ثم أنا الآن كليلة صيف طويلة مملوءة بعزلة الأشياء ، ورهاب الأمكنة ثمة توجس وثمة مجهول و وجه غريب على طرقات المدينة .. ثمة عود ثقاب وحيد يشتعل في أجمة التوق المفرط يحاذر صلف الريح فترتعد الوسائد واجلة .. ثمة نافذة زجاجية يقترب منها فراش حائر فهناك أصيص مهشم به وردة حزينة .. ثمة كتاب مفتوح ، صفحاته تداعبه الهواء ، تبعثر أحرفه بين الرفوف المغبرة بذاكرة النسيان .. أنا الآن كليلة صيفية .. ترتب الأشياء بصمت الكهوف ..
جيفارا عمر
10-07-2015, 10:54 PM
Dahab Telbo
Dahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165
يظل البنفسج يحتويني وأحتويه مثل عاشقين لايملان عناق الارواح الابدي ،البنفسج ناري ونوري، منهاجي عصاي التي اتحسس بها تلك الالغام الكثيرة التي قُذفت في حقلها مثل كل الذين جاءوا في مثل ذلك التوقيت المعتم، أولئك الذين ولودا خصيصا ليتسامحوا مع كل هذا الحشد من الظلمة،الذين ولدوا بوسم الفضيحة الأبدي " تحرير المناطق المحررة " منزوعين من فطرة الاختيار، هكذا ولدوا مدجنين على الخنوع مثل دجاجات بلدية!، البنفسج شفاء الجرح ونور فضائي الأكثر حلكة ،أتحسسه مثل عصى حقيقية لأعمى لا يغامر بالانجرار وراء تهيأته البنفسج تاج ألوان الطيف ومسكن تيه الحيارى الذين ابحث عنهم لألفهم بدثاره الدافئ في هذا الشتاء الذي بدأ ينذر الأزهار بوابل الثلوج والرياح اللجوجة ،لأحدثهم فقط عن حقيقتي الخاصة جدا "ان لاشيء يفرغ القلب من الألم مثل استجلاب مزيدا منه !" ولو كان هناك شيء أخر فهو دعوتهم إلى تذوق مرارة القهوة التي تستسيغها القلوب المضرمة بحرقة اكتشاف الهزائم،عندما كنت طفلا كنت قد أصخت السمع طويلا لتلك الإخبار الهادرة عن إنقاذ شيء ما عرفت فيما بعد انه الوطن ، الوطن الذي لم تذهب غشاوة جهله عن ذهني حينها حتى عندما حاول أبي جاهدا استخدام مقاربة "المنازل والأسر" وحتى بعد ذلك التفهم المشوش لم أصل إلى استيعاب ضرورة إنقاذ ارض بذلك الحجم ولكن فرحت لذلك فقط لأن أطفال كثر سيستطيعون قيادة عرباتهم الوهمية في شوارعها ،لم أكن اعرف أن موجة السراب الخداعة تلك لم تكن إلا إمتداد لمسرحية الهزل التي بدأت منذ ان تُرك الامر (لأهله)، وان المعني الحقيقي دائما ما يكمن وراء الكلمات النقيضة للمسميات في لعبة فجة لأطفال كبار يدّعون الفهم دائما، إلى أن فجعتني الأيام بمشاهد التجنيد الإجباري أو"الإلزامية" كما يترجمها الضحايا الذي لم أكن معني به حينها لكنه أتاح لي الكفر المبكر بكذبة حجي جابر* التي وصلني نصها متأخرا جدا مثل مؤمن تليت عليه نصوص كتاب مزيف من مقدساته، تلك المرارة التي لم تذهبها نصوص الأناشيد الوطنية ولا التداعي القومي حول فلسطين،ولا مسكننا او "السلامة هي تجنب المخاطر"، مرارة ظلت عالقة مثل بُخسة أسطورية تحوي بداخلها بحورا من الألم ،و عندما أرادت "هبة سبتمبر" تفجيرها البس أصدقاء "ذوي الانتفاضات" بُخستها جراب متين من جلد نتن بعد كثير دم ،بعدها نزلت امطار اليأس التي أغرقت فيضاناتها الوطن المحتضر في رفوف المتحف الوطني وحملت العقول الى خارجه بتوق يفوق حب الاوطان وهكذا أضحت المنافي وطننا الذي لا سبيل لنا إليه مثل لاجئي جزر الانتيل ،"المخارجة" هي حلم بهي وحبل نجاة من عار لم تلكن لنا يد فيه ولكنه لازمنا كظل ميت لكائن أكثر حياة من مصباح مضاء، "جيل الانقاذ" هكذا اسمونا من قتل الوطن أندادهم الذين تقاسموا معهم مقاعد فصول الدراسة،رغم أننا لم نقم بمعركة الثور في مستودع الخزف التي كسرت الوطن وقطعته أشلاء ممزقة! ،لسنا من فعل ذلك لتتبجحوا علينا بأنكم جيل الانتفاضة! ليس زميل دراستي من وقع على برتوكولات مشاكوس،نيفاشا،سرت، ابشي،ابوجا،اديس اببا،الدوحة،وليس من ضمن الذين سيحضرون المهزلة القادمة من ساهم معي في "شيرن" البوش فهلا كففتم عن كينا بمحاور الانتكاسات لطفا
تلبو _______________________________ حجي جابر كاتب وروائي ارتري معاصر ومبدع جدا وهو القائل في حين يأس " الوطن عبارة عن كذبة بيضاء يطلقها البعض دون وعي ويروج لها البعض دون الشعور بالخديعة." التعديل لتصحيح رسم كلمة "النقيضة"
استاذي درديري مرحب بك في هذه المساحة القزحية كلامك حقيقة السودانيين يتطيرون من الاصفر وقد ربطوا بينه والملاريا وللبنفسج ايضا رابط وثيق مع المشاعر وغالبا ما يربط مع مشاعر العشق ولكنه يرمز الى الاحاسيس عموما حتى الكآبة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة