دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
اعتقد انو ده جزء من علم فلسفة الاخلاق Ethics المسمي "النسبية الاخلاقية" moral relativism و تقول: ان الاخلاق و المواقف غير ثابتة، تختلف باختلاف الثقافات و الشعوب و الاوضاع.
سآلتني زميلة في الجامعة قبل سنتين تقريبا عن الفرق بين السودان و امريكا، فرديت:
You know what, in America، kissing in public is okay but pissing in public is punishable, whereas in Sudan the opposite is correct، kissing in public is a crime but pissing in public is tolerated
و هكذا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: Sameer Kuku)
|
سلام بنت عمسيب وشيخنا قصي ودكتور سمير .. أكيد عجبتني الردود بفتح أفاق جديدة لم تكن تخطر على بالي .. لكن خلونا نبدأ من بنت عمسيب . تقول أن مجتمعنا السوداني تحديدا يعاني من الهيمنة الذكورية لذا فيه تلك الازدواجية واضحة .. يعني مثلا لو البنت تأخرت للساعة العاشرة مساءا كل البيت يقوم بزجرها وعقابها أما الولد حر أنه يدخل واحدة صباحا أو حتى يبيت خارج البيت . وهذه حقيقة ,, لكن أنا اضيف . أيضا مجتمعنا السوداني فيه ميزة غريبة لم أجدها في شعب آخر . وهو في لغة الحوار أذ يختص النساء بعبارات يعاب على الرجال أستخدامها .. وهي خاصة بالنساء من الطفلة للجدة مثلا ( سجمي كر علي وووب علي أجي يايمة ) وهكذا بدليل أنه خلال هذا الاسبوع كان في فيديو لافي في الفيسبوك لشاب يرتدي طرحة ويقلد النساء وقال فقط ( منو دا أنا دي .. ؟؟ وبري بري بري ) هذا الشاب تلقى كم من الشتائم والسباب ما لم يتلقاه مغتصب الرضيعة ذات السبعة أشهر وقاتلها في ذات الاسبوع واتهم صاحب الفيديو بما اتهم به ..المصريين عندهم ذات الميزة أي كلمات نسائية لكن لا يعيبون على الرجال استخدامها مثل ( يا لهوي وياخراشي وغيرها ) ومنتشرة في أفلامهم ومسلسلاتهم . بذات المناسبة المحيرة سألت زميل في العمل سعودي . قلت له هل أنتم في لهجتكم المحلية عندكم كلام خاص بالنساء يعاب على الرجال استخدامه ؟؟ اتضح لا يوجد بدليل أنه حتى لم يفهم سؤالي . وميزة أخرى يختص بها النساء دون الرجال .. وهو ممكن للبنت أن ترتدي الزي الرجالي أو شبه الرجالي مثلا البنطلون والقميص والبدلة .. وحتى اللبسة الباكستانية كأن تكون ملونة .. ولكن يستحيل أن يسمح لرجل بأرتداء فستان أو توب نسائي أو اسكيرت .. وبدليل نفس فيديو الشاب الذي كان يرتدي طرحة نسائية أو توب لا ادري وقوبل بتلك الحملة الشعواء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: Sameer Kuku)
|
هذه النسبية ايضا تتدرج أفقيا ورأسيا أفقيا تحكمها نصوص مثل ( لكل مقام مقال ) يعني مثلا على المستوى الشعبي ما تقعد تنكت وتحكي طرائف في بيت البكا أو في المقابر .. أو في حفلة عرس الناس منتشين رقيص وزغاريد تلفت العريس من كتفه وتشيل معه الفاتحة أو تعزيه في والدته التي توفت قبل شهور . هذين سلوكين غير محكمين بنصوص شرعية يعني لا هو حرام ولا هو حلال . لكنه هو عرف أخلاقي تربوي موروث .. وحتى لو كان صاحب هذا السلوك لا يستطيع أن يتحكم في نفسه .. يسموه في المجتمع (أشتر ) ويعاملوه في شبه عزلة أو على الاقل ( لاموآخذ) .. مثلا العريس يشتكي ( ياخي زولكم الاهبل دا نحن نرقص في نص الحفلة يجي يلفتني ويشيل معاي الفاتحة ؟) يجيه الرد ( ياخ سيبك منه دا زول أشتر ساي ) ..
