم الشعر السوداني، قصيدته "ليلي ليلْ يا شتل ليلْ" التي لم أجد مثيلاً لها إلا في سبعينات القرن الماضي، ضمن ما أنشأ الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم من مواويل معروفة! وقد اعتاد الكردوسي أن يرتجل القصيدة في شكل مربوعات في الحفلات، فيرددها خلفه كورس من أصحابه، مثل: "الكلام بالبَمْبَقاية/ والحديث بالإنتِكاية/ يموت فِلان راجل هِناية/ يعيش فِلان يعشق هِناية/ ليلي ليلْ .. يا شتلي ليلْ"! أو مثل: "قادِر حكيماً وضَّحِنْ/ جَبَد البراطِم ورضَّخِنْ/ حكَّر وجيهاتِن وشلخِنْ/ في جُوفي عاملات مطبخِنْ/ ليلي ليلْ .. يا شتلي ليلْ"! أو مثل: "سِتَّ الجَّمال الهولهنْ/ إزداد علي بهدولهنْ/ مِتقايسات في طولهنْ/ والجنني حجولهنْ/ ليلي ليلْ .. يا شتلي ليلْ"!
    ويشيع في تلك النواحي أن للكردوسي جاناً كان يلهمه الشعر! ويتداول الناس هنالك أن شيئاً من هذا قد تأكد في حادثة موته ذاته. ففي ذلك اليوم، وقبل وفاة الكردوسي بساعات، كان القوم مشغولين، كعادتهم، في أراضيهم الزراعية، وكان ثمة خبراء إنجليز يشرحون لهم نظام الحريق، وكان سعيد عبد الفضيل، صَديق الكردوسي، يعمل، هو الآخر، في أرضه، عندما جاءه رجل أبيض، كما الخواجات تماماً، لكنه عار كما ولدته أمه، بظهر محدودب، وشعر رأس غزير، ولحية بيضاء، وحاجبين كثيفين يكادان يحجبان عينيه، حتى أنه كان يضطر لإزاحتهما بأصابعه المعقوفة كي يتمكن من الرؤية!
    جثا هذا الرجل على ركبتيه أمام سعيد، وقال له، بعد أن غرس أظافره الطويلة في التربة الطينية السوداء:
    ـ "البركة فيكم .. المدني مات"!
    وذلك قبل أن يقدم إليه نفسه باعتباره جان الشاعر الكردوسي، عارضاً أن يمده بالشعر بعد رحيله. لكن سعيداً خاف ورفض. لم ييأس الجان، ومضى يحاول أن يوسوس له ويغويه، فسأله ما إن كان ثمة من استطاع أن يجاري مربوعة شاعر البطانة ود عم شبيش: "رابعة ربيعة بى سلحات غراما مَتوَّكْ/ خِلقة طريَّة قبَّال الحَمَار تِسَّوَّك/ الخلاهُ معشوق ناس فِلانة اتبوَّكْ/ حِليت نمَّتِن بعدَ النَّجم ادوَّكْ"! فأجاب سعيد بالنفي. فما كان من الجان إلا أن قال له مجارياً: "رابعة ربيعة بى سلحات غراما مهرَّدْ/ خِلقة طريَّة قبَّال الحَمَار تِتبرَّدْ/ الخلاهُ معشوق ناس فِلانة اتعرَّضْ/ حِليت نمَّتِن بعدَ النِّهار ما بَرَّدْ"!
    رغم ذلك رفض سعيد عرض الجان!
    والكردوسي شاعر مدينة، وقد أورد في شعره كثيراً من المفردات الحديثة، مثل (مطبخ، كبري، لوري، شنبر، مدرعات). وأفادني المرحوم عون الشريف قاسم بأن الكردوسي كان عالم فلك. كما لاحظ الباحث والشاعر ميرغني ديشاب أنه استخدم أوزاناً شعرية غريبة على شعراء البطانة الذين التزموا (بحر الرجز) في الغالب، وأظن ذلك بسبب نمط الحياة الذي عاشه، حيث لم يستخدم الناقة، قط، في ترحاله، بل الحمار، كما في رحلته المشهورة، مع صديقه محمد عبد الواحد، إلى خشم القربة لرؤية امرأة قيل إنها كانت آية في الجمال. ولأن مشي الحمار أسرع جاءت أقرب إليه إيقاعات شعر الكردوسي.
    ربما يحتار المهتمون بشعر البطانة في عدم شهرة هذا الشاعر الكبير الذي وقف على قبره صديقه الشاعر الكبير الآخر المرحوم أحمد عوض الكريم أبو سن، قائلاً: "الغنا اندفن هنا"، كناية عن تقديره العالي لشاعريَّته الفذة! ولعل سبب ذلك أن الكردوسي، عليه رحمة الله، لا ينحدر من قبيلة كبيرة ذات سُلطان، كشُعراء الشكرية السِّنَّابْ.

    http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&vi...=51:aaaaaa&Itemid=55
                  

09-20-2009, 09:27 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Adil Osman)

    Quote: الاستاذ اسعد العباسى
    وجدت فى الانترنيت مقالة طريفة بقلم الاستاذ عبدالعزيز بركة ساكن عن احد شعراء البطانة المغمورين.
    هل سمعت بهذا الشاعر المغمور؟


    أخي عادل عثمان لك التحية والتقدير وبعد، أرجو أن تعلم أن من همومي هو ما أعكف عليه من تدقيق لـ (معجم شعراء البطانة) وهو مخطوط للباحث ميرغني ديشاب وأعتبره من أهم البحوث التى أجريت على أدب البطانة وقد شرفني أستاذي ميرغني ديشاب بتدقيق هذا المعجم وقد قطعت شوطاً كبيراً في ذلك توطئة لإصدار هذا المعجم والذي سيكون من أهم المراجع في أدب البطانةالشعبي وحقيقة قد أفادتني مداخلتك جداً في التدقيق في شأن الشاعر المدني الكردوسي خاصة فيما يتعلق بتاريخ مولده ووفاته وأغراضه الشعرية وقد تعرفت على هذا الشاعر من خلال ما كتبه عنه أستاذنا ديشاب في معجمه (شعراء البطانة) وقد جاء تعريفه في المعجم المذكور على النحو التالي:

    المدني الكردوسي*

    اسمه المدني عبدالله الكردوسي، ويعرف في أرض البطانة بإسم المدني الكردوسي نسبة إلى قرية الكراديس من ضواحي مدينة القضارف. ولد في العام 1908م وتوفي في الثمانينات من القرن الماضي. ينتمي إلى قبيلة البواردة أبناء عمومة الشكرية. قال الشعر في الغزل ووصف الإبل والبطانة والفروسية والمدح وله رباعيات مشهورة في الشكوى من الغرام. يقال انه تأثر في شعره أحمد عوض الكريم ود حمد إلا أنه لم لم يشتهر شهرته في قبيلة الشكرية وإن نال حظاً كبيراً في قبيلة البوادرة حيث يكثر رواة شعره. أهله يتوزعون الآن في قرى الكراديس وأم شجرة وقرى أخرى في ضواحي مدينة القضارف. له مطولات شعرية منها رصده لمنازل المطر وقد أظهر براعة وعلماً متقدماً بالفلك وحركة الطبيعة ويقدمه أهله البوادرة على باقي الشعراء الذين رصدوا منازل المطر في مسادير. ذكره قليل عند من درسوا الشعر والشعراء في أرض البطانة. في شعره سهولة لا نجدها عند من عاصره من الشعراء. لم نقف على أنه درس وتعلم، ولم نقف على مسادير له، وبعض أوزان شعره تختلف عن أوزان الرباعية السائدة الآن في أرض البطانة وهو بعيد عن الألفاظ البدوية في محيطه. جمع شعره الروائي السوداني عبد العزيز بركة ساكن وما يزال ما جمعه له من شعر مخطوطاً.
    قال في بعض رصده لمنازل المطر:

    الحُوتْ َدخَل والوكْت صَيفْ"1"
    والنَومْ عَلىْ أنا يبقى كيفْ"2"
    مَبْرُوعو قَادْ كَاسِي الكِتَيفْ"3"
    لَلْ مِتْلِى دايماًً ضَرْبُو سَيفْ"4"

    (1) الحوت: سابع منازل الربيع، وهو أيضاً برج في السماء(عون الشريف ـ حوته).دخل: يعني حلَّ. الوكت: الوقت، قلب القاف كافاً.
    (2) كيف: أداة الإستفهام كيف.
    (3) مبروعو: مبروعه، والمبروع الشعر. قاد: تقدم وسار أمامه، كناية عن طوله، يريد فتاته. كاسى: من كسا يكسو. الكتيف: تصغير كتف.
    (4) لل متلى: للذي هو مثلي. ضربو سيف: يعني أنه مقتول في حبها.

    وقال في بعض مرافعاته في الغرام:

    طاَلْبنِي الغَرامْ رسَّل لِى خمسه عَسَاكِرْ"1"
    وانا عامِل جِنَايَاتْ والقَلُبْ مُو فَاكِرْ"2"
    جِيتْ قابَلْتُو هو الجَنَبْ التَّعِيسْ المَاكِرْ"3"
    قَالْ خُتُّوه يَرْقُدْ في السِّجِنْ لا بَاكِرْ"4"

    (1) رسل لى: أرسل إليَّ. يعني ألقى عليه القبض.
    (2) عامل: يريد مخطئ وفاعل وماجاء في معناهما. جنايات: الجناية الخطأ الذي يعاقب عليه القانون. مو: لفظ في ما النافية. فاكر: متذكر.
    (3) جيت: جئت، لم يحقق الهمزة وقلبها ياءً. قابلتو: قابلته، يعني الغرام، جعل الغرام قاضياً. هو: يعني الغرام أيضاً. الجنب: القوي الذي لا ينقاد (عون الشريف ـ جنب). التعيس: أطلق هذه الكلمة لكراهيته له.
    (4) قال: يعود الضمير على الغرام. ختوه: يعني ضعوه ودعوه وما جاء في معناهما. يرقد: يعني يبقى. لا: لفظ في حتى، باكر: لفظ في غداً.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * محمد إدريس محمد إدريس ـ 2/2/2004م ـ حلفا الجديدة.


    أخي عادل أرجوك لا تسألني مرة أخرى عن شاعر فقد أتعبتني بالكتابة والضبط بالشكل.. لكن عزائي أنني استفدت منك جداً.
                  

09-21-2009, 12:56 PM

gessan
<agessan
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 746

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: (وجدت في موقع إسمه رماة الحدق الحلقة الأولى من سلسة مقالات كتبتها لصالح صحيفة السوداني تحت عنوان
    (رواد شعر الدوبيت) دون أن يذكر الموقع إسم الكاتب اللي هوا أنا. بالله يا عبد العزيزالناس ديل نسوي ليهم شنو؟)
    سلامات أستاذ أسعد..
    والله -حسب ظني- ليس من السهل محاربة هذه الامور، وسط غياب ثقافة الحقوق. لدرجة ان حكاية "كوبي وبست" دون إشارة للمصدر
    او صاحب المقال، دي أصبحت هي الثقافة الشائعة.ولا أظن في القريب العاجل أن تتمتع مواقعنا على النت بهذه الثقافة.
    بي كل أسف هذا ما يمكن قوله.دحين يا أخوي الله يعينك ويعظّم أجرك.
    --------------
    يبدو أن المكتبة السودانية على موعد مع إصدارة هامة، بخصوص "معجم شعراء البطانة". تمنياتي لك وللأستاذ ميرغني بالتوفيق والسداد.
    وبما أنك قلتا لي اخونا عادل عثمان(أرجوك لا تسألني مرة أخرى عن شاعر فقد أتعبتني بالكتابة والضبط بالشكل :) )..
    بالتالي ما علي إلا إنتظار إصدارتكم هذه حتى ارى ماذا قلتم في حق الشاعر الراحل (عبد الكريم ود شعيت) الذي كثيراً
    ما تمتعني أشعاره وحكاويه، والتي أحتفظ بها عبر تسجيل صوتي متداول شعبياً بين جمهوره:
    رَحَل اللبَّسِك هيبَة و دِوِيدِي و تاج
    شاعر بادية لي ورقة وقلم ما إحتاج
    هجّام غايِس البرقْ أب سِحاباً قاج
    سيف شُكرية لي هامة الخَسِيم دهَّاج

    راكِب العاصي في القُبَس النجِمها سراج
    طامِح صدرو مانِع لَصَة الكُرباج
    عانِي المِنُو نبضات القَلِب نَسَّاج
    ما بننساهو لمَّت نَدخُل النفَّاج

    هكذا رثاه الشاعر (الصادق ود الراوي)، وأنا متأكد ان ود الراوي قد قال أكثر من ذلك في حق الرجل.

    في إعتقادي الخاص أن ود شعيت هذا لو وجدت أشعاره من التناول والشهرة ما وجدته أشعار الحاردلو، لتحصلنا
    على مادة دسمة وشعراً بليغاً، لا يخلو من الحكاوي والمشاهد الدرامية المليئة بالجمال.وكذلك الحال عند طه ود الشلهمة
    وغيره من شعراء البطانة المغمورين.او الذين إكتفوا بالتناول الشعبي والإنتشار بين جمهورهم
    أكثر من الباحثين والمهتمين بالتراث.
    لذلك تجدني أميل كثيراً لرأي استاذنا ميرغني بيشاب -الذي أوردته أنت في شكل إشارات- حول "الفتنة بالحاردلو".
    فالمجال نفسه مجال تراث له بيئته البدوية الخاصة بل الممعنة في الخصوصية.
    لا زلت أتعشم أن تفعل كل مافي وسعك وتمدنا بمقال أستاذ ميرغني ديشاب.

    هذا مع عميق تقديري أستاذ أسعد
    مع التحايا لك وللجميع


    -----------------
    عبد العزيز عبدالماجد
                  

09-22-2009, 09:14 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: gessan)

    Quote:
    Quote: (وجدت في موقع إسمه رماة الحدق الحلقة الأولى من سلسة مقالات كتبتها لصالح صحيفة السوداني تحت عنوان
    (رواد شعر الدوبيت) دون أن يذكر الموقع إسم الكاتب اللي هوا أنا. بالله يا عبد العزيزالناس ديل نسوي ليهم شنو؟)

    سلامات أستاذ أسعد..
    والله -حسب ظني- ليس من السهل محاربة هذه الامور، وسط غياب ثقافة الحقوق. لدرجة ان حكاية "كوبي وبست" دون إشارة للمصدر
    او صاحب المقال، دي أصبحت هي الثقافة الشائعة.ولا أظن في القريب العاجل أن تتمتع مواقعنا على النت بهذه الثقافة.
    بي كل أسف هذا ما يمكن قوله.دحين يا أخوي الله يعينك ويعظّم أجرك.

    والله يا عبد العزيز دعوتك دي بالدنيا كلها، عشان كدا لن أبخل عليك بما ورد في معجم شعراء البطانة عن الشاعر عبد الكريم ود شعيت ولكن قبل ذلك إسمح لي بأن أورد لك هنا ما كتبته ذات يوم عن ديشاب ومعجمه شعراء البطانة وقد جاء مقالي على صفحات صحيفة السوداني على النحو التالي:

