|
هجرات مرعبة !!!!
|
08:52 PM Aug, 24 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى فى سودانيزاونلاين
الجريمة بحق الإنسانية التي ترتكبها الرأسمالية والاتحاد الأوروبي بحق عشرات الآلاف من المجبرين على الهجرة مستمرة في التوسُّع. وهي تؤدي إلى مجزرة لا يمكننا أن نستمر حيالها بالتزام الصمت ولا بالتصرف بحقارة من خلال تبني النظريات الكاذبة التي تحاول أن تضع المسؤولية عن المأساة على عاتق "مافيات" مفترضة.
إن إلقاء المسؤولية على عاتق "مافيات المهاجرين" المفترضة هو محاولة للتغطية على المسؤولين الحقيقيين. فالرأسمالية هي المسؤولة عن هذه المأساة. المسؤولون هم أولئك الذين يجمعون الثروات من عرق الآخرين وينهبون العالم كله. إن الشركات العابرة للقارات تزيد ثرواتها بفضل عذابات الشعوب: عملية النهب تتم من خلال الحروب الإمبريالية والقمع وتكوين الجيوش شبه العسكرية. هناك 85 شخصاً من مالكي المليارات، وهؤلاء يتربعون فوق ثروات تعادل ما يمتلكه نصف سكان الكوكب. وهناك 3570 مليون إنسان يعيشون على الكفاف ويتعرضون للاستغلال وهم يعملون في مصانع أشبه بالقبور ويجدون أنفسهم مجبرين على أكل الفضلات وعلى بيع أعضائهم أو دمائهم، أو على رمي أنفسهم في أحضان هجرات مرعبة تنتهي دائما بالموت غرقاً أو بالغرق في عباب حياة يسودها الاستغلال الأقصى في القلعة الأوروبية، إذا حدث لهم ونجوا من الغرق أثناء ارتحالهم.
1- أزمة مهاجرين هاربين من النهب الرأسمالي والحروب الإمبريالية
آلاف الأشخاص فقدوا حياتهم في البحر المتوسط خلال الفترة المنصرمة من العام 2015 وهم يحاولون الوصول إلى القارة الأوروبية. فقد ارتفع عدد هؤلاء ثلاثين مرة عما كانوا عليه في الفترة نفسها من العام الماضي. وبحسب وكالة الأمم المتحدة للاجئين، بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا الشواطئ الأوروبية 137 ألفاً خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2015. وقد وصل إلى إيطاليا 170 ألف شخص خلال العام 2014 بزيادة 277 بالمئة عما كان عليه الرقم عام 2013. وتضيف الوكالة في تقريرها الأخير بأن "الغالبية الساحقة من آلاف الأشخاص الذين عرضوا أنفسهم للخطر وعبروا البحر خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2015، إنما فعلوا ذلك هرباً من الحرب أو من الاضطهاد. وبهذا، فإن أزمة البحر المتوسط تصبح أزمة مهاجرين". وتؤكد الوكالة أن عمليات العبور تزداد بشكل ملحوظ خلال الفصل الثاني من السنة، وأن ما لا يقل عن 90 ألف شخص قد عبروا إلى أوروبا بين الأول من تموز / يوليو والثلاثين من أيلول / سبتمبر 2014. وقد غرق منهم ما لا يقل عن 2200 شخصًا.
الرأسمالية
وبالإضافة إلى الضحايا الذين تم إحصاؤهم، هنالك مفقودون. وبالإضافة إلى الضحايا الذين يموتون في البحر المتوسط، هناك آلاف الضحايا الذين يموتون في المحيط الأطلسي وآلاف الضحايا الذين يموتون في الصحراء. ولا بد من أن نأخذ في الحساب أعداد الضحايا الذين يقتلون أمام حدود سبتة ومليلة وفي مراكز الإيواء.
الهجرة في تصاعد مستمر وتصاحبها مآس من نوع الموت الذي أصاب ألف شخص في أسبوع واحد. هؤلاء الأشخاص يهربون من البؤس الذي ينجم عن النهب الذي يمارسه الرأسمال الكبير في إفريقيا. وهم يسلكون الطريق نفسه الذي سلكته الثروات الطائلة المستخرجة من أراضي بلدانهم. الشبيبة الإفريقية تغرق، وغالبية أسر الضحايا لا تعلم شيئا عما حل بأبنائها، لأن أكثر الجثث تظل مفقودة، وما يتم اكتشافه منها يدفنونه في أغلب الأحيان وتظل القبور بلا أسماء. .
|
|
|
|
|
|