وكذلك رأسي عبر الزمن يتطور هذا العيب مثل أذكر نحن صغار في حول العاشرة كان يعد شرب الشاي السادة والقهوة لمن هم في سننا عيب كبير .. وحتى ممكن يكون مادة لغيبة النساء ( شوف عيني أولادها قاعدين جمبها يشربوا في الشاي السادة . يا عيب الشوم ) ثم تطور هذا العيب ليصبح الشاي السادة والقهوة متاح لكن يعاب في حضرة الكبار ..( الليلة ولدك دا خليه يجي البيت حا اقطع لحمه بالحزام .. ليه ماله بسم الله .. لقيته قاعد مع ناس عبد الغفار في الديوان بتاعهم كابين ليه شاي يشرب فيه مع الكبار ) ... ثم تطور آخر ممكن يشربوا الشاي مع الكبار لكن يعاب الجلوس في قهاوي السوق .. وهكذا يندثر العيب ليحل محله المباح مع مرور الزمن . ليظهر عيب آخر ... في التدخين مثلا .. في ألاول كان الاب أذا وجد عقب سجارة مرمي في الحوش يفتح تحقيق ويجمع الاولاد ويدخلهم في موجة رعب .أخيرا يتخارجوا بعد أن يثبتوا أنه في ضيف حضر من خارج البيت .. ثم تطور ليتعاد الاب على رائحة الدخان في فم أولاده .ز لكن يصبح العيب أذا شاهد الابن ماسكا سجارة في يده ويدخن .. ثم يتطور ليصبح (أبوي ما عندك سجاير .. ما عندي لكن خدلك سفة أعدلبها راسك )..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: عبدالله محمد أحمد)
|
يوجد نصيين عربيين يبينان أهمية الاخلاق في حياة البشر أولا الحديث النبوي الشريف (إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل قريش . وهذا من فرط أدبه لقوم كانوا يوأدون البنات تشاؤما خوفا من العار ويرثون النساء كرها .. يتعاملون بالربا يعاقرون الخمور ويخوضون حروبا فيما بينهم لاتفه سبب .. رغم ذلك لم يقل لهم انما بعثت لاجعلكم بشر أو بني آدميين وأعلمكم كيف تتعايشوا مع بعض بدلا عن حياتكم هذه التي تستحي منها الانعام .. انما قال أتيت لاكمل على أخلاقكم الكريمة وفضائلكم بل لخص دور الرسالة كله في هذا الدور .. وليس هذا فحسب بل تحت هذا النص كم هائل من النصوص التي تضبط أخلاق الناس في التعامل فيما بينهم منها على سبيل المثال ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا , رحم الله أمرء سمح اذا باع واذا اشترى واذا قضى واذا اقتضى , تبسمك في وجه أخيك صدقة .. الجنة تحت أقدام الامهات .. من غشنا ليس منا .. من ولى قوم وهم له كارهون فاليتبوأ مقعده من النار ... الخ) كم هائل من النصوص النبيوية كلها بنود تصب في مكارم الاخلاق . والنص الثاني هو بيت الشعر انما الامم الاخلاق ما بقيت ************ فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا أي تجمع للبشر يربطهم ميثاق أخلاق حتى المجرمون والعصابات والنشالين والحرامية يربطهم ميثاق من الاخلاق يلزمهم تجاه بعضهم البعض حتى وان كان لايلزمهم تجاه الاخرين . لذلك الغربيون في علم الادارة ابتكروا لكل مهنة أخلاقها وعرفت بأخلاقيات المهنة code of ethics مثلا الاطباء من أخلاقياتهم المهنية . لا يفشوا أسرار المرضى .. لايفتوا في مرض لم يعرفوا تشخيصه ويصفوا أدوية خطأ ..وكذلك المهندسين والمحامين والقضاة وغيرهم . وهذه أخلاقيات المهنة أصبحت عرف متوراث في البشر حتى في المهن التي تخالف القانون . أذكر مثال طريف : أحد الساكرى بعدما تجرع جرعة من زجاجة الخمر البلدية ( العرقي ) رفع رأسه وقال للبائعة (أنت عرقيك دا زدتيه موية ) غضبت منه غضبا شديد وانفعلت وضربت صدرها قائلة (أنا أزيد العرقي موية ؟ أنا أغش ؟ أنا آكل حرام ؟) .. هذا في عرفها الموروث أنه الغش حرام وهذه هي أخلاقيات المهنة التي ورثتها .. ليس فيها أن صناعة العرقي نفسها حرام . كذلك النشالون لهم أخلاقيات مهنة . مثلا لو أحدهم شاهد زميلة متربص بزبون ( لقطة ) يصبح من العيب عنده أن يسبقه عليه .. والحرامية زوار الليل لا يسرقون بيوت أقاربهم أو أقرباء زملائهم .. عصابات المافيا تحكمهم أخلاق لا يعصون القانون ويرتكبون أفظع الجرائم . لكن لا يعصون أومر زعيمهم ومستعدون يفدونه بأرواحهم .. هذا نموذج يثبت صدق قول الشاعر (فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ) بمعنى أي تجمع أو كيان بشري لهم مواثيق أخلاقية تحفظ تجمعهم فان فقدوها فنوا بل أفنوا بعضهم بعضا .. تقاطع هذه الاخلاقيات مع بعضها البعض هو الذي ولد هذه النسبية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
بعض هذه المعايب أو الممنوعات في الاعراف المحلية ولدتها البيئة نفسها ولا علاقة لها بأخلاق أو دين أو شرع .. لكنها أتخذت الطابع الاخلاقي والعيب .. مثلا في قبيلة الطوارق في شمال أفريقيا .. في هذه القبيلة أصبح لزاما على الرجل أن يغطي أنفهه وفمه أي يبرز عينيه فقط بينما النساء سافرات الوجوه .. . تغطية الوجه للرجل نجم عن تنقل الرجال الكثير في الصحراء وتعرضهم للاتربة والغبار . عكس النساء اللاتي هن مستقرات في البيوت .بالتدريج أصبح كشف الرجل لوجهه عيب .. ونجد في قبائل أخرى في الجزيرة العربية كشف المرأة لوجهها عيب حتى لزوجها .. وكان قبل ايام في الاسافير قصة غريبة لامرأة طلبت الطلاق لانه زوجها غافلها وكشف وجهها وهي نائمة بعد زواج دام أكثر من عشرين عاما .. ثم تأتي الغرابة أيضا في آداب الضيافة مثلا عند أهلنا في شرق السودان ..أذا صادف الضيف وجود شرب القهوة يصبح من العيب أن تقدم له القهوة المعدة سلفا . أنما التقدير وأدب الضيافة يتطلب أن تعد له قهوة خاصة من مرحلة الصفر .أي من بدأ تحميص البن وسحنه ثم غليه ثم صبه على الجبنة ليقدم للضيف .أي تصرف غير هذا يعد عيبا وتقليلا من مكانة الضيف حتى لو كانوا عشرة ضيوف وصلوا في فترات متباعدة . وحتى لو كان الضيف مستعجلا . وأختلاف آخر ولد النسبية في الاخلاق .. هذا الاختلاف أعتقد أنه سوداني بحت لا أحد يشاركنا فيه وأن كان بدأ يندثر . وهو لغرابته يتعلق بنوع الآكل .. عندنا طعام خاص بالنساء يعاب على الرجال تناوله ( على الاقل في العلن ) مثل ( مديدة الحلبة . والنشاء . والموص والحرجل ) .. هذه لانها أطعمة مرتبطة بأحداث نسائية كالنفاس مثلا يقال أن الحلبة مدرة للحيب .. والمواد الثانية تستخدم مثلا لاعداد العروس فهي مختصة بتسمين أماكن