    ديشاب ومعجمه شعراء البطانة
    إن شخصية الأستاذ ميرغني ديشاب تدعوا بلا شك للإعجاب المتناهي، ولا تملك إن اقتربت منه إلا أن تقدره وتحترمه غاية التقدير والإحترام، فإن لم ترد فسوف يجبرك على ذلك، فهو خلوق، متواضع، هادئ الطبع، بسيط، ولوف، وحلو المعشر. ولعل هذه الصفات وحدها تكفي لأن تحترمه وتقدره، فما بالك إن علمت أنه مُربي من الطراز الأول، وعالم لغوي لايشق له غبار في العربية والنوبية والإنجليزية، وباحث خطير في التراث والأدب القومي، وشاعر خنذيد سعت الجوائز إلى أشعاره، فهو يكتب الشعر بالعامية والبدوية والنوبية والفصحى، كما أنه رسام، وخطاط، وملحن، ومصمم، وكاتب صحفي شامل وكبير، يكتب في الأدب، والتاريخ، والسياسة، وغير ذلك، وناقد مجيد في زمن قل فيه النقاد، ومحاضر مفوه، وله آراء جريئة وعميقة يكتبها بعلمية فريدة، كما أنه موثق للأحداث والشخصيات خاصة الشخصيات النوبية. وهومؤلف بلغت آثاره العشرين مؤلفاً في أقانيم متعددة، كمخطوطه "مسادير الصيد" ومخطوطه "النوبة النيليون اللغة والتراث" ومخطوطه"خليل فرح نحو قراءة أخرى" ومخطوطه"البيجاوية في عامية السودان"ومخطوطه"النوبية في عامية السودان العربية" وغير ذلك من المخطوطات القيمة ذات الأثر العلمي الكبير، وكلها مخطوطات معدة للطبع أو قيد الإصدار أنهاها في أزمان فائتة ومتفاوتة ولم يصدر منها سوى كتابه"تعليم القرآن الكريم واللغة العربية في التعليم العام في السودان" ويمتاز ديشاب بإسلوب أخاذ وبلغة رصينة وعالية المستوى لن تجدها اليوم إلا عند القليلين. وديشاب الذي يحمل ما جستيراً في اللغة العربية نوبيٌ ولد بوادي حلفا في العام 1953ويعمل الآن أستاذاً في المدرسة الثانوية بوادي حلفا ويعد ديشاب من أنجب تلاميذ البروفسير عون الشريف قاسم الذي أشرف على رسالته للماجستير بمعهد الخرطوم الدولي للغة العربية وجاءت بعنوان"أرض البطانة اللغة والثراث الشعري"الكثيرون يرون كما أرى أن الأستاذ ديشاب ثروة قومية يجب حراستها بالجند.
    توثقت علاقتي بالأستاذ ديشاب بعد معركة أدبية طاحنة خضناها على صفحات هذه الصحيفة ( صحيفة السوداني الغراء) وتحديداً على أرض عدد الجمعة الذي يشرف عليه صديقنا المشترك الجنرال أحمد طه كما يحلو لنا أن ندعوه وكلينا من الكتاب الراتبين فيه ففي بداية عهدي بالكتابة في السوداني كتبت مقالاً بعنوان(الحاردلو بين مطرقة ديشاب وسندان ود الفراش) بعد دراستي لمقال من جزئين للأستاذ العالم ميرغني ديشاب جاءت بعنوان( الفتنة بالحاردلو) ودراستي لما جاء في مقدمة الأستاذ الأديب محمد علي الفراش حفيد الشاعر القومي الرائد إبراهيم ود الفراش ولما رأيت أنهما يفضلان ود الفراش على الحردلو وهذا مالم أقبله وأرتضيه إبتدرت قائلاً:( رغم أن إجماع الباحثين يكاد ينعقد للحاردلو كقامة شعرية سامقة تعلو فوق كل قامة شعرية بين القدماء والمحدثين من أهل الدوبيت، إلا أن هناك من غامر وجهر برأيه مخالفاً كالباحث الخطير والناقد الكبير ميرغني ديشاب، والأديب الأريب الأستاذ محمد علي الفراش حفيد شاعر بربر ود الفراش، وبما أن هذين الرأيين قد صدرا عن عقلين لهما وزنهما وخطرهما فإننا سنختار من كنانتنا أصلبها سهماً لننافح به عن عبقرية وتفوق شاعرنا الحاردلو). وبعد تفنيدي لما قال به الأستاذين ديشاب والفراش إنتهى مقالي الذي نشر آنذاك على جزأين بقولي:( إن الشاعر إبراهيم ود الفراش من الشعراء القوميين الأوائل الذين نالوا شهرة واسعة وهي شهرة لم يكن ليكتسبها لو كان ضعيف الموهبة أوضعيف الشعر، بيد أننا لو وضعناه مع الحاردلو في مضمار الشعر وفقاً للمعايير النقدية والأدبية المعروفة فإنه لن يلحق بغبار قدمي الحاردلو). ومن هنا بدأت المعركة بيني وبين الأستاذ ديشاب فقد كان يهزمني برصانة أسلوبه ورؤاه المرتبة غير أني كنت ألوذ بعبقرية الحاردلو ومازالت المعركة في شأن المفاضلة بين الشاعرين الكبيرين محتدمة بيننا في لقاءاتنا ومهاتفاتنا.
    ما زلت أحمل في قلبي أشياء كثيرة أحمدها لشاعرنا المقدم الحاردلو، منها أنه وثق علاقتي بالأستاذ ديشاب، هذا العالم الجليل، الذي لايفتأ يقرظ ما أكتبه في الأدب الشعبي، وكنت أحسب ذلك أسلوب تربوي وتشجيع كالذي يحدث بين أستاذ وتلميذه، وما كنت أحسب أنه سيضع على عنقي قلادة شرف وهو يختارني لتدقيق ومراجعة مخطوطه المهم( معجم شعراء البطانة) توطئة لإصداره، والذي أعتبره من أهم آثاره في مجال الأدب القومي، بل أراه في الأهمية المرجعية يلي مباشرة قاموس اللهجة العامية في السودان للراحل المقيم الدكتورعون الشريف قاسم.
    معجم شعراء البطانة يضم مائتين وواحداً وستين شاعراً وشاعرة من أرض البطانة ــ أضفنا إليهم في طور التدقيق والمراجعة تسعة عشر آخرين ــ خضعوا جميعاً لترجمات دقيقة من باحثنا ديشاب الذي جاب أرض البطانة شبراً شبرا يجمع لمعجمه من الرواة سير الشعراء وأشعارهم لسنين عديدة، وتتبع في ذلك كافة المصادر المكتوبة في شأنها، ويقول ديشاب في تصديره أنه أراد أن يتعرف الباحث والقارئ على هؤلاء الشعراء خاصة وأن إعتماد الرواة على ذاكرتهم في حمل التراث الشعري في أرض البطانة قد عرض هذا التراث ــ عبر إمتداد الزمن ــ إلى ضياع جزء كبير منه سواء عن طريق النسيان أو موت حملة التراث الشعري. كما أثر في صحة نسبة كثير من الشعر إلى قائليه الحقيقيين.
    إن الخطة التي إنتهجها الأستاذ ديشاب في إنجاز هذا المعجم لا تقف فائدتها عند التعريف بالشاعر وسرد سيرته إنما تمتد لأبعد من ذلك، فقد إختار مربعين شعريين لكل شاعر، وقام بشرحهما بأسلوبه المتميز الذي يذكرنا بالفطاحلة من الشراح، وقد رسمت هذه الأشعار وشرحها لوحة تعليمية في هذا المعجم، من خلالها يستزيد القارئ بمعلومات تاريخية عن الدوبيت ويتعرف على مفرداته بشكل جيد.
    أحسست وأنا أراجع وأدقق هذا المعجم أن الأستاذ ديشاب ينصف هؤلاء المبدعين، لأن ما في نماذجهم الشعرية من ثراء لا يكافئه أبدا ما ورد من توثيق في المصادر السودانية، ولما لاحظته من أضواء منحسرة عن الكثير منهم جعلت بعضهم غير معروف البتة. ولعل الأستاذ ديشاب قد أراد كما لمح في تصديره أن يكون هذا المعجم بداية أو نواة لموسوعة كبرى تضم كل مبدع ساهم بإبداعه في دفع مسيرة الدوبيت السوداني وحمل رايته. وأملي أن يحرض هذا المعجم كل من يمتلك معلومات دقيقة عن شعراء الدوبيت لإبرازها لتظهر من خلال جهد لاحق، فأنا أعلم أن الكثير من أهل البادية كانوا ينظمون الدوبيت ومازالوا عن طبع أصيل فيهم، وبطريقة عفوية أو شبه عفوية. وأن منهم من لا يود حياءً أو لأسباب أخرى أن يعرف بين الناس بصفته شاعراً، لذا فإنهم ينسبون ما ينظمونه إلى غيرهم، كما أعلم أن شعراء الدوبيت المبدعين تصل أعدادهم لأضعاف مضاعفة لما حواه هذا المعجم. ويقيني أن هذه الأعداد في نماء مضطرد وتزايد مستمر، مما لا يمكن معه أن يحاط بإتقان ويوثق بتفصيل عن طريق مجهود فردي وإن كان رائعاً وعلمياً كهذا المعجم. وهذا ما يدعونى بإلحاح لاستنفار كل صاحب اهتمام بأدبنا الشعبي، لإنجاز موسوعة كبرى تليق بشعراء الدوبيت، لأنهم يستحقون الخلود، فقد أثروا وجداننا وأناروا عقولنا، وكانوا كالأبادر التي تضئ تاريخنا الذي استلهمنا منه العبر وأمتعتنا منه الحكايات والسير.
    ويطيب لي أن أختم هذا المقال ببعض المربعات الغزلية التي أثبتها الأستاذ ديشاب في معجمه لشعراء أورد سيرتهم. يقول الشاعر أحمد ودجاوى يخاطب صديقه عبده وهو يقتات من وجده وغزله:
    أنا يا عَبدُو سَاجِعة البَليبْ في دَوحَا
    تَنْفِي جَنَاحا مِنْ حَالي وتَقَلِلْ نَوحَا
    مِنْ سِتْ الصُبا الدَخَلَتْ عَوالي صِرُوحَا
    أسَرَتْ قَلبي بَيْ نَظرَه وشَفَنِي جِرُوحَا
    وردت في المعجم سيرة الشاعر الأمين ود كريز وأورد له الأستاذ ديشاب مربعين يقول في أحدهما وقد على عليه الرنين والحنين:
    مَالِك عَيْنِى سَرْحَانَه وابَيتِي الخَدْعَه
    زَيْ غَرَّادَة الوَرَاقَه رَادْفَه السَجْعَه
    يا مولايْ هَوِّنْ ليْ دُرُوبْ الرَجْعَه
    عُقْبَانْ عَادْنِي وَحَاحْ وارْتِعَاشة الهَجْعَه
    رغم أن الأستاذ ديشاب تتبع الشعراء منذ نشوء الدوبيت في أرض البطانة على يد الشاعر حسان الحرك إلا أنه لم يغفل الشعراء المجيدين من الشباب كالشاعر حسن الأمين عبدالله الحسن الذي قال:
    سِدْرَ الكِتْرَه أصْبَح مَا يَغَنِي بَلَيْبُو
    يِذَكِر عَقْلِي تَنْكِيدْ اليَتِيمْ ونَحِيبُو
    ظَبْيَ العنسْ الفَتَقَّنْ قُعُورْ مَحَرَيْبُو
    أبَتْ تَبْقَالْنَا تِخْلاتُو وقُلُوبْنَا تْسِيبُو
    وكذلك الشاعر الشاب أحمد عثمان الضو الذي لايقل شاعرية عن سابقه يقول فيما هو مثبت له بالمعجم:
    أميرْ جِيلُو المَتَوَّجْ فَوقْ ِديَارُو وحَيُّو
    ريلاً راتِعْ الصَيدْ في خَلاهُو وصَيُّو
    دَرْفُونْ البَوَادِي الإبْتَلَيتْ بَيْ غَيُّو
    سَمحاً زوقُو أبدعَ في جَمَالُو وزَيُّو
    الغي هو الحب وهو ما أسقم الشاعر محمد أحمد حسب ربه وملأ شريانه يقول في مربع أثبته له ديشاب في معجمه:
    لَيه يا رَاغِي تَصْرُفْ للحَدِيسْ تِتْأَبَّى
    وخَدَكْ فَوقُو إِعْجَابْ النَمِيمْ إِنْكَبَّ
    يا ال هَافَكْ قَسَمْ اعْضَاكْ وسَدْرَكْ شَبَّ
    غَيَّكْ قَاشِطْ الشِرْيَانْ ومَالِيه مَحَبَّه
    تعرض ديشاب لسيرة الشاعر إبراهيم حمد طويل وأثبت له مربعاً غزلياً ولكنه يمتاح من قاموس شعري يرتبط ببيئة الأرض التي يعيشها عن معرفة ودراية يقول:
    فرعاً في الشِدَيرَه النَارْ تَصَبِّحْ جَمْرُو
    دَايِرْ يَفْهَقْ العَنَفْ السَبِيطْ بَيْ تَمْرُو
    للجِيلْ حَاكْمَاً دَايِرْ يِنَفِزْ أَمْرُو
    أديباً سابتاً يَا الليلْ سَغِير في عُمْرُو
    إن مفردات الدوبيت المرتبطة بثقافة الأرض والبيئة تمتاز بقوة العبارة ورصانة الكلمة كما سنرى في مربع الشاعر محمد الأمين ود تروة الذي ضمه المعجم يقول:
    عَنَاقْ دَلْقَ الخَلا الغَادَرَتْ عَاكْلابَا
    قَصَّ القَلِبْ هَرَعْ حَشَّ البُطِونْ سَاكْلابَا
    كَاسِرْةَ الحُرْدِي طَقْ والفِرْكَه مِنَّصَّابَا
    زَرْقَةْ حَرْبَه أَبْيَضْ مِنْ مُهْجَتَا البَاصَّابَا
    وأخيراً أقول إن الصدور المتوقع لهذا المعجم الثر سيكون من أعظم هدايا العام الجديد لمحبي الدوبيت وسيلبي أشواق الباحثين والدارسين وسيسعد الكثيرين ولعلي سأكون أسعدهم جميعاً فقد قرر الأستاذ ديشاب أن يأخذني في معيته عبر بوابة المجد عندما سمح بوضع إسمي تحت إسمه في غلاف المعجم الأمامي مراجعاً ومدققاً فيا له من توق وما أعظمه من شوق.