معينة في الجسم يعاب على الرجل أصلا الاعتناء بها .. فكانت أكثر الاطعمة تعاب على الرجل هي مديدة الحلبة .. وفي حالات عندما يمد الرجل ( بكورة حلبة ) مثلا مع زوجته النفساء وسمع طرقا على الباب .. تجده ينفعل مع الاولاد ( دقيقية دقيقة يا ولد ما تفتح الباب استنى أول دخل كورة الحلبة دي جوة في المطبخ .. ويذهب يغسل قمه ويمحو أي دليل يشير الى أنه تناول الحلبة) .. هذا طبعا في السابق .. تفاجأت في زيارتي الاخيرة للسودان أن مديدة الحلبة أصبحت تباع في الكافتريات .. بل تزين بها لوحات الكافتريات .. وتوجد تناقضات حتى في الاسماء ( الركن الشامي لمديدة الحلبة ) متى كانت مديدة الحلبة شامية .؟ يقودنا الطعام الى أهتمامات مشابهة وهي الاعتناء بالبشرة او الجسم .. الرجال كان بالكثير يستخدمون الجرسلين وفي فصل الشتاء لانهم الاجساد تتشقق وتدمي في بعض الاحيان .. وكان للنساء موادهم الخاصة وهي عجائن مصنوعة من طحين الزرة ويمكن الترمس وغيرها . لكن طبعا بعد العولمة ظهرت الكريمات المستوردة من نيفيا وفير أن لفلي .. وذهب معها العيب .. الفرق فقط مع من استطاع اليه سبيلا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
Quote: لكن أنا اضيف . أيضا مجتمعنا السوداني فيه ميزة غريبة لم أجدها في شعب آخر . وهو في لغة الحوار أذ يختص النساء بعبارات يعاب على الرجال أستخدامها .. وهي خاصة بالنساء من الطفلة للجدة مثلا ( سجمي كر علي وووب علي أجي يايمة ) وهكذا بدليل أنه خلال هذا الاسبوع كان في فيديو لافي في الفيسبوك لشاب يرتدي طرحة ويقلد النساء وقال فقط ( منو دا أنا دي .. ؟؟ وبري بري بري ) هذا الشاب تلقى كم من الشتائم والسباب ما لم يتلقاه مغتصب الرضيعة ذات السبعة أشهر وقاتلها في ذات الاسبوع واتهم صاحب الفيديو بما اتهم به ..المصريين عندهم ذات الميزة أي كلمات نسائية لكن لا يعيبون على الرجال استخدامها مثل ( يا لهوي وياخراشي وغيرها ) ومنتشرة في أفلامهم ومسلسلاتهم . |
هذه الميزة موجودة في كل مجتمع انساني ناطق | من ناحية لغوية، هذا التميز موجود وبكل درجاته وبذات اختلافات المظهر والأدب والأخلاق النسبية توجد اختلافات هنا. ربما لم تتعمق في تلك المجتمعات بما فيه الكفاية، لاعتبارات "أخلاقية" نسبية سودانية. لكن يمكنك النظر في خصائص اللغات فتجد هذا متوفراً جداً
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: حاتم إبراهيم)
|
سلام يا استاذ حاتم نشكرك على المداخلة انا ذكرت قلت في السودان وفي المصر توجد مفردات خاصة بالنساء يعد استعمال الرجال له عيب أو( خيابة) في السودان ولكن في مصر عادي استخدامها عند الرجال حسب ما نشاهد ونسمع في المسلسلات والافلام ..
وبديهي هذا ليس حكم مطلق بطبيعة الحال لاني لا أعرف كل لغات العالم وعاداتهم .. لكن عممتها بحكم من أخاطب وسيفهمون قصدي حتما ..
وحتى اللغة الانجليزية احتكاكنا بها اتحكاك أكاديمي فقط ... ما عشنا في مجتمعات ناطقة بها حتى نفرز أذا كانت هنالك عبارات شعبية خاصة بالنساء دون الرجال .
وبنفس المنطق
أنت قلت هذه الميزة موجودة في كل مجتمع انساني ناطق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
Quote: أنت قلت هذه الميزة موجودة في كل مجتمع انساني ناطق |
بالفعل، هذه الميزة موجودة في كل مجتمع انساني ناطق | مع احترامي الشديد أستاذ درديري كباشي فالأمر متعلق أكثر بحاجة النوع المعين من ناحية الجنس (gender) للتميز عن الآخر. واللغة هي وسيط التفاعل الأكثر تأثيراً لذا تجدها الماعون الأنسب لهذه التعبيرات عندما ذكرت أنها متوفرة في كل مجتمع انساني ناطق فهذا انطلاقاً من هذه الحقيقة وليس اطلاعاً على اللغات كافة رغم أن البحث في الأمر ممكن جداً تحياتي
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: حاتم إبراهيم)
|
مشكور يا باشمهندس حاتم وشكلك أنت شخص باحث ومطلع
خلينا نطر الشق الثاني ..
هل قابلك شعب من الشعوب يخص النساء بنوع معين الغذاء ويعاب على الرجال .. مثل ما ضربت مثال بمديدة الحلبة ورغم أنه هذه العادة اندثرت لكنها كانت ظاهره غريبة وتستحق الوقوف عندها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: حاتم إبراهيم)
|
حسب رأيي ، الاخلاق ليست نسبية بينما التربية يمكن ان تكون كذلك .. ويبدو انك قد خلطت ما بين الاخلاق و "النفاق الاجتماعي " و العادات و التقاليد واختلاف الثقافات . الاخلاق هي عبارة عن مبادءى عامة تحكم السلوك البشري او الفردي و قد استمدها الانسان منذ عصر قديم من الاديان والفلسفات و من خلال الصراع الازلي بين الخير والشر - الصحيح والخطأ. و قد تطورت هذه المبادئ وتشعبت لتوائم متطلبات عصرنا الحاضر . هذه المبادئ مثل الصدق ، النزاهة ، مساعدة ذوي الحاجة ، العطف على المرضى ، عدم ايذاء الآخرين وغيرها هي مبادئ كونية لا يمكن ان تكون نسبية ، لا يوجد مجتمع يمجد عكسها على الاطلاق ، بمعنى لا يمكن ان تجد مجتمعا يمجد الشخص الكذاب . لكن بالنسبة للتربية فهي نسبية نعم ، لكن الى أجل ما بمعنى ان اسس التربية في العالم الآن تتجه الى العلمية شيئا فشيئا ويبدو هذا واضحا في المجتمعات المتحضرة الغربية وبعض المجتمعات الشرقية حيث اصبحت سلطة المدرسة ربما مساوية لسلطة الاسرة و تحاول الاثنتان العمل في تناغم وانسجام. نسبية التربية تكمن في الظروف الخاصة بكل مجتمع ، ثقافية ، اقتصادية او حتى ايكولوجية ، سكان البوادي و الغابات مثلا يربون ابناءهم على الشدة والاعتماد على النفس مبكرا لان حياتهم صعبة تكتنفها الكثير من المخاطر بينما لا يحتاج سكان الحضر لذلك فهم يحتاجون لاشياء اخرى مثل التعليم وهكذا. نظرة كل مجتمع للتربية تحددها حاجة المجتمع نفسه لسيادة قيم او افكار او اعمال معينة وهي في حالة تغير مستمر ايضا من جيل الى جيل. تحياتي درديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: Abdullah Idrees)
|
سلام يا شيخ عبد الله
ونشكرك على المداخلة الثرية ..