    أسعد الطيب العباسي













                  

09-22-2009, 12:33 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: بالتالي ما علي إلا إنتظار إصدارتكم هذه حتى ارى ماذا قلتم في حق الشاعر الراحل (عبد الكريم ود شعيت)


    لن أدعك تنتظر كثيراً يا أخي عبد العزيز فقد جاء التعريف بالشاعر عبد الكريم ودشعيت في معجم شعراء البطانة على النحو التالي:

    ود شعيت*

    اسمه عبد الكريم محمد عبد الله ود شعيت، ويعرف في أرض البطانة بإسم ود شعيت ولا يعرف إلا به. ولد في تمبول شمال مدينة رفاعة عام 1934م وتوفى في ضواحي تمبول عام2001م. ينتمي إلى قبيلة الشكرية فرع الغنوماب. عمل مزارعاً في أودية البطانة وله من الأبناء محمد.
    أمضى حياته كلها في أرض البطانة ولم يرحل إلى مشروع حلفا الجديدة الزراعي عندما أنشئ إذ بقى في تمبول. يقال إنه تلأثر بالشاعر أحمد عوض الكريم ود حمد وقال الشعر في الغزل والإبل والتغني بأرض البطانة والفروسية والفخر والهجاء ومن رواة شعره خالد علي حسان بقرية 6 عرب من ضواحي حلفاالجديدة.
    لم يعرف أنه درس وتعلم ولم تعرف له مسادير. له أمداح للرسول صلى الله عليه وسلم وكان ذا قدرة خارقة على إرتجال الشعر وله في ذلك نوادر وحكايات يسردها الرواة في كثير من الإعجاب وهو من الشعراء الذين وقفوا ضد تهجير النوبيين إلى صحراء أرض البطانة وله في ذلك شعر كثير.
    لا نجد له ذكراً البتة عند من درسوا الشعر والشعراء على الرغم من حضوره الشعري وشغف الرواة به. من أغزر الشعراء إنتاج شعر وتنوعاً في موضوعاته الشعرية ومن أكثر المدافعين عن أرض البطانة وحدباً على قبيلته الشكرية وله في ذلك حكايات مروية وشعره لم يجمع بعد.
    من شعره في التغني بأرض البطانة:
    يا ام هبج الهواك شفخانة المتألِّمْ"1"
    إِبَارِك وسَلْفِيك راس حُصان مِتْكَلِّمْ"2"
    يوم ال فَرْتَقُوا اليوم ال ضِياهُ مضلِّم"3"
    ما كان فيها قاضي الجامِعَه المتعلِّمْ"4"
    (1) أم هبج: يعني بها أرض البطانة، والهبج القش الكثيف في الأرض المنخفضة أو المنبسطة(عون الشريف ـ هبج).
    (2) ابارك: إبرك، والإبرة الحقنة. سلفيك: حبوب السلفا كانت معروفة كدواء في السودان. راس حصان متكلم: أي صاهل في الحرب.
    (3) يوم: يعني يوماً من أيام الشكرية التي إنتصروا فيها على غيرهم. فرتقوا: هزموا وشتتوا. ال ضياه مضلم: يعني الذي نهاره مظلم من غبار القتال.
    (4) فيها: يعني في أرض البطانة، ويريد هنا أن ثبات أرض البطانة لأهلها كان بالفرسان والحروب لا المتعلمين ممن تخرجوا في الجامعات.

    ومن شعره في أرض البطانة أيضاً:

    يا ام هبج ال وَسَاعِك يبَّس السيحانْ"1"
    هواك حُقَن المِراريا وسَلْفِك الرّيحانْ"2"
    صَبْغَة يُود تُرابِِك لل جُرُحو مُكانْ"3"
    وشاشاتك تَبَر مَهْوَى العُلو الشرْبانْ"4"
    (1) وساعك: وسعك. السيحان: جمع ساحة.
    (2) هواك: يريد نسيمك. المراريا: الملاريا. اليحان: نبات طيب الرائحة.
    (3) صبغة يود ترابك: أي أن ترابك يقوم مقام صبغة اليود وهو دواء للجروح معلوم. جروحو: جروحه. مكان: يعني كبيرة غائرة.
    (4) شاشاتك: يريد الشاش الطبي. تبر: ضرب من النبات زهره أبيض.، يريد أن الدواء في أرض البطانة متاح في بيئتها لا مجلوبٌ من خارجها كعقاقير وغيرها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    * عبد القادر عبد الله عبد القادر ـ 16/11/2002م ـ حلفا الجديدة.


    أخي عبد العزيز لا تظن أنني سأكون كريماً أكثر من هذا. تحياتي.

                  

09-22-2009, 09:38 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: طه ود الشلهمة


    أما هذا وإخوانه فسنفرد لهما بوست كامل.
                  

09-23-2009, 07:53 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    ايوة يا اسعد قرض على كدة..ياخى انت مشروع لكاتب وموسوعة فكرية يمكن ان تمد المكتبة السودانية بالكثير من الدرر والاعمال الراقية فبلهى خليك فى كسر التلج لي ناس الحاردلو ودعك من دريم لاند وتوابعها... ويا ريت لو تكتب لينا عن شعر الهمباتة فى السودان ولدكتور شرف الدين الامين عبدالسلام كتاب قيم عن الهمبتة فى السودان كان مشروع نال به درجة الماجستير .. ولو تميت الناقصة وكتبت لينا عن مقال عن ديوان قريبكم دكتور محمد الواثق ام درمان تحتضر تكون ما قصرت ..وعلى فكرة صديقى الطيب زين العابدين هاشم اعتقد انه قريبك.. ودكتور عبدالقادر الزبير باشا فى المانيا..لنا معهم زكريات جميلة.

    خالص مودتى

    سيف جبريل
                  

09-23-2009, 10:03 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Saifeldin Gibreel)

    أخي سيف كل سنة وانت طيب ومرحباً بك هنا في معية الحاردلو.

    Quote: ويا ريت لو تكتب لينا عن شعر الهمباتة فى السودان ولدكتور شرف الدين الامين عبدالسلام كتاب قيم عن الهمبتة فى السودان كان مشروع نال به درجة الماجستير

    لا أعتقد أن هنالك كاتب سوداني قد كتب عن الهمباتة وأدبهم مثلما كتبت حوالي ثمانين مقال في صحيفتي ألوان والسوداني إضافة إلى كتابي (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني)وهو كتاب تتبعت فيه أكثر من مئتي مرجع ومصدر لعل أهمها كتاب المرحوم الدكتور شرف الدين الأمين عبد السلام"الهمبتة في السودان".

    Quote: ولو تميت الناقصة وكتبت لينا عن مقال عن ديوان قريبكم دكتور محمد الواثق ام درمان تحتضر تكون ما قصرت

    كتبت عن خالي البروفسير الشاعر محمد الواثق عدة مقالات بعضها جاء كبوست في هذا المنبر وبعضها نشر في الصحف كصحيفتي الصحافة والسوداني والمقالات هي"محمد الواثق وهجاء المدن السودانية" و "الصور الغزلية في ديوان أم درمان تحتضر" و "الفارس الأعزل قراءة قبل الطبع" ما كتبته عن الواثق جمعته في كتابي (شذور متفرقة حول الأدب) وقد أشار الاستاذ محمد الواثق لها الكتاب في فقرة كاملة في مقدمة الطبعة الرابعة لديوانه أم درمان تحتضر والتي ضدرت هذا العام عن دار عزة للطباعة والنشر.

    Quote: الطيب زين العابدين هاشم اعتقد انه قريبك.. ودكتور عبدالقادر الزبير باشا فى المانيا..لنا معهم زكريات جميلة.


    الطيب زين العابدين هو ابن أخي زين العابدين هاشم الذي فجعنا بفقده قبل عدة سنوات فالمرحوم زين العابدين والدته عمتي الحاجة الثريا محمد سعيد العباسي ـ طال الله في أيامها ـ الطيب هاجر منذ سنوات للولايات المتحدة الأمريكية. الدكتور عبد القادر عبد العزيز الزبير باشا هو عمي فجدتي لأبي هي أسماء الزبير باشا.
                  

09-23-2009, 09:22 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    أعود لك مرة أخرى أخي سيف على ذكر الهمبتة والهمباتة إذ أذكر أن من أوائل المواضيع التي طرحتها في هذا المنبر كان بوست بعنوان (فذلكة تاريخية لحياة وأدب الهمباتة) وقد جاء كما يلي:

    الهمباتة هم ناهبوا الإبل أصحـاب القيم الخاصة ، كانوا قبل أن يتواروا خلف ظلمة السنين يتسمون بالحزم والعزم والشجاعة المنقطعة النظير، كأنما قلوبهم قدت من الصخر، عاشوا حياتهم التي تمددت فوقها ظلال إرث قديم أطلق في أعمـق أعمـاقها سـهام الصعـاب والمغـامرة فتأرجحت حياتهم المتقلبة أصلاً ما بين إملاق عابر يخشـونه ويتفادونه بركب الصعاب وثراء يقصدونه قصداً وينتزعونه إنتزاعاً فترضى عنهم تلك التي تقبع في قلوبهم الحمراء.

    كَمْ شَدَّيتْ عَلى التِلِبْ الكُزَازِي أَبْ دَوْمَه

    وُكَـمْ قطَّعْتَهِنْ مِنْ سِنْجَـه طَالبَاتْ رَومَه

    الـرُوحْ مَا بِتْفَـارِقْ الجِتَّـه قُبََّـالْ يَومَا

    يَـا رَيـتْ كُلُـو نَسْـلَم مِن فِلانَه ولَومَا

    مرتقاهم صعب وجبلهم لا يتسلقه إلا الأقوياء، يفتحون صدورهم لسهام الموت ويضعون أرجلـهم في مستنقعه ويقـولون لها من تحت أخماصك الحشر.


    الوَلـَد البِدُور الشَّكْـرَه يابَا الشَّينَه

    يِبْعِد رِدُّو كَـوْ يَنطَـح بَوادِي جُهَينَه

    أَمَّا نْجِيـبْ فُلُـوساً تَبْسِطْ الرَّاجِينَا

    ولاَّ امْ رُوبَه لا حَولَينْ تَكَوفْتُو عَلَينَا


    نفوسهم طليقة كـما هذا الهـواء، صرختهم داوية كما تلك الرعود، أهل فطنة, وأريحية، رماحهم شرع وسيوفهم مـواضٍ قطـع، يسومون دماءهم عندما يحمي ا########س، ويبذلون أموالهم من أجل حبيبة القلب وضيف الدار والفقير المستجير.


    قُولْ لَلمَلْكًه مَا تْجِيبِي المَبَشْتَنْ حَالُو
    إِلا الوَالْدُو مِـن مِيَّـه عَازِلْ خَـالُو
    عَـارْفَ المَوتْ فَرِضْ مَبْدِي مِن قَبَّالُو
    يَـومْ الوَاجْبَـه مَالُو ودَمُّو مَا بِرْتَالُو

    تتحكم في فعالهم قيم موروثة وفضائل محسوسة، فنوالهـم كمـاالغمام، وقلوبهم خلت من وجلٍ أو روع، تقع الخيـانة في وجـدانهم في مواضع البغض والكراهية، لا يعتدون على أنثى ولا صغير أو فقير ولا جار ولا صديق.

    نِحْنَا المَا بْسَمُّـونَا العِرَيبْ وَين جِيتُو
    نِحْنَـا البِنَرْكَبْ الدُّرْشِي البِجَابِدْ خَيتُو
    نِحْنَا عَشِيرْنَا مَا بنُخُونُو ونَخَرِبْ بَيتُو
    نِحْنَـا عَدُونَا بِنَعَصْرُو وَنَطَلِّـعْ زَيْتُو


    ينهبون الإبل ويسلبونها ولا يعتدون على غيرها وفقاً لتقليدهم القبلي الموروث الذي صار عرفاً يجب إتباعه وواجباً يتحتم أداءه.


    الـوَلَدْ البِخَـافْ مِن القَبِيلَه تْلُومُـو
    يَخَلِـفْ سَاقُو فَوقْ تَيساً رَقِيقْ قَدُّومُو
    أَمَّنْ جَـابْ رِضْوَةْ البَهَمْ البِنَقِّرْ فُومُـو
    وَأمَّـا إتْخَامَشَنْ قَـدَحْ الرَّمَادْ حَرُّومُو

    لا يرضيهم التقاعس ولا يسـرهم البقاء بين الدور عـاطلين عن الرزق، فيعتلون الحدبات والقيزان، وينزلون الأودية والوهاد، ويجتازون السهوب والسهـول، ويهزمون الغابـات والوعرات، ذلك درب الـرزق العسير وطريق الغنيمة المحفوف بالمخاطر.

    واحْـدِينْ دِيمَه حَارْسِينَ البِيُوتْ مَا اتْعَدٌّو

    وُوَاحْـدِينْ سَاقُوا بِالحَدَبْ المِفَاسِحْ وُمَدُّو

    لَفَحُـوا السَّرْجْ عَليْ ضَهَرْ المِفَونِقْ وُشَدُّو

    وَصَرَفُوا أَبْ مَارْكَه لِلْبَهَـمْ المَزَوَّقْ خَـدُّو

    على صهوات أيانقهم وعلى ظهور مطاياهم يهاجرون لأمكان بعيدة من أجل الكسب، فيغازلون الغفار ويتزملون بالصحراء، ليعودوا غانمين لمثوى الأحبة وديار الغرام.

    يَومْ بِنْكَامِنْ السَّادْرَاتْ صَعِيدْ وحُدُودْ

    وَيَومْ نَاوِينْ كَجَوجَاً غَادِي مُو مَرْدُودْ

    يَومْ بِنْكَرْبِجِنْ فَوقْ العَـوَاتِيْ العُـودْ

    وَيَومْ بِنْجَالِسْ الدَّعْجَا امْ بَرَاطْماً سُودْ


    يملكون نواصي الكلم ويصطادون شوارد القوافي ويشيدونها على الإيقاع واللحن الفريد فيغنون للرواحل والكواحل.

    أَحْــدَبْ مِـنْ قُــدَّامْ قَفَـاكْ مُنْضَـمْ

    أَفَـزَرْ سَاقَكْ رَدِيْحْ كُرْعَيكْ مُوَاقْعَ النَّـمْ

    السَّبَبْ اليَبَّسْ لَهَاتَكْ وَاخْفَافَكْ مَلاهِنْ دَمْ

    بَـلا الـزَّولْ المَرشَّـمْ فَوقْ فَرِيقْ الشَّمْ

    بينهم وبين الجمال إلفة ومحبة وأسرار فهو نجيهم في الفلوات وحامل أثقالهم ويودعونه أسرارهم العاطفية ويخاطبـونه ويغنون له ويعظمونه.

    وَدْ جَمَلَ المَهَورَه اللَّيهٌو القَبِيلَه مِتَالْـبَه

    أُمُّو مِدَاقْمَه مِن مَفْرُودَا لِلْنَـاسْ غَالْبـَه

    يا ضِـدْ اللَّهَوبَـاتْ وَالسَّمَـايِمْ القَالْبَـه

    دَومُـو بَشِيشُو أَزْرَقْ مِن سَبِيبْ الطَّالْبَه

    يتدفقون فتوة وحماسة ولا يذعنون لقوة أو سلـطة، هاماتهم بالعزة مرفوعة، وأياديهم بالنوال ممدودة، يركبون الصعاب والمخاطر وقـت ما شاءوا وكيفما بدت، فيا طرقي كوني أذاة أو نجاة أوهلاكاً.

    سَمْحَه الشَدَّهْ فَوقْ ضَهَرْ السَّمِينْ مُوْ البَاطِلْ
    وُشَيـنَه القَعْـدَه والضَّحَـوِي البِيَرزِمْ هَاطِلْ
    البَكَـرَه السِيْـدَا عَاجْبَاهُـو وُمْسِيلَـهَا كَنَاتِلْ
    دِي بِنْسُوقْـهَا وُكَـانْ لَـمَّ الفَـزَعْ بِنْكَاتِـلْ



    للهمباتة قلـوب ترق حين تعشق وتترنم بأحاسيس عشقهم شفاههم وألسنتهم، معبرين بنظم بديع يؤطرونه بتراكيبهم الشعـرية الرائعة، غير أن ما ورثوه من تقاليد وقيم حكمت أن يأتي قولهم في التعبير عن العشق على أشكال تقع على تخوم الرمز ويخالطها الإلماح الوجداني.

    سَنَامَـكْ حَـدَّرْ الطَّـافَه وُجَرِيْـدَكْ نَوَّه

    كُورَكْ سَـالُو مِزِّيـقَه وُرُطَـانَه وَعَوَّه

    الْخَـلاَّنِي بَيْ نَـارْ أُمْ لَهِيـبْ أَتْكَـوَّى

    النَّومْ شُفْتُو يَا سَاحْرَ الغُرُوبْ شِنْ سَوَّى؟!

    يجيدون الوصف ويستحيلون عنده إلى شياطين شعر إذا ما استحال عندهم الوصف.