وأقول اولا ما هي التربية ؟ التربية تعني زرع الصفات الحميدة في النشأ أي زرع الاخلاق .. مثلا عندما تربي الولد على الصدق وتنهاه عن الكذب تكون زرعت فيه خلق حميد ونهيته عن خلق ذميم .. لكن عندما تقول للولد ( أياك أن تكذب على ألأكبر منك ؟) هنا تدخلت النسبية بمعنى بطريقة غير مباشرة كأنما قلت له كذب على من هم في سنك ومن هم دونك . وهنا تكون زرعت فيه صفة أن الكذب ليس مذموما في كل الاحوال ومع كل الناس أي نسبية التربية .. لكن حتى لو أخذنا الكذب بعيدا عن التربية فهو يباح عند الضرورة . بمعنى لو كنت أنت في موقف يضطرك أن تكذب والا ستهلك فأفعل . وخير مثال لذلك قصة عمار بن ياسر . أخبر أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال:أخذ المشركون عمارا، فلم يتركوه حتى نال من رسول الله وذكر آلهتهم بخير، فلما أتى النبي قال: ما وراءك؟ قال: شر يا رسول الله. والله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فقال : "فكيف تجد قلبك"؟ قال: مطمئن بالإيمان. قال: "فإن عادوا فعد". هنا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعمار لو قبضوا عليك وضغطوك لتشرك بالله فأفعل ..طالما ان هذا الفعل لاخالق معتقدك وينجيك من الموت والعذاب . هذه أذا نسبية تجعل الكذب جائزا في بعض الظروف . بل الكذب في بعض القبائل أصبح نوع من الادب يقيمون له ليالي.. ويجتمع الكذابون ويخوضوا مطارحات أشبه بالمطارحة الشعرية .. وهذا أيضا مثال الى أن الكذب خلق دنئ لكن نسبيا ..وليس مذموم مطلقا . كذلك السرقة . في بعض القبائل . .تعد نوع من الفراسة . ونحن تراثنا ملئ بشعر الهمباته .. الذين يتباهون بما نهبوه من الغير شعر وفخرا . ولكن ليس هذا ما عنيته من هذا البوست .. ما قصدته أن الاخلاق نفسها ليست سفرا متكاملا مثل ما هي مفترض أن تكون .. لو فرضنا أن الاخلاق كتاب موروث منذ الازل حتى قبل الاديان كما ذكرت ..لكن البشر يتعاملون معه بجزئيات تحكم حياتهم وتحميهم من بعض . مثلا بمثال العصابات والمافيا .. الوفاء والاخلاص خلق مهم واساسي في هذه العصابات ليجعهلها متماسكة وموجودة .. لكن هذا الوفاء والاخلاص يلزمهم هم أي افراد العصابة في التعامل مع بعضهم البعض .. لكن أصلا طبيعة نشاطهم قائمة على الغدر والخيانة مع باقي المجتمع .. يعني مثلا أفراد العصابة يخطفوا شخص ويسألوه أنهم سيتركوه أذا فتح لهم الخزنة مثلا أو اخبرهم محل المفاتيح .. وعندما يفعل يقتلوه .. أي هنا لاوفاء .. لكن هذا الغدر لن يفعلوه فيما بينهم .. أذا هنا صفات الوفاء والاخلاص يتعاملون معها بنسبية .. فلذلك قلت صدق الشاعر بقوله .. انما الامم الاخلاق ما بقيت .. فأن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .. بمعنى الاخلاق وبمعزل عن التربية هي التي تكفل تماسك الجماعة بغض النظر عن نشاطهم اذا كان أخلاقي أو غير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
الأخ الدرديري وضيوفه الكرام، السلام عليكم، يا درديري فهمت من مداخلتك الأخيرة: أنّ النسبية هي من حيث التزام الناس بالأخلاق، أما الأخلاق في حدّ ذاتها، فهي فطرة إنسانيّة عامّة ومطلقة! إن كنت تعني ذلك، فهو في نظري صحيح جداً! نعم، كلّ أمّة تتحدّث عن قيمها ومثلها العليا، لكنك إذا اقتربت من هذه القيم والمثل تجدها في النهاية هذه القيم الأخلاقية التي نعرفها، يكتشفها كلُّ إنسان، وتكتشفها كلّ دولة، من خلال سياقه وسياقها التطوّريّ الخاص!
منّي عمسيب أخبارك! تعلمين أنّ فساد الإنقاذ هو في النهاية فساد أخلاقي ، فالقول بالنسبية الأخلاقية، معناه إضفاء البراءة على هذا النظام، وعلى كلّ مسلك إجرامي منحرف!