    غَنَّايـِكْ وَقَـفْ عِنْـدَ العِيـُونْ غَلَبَـنُّو
    وُعَاقْدَاتْ حَاجْبِكْ آ الدَرْعَه الكَلاَمْ خَلَبَنُّو
    مَا دَامْ عَقْـلِي شِلْتِي وَقَلْبِي مَـافِي لأَنُّو
    عِنْدِكْ مِنْ زَمَانْ عَـادْ الوَصِـفْ كَيفِنُّو؟!

    لا يخشون السـجن الذي ترتـعد منه أو صال الرجـال، بيد أنهـم يستدعون اليقين الكامن في قلوبهم فيرضون عن واقعه المستبد الذي ينعدم فيه الزمان والمكان ويقاومونه بوجدانهم القوي وصمودهم العجيب.

    الْبِرِيـْـدُو المَـوْلَـى لَيْـنَا كُلُّـو نِحْنَـا نْرِيــدُو
    قُــولْ لَيْ فْـلاَنـَه مَقْطُـوعْ العَـشَمْ مِنْ سِيْـدُو
    سِـجْنَ النُّـوبَه قَـامْ لَـيْ رَمَـادُو لَيْ تِهْـدِيـدُو
    نِحْنَا جَرَارْقُو يَا امْ قَرَّانْ نَلُوكْ مُرُّو وُنْلاَكْمُو حَدِيدُو

    وتختلط فلسفتهم في السجن بحكمتهم وأماني عشقهم وتعبر عن معاني صمودهم وتحديهم لتلك الأسوار الحجرية العالـية والأبـواب الحديدية الصلدة..

    السِّجِنْ أَبْ حَجَرْ وَالقَيـدْ المَبَرْشَمْ دَقُّـو
    مَا بَجِيْـبُو حَـاجَه لِلـزَولْ المِوَدِّرْ حَقُّـو
    يَا مَاشْ ارْبَعِينْ قُولْ لَيْ فَاطْنَه بِتْ البَرْقُو
    نِحْـنَـا مَرَقْـنَا وَالبِتْقَـانَتُو اللِنْشَقُّـو

    يحنون وهم في محبسهم للمغامرة وتكتوي قلوبهم بنيران فراقها فيتذكرون أيانقهم القوية وصهواتها المسافرة عبر أطياف ليلية تخترق الأبواب الحديدية وتعتلي الحوائط الأسمنتية.

    الزَولْ العَلَيْ جَدْيَ البَرَارِي مَخَلَّـقْ

    نِحْناَ فَرَقْنَا مِنْ رَكْبَةْ تُيُوسْنَا الشُـلَّّقْ

    قَفَلَونَا فَـوقْ بَابـاً حَدِيْـدُو مَطَرَّقْ

    مِنْ ضُهْراً كَبِيرْ لاَمِنْ حَمَارْنَا اِتْشَرَّقْ

    يرسلون من السجن رسائلهم التهديدية لأعدائهم من الأبالة ومن تسببوا في محنتهم فتخرج هادرة ومجلجلة.

    اللَيـلَه السِـجَنْ كَتَـمْ عَدَمْلُـو هَبُـوبْ

    وَابْ قَلْـباً خَفِيـفْ فِيهُـو زَيْ مَرْقُـوبْ

    نِحْنَا انْ مِتْنَا فِي شَـانْ الله مَافِي عِيُـوبْ

    ونِحْنَا انْ عِشْنَا وَآسَهَرَ السَّعِيْ امْ عَرْقُوبْ

    هكذا عاشوا بين جدرانه العالية وزنازينه الضيقة الموحشة وقيوده المثقلة على أعضائهم وخالطوا فيه من لا يحبون ونأوا عن ديار الأهـل ومثوى الأحبة فلم تسقط من أعينهـم قطرة ماء ولم تثقل أجفانهـم دمعة أسى، ولكنهم أخرجوا لنا شعراً سارت به الركبان وبقي خالداً كأنشوطـة على عنق الزمان.

    رحم الله أفذاذ الهمباتة النبلاء من مات ومن كـان حيا وشعرائهـم الفحول أمثال طه الضرير، وأبوجيب ابوزيد، واحمد تيراب، ويوسف ود عاب شبيش وقمر الدولة الصديـق، وشـرف ود المِحِـرب، وعبـدالله ود المقدم، وموسى ود كوكو الهبابي وصديق موجو.. ورحم الله أميرهم وأمير قوافيهم الطيب ود ضحوية، فقد أحبـو الحياة وأحبتهم وسلس لهم الشعر فأعطاهم من قياده ما تمنوه، وعندما عسعس ليلهم وتنفس صبحهم وأقعدهم الكبر عن مواصلة مغامراتهم ورحـلات عشقهم فإنهم يعودون إليها تحت إلحاح ذكريات الأيام الخوالي التي استوعبت أحداثها ومضت بعد أن دفعت بالسعادة بين جوانحهم، فتعود السـروج إلى ظهور النوق وتنتزع الأوتاد والشايات وترتد من جديد أسلحتهـم إلى قـرابها وتبرز أشواق بعيدة ويشمخ البعير لمغامرات جديدة، بيـد أن إيغال العـمر فيهم يأخذهم إلى تلمس الصوفية المؤتلـفة في دواخلهم فتأخذهـم إلى دروب التوبة وعندها يصبح ماضيهم ذكريات تروى وحكايات تحكى.
                  

09-25-2009, 09:31 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    ما زلنا في إنتظار رأي الأستاذ صديق الموج حول الشاعر الحاردلو.
                  

09-25-2009, 10:52 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    اخي الاستاذ اسعد العباسي

    لك اصدق التحايا وكل عام وانت والاسرة بالف خير

    الله يخليك وانت تنقب عن الابداع في شعر هذا العملاق محمد عوض الكريم ابو سن

    وانا اتصفح هذا البوست استوقفتني مداخلتان او بالاحرى تعليق من شخصكم حول انطباع العقاد عن الشاعر الحاردو فهل يا ترى يستطيع العقاد او اى من فطاحلة الادب العربي من غير السودانيين ان يفهم مفردات الحاردلو ؟ صحيح شاعرنا الحاردو استصحب روائع وجماليات اللغة العربية في اشعاره غير ان اغلب مفرداته موغلة في المحلية المستوحاة من ثقافة البادية . وفي تقديرى انتشرت ظاهرة البداوة في الوطن العربي ولكن الراي العندي هو ان لكل بيئة مفرداتها الخاصة المستلهمة من انسانها وحيوانها ونباتها وانهرها وخيرانها وجبالها . فمثلا اخي الاسعد اغلب اشعار بداوينا تتحدث عن الحيوان والنبات اما في رمزية غزلية او حماسية او هجائية فأنى للعقاد ادراك مفردة مثل نبات البوص او السريح اوالانيس او تبر او الدمبلاب . وانى له ادراك مفردة مثل الدلاعة و الكنان ( وتعني ربط خصيتي الفحل ليعجز عن اعشار الانثى الحائل) .

    صحيح شعر الحاردلو اقرب الى ادب المعلقات للتشابه بين بداوتنا وبدواة اهل الشام وقتذ.

    اذكر كنت اذهب دائما لاهلنا رعاة الابل عندما ياتون ليردوا بها المناهل وكانوا ببساطتهم يكررون عبارة ضمي وتعنى الغب من الوردة للابل وغالبا ما تكون ثلاثة ايام . ويلاحظ في معلقة زهير ابن ابي سلمى انه يقول :-

    رعوا ظمأهم حتى إذا تم أوردوا غماراً تفرى بالسلاح وبالدم
    فقضوا منايا بينهم ثم أصدروا إلى كلا مستوبل متوخم
    لعمرك ما جرت عليهم رماحهم دم ابن نهيك أو قتيل المثلم

    فعبارة ظمأهم في البيت الاول مقصود بها الضمى التي يلوكها اهلنا رعاة الابل . ويلاحظ ان الخليجيين هنا ينطقون الضاد ظاء .

    المداخلة الثانية التي استوقفتني من الاخت الشاعرة سمية الحسن طلحة لا سيما رايها في عبارة ( قالوا البطانة اترشت) فمع احترامي للاخت الاديبة سمية الا اننى لا اجد تباين بين عبارة اترشت وانرشت فاطلاقها بالتاء او النون لا يغير شيئ في المعنى وهو بدايات هطول الامطار وظهور الشوقارة على اشجارها في موسم الرشاش .

    لك يا الحبيب اطيب امنياتي


    عفوا اخي اسعد وردت عبارة ( وانا اطلع ) استبدلت بعبارة وانا اتصفح وكذلك خطأ مطبعي في عبارة مداخلتان من نفس السطر الاول .

    ارجو تعديل الاقتباس ليتوافق مع التصحيح .

    (عدل بواسطة الطيب شيقوق on 09-30-2009, 05:14 AM)

                  

09-25-2009, 04:25 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الطيب شيقوق)

    الأخ العزيز الأستاذ الطيب شيقوق لك التحايا والأشواق وأشكرك على هذه المداخلة المهمة والتي بحق تثري النقاش ثراءً علمياًوأرجو أن تسمح لي بالرد على ما أثرته: لقد قلت وأنت تثير مسألة في غاية الأهمية:
    Quote: وانا اطلع في هذا البوست استوقفتني مدخلاتان او بالاحرى تعليق من شخصكم حول انطباع العقاد عن الشاعر الحاردو فهل يا ترى يستطيع العقاد او اى من فطاحلة الادب العربي من غير السودانيين ان يفهم مفردات الحاردلو ؟ صحيح شاعرنا الحاردو استصحب روائع وجماليات اللغة العربية في اشعاره غير ان اغلب مفرداته موغلة في المحلية المستوحاة من ثقافة البادية . وفي تقديرى انتشرت ظاهرة البداوة في الوطن العربي ولكن الراي العندي هو ان لكل بيئة مفرداتها الخاصة المستلهمة من انسانها وحيوانها ونباتها وانهرها وخيرانها وجبالها . فمثلا اخي الاسعد اغلب اشعار بداوينا تتحدث عن الحيوان والنبات اما في رمزية غزلية او حماسية او هجائية فأنى للعقاد ادراك مفردة مثل نبات البوص او السريح اوالانيس او تبر او الدمبلاب . وانى له ادراك مفردة مثل الدلاعة و الكنان ( وتعني ربط خصيتي الفحل ليعجز عن اعشار الانثى الحائل) .

    ستجد ردي على ماورد في كتابي (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني) وقد جاء في فصل منه عنوان (الدوبيت السوداني في مخيلة كبار الأدباء العرب) أنقل لك جانباً منه:
    الدوبيت السوداني
    في مخيلة كبار الأدباء العرب
    كما عرفنا فإن الدوبيت السوداني هو البنية الأساسية للشعر القومي في السودان بأنواعه وأقسامه التي تعرضنا لها، وهو فن شعري ناضج وراق له أصوله ومقوماته، وقد شاع في بوادي السودان وحواضره، واكتسب شعبية لم تتوفر للشعر الفصيح، وكان انفعال الشعب به بكافة طبقاته في مناحيه أكبر من انفعالهم بالشعر الفصيح، ولعل إصباغ صفة القومية على هذا الفن القولي كان نتاجا لما تمتع به من شعبية طاغية، ولم تقف لغته الخاصة التي تخلو من الإعراب ومفرداته التي تغرق أحياناً في المحلية وتجنح نحو البدوية، دون أن يهتم به بعض كبار الأدباء العرب، فقد ارتسمت في مخيلتهم صلته الوثيقة بالشعر العربي القديم، واستقر في وجدانهم أنه الأبعد أصالة عن غيره من الأشعار القومية للأمم العربية. وفي هذا السياق أورد الأستاذ الدكتور محمد النويهي الناقد العربي المعروف، شهادة في غاية الأهمية عندما قال: إنه لم يفهم الشعر العربي القديم فهماً تاماً إلا بعد أن زار السودان ومكث في ربوعه بعض الزمن ، وذهب المفكر العملاق الأستاذ عباس محمود العقاد للقول بأنَّ مسدار الصيد للحاردلو غير مسبوق على مستوى الشعر العربي، واعتبر أن الحاردلو أشعر من ابن الرومي كما أبدى إعجابه به وتمني أن يكتب مقدمة لأية إصدارة تصدر عنه ، وقال: الشاعر العراقي عبد الرازق عبد الواحد، إن الشعر القومي السوداني من أروع ما سمع من الشعر، وأنه ينبع من شعور صادق . ولعل الأديب الكبير الأستاذ محمد فريد أبو حديد وهو أحد رجال التعليم الكبار السابقين في مصر، كان من أوائل الأدباء العرب الكبار الذين أبدوا آراء جيدة حول الشعر الشعبي في السودان من خلال المقدمة التي كتبها لديوان الشاعر السوداني محمد سعيد العباسي يقول: (وقد كنت قبل هذا قد رأيت نخبة من فضلاء أدباء السودان وقرأت لهم وسمعت منهم، وكنت في كل مرة أزداد إيماناً أن الصور التي تلمع في شعرهم تنبعث عن فن أصيل، ومن نبع فياض، بل لقد ذهب بي الخاطر أحياناً أن ألمح في شاعر السودان أديباً أبعد أصلاً في العروبة من سائر الأدباء، لقد سمعت في شعر السودان البدوي وفي أهازيجه الشعبية من صيغ الألفاظ ومن صور التعبير، ما لا يتوفر إلا لقوم لهم لسان عربي أصيل من أرومة بدوية عريقة، لقد سمعت في السودان من شعراء الشعب قوماً ينطقون لعامة الناس بما لا يدركه في غير السودان إلاّ المتأدب المتوفر على دراسة اللغة، فهو ينشد للناس بلغة عامية متحدثاً عن الشادن والأسد والرحال والمسارب، وما أظن عامة شعب عربي آخر تدرك لهذا الألفاظ معنى، من ذلك ذهب بي الخاطر أحياناً إلى أن أهل السودان العربي إنما ينطقون بلسان قديم، ويغترفون العربية من أصل أصيل، بل لقد خطر لي أنهم استقوا العربية عبر البحر قبل أن يرتووا من منهل الإسلام، وليس ببعيد أن يستطيع أحد الباحثين إثبات قدم العربية في السودان، وأن القوم قد عاصروا في الجاهلية إخواناً كانوا يتغنون معاً بلسان عربي مبين، ولست أنسى ما حييت جمال ما سبق لي أن قرأته من شعر التجاني وعبد الله عبد الرحمن، بل لا استطيع أن أنسى تلك السجعات العامية الحلوة التي لا أكاد أذكر أسماء أصاحبها) وقد وجدنا تعضيداً لما قاله الأستاذ محمد فريد أبو حديد في ما قاله الأستاذ الدكتور عز الدين اسماعيل حينما قال: (إن فن الدوبيت تتوافر له كل مقومات الشعر العربي الفصيح من وزن وتقفية وصور وأخيلة وتركيز للمشاعر والمعنى وشكل بنائي عام محدد، والاختلاف الوحيد الذي يختلف به الدوبيت عن الشعر الفصيح هو اختلاف شكلي محض، وهو أن لغة الدوبيت لغة غير معربة) واستطرد قائلاً: (وأرجو في هذا السياق أن نتنبه إلى الفرق بين اللغة غير المعربة واللغة اليومية أو السوقية، فلغة الدوبيت وإن لم تكن معربة ما تزال لغة شعرية من الطراز الأول، بل أكثر من هذا يمكننا أن نقرر بكل اطمئنان أن مفردات الدوبيت في معظمها فصيحة بل عريقة في هذه الفصاحة، وأن ما يبدو منها غريباً علينا لا يعدو أن يكون لهجة من اللهجات العربية القديمة) . وفي تعليقه على بعض أشعار الحاردلو يقول الأستاذ الدكتور عبد المجيد عابدين: (إنها تمثل أسلوباً أعرق في البداوة وأوغل في اصطناع الطريقة العربية في الوصف والتعبير) .
    وللعلم أخي الطيب أن كتاب الشعر القومي في السودان يعد أهم مرجع كتب عن الدوبيت وهو من تأليف الدكتور عزالدين اسماعيل وهو مصري الجنسية. وثانياً فإن العقاد عندما جاء إلى السودان درس الدوبيت وليس من الصعب عليه أن يفهمه كما فهمه الدكتور عز الدين اسماعيل وأصبح مرجعاً فيه فمفردات الدوبيت لها أصل عربي دائماً.
    قلت:
    Quote: المداخلة الثانية التي استوقفتني من الاخت الشاعرة سمية الحسن طلحة لا سيما رايها في عبارة ( قالوا البطانة اترشت) فمع احترامي للاخت الاديبة سمية الا اننى لا اجد تباين بين عبارة اترشت وانرشت فاطلاقها بالتاء او النون لا يغير شيئ في المعنى وهو بدايات هطول الامطار وظهور الشوقارة على اشجارها في موسم الرشاش .

    والحقيقة فإني أميل لرأي الأستاذة سمية والتي لم تكن تقصد معنى الكلمة إنما طريقة اللفظ وميلي لرأيها أتى من وحي علمها بألفاظ أهل البطانة.
    لك الشكر والتقدير يا أستاذ الطيب.
                  

09-25-2009, 06:38 PM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الاخ اسعد العباسي

    لك التحية والشكر الجزيل على التعقيب الضافي والممتع حقا غير انى ما زلت عندر راي اذ يصعب على العقاد وغيره من عمالقة الشعر مهما سمت قامتهم استيعاب مفرات الدوبيت الموغلة في المحلية فكيف يستطيع العقاد مثلا تفسير مثل هذه الابيات :-


    اب عراق فتق قرنو المبادر شره

    والباشندى عمت مهششيب الدره

    من النقره كل حين فوق عليو منصره

    ها الايام محاريها القليعه ام غره


    قدمت من هنا مبى ضانها سمعت كره

    فوق كارتوت شخيتيرا تخين خره

    قلاتو الوهاط بى لشغه قبلو محره

    يا باسط النعم تسقيها فى ها المره


    ساعود اليكم اخي اسعد

    اطيب الاماني

                  

09-25-2009, 09:33 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الطيب شيقوق)

    Quote: الاخ اسعد العباسي

    لك التحية والشكر الجزيل على التعقيب الضافي والممتع حقا غير انى ما زلت عندر راي اذ يصعب على العقاد وغيره من عمالقة الشعر مهما سمت قامتهم استيعاب مفرات الدوبيت الموغلة في المحلية فكيف يستطيع العقاد مثلا تفسير مثل هذه الابيات :-


    اب عراق فتق قرنو المبادر شره

    والباشندى عمت مهششيب الدره

    من النقره كل حين فوق عليو منصره

    ها الايام محاريها القليعه ام غره


    قدمت من هنا مبى ضانها سمعت كره

    فوق كارتوت شخيتيرا تخين خره

    قلاتو الوهاط بى لشغه قبلو محره

    يا باسط النعم تسقيها فى ها المره


    ساعود اليكم اخي اسعد

    اطيب الاماني




    الحقيقة التي أثبتها الباحثون أن العقاد انه قد فهم أشعار الحردلو وكما قلت لك أن أهم مرجع في أدبنا الشعبي كان بيد شخص مصري وإذا رجعت لكتابه الشعر القومي في السودان ستجده قد شرح أشعاراً يستعصى فهمها على الكثيرين من أهل السودان الشمالي. أنا في غنتظار عودتك مع شكري وتقديري أخي الطيب.
                  