وتحياتي!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: صلاح عباس فقير)
|
سلام يا فقير هنا كلمة نسبية هي عكس مطلق يعني مثلا لامن تقول السرقة حرام أو عيب أوممنوعة .. هذا حكم مطلق يشمل أي نوع من السرقة سوى كانت مادية أو حتى معنوية . متى تصبح نسبية عند أضافة عبارة أخرى تفيد التخصيص .. مثلا نقول سرقة الفقراء حرام أو عيب .. بمعنى هنا هذا أستثناء مبطن يجعل سرقة الاغنياء مباحة .. أو اطلاق فتوى غير مباشرة تغري العاملين بنهب مال الدولة . كأن يقول شيخ ( لا يوجد نص صريح في الدين يحرم سرقة المال العام لان الموظف المختلس نفسه له حصة في هذا المال باعتبار أنه واحد من المسلمين الذين يمتلكونه ) مثل هذه الفتوى ستجعل ثروة البلد في غضون سنوات قليلة في أيادي قلة مظهرهم متدين وهم ملتزمون بعباداتهم ويؤمون الناس في الصلاة ... وجود العبارات أو الفتاوي التي تدخل على النصوص او البنود الاخلاقية وتفيد الاستثناء .. هي التي تجعلها نسبية . وكذلك الكذب هو منبوذ ومكروه ومعيوب في كل الاعراف وعند كل البشر .. لكن توجد مواقف يحدث فيها استثناء مثل المثال الذي ذكر قصة عمار بن ياسر .. أو كما أعتدنا في مجتمعاتنا ما عرف بالكذبة البيضاء مثل الكذب على الزوجة طالما أن الصدق في هذه الحالة سيؤدي الى خراب البيوت .. مثال واحد زميلته في العمل دعته الى خطوبة أختها ومن مكان العمل توجه للحفلة . بعدما يعود بالليل الزوجة تسألة ( وين كنت تأخرت حتى الآن) وهو يعلم أن الصدق في هذه الحالة سيتحول الى وسواس ربما بذات الليلة حملت شنطتها وطلبت الطلاق فهو هنا مضطرا أن يقول ( كان عندنا اجتماع ميزانية مهم مع المدير العام والنقاش طول ونسينا أنفسنا ) .. هذا كذب ما فيه شك .. لكن هل سيدرج ضمن سوء الخلق التي يتربع على قمتها الكذب نفسه ؟ أذا قلت لا .. اذا هذه نسبية .. بمعنى أن الكذب أصبح ليس منبوذا في كل النواحي وكل الظروف. هذين نموذجين لنسبية الاخلاق في ذات البنود .. وكذلك هنالك نسبية للاخلاق بصورة عامة في أن الناس يتركوا بعض ويلتزموا ببعض آخر .. كأن تخلص مثلا بنت لعشيقها وتعيش معاه حياة كاملة بالاخلاص والوفاء لكن بدون زواج .. لكنها لا تقترن او لا تستجيب لغيره مهما أغراها بمال أو بأي شئ لتمنحه ليلة واحدة ..يا سلام هذه بنت مخلصة وملتزمة ( لكن ما هو هذا الشئ الذي التزمت به وأخلصت له ؟) ومثال آخر الخداع والغش والتحايل هي صفات دنيئة ما في شك ... لكن قد تكون وسائل عمل مهمة في عمل الاستخبارات مثلا أو التجسس أو غيرها بإعتبار أن الحرب خدعة ..و بأعتبار أنه من أجل هدف أسمى تباح المحظورات .. وهذا سلوك معروف ومطبق في كل كتب وتحقيقات الجاسوسية وغيرها .. وحتى الهدف ليس بالضرورة أن يكون سامي ممكن يكون مادي .. وكلنا نذكر قصة مزيع أحدى القنوات الاخبارية الذي أوقع وخدع قائد القاعدة في باكستان وكشف شخصيته وموقعه للاستخبارات من أجل حفنة من الدولارات ولصالح جهة أعلامية مفترض أن الصدق والامانة يكون أحد أساسياتها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
حيا الله درديري، مبدأ الضرورات تبيح المحظورات، مبدأ عام ومطلق! وهو مبدأ شرعي، كما هو مبدأ عقلي! وقد ورد في الشرع ما يُفيد بتضييق نطاق استخدامه بقدر الإمكان، لأنه خلاف القاعدة العامة! عموماً أنا مقتنع بأنّ القاعدة الوحيدة التي لا يمكن اختراقها، هي قاعدة: (أنّ لكلّ قاعدةٍ شواذ)! والشذوذ كما هو معلوم لا يخدش القاعدة، بل يؤكّدها، لأنّه يكون مستنداً إلى مبرّراتٍ واقعيّة، تمنع من تحقيق المقصد الشرعي، أو تؤدي إلى ضررٍ أكبر!