09-26-2009, 11:58 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: وكما قلت لك أن أهم مرجع في أدبنا الشعبي كان بيد شخص مصري


    صحيح اخي اسعد ولكن هذه ظاهرة وحالة نادرة ومن الراجح ان يكون هذا المصري قد عاش في السودان سنين عددا

    يقيني حتى عمالقة شعرائنا الذين لم يعيشوا في البادية من الصعب عليهم استيعاب مفرداتها

    اطيب الاماني
                  

09-26-2009, 03:21 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: الطيب شيقوق)

    Quote: صحيح اخي اسعد ولكن هذه ظاهرة وحالة نادرة ومن الراجح ان يكون هذا المصري قد عاش في السودان سنين عددا

    يقيني حتى عمالقة شعرائنا الذين لم يعيشوا في البادية من الصعب عليهم استيعاب مفرداتها


    أوافقك إلى حد كبير أخي الطيب ولكن العقاد أيضاً ظاهرة ونادرة وبالفعل إستوعب أشعار الحاردلو في الشهور التي قضاها في السودان ولا سبيل للتشكيك في هذا. مع تقديري واحترامي.
                  

09-26-2009, 05:32 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    الحاردلو وبكائية العمر والدنيا!

    عيد مبارك يا أستاذ العباسي و ضيوفه

    على قدر سماعي من أشعار الدوبيت ما وجدت كالبكاء الوجودي الذي في المربع التالي

    يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سِرّو
    و ما لقيت من يِدِرْكَ المعنى بيهو أبِرّو
    قصبة منصح الوادي المِخَدِّر دِرّو
    قعدت قلبي تطويهو كل ساعة و تفرو


    لو تجاوزنا عن ظاهر التشبيب، ففيها من معاناة الوجود ما قد ضاقت به العبارة على رونقها

    و بها من الشعرية ما يليق بشاعر عظيم فعلاً، لا تكادالألفاظ تسع ما اضطرم في روحه من المعاني.

    أهو للحردلو أم لغيره؟

    ***
    و عندي أماني في هذا العيد،

    أن يا ليت لو يعرفنا العباسي على الأدب الشعبي في غرب السودان، من دار حامد و الكبابيش و حتى الزيادية

    فللأسف لا تتوفر عنه معارف وافية لولا (فرسان كنجرت) الذي جمع فيه عبد الله على إبراهيم من أشعار الكبابيش.

    و أن حبذا لو يتحفنا عبد العزيز (قيسان) ببوست من لوحاته فائقة الجمال و الإثراء

    و الشاهد على كلامي صورة بروفايله و لوحة الدودو.


    شكراً للمتعة و على الفائدة.

    (عدل بواسطة هاشم الحسن on 09-26-2009, 05:34 PM)

                  

09-27-2009, 02:22 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: هاشم الحسن)

    Quote: على قدر سماعي من أشعار الدوبيت ما وجدت كالبكاء الوجودي الذي في المربع التالي

    يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سِرّو
    و ما لقيت من يِدِرْكَ المعنى بيهو أبِرّو
    قصبة منصح الوادي المِخَدِّر دِرّو
    قعدت قلبي تطويهو كل ساعة و تفرو


    أخي الأستاذ هاشم الحسن المربع للحاردلو ويعد أحد آيات إعجازه الشعرية ورداً كافياً لخصومه.
    Quote: و عندي أماني في هذا العيد،

    أن يا ليت لو يعرفنا العباسي على الأدب الشعبي في غرب السودان، من دار حامد و الكبابيش و حتى الزيادية

    فللأسف لا تتوفر عنه معارف وافية


    لقد كتبت كثيراً عن الأدب الشعبي في غرب السودان وعن شعرائه أمثال تيراب وود أم سيالة وغيرهم وخصصت فصول لذلك في كتابي (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني) كما تم النشر عبر بعض الصحف والدوريات وأذكر أنني قد رددت في صحيفة السوداني على استاذنا إبراهيم إسحق إبراهيم رئيس إتحاد الكتاب السودانيين عندما شكك في عدم إهتمامي بالبادية الغربية من خلال ما كتبه وهو يحل ضيفاً على أستاذنا كمال الجزولي في رزمانتهعندما قلت:( أستأذن القارئ الكريم فقد عنَّ لي أن أعبر عن امتناني للروائي والباحث الكبير إبراهيم إسحق إبراهيم رئيس إتحاد الكتاب السودانين الذي أشار إلى اسمي َضمن علماء أجلاء ينخفض سقفي عن سقفهم كثيرا، وذلك من خلال استضافته برزمانة أستاذنا كمال الجزولي، فقد قال:" الطيب محمد الطيب وشرف الدين ألامين عبد السلام يرحمهما الله جمعا حصائل لابأس بها من ديوان الدوبيت في غرب النيل الأبيض . لكنني أشك في أن أسعد الطيب العباسي وميرغني ديشاب قد منحا للبادية الغربية ما أعطياه لبوادي الشرق.) غير أني أحب أن أطمئن الأستاذ الفاضل إبراهيم بأن البادية الغربية لم تكن بعيدةً عن وجداني وقد منحتها الكثير سواء في مخطوطاتي أو هنا في عدد الجمعة المتميز لصحيفة السوداني الغراء).

    الأمر المثير أن أستاذنا إبراهيم عندما التقاني فيما بعد واقتنع بردي توثقت صلتي به وقام بكتابة المقدمة لكتابي (شذور متفرقة حول الأدب). أما أستاذنا ميرغني ديشاب فهو بالفعل لم يهتم بالأدب الشعبي في غرب السودان ولكنه مرجع موسوعي في أدب البطانة.
                  

09-28-2009, 06:38 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    من أراد أن يستزيد ويستلذ في بعض شأن شاعرنا الحاردلو عليه بالرجوع للسفر الرائع الذي أنجزه الدكتور العالم الأستاذ إبراهيم القرشي وهو كتابه ( بين الأميرين الشاعرين إمرئ القيس والحاردلو) ( قصة التشابه المذهل).
                  

09-29-2009, 09:42 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: المربع للحاردلو ويعد أحد آيات إعجازه الشعرية ورداً كافياً لخصومه.

    ***
    لقد كتبت كثيراً عن الأدب الشعبي في غرب السودان وعن شعرائه أمثال تيراب وود أم سيالة وغيرهم وخصصت فصول لذلك في كتابي (نظرات في الهمبتة والدوبيت السوداني) كما تم النشر عبر بعض الصحف والدوريات وأذكر أنني قد رددت في صحيفة السوداني على استاذنا إبراهيم إسحق إبراهيم رئيس إتحاد الكتاب السودانيين عندما شكك في عدم إهتمامي بالبادية الغربية من خلال ما كتبه وهو يحل ضيفاً على أستاذنا كمال الجزولي في رزمانتهعندما قلت:( أستأذن القارئ الكريم فقد عنَّ لي أن أعبر عن امتناني للروائي والباحث الكبير إبراهيم إسحق إبراهيم رئيس إتحاد الكتاب السودانين الذي أشار إلى اسمي َضمن علماء أجلاء ينخفض سقفي عن سقفهم كثيرا، وذلك من خلال استضافته برزمانة أستاذنا كمال الجزولي، فقد قال:" الطيب محمد الطيب وشرف الدين ألامين عبد السلام يرحمهما الله جمعا حصائل لابأس بها من ديوان الدوبيت في غرب النيل الأبيض . لكنني أشك في أن أسعد الطيب العباسي وميرغني ديشاب قد منحا للبادية الغربية ما أعطياه لبوادي الشرق.) غير أني أحب أن أطمئن الأستاذ الفاضل إبراهيم بأن البادية الغربية لم تكن بعيدةً عن وجداني وقد منحتها الكثير سواء في مخطوطاتي أو هنا في عدد الجمعة المتميز لصحيفة السوداني الغراء).

    الأمر المثير أن أستاذنا إبراهيم عندما التقاني فيما بعد واقتنع بردي توثقت صلتي به وقام بكتابة المقدمة لكتابي (شذور متفرقة حول الأدب). أما أستاذنا ميرغني ديشاب فهو بالفعل لم يهتم بالأدب الشعبي في غرب السودان ولكنه مرجع موسوعي في أدب البطانة.
    الحردلو عبقري قاطع الشك، و زدتني عنه يقيناً... شكراً أستاذ العباسي و نطمع في المزيد.
                  

09-30-2009, 05:18 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاردلو وبكائية العمر والدنيا (Re: هاشم الحسن)

    اخي الاستاذ اسعد

    طاب صباحكم

    عفوا وردت في مداخلتي اعلاه عبارة ( وانا اطلع ) استبدلت بعبارة وانا اتصفح وكذلك خطأ مطبعي في عبارة مداخلتان من نفس السطر الاول .

    ارجو تعديل الاقتباس ليتوافق مع التصحيح .

    خالص الود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de