وتمثيلك بقول بعضهم: لا يوجد نص صريح يحرّم المال العام، لعله يقصد أنّ سرقة المال العام شبهة يُدرأُ بها حدّ السرقة، أما المال العام نفسه فلا خلاف حول حرمته، لكنه جريمة (تعزيرية) وليست حدّيّة!
وحتى إذا فرضنا أنه ليس جريمة تعزيرية، وهو فرض خاطئ، فهذا لا يخدش المبدأ الأخلاقي العام، وهو أنّ السرقة عموماً سلوك مرذول! ومن المعروف أنّه ليس هناك تطابق بالضرورة بين ما يُعدّ جريمة طبقاً لقانون العقوبات، وبين ما يعدّ انتهاكاً للخُلق الكريم!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: صلاح عباس فقير)
|
سلام يافقير السرقة هي السرقة وتعني استيلاء فرد أو جماعة لاملاك غيرهم بغير حق شرعي وبوسائل غير مشروعة . بالتالي سرقة المال سوى كان عام أو خاص هي سرقة نوع التفسيرات هذه هي التي أتت بهذه النسبية .. مثلا سرقة المال العام قلت شبهة تدرأ بها الحدود بمعنى سارق الملك الخاص تقطع يده أما سارق الملك العام يستحق عقوبة تعزيرية . بتبرير أن سارق المال العام هو فرد من المجتمع أي من الذين لهم حق في هذا المال العام . مع أن سرقة المال العام أشد خطرا على المجتمع من سرقة الافراد .. بمثال بسيط نفترض شخص أمين مستودع تبع وزارة الصحة . أختلس الادوية وباعها في السوق .. ولص آخر كسر صيدلية خاصة وسرق منها الادوية . .بهذا الفهم ستقطع يد الثاني ويعاقب تعزيريا الاول . مع أن الاثنين ارتكبوا نفس الذنب .. لكن لو قسنا الموضوع بميزان الضرر .. لوجدنا ضرر الأول أكبر من الثاني . الثاني تضرر من فعله صاحب الصيدلية فقط لانه خسر ماله .أما الثاني ممكن أن يتسبب في وفاة أو تفاقم الحالة الصحية لعدد كبير من البشر .. هو لا يعرفهم ولا هم يعرفون من هو الذي سبب لهم هذا الاسى . رغما عن ذلك العقوبة الاكبر تطال الثاني منهما .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل الأخلاق والتربية مسألة نسبية ؟ (Re: درديري كباشي)
|
درديرى يا درادر يا بتاع الدرر كفانى عبد الله ادريس وعباس فقير شر التداخل فى هذا البوست ارجو ان تولى مداخلتيهما العنايه اللازمة وما تتلولو عليهما عشان البوست دا يجيب اكله ... لا نسبية فى الاخلاق فى اى زمان ومكان وموضوع ... لا نسبية فى الترية الصحيحة السوية فى اى زمان ومكان وبنى ادم ... فقط اضبط المصطلحات لتجد كل ما ذكر اعلاه صحيحا ...
ـــــــــــــــــــــــــــ فى كلام كتير انت سردته فوق لا علاقة له بكل ما ذكر بل يقع فى باب التصرفات والسلوك الشخصى ... اما قصة المافيا دى فقد قلبت فيها الهوبة ... انت بتسمى اى شىء اخلاق ؟؟؟ يا للهول طيب للتسهيل نقصد بالاخلاق الاخلاق الحميدة .... ونقصد بالتربية التربية السوية .... مش اى تربية ولا اى اخلاق .... فترتنا ... امنع الفوضى ...
| |
|
|
|
|
|
|
|